ocaml1.gif
رعيتي العدد ١٧: باب اليقين وعطايا الحيّ القائم من بين الأموات Print
Written by Administrator   
Sunday, 23 April 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ١٧: باب اليقين وعطايا الحيّ القائم من بين الأموات
الأحد ٢٣ نيسان ٢٠٢٣ العدد ١٧  

أحد توما الرسول (الأحد الجديد)

القدّيس العظيم في الشهداء جاورجيوس اللابس الظفر

 

كلمة الراعي

باب اليقين
وعطايا الحيّ القائم من بين الأموات

رعيتي العدد ١٧: باب اليقين وعطايا الحيّ القائم من بين الأموات ماذا أعطى يسوع تلاميذه من بعد قيامته من بين الأموات؟ أظهر لهم نفسه حيًّا وأعطاهم ذاته. وعطيّة الذات هذه تشمل جملة عطايا تشكّل وحدة متكاملة، لأنّه مصدرها ومانحها ومختبِرها وغايتها بآن، ولأنّها تحقّق تدبير الآب بإرساله ابنه الوحيد إلى العالم، فلا يهلك مَن يؤمن به ولكن تكون له الحياة الأبديّة. علامَ تشتمل إذًا هذه العطايا التي انكشفت في إظهار المسيح ذاته حيًّا للتلاميذ المجتمعين في العلّيّة صبيحة الفصح، من دون توما، ثمّ بعد ثمانية بحضور هذا الأخير؟

أوّلًا، أعطى تلاميذه السلام (يوحنّا ٢٠: ١٩). إنّه سلام الغالب الموت والمانح ظفره هذا للمؤمنين به. إنّه سلام نابع من تحقيقه مشيئة الآب، ومن سكبه ذاته من دون حساب إكرامًا للآب ولكلّ مَن خلقه على صورته، ومن محبّته التي صالحت الخطأةَ بأبيه السماويّ.

ثانيًا، أعطى تلاميذه أن يروا آثار الآلام في جسده، أي آثار الجراح في يدَيه وجنبه (يوحنّا ٢٠: ٢٠ و٢٧). باستثناء يوحنّا الذي كان عند الصليب، لم يرَ أحدٌ من التلاميذ هذه الجراح لكونهم هربوا من البستان وتركوه وحيدًا لـمّا جرى اعتقاله هناك. إنّها الجراح التي تؤكّد لهم ما سبق ليسوع أن أنبأهم بشأنها في المرّات الثلاث التي كاشفهم فيها عن أنّه سيتمّ إلقاء القبض عليه وسيُهان ويُرذل ويُقتل قبل أن يقوم في اليوم الثالث. إنّها آثار محبّته التي، بها، قابل شرورنا وسمّر خطايانا ودحر قوّة رئيس هذا العالم وقام حيًّا من بين الأموات لأجل خلاصنا.

ثالثًا، أعطى تلاميذه أن يسيروا في إثره ويتبعوه، ليس خارجيًّا بل وجوديًّا، وذلك بأن يختبروا بدورهم خبرته ويعيشوها من الداخل، فأرسلهم إلى العالم على خلفيّة إرسال الآب له واستنادًا إليها (يوحنّا ٢٠: ٢١)، فصاروا هم أيضًا امتدادًا لكرازته في تحقيق قصد أبيه السماويّ الخلاصيّ، وتحت ظلّ رعايته وفي كنف الثمار الناشئة عن قبولهم هذه الرسوليّة وانطلاقهم في عيشها بين أترابهم.

رابعًا، أعطى تلاميذه هبة الروح القدس (يوحنّا ٢٠: ٢٢). سبق يسوع ووعدهم بأنّه، متى انطلق، أي متى أتمّ كلّ شيء، سيرسل لهم معزّيًا آخر سواه، لكي يمكث معهم إلى الأبد ويشهد له ويذكّرهم بكلّ ما قاله لهم (يوحّنا ١٦: ٧؛ ١٤: ١٦؛ ١٥: ٢٦ و١٤: ٢٦). هذا هو السبيل لتأوين يسوع في حياة تلاميذه وفي حياة مَن يؤمنون به بواسطة كرازتهم، أو أن يتصوّر يسوع فيهم على حسب تعبير بولس الرسول (غلاطية ٤: ١٩).

خامسًا، أعطى تلاميذه أن يقوموا بخدمة المصالحة على غراره، وذلك بأن يغفروا للمؤمنين خطاياهم أو يمسكوها عليهم (يوحنّا ٢٠: ٢٣). منح يسوعُ تلاميذَه نعمةَ غفران الخطايا فوضع الأساس الروحيّ لعيش المؤمن شركته مع الله ومع إخوته. إنّه الأساس الذي يثبّت حركة توبة الإنسان بعودته إلى الله بوعي وإدراك لفداحة واقعه، من جهة، وللرجاء القائم بالإيمان بيسوع الفادي والمخلّص، من جهة أخرى.

سادسًا، أعطى مَن شكَّ فيه أن يتفحّصه كيما تكون له خبرة الإيمان. إنّها الخبرة المبنيّة على اليقين الشخصيّ (يوحنّا ٢٠: ٢٧)، وليس فقط على تناقل لخبر القيامة. بهذا أفسح للشكّ أن يجد الحقيقة فتثبت في الإنسان باليقين الذي ينشأ في قلبه من جرّاء قبولها. بهذا اليقين يدفع المؤمن إلى خارج كيانه كلّ ما لا يمتّ إلى عمل الله فيه وينافي روحه القدّوس. 

سابعًا، أعطى تلاميذه أن يختبروا الإيمان به، وعبرهم وبواسطتهم وبفضل خدمة الكرازة والمصالحة، أن يجذب صانعو السلام هؤلاء آخرين إلى يقين الإيمان الذي وجده توما الرسول في اليوم الثامن من بعد قيامة المسيح (يوحنّا ٢٠: ٢٩).

هذه هي الأركان السبعة التي ثبّتت في نفوس التلاميذ علامة الإيمان، ألا وهو الفرح الذي عاشوه «إذ رأوا الربّ» (يوحنّا ٢٠: ٢٠). هذا هو المناخ الذي انكشف للتلاميذ من بعد قيامة المسيح وأعطيَ لهم أن يشهدوا له، فجذبوا إلى الإيمان أترابهم عبر العصور دون الحاجة إلى أن يُري يسوع نفسه حيًّا كما فعل معهم، فاستحقّ هؤلاء جميعًا قول الربّ لتوما: «طوبى للذين آمنوا ولم يروا» (يوحنّا ٢٠: ٢٩).

نعم، «المسيح قام وليس أحد في القبور»، كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ. هل يحتاج الأمر منّا إلى تدقيق إضافيّ؟ هل ينقصنا بعد شيء لنؤمن بيسوع ونشهد له؟ هل تكفينا عطايا المسيح النابعة من قيامته وإظهار نفسه لتلاميذه؟ هل تمنحنا يقينًا في قلوبنا وفرحًا في عيشنا لها وشهادتنا بشأن ترجمتنا لها في عالمنا؟ فلنطلبْ على غرار توما ليرتوي غليلنا، ولنشهدْ على غراره ليعرف العالم فيؤمن بيسوع، ولندخلْ حلبة الإيمان به لنختبر الحياة باسمه (يوحنّا ٢٠: ٣١). ألا امنحْنا يا ربّ يقينًا لنهزم به كلّ ما يبعدنا عنك وعن الشهادة الصالحة للحياة باسمك.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠

في تلك الأيّام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلّهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ على أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّون بكثرةٍ مؤمنين بالربّ، حتّى إنّ الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأَسرّة، ليقعَ ولو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع أيضًا إلى أورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسة، فكانوا يُشفَون جميعهم. فقام رئيس الكهنة وكلّ الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيّين وامتلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الربّ أبواب السجن ليلًا وأخرجهم وقال: امضوا وقفوا في الهيكل، وكلّموا الشعب بجميع كلمات هذه الحياة.

 

الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١

لـمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولـمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلًا وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع أمام تلاميذه لم تكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.

 

القيامة والخوف

يَلجُمُك الخوف ويَذهب بك حيث لا تَشاء، يَعصُبُ عينيك فتتشوّه الحقيقة ولا تعود لترى المخرج من الحلقة المفرَغَة، يُملي عليكَ فتَنغلق على ذاتك وتَقبَع في مكانك خائفًا ممّا يَدور حولك، تمامًا كحال الرسل في العلّيّة بعد محاكمة الربّ وصَلبه، مُختَبئين خلف أبوابٍ مُغلقةٍ خوفًا من اليهود (يوحنّا ٢٠:١٩)، لا يَدرون متى تأتي ساعتهم أو كيف.

غالبًا ما يَنتُج الخوف من ماضٍ مؤلِم أو مستقبلٍ مُقلق، فيصير الحاضر مُظلمًا، لا نور فيه ولا طعم رجاء. فبسبب ضعف طبيعتنا البشريّة وقلّة إيماننا نخاف على الأمور الممكن خسارتها، نخاف من أناسٍ قد يخذلوننا، نقول إنّنا تعلّمنا من أخطائنا السابقة ... فهل جميع العِبَر بنّاءة؟ إذا جاءت النتيجة حرمانًا من الانفتاح على الآخرين وعدم قبولهم أو محبّتهم أو رحمتهم، تاليًا نحن ما زلنا في القبر والحجر عظيمٌ فوق قلوبنا.

الخوف هو موتٌ روحيّ وطريقه مسدود، وأمّا الأيّام الصعبة فما هي سوى مَخاض، فترة عصيبة وتَعبُر لتوصلنا إلى ما هو أفضل، إلى عُلوّ لا يُستطاع الوصول إليه إلّا للذين تحرّروا بنعمة الربّ من وطأة العالم فصاروا أبناء للعليّ. «المحبّة الكاملة تطرُد الخوف خارجًا» (١يوحنّا ٤: ١٨)، والله المحبّة يستطيع أن ينقلنا إلى مراعٍ خضرٍ، يُسكننا حيث السلام والفرح الدائم رغم صعاب الحياة، لأنّ المصغي له «سيكون آمِنًا ويَستريح من خوف الشرّ» (أمثال ١: ٣٣).

القيامة تُدحرج الحجر وتُخرج الإنسان من أناه إلى القريب ليَحيا معه؛ مُضطهَدًا يُبَشّر، فقيرًا يُغني، ذلك بأنّ ثروته الحقيقيّة لا يَنقِبُها سارقٌ ولا يُفسِدُها سوسٌ (متّى ٦: ٢١)، كنزه أزليّ أبديّ، هو الحياة بعينها: من له يسوع له كلّ شيء.

المسيح يَدخل والأبواب مُغلقة، نور الحق يُحرّر، والعيون تَنفَتِح، والآذان تَسمَع كلمة حياةٍ فيُخلَق فينا قلبٌ جديدٌ. نخرُج من دوّامتنا لنرجع ونَصنع خلاصًا لنُفوسنا. الروح المعطَى لنا هو إلهيّ، به نَحيا فنُحيي، نَرتَفِع فنَرفَع، نَفرَح فنُفرِح، نُعطى فنُعطي.

«ذوقوا وانظروا ما أطيب الربّ» (مزمور ٣٣: ٨)، هذا التذوّق المسبَق للملكوت طَعمُه «أحلى من العَسل» (حزقيال ٣: ٣)، يُعطي نكهةً لحياتنا، ومعنًى لحاضرنا، ورجاءً للمستقبل. الإيمان الحَيّ يُبنى على حجرِ الزاوية، أي المسيح الذي بَذَل نَفسَه ولم يَخَف أمام بيلاطس بل شَهِد للحقّ بجرأةٍ، ونحن إذ نَعرِف الحقّ نؤمِن بأنّ الحقّ يُحَرّرنا (يوحنّا ٨: ٣٢).

النسوة كُنّ خائفاتٍ لكنّ فرح القيامة طَرَح خوفَهم خارجًا، سارَعنَ ليُخبِرنَ التلاميذَ وبعدهم كلّ المسكونة. القدّيسة مريم المجدليّة عادَلَت الرسل إذ حَمَلت البشرى السارّة وذهبت إلى الأمبراطور مُعلِنةً قيامة السيّد، ذاك الذي يُنهِض الساقِط ويُعيد إلى الإنسان مكانته الأولى.

المسيح قام، حقًّا قام! هو يُنهِض ويُقوّي كُلّ ضعيف لأنّ قوّة الله «في الضُعفِ تُكمَل» (٢كورنثوس ١٢: ٩). فمتى صدّقنا أنّ المسيح يَحيا فينا نَستَكين، وهذه السكينة ما هي إلّا السكنى في الملكوت، قَبل الملكوت؛ نقبَلهُ فنتقبّل نتيجتَه، نتناوله فنَلتصِق به، نَثبُت فيه فنُعطي «ثمارًا تَليق بالتوبة» (لوقا ١: ٣٨). ليس التواضُع خوفًا، ولا عيشُ مشيئة الربّ ضُعفًا، فالحياة المسيحيّة ليست هربًا من الواقع إنّما هي مسيرة خلاصيّة تُحيي كلّ إنسان يَسعى إلى الحياة الأبديّة. لذلك لَن يعتَرينا الخوفُ من بعد لأنّنا على القائم من بين الأموات نتوكَّل (مزمور ٥٥: ٣).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: القبر الفارغ

التلميذ: إلَمَ تنتمي أحداث القبر الفارغ؟

المرشد: أوّل الشهود على حقيقة القبر الفارغ في الأناجيل الأربعة هنّ مريم المجدليّة والنسوة. يذكر يوحنّا مريم المجدليّة فقط، ولكن هذا لا يعني إقصاء احتمال وجود النسوة معها هناك، كما قد يفهم المرء من استخدام صيغة الجمع المخاطَب في حديث مريم: «ولا ندري أين وضعوه». رغم أنّ تدوين الأناجيل جرى في بيئة لا تأخذ بشهادة المرأة، بيد أنّ الإنجيليّين الأربعة دوّنوا أسماءهنّ وحفظوا شهادتهنّ إلى درجة أن طغت هذه الشهادة على حادثة حضور بطرس ويوحنّا إلى القبر ومعاينتهما له فارغًا. فلو لم تكن شهادتهنّ صادقة وحقيقيّة، لما أبرزها الإنجيليّون على هذا النحو.

التلميذ: لماذا لم تذكر لحظة القيامة في الأناجيل؟

المرشد: يعلن الملاك عند مرقس للنسوة أنّ حدث القيامة قد تمّ: «لقد قام». أمّا لحظة القيامة ذاتها فلا إشارة إليها مطلقًا. أمّا الملاك عند متّى فينزل من السماء ويدحرج الحجر ليس لمساعدة المسيح على الخروج من قبره، ولكن ليسهّل للنسوة مشاهدة القبر فارغًا، ولتتبينَّ أنّ المخلص قد قام. وهذا ما تعبّر عنه الأيقونة في الرسم البيزنطيّ. فهي لا تصوِّر أبدًا حدث خروج المسيح من القبر، كما شاع في الغرب، بل حفظت نموذجَين للحديث عن القيامة: أيقونة «النزول إلى الجحيم»، كشهادة «لاهوتيّة» للحدث؛ وأيقونة «القبر الفارغ»، كشهادة «تاريخيّة» للحدث.

التلميذ: هل فهم اليهود حقيقة القبر الفارغ؟

المرشد: هناك اتّفاق بين تلاميذ المسيح وأعدائه حول حقيقة القبر الفارغ، لكنّهم يختلفون في كيفيّة تفسير الحدث. فقد آمن التلاميذ بأنّه كان فارغًا لأنّ المخلّص قد قام، أمّا أعداء المسيح فقد شيّعوا أنّ الجسد سُرق ولهذا وُجد القبر فارغًا. أمّا بولس الرسول فلم يدرك أنّ المسيح قد قام إلّا بعد أن ظهر له يسوع على طريق دمشق، وعندها فهم لماذا كان القبر فارغًا.

التلميذ: هل اكتشاف القبر فارغًا هو برهان على قيامة المخلّص؟

المرشد: لا يبدو أنّ اكتشاف القبر فارغًا برهان على القيامة. كان الامر لا جواب عليه في نظر مريم المجدليّة. أمّا رؤساء اليهود فوجدوا له تفسيرًا: «سرق التلاميذ جسده». الجواب أتى بظهورات المسيح. عرف أخيرًا التلاميذ سبب وجود القبر مفتوحًا وفارغًا.

تحليل بسيط للمعطيات: كان المنديل والأكفان ملتصقة بجسد المسيح المدهون بمزيج من مرّ وعود عند وضعه في القبر. ولـمّا وُجد القبر مفتوحًا، تبيّن أنّها كانت موضوعة في القبر بترتيب وعناية. هذه التفاصيل تدحض تأويل اليهود أنّ التلاميذ سرقوا الجسد من القبر. فمن هو السارق الذي سيقوم بترتيب وعناية فائقة ويبقيها سالمة من دون أن تتمزّق؟ ومن جهة أخرى، لو أنّ التلاميذ قاموا بسرقة جسده، لما صنعوا هذا العمل، وهو أن يعرّوا جسده.

التلميذ: ما الغرض في أنّ «المنديل الذي كان على رأسه ليس موضوعًا مع الأكفان بل ملفوفًا في موضع وحده»؟

المرشد: يجيب الذهبيّ الفم: لتعلم أنّ هذا الفعل ما كان فعل من كان مسرعًا ولا مضطربًا، فمن هذا الفعل صدّقوا قيامته. وأمّا القدّيس أمونيوس الإسكندريّ فيقول: لو أنّ الأعداء سرقوا الجسد، فمن أجل المكسب المادّيّ ما كانوا  تركوا الأكفان. لو أنّ الأحبّاء فعلوا هذا لما سمحوا بتعرية الجسد وإهانته. هذا يُظهر بالحريّ أنّ الجسد وقد عبر إلى الخلود لا يحتاج إلى ملابس في المستقبل.

 

صندوق التعاضد الأرثوذكسيّ

يوم السبت الواقع فيه ١ نيسان ٢٠٢٣، ترأس راعي الأبرشيّة الجمعيّة العموميّة لصندوق التعاضد الأرثوذكسيّ في أبرشيّة جبيل والبترون (جبل لبنان) وذلك في مقرّ الصندوق، وأتمّ جدول العمل العاديّ المطلوب في ختام السنة الماليّة للعام ٢٠٢٢، حيث عرض تقرير لجنة الرقابة، وتقرير مجلس الإدارة وميزانيّة العام ٢٠٢٢ وموازنة العام ٢٠٢٣، ومناقشتها والموافقة عليها.  وكانت لراعي الأبرشيّة كلمة شكر لعمل أعضاء مجلس الإدارة ولمدير الصندوق والقائمين على العمل من موظّفين ومندوبين، على ضوء مصداقيّة الصندوق في توفير تغطية كاملة للمنتسبين إليه، وجودة خدمتهم، وشموليّة التغطية التي يحصلون عليها، لا سيّما بعد خبرة ٢٥ سنة في هذا المجال، بحيث يعدّ الصندوق رائدًا في مجاله. الجدير بالذكر أنّ المتروبوليت جاورجيوس (خضر) أسّس هذا الصندوق في العام ١٩٩٨، وهو احتفل بيوبيل التأسيس الفضّيّ في ٧ شباط الفائت.

 

الصوم والفصح في الأبرشيّة

عمّت الخدم والصلوات الليتورجيّة أنحاء الأبرشيّة كافّة، وكانت لراعيها المطران سلوان محطّات وجولات شملت رعايا الأبرشيّة كافّة خلال فترة الصوم الأربعينيّ الكبير والأسبوع العظيم والفصح المجيد. كما استفقد سيادته الكهنة والمؤمنين واستمع إلى مجالسها واطّلع على تطوّر عملها ومواكبة شجونها، كما كانت له كلمات ومحاضرات لتنمية البشارة والحياة الروحيّة في نفوس المؤمنين.

Last Updated on Friday, 21 April 2023 15:27