للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
القيامة 04/11/2011 |
![]() |
![]() |
Saturday, 23 April 2011 00:00 |
بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت 04/23/2011 غداً نقيم ذكرى لحادثة القيامة ونسعى الى معناها. الحادثة ان يسوع الناصري قام من بين الأموات وتغلب على الموت بحسب منطوق النشيد الفصحي في كنيستنا "ووطئ الموت بالموت". أما الحادثة فقد اهتم لتبيانها الذين كتبوا العهد الجديد بسبب صعوبة تصديقها وبسبب اعتبارهم أنها أساس الايمان المسيحي. فإن لم تكن لا يكون الإيمان وتكون البشارة بالمسيح كلها باطلة. المسألة أن القيامة واقعة ولكن يجب إثباتها كواقعة. هذا من جهة ومن جهة ثانية هي صُلب الايمان. عندنا اذًا وجهان لهذه القضية. الوجه الاول شهادة الشهود لظهورات المسيح والوجه الثاني اليقين بالإيمان. أما ان الأمر هو لب الإيمان المسيحي فيأخذ به بولس الرسول لأنه أول من كتب في المسيحية بمعنى أن هذه القيامة التي علّم عنها انما أخذها من الأوائل ولم يفرّق بين الحادثة ومعناها ووضع لاهوتا يختزل بهذه الكلمات: "إن كان المسيح يُكرز به انه قام من الأموات فكيف يقول قوم بينكم ليس قيامة اموات". ما يدعم اذًا الاعتقاد بالقيامة قول الرسول "دُفن وقام في اليوم الثالث كما جاء في الكتب، وانه ظهر لبطرس ثم للرسل الاثني عشر، ثم ظهر لأكثر من خمس مئة أخ معاً لا يزال معظمهم حياً وبعضهم مات، ثم ظهر ليعقوب، ثم لجميع الرسل حتى ظهر لي آخراً أنا أيضاً كأني سقط" (1كورنثوس 15: 4-8).
▪ ▪ ▪
غير أن العيد لا ينحصر في أن يكون خروج الناصري من القبر وهو مغارة وليس حفرة ترابية. العيد تعبير عن كل الخلاص الذي أُوتيناه منذ تجسد ابن الله وبخاصة الذي نلناه من الصليب. فقبل لحظة الصلب قال يسوع "قد أُكملَ" أي اني أَتممت ما كلّفني الآب اياه وحقّقت كل كلمة من الأنبياء. ولنا نحن أن نفهم أن كل جليل وطاهر وحق من بعد يسوع إنما نحن مدينون به له أي ان كمال الفكر والنتاج العقلي والفنّيّ وانتصار الإنسان المظلوم كلها استمدّت إلهامها من حياة يسوع وأقواله. من هذه الزاوية نرجو في هذا اليوم قيامة من التعب الشخصي والسقوط ونطلب التطلعات الى السماء. من ناحية العقيدة عندنا بالفصح وعد أننا سنقوم في اليوم الأخير. لقد ظهر في المسيح كمال الله. قيامة المخلّص تُنبئنا بأن دعوة يسوع لنا أن "كونوا كاملين".
|
|