Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2012 العدد 16: الفصح
العدد 16: الفصح Print Email
Sunday, 15 April 2012 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 15 نيسان 2012 العدد 16        

أحد الفصح المقدّس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الفصح

“المسيـح قـام مـن بـيـن الأمـوات” كشـف لـقـمّـة إيمـاننـا. وقـد درَجـت مـنـذ فتـرة عبـارة لـلتـعـزيـة بيـن الـذيـن يحسّـون بـالقـيـامـة. قـبـلـنـا الـقديس سيـرافـيـم الـروسي ألـّف عـبـارة تـحيـة لـه يقـولـهـا في كل لقاء: “يا فرحي، المسيح قام”. ونحن الذين لا نسـتـحـيـي بالإيـمـان فـي زيـاراتنا الفصحيـة لا نـزال نـردد: “المسيـح قـام”.

هل نبقيها جملة صارت مألوفة عند الأرثـوذكس أَم نُخـرجـها الى اللسـان من أعـمـاق القلب إحيـاء للـصـديـق الـذي نُسلـّم عـليـه ودعـمـًا لإيمانه وتشجـيـعـه على قبـول قـيـامـة المخـلـّص قـوة لـه وحـيـاة جـديـدة؟ إذا كنّا نعـنـيـهـا فـقـد نـكـون مسـروريـن او مـتـعـبيـن، مرضى او أصحّـاء، مـيـسـورين او محتـاجيـن. العـبـارة هذه فـوق كـل هـذه الأوضاع والظـروف الحيـاتـيـة، قـائـمـة وفـاعـلـة بـذاتها وناقـلة النعمة من أفواهنا الى أُذنـي الآخـر فـقـلـبِـه.


نتـلو القـولـة مـن قـداس الـفـصـح الـى خميــس الصعـود لـنـشـبـع جميعـًا مـن حيــويـة القـيـــامـة لـعـلمـنـا بأننـا انتـقلنـا مـن المـوت، ايّ نـوع مـن أنـواع المـوت، الى الحيـاة اذ لم يكُن فــي عـمـق الـنـفـس البشـرية فـرحٌ مـا دام المـوت منتصرًا والبشـرُ غيـر عـارفين الا الـمـوت. ولمـا عـرفـوا الحيـاة الجـديـدة فـي المسيـح لـم يبـقَ المـوت حـقـيـقـة راهـنـة وسـمّيـنـاه الرقـاد لعـلْـمـنـا بـأنـنـا بـالمسيـح نـنـتقـل الى حيـاة جـديـدة فـي السمـاء.

كل مشكـلـة الإنسان الموت وما قبله صعوبات نتخطّاها. ولما جـاء المسيح حلّ هذه المشكلة وتـلقّينا من المخلّص وعد القيامة. هذه هي القيامة الأخيرة او العامة. ولكن هذه القيامة الأخيرة تسبقها قيامة اولى وهي المعمـوديـة، وقيـامـات عـديـدة وهي توباتنا المتـلاحقة ومنـاولـتـنـا جسد الرب ودمه. وهذه تهيّء القيامة الأخيـرة. اي ان حياتنا صارت بالمسيح قيامة دائمة، واذا سقطنا يعود جسد المسيح ودمه لإحيائنا وإقامتنا في رجاء قيامات آتية.

نمط حياتنا تحن الفصحيين نمط قياميّ، وأناشيدنا أناشيد قيامة لأن كل كلام في الكنيسة يقود إليها ويحتويها ضمنًا او صراحة. لذلك ركّزنا أن كل أحد في مطلع الأسبوع هو فصح ويُذكر فيه القائم من بين الأموات. ولا شك أن تعييدنا يوم الأحد سبق تاريخيا تعييدنا للقيامة.

حتى يتم الفرح الفصحيّ فينا كل يوم ينبغي ألاّ ننسى ان ابن الله تجسد ليحيا حياتنا ويُلازمنا في كل شيء ما خلا الخطيئة. “إنْ حَيِينا فللرب نحيا، وإنْ مُتنا فللرب نموت” (رومية 14: 8).

يسوع يُساكننا في العيش وفي الموت. واذا التصق بنا في الموت يُحيينا توّا ولو بصورة غير منظورة. يجعلنا له ومعه الى أن يجمعنا في اليوم الأخير.

إن قرأتم هذا قولوا: “حقا قام”.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 1:1-8

إني قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيـلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويُعلّـم بها الى اليـوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمـه ببراهين كثيرة وهـو يتراءى لهم مـدة أربعـين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الـلـه. وفيما هو مجتمع معـهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليم بل انتظـروا موعد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء وأما انتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسألـه الـمجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ الـمُــلْـك الى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنـة او الأوقات التي جعلها الآب في سلطانـه، لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في اورشليـم وفي جميع اليهـوديـة والسامرة والى أقصى الارض.

الإنجيل: يوحنا 1:1-17

في البدء كان الكلمـة، والكلمـة كان عند الـلـه، وإلهًا كان الكلمـة، هذا كان في البدء عند الـلـه. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكـن شيءٌ مما كوِّن. بـه كانت الحياة والحياة كانت نـور الناس، والنـورُ في الظـلمة يضـيء والظلمـة لم تُدركـه. كان إنسان مرسَل من الـلـه اسمه يوحنا. هذا جاء لـلشهادة ليشهد لـلنـور، لكي يـؤمـِنَ الكلُّ بواسطتـه. لم يكـن هو النـور بل كان ليشهد لـلنـور. كان النـورُ الحقيقي الذي ينيـر كل إنسـان آتٍ الى العـالـم. فـي العـالـم كان، والعالـم بـه كُـوِّن، والعـالم لـم يعرفــه. الى خاصّتـه أتى وخاصتــه لم تـقـبلـه، فأمّـا كل الـذين قـبِــلـوه فـأَعـطاهـم سلطـانــًا أن يكـونـوا أولادًا لـلـه الـذين يـؤمنـون  باسمـه، الـذين لا مـن دمٍ ولا مـن مشـــيئــة لحـمٍ ولا مـن مشيئــة رجلٍ لكن من الـلـه وُلـِدوا. والكلمـة صار جسدًا وحـلَّ فينـا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملـوءًا نعـمة وحقًـا. ويوحنـا شهد لـه وصرخ قائلاً: هذا هـو الذي قـلتُ عنـه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلـي لانـه مُتقـدِّمي، ومـن مِلئـه نحـن كُلنـا أخذنـا، ونعمـةً عوض نعمـة، لان النـامــوس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيـح حصلا.

"جِسّوني وانظُروا"

تتلو الكنيسة في خدمة صلاة سَحر الأحد أحدَ عشر نصًّا إنجيليًّا، في كلّ أحد نصّ واحد مقتطَف من أحد الأناجيل الأربعة، يتناول حدث القيامة. هذه النصوص تتحدّث عن ترائي الربّ يسوع لتلاميذه من بعد قيامته من بين الأموات، وحديثه معهم، وإرساله إيّاهم لنشر البشارة السارّة في العالم كلّه، إلى أقاصي الأرض. هي، إذًا، شهادات عيان عن صحّة قيامة الربّ بالجسد نقلها التلاميذ حيثما ذهبوا ليكرزوا بالخلاص والحياة الأبديّة. هنا، سنعرض للقراءة الإنجيليّة السادسة المستلّة من خاتمة إنجيل القدّيس لوقا (24: 36-53).

“في ذلك الزمان قام يسوع من بين الأموات ووقف في وسط تلاميذه وقال لهم: السلام لكم. فارتاعوا وخافوا وظنّوا أنّهم يرَون روحًا. فقال لهم: ما بالكم مُضطربين؟ ولماذا تخطر أفكارٌ في قلوبكم؟ انظروا يديّ ورجليّ. إنّي أنا هو. جسّوني وانظُروا لأنّ الروح لا لحم له ولا عظم كما ترَون لي. وحين قال هذا أَراهُم يديه ورجليه. وإذ كانوا غير مُصدّقين بعدُ من الفرح ومُتعجّبين، قال لهم: أَعندكم ههنا طعام؟ فناولوه قطعةً من سمكٍ مشويّ وشيئًا من شهدِ عسل. فأخذ وأكل أمامهم...”.

يُجمع التراث الآبائيّ على حقيقة الإيمان بأنّ الربّ يسوع قد قام من الموت بجسده، ولم يكن مجرّد روح أو شبح. فالقدّيس الشهيد إغناطيوس الأنطاكيّ (+107) يقول في رسالته إلى أهل إزمير: “إنّي مؤمن ومتيقّن بأنّ الربّ كان في الجسد حتّى بعد القيامة. لمـّا جاء إلى بطرس وصحبه، قال لهم: جسّوني وانظروا، إنّني لستُ شبحًا. فلمَسوه، ومن ساعتهم اقتنعوا. لهذا السبب ازدروا الموت وتغلّبوا عليه. بعد القيامة آكَلَهم وشارَبَهم كإنسان حقيقيّ على الرغم من أنّه كان بالروح مع أبيه”. أهمّيّة كلام القدّيس إغناطيوس تكمن في أنّه كان أوّل مَن تصدّى لبدعة “المشبّهة” التي كانت تُنكر حقيقة تجسّد المسيح وصيرورته إنسانًا، وكانت تقول عن جسد المسيح إنّه مجرّد خيال أو شبح، وليس جسدًا حقيقيًّا.

أمّا القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) فيقول في السياق ذاته: “يُريهم الربّ أثر المسامير. يسمح لهم بـأن يلمسوه، فيقتنعون، بشتّـى الوسائـل، بـأنّ الجسد  الذي تألّم (على الصليب) قد قام من بين الأموات. فلا يُراوغنّ أحدٌ في أمر القيامة. الكتاب المقدّس يقول إنّ الجسد البشريّ يُزرع جسدًا طبيعيًّا إلاّ أنّه يقوم جسدًا روحيًّا. فلا نُنكرنّ أنّ الأجساد البشريّة ستلبس عدم الفساد”. وكيرلّس نفسه يقول في مكان آخر: “طلب الربّ منهم شيئًا ليأكله كي يُثبّت إيمانهم بقيامته. قام بهذا ليُريهم أنّه هو القائم من بين الأموات. آكَلَهُم وشارَبَهُم كإنسان حين خاطبَهم بصوت نبويّ”.

يؤكّد هذا النصّ الإنجيليّ، بحديثه عن قيامة الربّ بالجسد، على كون المسيح إلهًا تامًّا وإنسانًا تامًّا. فالقدّيس لاون الكبير بابا رومية (+461) يقول: “كانت قيامة الربّ قيامة جسديّة (...) تحدّث مرّة مع تلاميذه وجالَسَهُم وآكَلَهُم وسمح بأن يلمسه المشكّكون. أظهر لهم جرح جنبه، وآثار المسامير، وندوب الجراح الطريّة (...) لقد قام بكلّ هذا لنعترف بأنّ خواصّ الطبيعتين الإلهيّة والإنسانيّة تبقى غير منقسمة. لذلك، يمكننا أن نعترف بأنّ ابن الله الأوحد هو كلمة وجسد”. ويذهب القدّيس يوحنّا الدمشقيّ (+750) المذهب عينه حين يقول في كتابه “المائة مقالة في الإيمان الأرثوذكسيّ”: “من بعد قيامة الربّ من بين الأموات طرح عنه الأهواء كلّها: الجوع، والعطش، والنوم، والتعب، وما شابه ذلك. لقد ذاق الطعام بعد قيامته، إلاّ أنّه لم يخضع لأيّ من قوانين الطبيعة. لم يشعر بالجوع، لكن، في الوقت الملائم، أثبت حقيقة القيامة، أي أنّ الجسد الذي تألّم وقام هو الجسد ذاته”.

يشدّد القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397) على كون قيامة الربّ يسوع مقدّمةً لقيامتنا نحن البشر المؤمنين به، فيقول: “لمسوا الجسد وجسّوه. ونحن كذلك سنقوم في الجسد. يُزرع جسمًا بشريًّا، ويقوم جسمًا روحيًّا. الأوّل جميل، والثاني بسيط (غير كثيف، وغير مركّب)”. ثمّ هو نفسه يتساءل: “ألم يُقدّم لهم الربّ جسده المحتفظ بِسمات الجراح وآثار النُدوب ليلمسوه؟ إنّه لم يكتفِ بتشديد إيمانهم، بل أنار تقواهم أيضًا، لأنّه ارتضى أن تبقى سمات جراحه ظاهرةً من أجلنا، ورفض إزالتها ليُري ثمن فدائنا لله الآب”.

“ووقف في وسط تلاميذه وقال لهم: السلام لكم”. هذا ما بادر به المسيح تلاميذه بعد أن التقاهم للمرّة الأولى بعد قيامته. وهذا ما وعد به الربّ جميع المــؤمنين به بقـوله: “حيثمـا اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون بينهم” (متّى 18: 20). الربّ حاضر حضورًا حقيقيًّا في وسطنا كلّما اجتمعنا باسمه، ولا يحقّ لأحد منّا بأن يشكّك بهذا الحضور. ويجدر بنا أن نعرف أنّه حينما ظهر المخلّص لتلاميذه غمرهم الفرح والسلام: “سلامًا أَترُك لكم، سلامي أُعطيكم” (يوحنّا 14: 27). إنّ التدبير الإلهيّ لمجيء الربّ يسوع الفادي بالجسد كان من أجل خلاص العالم. وهذا تمّ بتأنّسه وصلبه وقيامته من بين الأموات. هنا نهتف مع القدّيس سيرافيم ساروفسكي (+1833): “المسيح قام، يا فرحي”.

من تعليمنا الأرثوذكسي: حقًّا قام!

التلميذ: كيف نعرف ان المسيح قام من بين الأموات؟

المرشد: نعرف من شهادة النساء اللواتي ذهبن الى القبر ليُطيّبن جسد الرب فوجدن القبر فارغا، ورأين ملاكا قال لهن: “انتُنّ تطلُبن يسوع الناصري المصلوب؟ قد قام ليس هو ههنا. هذا الموضع الذي وضعوه فيه” (إنجيل مرقس 16: 6). هذا هو النص الذي يُقرأ في الهجمة الأحد باكرا، وبعده نبدأ بترتيل المسيح قام. انتبه لقراءة هذا الإنجيل، ويمكنك ان تقرأ خبر القبر الفارغ في الأناجيل الأربعة.

التلميذ: إذًا النساء بشرّن بقيامة المسيح. من هنّ؟

المرشد: هنّ نساء كُنّ يتبعن يسوع مع التلاميذ، يسمعن كلامه ويخدُمنه. تُسمّيهن الكنيسةُ “حاملات الطيب”، وتُعيّد لهن في الأحد الثاني بعد القيامة. قال لهن الملاك: إذهبن وقلن لتلاميذه ولبطرس. أَسرعت احداهن وهي مريم المجدلية وأخبرت بطرس ويوحنا، فأَتيا ودخلا الى القبر ووجدا الأكفان التي كان جسدُ يسوع ملفوفًا بها ممدودة على الأرض، والمنديل الذي كان حول رأسه موضوعًا على حدةٍ كما نقرأ في إنجيل يوحنا (20: 6 - 7). هذا تأكيد لقيامة المسيح من بين الأموات. لم يستطع أعداء يسوع إنكار واقعة القبر الفارغ. نقرأ في انجيل متى أنهم دفعوا مالا للحراس الذين كانوا شهودا على الحدث ليقولوا ان تلاميذ يسوع أَتوا وسرقوا جسده. وبقيت هذه الإشاعة عندهم.

التلميذ: رأين القبر فارغًا. ولكن هل رأين يسوع المسيح القائم من بين الأموات؟

المرشد: نعم. ظهر المسيح عدة مرات بعد القيامة. مريم المجدلية هي اول من رأى المسيح حيًّا بعد قيامته. يـروي لنا الإنجيل انها رأت يسوع ولم تعرفه وظنّت انه البستاني لأن القبر الذي وُضع فيه يسوع كان وسط بستان (يوحنا 19: 41). لكنها عرفته لمّا ناداها باسمها. وظهر يسوع ايضًا لإثنين من التلاميذ على طريق قرية اسمها عمواس. هما ايضًا لم يعرفاه. ترافقا معه طول الطريق بعد ظهر يوم الأحد وهو يشرح لهما. لكن عندما جلسا معًا للطعام وأخذ خبزًا وشكر وكسر وناولهما، كما في العشاء الأخير، عرفاه (لوقا 24: 13- 32). وظهر ايضًا لبطرس الرسول ولتلاميذه الإثني عشر مرتين في اورشليم...

التلميذ: هذا أَعرفه. كان توما غائبًا، وشكّ بقيامة السيد، ثم ظهر يسوع مرة اخرى بعد ثمانية أيام وآمن توما.

المرشد: صح. تُعيّد الكنيسة لهذا الحدث في الأحد الاول بعد الفصح ويُقرأ من إنجيل يوحنا (20: 19- 29). ظهر يسوع للرسل مجتمعين عشيّة القيامة، وبينما يُخبرهم تلميذا عمواس كيف التقوا بيسوع القائم من بين الأموات، وقف هو بينهم وقال: “انظروا يديّ ورجليّ. إني انا هو. جسّوني وانظُروا فإن الروح ليس له لحم وعظم كما ترون لي”. وكي يُطمئنهم اكثر، قال: “أعندكم طعام؟”، وأكل معهم سمكا مشويّا وشيئا من شهد عسل. نقرأ هذا في الإصحاح 24 من إنجيل لوقا. وظهر ايضا يسوع للرسل في الجليل بعد أن قضوا الليل في الصيد ولم يُصيبوا شيئا، وقال لهم أن يُلقوا الشبكة من الجانب الأَيمن فامتلأت شباكهم من السمك، ثم أكل معهم.

التلميذ: هل هذه هي كل ظهورات يسوع بعد القيامة؟

المرشد: لا. يخبرنا العهد الجديد عن ظهورات أُخرى آخرها بعد أربعين يومًا لما كان يسوع مع تلاميذه وتركهم وصعد الى السماء. يمكننا التحدث كثيرا عما جرى خلال ظهورات يسوع، ربما في لقاء آخر. لكني دعني أنصحك أن تُتابع الأناجيل التي تُقرأ في صلاة السَحر صباح كل أحد والتي تتكلم عن ظهورات يسوع المسيح بعد القيامة وتؤكد لنا أنه قام، حقّا قام.


الأخــبــار

اليابان

في 16 شباط 2012، احتفلت الكنيسة الأرثـوذكسية في اليـابان رسميـا بالـذكرى المئـوية لـرقـاد القديس نيقولاوس المعادل الرسل الذي أتى من روسيا وبشّر اليابان. يُجلّ اليابانيون هذا القديس كثيرا ويُسمّون الكاتدرائية القائمة في وسط طوكيو “بيت نقولا” وباليابانية “نيقولاي دو”. أقام القداس مطران سنداي سيرافيم يعاونه الكهنة. في نهاية القداس تكلم متروبوليت طوكيو دانيال مهنئا بالعيد وشارحا أعمال القديس في التبشير. ثم توجّه الجميع الى قبر القديس في مدافن المدينة حيث أقاموا صلاة الجناز.

اليونان

في السنوات الأخيرة، اشتدّ النقاش في اليونان حول لغة الطقوس المستعملة في الكنيسة، وهي اللغة اليونانية القديمة التي لا تُستعمل الآن في الكتب ووسائل الإعلام ولا تُدَرّس في المدارس، وبالتالي لا يَفهمها تماما عدد كبير من المؤمنين وبالأخص الشباب مما يُعيق اشتراكهم الفعليّ في القداس والصلوات وقد يُبعدهم عن الكنيسة. إزاء هذا الوضع اقترح بعض الكهنة والمطارنة ترجمة النصوص الليتورجية الى اللغة الحديثة، وحاولوا تطبيق هذا الأمر بشكل محدود في بعض صلوات المعمودية والإكليل. شرحوا الأسباب التي دعتهم الى ذلك وهي، الى الحاجة الرعائية الضرورية، تقليد الكنيسة الأرثوذكسية التي طالما استعملت اللغة التي يفهمها الشعب.

اما الفريق الذي يُعارض الترجمة الى اللغة اليونانية الحديثة فيقول ان الأولوية في الحياة الطقسية الأرثوذكسية ليست الفهم العقليّ وحسب إنما الاشتراك في السرّ. كما يخشون ضياع اللغة الطقسية التي كانت لغتهم لعصورٍ طويلة. اقترحوا لحل المشكلة الرعائية إصدار كتب الصلوات باللغتين القديمة والحديثة مما يُسهّل على المؤمنين فهْم الصلوات، واقترحوا ايضا تعليم اللغة القديمة في الرعايا.

تُنظّم بعض الأبرشيات حلقات دراسية حول هذا الموضوع كما فعلت أبرشية فولوس في كانون الثاني الماضي حيث تمكّن الفريقان من شرح موقفهما.

 
Banner