Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 26: أحد جميع القديسين
العدد 26: أحد جميع القديسين Print Email
Sunday, 30 June 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في٣٠ حزيران ٢٠١٣  العدد ٢٦  

أحد جميع القديسين / تذكار جامع للرسل الإثني عشر

رَعيَّتي 


كلمة الراعي

أحد جميع القديسين

في كل يوم من السنة عيد لقديس أو أكثر، ولكن هذا التعييد اليوميّ لا يشمل كل القديسين الذين مجّدهم الله وجعلهم إليه في السماء. لذلك تذكُر الكنيسة اليوم الذين طوّبتهم بأسمائهم كلّ يوم والذين لم تُطوّبهم والله يعرفهم.

رأت الكنيسة أن يُخطف فكرنا إلى القديسين الذين جعلهم الله له وهم كثيرون ولا تكفي أيام السنة لتعدادهم بأسمائهم. فأقامت هذا الأحد بعد العنصرة تُقيم فيه ذكراهم. وجاء تعيين هذا الأحد في محلّه لأنّ حلول الروح القدس يقودنا إلى ذكْر القديسين. الروح الإلهي هو مُنشئ القداسة وموطّدها. فكان من الطبيعي بعد أن أقمنا ذكرى للروح القدس أن نقيم ذكرى لمن يُظهرهم ويُظهر أعمالهم في الكنيسة عنيتُ القديسين.

ليس لكلّ قديس نعرفه عيد لأن القديسين يتجاوزون عدد أيام السنة، فاضطررنا أن نقيم ذكرى القديسين مجتمعين، أولئك الذين نعرف سيرتهم والذين لا نعرف سيرتهم. فعدد الـ٣٦٥ يومًا في السنة لا يكفي لنعيّد فيه لكلّ القديسين الذين طوّبناهم ونعرفهم بأسمائهم. إلى هذا الذين لا نعرفهم بأسمائهم ومجّدهم الله. فتمجيدًا لغير المذكورين في كل أيام السنة وتمجيدًا للذين يعرفهم الله وحده ولم يدخلوا في التقويم أَوجدْنا هذه الذكرى لتشمل كل الذين أَحبّهم الله ونقلهم إليه. انه موقف محبة أن نُخصّص لكل قديس نعرفه ذكرى، وقضية محبة أيضًا أن نُخصّص لمن لا نعرفهم بأسمائهم ذكرى. هذا عندنا شوق إلى القداسة وأن نملأ بذكرى كبارها كل أيام السنة.

يوم بلا وجه قديس نذكره ليس يومًا من الكنيسة. الشغور من استحضار عظمائنا يجعل قلوبنا بلا مرجع. القلب إن لم يجذبه عظماء التقوى ماذا يجذبه؟ السنة سنة الله المقبولة أو هي مجموعة أيام فارغة من ذكر القداسة. إن لم تذكُر عظماء التقوى والبر، من هم الذين تذكُر؟ هناك كبار في هذه الدنيا وحسب مقاييسها. ولكن الأحبّ إلينا في دنيانا من كان يشاركنا تقوانا، من كان من جنسنا في التقوى. هؤلاء المتجانسون في التقوى يؤلّفون الكنيسة. وغير المتجانسين في معرفة المسيح ليسوا له أو ليسوا منه.

نحن الذين استبْقاهم ربّهم في هذه الدنيا ليس بيننا رباط الا الرب نفسه. هذا الرباط يجعلنا كنيسة أي مجتمعا للدهر الآتي، يتخذ هويته من كونه للرب.

نحن لسنا من هذا العالم وإن كنا في العالم. نحن من الدنيا التي ألّفها الرب بمحبّته وهي كنيسته. إليها نحن مشدودون ولو كانت أجسادنا تمشي على الأرض. نحن نتحرّك في الحقيقة مع أهل السماء ونتّجه جميعًا إلى العرش الإلهي لنُشاهد الله ومسيحه ونحيا بهذه المشاهدة.

عندما نعيّد لجميع القديسين ولكل قديس في كل يوم نشهد أن إرادتنا هي القداسة. نعمل في هذه الدنيا كل في مهنته أو وظيفته، ولكن غاية كل أعمالنا أن نبلغ القداسة وأن نسكب فيها القداسة. الطعام والشراب والمسكن والمهنة ليست كل شيء أو ليست الغاية. غاية الوجود فيما نأكل ونشرب ونقوم بأعمالنا اليومية هي ابتغاء الوصول إلى الله. كل نشاط في هذه الدنيا إن لم نطلب فيه الله ورضاه وبركاته هو من هذه الدنيا ويفنى فيها. أما غايتنا الحقيقية فهو أن نلتمس وجه الله ليرضى عنا فنحيا برضاه.

عندما نقيم في يوم واحد ذكرى لجميع القديسين، نشهد أننا نحبهم جميعًا وأننا فوق ذلك طلاب قـداسـة. لك أن تـرغـب أن تكـون عظيمـًا في مهنتـك ووافر الصحة أو كاتبًا عظيمًا. هذه كلها جيدة، وإن كنت متواضعًا يباركك الله. ولكن أعظم الأشياء في دنياك ليست بشيء إن لم تكن طريقَك إلى القداسة، إلى كراهية الشر وحب الخير، إلى اللصوق بالله.

لك أن تسعى إلى أن تكون خادمًا لوطنك عظيمًا وطبيبًا حاذقًا أو محاميًا ماهرًا أو كاتبًا جذابًا. هذا كله طيّب، ولكنه محدود، ولكن ما هو غير محدود أن تطلب كمال أخلاقك حسب وصية الرب: “كونوا كاملين كما أن أباكم السماوي كامل هو”.

كل شيء عظيم يأتي من الذي طلب كماله من الله. خارجًا عن ربك يمكن أن تكتمل في أية مهنة على صعيد الاحتراف، وان كنت لا تكتمل بلا أخلاق عظيمة. لا يمكن أن تكون انسانًا كاملاً الا إذا ابتغيت كمالك من الله. قبل ذلك، لك أن تُتقن مهنتك، ولكن هذا ليس الكمال. أنت لا تكتمل الا بالكامل أي إذا تشبّهت بالمسيح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: ١ كورنثوس ٤: ٩- ١٦

يا إخـوة ان الله قد أبرزنا نحن الرسل آخري الناس كأننا مجعولون للموت لأنّا قد صرنا مشهدًا للعالم والملائكة والبشر. نحن جهّال من اجل المسيح أمّا أنتم فحكماء في المسيح. نحن ضعفاء وأنتم أقوياء. أنتم مكرّمون ونحن مهانون. والى هذه الساعة نحن نجوع ونعطش ونَعرى ونُلطم ولا قرار لنا ونتعب عاملين. نُشتَم فنُبارك، نُضطَهد فنتحمّل، يُشنّع علينا فنتضرع. قد صرنا كأقذار العالم وكأوساخ يستخبثها الجميع الى الآن. ولست لأُخجلكم أكتب هذا وانما أعظكم كأولادي الأحبّاء. لأنه ولو كان لكم ربوة من المرشدين في المسيح ليس لكم آباء كثيرون لأنّي أنا ولدتكم في المسيح يسوع بالإنجيل. فأطلب اليكم ان تكونوا مقتدين بي.

الإنجيل: متـى ٩: ٣٦ - ١٠: ٨             

في ذلك الزمان لما رأى يسوع جمعًا كثيرًا تحنن عليهم لأنهم كانوا منزعجين ومنطرحين مثل خراف لا راعي لها. حينئـذ قـال لتـلاميذه ان الحصاد كثيـر وامـا العملة فقليلون فاطلبوا الى رب الحصاد ان يرسل عملة الى حصاده. ثم دعا يسوع تلاميذه الاثني عشر وأعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة لكي يخرجوها ويشفوا كل مرض وكل ضعف. وهذه أسماء الاثني عشر رسولا: الأول سمعان المدعو بطرس واندراوس أخوه ويعقوب ابن زبدى ويوحنا أخوه وفيلبس وبرثلماوس وتوما ومتّى العشّار ويعقوب ابن حلفى ولبّاوس الملقب تدّاوس وسمعان القانوي ويهوذا الإسخريوطي الذي أسلمه. هؤلاء  الإثنا عشر أرسلهم يسوع وأوصاهم قائلا: الى طريق الأمم لا تمضوا والى مدينة السامريين لا تدخلوا بل انطلقوا بالحري الى الخراف الضالة من بيت اسرائيل. وفي انطلاقكم اكرزوا قائلين: قد اقترب ملكوت السموات. اشفوا المرضى، طهّروا البرص، أقيموا الموتى، أخرجوا الشياطين. مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا.

الكنيسة زمن الرسل

يبدأ تاريخ الكنيسة بحدث العنصرة حين حلّ الروح القدس على التلاميذ الذين حملوا البشارة إلى كلّ المسكونة. وإذا شئنا الحديث عن الحقبة الأولى من هذا التاريخ نجد في كتب العهد الجديد مراجعنا الأساسيّة، فنحن نعتبر هذه الكتب المقدّسة وثائق تاريخيّة، لذلك نقول قبل البدء بقراءة الإنجيل في القدّاس: "في ذلك الزمان...". لكنّ ثمّة تقاليد وصلتنا عن طرق أخرى وقد جمعها مؤرّخو الكنيسة الأوائل، أو وصلتنا عبر الكتب المنحولة التي، وإن تضمّنت بعض الوقائع التاريخيّة، لم تعتبرها الكنيسة كتُبًا قانونيّة تستمدّ منها تعاليمها وعقيدتها.

يعلن القدّيس بطرس الرسول على الملأ، في عظته الأولى يوم العنصرة، إيمان الكنيسة: "إنّ يسوع الناصريّ، ذاك الرجل الذي أيّده الله لديكم بما أجرى عن يده بينكم... قتلتموه، إذ علّقتموه على خشبة بأيدي الكافرين، قد أقامه الله... ونحن بأجمعنا شهود على ذلك. فلمّا رفعه الله بيمينه، نال من الآب الروح القدس الموعود به فأفاضه" (أعمال الرسل ٢: ٢٢-٣٦). وللوقت اعتمد ثلاثة آلاف نفس من اليهود المجتمعين آنذاك لمناسبة العيد. وقد ظلّوا يعيشون عيشة اليهود الأتقياء، يصلّون في الهيكل، يخضعون لشريعة المآكل المحرّمة، يمارسون الختان...

أمّا ما كان يميّـز المسيـحيّيـن الأوّلـيـن عـن اليهود فهو المعموديّة، ومواظبتهم على تلقّي تعاليم الربّ يسوع، وكسْر الخبز، والشركة الكاملة. وفي هذا السياق يقول سفر أعمال الرسل: "وجميع الذين آمنوا كانوا معًا، وكان عندهم كلّ شيء مشتركًا. والأملاك والمقتنيات كانوا يبيعونها ويقسمونها بين الجميع، كما يكون لكلّ واحد احتياج. وكانوا كلّ يوم يواظبون في الهيكل بنفس واحدة. وإذ هم يكسرون الخبز في البيوت، كانوا يتناولون الطعام بابتهاج وبساطة قلب، مسبّحين الله، ولهم نعمة لدى جميع الشعب. وكان الربّ كلّ يوم يضمّ إلى الكنيسة الذين يخلُصون" (٢: ٤٤-٤٧).

منذ نشأة الكنيسة انضمّ إليها يهود ذوو ثقافة يونانيّة، هم الهلّينيّون. وبدأت المشاكل بين الجماعتين الناطقتين بالآراميّة (اللغة السائدة في فلسطين) وباليونانيّة. وفي حين كان الاثنا عشر مسؤولين عن الجماعات القاطنة في فلسطين، تمّ انتخاب سبعة رجال (شمامسة) يونانيّين كُلّفوا بالمسؤوليّة عن خدمة مواطنيهم (أعمال: ٦: ١-٨). وبعد استشهاد القدّيس إسطفانوس، أحد السبعة الشمامسة، هرب الهلّينيّون المضطهَدون من أورشليم إلى السامرة وسواحل البحر المتوسّط وأنطاكية حيث دُعي التلاميذُ "مسيحيّين" أوّلاً (أعمال ١١: ٢٦)، وأصبحوا مرسَلين لدى اليهود الساكنين هناك. وصارت أنطاكية نقطة الانطلاق لتبشير الإمبراطوريّة الرومانيّة.

تفاقمت المشاكل ما بين المسيحيّين من أصل يهوديّ والمسيحيّين الآتين من الأمم في شأن الشريعة اليهوديّة. غير أنّ هذا الوضع لم يستمرّ طويلاً، فوقع الطلاق بين اليهوديّة والمسيحيّة الناشئة. كانت جماعة أورشليم تظنّ أنّه ينبغي فرض الختان على المسيحيّين الجدد، وكان في أنطاكية جماعتان: جماعة المسيحيّين من أصل يهوديّ، المحافظين على الممارسات اليهوديّة ومنها الختان، وجماعة المسيحيّين من أصل يونانيّ. فكان يصعب على الفئتين أن تتناولا الطعام معًا بسبب القوانين اليهوديّة المتعلّقة بالأطعمة: أكل لحم الخنزير محرّمًا، كذلك الدم وبعض طرق تهيئة الطعام... القدّيس بطرس كان متردّدًا، فهو يقبل استقبال الوثنيّين في الكنيسة من دون شروط، لكنّه كان يخشى يهود أورشليم فانقطع عن تناول الطعام مع اليونانيّين. وبولس الرسول لم يتوانَ عن لومه وتوبيخه على هذا التصرّف (غلاطيـة ٢: ١١-٢١). يجدر التنـويـه إلى أنّ بطـرس رأى الروح يحلّ على كرنيليوس قائد المائة الذي لم يكن يهوديًّا، فقبله في المعموديّة وسلّم بأنّ المرور باليهوديّة ليس ضروريًّا للإيمان (أعمال ١٠).

يتداعى الرسل إلى الاجتماع في أورشليم للتداول في إيجاد حلّ للمشاكل الطارئة، بحضور يعقوب رئيس جماعة أورشليم وبولس وبطرس. قرّر المجتمعون بلسان يعقوب أنّ الشرائع اليهوديّة لن تُفرض بعد اليوم: "لذلك أنا أرى ألا يُثقل على الراجعين إلى الله من الأمم، بل يُرسل إليهم أن يمتنعوا عن نجاسات الأصنام، والزنا، والمخنوق، والدم" (أعمال ١٥: ١٩-٢٠). هكذا انقطع الرباط ما بين الإيمان المسيحيّ والشرائع اليهوديّة، وبات المسيحيّون غير مجبرين بتبنّي تعاليم اليهوديّة كي ينالوا المعموديّة ويتبّعوا الإنجيل. هكذا أصبحت الكنيسة فعلاً عالميّة تقبل الآتين إليها إلى أيّ حضارة أو ثقافة أو بلد انتموا.

مع القدّيس بولس تبدأ الكنيسة انتشارها الواسع، ففي رحلاته الأربع بشّر في أنطاكية وفي آسيا الصغرى، وأدخل الإيمان إلى أوروبا، وأسّس كنائس في مقدونية وفيلبّي وتسالونيكي وكورنثس وأثينا... ثمّ وصل إلى رومية، عاصمة الإمبراطوريّة، أسيرًا بعد سفر شاقّ، وطوال سنتين من الحرّيّة المقيّدة توصّل إلى إعلان ملكوت الله وتعليم ما يختصّ بالربّ يسوع المسيح بكلّ ثقة. وفي رومية استُشهد الرسولان بطرس وبولس، هامتا الرسل، وفي ذلك يقول المؤرّخ الكنسيّ إفسافيوس القيصريّ (+٣٤٠): "يروى أنّه، في عهد نيرون، قُطع رأس بولس في رومية، وهناك أيضًا صُلب بطرس. يؤكّد هذه الرواية اسما بطرس وبولس الملازمان مدافن هذه المدينة".

الرسل الإثنا عشر

عيّدت الكنيسة البارحة في ٢٩ حزيران لهامتي الرسل بطرس وبولس، والهامة هي الرأس. واليوم تذكار حافل للرسل الاثني عشر، وقد قرأنا أسماءهم في إنجيل اليوم من متّى. يذكُرهم ايضا إنجيل لوقا ٦: ١٣- ١٦، وإنجيل مرقس ٣: ١٣-١٩. قال لهم يسوع “كما أَرسَلني الآب كذلك انا أُرسلُكم” (يوحنا ٢٠: ٢١) وأَرسلهم قائلا: “اذهبوا الى العالم أجمع واكرزوا بالإنجيل للخليقة كلها” (مرقس ١٦: ١٥) “وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس” (متى ٢٨: ١٩). صار الرسل شهودا للقيامة بحياتهم وتعليمهم، ومات كثيرون منهم شهداء. تأسست الكنيسة على شهادة الرسل وبشارتهم وأكدت حقيقة قيامة المسيح. نرتل لهم آية من المزامير: “الى كل الارض خرج صوتُهم، وفي أقطار المسكونة انبثّ كلامهم” (١٨: ٥).

المجمع المقدس

التأم المجمع الأنطاكيّ المقدس من ١٧ الى ٢٠  حزيران ٢٠١٣، في دورته العادية الأولى برئاسة صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر، وحضور السادة مطارنة الأبرشيات. استهل المجمع بصلاة لراحة نفس المثلث الرحمات البطريرك إغناطيوس الرابع، ثم افتتح صاحب الغبطة الدورة المجمعية بالصلاة واستدعاء الروح القدس. بعد ذلك تضرع آباء المجمع إلى الله ليحفظ صاحبي السيادة المطرانين بولس (يازجي)، متروبوليت حلب والإسكندرون للروم الأرثوذكس، ويوحنا (ابراهيم) مطران حلب للسريان الأرثوذكس، ويشددهما في أسرهما ويعيدهما سالمين إلى أبنائهما في أبرشية حلب، مع الكاهنين وسائر المخطوفين.

قدّم غبطته ورقة العمل الرعائي أساسًا للسياسة الرعائية العامة للكرسي الأنطاكي في السنوات المقبلة لافتًا الى ضرورة مقاربة الشأن الرعائي بطرق جديدة تهدف الى تقوية إمكانات الكنيسة لخدمة الشعب المؤمن. وشدد غبطته على روح التجديد الدائم الذي علينا أن نتمتع به في بحثنا لأمور مستحدثة كالإعلام، والتواصل، واستعمال التقنيات الجديدة لنزيد من فعالية خدمتنا لشعبنا وحضور كنيستنا الأنطاكية في محيطها أينما وُجدت. أثنى المجمع على هذه التطلعات.

كذلك تدارَسَ المجمع المقدس ورقة عمل اقترحها صاحب الغبطة تتضمن تفصيلا للهيكلية التنظيمية لعمل لجان المجمع المقدس والدوائر البطريركية وأَقرّها.

ثم انتقل المجمع إلى الاستماع إلى تقارير الأبرشيات التي تضمّنت وصفا للواقع الرعائي في كل أبـرشيـة، مـن حيـث عـدد الـرعـايـا والكهنـة، والمـؤسسات العاملة والمشاريع قيد التنفيذ، بالإضافة إلى الصعوبات التي تُعيق العمل. وأكّدوا ضرورة التعاون والتعاضد بين مختلف الأبرشيات في سبيل ترجمة الوحدة الأنطاكية.

وفي سبيل تفعيل العمل الرعائي، أقر المجمع:

  1. دعم وتطوير دائرة التنمية العاملة اليوم في البطريركية في مجال الإغاثة والتنمية.
  2. إنشاء مركز إعلاميّ بطريركيّ باسم "المركز الأرثوذكسي الأنطاكي للإعلام".
  3. إنشاء "قاعدة البيانات الرعائية" التي تهدف إلى جمع ما أمكن من المعلومات حول الطاقات الأرثوذكسية العاملة، ودعوتهم ليخدموا الكنيسة والمجتمع وفق ما تسمح به مواهبهم ومؤهلاتهم العلمية.
  4. كذلك قرر المجمع إعلان يوم الأحد الواقع فيه ١٥ أيلول ٢٠١٣ يوم تضامن أنطاكيّ من أجل دعم العمل الإغاثي في الكرسيّ الأنطاكي. طالبا من جميع المؤمنين في بلدان الوطن والانتشار المساهمة بكرم تعبيرا عن محبتهم لإخوة يسوع الصغار المحتاجين للافتقاد.

انتخب آباء المجمع المقدس الأسقف أفرام معلولي (أسقف سلوقية) وكيلا بطريركيّا، وعيّنه أمينا لسر المجمع المقدس ورئيسا لأمانة السر فيه. كذلك توقف آباء المجمع عند الأزمة التي نشبت مع بطريركية القدس، وأكدوا وضوح الموقف الأنطاكي. فقرر المجمع قبول مبادرة البطريركية المسكونية لعقد لقاء ثلاثيّ بين البطريركية الأنطاكية وبطريركية القدس بحضور البطريركية المسكونية.

أكد آباء المجمع رفضهم المطلق لاعتماد العنف وسيلة في التعاطي مع الشأن السياسي، وشددوا على رفضهم أن يُسْتعمل الدين للتفرقة بين أبناء الوطن الواحد، كذلك دعا آباء المجمع الأسرة الدولية للتكاتف من أجل الحد من استعمال السلاح ومن أجل ترجيح الحوار. وشدد المجمع المقدس على ضرورة السعي لإحلال السلام في سوريا عبر الحوار والحل السياسي حتى تعود موئلا للتعايش والتعبير عن الإرث الحضاري الذي طالما تميّزت به. كما دعا إلى العمل الدؤوب ليحافظ لبنان على خصوصيّته في التنوع.

أخيرا درس المجمع المقدس موضوع المجالس الأسقفية في بلاد الانتشار. اختتم المجمع الأنطاكيّ المقدس دورته هذه بالصلاة.

 

 

Last Updated on Monday, 01 July 2013 12:00
 
Banner