ocaml1.gif
العدد ٢١: السقطة المميتة بعد الحياة الجديدة Print
Written by Administrator   
Sunday, 23 May 2021 00:00
Share

raiati




الأحد ٢٣ أيّار ٢٠٢١ العدد ٢١ 

أحد المخلّع

القدّيس ميخائيل المعترف،

ومريم لكلاوبّا حاملة الطيب، وسوسنّا،

والشهيدة ماركياني

 

كلمة الراعي

السقطة المميتة بعد الحياة الجديدة

السقطة المميتة بعد الحياة الجديدة تحلّق حول بركة «بيت حسدا» عدد من الذين يبحثون عن انطلاقة جديدة في حياتهم، بسبب من ضعف جسديّ يعانونه. بين هؤلاء تميّز، على ما يبدو، مخلّع منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا لاحظه يسوع فبادر إليه بالسؤال: «أتريد أن تبرأ؟» (يوحنّا ٥: ٦). بالطبع هو سؤال مفروغ منه، لكنّ المخلّع لم يبخل بشرح حالته: «يا سيّد، ليس لي إنسان يلقيني في البركة متى تحرّك الماء. بل بينما أنا آتٍ، ينزل قدّامي آخر» (يوحنّا ٥: ٧). لا شكّ في أنّ هذا الإنسان عانى الوحدة والعجز وغياب المساعدة الأخويّة. لكنّ هذا الواقع لم يجعله يستسلم، بل ثابر في الانتظار والمحاولة بأن يلقي بنفسه في الماء أوّلًا متى حرّكه ملاك. لربّما تعزّى، وهو على هذه الحال، بشفاء الآخرين قبله، وصبر مجاهدًا إلى أن تحين ساعته، فكان خير شاهد على صلاح الله الحاصل والآتي بآنٍ، وكان خير مَن يترجّى رحمة الله ويعيش مشيئته من جهته طيلة هذه الفترة الطويلة!

هذا الاستعداد الداخليّ الكبير لدى المخلّع وجد في أمر يسوع - «قمْ. احملْ سريرك وامشِ» (يوحنّا ٥: ٨) - الطاقة ليقف على قدمَيه ويحمل «الصليب» الذي كان مستلقيًا عليه ردحًا من الزمن. لِـمَ أصغى هذا المخلّع إلى يسوع؟ ربّ قائل إنّ أعضائه استعادت عملها السليم بفعل الأمر الذي تلقّاه المخلّع من يسوع. فكان من الطبيعيّ أن ينهض ويعاود المشي كما لو لم يكنْ مخلّعًا مطلقًا! بدت هذه «القيامة» طبيعيّة للمخلّع، لأنّ يسوع جعلها كذلك، إلى درجة لم يفطن معها المخلّع إلى أن يشكر شافيه ولا أن يسأل عن هويّته. هكذا كان محمولًا بنعمة الله وهكذا بدت عطيّةُ الله طبيعيّة في حياته!

حدوث هذه القيامة شكّل مخالفة فادحة في عين حرّاس الناموس، لأنّها حصلت يوم سبت! هذا الأمر دفع بـمَن كان مخلّعًا قبلًا وبات صحيحًا الآن ليبحث عن الذي شفاه وأمره بحمل سريره. فمَن التقاه قبلًا عند باب المدينة، وجده الآن في الهيكل. هناك اختار أن يعتزل واضعُ الناموس من الجمع، ومن هناك سيُسمع المخلّعَ الإعلان حول الناموس الجديد الذي يجدر بالإنسان معرفته والمحافظة عليه من الآن فصاعدًا: «ها أنت قد برئتَ، فلا تخطئ أيضًا، لئلّا يكون لك أشرّ» (يوحنّا ٥: ١٤). هكذا يستطيع الإنسان أن يحافظ على عطيّة الله المجّانيّة.

الحقّ يُقال إنّ الوقوف على القدمَين والسير وحمل السرير كانوا واجهة لما هو أعمق من شفاء الجسد ولما كان يطلبه المخلّع. فقد ترافق وشفاء النفس، فبات إنسانًا جديدًا. حصل على أكثر من فرصة جديدة، حصل على الحياة الحقّ. ولم يقتصر الأمر على استعادة الحركة الجسديّة بل تعدّاه إلى الحكمة التي يجب أن يحوزها للعيش وفق مقتضى الحياة الحقّ. فالحياة الجديدة يحيق بها خطر مميت بحال سقطنا في الخطيئة. لذا على المؤمن أن يقتني هذه الحكمة طيلة حياته!

حسنًا فعل المخلّع بأن أبلغ مُسائليه من اليهود عن هويّة الذي أبرأه. هل فعل هذا من أجل رفع المسؤوليّة عن نفسه وتبرئتها؟ أم أراد أن يكون شاهدًا أمامهم على قيامة حدثت في حياته؟ أَتُرى أراد أن يواجه حُـماة السبت بربّ السبت؟ أم اشتهى أن يحظوا بدورهم بشرف معرفة مَن منحه الحياة الجديدة؟ لقد توارى يسوع، لكنّه ترك المجال لرسول جديد بأن يكون بشيرًا حيًّا بالقادر على أن يمنح الشفاء للمتعَبين، والغفران للخطأة، والقيامة للموتى، والتعزية للمحزونين، والشجاعة للمتردّدين، والثقة للخجولين.

في النهاية، هل لاح لنا فجر حياة جديدة؟ لا شكّ في أنّ الأمر مرتبط بقدرتنا على الإصغاء إلى المسيح الذي يأمر فننهض، ويهَب فنأخذ، ويعلّم فنتّعظ، ويفصح عن هويّته فنكرز به. وهو مرتبط بالحرص والانتباه على الحياة الجديدة، وبتنمية استعداد موافق لقبولها، وبتوفير مناخ مناسب للاستمرار فيها. كانت هذه الهبة مجهولة قبلًا من قبل المخلّع، لكنّها منذ انكشفت له، باتت معلومة لدينا. فحقّ المخلّع علينا هو ألّا نتجاهلها، وإلّا كنّا في جهل ما بعده جهل، ووقعنا في توانٍ ما بعده توانٍ، حتّى يحقّ للعارف أن يقول: هذا هو الخطأ بعينه الذي، إذا حصل، يكون السبب في «أن يصيبنا ما هو أشرّ»! هلّا انتبهنا إذًا إلى هذه السقطة المميتة، خصوصًا اليوم، وخصوصًا نحن؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٩: ٣٢-٤٢

في تلك الأيّام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن، نزل أيضا إلى القدّيسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك إنسانًا اسمه أينياس مضّجعًا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلَّع. فقال له بطرس: يا أينياس يشفيك يسوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا إلى الربّ. وكانت في يافا تلميذة اسمها طابيتا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة أعمالًا صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيّام أنّها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العلّيّة. وإذ كانت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ أنّ بطرس فيها، أرسلوا إليه رجلين يسألانه ألّا يُبطئ عن القدوم إليهم. فقام بطرس وأتى معهما. فلمّا وصل صعدوا به إلى العلّيّة، ووقف لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَه أقمصة وثيابًا كانت تصنعها ظبية معهنّ. فأخرج بطرسُ الجميع خارجًا وجثا على ركبتيه وصلّى. ثمّ التفت إلى الجسد وقال: يا طابيتا قومي. ففتحت عينيها، ولمّا أَبصرتْ بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثمّ دعا القدّيسين والأرامل وأقامها لديهم حيّة. فشاع هذا الخبر في يافا كلّها، فآمن كثيرون بالربّ.

 

الإنجيل: يوحنّا ٥: ١-١٥

في ذلك الزمان صعد يسوع إلى أورشليم. وإنّ في أورشليم عند باب الغنم بركة تسمّى بالعبرانيّة بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضّجعًا فيها جمهور كثير من المرضى من عميان وعُرج ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريك الماء، لأنّ ملاكًا كان ينزل أحيانًا في البركة ويُحرّك الماء، والذي ينزل أوّلًا من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من أيّ مرض اعتراه. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقى، وعلم أنّ له زمانًا كثيرًا، قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيّد ليس لي إنسان متى حُرّك الماء يُلقيني في البركة، بل بينما أكون آتيًا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامش. فللوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. فقال اليهود للذي شُفي: إنّه سبت فلا يحلّ لك أن تحمل السرير. فأجابهم: إنّ الذي أبرأني هو قال لي: احملْ سريرك وامشِ. فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احمـلْ سريرك وامشِ؟ أمّا الذي شُـفي فلم يكن يعلم من هو، لأنّ يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمع. وبعد ذلك وجده يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عوفِيْتَ فلا تعُدْ تخطئ لئلّا يُصيبك أشرّ. فذهب ذلك الإنسان وأخبر اليهود أنّ يسوع هو الذي أبرأه.

 

هل تريد أن تبرأ؟

إنسان مخلّع منذ ٣٨ سنة. مُلقى الى جانب بركة «بيت حسدا». مثله مثل العشرات من المرضى.

بين الحين والآخر ينحدر ملاك، يحرّك الماء في البركة. من يُلقى في البركة أوّلًا بعد تحريك الماء يُشفى.

في هذا اليوم (الذي يتحدّث عنه القدّيس يوحنّا الإنجيليّ)، في هذه الساعة، اختار يسوع هذا المخلّع، اختاره من بين كلّ المرضى المنتظرين الشفاء العجائبيّ. أتى إليه، وبدون مُقدّمات، سأله: «هل تريد أن تبرأ؟»

سؤال بسيط جدًّا، وقد نعتقد أنّ الإجابة عنه سهلة جدًّا. لكنّ الأمر ليس كذلك.

المخلّع لا يعرف من هو هذا الذي يطرح عليه هذا السؤال، لم يتعرّف إليه من قبل، لا يعرف ما هو قادر على أن يقدّمه له ولا بأيّة طريقة. فهو لا يعرف إلّا طريقة واحدة، أنّ عليه أن يُلقى في البركة، وهو ليس له أحد ليُلقيَه.

كلّ تركيزه منصبّ على هذه البركة ولا يستطيع أن يرى أيّ شيء آخر، ولا أن يفكر بأيّ شيء آخر. لا يرى خلاصه إلّا عبرها. لا يرى شفاءه إلّا عبرها.

أنا هو هذا المخلّع. مخلّع بسبب الأمراض والهموم والخطايا.

وطني هو هذا المخلّع، مخلّع بسبب سوء الإدارة والفساد والتناحر.

إنسانيّتي هي هذا المخلّع، مخلّعة بسبب الفقر والحروب والجشع.

أنا إذًا إنسانٌ مخلّعٌ على جميع المستويات.

ماذا أجيب يسوع حين يأتي إليّ اليوم؟ حين يقف أمامي ليسألني: «هل تريد أن تبرأ؟»

هل ما زال كلّ تركيزي منصبًّا على البركة التي أمامي؟ هل ما زلت أنتظر الشفاء العجائبيّ؟ هل بتُّ أعرف هذا السائل، بعد أن التقيته في كلمته وفي الليتورجيا وفي الإفخارستيّا؟ بعد أن عشتُ معه الخبرات الروحيّة؟ هل صرت أعرف أنّ له طرائقه الخاصّة في الشفاء؟ وله أساليبه التي لا أدركها ولا تخطر على بالي؟ هل أفسح له المجال ليعمل فيّ وعبري؟

هل أدركت، بعد كلّ التجارب والخيبات والرهانات الخاطئة، أنّه في سبيل الشفاء الشخصيّ والعامّ، ليس لي إلّا سبيلٌ وحيدٌ، وهو أن أجيب يسوع بكلمة «نعم»، «نعم أريد أن أبرأ»، «نعم أريد أن تلتقي نعمتك مع إرادتي». 

هل صرت أعرف أنّ الشفاء، أي شفاء يبدأ من داخلي وليس من الخارج؟ من عمل الله فيّ وليس من البركة؟ هل أدركتُ أنّ الشفاء يجب أن يرافقه تغيير جذريّ في جسدي وفي عقلي وفي سلوكي؟ تغيير في قلبي وفي تفكيري وفي كياني كلّه؟ 

فكلّ شفاء خارجيّ، لا يرافقه هذا التحوّل الكيانيّ العميق، هذا الالتصاق القويّ بالربّ، يُبقيني رهينة الظروف والعوامل الخارجيّة المحيطة بي. فأبقى هذا الإنسان الذي تتقاذفه الآلام والصعوبات والهموم... وترمي به حيثما تشاء ومتى تشاء. 

بعد أن أُشفى، عليّ أن أنهض، عليّ أن أحمل فراشي وآلامي وهمومي وخطاياي، التي تسمّرت عليها طيلة ٣٨ عامًا، عليّ أن أغيّر اتّجاهي، أن أسلك طريقًا آخر، ألّا أعود إلى الخطيئة، إلى الفساد، إلى الهروب من المسؤوليّة عن خلاص نفسي وعن خلاص الآخرين.

عليّ أن أكون مستعدًّا للشهادة، مستعدًّا للمواجهة، فكثيرون يريدون للأمور أن تبقى مسمّرة في مكانها، يريدون للأشخاص أن يبقوا مسمّرين في مكانهم. النهوض صعب، والفراش الذي أحمله قد يتحوّل إلى الصليب الذي عليّ أن أحمله، لكن هذه المرّة بفرح، بفرح من التقى بالمسيح فغيّر هذا اللقاء حياته.

الجواب ليس بسيطًا.

في هذا الأحد تضعني الكنيسة، قرب بركة «بيت حسدا»، أمام يسوع الذي يسأل: «هل تريد أن تبرأ؟» فماذا سيكون جوابي؟

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: العائلة فرح الحياة

التلميذ: العائلة «كنيسة صغيرة في البيت كما الكنيسة كلّها في العالم». سَمعت هذا القول للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم في المحاضرات التي تنظّمها بطريركيّة أنطاكية وسائر المشرق حول العائلة.

المرشد: مفيدة هي متابعة هذه المحاضرات المنطلقة من الرسالة الرعائيّة للبطريرك والمجمع المقدّس «العائلة فرح الحياة». إذا انطلقنا من سفر التكوين نقرأ «فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ. وَبَارَكَهُمُ اللهُ وَقَالَ لَهُمْ: «أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ..» (تكوين ١: ٢٧-٢٨). العائلة مؤلّفة من ذكر وأنثى فقط يتحّد واحدهما بالآخر عبر سرّ الزواج المقدّس، فالكنيسة تحضّر المقبلين على الزواج وتتابعهم بعدها، لماذا؟ لأنّها تؤمن، عبر هذا السرّ، بأنّهم مشروع قداسة وامتداد للكنيسة في المنزل. ما هو أساس أنّ حبّ الله في الكنيسة يأتي من حبّ الله في البيت والعائلة.

التلميذ: كنت تردّد لنا دائمًا أنّ العائلة الكبيرة هي الكنيسة والعائلة الصغيرة هي في المنزل، ما يساعدنا على جعل العائلة كنيسة؟

المرشد: خطوات على قدر ما هي بسيطة للعمل بها، بقدر ما هي مفيدة، على سبيل الدلالة، الصلاة قبل تناول الطعام وبعده، قراءة صغيرة من الكتاب المقدّس، ترداد صلاة يسوع أي المسبحة بصوت مسموع على الجميع، قراءة سيرة قدّيس، ممارسة ومناقشة بعض الفضائل كمساعدة الآخر المحتاج، أو مثلًا الاعتذار والمسامحة بين أفراد العائلة الواحدة، تخصيص زاوية في البيت للصلاة نضع فيها الأيقونات والكتاب المقدّس، نضيء شمعة فيها أثناء الصلاة ونبخّرها من وقت إلى آخر.

التلميذ: كيف ينقل الأهل هذه الخبرة إلى أولادهم في العائلة؟

المرشد: جزء كبير من تعلّم الأولاد يأتي بالمشاهدة أو المماثلة، بالنسبة إلى الأطفال الأهل هم الله والقدّيسون والكهنة والكنيسة. «لا يستطيع الطفل أن يميّز بين الأهل والله. بالنسبة إليه الأهل هم الله فإذا كان الآباء سيّئين فالطفل يتعلّم أنّ الله سيّئ»، هذا قول لعالم النفس فريتز كونكل.

صلاتنا والدعاء إلى الله أن نكون عائلة مقدّسة أينما حلَلنا.

 

تكريس كنيسة القدّيسين سرجيوس وباخوس

يوم الجمعة الواقع فيه ١٤ أيّار ٢٠٢١، كرّس راعي الأبرشيّة كنيسة القدّيسين سرجيوس وباخوس - بساتين العصي، في مجمّع نجيب نعمة الرعائيّ التابع لدير النبيّ يوحنّا المعمدان في دوما.

وفي العظة تحدّث المطران سلوان من وحي إنجيل التكريس والإنجيل اليوميّ، وكيفيّة الشهادة لعمل المسيح.

 

الكنائس الأرثوذكسيّة في أوروبّا

ضمن مهرجان الفعاليّات المكرّسة للقيم العائليّة التقليديّة وحماية الأسرة، في مختلف البلدان الأرثوذكسيّة والكنائس التابعة لها، أسّس هذا العيد غبطة بطريرك جورجيا الكاثوليكوس إيليّا الثاني في العام ٢٠١٤. بتاريخ ١٧ أيّار ٢٠٢١ احتفلت كنيسة جورجيا بيوم الطهارة الأسريّة حيث سارت قافلة من الكهنة عبر العاصمة، وأغرقت الناس والشوارع بالمياه المقدّسة التي كُرّست في صباح ذلك اليوم في كاتدرائيّة الثالوث المقدّس.

أمّا في رومانيا فاحتفلت الكنيسة بالعائلات المسيحيّة لليوم العالميّ للعائلات. أشار غبطة بطريرك رومانيا البطريرك دانيال، في رسالته، إلى أنّ العائلات المسيحيّة الرومانيّة تتّخذ من الرسول أندرونيكوس وزوجته جونيا راعيين لها، حيث بشّرا بإنجيل المسيح لأسلافهم التراقيّين (كانوا شعوب هندو- أوروبّيّة تسكن في شبه جزيرة البلقان). وذكر غبطته الطرائق العديدة التي تقوم بها النساء بالعمل التبشيريّ في حياة الكنيسة والمجتمع، بما في ذلك تربية الأطفال في العقيدة المسيحيّة، وتعليمهم، والأنشطة الخيريّة الاجتماعيّة، والتطوع في المساعدات الطبّيّة والاجتماعيّة، والأنشطة الإعلاميّة المسيحيّة...

وفي السياق عينه، ذكر قداسة البطريرك كيريل من موسكو، في عظته، كيف كانت النساء في كثير من الأحيان هنّ من حافظن على الإيمان خلال سنوات طويلة من الاضطهاد السوفياتيّ، وأخذن أطفالهنّ سرًّا لتعميدهم وحاولن أن يغرسن فيهم أسس الإيمان الأرثوذكسيّ. وأضاف أنّ النساء يقمن باستمرار بعمل الرسل، وحمل رسالة المسيح، وتربية أبنائهنّ وأحفادهنّ على الإيمان، والتأثير على أصدقائهنّ، وأقاربهنّ، والأقارب الذين ما زالوا بعيدين عن المسيح.

في مينسك (روسيا البيضاء)، انعقد مؤتمر لليوم العالميّ للأسرة عبر الشبكة العنكبوتيّة في ١٥ أيّار الجاري بعنوان: «العائلة: اليوم وغدًا وإلى الأبد»، الذي نظّمته اللجنة الكنسيّة السينودسيّة البيلاروسيّة لقضايا الأسرة وحماية الأمومة والطفولة. الهدف الأساس من اللقاء هو توحيد جهود المنظّمات الأرثوذكسيّة في دعم العائلات، وحماية الأمومة والأبوّة والطفولة، وتعزيز قيم الأسرة المسيحيّة وتقاليدها، وتبادل الخبرات العمليّة في هذا العمل. أكّد المؤتمر أنّ «الأسرة القويّة هي أساس المجتمع القويّ، والقيم التقليديّة التي تشكّلت عبر القرون هي الثروة التي يجب الحفاظ عليها واستثمارها في تأسيس المستقبل».

في ليتوانيا وفي مدينة بورغاس البلغاريّة، أعرب الآلاف من المؤمنين عن دعمهم للأسرة والدفاع عن القيم العائليّة التقليديّة.

Last Updated on Friday, 21 May 2021 14:47