ocaml1.gif
رعيتي العدد ١٨: المرسَلون والمرسِل إيّاهم في قصد الآب Print
Written by Administrator   
Sunday, 01 May 2022 00:00
Share

رعيتي العدد ١٨: المرسَلون والمرسِل إيّاهم في قصد الآب
الأحد ١ أيّار ٢٠٢٢ العدد ١٨  

أحد توما الرسول (أحد الجديد)

النبيّ إرمياء، والبارّة إيسيذورة

 

كلمة الراعي

المرسَلون والمرسِل إيّاهم في قصد الآب

رعيتي العدد ١٨: المرسَلون والمرسِل إيّاهم في قصد الآب يسوع، بقيامته، نقل إلى تلاميذه ما أتى هو من أجله: خلاص العالم لأنّه يحبّه ويبذل نفسه من أجله. بثّ فيهم المحبّة بجناحيها، محبّة الله ومحبّة القريب، فتغلّبوا بها على الخوف، وثبّتهم في طريق الإيمان به.

أمّا كيف تجلّت هذه المحبّة، فهذا أمر يقودنا إليه ظهور المسيح للتلاميذ في عشيّة القيامة، بغياب توما، وبعدها بثمانية أيّام، بحضور هذا الأخير. فبينما كان الخوف مسيطرًا على التلاميذ إلى درجة الاختباء في العلّيّة، عمد يسوع إلى الظهور في وسطهم والكشف عن هويّته، ثمّ منحهم السلام العلويّ الذي يزيل كلّ خوف وأعطاهم نعمة الروح القدس التي تكشف عمق محبّة الآب للإنسان ورغبته في خلاص كلّ مخلوق على صورته. أَوَليس في هذا يكمن سلطان غفران الخطايا الذي منحه يسوع لتلاميذه في عشيّة قيامته من بين الأموات (يوحنّا ٢٠: ٢٣)؟

فما حدث في عشيّة ذلك اليوم هو أنّ يسوع، بطلبه إلى التلاميذ أن يقبلوا الروح القدس، نقل إليهم محبّته في خلاص جميع البشر. وبطبيعة الحال، كان كلام يسوع إليهم بأن يرسلهم كما أرسله الآب (يوحنّا ٢٠: ٢١) كشفًا لخطّ الرسوليّة الذي يمتدّ من الآب إلى المسيح ومن المسيح إلى التلاميذ. هكذا نقل تلاميذه من واقع الخوف والانغلاق والضياع إلى واقع الرسوليّة التي تشمل الخليقة بتدبير الله الخلاصيّ كما خطّها لهم يسوع في أمر المهمّة: «خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياه تُغفر له، ومن أمسكتم خطاياه أُمسكتْ»، تحدوه الرغبة في أن ينقلوا، هم بدورهم، بشرى الإيمان والخلاص إلى كلّ ذي جسد، بحيث يصحّ في هؤلاء المؤمنين القول: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يوحنّا ٢٠: ٢٣ و٢٩).

هكذا انكشفت حقيقة القيامة بأبهى جمالها، أي رغبة الله في مصالحته البشر بيسوع المسيح، وما تعنيه هذه المصالحة في علاقة المؤمن مع نفسه ومع قريبه ومع الله. إنّه الجمال الذي يريد يسوع أن يلبسه كلّ مَن يؤمن به. عبّر بولس الرسول عن هذه الحقيقة بأبهى طريقة، عندما صرّح عنها وكشف لبّها لـمَن تعب معهم في سبيل اقتبال الإيمان وعيشه، عندما توجّه إليهم متنهّدًا: «يا أولادي الذين أتمخّض بكم أيضًا إلى أن يتصوّر المسيح فيكم» (غلاطية ٤: ١٩).

وهكذا انتقلت العلاقة بين المسيح وتلاميذه إلى أرض جديدة، غير محصورة في اليهوديّة والجليل وعبر الأردن وسواها من المناطق التي وطأتها قدماه. باتت ديارهم الجديدة المسكونة قاطبة، حتّى صحّ فيهم القول: «في كلّ الأرض خرج منطقهم، وإلى أقصى المسكونة كلماتهم» (مزمور ١٩: ٤). وبات قائد الرحلة هو الروح القدس المرشد إيّاهم إلى كلّ الحقّ وإلى كلّ ما علّمه إيّاهم يسوع وكرز به وكشفه لهم. وصاروا، على مثال يسوع، يحقّقون إرادة الله التي يكشفها لهم هذا الروح، بحيث كانوا شهودَ عيان على قيامة المسيح وصاروا شهود عيان على قيامة الناس من الهلاك إلى الخلاص، إن اقتبلوا بشرى الخلاص وآمنوا بها وخدموها في حياتهم.

هلّا شكرنا يسوع الذي يرى خوفنا فيداويه، ويلمس شكّنا فيعالجه، ويتألّم بداعي اغترابنا عن أبيه فيوفّر لنا وسائل الخلاص، ويغدق علينا بالسلام وبنعمة الروح القدس وبالمحبّة التي قادته إلى أن يبذل نفسه من أجلنا؟ كم كان فرح الإنجيليّ عظيمًا لـمّا عبّر عن قصده من كتابة الإنجيل بتذييله حادثة ظهور المسيح للتلاميذ ولتوما، بقوله: «وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه» (يوحنّا ٢٠: ٣١). هلّا شكرنا الله إذًا على التسلسل الرسوليّ الذي ابتدأ بهؤلاء ووصل إلينا، جيلًا بعد جيل، تسلسل يدعونا إلى عيش هذا الإيمان في عمقه، ويرسلنا إلى أترابنا محبّة بالله المخلّص وبقريبنا؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠

في تلك الأيّام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلّهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ على أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّون بكثرةٍ مؤمنين بالربّ، حتّى إنّ الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأَسرّة، ليقعَ ولو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع أيضًا إلى أورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسة، فكانوا يُشفَون جميعهم. فقام رئيس الكهنة وكلّ الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيّين وامتلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الربّ أبواب السجن ليلًا وأخرجهم وقال: امضوا وقفوا في الهيكل، وكلّموا الشعب بجميع كلمات هذه الحياة.

 

الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١

لمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلًا وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع أمام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.

 

العائلة المسيحيّة والقيامة

كيف تحتضن العائلة المسيحيّة الشهادة لحقيقة القيامة وتعيشها؟

«هذَا هُوَ الْعَهْدُ (الجديد) الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا». (إرميا ٣١: ٣٣)

هذه هي مفاعيل الحبّ الكبير الذي منحنا إيّاه الربّ على الصليب، هذه هي مفاعيل القيامة من الموت.

فالإنسان القياميّ خليقة جديدة، بالنسبة إليه، شريعة الربّ ما عادت مكتوبةً على ألواح، أو في أسفار أو على الورق، شريعة الربّ باتت مكتوبة على قلبه. وكيف يستطيع من مسّت قلبَه نعمةُ الربّ أن يبقى كما كان؟ تهليلات القيامة التي يحملها هذا الإنسان في قلبه يتردّد صداها في حياته كلّها، بخاصّة في عائلته.

فالعلاقة الزوجيّة تخرج من إطار الانجذاب الخارجيّ أو تبادل الخدمات أو السعي الى السيطرة، لتصبح مكانًا للقاءٍ أسمى، مكانًا للقاء الله في الآخر ومع الآخر، مكانًا لتحويل كلّ عملِ حبٍّ أو كلّ خلاف أو كلّ تضحية إلى فرصةٍ للارتقاء معًا وللنموّ الروحيّ.

يتطوّر إنجاب الأولاد من غريزة الاستمراريّة وحبّ البقاء والافتخار الإنسانيّ الى مشاركةٍ لله في عمليّة الخلق، برهبةٍ ودهشة وتواضع، إذ يعي الإنسان القياميّ أنّه وأولاده ليسوا سوى حلقات في سلسلة تبدأ من الله وتنتهي إليه وليس له أيّ فضلٍ في ذلك.

تتحوّل التربية من عمليّة استنساخ «الأنا» للأهل، أو من اعتبار الولد أداة لتحقيق رغباتهم وطموحاتهم إلى عمليّة تربية ذواتهم أوّلًا ليكونوا القدوة الصالحة، ثمّ تأتي عمليّة التشذيب والتهذيب للولد، مع المحافظة على خصوصيّته وفرادته، ليقدّموا لله إنسانًا حرًّا كما خلقه، إنسانًا قادرًا على التمييز، فيستطيع «أَنْ يَرْفُضَ الشَّرَّ وَيَخْتَارَ الْخَيْرَ»، (إشعياء ٧: ١٥).

المرض الذي كان عنوانًا للعنة والخطيئة، يصبح بالقيامة، رغم بشاعته وصعوبته، علامةً تذكّر الإنسان بضعفه ومعطوبيّته، ويفتح للمريض باب التواضع والاتّكال على محبّة الآخر ومساعدته، كما يعطي للإنسان السليم مناسبة لشكر الله على نعمة الصحّة ويمنحه بركات الخدمة.

الموت، أقسى التجارب وأوجعها، يُضحي بالقيامة، بوّابة عبورٍ نحو شخصٍ لطالما عرفناه وعايشناه وأحببناه بدءًا من عالمنا هذا، فيصبح هو نقطة التلاقي والتعزية وبلسمة الجراح، مؤمنين بأنّ قيامته فتحت لنا، نحن أيضًا، باب القيامة.

الفقر والعوز، قد يدكّان بيوتًا عامرة، قائمة على أولويّات المادّة وحبّ الظهور والتنعّم بالراحة، ولكنّهما بالنسبة إلى الأشخاص القياميّين فرصةٌ لاختبار حياة الزهد والتقشّف، وللتقليل من التعلّق بالمادّيّات وزيادة الاتّكال على الله ولزيادة الحبّ في العائلة من طريق تخلّي كلّ فرد عن حاجاته في سبيل تلبية حاجات الآخر، فتكبر التضحية واللحمة في البيت، ويزداد التقارب بين أفراده.

التجارب والعثرات، من أيّ نوع كانت، ومن أيّ جهة أتت، لا تؤدّي إلى اليأس والهلاك والابتعاد، فالقيامة منحتنا قوّة الجهاد، ورجاء النهوض بعد السقوط، وقدرة المغفرة لبعضنا البعض. فقرار العودة وحرارة الصلاة ودموع التوبة عوامل لها القدرة على غسل القلوب وإنارة العقول وفتح الأعين، فلا نرى في آخر النفق المظلم إلّا أبًا حنونًا يفتح ذراعيه لاستقبالنا من جديد.

القياميّ، يعبر الحياة وتعبره الحياة مثل سائر الناس، يكوّن عائلة وتكوّنه عائلة مثل سائر الناس... قد يختبر الخوف، مثل بطرس، فينكر السيّد، وقد يجتاحه الشكّ، مثل توما، فيطالب بوضع إصبعه في الجنب المطعون، أو قد تغمره النعمة، مثل يوحنّا، فيتّكئ على صدر السيّد... لكنّه يحمل دائمًا، في قلبه ولكلّ من حوله، بخاصّة عائلته، مفاعيل القيامة. ففي كلّ الظروف، يبقى شاخصًا إلى يسوع الغالب الموت، هاتفًا إليه، كما توما، بكلّ يقين: «رَبِّي وَإِلهِي!» (يوحنّا ٢٠: ٢٨).

 

الذين هم في الداخل

للمطران جورج خضر

الأعياد يخالطها الحزن رغم الفرح، الحزن أنّ الأكثرين غائبون حتّى عن العيد. يجيئك مثلًا مئتا شخص والرعيّة تعدّ ألفي نسمة أو يجيء ثلاثمئة وفي الرعيّة ما لا يقلّ عن أربعة آلاف. في الفصح ذاته ليس عندنا في معظم الأحوال أكثر من ١٥٪. قد يكون العذر ضيق المعبد لكنّ هذا الذي قرر الإحجام عن الذهاب لم يفكر بذلك. وجعي الدائم أنّ إخوتي الأرثوذكسيّين لا يعرف ثلاثة أرباعهم عباداتنا البهيّة ولا معانيها، وتاليًا لا يتثقّفون دينيًّا، ولا أظنّ أنّ هؤلاء يقضون أوقاتهم بقراءة الكتاب المقدّس...

يا ليتهم عرفوا الفرح الذي نذوقه في الأعياد والتعزية التي ننالها جميعًا من اقترابنا من جسد الربّ، وكلّ الطيب الذي ينسكب علينا من سماعنا الكلمة التي نطق بها يسوع، أو الترتيل الذي نعبّر له فيه عن أشواقنا إليه. لماذا يقتحمون كلّ صعـوبة ليزوروا أصدقاء لهم: البرد أو الحرّ أو بُعد الطريق؟ أليس المسيح خير صديق وقوله أجمل قول؟ تعالوا وانظروا وذوقوا البهاء الذي يكون عليه المتّقون...

كلّ إنسان يستطيع أن يكون مستقيمًا بمسيح وبلا مسيح. تكفيه القناعة بالوصايا التي أعطيت إلى موسى ويكفيه احترام نفسه واحترام الآخرين. أمّا المسيح فهو الحقيقة التي تنحدر منها الفضائل كاملة. المسيح هو الحياة كلّها والنشوة كلّها وهو الذي يقيمك في جمال روحيّ لا بعده جمال، ويكون شفاء نفسك في أوجاع جسدك ويصير رجاءك وأنت في الحزن ويجعلك ممتدًّا إلى الله والناس، مخلصًا لذاتك وللناس. وهو سلامك إذا داهمك الموت.

هذا كلّه ممكن إن عرضت نفسك عليه كما تعرضها على طبيب تثق به وتأخذ دواءه. هذا كلّه يعني إن قرأت كلمتي الآن أن تذهب توًّا إلى الكنيسة وتنظر إلى إيقوناتها، وتصغي إلى كلماتها بانتباه كلّيّ عارفًا أنّك تنمو من هذه الكلمات. هذا يحوجك إلى قرار يجعلك من الممارسين كلّ أحد، كلّ عيد وفي أيّام الصوم لتكون حقًّا وبصدق من الأرثوذكسيّين الذين لا يرون المسيحيّة تسمية لهم، لكن لغة في أفواههم ومحبّة في قلوبهم. لا تبق خارج بيت الآب. هو لك وأنت ابن. تعال لتقتنع بأنّك كذلك وتحسّ أنّ الله حاضنك.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: إرمياء النبيّ

التلميذ: ما معنى كلمة «النبيّ»؟

المرشد: النبيّ هو شخص حصل على وحي إلهيّ عبر خبرة أو رؤيا أو سماع أو حلم أو ما شابه. وهو يعلم علم اليقين أنّ الله أوكل إليه أن يوصل هذا الوحي بالكلام أو بوجه غير كلاميّ إلى آخرين هم المعنيّون به.

التلميذ: قرأت أنّ اليوم عيد النبيّ إرمياء، من هو؟

المرشد: معنى اسمه بالعبريّة «الله يرفع» أو «الله يرتفع». وُلد نحو السنة ٦٥٠ قبل الميلاد في قرية صغيرة قريبة من أورشليم. تلقّى تربية دينيّة منذ الصغر لأنّه ابن عائلة كهنوتيّة. بدأ إرمياء يتنبّأ في أيّام يوشيّا ملك يهوذا، ثمّ في أيّام يوياقيم بن يوشيّا إلى جلاء أورشليم (إرمياء ١: ٢-٣). الطريقة التي يعرض بها إرمياء دعوته والنداء الذي وجّهه الله إليه تلقي الضوء على رسالته (١: ٤-١٩). لم يختلف تعليمه عن تعليم الأنبياء الآخرين، كان يحاول أن يُفهم الشعب أنّه ضلّ عن الطريق، وأنّه سائر إلى الكارثة إذا لم يتب إلى الله.

التلميذ: بماذا تميّز؟

المرشد: ما من نبيّ وصف كلمة الربّ وعملها كما وصفها إرمياء. فالكلمة كانت له سروًرا وفرحًا، وكثيرًا ما كانت كلمة الربّ تعذّبه: «قد انكسر قلبي في داخلي ورجفت كلّ عظامي وصرت كإنسان سكران وكرجل غلبته الخمر بسبب الربّ وبسبب كلمات قدسه». سبّبت له كلمة الربّ قلقًا وجعلته غريبًا عن نفسه وعن أبناء جنسه، وهذا ما دفعه إلى أن يجادل الربّ (١٢: ١-١٦).

التلميذ: كيف عاش بقيّة حياته؟

المرشد: يذكر لنا التقليد أنّه بعد سنة ٥٨٧ ق.م. هاجرت جماعة من الشعب اليهوديّ إلى مصر برئاسة يوحانان بن قاريح (الإصحاحات ٤٢-٤٤) وسيق إرميـاء مكرهًا معهم. فأخذ يتنبّأ عليهم وعلى مصر فرجمه أبناء شعبه لأنّهم لم يستطيعوا سماع أقواله الصادقة وتوبيخاته المحقّة. يضمّ سفر إرمياء ٥٢ إصحاحًا، وينسب إليه أيضًا سفر المراثي وهو رثاء لمدينة أورشليم ولدمار الهيكل. تعيّد له الكنيسة المقدّسة في الأوّل من أيّار.

 

جامعة البلمند

خلال شهر نيسان، وقّعت جامعة البلمند والمديريّة العامّة للأمن العامّ اللبنانيّ، مذكّرة تفاهم تهدف إلى رفع مستوى التعليم وتحسين مهارات ضبّاط المديريّة وموظّفيها، وتاليًا تعزيز أداء واجباتهم الوطنيّة.

كما وقّعت جامعة البلمند وجامعة سنترال لانكشاير (يوكلان قبرص) اتّفاقًا مبدئيًّا خلال اجتماع عقد في حرم الجامعة في الكورة، وفق هذه الاتّفاقيّة، ستعمل جامعة البلمند عن كثب مع جامعة يوكلان - قبرص على تطوير البرامج التحضيريّة للطبّ Pre-Med بالتزامن مع تأسيس كلّيّة طبّ في لارنكا.

Last Updated on Friday, 29 April 2022 15:42