Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home An Nahar Articles An Nahar Archives An Nahar 2016 أرز لبنان ٠٧/١٦/٢٠١٦
أرز لبنان ٠٧/١٦/٢٠١٦ Print Email
Saturday, 16 July 2016 00:00
Share

أرز لبنان   

بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت ١٦ تموز ٢٠١٦

georgekhodr   في مكتبي في القرية صورة لدير مار جرجس الواقع في قرية تُدعى دير الحرف. يقولون في المنطقة إن الحرف هو الصنوبر. هذه الشجرة كثيرة الانتشار في المنطقة. هي أكثر انتشارًا من الأرز. صح ان الانسان زرع الشجر، لكن اللاهوتيين في العهد القديم قالوا إن الله وحده زرع الأرزة. ولهذا يقول في المزمور الـ ١٠٣ متوجهًا إلى الله «أرز لبنان الذي نصبته هناك تعشش العصافير».

مْن يُقنع أهل بشرّي ان ذويهم هم الذين نصبوا الأرزة هناك على الجبل، والنص يقول: «أرز لبنان الذي نصبته» متوجّهًا إلى الله؟ وفي المنطقة عندنا العبارة هي «أرز الرب». وهذا ليس اختراعًا لبنانيًا. هو قول معروف في لاهوت العبرانيّين. كيف تُقنع الناس ان الأرزة لم يزرعها الرب بيمينه؟ هذا نص من كتاب الله. كيف تقول لمن يؤمن بوحي العهد القديم إن الله ليس زارع أرز الرب. من أين أتت العبارة؟

إذا كان لبنان جبلاً مخلوقاً من جبال الله من أين أتت عبارة «أرز لبنان الذي نصبته»؟ هو ما قال انك فوّضت الى الإنسان لينصبه. هل الله رآه لما رأى الخلق أولاً، أي ما كان الخلق في بدئه بلا لبنان؟ هل كان لبنان الذي غنّته المزامير أجمل من بلدنا الحاضر والناس فيه كانوا أرقى منا روحيًا؟ ماذا كان في عقل داود لما كتب عبارة «أرز لبنان»، ولماذا صارت عند أهل الغرب صنفًا من أصناف الشجر بحيث انّك مضطر، ان كنت في أوساط علماء النبات في أية بقعة من المعمور، ان تسمّي هذه الشجرة أرزة لبنان. أي مسيحي يتلو مساءً المزمور الـ ١٠٣ مضطر ان يقول «أرز لبنان الذي نصبته» أيًا كان شعوره نحو شعبنا اليوم. في صلاتك للمزامير في أية بقعة كنت، وأيًا كان شعورك السياسي، أنت مضطر ان تقول أرز لبنان أي ان تعترف لله بأنه غارس هذه الشجرة.

لا تهمني السياسة إطلاقًا هنا، ولكن لا بدّ لي من رؤية ان كل موحّد يقرأ المزمور الـ ١٠٣، مضطر ان يعترف ان الله يقول إن أرز لبنان هو أرز الرب. أيًا كان رأيك في هذه الجمهورية، أنت مضطر ان تفهم هكذا هذا النص.

ما مسؤوليتنا ان كان الله بادئنا تاريخيًا؟ هل نقول إن ليس لنا في هذا شيء؟ ما تجنّى أهل بشري على أحد لما فهموا ان عبارة أرز الرب تعني ان الرب نفسه غارس هذه الشجرات. من أين أتى الإسم إذًا؟ ولكن هل يعني هذا انك مؤمن ان الرب غرس بيمنيه هذه الشجرة ليكون لها ندرتها؟ من قال إن الأرزة على بهائها العظيم أجمل شجرة في الدنيا؟

 
Banner