للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
من بعد العيد ٠٥/١٦/٢٠١٥ |
![]() |
![]() |
Saturday, 16 May 2015 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ١٦ أيّار ٢٠١٥
هل يهمّني انّه خالق الجبال والبحار؟ ما لي والبحار؟ أم يهمّني الرب أبا أي حاضنًا. أليس المؤمن العميق من أحسّ ان الله أبوه. لماذا يخشى البعض هذه التسمية؟ أليست صفات الله أو معظمها مستعارة من المشاعر البشرية؟ كلّنا عندنا حاجة نفسية إلى ان نعلي الله فوق نفوسنا. أنا عندي حاجة ان انزله إلى نفسي وان أكلّمه مثل قريني ولو عرفت المدى الذي يفصله عني. الاّ اني أعرف بالقوّة نفسها قرباه. هذا اللصوق ان لم يصل إلى النفس ليست على شيء. ان كنت لا اعرف التصاقه بي لم تره نفسي. يبقى مثل إله الفلاسفة القدماء الذين لم يرفعوا اليه صلاة. ان كان الله لا يؤنسك ولو نزهته لما رأيته في قاع نفسك. أنت تخشى الشَرَك ان قرّبته من نفسك؟ لكن الا تخشى الإلحاد ان عظّمته كثيرًا جدًا بحيث لا تقدر ان ترى وجهه وأعني بذلك وجهه إليك؟ المؤمن عارف من داخله الله لأنه ينتقل إليه. الله يعرفك برؤيتك إيّاه بعد ان عرفت رؤيته اليك. هو دائمًا المبدئ والمنتهي. أنت دائمًا تذهب منه اليه أي إذا أقام فيك يجعلك فيه. هو ينزل اليك أولاً ليصعدك اليه. هو عرفك أولًا لتعرفه. ومن بعد الله لا تعرف آخر أو تقرأ كلّ إنسان تحبّه على وجه الله فاذا بهم جميعا إلهيّون. عند ذاك كان كلّ يوم لك عيدًا. من بعد العيد يبقى الحب الذي هو العيد الدائم لأنه فرحك بالآخر وعلمك بأنّه أعظم منك. المحبّة وحدها تقيمك في التواضع لأن الوصيّة ان تحب قريبك كنفسك تعني في الحقيقة ان تحبّه أكثر من نفسك. عند ذاك يصبح الآخر هو عيدك. |
Last Updated on Saturday, 16 May 2015 05:42 |
|