Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 35: إنجيل بولس
العدد 35: إنجيل بولس Print Email
Sunday, 26 August 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 26 آب 2012 العدد 35  

الأحد الثاني عشر بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

إنجيل بولس

عندما يتكلم بولس عن إنجيله لا يريد به طبعًا الأناجيل الأربعة لأنها لم تكن مكتوبة. يقول لأهل كورنثوس انهم قبلوا هذا الإنجيل وأنهم قائمون فيه وأنهم به يخلُصون. هو حياة كاملة وفيه تقويم سلوكنا. ثم يعطي مضمون هذا الإنجيل بعد قوله انه تسلّمه من الرعيل الأول. المضمون هو هذا “أن المسيح مات من أجل خطايانا على ما في الكتُب”. 

الكتُب تعني هنا العهد القديم لأن العهد الجديد لم يكن قد انسكب في كُتُب. وجوهر البشارة أن المسيح مات وقُبر وقام في اليوم الثالث وأنه تراءى لصفا (اي بطرس) ثم للإثني عشر. لا يذكر متى هذا الظهور. مرقس قال انه ظهر للأحد عشر ولا يذكر بطرس. ربما يوحنا يوافق هذا الكلام في الإصحاح الأخير من إنجيله. أما الخمس مئة الذين ظهر لهم حسب الرسالة فلم يُذكروا في الإنجيل ولم يُذكر يعقوب. عندنا إذًا ظهورات الرب في روايات مختلفة كان الرعيل الأول يتداولها. بعد هذا يقول بولس: “ثم تراءى لي كأنه للسِقط”، والسِقط هو الولد الذي يولد ميتًا.

سبب تسميته نفسه هكذا انه اعتبر نفسه أصغر الرسل “لأني اضطَهدتُ كنيسة الله”. وهو يشير هنا الى شراكته في قتل استفانوس وذهابه الى دمشق ليُلقي القبض على المؤمنين.

غير أن بولس لم ييأس من حياته السابقة ولو كانت تُحزنه فأكّد: “بنعمة الله أنا ما أنا”. الحنان الإلهي يمحو كل خطيئة ويجعل التائب إنسانًا جديدًا. ثم لا يكتفي بالقول بأن النعمة خلّصته ولكن دفعته الى العمل أكثر من الجميع. ولكن بعد أن رأى نفسه عظيم الانتاج اي عظيم البشارة متنقلا بين الكثير من المدن الهامة حول البحر المتوسط أخذ تعبير التواضع فقال: “فسواء كنتُ انا أَم أولئك، هكذا نكرز وهكذا آمنتُم”. هو واحد مع الرسل لأن عندهم مضمونا تعليميا واحدا وبنتيجته آمن من آمن. هذا يقودنا الى القول ان التقليد الرسوليّ او التراث الرسوليّ واحد يعبّر عنه كل واحد حسب موهبته. فهذا يتكلم هكذا، وذاك هكذا، فتأتي كل الرسائل واحدة في عمقها بفضل من الروح القدس الواحد الذي يُلهم هذا تعابير وذاك تعابير حسب استعداد كل رسول وحسب مستواه العقليّ وخبرته الحياتية.

نحن ليس عندنا تنزيل اي إملاء إلهيّ بكلمات. عندنا إلهام اي تقوية من الروح القدس، والرسول يتكلم بشريًا بكلماته وإلهيًا بإلهامه.

من هذا أن متى له كلماته ويوحنا له كلماته، وأنت لك الحق أن تحبّ أشياء كثيرة عند متى، وأشياء أُخرى عند يوحنا، وأن تتذوّق هذا الإنجيليّ حسب مواهبك، وذاك الإنجيليّ حسب مواهبك. من هنا نفهم أن المسيحيين متعددو الأذواق اللاهوتية، فهذا المؤمن عميق في اللاهوت، وذاك يفضّل التعليم الأخلاقيّ. وهذه مواهب تتكامل فتأتي الكنيسة متنوّعة وواحدة بآن، ويتمجّد الرب بتعدّد المواهب ووحدتها في الروح القدس.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 1 كورنثوس 1:15-11

يـا إخـوة أُعـرّفكم بـالإنجيل الذي بـشّرتُكم بـه وقـبلتموه وانـتم قائـمون فـيه، وبـه أيـضًا تـخلُصون باي كلام بشرتكم به إن كنـتم تـذْكُرون إلا اذا كـنتم قد آمـنتم بـاطلا. فـإنـي قـد سلّمتُ إليـكم اولاً ما تــسلّمتـه أن المسيـح مات من أجل خـطايانا على ما في الكتـب، وأنـّه قُبـر وانه قـام في اليوم الثالث على ما في الكتب، وأنه تـراءى لصفا ثم للإثـني عشر، ثم تـراءى لأكثـر من خمس مئة أخ دفـعة واحدة أكثـرُهم بـاقٍ حتـى الآن وبــعضُهم قد رقـدوا، ثـم تـراءى ليـعقوب ثـم لجـميع الرسل، وآخـر الكـل تـراءى لي أنـا ايــضا كأنــه للسقْـط، لأني أنـا أَصغرُ الرسل ولستُ أهلا لأن أُسمّى رسولًا، لأنـّـي اضطهدتُ كنــيسة الـله، لكنّي بـنعمة الله انــا ما انــا. ونــعمتُه المعطاةُ لي لم تــكن بـاطلـة، بـل تــعبتُ اكثـر من جـميـعهم، ولكن لا انـا بـل نــعـمة الـله التي مـعي. فسواء كنـت أم اولئــك، هكذا نـكـرز وهكـذا آمـنـتم.

الإنجيل: متى 16:19-22

فـي ذلك الزمان دنـا الى يـسوع شاب وجثـا له قائـلا: أيـها المعلّم الصالح مـاذا أَعمل مـن الصلاح لتـكون لي الحيـاة الأبـديـة؟ فقال له: لماذا تـدعوني صالحا وما صالح إلا واحد وهـو الله؟ ولكـن إن كنـت تـريد أن تـدخل الحيـاة فاحفظ الوصايـا. فـقال له: أيـّة وصايـا؟ قال يـسوع: لا تـقتل، لا تـزنِ، لا تـسرق، لا تـشهد بـالزور، أَكرمْ أبـاك وأُمّك، أَحبـب قريـبك كنـفسك. فـقال له الشاب: كل هذا قـد حـفظتُه منـذ صبائـي، فـماذا يـنقصني بـعد؟ قال له يسوع: إن كنتَ تــريـد أن تكـون كاملا فاذهب وبــع كـل شـيء وأعـطـه للمساكين فيكون لك كنـز في السماء وتـعال اتـبعني. فلمّا سمع الشاب هذا الكلاممضى حزيـنا لأنّه كان ذا مالٍ كثـير. فقال يـسوع لتلاميـذه: الحق أقول لكم إنـه يـعسر على الغنيّ دخول ملكوت السماوات؛ وأيـضا أقول لكم إن مرور الجمل من ثـقب الإبرة لأسهل من دخـول غنيّ ملكوت السماوات. فـلما سمع تلاميذه بُـهتوا جـدا وقـالوا: مـن يـستطيع إذن أن يـخلص؟ فنـظر يـسوع اليـهم وقال لهم: أمّـا عند الناس فلا يـُستطاع هذا، وأمّا عـند اللـه فكـل شيء مستطاع.

لا ننتظر آخر!

فيما كان المعمدان مرميًّا في السجن، كانت شهرة يسوع قد بلغت أوجها. فطلب من بعض تلاميذ، حافظوا على علاقتهم به، أن يقصدوا يسوع، ويسألوه: "أأنت الآتي، أم ننتظر آخر" (متّى 11: 3).

لِمَ هذا السؤال؟ لِمَ طرحه يوحنّا علنًا؟ ماذا كان يجول بباله؟ لِمَ أصرّ على أن يُجاب عنه؟ أسئلة، لولا جواب يسوع (وعلمنا بقيمة يوحنّا)، لكانت فتكت بنا. لكنّه أجاب. قال لِمَنْ أُرسلوا: "اذهبوا فأخبروا يوحنّا بما تسمعون وترون: العميان يبصرون، والعرج يمشون مشيًا سويًّا، والبرص يبرأون والصمّ يسمعون، والموتى يقومون والفقراء يُبشّرون، وطوبى لِمَنْ لا أَكونُ له حجر عثرة" (11: 4- 6). هذا بعض من جواب. ولكنّ الإنجيليّ، الذي دوّن ما جرى، أرادنا أن نزداد ثقةً بمكانة هذا النبيّ في قلب الربّ. فتابع نقل الإجابة: ولمّا انصرفوا، أخذ يسوع يقول للجموع في شأن يوحنّا: "ماذا خرجتم إلى البرّيّة تنظرون؟ أقصبةً تهزّها الريح؟ بل ماذا خرجتم تنظرون؟ أرجلاً يلبس الثياب الناعمة؟ ها إنّ الذين يلبسون الثياب الناعمة هم في قصور الملوك. بل ماذا خرجتم ترون؟ أنبيًّا؟ أقول لكم: نعم، بل أفضل من نبيّ. فهذا الذي كُتب في شأنه: ها أنذا أُرسل ملاكي قدّامك / ليُعدّ الطريق أمامك" (7- 10). ثمّ شهد أنّه لم يظهر في أولاد النساء أكبر من المعمدان، وأنّه آخر الأنبياء الذي قيل عنه إنّه سيعمل عمل إيليّا (11- 15).

إذًا، أجاب يسوع. كان سؤال يوحنّا ظرفًا مناسبًا، ليستفيض في كلامه عليه، ويرفّعه إلى علوٍّ يعرفه فيه. أجابهم. أجابنا. قال: "اذهبوا فأَخبروا يوحنّا". لقد أتاه السؤال منه. وهم رسله. ويجب أن يعودوا إليه، ويُخبروه بما سمعوا، ورأوا. لا يخبرنا متّى الإنجيليّ أنّ يسوع صنع عجائب أمام مَنْ حملوا إليه السؤال (كما فعل لوقا في المقطع الموازي 7: 18- 30). هل سمعوا الناس يتكلّمون على ما فعله؟ يمكن. ولكنّ الربّ كلّمهم كما لو أنّهم رأوا ما صنعه من عجائب. هذا من حقّ الكلمة. تسمع، أي ترى. أينما كنت، ولو في غياهب الأرض، إن وصلت إليك أعمال الكلمة، فأنت يجب أن تسمعها كما لو أنّك تراها. يوحنّا هذا نوعه. يسوع أشار إلى إخلاصه. "وتكفيه شهادته". ثمّ عدّد الربّ العجائب التي تُبيّن أنّه مسيح الله حـقـًّا. وطـوّب مَـنْ لا يشكّ فيـه. مَنْ قصد بهذه الطوبى؟ يوحنّا؟ تلاميذ يوحنّا؟ الجموع الحاضرين؟ الناس في غير جيل؟ نحن أيضًا؟ مَنِ الذي يشكّ فيه؟ هل نستثني يوحنّا؟ لقد رفض الربّ، في ما قاله للجموع، أن يكون نبيّه: "قصبةً تهزّها الريح". هل لم يرفض؟ ماذا أراد؟ هل رآه له رأي فيه أمس، واليوم له رأي آخر؟

يجب أن نستعيد سؤال يوحنّا. قال: "أأنت الآتي، أم ننتظر آخر؟". مَنِ الذي قال؟ نبيّ، بل أفضل نبيّ، بل أكبر مَنْ ولدته امرأة، بل آخر نبيّ. وهذا يؤهّلنا لأن نعتقد أنّ الربّ لم يصغِ، في سؤال يوحنّا، إلى رنّة شكّ فيه. الأنبياء لا يشكّون. إلامَ أصغى يسوع، إذًا؟ إلى سؤال استفساريّ. يوحنّا يعرف العلامات المسيحانيّة التي ذكرها يسوع في جوابه (شفاء العميان والعُرج والبرص والصمّ، وإقامة الموتى، وتبشير الفقراء). ويعرف علامةً أخرى: الحرّيّة التي يسترجعها الأسرى (لوقا 4: 18). واستفسر، فيما هو سجين، إن كان سيتحرّر أو لا. وردّ يسوع بما يعرفه يوحنّا: بأنّ رسالة هذا النبيّ الأخير، التي هي تمهيديّة، قد تمّت. ولكنّ هذا، الذي يعرفه ونثق بأنّه قناعته، يدفعنا إلى أن نفتّش عن أشخاص آخرين ربّما كان سؤال يوحنّا قابعًا في صدورهم أو على أفواههم. مَنْ هم؟ هذا يجعلنا نذكر، سريعًا، أنّ هذا الحوار سجّله متّى الإنجيليّ بعد إجرائه بنحو خمسين سنة. هل هذا يسمح لنا بأن نعتقد أنّ ثمّة مَنْ كانوا يردّدون هذا السؤال في زمانه، إنّما بأهداف أخرى؟ من الممكن كثيرًا أن يكون، عندما كُتب هذا الإنجيل، ثمّة أشخاص، تبعوا المعمدان، لم يُرضهم أنّ معلّمهم قُتل في سجنه، وشكّوا في أنّ يسوع هو الآتي. وهذا يجعل ما قلناه عن الرؤية، التي تأتي من السمع، قائمًا، بإلحاح، في هذا السياق. فمسيحانيّة يسوع يقدّمها متّى في إنجيل يُقرأ. وإذًا، يجب أن يُرى يسوع، الذي يشهد له متّى الإنجيليّ، أنّه الآتي الذي بشّر به آخر الأنبياء.

لم يشفِ يسوع، بمجيئه، المرضى كلّهم، ولم يقم الموتى كلّهم، ويحرّر مساجين الأرض جميعًا. لكنّ العجائب، التي صنعها، كانت كافيةً، لتدلّ على أنّه المسيّا المنتظر. كان ما فعله علامةً ساطعةً على أنّ ملكوت الله بات هنا حقًّا، فيه. هذا كلّه لم يشكّ يوحنّا فيه. إطلاقًا، لم يشكّ فيه.لكن، هل يخلو الكون مِمَّنْ يشكّون؟ قيمة يوحنّا أنّه، فيما أتى "ليُعدّ طريق الربّ"، ارتضى أن يموت إخلاصًا للحقّ. قيمته أنّه كان صادقًا دائمًا في أقوالـه وفي تفاصيل حياتـه (ألا يُذهـلنا، في هذا السيـاق، أنّ الربّ ألمح إلى ثيابه؟!). هل تألّم يوحنّا في سجنه؟ يجب أن يكون قد تألّم. لكنّنا لا نرى أنّه قرأ رسالة الربّ على ضوء ما فعله له أو لم يفعله له. لقد شفى يسوع بشرًا، أقام موتى، حرّر الكون، هذا يكفي، ليكون هو الآتي حقًّا.

متّى هو واحد من كتّاب العهد الجديد الذي كلّه رسالة إلينا. ربّما بعضنا، اليوم، يطرحون سؤال يوحنّا (إنْ علنًا أو سرًّا). ويجب أن نستحقّ، مثله، أن ينطبق علينا ما قاله الربّ فيه. كلّنا يجب أن نستأهل الطوبى. هذا لا يعني أنّ أيًّا منّا هو آخر الأنبياء! لكن، يجب أن يعني، دائمًا، أنّنا كلّنا مدعوّون إلى أن نكون ثابتين في الحقّ، فقراء إليه، عارين من كلّ مجد أرضيّ فانٍ، لنُجيب كلّ شكّ في التاريخ بما سمعنا، ورأينا. هذا هو الإعداد الدائم لِمَنْ قيل فيه: "قليلاً قليلاً من الوقت / يأتي الآتي ولن يُبطئ" (عبرانيّين 10: 37).

من تعليمنا الأرثوذكسي: سفر الرؤيا

التلميذ: قال لي شاب من أقاربنا انه يقرأ سفر الرؤيا في الإنجيل وانني، إن حاولت ان أقرأه لن أفهم شيئا لأنه صعب جدا. قل لي ما هو سفر الرؤيا ومتى يُقرأ في الكنيسة؟

المرشد: سفر الرؤيا عنوانه الكامل “رؤيا يوحنا اللاهوتيّ”. تجده في العهد الجديد في آخر الكتاب بعد الأناجيل والرسائل، وهو مقسّم الى 22 إصحاحا او فصلا. لا يُقرأ أثناء الخِدم الطقسية في الكنيسة. يُسمّى رؤيا يوحنا لأنه منسوب الى تلميذ يسوع يوحنا كاتب الإنجيل الرابع وكاتب ثلاث رسائل. كتب الرؤيا عندما صار شيخا يعيش منفيًا في جزيرة باتمُس في اليونان. اما لماذا سُمّي “رؤيا”، وهي ترجمة لكلمة يونانية تعني “إعلان”، فلأنه كشفٌ او إعلان يتعلق بالأزمنة الأخيرة حين يأتي المسيح بالمجد، وهذا ما نسمّيه المجيء الثاني للرب حين تبدأ “الحياة في الدهر الآتي” كما ورد في آخر دستور الإيمان، الحياة مع الله التي لا نهاية لها.

التلميذ: قلتَ لنا عن الحياة الدائمة “ملكوت الله”، وفهمتُ انا كلامك. لماذا لن أفهم سفر الرؤيا؟

المرشد: لن تفهم بسهولة لأن النص مليء بالرموز التي يجـب توضيحهـا لفـهم النـص. كـل شيء يرمـز الى شـيء آخر: الأرقام، الألوان، الحيوانات... كلها رموز، لها معنى معيّن. هذا أُسلوب في الكتابة كان شائعًا في أواخر القرن الأول في زمن الاضطهاد ضد المسيحيين حتى لا يفهم إلا من يعرف معنى الرموز.الكتاب تأمل في سر الكنيسة وحياتها بانتظار المجيء الثاني، وتشجيع للمؤمنين ليثبتوا في الإيمان وينتظروا الحياة مع الرب.

التلميذ: ماذا يوجد في سفر الرؤيا؟

المرشد: في القسم الأول وصف لأحداث نبوية ورؤى تُصوّر صراع الكنيسة مع الشيطان ومع الوحش الذي يعني الامبراطورية الرومانية التي كانت تضطهد المسيحيين بقساوة ووصف لمصائب وصراعات. ثم يتغيّر الأسلوب ليقترب من وصف لحياة المؤمنين في الملكوت. يقول: “رأيت سماء جديدةوأرضًا جديدة... وسمعت صوتًا عظيمًا من السماء قائلا: هوذا مسكن الله مع الناس، وهم يكونون له شعبًا... وسيمسح كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع... قال الجالس على العرش: ها أنا أَصنع كل شيء جديدا، انا الألف والياء، البداية والنهاية” (الإصحاح 21: 1 – 7).

التلميذ: متى يكون المجيء الثاني للمسيح؟

المرشد: لا نعرف. “ليس لكم أن تعرفوا الأزمنة والأوقات التي جعلها الآب” (أعمال الرسل 1: 7). هكذا كان جواب الرب للذين سألوا “متى؟”. لكن يوحنا الانجيلي يُنهي سفر الرؤيا بدعوة الرب ليأتي. “الروح والعروس (اي الكنيسة) يقولان “تعال”، ومن يسمع فليقل “تعال”، ومن يعطش فليأتِ ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجانا” (رؤيا 22: 17).

الأخبار

عيد رقاد سيدتنا والدة الإله

أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس صلاة الغروب للعيد في كنيسة القديس جاورجيوس في بحمدون الضيعة بحضور جمهور غفير. وصباح الخامس عشر من آب ترأس القداس الإلهي في كنيسة رقاد السيدة في بسكنتا حيث كان الحضور كثيفا جدا هذه السنة.

اخترنا لكم من العظة عن مريم والدة الإله أنها بعد رقادها صارت في المجد الإلهي، في السماء، لأن الموت انتقال الى الحياة الابدية. العذراء مريم شفيعة لنا اي انها تصلّي من اجلنا. إن كنا نحن الموجودين على الأرض نصلّي بعضُنا لبعض، فمن باب أَولى أن الذين انتقلوا الى الملكوت والى الفردوس، ولم يقض الموت عليهم، بقيت روحهم عند الرب، من الطبيعي أن يصلّوا من أجلنا نحن. الاعتراض الذي تسمعونه من بعض الجماعات التي نعتبرها خارجة عن الكنيسة أن الوسيط بيننا وبين الله هو المسيح يسوع، تردّ الكنيسة عليه أن وسيط الخلاص هو يسوع المسيح اي ان الخلاص جاءنا بصليبه وقيامته. القديسون ليسوا وسطاء للخلاص، هم وسطاء للتشفّع. كلنا وسطاء بعضنا لبعض. وبنوع خاص بين القديسين قديسة اولى واقفة امام الرب، تتوجّه اليه، وهي حاملتنا جميعا معها، ولذلك نكلّمها اي نصلّي لها ونقيم العيد تعبيرا عن محبتنا لوالدة الإله.

جبل آثوس

ليل السبت-الأحد في 12 آب هطل المطر بغزارة على جبل آثوس وأطفأ الحريق الهائل الذي كان ابتدأ قبل خمسة أيام في غابات الجبل وكان يتقدم بسرعة كبيرة الى أن اقترب من دير خيلندار الصربيّ مسافة 1300 متر وصار يشكل خطرا على الدير والرهبان. كان رهبان الدير قد خرجوا يوم السبت وتوجّهوا نحو النار حاملين أيقونة والدة الإلة المسمّاة “عزاء المحزونين” وذخيرة عود الصليب المقدّس وهم يصلّون. لاقاهم من الجهة الثانية للجبل تطواف رهبان دير زوغرافو البلغاري الذي كانت تهدّده النار ايضًا. وحالاً توقف الحريق بعد أن الْتهم 4000 هكتار من الغابات دون أن يصيب الأديار بأذى.

سيبيريا

كما في كل سنة، تطوف الباخرة-الكنيسة، كنيسة القديس الرسول أندراوس المدعو اولا، على أنهار سيبيريا: نهر الأوب وغيره، في نطاق مدينة نوفوسيبيرسك. تدوم مسيرة الباخرة خمسة عشر يوما خلال شهر آب، وتتوقف في القرى وتقدّم الخدمات الروحية من قداس وصلواتومعموديات واعترافات والخدمات الاجتماعية والطبية لسكان القرى النائية، وبالأخصّ العائلات الفقيرة والمسنّين الموحودين. كان للباخرة هذه السنة 19 محطة يلتقي خلالها العاملون على الباخرة مع سكان 47 قرية، وذلك ببركة المطران تيخون راعي الأبرشية وبالتعاون مع الكهنة المحلييّن. تعتمد الكنيسة الروسية البواخر-الكنائس في العمل الرعائي التبشيري في عدة مناطق.

 
Banner