Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 20: السـامـريـة
العدد 20: السـامـريـة Print Email
Sunday, 13 May 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 13 أيار 2012 العدد 20            

أحد السامرية

رَعيّـتي

كلمة الراعي

السـامـريـة

هـذا الـفـصل الإنجـيـلـي يحتـوي على حـوار مـن أجمـل حـوارات السيـد. الحادثـة السابقـة للمقطع الذي نـقـرأه ان السيد لما كان لا يـزال في اليـهـوديـة، وهي المـقـاطـعـة المحيطة بأورشليم، أحس بكيد الفـريسييـن وتـآمرهم عليه، فـقرر ان يذهب الى الجليـل، وهي بـلاده، وكان لا بـد لـه ان يمـر بالمـنـطـقـة الوسط وهي السامـرة. فـوصل الى مديـنـة سـوخـار وكـانـت قـريبـة جدا من نابلس، التي كـانت في ذلك الـزمـن ولا تـزال الى يـومنا. في هذه الضيعـة كـانت عيـن يعـقـوب او بئر يعـقـوب، وهذه البئـر قائمـة حتى اليـوم وعنـدها كنيسـة ارثـوذكسيــة.

 

نحو السـاعـة السادسة اي عند الظهـر جاءت امرأة سامـريـة. في بلادنـا في طفـولـتـي كـانـوا يتبـعـون هذا التـوقيـت ويسمـونـه السـاعـة العـربيـة. المـرأة حـاملـة جـرة خـزفيـة والبئر عمقها 32 مترًا وكان بإمكانها ان تـرفع المـاء، ولم يكـن ليسـوع دلو ليرفع الماء. طلب منها الرب ان تسـقـيه فرفضت لكـونـه يـهـوديـا والسامـريـون فـرقـة انشقـت عـن اليهـود لاختـلاف في العـقـيـدة ولاخـتـلاف عنـصري اذ كـانـوا قد اختـلطوا بشعـوب أجنبية. لما رفضت ان تعطيه ماء ليشـرب قـال لـهـا: »لـو عــرفـت عـطيـة اللـه ومن الـذي قـال لك اعطينـي لأشرب لطلبـت أنت منـه فأعطـاك ماء حيـًّا«. قـالـت لـه: من أين لـك المـاء الحـي؟ قال لهـا عـنـد ذاك: »كل مـن يشـرب من هذا المـاء يعطـش أيضًا وأما مـن يشـرب من الماء الذي انا أعطيـه فلن يعطـش الى الأبـد«. أي ماء قصـد؟ لم تـفـهـم شيئـًا من كل هذا.

أراد السيـد ان يـوقظها روحيـا وطلب منها ان تدعـو رجلها (في التـرجمـة الاميـركية زوجها). ترجمتنا نحن أفضل اذ لم يكـن لها زوج وساكنـت في الماضي خمسـة رجـال وهي الآن تسـاكــن رجـلا. رأت ان يسوع يعـرف وضعـهـا فـقـالت: »يا سيّد أرى انك نبي« وطـرحـت عليـه سـؤالا لاهـوتيـا: »آبـاؤنـا سجـدوا في هذا الجبل (المُسَمّى جريزيم) وأنتم تقـولـون ان السجـود هو في هيكل اورشليم«. عند ذاك قـال لهـا مـا معنـاه انـه ليس هنا ولا في اورشليم يكـون السجـود لـله. الله لا يهمّـه مكـان. »الله انمـا يُسجَـد لـه بالـروح والحـق« اي في الـقـلـب، في عمـق الكـيان البشري. في الحـق تعنـي الله نفسه اي السجود المباشر الذي لا يحتاج الى تلـة صهيون حيث كان الهيكـل ولا الى جبلكـم حيـث كـان فـي القـديم هيكل السامريين. وكان قد دُمـّر قبل مجيء المسيـح الى العـالـم.

هذا الحوار أهم ما ورد في إنجيل اليوم. والمرأة تركت جرتها، وهي لأجل استقاء الماء جاءت، وأخذت تبشّر قومها بالمسيح وهيأتـهم لبشارة الرسل التي يذكرها سفر أعمال الرسل. وسمّتها الكنيسة القديسـة فـوتينـي، وفي التسميـة العربيـة في أوساطنا هي فـوتين اي المستنيـرة.

أعطنا يا رب ان نهتدي من كل قلبنا كما اهتدت المرأة السامرية.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل 19:11-30

في تلك الأيام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا الى فينيقيـة وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قومًا منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معـهم، فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب. فبلغ خبر ذلك الى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز الى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلّهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ الى الرب جمعٌ كثير. ثم خرج برنابا الى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به الى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية أولاً. وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء الى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم أن يُرسلوا خدمة الى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعـلوا ذلك وبعثـوا الى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا 5:4-42

في ذلك الزمان أتى يسوع الى مدينـة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعـة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنـه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعـب من المسير، فجلس على العـين وكان نحو الساعة السادسة. فجـاءت امرأة من السامـرة لتستـقي مـاءً. فقال لها يسوع: أَعطينـي لأشـرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينـة ليبتاعـوا طعاما- فقالت لـه المرأة السامريـة: كيف تطلب أن تشـرب مني وأنت يهـوديّ وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يُخالطون السامـريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ انتِ منه فأعطاكِ ماءً حيـًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقـي به والبئرُ عـمـيـقــة، فـمـن أيـن لـك الـماء الحـيّ؟ ألعـلـّك أنـت أعـظـم مـن أبيـنا يـعـقوب الــذي أعـطـانا الـبئـر ومـنـها شرب هو وبـنـوه ومـاشيـتـه؟ أجـاب يسـوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيـه فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبديـة. فقالت له المـرأة: يا سيـد أَعـطني هـذا المـاء لكـي لا أعـطش ولا أَجيء الى ههنا لأَستقي. فـقال لهـا يـسوع: اذهـبي وادعي رَجُلَك وهـلُمّي الى ههـنا. أجابـت المـرأة وقالت: إنـه لا رجُل لي. فـقال لها يسوع: قد أحسنـتِ بـقولك إنه لا رجل لي. فإنـه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلتـِه بالصدق. قالت لـه المرأة: يا سيد أرى أنك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانـتم تقولـون إنّ المكان الذي يـنبغـي أن يُـسجد فيه هو في اورشليـم. قال لها يـسوع: يا امـرأة صدّقيـني، انها تـأتي ساعة لا في هذا الجبـل ولا في اورشليم تسجـدون فيها للآب. انتم تـسجدون لِما لا تـعلمون ونحن نـسجد لما نـعلم، لأن الخلاص هـو من اليهود. ولكن تـأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجـدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنـما يـطلب الساجدين له مثل هؤلاء. اللـه روح، والذين يسجـدون لـه فبالروح والحـق يـنبغي أن يـسجدوا. قالت لـه المرأة: قد علمتُ أنّ مسيـّا الذي يُقال له المسيـح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بـكل شيء. فـقال لها يسوع: انا المـتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبـوا أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب او لماذا تـتكلم معها. فتـركت المرأة جـرّتها ومـضت الى المديـنة وقالت للناس: تـعالوا وانظروا إنـسانا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيـح؟ فخرجـوا من المديـنـة وأَقـبلـوا نـحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميـذه قائـلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: إن لي طعاما لآكُل لستـم تـعرفونـه انـتم. فقال التلاميذ في ما بـينـهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يـأكل؟ فقال لهم يـسوع: إن طعـامي أن أعـمـل مشيــئــة الذي أَرسلـنـي وأُتـمـم عمـلـه. ألستـم تــقولون انــتـم انــه يــكون أربــعـة أشهـر ثـم يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانـظروا الى المَزارع إنــها قد ابيضّت للحصاد. والذي يـحصد يـأخذ أُجرة ويـجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. إني أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا انتم فيـه. فإن آخرين تعبوا وانتـم دخلتم على تعبـهم. فآمن بـه من تلـك المدينـة كثيـرون مـن السـامـريين مـن أجـل كـلام المـرأة الـتي كـانت تـشهد أن: قـال لي كل ما فعلتُ. ولـما أتى اليـه السامريون سألـوه أن يُقيـم عندهم، فـمكــث هنـاك يــوميـن. فآمن جـمع أكـثر مـن أولئك جدا مـن أجل كلامه. وكانوا يقولـون للمرأة: لسنا مـن أجل كلامكِ نـؤمـن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

"أنا هو"

يتحدّث إنجيل القدّيس يوحنّا اللاهوتيّ عن الربّ يسوع المسيح بصفته إلهًا تامًّا وإنسانًا تامًّا. فالمسيح هو "كلمة الله"، الإله الكائن لدى الآب منذ الأزل، والذي "به كان كلّ شيء، وبغيره لم يكن شيء ممّا كوِّن" (1، 1-3). وهو نفسه الذي "صار بشرًا وسكن بيننا، فرأينا مجده مجد وحيد من الآب مملوءًا نعمةً وحقًّا" (1، 14). فالإيمان بكمال الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة في شخص الربّ يسوع يرقى إلى العهد الأوّل للمسيحيّة، بشهادة القدّيس يوحنّا في إنجيله.

تتعدّد أسماء الربّ يسوع وصفاته في إنجيل يوحنّا. فهو "المسيح ابن الله" (20، 31)، "حمل الله" (1، 29)، "رابّي (المعلّم)" (1، 38)، "ابن الإنسان" (1، 51)، "الابن" (3، 16)، "العريس" (3، 29)، "مخلّص العالم" (4، 42)، "النبيّ الآتي" (6، 14)، "قدّوسُ الله" (6، 69)، "ربّي وإلهي (اعتراف القدّيس توما الرسول)" (20، 28). كما قال يسوع عن نفسه: "أنا هو خبز الحياة" (6، 35)، "أنا هو نور العالم" (8، 12)، "أنا هو باب الخراف، أنا هو الراعي الصالح" (10، 7 و11)، "أنا هو القيامة والحياة" (11، 25)، "أنا هو الطريق والحقّ والحياة" (14، 6)، "أنا الكرمة الحقيقيّة" (15، 1)...

يتميّز إنجيل يوحنّا في أنّه يذكر مرارًا أسم الآب (أكثر من مائة مرّة)، والابن (29 مرّة) ليدلّ على علاقتهما المتبادلة: "ما يصنعه الآب يصنعه الابن مثله"( 5، 19)، "فكما أنّ الآب له الحياة في ذاته كذلك أعطى الابن أن تكون له الحياة في ذاته" (5، 26)، "مَن رآني رأى الآب، فكيف تقول (يا فيليبّس): أرنا الآب؟ ألا تؤمن أنّي أنا في الآب، وأنّ الآب فيّ" (14، 9-10)... ويشدّد يوحنّا على الوحدة الجوهريّة الحقيقيّة بين الآب والابن: "أنا والآب واحد" (10، 30). وفي صلاته الأخيرة، ليلـة إسلامـه للصلـب، يطلب يسـوع مـن أبـيـه أن يـعـطيـه المجد الذي كان له بقربه قبل إنشاء العالم (17، 5).

أمّا عبارة "أنا هو"، عندما ترد على لسان يسوع، فلا تعني مجرّد تعريف أيّ امرئ بنفسه، بل لهذه العبارة أبعاد لاهوتيّة عميقة. فحين طلب الحرس من يسوع أن يعلن هويّته قال ببساطة: "أنا هو" (18، 5)، ولكنّ قوّة الجواب ألقت الجنود أرضًا، وأمام التلاميذ الذين أنهكتهم العاصفة، اتّخذت عبارة "أنا هو" (6، 20) في فم يسوع قيمة الظهور الإلهيّ الذي هدّأ العاصفة. ويسوع يعلن جهارًا أنّه يشارك الله في أزليّته: "قبل أن يظهر إبراهيم، أنا هو، أنا كائن" (8، 58)، وفي هذا القول إشارة جليّة إلى واقعة العليقى الملتهبة حيث قدّم الله نفسه لموسى النبيّ قائلاً: "أنا هو، أنا الكائن" (خروج 3، 14). وقد أدرك اليهود معنى كلام يسوع ومساواة نفسه بالله، "فأخذوا حجارةً ليرجموه" (8، 59)، لأنّهم اعتبروه قد جدّف.

تشكّل فاتحة إنجيل يوحنّا قمّة اللاهوت المسيحانيّ حيث يعلن يوحنّا أنّ يسوع هو منذ الأزل الكلمة (اللوغوس) الإلهيّ، ويكرّر هذا القول في رسالته الأولى (1، 1)، وفي كتاب الرؤيا: "اسمه كلمة الله" (19، 13). يستلهم يوحنّا، هنا، أولى آيات كتاب التكوين: "في البدء خلق الله السموات والأرض"، لكنّه يذهب أبعد من بدء الخليقة إلى التأكيد على أنّنا أمام كلمة الله الأزليّ الذي يستحقّ صفات الألوهة. وهذا ما يعيد التأكيد عليه اعتراف القدّيس توما الرسول بعد معاينته الربّ يسوع القائم من بين الأموات، حيث يهتف مناديًا إيّاه: "ربّي وإلهي".

أمّا استعمال عبارة "ابن الإنسان" فيرتبط بعامّة بموضوع الفداء على الصليب: "كما أنّ موسى رفع الحيّة في البرّيّة، هكذا يجب أن يُرفع ابن الإنسان لكي تكون الحياة الأبديّة لكلّ مَن يؤمن به" (3، 14). ثمّ يعيد يوحنّا التأكيد على هذا الأمر: "حين ترفعون ابن الإنسان تعرفون أنّي أنا هو" (8، 28). وابن الإنسان هو أيضًا الديّان: "وأعطاه أن يدين أيضًا لأنّه ابن الإنسان" (5، 27). وابن الإنسان أيضًا هو الهيكل الجديد الذي به أعيد اتّصال السماء بالأرض: "سترون السماء مفتوحة وملائكة الله صاعدين نازلين على ابن الإنسان " (1، 51). وتتميّز عبارة "ابن الإنسان" عن اسمه "الابن"، بكون كلمة "الابن" تشير إلى العلاقة المباشرة بالآب.

تبقى الغاية الأسمى لعمل الربّ يسوع خلاص العالم. فالشرّ الأعظم الذي أتى يسوع ليخلّصنا منه ليس سوى الخطيئة (التي تُستعمل دائمًا بصيغة المفرد في إنجيل يوحنّا). ففعل "خلّص" يرد مرارًا ليدلّ على عمل يسوع من أجل العالم الواقع تحت نير الخطيئة: "أرسل الله ابنه إلى العالم لا ليدين العالم، بل ليخلّص به العالم" (3، 17). أمّا السؤال: مَن يخلص فجوابه: "مَن يعمل الشرّ يبغض النور ويرفض أن يأتي إلى النور لئلاّ تنفضح أعماله. أمّا مَن يصنع الحقّ فياتي إلى النور لتظهر أعماله التي أتمّها في الله". من هنا يرتبط اسم المخلّص بعبارة "حمل الله الذي يرفع (يأخذ على عاتقه) خطيئة العالم" (1، 29).

إنجيل يوحنّا يدعونا إلى الاتّحاد بالربّ يسوع كي يكون لنا نصيب في الحياة الأبديّة. وهذا الاتّحاد به يتمّ عبر التزامنا الاقتداء به في كلّ شيء، بدءًا بتناولنا خبز الحياة، الغذاء الحقيقيّ للمؤمنين به فاديًا ومخلّصًا للعالم.

قديس من أُوكرانيا

في 26 نيسان الماضي، في الذكرى السادسة والعشرين لكارثة تشرنوبيل، أقيم القداس الإلهي في المنطقة ذاتها وأُعلنت قداسة الأب سرجيوس (بوندارنكو) رسميا لما قرأ المطران قرار المجمع المقدس للكنيسة الارثوذكسية الأوكرانية. ثم قُرئت سيرة القديس الجديد، وتقدّم الكهنة والمؤمنون وقبّلوا ايقونة القديس الجديد.

صار القديس الشهيد سرجيوس كاهنًا سنة 1907 في دير مغاور كييف، وعُيّن لخدمة الرعية في تشرنوبيل المدينة التي وُلد فيها. هناك ابتدأت الاضطهادات: تمّ توقيفه سنة 1933 بناء على اتهام كاذب وقضى ثلاث سنوات في السجن. بعد خروجه من السجن عاود نشاطه الرعائي وكان الكل يحبونه ويحترمونه. تمّ توقيفه من جديد بتهم شتى وجّهتها اليه السلطة الشيوعية، منها انه طالب بعدم إقفال الكنائس. عشية عيد الفصح قيل له انه سيُفرج عنه اذا ذهب الى الكنيسة وقال للناس أن لا يؤمنوا بالله. ذهب الأب سرجيوس الى الكنيسة يوم العيد وقال للشعب: المسيح قام! بعد ذلك تم اعتقاله وتعذيبه وفُرض عليه أن يُنكر المسيح. تحمّل الأب سرجيوس كل العذاب بصبر الى أن تمّ إعدامه رميا بالرصاص يوم 21 آب سنة 1937 ولم يُعرف مكان دفنه. يوم استشهاده هو يوم عيده.

الأخبار

اليـونـان

تكثر المقالات في وسائل الاعلام عن وضع الكنيسة الارثوذكسية في اليونان وعلاقتها مع الدولة ضمن إطار الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد. كما تتكاثر أعمال الخدمة التي تقوم بها الكنيسة لمساعدة المحتاجين. كل يوم يصدر خبر عن فتح مركز اجتماعيّ او صحيّ او عن ازدياد عدد وجبات الطعام التي تقدّمها الكنيسة استجابة لحاجة الذين خسروا عملهم من أبناء البلاد. وقد أنفقت الكنيسة السنة الماضية 96 مليون يورو على برامجها الاجتماعية.

هذه بعض المعلومات عن الارتباط المالي بين الكنيسة والدولة بناء على تقـريـر صدر في آخر نيسان عن وكالة رويتر: تدفع الدولـة حـاليـًا رواتب عشرة آلاف من الكهنة اي 190 مليون يورو في السنة، وذلك تطبيقًا لاتفاق عُقد بين الكنيسة والدولـة منذ ستين سنـة يقضي بأن تدفع الدولـة رواتب الكهنـة لقاء تنازل الكنيسة عن عدد كبيـر من ممتلكاتها. لكن الدولة اضطرت إلى خفض رواتب الكهنة أُسوة ببقيـة الموظفين. وقررت الدولـة أن تدفع لكاهن واحد جديد مقابل كل عشـرة تـوفـّوا او تقـاعـدوا.

يتابع التقرير انه بخلاف ما يُقال 96% من املاك الكنيسة تحولت الى الدولة، وان الكنيسة دفعت ضرائب سنة 2011 تتجاوز قيمتها 12 مليـون يورو اسوة بالمـؤسسات التي لا تبغي الربح.

 
Banner