Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 22: الكاهن الراعي
العدد 22: الكاهن الراعي Print Email
Sunday, 27 May 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 27 أيار 2012 العدد 22       

أحد آباء المجمع المسكونيّ الأول

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الكاهن الراعي

وظيفة الكاهن أن يقود الناس الى الله. غايته من إقامة القداس والأسرار أن يجعل المؤمنين يذوقون الرب ويتقرّبوا منه. لا تستطيع الجماعة أن تقول: مات الكاهن ونحتاج الى قداس، فلنفتّش عمّن يقدر أن يُقيم الخدمة الإلهية ويكون جميل الصوت ولا يعرف شيئا عن الدين. هذه حقبة من التاريخ انتهينا منها.

عندما نقول ان هذا الرجل يجب أن يكون موهوبا للرعاية نعني بهذا أنه قادر أن يوصل كلمة الله. هذه الكلمة تفعل أحيانًا بذاتها اذا سمع الإنسان الإنجيل، ولكنها في الواقع البشري تتطلب أن يحملها إنسان تكون قد وصلت الى فهمه ويُدخلها الى فهم الآخرين بالوعظ او بالاتصالات البشرية، بالمحادثات والزيارات والإرشاد. المسيحية قائمة على أن الله صار إنسانًا ليُكلّم البشر. جعل نفسه على صعيدهم. اما الذي يكتفي بإقامة القداس فيجعله مسموعًا ولكن معناه يصل أو لا يصل.

كلمة الله مائدة اي طعام موضوع أَعَدّه الله لأحبّائه. ولكن لا بدّ من خادم ينقل إليك هذا الطعام. في الفنادق هو محترف. في بيتك هذا عمل ربّة المنزل. اما الاتكال على فاعلية الكلمة بلا ناقل لها فهذه مغامرة كبرى تُعفيك من الدرس ومن أن تتحول الكلمة الى شخصك وقلبك وذهنك وتنتقل الى شخص آخر وقلبه وذهنه. الكنيسة تقوم على الوساطة التي لا تكون الا اذا وُجد كهنة عالمون بالمسؤولية التي على عاتقهم.

الطريقة المألوفة في أيامنا لإيجاد وسيط هي مدرسة لاهوتية او معهد لاهوتيّ او تدريس لإعداد كهنة. ولكن أن نأتي بإنسان من مهنته ليصير كاهنًا دون إعداد علميّ فهذا لا يصير شيئًا. يبقى أن هناك من اتصل بحركة روحية لشبابنا قضى فيها سنوات واحتكّ بمرشدين وقرأ كتبًا كثيرة، فهذا يفحصه الأُسقف ويُقدّر استعداده لإعطاء الفهم.

نتكـلم كثيـرًا عن افتقـاد العـائـلات او الأفـراد. اذا ظنّ أحد الكهنـة نفسـه راعيـًا لأنه عند وصوله الى عائلة يسأل عن صحتها ووضع الأولاد في المدرسة، كان هذا اتصالا اجتماعيا وليس رعايـة لأن هذه مبنية على كلام الله. اذا كان هذا الكاهن لم ينطق بالكلمة الإلهية فلا يذكر مثلا آيات من الكتاب المقدس او من سيرة قديس او كان غير قادر على أن يُجيب على سؤال يُطـرَح عليـه، تكـون هذه الـزيارة ضياعًا للوقـت. الراعي من ساق الرعية الى المراعي الخُضر لتأكل وتشرب، فإذا لم تُعـطَ غـذاء تضعـف وتمـوت.

عندما قال يسوع عن الراعي الصالح وعن نفسه: “الخراف تتبعـه لأنهـا تعرف صوته” (يوحنا 10: 4)، نأخذ من هذا القول أن هذا الراعي عنده صوت وأما الأخرس فليس عنده صوت. وعندما يقـول: “أَعرف خاصتي وخاصتي تعرفني” (يوحنا 10: 14)، نفهم من هذا أن الكـاهن يعـرف بالأقـل كل العـائـلات إن لم يستطع أن يعـرف كـل فـرد والفـرد يعرف الراعي. عشـرات مـن النـاس قالـوا لنا: أنا مقيم في هذه القـريـة منذ سنـوات ولـم يدخـل بيـتي كـاهـن. طبعـًا كـان عليهم أن يذهبـوا الى الكاهن ويقـولـوا: صرنا نحن عنـدك. ولكـن إن لم يفعلـوا، فهو المسؤول أن يفـتّش عنهم ليجعلهم للمسيـح أكثر مما كانـوا، ويأتي بهم الى مراعي الخـلاص، ويـدلّهم على باب الكنيسة، ويرشدهم الى اقتناء كتاب الله وكتب أُرثـوذكسيـة اخرى. كل منا يحتاج الى إرشاد والى افتقـاد اي الى محبـة.

إلى اي حد يجب ان يفتقد؟ الجواب في يوحنا: “أنا أضع نفسي عن الخراف” (يوحنا 10: 15). المعنى أنّي أموت عنها. مات كهنة في لبنان لما انتشر فيه الطاعون لأنهم لم يريدوا أن يتركوا الرعية. الوباء لا يحصل كل يوم، ولا يتعب الكاهن اذا قام كل يوم بزيارة بضعة بيوت. ولكن الذي يتململ من رؤية نفسه متعبًا فيداري نفسه بما يفوق المطلوب، فهذا ما كان عليه ان يقبل الكهنوت.

ربما لم يسمع أحد الإخوة بهذا وظنّ أن القضية كلها طقوس. عند قراءة هذه الأسطر، هذا الرجل يجب أن يفهم ويُدرك أنه مخصّص لله ولخدمته عن طريق الكلمة. بعد ان كان قليل العلم، فليبدأ بالدراسة للمرّة الأولى. عندي كهنة صاروا ممتازين بعد أن فهموا هذا وأدركوا أن الكهنوت لا ينفصل عن التعب. هذا هو حمْلُ صليبٍ ثقيل، ولكن محبتنا ليسوع تتخطّى كل صعوبة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 16:20-18 و28-36

                في تلـك الأيام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحـر لـئـلا يَعـرُض لـه أن يُبطئ في آسيـة لأنـه كان يعجل حتى يكـون في اورشليـم يـوم العنـصرة إن أمكنه. فـمـن ميليتُس بعـث الى أَفسس فاستـدعى قُسوس الكنيسـة، فلما وصلوا اليه قال لهم: احـذَروا لأنفسكـم ولجميـع الرعيـة التي أَقامكم الـروح القـدس فيها أساقـفـة لتـرعـوا كنيسـة الله التي اقتناها بدمه. فإني أَعْلم هذا أنّـه سيدخل بينكم بعـد ذهابي ذئـاب خاطفـة لا تُشفِـق على الرعية، ومنكم أنفسكم سيقوم رجال يتكـلّمـون بأمـور ملتـويـة ليجتـذبـوا التلاميذ وراءهـم. لذلك اسهروا متذكرين أَنّي مدة ثـلاث سنين لم أَكْفُفْ ليلا ونهارا أن أَنصح كل واحد بدموع. والآن أَستـودعكم يا إخوتي اللـهَ وكلـمـةَ نـعمتـه القـادرة أن تبـنيكـم وتمنحكم ميراثا مع جميع القديسين. إني لـم أَشتهِ فضةَ أحدٍ أو ذهبـه او لباسه. وانتم تعلـمـون أن حاجاتي وحاجات الذيـن معـي خدمَتْـها هـاتان اليَدان. في كـل شـيء بيّنتُ لكـم أنـه هكـذا ينبـغـي أن نتـعب لنسـاعـد الضعفاء وأن نتذكّـر كلام الرب يسوع. فإنه قال "إن العطاء هو مغبوط أكثر من الأخذ". ولـما قال هذا جثا على ركبتـيـه مـع جـمـيـعـهـم وصلّى.

الإنجيل: يوحنا 1:17-13

في ذلـك الزمان رفع يسوع عينـيه الى السماء وقال: يا أبـتِ قد أتت الساعة، مجّـِدِ ابنَك ليُمـجّـدَك ابنـُك ايضا، كما أَعطيتَه سلطانا على كل بشـر ليُـعطي كل من أعطيـتـَه لـه حيـاة أبـديـة. وهذه هي الحيـاة الأبـدية أنْ يعرفوك انـت الإله الحـقيقيّ وحـدك والذي أرسلتـَه يــسوع المسيـح. أنـا قـد مـجّدتــك على الأرض، قـد أَتــممـتُ العــمـل الــذي أَعطيتني لأعمله. والآن مجِّـدْني انت يا أبتِ عنـدك بالـمجد الذي كـان لي عندك من قبل كون العـالم. قد أَعلـنـتُ اسمَـك للناس الـذيـن أَعطيتَهم لـي مـن العالم. هم كانـوا لك وأنت أَعطيتهـم لـي وقد حـفـظـوا كـلامـك. والآن قـد علـمـوا أن كل ما أعطيـتَـه لي هو منك، لأن الكلام الـذي أَعطيتـَه لي أَعطـيتُـه لهم، وهم قبلـوا وعـلِموا حقا أني منك خرجـتُ وآمنـوا أنك أَرسلتـني. أنا من أجلـهم أسـأل، لا أسأل من أجـل العالـم بـل مـن اجـل الذيـن أعـطيـتـَـهم لي لأنهم لك. كل شيء لي هـو لك وكل شيء لك هـو لي وأنا قد مُـجّــدت فـيهم. ولستُ انـا بـعـد في العـالـم، وهؤلاء هـم في العالم، وانا آتي اليـك. ايها الآب القـدوس احفـظهم باسمك الـذين أَعطيتهم لي ليكونوا واحدا كما نحن. حين كنتُ معهم في العالم كنـتُ أَحفظـهم باسمك. إن الـذين أَعطيتَـهم لي قد حفظـتُهم ولـم يَهلك منـهم أحد الا ابن الهلاك ليتـمّ الكتـاب. أما الآن فإني آتي اليك. وانا أتكلم بهذا فـي العالم ليـكون فرحي كاملا فيهم.

القدّيس يوستينُس والفلسفة الحقّ

تعيدّ الكنيسة المقدّسة لتذكار القدّيس يوستينُس الشهيد في الأوّل من شهر حزيران. وقد كان ترتليانُس (+222)، وهو أحد معلّمي الكنيسة، أوّل مَن أطلق نعت "الفيلسوف والشهيد" على قدّيسنا. وُلد يوستينُس في فـلافيـا نيابوليس من مدن فلسطين، وهي نابلس الحاليّـة وسيخيـم فـي الكتـاب المقـدّس. كـان والده بريسكس وجـدّه باكيـوس من المستـوطنين اليـونـانيّيـن أو الـرومـانيـّيـن الوثـنـيّيـن الـذين أسكـنـهـم الإمبـراطــور فسبسيانُس (69-79) في مدينة نيابوليس التي أعاد بناءها بعد أن كان اليهوديّ هيركان قد هدمها في العام 128 قبل المسيح. ولم يكن يوستينُس من المختتنين ولا تدلّ كتاباته على تضلّع من اليهوديّة السامريّة (نابلس في السامرة).

يوستينُس نفسه يروي كيف توصّل إلى الإيمان بالربّ يسوع المسيح بعد نشوئه على الوثنيّة. كان يوستينُس متعطّشًا إلى المعرفة وإلى الحصول على الأجوبة المصيريّة التي كان يبحث عنها بدأب وجهاد كبيرين، وكان يقول: "القلب مليء من الرغبة في سماع ما هي الفلسفة الحقّ والحسنّة التي تقودنا وحدها إلى الله وتجمعنا إليه". فلجأ في شبابه إلى عدّة معلّمين في الفلسفة، لكنّهم لم يرووا عطشه لأنّهم لم يحدّثوه عن الله، بل شجّعوه على دراسة الموسيقى وعلم الفلك والهندسة وسواها من العلوم.

بقي يوستينُس يبحث عن الفلسفة الحقّ إلى أن التقى بشيخ أخذ يحدّثه ويريه أنّ جميع المحاولات التي يحاولها الفلاسفة للبرهان على وجود النفس وخلودها هي محاولات قاصرة خاتمتها الفشل. ودعاه إلى الالتفات إلى الأنبياء والمسيحيّة، وطلب منه قبل كلّ شيء أن يصلّي ليعرف الله والمسيح: "صلِّ، قبل كلّ شيء، لتُفتح لك أبواب النور، فلا أحد يسعه أن يرى ويفهم إنْ لم يُنعم عليه الله والمسيح أن يفهم". ويتابع يوستينًس قائلاً: "قال الشيخ لي جميع هذه الأشياء، وأوصاني بأن أتأمّلها. ولم أرَه بعدها. إلاّ أنّ نارًا اشتعلت فجأةً في نفسي. وأُخذت بحبّ للأنبياء ولجميع هؤلاء الناس أصدقاء المسيح. وردّدت في نفسي جميع هذه الكلمات وعلمت أنّها الفلسفة الوحيدة الأكيدة والنافعة. ها كيف ولماذا أنا فيلسوف. وإنّي لأودّ أن يكون عند كلّ امرئ ما عندي من المشاعر وأن لا يحيد عن تعليم المخلّص".

هكذا اعتنق يوستينُس المسيحيّة، وكانت هذه الخطوة تتويجًا لمسيرته السابقة، وانتقالاً من البحث عن الحقيقة إلى الحصول على الحقيقة الكاملة، إلى حياة الفضيلة والقداسة. فيقول: "لقد درست بالتتابع جميع التعاليم وانتهيت إلى اعتناق التعليم الحقيقيّ الذي هو تعليم المسيحيّين". ومنذئذ كرّس يوستينُس حياته كلّها للدفـاع عـن الإيمـان المسيحـيّ ونشـره إذ هـو "الفـلسفـة الوحيدة الأكيدة والنافعة". وفي هذا السياق يقول: "ما نعلّمه، بعدما تعلّمناه من المسيح والأنبياء الذين سبقوه، هو التعليم الحقيقيّ الأوحد والأقدم من تعليم كتّابكم (أيّها الوثنيّون) جميعًا. وإنْ كنّا نطلب منكم أن تقبلوه فليس لأنّه يشبه هذا الأخير، بل لأنّه صحيح". ولـمّا كان يعتقد أنّ جميع الذين يقدرون على قول الحقيقة ولا يقولونها سوف يدينهم الله"، راح يتنقّل من مكان إلى مكان يعلّم ما تلقنّه.

قضى يوستينُس سنواته الأخيرة في العاصمة الرومانيّة حيث فتح مدرسة وكتب معظم تآليفه. وكان له في رومية خصم عنيد قويّ، كرشنتُس الفيلسوف التشاؤميّ الذي ما عتّم أن وشى به. فقُطعت هامته هو وستّة مسيحيّين آخرين معظمهم أو جميعهم من تلاميذه، في أيّام الإمبراطور مرقس أُوريليوس في العام 165. وكان هو نفسه قد تنبّأ باستشهاده حين قال: "أنا أيضًا أنتظر أن يلاحقني ويعلّقني على خشبة التعذيب أحد الذين سمّيتهم أو كرشنتُس صديق الضجّة والكلام". وكان أيضًا قد توجّه بالكلام إلى روستيكُس حاكم رومية بالقول: "لا أبالي بشيء إلاّ بقول الحقيقة، أقولها ولا أهاب أحدًا، ولو كنتم ستقطّعونني في الحال إربًا إربًا".

دافع يوستينُس عن امتناع المسيحيّين عن الاشتراك بالعبادة الرسميّة للأوثان التي كان الناس يعدّونها ضروريّة للحياة الاجتماعيّة والحياة السياسيّة. فهاجم الآلهة التي تأتي بأعمال وسخة غير أخلاقيّة، واعتبر أنّ مَن يتّبعها يقترف ذنوبًا كبيرة. أمّا إله المسيحيّين فعلى النقيض من آلهة الوثنيّين، يتجلّى إلهًا لا تتنازعه الأهواء، فالمسيح بموته وقيامته قد انتصر على الشياطين الكامنة خلف آلهة الوثنيّين. غير أنّه اعتبر أنّ الله قد زرع في كلّ الناس بذور الحقيقة، فبات في وسع الفلاسفة أن يفكّروا ويسلكوا مثل المسيحيّين حتّى قبل مجيء المسيح. وسقراط هو أكبر مثال على ذلك إذ فضح غشّ الأبالسة وحرّض معاصريه على البحث عن الإله الحقيقيّ، ممّا جلب عليه الاستشهاد.

كان القدّيس يوستينُس صاحب شخصيّة مستقيمة، صادقة، ذكيّة، مليئة بالمعرفة والفلسفة. وكان في الوقت ذاته منفتحًا يبحث عن عمل المسيح السرّيّ حتّى خارج الإعـلان الإلهيّ الذي تـمّ بالعهـد القـديم. وكان يسعى دائمًا إلى المحبّة التي تريد الخير والخلاص للجميع، لذلك يقول: "إنّ أفضل صلاة يسعُني رفعها من أجلكم، أيّها الأصدقاء (غير المؤمنين)، هي أن تُخلصوا أنتم إلى الإيمان مثلنا بأنّ يسوع المسيح هو مسيح الله".

من تعليمنا الأرثوذكسي: السجدة

التلميذ: قال لنا الكاهن ان الأحد القادم هو أحد العنصرة، وانه سيقيم القداس وصلاة السجدة. ما هي صلاة السجدة؟

المرشد: الصلاة المسمّاة “السجدة” هي صلاة الغروب التي تقام مساء أحد العنصرة. اعتاد أكثر الكهنة أن يُقيموها بعد القداس للسهولة لأن المؤمنين موجودون في الكنيسة وقد لا يأتون مرة ثانية في مساء اليوم ذاته. اما لماذا نسمّيها السجدة فلأننا نركع على ركبنا عندما نسمع الكاهن يقرأ ثلاث صلوات طويلة خاصة بهذا اليوم مملوءة بالتوبة عسانا نحفظ روح التوبة في قلوبنا حتى الفصح القادم.

التلميذ: ماذا تقول هذه الصلوات وأين أجدها لأُتابع قراءتها في الكنيسة؟

المرشد: الصلاة الأولى كلها توبة وطلب مغفرة الخطايا والرحمة الإلهية. في الصلاة الثانية نطلب من الله أن يُعلّمنا كيف نصلّي وأن يدبّر حياتنا ويدلّنا على الطريق الذي نسلك فيه ويمنحنا روح الحكمة والفهم ويُعطينا ما نطلبه للخلاص. أما الصلاة الثالثة ففيها نطلب الرحمة لكل الراقدين. وفي الصلوات الثلاث نطلب نعمة الروح القدس الذي حلّ على التلاميذ يوم العنصرة. نجد صلوات السجدة في الكتب الطقسية في الكنيسة، ووجدتُها ايضا في كتاب صغير اسمه: “كتاب الصلوات” يحتوي على أهم الخِدَم الطقسية في الكنيسة الأرثوذكسية.

التلميذ: لماذا نصلّيها في يوم العنصرة وهو يوم حلول الروح القدس على تلاميذ المسيح؟

المرشد: انت تعرف أن يوم العنصرة هو آخر يوم في زمن الفصح، خمسين يومًا بعد القيامة، وأنه في الوقت ذاته بدء زمن الكنيسة لمّا انطلق التلاميذُ للبشارة بعد أن حلّ عليهم الروح القدس. ربما لاحظت أننا نعدّ الآحاد ابتداءً من العنصرة، فنقول الأحد الاول بعد العنصرة، الأحد الثاني، والثالث، الى أن نصل الى الآحاد التي تهيئ للدخول في الصوم الكبير. لا نركع أبدًا في الكنيسة طيلة زمن الفصح، ولكننا نركع تائبين يوم العنصرة منتظرين حلول الروح على كل مُعمّد ليحمل هو ايضا كلمة الله ويبشّر بها.

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع DVD عنوانه “دير سيدة بكفتين قداسة وعراقة”، هو الأول من سلسلة عن الأديار تعدّها التعاونية. يقدّم الدير من الناحية التاريخية والهندسية والفنيّة والروحية مدة اربعين دقيقة تتخللها المقابلات والشروحات والصوَر. يرافق الـDVD كتيّب من 13 صفحة فيه مقدمة ومعلومات عن تاريخ الدير وهندسته ومدرسة بكفتين وغيرها. ثمن النسخة 12 الف ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن دار المطرانية والاديار والكنائس.

الأخبار

بوخارست

التقى في 14 أيار 700 كاهن من أبرشية بوخارست في مؤتمر رعائي برئاسة البطريرك دانيال راعي أبرشية العاصمة بوخارست وبطريرك رومانيا. تركز البحث في المؤتمر على خدمة المرضى لأن المجمع المقدس في كنيسة رومانيا قرر تكريس سنة 2012 لسرّ الزيت المقدس. أُلقيت ثلاث محاضرات حول سرّ الزيت من الناحية التاريخية ومن جهة الكتاب المقدس وآباء الكنيسة، كما عُرض فيلم وثائقي عن نشاط الكهنة في المستشفيات والمراكز الطبية.

قال البطريرك في كلمته: “إن العناية بالمريض لا تقتصر على العلاج الطبي. كل عمل ليتورجي، رعائي، تربوي، اجتماعي تقوم به الكنيسة هو عمل شفاء من أجل المحافظة على صحة النفس والجسد. إن أساس كل عناية بالمريض تقوم بها الكنيسة، او بشكل أوسع كل خدمة اجتماعية هو إيماننا بأن الرب يسوع المسيح هو نبع الحياة ومصدر كل صحة وشفاء لأنه طبيب نفوسنا وأجسادنا”.

Last Updated on Saturday, 02 June 2012 11:19
 
Banner