Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 25: دعوة أوّل التلاميذ
العدد 25: دعوة أوّل التلاميذ Print Email
Sunday, 17 June 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في 17 حزيران 2012 العدد 25       

الأحد الثاني بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

دعوة أوّل التلاميذ

هذه دعـوة التـلاميـذ الأوائـل كـمـا رواها متى، وهي إيّـاهـا فـي مـرقـس. انهـا تصف البـيـئـة التي كان يعيش فيـهـا يسـوع التي تحيـط ببحـر الجليـل وهـو بحـيـرة طبـريـا. بـيـئـة صيـاديـن. رأى أَخـويـن وهما سمـعـان الذي سمـّاه هـو بطـرس في ما بعد وأخـوه أنـدراوس وهـو اسـم يـونـانـيّ لأن الجليل كان فيه الكثـيـر ممّـن كانوا يتكلّمون اليونانيّة وممّن تـأثـروا بالثقـافـة اليـونـانيـة ما يجعـلنـا نظـنّ أن بعـض الـرسـل كـانـوا يتكـلمـون شيئـا مـن اليـونـانيـة العـاميـة.

هذان الأَخَـوان كـانـا يُلقيان شبكة في البحـر. كل تـلاميـذ يسوع كانوا صيادين ما عـدا مـتى الذي كان رئيـس جبـاة. دَعـاهُما يسـوع قـائـلا: هلمّ ورائي فأَجعـلكُـما صيادي الناس أي حمَلة للإنجيل (فهِما هذا في ما بعد). لا بدّ أنهما فهما أن هذا صاحب رسالة روحية، رئيس تجمّع صغير يهتم بكلمة الله والدعوة اليها. هذه الجمعيـات الروحيـة الصغيـرة كانت معروفـة في شعـب إسـرائيل. توّا “تركا كل شيء وتبعاه”. هذا يعني أنهما تركا الصيد المنتظم، ولا يعني بالضرورة أنهما تركا على شاطئ البحر السفينة ليأخذها اي عابر، بدليل أننا نقرأ أن الرسل لم يقطعوا علاقتهم بالبحر.

“جـاز مـن هنـاك” تـدلّ على انه كـان يتـمشّـى على ضفاف بحيرة طبـريـة. قـام بمسـافـة قصيـرة “ورأى أَخـويـن آخـريـن وهما يعـقـوب بن زبـدى ويـوحنـا أخـوه (الذي صار يـوحنـا الإنجيـلـيّ) في سفـينــة مـع أبيهمـا زبـدى يُصلحان شبـاكـهـمـا فـدعاهما” على الطريقـة نفسهـا. لعـلّ الأربعـة كـانـوا مـن بيـت صيـدا. “وللـوقـت تـركـا السفـيـنـة وأباهما وتبعـاه”. هـذان الأخيـران تـركـا لـيـس فقط عمـلهمـا ولكـن أبـاهـمـا أيضا وهـذا انسـلاخ أعـظـم.

أربعـة تبعـوه ورافـقـوه في تجواله في الجليـل. الى أين ذهبوا؟ الى المجامع، والمجمع قـاعـة كبيـرة يجتـمع فـيهـا اليـهـود يـوم السبـت خصوصا لقـراءة العهـد القـديـم والـوعـظ المـؤسَّس علـى النـص الذي قـُرئ. من هذا النص يتبيـّن أن مَن يعـرف الكتـاب المقـدّس يُعـلـّم وهـو لـيـس مـُعيّـنـا مسبـقـًا.

“يكرز ببشارة الملكوت”. ماذا كان يقول؟ صميم بشارته: “توبوا فقد اقترب ملكوت السموات” (متى 4: 17). الى هذا كان “يشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب”.

من هم المرضى الذين كان يشفيهم؟ يقول الكتاب: “أَحضروا اليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة”، يذكر المجانين والمصروعين (اي المصابين بداء الصرع (ومثلها بالإنكليزية (épileptiques) والمشلولين فشفاهم. بعد هذا المشهد نرى أنه كان يشفي كل الأمراض بالقوة الإلهية التي كانت فيه، وهذا لأنه كان متحننًا على الضعفاء جسديا كما كان متحننا على الخطأة. كان يريد أن تظهر رحمة الله على كل إنسان ولا سيما على المعذّبين.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


 

الرسالة: رومية 10:2-16

يا إخوة، المجد والكرامة والسلام لكل من يفعل الخير، من اليهود اولاً، ثم من اليونانيين، لأن ليـس عند الله محاباة للوجوه. فكل الذين أخطأوا بدون الناموس فبدون الناموس يهلكون، وكل الذين أخطأوا في الناموس فبالناموس يُدانون، لأنه ليس السامعون للناموس هم أبرارا عند الله بل العاملـون بالنامـوس هم يُبـرَّرون. فإن الأمم الذين ليـس عنـدهم النامـوس اذا عملوا بالطبـيعـة بما هو في الناموس فهؤلاء وإن لم يكن عندهم الناموس فهُم نامـوس لأنفسهم، الذين يُظهرون عمل الناموس مكتوبا في قـلوبهم وضميرُهم شاهـد وأفكـارهم تشكـو او تحتـجّ في ما بينـها يـوم يـدينُ اللهُ سرائر النـاس بحسب إنجيـلي بيسـوع الـمسيـح.

الإنجيل: متى 18:4-23

في ذلك الزمان فيما كان يسوع ماشيا على شاطئ بحر الجليل رأى أخويـن وهما سمعان الـمدعوّ بطرس وأندراوس أخوه يُلقيان شبكـة في البحر (لأنهما كانا صيادَين). فقال لـهما: هلمّ ورائي فأَجعـلكـما صيادَي الناس. فللوقـت تركا الشباك وتبعاه. وجاز مـن هنـاك فرأى أخوين آخرين وهما يعقـوب بن زبدى ويوحنا أخوه في سفينة مع أبيهما زبدى يُصلحان شبـاكهما فدعاهما. ولـلوقت تركا السفينة وأبـاهما وتبعاه. وكان يسوع يطوف الجليـل كلـّه يُعـلّـم في مجامعهم ويكرز ببشارة الـمـلكوت ويشفي كل مرض وكل ضعـف فـي الشعب.

الرحّالة إيـجـيريا

إيجيريا سيّدة إسبّانيّة من عائلة مرموقة النسب، موفورة المال، دوّنت مذكّرات عن رحلة قامت بها إلى الأراضي المقدّسة، على الأرجح بين عيد القيامة عام 381 والعيد ذاته عام 384. يرينا نصّ اليوميّات التي دوّنتها إيجيريا أنّها كانت تتمتّع بمنزلة رفيعة لدى الأساقفة والرهبان وكبار المسؤولين، وأنّها كانت ملمّة بالاحتفالات العباديّة والصلوات والأصوام، وأنّها كانت عشيرة الرهبان والراهبات. وكانت إيجيريا امرأة ثريّة، وهذا يبدو جليًّا من مظاهر الرحلة المكلّفة من حيث عدد المـرافـقـيـن، وامتـداد مـدّة الرحـلـة في الـزمـان والمكـان واشتمالها على الكنائس وأضرحة القدّيسين في الرها وبلاد ما بين النهرين والأماكن المقدّسة في فلسطين وسيناء والقسطنطينيّة وأنطاكية.

أهمّيّة هذه اليوميّات التي دوّنت باللغة اللاتينيّة المتداولة، تكمن في أنّها توفّر لقارئها معلومات قيّمة عن الاحتفالات الكنسيّة بعيد الفصح المجيد كما كانت تجري آنذاك في كنيسة أورشليم، ولا سيّما العناصر المكوّنة لصلوات الأسبوع العظيم، ابتداءً من سبت لعازر مرورًا بأحد الشعانين، مع جميع طقوسه الكنسيّة والشعبيّة، وبلوغًا إلى احتفالات عيد القيامة. كما تضع بين أيدينا وصفًا عينيًّا للأماكن المقدّسة والطبيعة المحيطة بها. هذه اليوميّات تجمع المعرفة الدينيّة والتقوى الشعبيّة بالسياحة البصريّة، لذلك تشكّل تراثًا مسيحيًّا ثمينًا، ومرجعًا للدارسين لا يستغنى عنها.

تتحدّث إيجيريا عن تثقيف الذين سوف يعتمدون في عيد الفصح، فتقول: "مَن أراد تسجيل اسمه، يتقدّم لذلك عشيّة بدء الصوم. ثمّ يؤتى بهم أمام الأسقف واحدًا فواحدًا يصحبهم عرّابوهم إذا كانوا رجالاً، وعرّابتهنّ إذا كنّ نساء. وكلّ مرّة، يسأل الأسقف جيران المتقدّم قائلاً: هل يسير سيرةً حسنة؟ هل يحترم والديه؟ هل هو مدمن على السكر أو كذوب؟ ويستقصي أيضًا عن كلٍّ من عيوبه. وإذا كان يُشهد للمرشّح بالسيرة الحسنة في كلّ ما سأل عنه الأسقف الشهود الحاضرين، يدوّن اسمه بيده. ولكن إذا ألصقت به أيّة تهمة، يدعوه الأسقف إلى الخروج قائلاً: فليُصلح نفسه أوّلاً؛ وإذا اصطلح، يستطيع التقدّم إلى المعمودية". وبعد المعمودية التي تجري في سهرونيّة عيد الفصح (مساء السبت العظيم) حيث يرتدي المعمّدون الجدد الأثواب البيضاء بعد خروجهم من أحواض المعموديّة، يقادون برفقة الأسقف إلى كنيسة القيامة للاحتفال بالعيد.

تصف إيجيريا تطواف المؤمنين يوم أحد الشعانين، وهو يشبه إلى حدّ التطابق ما يجري في أيّامنا، فتقول: "جميع الأولاد الصغار، في البلد، حتّى الذين لا يقوون على السير لصغر سنّهم فيحملهم والدوهم على أكتافهم، جميعهم يمتشقون أغصانًا هؤلاء من النخيل وأولئك من الزيتون، ويواكبون هكذا الأسقف على نحو ما واكب الشعب الربّ يسوع في ذلك النهار. فمن أعلى الجبل إلى المدينة، ومن هنـاك، عبـر المـدينـة، إلى كنيسـة القيامة، يسير الجميع على الأقدام، حتّى السيّدات والأعيان، ويواكبون الأسقف مردّدين اللازمة، أو الردّة: مبارك الآتي باسم الربّ".

يوم الجمعة العظيمة، ينحدر المؤمنون، حتّى أصغر ولد، سيرًا على الأقدام، إلى الجسمانيّة، برفقة الأسقف. وتلاحظ إيجيريا أنّهم "مراعاةً لحالة مثل هذا الجمع الغفير الذي أرهقته السهرات وأضنكه الصيام اليوميّ والذي يضطرّ إلى النزول من جبل عالٍ، فإنّهم يسيرون الهوينا، الهويناحتّى الجسمانيّة، على أنغام التراتيل". ويسهرون هناك إلى انبلاج الصبح، بناءً على قول الربّ لتلاميذه ليلة صلبه: "إسهروا وصلّوا لئلاّ تدخلوا في التجربة" (مرقس 14: 38).

ثمّ يلتقي المؤمنون عند الجلجلة، حيث موضع الصليب، فيؤتى "بالصندوق المصنوع من الفضّة المذهّبة، الحاوي عود الصليب المقدّس، فيُفتح، ويُعرض، ويوضع على الطاولة عود الصليب واللوحة (التي أمر بيلاطس بكتابتها ووضعها على الصليب، وقد عُثر عليها، بحضور القدّيسة هيلانة، لدى العثور على عود الصليب المحيي)". فيتعاقب الشعب كلّه على تقبيل الصليب، ولكن لا يمدّ أحد يده ليلمسه... ثمّ يتوجّهون إلى أمام الصليب "سواء أكان الطقس ممطرًا أم شديد الحرارة، لأنّ الموضع قائم في الهواء الطلق، وهو باحة داخليّة فسيحة وجميلة جدًّا ما بين الجلجلة وكنيسة القيامة". وهناك يتلون القراءات التي تتحدّث عن آلام السيّد من الأناجيل والرسائل وأعمال الرسل وألأنبياء والمزامير.

أمّا عن يوم السبت العظيم (سبت النور)، فتقول إيجيريا: "يدخل الأسقف إلى داخل شعريّة كنيسة القيامة، فتُنشد ترنيمة، ثمّ يرفع الأسقف صلاة من أجلهم، ويذهب وإيّاهم إلى الكنيسة الكبرى، حيث الشعب كلّه سهران. وفور الانتهاء من السهرونيّة في الكنيسة الكبرى، يذهبون على أنغام التراتيل إلى كنيسة القيامة"، حيث يتمّ التعييد للفصح.

يوميّات الرحّالة إيجيريا شهادة موثوقة عن حياة المسيحيّين في عصرها، وعن الاحتفالات العباديّة ومعالم الأماكن المقدّسة. وهي أيضًا شهادة عن التراث المسيحيّ الحيّ المستمرّ منذ بدء انتشار البشارة إلى يومنا هذا.

من تعليمنا الأرثوذكسي: تابوت العهد

التلميذ: سمعت عبارة “تابوت العهد” ولم أفهم شيئًا. قيل لي انها من الكتاب المقدّس. لماذا تابوت؟ وما هو العهد؟

المرشد: تجد عبارة تابوت العهد في سفر الخروج 25: 10 بعد أن صعد موسى الى الجبل (سيناء) واستلم لوحين من الحجارة كُتبت عليهما الوصايا العشر. أظن أنك تعرف الوصايا العشر. بعد ذلك أمر الله ان يصنع الشعبُ تابوتا من الخشب (أي صندوقًا). وأعطى الله قياسات الصندوق وشكله وكيفية تزيينه بالذهب، وأمر أن توضع فيه الوصايا العشر، ويحمله الشعب معه أينما ذهب كدلالة على حضور الله مع الشعب. يمكننا ان نقول أن تابوت العهد هيكل نقّال، مسكن لله، مكان وجود كلمته وتعبير عن وعد الله للشعب، وهذا ما يُسمّى العهد.

التلميذ: لماذا كان الشعب يتنقّل؟

المرشد: لما صعد موسى على جبل سيناء واستلم الوصايا، كان يقود الشعب في أثناء السفر من مصر الى بلاد كنعان اي فلسطين مرورا بصحراء سيناء. لذلك كان الشعب يتنقّل، ودام هذا التنقل أربعين سنة. نقرأ قصته في سفر الخروج من الكتاب المقدس. كان ذلك حوالى القرن الخامس عشر قبل الميلاد. بعد نحو خمس مئة سنة، أَدخل الملك داود تابوت العهد الى اورشليم. ولما بنى ابنُه الملك سليمان هيكل اورشليم، وضع تابوت العهد فيه كما نقرأ في سفر الملوك الأول.

التلميذ: ما هو وعد الله للشعب؟ بماذا وعدهم؟

المرشد: كلمة عهد هنا أفضل من وعد لأنها تفترض طرفين. الله يعد بالخلاص، والشعب يتعهّد بالمحافظة على محبة الله والإيمان به والعيش حسب وصاياه. في كل قصة الله مع الانسان نجد عهودًا متتالية، كلها قبل المسيح. كان اولاً عهدُ الله مع نوح لما طلب منه أن يبني السفينة ويدخل إليها مع عائلته وكل الحيوانات ليخلص من الطوفان. قال الله لنوح: ها أنا أُقيم عهدي معكم ومع كل المخلوقات الحيّة التي معكم (تكوين 9: 12). وجعل قوسَ القزح علامةً لهذا العهد. لاحظ أن الله وعد بخلاص البشر والحيوانات وكل الطبيعة. ثم كان عهد الله مع إبراهيم، وأخيرا مع موسى لما استلم الوصايا. اذا قبِل الشعب الوصايا يُعطي ذاته لله ولا يخونه ويبقى على العهد.

التلميذ: لماذا عهود كثيرة؟ ألا يكفي عهد واحد؟

المرشد: طبعا يكفي عهد واحد اذا التزم الفريقان بالاتفاق. لكن إن قرأت قصة الشعب مع الله ترى أن الناس كانوا يخونون الله ولا يحافظون على العهد ويتبعون آلهة أخرى الى أن جاء المسيح. هو الذي أعطانا العهد الجديد بدمه. هو كلمة الله “صار جسدا وحلّ بيننا ورأينا مجده” (إنجيل يوحنا 1: 14). هو الذي علّمنا شريعة المحبة، هو خلاصنا. به اتحد الله بالبشر وصار ممكنا أن يُصعدنا الى السماء.

الأخبار

عيد العنصرة

صباح الأحد في الثالث من حزيران ترأس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي في كنيسة العنصرة في عين سعاده بحضور الكثيرين من أبناء الرعية. في العظة شرح معنى العنصرة قال: ما العنصرة؟ ماذا تعني في التدبير الخلاصي؟ في مشروع الله لخلاص البشر؟

كلنا يؤمن بأن الخلاص تم مرة واحدة بيسوع المسيح. لا يضيف أحد عليه شيئا. على الصليب وفي القيامة كان الخلاص. اذًا ما العنصرة؟ هذا الخلاص ينبغي أن ينتقل الى الناس أي أن يؤمن به الناس. هذا الخلاص صار نهائيا ودُفع مرة واحدة للقديسين. الايمان به دُفع مرة واحدة للقديسين. حمله الرسل وبشرّوا به. تأتي البشرية وتأخد الخلاص، اي تقبله. تصدّقه. هذا هو الإيمان. لذلك يمكننا أن نقول ان الروح القدس هو مُفعّل الخلاص. من هنا إن كنتم سمعتم في الرسالة أسماء بلدان كثيرة كان سكانها حاضرين آنذاك يوم العنصرة، تعرفون أن هؤلاء يهود جاؤوا الى اورشليم ليعيّدوا العنصرة اليهودية. لما ذكر كاتب أعمال الرسل، لوقا الإنجيليّ، كل هذه الشعوب، أراد ان يقول ان الخلاص أُعطي لجميع الشعوب. حيثما بُشّر بالإنجيل وقبلَه الناس يكونون قد قبِلوا الخلاص لأنفسهم.

ثم كان التلاميذ في العلّية، القاعة الكبيرة التي كانوا فيها مجتمعين خوفا من اليهود مع والدة الاله. ونزلت عليهم الألسنة النارية، فوق كل تلميذ نزل لسان نـار. هكـذا رأوا هم. والإنجيـل يقـول انـنـا نُعـمـَّد بالـروح القدس والنار. النار تعني الحماسة، المحبة. نُعمَّد بالروح القدس تعني بخلاص المسيح لنا الذي ينقله الروح القدس إلينا. عندئذ نُعطى حماسة الايمان من بعد هذه المعمودية. ونُعطى الإخلاص للثالوث المقدس.

يقول معظم الناس ان الكنيسة تأسست في العنصرة. أُفضّل أن أقول ان الكنيسة اكتملت في العنصرة. هي أُسست على الصليب واكتملت بحلول الروح القدس لأن الرسل اكتملوا، بمعنى أنهم تركوا الشكّ الذي كانوا فيه أثناء الصلب. تحرروا من الشك بقيامة المسيح. ونزل عليهم الروح القدس ليُعطيهم هذه الدمغة حتى يعلن أنهم الآن تقدّسوا.

اذًا الكنيسة ابتدأت تعلن عن نفسها وتبيّن عملها منذ العنصرة. عملها هو التقديس، هو البشارة والوعظ. هناك مَن لا يحبّون الوعظ. لكننا نحن نبشّر بالمسيح، ولذلك نعظ. التقديس له أعمدة في الكنيسة، له أقنية نسمّيها الاسرار. الروح القدس يأتي على الولد بالمعمودية، هي سرّ.الميرون سرّ به ينزل الروح القدس على المعمود. المناولة سر إذ ينزل الروح القدس علينا بالمناولة. الزواج سر. وهذا ما بفرقنا عن الوثنيين لأن الزواج عندهم عملية جسدية. وعندنا نحن الزواج عملية روحية واخلاص ومحبة وعطاء وإيمان. من هنا ان الزواج سرّ، سرّ إلهي مكشوف لنا. هذاينفّذه الروح القدس. الزواج يصير بالروح القدس الذي ينزل على العروسين. اننا بتناول جسد الرب ودمه الكريمين في القداس، بعد ان طلبنا من الآب ان يرسل لنا الروح القدس ويحوّل الخبز الى جسد الرب والخمر الى دمه، نأخذ الروح القدس.

كل عملنا اذا في الكنيسة يقوم به الروح القدس. ونحن نتناول إلهامه وقوّته لكي نكمل العمل الذي طلبه الينا المسيح. لذلك أحببنا ان نسمي هذه الكنيسة كنيسة العنصرة حتى لا ينسى الناس الروح القدس. ولا ينسوا عمله. ولا ينسوا انهم معطَون له. انهم منتظرون نزوله على كل واحد منهم لمغفرة الخطايا والحياة الابدية.

الله يديم نعمته عليكم انتم اعضاء كنيسة العنصرة ويقويكم بنعمته كل يوم ويفرحنا بكم. آمين.

Last Updated on Friday, 15 June 2012 14:10
 
Banner