Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 03: الأخلاق عند بولس
العدد 03: الأخلاق عند بولس Print Email
Sunday, 15 January 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 15 كانون الثاني 2012 العدد 3    

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الأخلاق عند بولس

بـدء هـذا الفـصل “متى ظَهـرَ المسيحُ حياتُنا” يدلّ على المجيء الثاني. ينتـج مـن هذا أنكم أنـتـم أيضًا تظهرون معـه في المجد بعـد قيـامتكـم من بين الأموات. المجد هو أن تسكن فيكم قوى الله غير المخلوق، القوى الأزلية التي تسطع من جوهره. ولن تصيروا إلى المجد إلا بإماتة “أعضائكم التي على الأرض”. هذه عبارة من بـولس يـريد بها أن الخطـايـا هي كأنها جسم داخل أجسادكم. يشبّه الرسول الخطايـا في مجموعتها إلى كيان غـريـب متّصل بعضه ببعـض.


 

بعد هـذا الكلام يذكـر بعـض الخطايا، بعضها متعـلـق بالجسد أو يُرتكـب في الجسد، وبعضها قائم في كل الكيان البشريّ مثل ما يُسمّيه “الشهوة الرديئـة”. ولكنه يُخصّص مكانـةً للطمع بالمال أو بأي شيء يملكه الإنسان مثل حب السلطة، ويشبّه الطمع بعبـادة وثـن.

ويذكر أن هذه الخطايـا ينـزل على أصحابهـا غضبُ الـله، ويـؤكّـد أنهم بعد أن تركوا عبادة الأصنام تركـوا أيضًا المعـاصي التي تسـوق اليهـا عبـادة الوثـن. ثـم يـرى أن لائحـة الخطـايـا التي ذكـرها يجب أن تكـمـل فذكر الغضب والسخط...الخ. وينتـهـي بـذكـر الكذب وقليل ذكـره في الكتـاب بعـد أن قـال الـرب: “ليكـن كلامكم نعـم نعـم ولا لا”، لأن مـا في القـلب يجـب أن يكـون على اللسان، وليـس عنـدنـا نحـن المسيحيين ازدواج أو فصام في الشخصية. لذلك كان الصدق قـاعـدةً عنـدنـا أساسية.

هـذه الخطايـا وغيـرها اذا أصابـت الإنسـان يبقـى الإنسـان العتيـق كمـا كـان قبـل المـعمـودية. “ثـم إزاء هذا الإنسان العـتيـق الإنسان الجـديـد، وقـد استعـمـل الرسول هذا المعنى بقـولـه: “أنتـم الذين (أو يا جميع الذين) بالمسيـح اعتمـدتـم المسيـحَ لبستـم”. هنا الإنسان يتجـدد للمعـرفـة ويعنـي بهـا معـرفـة الله، المعـرفـة الحميميّـة التي تجعل تداخلا بينك وبين الخـالـق بواسطـة المسيـح.

وبسبـب مـن الاختـلاط فـي كـولـوسـي بين التيّـارات الديـنـيـة المتـأثـرة بعضها باليـهـوديـة، وبسبـب مـا سمّـاه الرسـول الفـلسفـة، رأى أن يقـول لمـؤمني كـولوسي: “ليس يونانيّ ولا يهوديّ”، وكان الجـنـس اليهـوديّ يبغـض اليـونـانييـن والأُمـم بعـامـة ويستـعـلي عليه. أما عـبـارة “ختـان وقـلـف” فتعـنـي الشيء نـفسـه. ما يدلّ على الوثـنـيّ في العقـل اليـونـانـيّ أنـه غيـر مختتـن، وفي المسيحيـة لـم نبق متعـلّـقـيـن بهـذا، وليـس عنـدنـا فـرق بين المختـون وغيـر المختـون. كذلك “البـربـريّ” اذا آمن فله الكرامة التي كان يعتـدّ بها اليـونـانـي. “الإسكيئثيّ”، وهـو مـن شعـب كـان ساكنـا في شـرقـيّ أوروبـا، وهـذا يـدخـل الخـلاص كالشعـوب كـافـة. كذلـك لم يبـقَ مـن فـرق بيـن “العبـد والحُـرّ”. فـمع أن العبـودية في عصر بـولـس كانـت بـاقيـة فـي الشـرع الـرومـاني، الا أنها ليسـت دونيـّة. والعبـد كالحُرّ يشتـرك في الخـلاص. قبـل إلغـاء العبـوديـة في التـشـريع المـدنـيّ كان للعبد في الكنيسـة الكـرامـة التـي كـانـت للحُـّر. المهم أن “الـمسيـح هو كل شيء وفي الجميع”. لا فـرق عنـده بيـن الأجنـاس والأوضاع الاجتماعيـة والطـبقات. الوحدة أعـطـاهـا السـيّـد بالخلاص الذي أتمّه بموته وقيامته.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة:  كولوسي4:3-11

يا إخوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتُنا فأنتم ايضا تظهرون حينئذ معه في المجد، فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنه لأجل هذه يأتي غضبُ الله على أبناء العصيان، وفي هذه انتم ايضا سلكتم حينا اذ كنتم عائشين فيها. اما الآن فأنتم ايضا اطرحوا الكل، الغضب والسخط والخُبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم ولا يكذب بعضكم بعضا، بل اخلعوا الإنسان العتيق مع أعماله والبسوا الإنسان الجديد الذي يتجدّد للمعرفة على صورة خالقه حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ ولا ختان ولا قلف ولا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبد ولا حر، بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع.

الإنجيل: لوقا 12:17-19

في ذلك الزمان فيما يسوع داخلٌ الى قرية استقبله عشرة رجال بُرص ووقفوا من بعيد ورفعوا أصواتهم قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمّا رآهم قال لهم: امضوا وأَروا الكهنة أنفسكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وإنّ واحدًا منهم لما رأى انه قد برئ، رجع يمجّد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكرًا له، وكان سامريًا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشرة قد طَهُروا فأين التسعة؟ ألم يوجد مَن يرجع ليُمجّد الله الّا هذا الأجنبيّ؟ وقال له: قمْ وامضِ، إيمانك قد خلّصك.

صديق العريس

قَبْلَ أن يقبض هيرودس عليه ويلقيه في السجن، كان يوحنّا يعمِّد في عينون، بالقرب من ساليم، لِما فيها من ماء. فقال له تلاميذه: "رابّي، ذاك الذي كان معك في عبر الأردنّ (أي عمَّدته أنت)، ذاك الذي شهدت له، ها إنّه يعمِّد، فيذهب إليه جميع الناس". سمعهم، وذكّرهم بأنّه قال إنّني لستُ المسيح، بل مُرْسَلٌ أمامه (يوحنّا 3: 22-28). ثمّ نادى: "مَنْ كانت له العروس فهو العريس / وأمّا صديق العريس الذي يقف يستمع إليه / فإنّه يفرح أشدّ الفرح لصوت العريس، فهوذا فرحي قد تمّ" (الآية الـ10).

قَبْلَ أيّ كـلام، ثمـّة سـؤال تطـرحه هذه الآيـات المنقـولـة، وهو: "هل عمَّد يسوع أحدًا؟". ما يلاحظه قارئ هذه السطور أنّنا وضعنا، بين قوسين، تفسيرًا لقول تلاميذ يوحنّا إنّ يسوع "كان معك في عبـر الأردنّ"، قلنا: أي عمـَّدتـه أنـت. وهذا، تفسيـرًا، يقـابـلـه أنّ ثمّة مـَنْ اعتـقـد أنّ يسوع، قَبْلَ أن ينطـلـق فـي كـرازتـه، عمَّد (في الأردنّ) أيضًا. هل يعني هذا أنـّه تتلـمذ على المعمدان حينًا؟ ليس في العهد الجديد أيّ إشارة تُبيّن ذلك. ونعرف، في قراءتنا إنجيل يوحنّا الذي سجّل نقلاً أنّ يسوع عمـَّد، أنّه، في إصحاحـه الرابع، قال: "مع أنّ يسوع نفسه لم يكن يعمـِّد، بل تلاميذه" (الآية الـ2). هناك، إذًا، حركة عماديّة أطلقها يوحنّا، وَقَبِلها يسوع (وشارك فيها تلاميذه). هذا، إذا لم ننسَ أنّ يوحنّا قال في يسوع إنّه "سيُعمِّدكم بالروح القدس والنار" (أنظر: متّى 3: 11 وما يقابلها)، هو، فحسب، ما علينا التـزامـه جوابـًا عن السؤال المبيّن هنا.

إلى ما قلناه، نجد، في الأناجيل، مقابلاتٍ عدّةً ما بين المعمدان ويسوع. فهنـا، مثلاً، عندنا، مقابلـةً، أنّ يوحنّا هو صديق العريس، ويسوع هو العريس. وثمّة مقابلـة أوردها يوحنّا الإنجيليّ، في مطلع سِفـره، بتبيـانـه أنّ المعمدان جاء، ليشهد للنـور الذي هـو يسوع وحده (1: 6-10). وعندنا المقابلة الشهيرة عمومًا، أي أنّ المعمدان هو صوت (أو كما قـال المغبوط أُغسطينـوس: هو "أُذن") فيما يسوع هو الكلمة "الذي ينيـر العـالـم بما يقـوله"... وإذا دقّقنا في معنى الصفة التي اخترناها عنوانًا لهذه المُساهمـة، نعرف أنّ "صديق العريس"، الذي كان يُسهم في تهيئة العرس، ينتهي دوره عندما يلتقي العريسُ بعروسه.

إذًا، عبارة "صديق العريس" تؤكّد وعي يوحنّا أنّ رسالته هي رسالة تمهيديّة حصرًا. هذه كانت قناعته التي لم يُخفها عَمَّنْ كانوا مقرَّبين منه، وقالها العهد الجديد علنًا في غير موضع، ولا سيّما في حجبه يوحنّا عن عمله بعد أن "ظهر يسوع" يكرز في الجليل. وهذا ما يجب أن نقرأه في قول تلاميذ يوحنّا: "فيذهب إليه جميع الناس". لقد تلقّى يوحنّا، من أفواه أتباعه، ما يعرفه: أنّ دروه قد اكتمل، أو وفق تعبيره: "فهوذا فرحي قد تمّ". تمّ فرحه برؤيته أنّ العروس، أي "جميع الناس"، تُزَفّ إلى يسـوع عريسـها. هل يجب أن نـراه يحـضّ تلاميـذه، وَمَـنْ  سيستحسنون رسالته في غير جيل، على أن يسرعوا الخطى في إثر يسوع؟ هذا ما فعلته الكنيسة، طاعةً، بوضعها صورة المعمدان على حامل الإيقونات، أمام وجوه المؤمنين، يشير إلى يسوع. خدمة يوحنّا المعمدان إنّما هي خدمة تُعِدّ لظهور الربّ الذي يُنهيها.

لا يعطينا السياق التاريخيّ أن نسأل: لِمَ يوحنّا لم يركض، هو أيضًا، مثل الناس جميعًا، في إثر يسوع؟ فما أخذناه من فمه، يبيّن أنّه قد أُسلم، توًّا، بعد أن انطلق يسوع في كرازته (مرقس 1: 14). يوحنّا الإنجيليّ، في هذا السياق، ذكر أمر القبض على المعمدان، إنّما حدثًا لم يكن قد تمّ بعدُ. أراده صوتًا حُرًّا ينادي، في ضمائر سامعيه (دائمًا): أن اتبعوا العريس. لا تأتوا بعدُ إليَّ. فرحي أنّه ظهر. وفرحُكم أن تمشوا في إثره. فرحُكم، يا شعب الله، أن تُسرعوا في إثر الربّ الذي يُسرّ بكُم كما يُسرّ "العريسُ بالعروس" (إشعيا 62: 5). لقد قرأ المعمدان، بصوتٍ عالٍ، ما جاء في الكتب، وغنّى لا سيّما "نشيد الأناشيد".

هل هذه رسالة يوحنّا المعمدان فحسب؟ لعمري لا، بل رسالة الكنيسة في غير جيل. فالكنيسة، عروسًا، شأنُها، في غير زمان ومكان، أن تبقى تُدرك أنّ دعوتها أن تدعو الناس إلى عريسها. هذا ما فهمه بولس، فجاد علينا بقوله: "فإنّي أَغار عليكم غيرة الله، لأنّي خطبتُكم لزوج واحد، خطبة عذراء طاهرة تُزفّ إلى المسيح" (2كورنثوس 11: 2؛ أنظر أيضًا: أفسس 5: 27). بهذا المعنى، صوت يوحنّا يجد صداه في الجماعات المؤمنة على مدى التاريخ. كلّ مَنْ آمنوا بأنّ يسوع هو عريس الكون إنّما عليهم أن يفرحوا به، وينادوا، على الملأ، بالفرح به أيضًا. هذا ليس إيقاظًا لرسالة كُشفت أنّها تمهيديّة، بل ضمّ. فالكنيسة شأنها أن تضمّ صوتها إلى كلّ صوتٍ طاهر رأى إلى المسيح عريسًا. إنّها نوع من صداقة أيضًا. صداقة للحقّ. وصداقة للنبوءة. وصداقة للطُهر. وصداقة لكلّ امّحاء، رأتْهُ، أَقرّ بأنّ المسيح هو الكلّ.

يبقى لنا سؤال أخير: أين تحقّقت عبارة أنّ يسوع هو العريس؟ والجواب: على صليبه. هناك، نفّذ يسوع عُرسه. لقد التحم بعروسه التي هي شعبه. ليس من عُرس يتـمّ بسوى الدم. لقد كان قـول يوحنّـا عن "العريس" نبوءةً جليّةً عن صلبه المُحيي. ألم يقل عنه فيما رآه سائرًا أمامه: "هوذا حَمَلُ الله" (يوحنّا 1: 36)؟ جميلة هذه الرؤية. إنّها تستبق الآتي. إنّها تُظهر يسوع، دائمًا، منطلقًا إلى صليبه. فهو من أجل أن يفدي البشريّة إنّما أتى. هذا هو العُرس الذي جاء يوحنّا، ليُعدّه. هذا هو الحدثُ الذي كان يتهلّل له. قالوا له إنّه يعمِّد. ونحن، عالِمين بتمام العرس، يجب أن نسمعه يستبقُ أنّ كلّ شيء قد تمّ!

القديس افرام الجديد

وُلد القديس افرام في اليونان سنة 1384. دخل شابًّا الى دير البشارة قرب أثينا حيث صار راهبًا ثم كاهنًا. بقي في الدير 27 سنة الى أن هاجم الأتراكُ الدير وأخذوه أسيرًا. عُذّب مدة ثمانية أشهر ولم يُنكر المسيح. أخيرًا صُلب على شجرة ورأسه الى الأسفل وضُرب حتى الموت. كان ذلك في 5 أيار سنة 1426. وُجدَت رفاتُه سنة 1950، وشُفي كثيرون بشفاعاته. منذ ذلك الوقت ذاع خبرُه في اليونان وتشفّع به كثيرون. أعلن المجمع المقدّس لبطريركية القسطنطينية قداسته في 2 أيار 2011، وعيّن عيدًا له يوم استشهاده في 5 أيار. والآن قررت الكنيسة الروسية إدراج اسم القديس افرام في لوائح القدّيسين لديها.

الأخبار

الحازمية

أقام سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي صباح الأحد في الأول من كانون الثاني 2012 في كنيسة القيامة في الحازمية في عيد ختانة ربنا يسوع المسيح وعيد القديس باسيليوس الكبير. ألقى المطران جاورجيوس العظة التالية:

يا إخوة، هذا يوم كسائر الأيام في الكنيسة. ليس عندنا شيء اسمه رأس السنة. بدء السنة الكنسية هو في اول ايلول. لذلك أنتقل توا الى العيد الذي نقيمه اليوم. نحن نُعيّد لختانة الرب في الجسد، كما ورد في إنجيل لوقا عندما قال: “بعد ثمانية أيام من مولده، سُمّــي يسوع”. لماذا أعطى الإنجيل بقلم لوقا أهمية لهذا الحدث؟

تذكرون اذا قرأتم العهد القديم أن الرب أقام العهد الاول، العهد القديم، مع إبرهيم، وأمره بالختان علامةً لارتباط الرب بهذا الشعب الموحّد وحده لله. يسوع دخل في هذا العهد باعتبار تحدّره من ابرهيم. ولكن كان عليه ان يقفل العهد القديم. لقد انتهينا من موسى والفرائض الطقسية والذبائح الدموية وما الى ذلك، ودخلنا في عهد جديد مع الله بدم يسوع. ما من ختان على الإطلاق. وهذه المسألة، ختان أَم عدم ختان، احتلّت مكانا كبيرا في الكنيسة الاولى. السؤال كان، وعلى هذا اختلف المسيحيون في العهد الرسولي، هل يجب أن نقبل الأُمم اي الوثنيين في المسيحية بالختان اولاً؟ فاجتمع الرسل والإخوة في اورشليم وقالوا: لن يبقى الختان ولن تبقى اليهودية. جاء يسوع ليقفل الختان مع النواميس الموسوية، ويُدشّن عهدا جديدا بدمه.

وفي اليوم الثامن بعد مولده جُرح يسوع بالختان تمهيدا للجرح الأكبر على الصليب. وسمعتم في الرسالة اليوم: "وبه خُتنتم ختانا غير مصنوع بيد بخلع جسم خطايا البشرية". يصوّر بولس أن الخطايا لها كيان في داخل الكيان البشريّ. وعلينا أن نخلعها اي أن نتحرر من الخطيئة. "خُتمتم ختانا غير مصنوع بيد، بختان المسيح". ما هذا ختان المسيح؟ شرح فكره بولس بقوله "مدفونين معه في المعمودية التي فيها أُقمتم معه". انتقلنا الى عهد جديد، عهد الحب مع الله، وليس عهد الخوف من الله كما كان سابقا. وأُعطينا إشارة عن هذا الانتقال الى عهد جديد، والإشارة هي المعمودية. يغرّق الانسان بالماء. ينزل المؤمن جديدا، المهتدي الى يسوع، ينزل بكامل جسمه في حوض المعمودية. لماذا يُغرّق بالماء؟ لأنه يموت بالغرق. اخترعنا هذا الرمز. نُغرّقه بالماء حتى نُفهمه ونُفهم العالم أننا غرّقنا الخطيئة ومَحَوناها. ثم نرفعه من الماء لأنه يدخل في الحياة الجديدة.

لذلك بعد ان قال بولس هذا الكلام، قال: “في الحياة الجديدة في المسيح يسوع ليس يوناني ولا بربري". لماذا قال هذا؟ لأن اليونانيين المعتدّين بالفلسفة وبحكمتهم وبعلومهم، كانوا يحتقرون البرابرة، اي غير اليونانيين. كل من هو غير يوناني هو بربري. ارسطو، المعلّم الاول، قال هذا. جاء بولس وقال: “ليس يوناني وليس بربري، ليس ختان ولا غرلة”. الختان ليس له معنى دينيّ.

انتهينا من الختانة. صرنا للمسيح بالمعمودية، مع نموّنا بالإيمان، صرنا له بالمحبة والطاعة.

اذا أَردتم أن تُسمّوا رأس السنة، فلتكن سنة يجدّدها المسيح. يجدّد فيها قلوبكم. تندمجون بيسوع اندماجا كليا. الدنيا ملآنة دمًا. الدنيا كلها موت. اما نحن فأحياء بالمسيح يسوع بالرغم من كل المصاعب والأمراض والاحزان التي تصيبنا. نحن أحياء بيسوع. فالذي يريد أن يكون حيّا بالمسيح يسوع، هذا له سنة جديدة.

موسكو

خلال الاجتماع السنوي العام لأبرشية موسكو الذي عُقد في 23 كانون الأول في إحدى قاعات كاتدرائية المسيح المُخلّص، قدّم البطريرك كيرلّس تقريرًا عن أعمال الأبرشية وردت فيه الإحصاءت التالية: ان العدد الإجمالي للكنائس في منطقة موسكو 849 كنيسة، وعدد الأماكن قيد التأسيس 316 رعيّة أو ديرًا او معتمديّة بطريركية. في أبرشية موسكو 14 مطرانًا و879 كاهنًا و287 شماسًا. في موسكو 27 ديرًا بطريركيّا، منها 14 للرهبان فيها 905 أشخاص منهم 683 راهبًا و109 من لابسي الثوب و113 مبتدئًا. خلال السنة الـ 2011 دخل الى الأديرة 58 شخصا، وتركها 20 شخصا بما فيها الوفيات. اما أديرة الراهبات فعددها 13، فيها 771 شخصا، منهن 364 راهبة و254 من لابسات الثوب و153 مبتدئة. دخلت 35 مبتدئة الدير سنة 2011، وتركته 27 بما في ذلك الوفيات.

بالإضافة الى الإكليريكيين، يعمل ضمن أبرشية موسكو 342 شخصا يقومون بالتعليم المسيحي و114 يهتمّون بالعمل التبشيري و299 عاملا اجتماعيا و253 مسؤولا عن الشبيبة. ازداد عدد الإكليريكيين والعاملين في الكنيسة بسبب ازدياد عدد المتخرّجين من المدارس الإكليريكية ومن جامعة القديس تيخُن الكنسيّة.

في الكنيسة الروسية بعامة الآن خمس أكاديميات كنسيّة وجامعتان أرثوذكسيتان ومعهدان لاهوتيان و45 مدرسة إكليريكية، وفي أبرشية واحدة تُعطى دروس رعائية.

Last Updated on Thursday, 05 January 2012 13:53
 
Banner