Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 18: فصحنا
العدد 18: فصحنا Print Email
Sunday, 05 May 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ٥ أيار ٢٠١٣         العدد ١٨   

أحد الفصح المقدّس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

فصحنا

الفصح يعني العبور. هو عبورنا من هذا الدهر الى الدهر الآتي الذي دشّنتْه قيامة المخلّص. نحن بالتوبة ننتقل إلى وجه الآب. بهذا المعنى كل أيامنا فصح. وفي بدء الكنيسة كان الفصح العيد الوحيد، وهو لا يزال “عيد الأعياد وموسم المواسم”.

 

في الكنيسة الأولى كان العيد يستغرق الأيام الثلاثة: من الجمعة العظيم الى صباح العيد. ثم انتشر العيد في أربعينية مقدسة ننشد فيها “المسيح قام” ونركز عليها بتردادنا العبارة حتى نتربى عليها ونتشبّع منها، والحقيقة ان العبارة تتضمن كل أيامنا. قام بجسده المصلوب والمجلبب بالنور.

ولكون القيامة هي كل حياتنا، نعيّد لها كل أحد الى جانب العيد. وصلواته مخصصة لذِكر انبعاث السيد من بين الأموات. أجل عندنا عيد ولكن كل أحد أحد القيامة اذ لا ذِكر إلا لها.

في الفصح وُلدنا ولادة جديدة. أجل نقول هذا عن معموديتنا، ولكن ما المعمودية إلا مشاركتنا في موت المسيح وقيامته. غلبة السيد للموت هي انبساط القيامة في كل قداس إلهي. ما القـداس سوى ذكـرى موته وانتصاره! الذبيحة الإلهية مشاركة منّا لمجيئه الأول ومجيئه الثاني. نأخذ هذا القداس الذي أَسّسه في العشاء السرّي وحققه على الصليب وأذاع خبره في الفصح. بسبب من ذلك نحن قياميون ليس فقط بمعنى اننا نؤمن بحدث القيامة ولكن بمعنى انها فاعلة في كل عمل خلاص نقوم به بدءا من معموديتنا. ومعموديتنا هي المنتشرة في كل تقديس نناله في حياتنا المسيحية.

أجل نقيم العيد مرة في السنة ولكننا نذكره ونغنّيه أربعين يوما متتالية الى جانب آحاد السنة.

اذا قلنا اننا فصحيون لا ينحصر هذا في أننا نقيم عيدا للفصح مرة في السنة، ولكن المعنى أننا نُحلّ فينا نصر المسيح بحيث نسعى الى قهر الخطيئة في أجسادنا والى الامتلاء من النعيم الذي في الرب منذ هذا العالم.

العيد يوم او أسبوع او أربعون يوما، ولكن حقيقة العيد اي الانتصار على الخطيئة تملأ كل يوم نكون فيه قد جاهدنا مع الرب ووعدناه بأيام أفضل اي أكثر امتلاء من نعمته.

المسيحية ليست محصورة بأيام او أعياد. هي دوام العمر ورؤية للمسيح يجدّدها فينا ويجعلنا بها قاهرين للموت. “إنْ حيينا او مُتْنا فللرب نحن”.

المسيحية لا تنقطع فينا. هي امتداد وعمق الى أن يخطفنا الله الى رؤيته في اليوم الأخير. مع هذا هي في هذا العالم دوام الرؤية بالكلمة التي نُطالعها والأسرار المقدسة التي نتناولها يوما بعد يوم ونتناول فيها مبرّات القديسين.

الفصح، إن لم يرافقنا كل يوم، نكون فقط قد تذكّرناه. اما اذا رافقنا وكنّا فيه، تكون كل حياتنا عيدًا.

 جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل ١:١-٨

إني قد أنشأتُ الكـلام الأوّل يا ثاوفـيـلس في جمـيع الأمور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويُعلّـم بها الى اليـوم الذي صعـد فيه من بعـد أن أوصى بالـروح القـدس الرسـلَ الذين اصطفـاهم، الذين أَراهم ايضًا نفسَه حيـًّا بعـد تألمـه ببـراهين كثيـرة وهـو يتـراءى لهم مـدة أربعـين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الـلـه. وفيما هو مجتمع معـهم أوصاهم أن لا تبـرحوا من أورشليم بل انتظـروا مـوعـد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء وأما انتم فستعمَّـدون بالـروح القـدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسألـه الـمجتمعـون قـائلين: يا رب أفـي هذا الزمان تردّ الـمُــلْـك الى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنـة او الأوقـات التي جعلهـا الآب في سلطانـه، لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القـدس عليكم وتكـونـون لي شهودًا في اورشليـم وفي جميع اليهـوديـة والسامرة والى أقصى الارض.

الإنجيل: يوحنا ١:١-١٧

         في البدء كان الكلمـة، والكلمـة كان عند الـلـه، وإلهًا كان الكلمـة، هذا كان في البدء عند الـلـه. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكـن شيءٌ مما كوِّن. بـه كانت الحياة والحياة كانت نـور الناس، والنـورُ في الظـلمة يضـيء والظلمـة لم تُدركـه. كان إنسان مرسَل من الـلـه اسمه يوحنا. هذا جاء لـلشهادة ليشهد لـلنـور، لكي يـؤمـِنَ الكلُّ بواسطتـه. لم يكـن هو النـور بل كان ليشهد لـلنـور. كان النـورُ الحقيقي الذي ينيـر كل إنسـان آتٍ الى العـالـم. فـي العـالـم كان، والعالـم بـه كُـوِّن، والعـالم لـم يعرفــه. الى خاصّتـه أتى وخاصتــه لم تـقـبلـه، فأمّـا كل الـذين قـبِــلـوه فـأَعـطاهـم سلطـانــًا أن يكـونـوا أولادًا لـلـه الـذين يـؤمنـون   باسمـه، الـذين لا مـن دمٍ ولا مـن مشـــيئــة لحـمٍ ولا مـن مشيئــة رجلٍ لكن من الـلـه وُلـِدوا. والكلمـة صار جسدًا وحـلَّ فينـا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملـوءًا نعـمة وحقًـا. ويوحنـا شهد لـه وصرخ قائلاً: هذا هـو الذي قـلتُ عنـه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلـي لانـه مُتقـدِّمي، ومـن مِلئـه نحـن كُلنـا أخذنـا، ونعمـةً عوض نعمـة، لان النـامــوس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع الـمسيـح حصلا.

الوصيّة الأخيرة

"أمّا التلاميذ الأحد عشر فذهبوا إلى الجليل، إلى الجبل حيث أمرهم يسوع. فلمّا رأوه سجدوا له، ولكنّ بعضهم شكّوا. فدنا يسوع وكلّمهم قائلاً: إنّي قد أعطيتُ كلّ سلطان في السماء وعلى الأرض. فاذهبوا الآن وتلمذوا كلّ الأمم معمّدين إيّاهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتُكم به. وها أنا معكم كلّ الأيّام إلى منتهى الدهر. آمين" (خاتمة إنجيل القدّيس متّى التي نقرأها في خدمة سرّ المعموديّة: ٢٨: ١٦-٢٠).

ظهر الربّ يسوع بعد قيامته من بين الأموات مرّات عدّة لتلاميذه وآخرين، وحدّثهم عن آلامه وصلبه وقيامته، وأكّد لهم أنّ كلّ هذه الأحداث قد حصلت في سبيل خلاصهم وخلاص العالم. غير أنّ وصيّته الأخيرة لهم، وفق النصّ الإنجيليّ أعلاه، فهي أن يبشّروا الناس قاطبة بقيامته، وأن يعمّدوا المؤمنين به باسم الآب والابن والروح القدّس، وأن يسهروا على تعليمهم وصايا الربّ ومقتضيات الحياة الجديدة. ووعدهم بأنّه سيكون معهم، ومعنا، إلى انقضاء الزمان حيث نحيا معه في الملكوت السماويّ حياةً ابديّة لا نهاية لها. فأن يكون الربّ معنا إلى انقضاء الزمان، فذلك يعني أنّ موتنا الجسديّ ليس نهاية حياتنا. أن يكون معنا دائمًا يعني أنّنا لن نموت أبدًا.

ما الصلة ما بين المعموديّة والقيامة؟ ما الصلة ما بين المعموديّة والحياة الأبديّة؟ كيف يمكن معموديّتنا أن تمنحنا قوّة الحياة التي لا تفنى؟ الجواب نجده لدى القدّيس بولس الرسول في رسالته التي نقرأها في خدمة سرّ المعموديّة (رومية ٦: ٣-١١)، حيث يبسط لنا لاهوت المعموديّة القائم على المشاركة في موت المسيح وقيامته: "أم تجهلون أنّنا كلّ مَن اعتمد ليسوع المسيح اعتمدنا لموته. فدُفنّا معه بالمعموديّة للموت حتّى كما أُقيم المسيح من الأموات بمجد الآب هكذا نسلك نحن أيضًا في حياة جديدة. لأنّا إن كنّا قد صرنا متّحدين معه بشبه موته نصير أيضًا بقيامته (...) فإنْ كنّا قد متنا مع المسيح نؤمن أنّنا سنحيا أيضًا معه"...

المعموديّة بطلت أن تكون مجرّد عمليّة تطهير (أو وضوء)، بل هي فعل موت وقيامة. فالمقبل على المعموديّة يغطّس بماء الجرن ثلاث مرّات باسم الآب والابن والروح القدس حتّى "يتّحد بشبه الموت المسيح"، أي أن يُدفن مع المسيح في قبره الذي يُرمز إليه بالجرن، كي يشارك في قيامته. ففي صلاة تبريك الماء يتضرّع الكاهن إلى الله ويسأله أن يجعل هذا الماء مقدّسًا بحلول الروح القدس عليه، كما قدّس مياه نهر الأردنّ، محوّلاً إيّاه إلى "ماء خلاص، ولباس لعدم الفساد، وتقديس للجسد والروح". وهنا يجدر التنويه بأنّ الماء هو مصدر الحياة، فـ"هناك حيث يكون الماء تكون الحياة"، ولكنّ الماء أيضًا هو سبب للموت كما في الطوفان حيث لم تنجُ سوى سفينة نوح (رمز الكنيسة)، وفي عبور موسى النبيّ مع شعبه البحر الأحمر، حيث مات غرقًا جيشُ فرعون مصر.

من هنا يتّضح لنا الفارق الكبير ما بين معموديّة يوحنّا ومعموديّتنا باسم الآب والابن والروح القدس. فيوحنّا نفسه كان ينادي: "أنا أُعمّدكم بالماء لأجل التوبة، لكنّ الذي يأتي بعدي فهو أقوى منّي، وأنا لا أستحقّ أن أحلّ سير حذائه. هو سيعمّدكم بالنار والروح القدس" (متّى ٣: ١١-١٢). معموديّة يوحنّا كانت رتبة تطهير وحسب، أمّا معموديّتنا فتتمّ باسم الثالوث الأقدس، بحيث تجعل كلّ معمّد يشارك في سرّ المسيح القائم من الموت، فيقيمنا معه إذ شاركنا في موته. وكما يموت المرء مرّة واحدة، هكذا يعتمد مرّة واحدة. ولذلك نؤمن "بمعموديّة واحدة لمغفرة الخطايا" كما نقول في دستور الإيمان.

كان السائد قديمًا أن تتمّ المعموديّة يوم "سبت النور"، ومن هنا تسمية ذلك السبت بسبت النور، وليس يوم عيد الظهور الإلهيّ (عيد الغطاس كما تقول العامّة)، ذلك أنّنا نعتمد ليس لأنّ المسيح اعتمد من يوحنّا، بل لأنّ المسيح مات وقام. ولو كانت معموديّتنا تشبه معموديّة يوحنّا لما بطلت الختانة، فالربّ اختتن في اليوم الثامن، أمّا نحن فلا نختتن. فيكون عيد الفصح المجيد هو المناسبة المثلى لإجراء سرّ المعموديّة. وما زالت خدمة قدّاس سبت النور تحتفظ بآثار من هذا التقليد حيث نرتل: "أنتم الذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم. هللويا"، التي نرتلها أيضًا في قدّاس عيد الفصح، ثمّ نقرأ الرسالة المختصّة بخدمة سرّ المعموديّة.

المعموديّة ليست، لدى المعمّدين، نهاية الجهاد، بل هي بدايته. إنّ الحياة الجديدة لا يمكن كسبها إلاّ بالتزام المعمّد وتصميمه بكامل حرّيّته وإرادته على السلوك يوميًّا في طريق التوبة: "إنّ إنساننا العتيق قد صُلب معه ليُبطل جسد الخطيئة كي لا نعود نُستعبد أيضًا للخطيئة؛ لأنّ الذي مات قد تبرّأ من الخطيئة" (رومية ٦: ٦-٧). عيد الفصح، عيد الحياة الجديدة، لن يكون عيدًا لنا إنْ لم ننتفع روحيًّا منه، فنعيد الحياة إلى معموديّتنا، أي موتنا وقيامتنا مع المسيح. لن يكون العيد عيدًا حقيقيّا ما لم نقُم نحن أيضًا معه.


من يدحرج لنا الحجر؟

تأمّل في القيامة عن الأب ليف (جيلله)

انه فجر القيامة، والنسوة ذاهبات في طريقهن الى القبر يحملن حنوطًا، وكن يقلن في ما بينهن: “من يدحرج لنا الحجر؟” (مرقس ١٦: ٣) لأن حجرًا كبيرًا كان قد وُضع على باب القبر. كان مستحيلا على النسوة ان يدحرجن الحجر.

كثيرا ما يبدو يسوع سجينا في نفسي وكأنه بلا حراك كما كان في القبر قبل القيامة. حجر خطاياي الكبير يجعله هكذا. كم مرة اشتاقت نفسي أن ترى يسوع قائمًا في نوره وقوّته. كم مرة حاولتُ أن أُدحرج الحجر ولكن دون جدوى. إن ثقل الخطيئة وثقل العادات المرتبطة بها كان أقوى بكثير. كثيرًا ما قلتُ يائسا: “من يدحرج الحجر”؟

النسوة لم يذهبن الى القبر بأيد خاوية بل أَحضرن معهنّ طيوبًا ليدهنّ بها جسد المخلّص (مرقس ١٦: ١). وأنا عليّ أن أُحضر شيئا إذا أردتُ ان يتدحرج الحجر عن باب قلبي. قد يكون ما أَحمله قليلا جدا. لا بأس. المهم أن يكلّفني بعض التكلفة، لا بد أن يكون فيه شيء من التضحية.

وَجدَت النسوة ان الحجر قد دُحرج بطريقة غير متوقعة: “حدثت زلزلة لأن ملاك الرب نزل من السماء ودحرج الحجر” (متى ٢٨: ٢). لكي يتدحرج الحجر لا بدّ من معجزة، لا بدّ من “زلزلة”، دفعة بسيطة لا تكفي. هكذا انا ايضًا. الحجـر الذي يشـلّ حـركـة يسـوع فـي داخـلـي يحتاج الى زلزلة، الى انقلاب عميق في نفسي، الى تحوّل جذريّ كامل. يحتاج الأمر الى قذيفة من نور تهزّني. هكذا يقوم المسيح فيَّ إذ يزول إنساني العتيق ويُفسح مجالا للإنسان الجديد. أمر كهذا يتعدّى الترتيب او التعديل. انه يستلزم موتًا ثم ولادة، موتًا وقيامة.

ليلة الفصح

من نشيد فصحيّ لأستيريوس الذي كان أسقفًا على آمازياس (تركيا) في القرن الرابع:

يا لها من ليلة تفوق النهار ضياءً، والشمس نورًا، والثلج بياضًا، والبرق لمعانًا، والمشاعل تألقًا، يا ليلة تفوق الفردوس جمالا!

يا لها من ليلة خالية من الظلام، ليلة مشبعة بالنور!

يا لها من ليلة تطرُد النوم، وتُعلّم الملائكة السهر!

يا لها من ليلة تُخيف الشياطين! ليلة هي أُمنية السنة كلّها!

يا لها من ليلة تُواكب عرس الكنيسة! ليلة تلدُ المعمّدين الجدد!

من تعليمنا الأرثوذكسي: الفصح

التلميذ: ما معنى كلمة الفصح؟

المرشد: كلمة الفصح تعني العبور. هكذا تُستعمل في العهد القديم للدلالة على عبور الشعب اليهودي البحر الأحمر وخروجه من مصر، من العبودية الى الحرية (سِفر الخروج). اما في المسيحية فعيد الفصح هو عيد موت يسوع المسيح وقيامته من بين الأموات، والعبور هو عبور من الموت الى الحياة.

التلميذ: اذًا العيد هو عيد قيامة المسيح، ولذلك نقول: “المسيح قام”.

المرشد: تمامًا! وبدقة اكثر، يحتفل المسيحيون بموت المسيح يوم الجمعة، وبقيامته في اليوم الثالث، يوم الأحد الذي هو أحد الفصح او أحد قيامة السيد. لذلك كل صلوات الأحد هي قياميـة، وكل يوم أحـد هو عيد القيـامة.  كلمة أحد باليونانية وبلغات اخرى تعني يوم الرب. وعندنا نحن الارثوذكسيين، الاحد هو يوم فرح وسرور، وقد تسلّمنا من القوانين الكنسية أننا لا نركع ولا نسجد يوم الأحد وخصوصا طيلة الخمسين يوما من احد الفصح الى احد العنصرة.

القديس الرسول سمعان الغيور

يذكُره الإنجيلي لوقا بين الرسل الاثني عشر (٦: ١٥). يقول تقليد قديم ان سمعان الغيور هو ذاته العريس في عرس قانا الجليل حيث حوّل يسوع الماء الى خمر (يوحنا ٢). لما رأى سمعان العجيبة التي صنعها يسوع آمن به من كل قلبه وتبعه مع بقية التلاميذ. كان معهم في العلّيّة يوم العنصرة وحلّ عليه الروح القدس وانطلق يبشّر بالمسيح. يقول تقليد انه بشّر في شمالي أفريقيا: ليبيا وموريتانيا حتى وصل الى اوربا. مات شهيدًا مصلوبًا على يد الوثنيين. تُعيّد له الكنيسة في العاشر من أيّار.

الفصحيَّات

هكذا تُسمّى مجموعة الأناشيد التي تُرتّل في صلاة السَحر صباح الفصح بعد الدخول من الهجمة وقبل بدء القداس الإلهي والتي مطلعها “اليوم يوم القيامة فسبيلنا أن نتلألأ أيها الشعوب لأن الفصح هو فصح الرب. وذلك لأن المسيح إلهنا قد أجازنا من الموت الى الحياة، ومن الأرض الى السماء، نحن المنشدين نشيد النصر والظفر”.

كلنا نعرف هذه التراتيل وننشدها معا بفرح، لكن هل نعلم ان القديس يوحنا الدمشقي الذي عاش في دمشق أيام الأمويين ثم ترهب في دير القديس سابا في فلسطين ورقد سنة ٧٥٠ هو الذي وضع هذه التراتيل؟ تُرتل الفصحيات مدة أربعين يوما ابتداء من عيد الفصح حتى وداع الفصح عشية عيد الصعود. اليكم المقطع الثاني منه الذي يعبّر عن معنى الخلاص بموت يسوع المسيح وقيامته “أيها المسيح المخلِّص، أمس قد دُفنّا معك، فنقوم اليوم معك بقيامتك. أمس قد صُلبنا معك فأنت مجدنا معك في ملكوتك”. المسيح قام!

 
Banner