Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 37: الصليب
العدد 37: الصليب Print Email
Sunday, 15 September 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٣    العدد ٣٧   

الأحد الذي بعد عيد الصليب

logo raiat web



كلمة الراعي

الصليب

لـمــاذا نُصرّ على الصليـب؟ على رسم إشارة الصليب؟ لأننـا نعيـش في نطاقـين: النطـاق النـفسي والنطـاق الجسدي، وكلاهـما يعبُد الـرب. يعبُـدانـه معـًا.

هكذا الـمـصافحــة بين شخصين حيـث اليـد تتحـرك لأن القـلب اختـلـج. هكذا القبـلـة. هـذه ليست اصطنـاعيـة. الـمــصافحـة رمـز، إشـارة تحتــوي معـنـاهـا وتنـقـله.

بالـروح عينـها نتقدم الى الـمـناولـة الإلهيـة وذراعانـا مضمـومتان على الصدر بشكـل صليب. والشمّاس يطـوي الـزنـار الذي يتمـنطـق بـه، يطـويـه بشكـل صليـب على صدره ليـدل على انـه مصلـوب مع الـمـسيـح ومُبيـد الخطيئــة. اما في الـمــعـموديـة فيُعطى الولد صليبا يُعـلّـق في عنـقه لكي يذكُـر على الـدوام ان مخلّصـه حـيّ.

ينبغي ان نتصل بالـلـه بالقـلب كلـما صلَّبـنـا وجوهـنـا لا أن تـأتي علامة الصليـب آلـيّة. نحـن لسنـا في عالـم السحر حيـث الاعتـقاد أن الساحـر اذا قـام ببعـض إشـارات يـأتـي بنـتـيجـة معـيـّنــة. إشارة الصـليـب عنـدنـا مصحــوبـة بذكر الـمخـلّص او الثالــوث جـمـلـةً.

في الاتجاه نفسه ظهر إكرام الصليب كأداة توضع في الكنـائس او أماكـن اخرى منـذ القرن الثـالث. في القرن السادس نرى الـمـصلوب مرسومـا على الصليـب. ولكن في البـدء نجد يسوع لابسا حلـة ملـوكيـة ومفـتـوح العـينين لكـونـه غـالـب الـمـوت. في العالـم الارثوذكسي لا نعـرف الصليـب عـاريـا. الـمخلّـص مـرسوم دائما، الأمر الذي يجعـل الصليب عنـدنـا أيقـونـة لـها شكـل خاص. ويُستعمـل لـلبركـة ولتقـديـس المــــاء يـوم الظـهـور الالـهي.

أقدم شهادة عن إشارة الصليـب هي مـن القرن الثاني الـمـيلادي. انها ممـارسـة منـذ العصـور الاولى ولـم نبتـدعها ابتـداعا. وحتى الانشقاق سنـة ١٠٥٤ وبُعيده، كان العالـم الـمـسيحي يمارسها على الطـريقـة التي نحتـفـظ بهـا نحن (ثـلاثـة اصابع مضمومـة والاشارة مـن الجبين الى الصدر الى الكـتـف اليمـنى اولا). وعنـدما يرسمـها الكـاهـن على الشعـب يُنــزل يـده مـن فوق الى أسفـل ثم ينـتقـل الى جهـة اليسار قبـل اليمين ليـأتي الـرسـم على يمـين الـمـؤمنين. هذه العلامة يرافقها دائما ذكْر الثالـوث الـمـقدس: باسـم الآب (او الـمجد للآب) والابـن والـروح القـدس او قـدوس الـلـه، او ايّ دعاء يتضمـن معـنى السجود، اذ نشيـر بذلـك الى ان الثالـوث الإلـهي منـذ الأزل صمّـم مـوت الابـن على الصليـب "فالمسيـح ذبيـحٌ قبْـل إنشـاء العـالـم".

اما الإكرام في العبـادات فيـوما الاربعـاء والجمـعـة مـن كل اسبـوع مركّـزان على "الصليـب الكـريم المحيـي" ربمـا لكـونهما يـومي صيام بـل اول صيـام ظهـر في المسيـحيـة. كذلـك نصوم في ١٤ أيلـول يوم عيد ارتفاع الصليب لأن الصيام نـوع مـن مشاركتنـا آلام السيـد.

الى جانب هذا الـعيد لنـا عيدان آخران. في اول آب عنـدنـا تـزييـح الصليـب اذ كانت الأمـراض تكـثـر في آب في القسطـنطـينـيـة فكـان يُطـاف بـيـن اول آب و١٥ منـه بعـود الصليب في شـوارعها لتقـديس الأمكـنــة ورفع الأمـراض، ثـم يـوضع في مكـان لكي يـراه الشعـب ويسجد لــه. ثـم فـي الأحـد الثـالـث مـن الصوم نعـيّـد فيـه لـلصليـب حتى يشتـدّ حبّـنـا لـلسيـد ولا تتـراخى عـزيمتـنـا بسبـبٍ مـن تـعـب الصـوم.

هكذا نشهـد بالرمـوز والعبـادة لسـر الخـلاص.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: غلاطية ١٦:٢-٢٠

يا إخوة، اذ نعلم ان الإنسان لا يُبـرَّر بأعمال الناموس بل انما بالإيمان بيسوع المسيح، آمنَّا نحن أيضا بيسوع المسيـح لكي نُبـرَّر بالإيمان بالمسيـح لا بأعمال النـاموس اذ لا يُبرَّر بأعمال الناموس أحد مـن ذوي الجسد. فإن كنّـا ونحن طالبـون التبرير بالـمسيـح وُجدنا نحن ايضا خطـأة،أفَيكون المسيـح اذًا خادما للخطيئـة؟ حاشى. فإني إنْ عدتُ أبني ما قد هدمتُ أَجعـلُ نفسي متعـديـا، لأني بالناموس مـتُّ للناموس لكي أَحيا لله. مع المسيح صلبتُ فأحيـا، لا أنا، بل الـمسيـح يحيا فيَّ. وما لي من الحياة في الجسد أنا أحيـاه في إيمـانِ ابـنِ اللهِ الذي أَحبّني وبذل نفسه عني.

الإنجيل: مرقس ٣٤:٨-١:٩

قال الرب: من أراد ان يتبعني فليكفُر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني، لأنّ من أراد ان يخلّص نفسه يُهلكها، ومن أَهلَكَ نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يخلّصها. فإنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه، ام ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟ لأن من يستحيي بي وبكلامي في هذا الجيل الفاسق الخاطئ يستحيي به ابنُ البشر متى أتى في مجد أبيه مع الملائكة القديسين. وقال لهم: الحق أقول لكم إنّ قوما من القائمين ههنا لا يذوقون الموت حتى يرَوا ملكوت الله قد أتى بقوّة.

القيادة أخلاق

المقصود بالقيادة، في هذه السطور، قيادة السيّارات على الطرقات (في لبنان). أمّا الأخلاق، فعلى أنّه أُريد منها، في ما يوافق ما بدأناه هنا، معرفة قوانين السير والتزامها نهجًا في قيادة رزينة، أحبّ أن تتضمّن (لفظة "أخلاق") رجاء أن يعي القائد، أيُّ قائدِ سيّارة، أنّه، فيما يقود سيّارته، يريده الله مسؤولاً عن حياة الآخرين الذين يقودون سيّاراتهم، أو يمشون على الطرقات. ثمّة "قول حكميّ"، يتعلّق بما أكتب عنه الآن، علق ببالي مذ كنت فتًى. وهذا أنّ "قائد السيّارة الماهر هو الذي يقود عنه وعن سواه بآن"!

يعنيني التزام القوانين كثيرًا. ولا أبتعد عمّا يعنيني كثيرًا إن قلت: منذ سنتين فما قَبْل، كنت، كلّما رأيت إنسانًا يتكلّم على هاتفه النقّال فيما يقود سيّارته، أنزعج كثيرًا. وكنت أنزعج، أكثر بكثير، إن رأيته، فيما يقود سيّارته، يحمل هاتفه في يدٍ، وينهمك في إشعال سيجارة في الأخرى. أمّا مذ وصلت إلينا خدمة "الجيل الثالث"3G ، أي ما يساعدنا على استخدام الإنترنت على هواتفنا المحمولة، بات مشهد إنسان "يقرأ ويكتب"، فيما يقود سيّارته، يحرّك انزعاجي كلّه. كلّه كلّه!

يمكنني أن أتصوّر أنّ أناسًا كثيرين، دخلوا مثلي في منتصف عقدهم السادس، قادرون على أن يتفهّموني إن قلت إنّ اندفاعي في قيادة السيّارة تراجع كثيرًا عن اندفاعي في مطلع قيادتي. لكنّني لم أتوقّع من نفسي أن أصل إلى يوم أغدو فيه أنزعج من هذه القيادة. أجل، باتت تزعجني، بل بتّ أستقبحها. وهذا حالي إن كنتُ أقود سيّارتي أو يقود فيَّ آخر. لا أعلن قرارًا أنّني سأهجر القيادة كلّيًّا (أتمنّى أن أفعل ذلك في يوم قريب)، بل أكشف نفسي. ففي بلد مثل لبنان، الذين يذهبون ضحايا حوادث السير يفوق عددهم كلّ تصوّر (منذ سبع سنوات، تسجّل إحصائيّات المديريّة العامّة لقوى الأمن الداخليّ، في كلّ سنة، ما يزيد على نحو ٤٠٠٠ حادث، من الحوادث التي تعلم بها، يسقط فيها ما يزيد على ٥٠٠ قتيل و٦٠٠٠ جريح). هذا، إن عرفته، فأنّى لك أن تكتفي بأن تنزعج؟ يحتاج الإنسان، ليقود سيّارته في لبنان، إلى عشرين عينًا. فكيف يمكنك أن تقودها إن كنت لا تملك سوى اثنتين؟ أنّى لك أن تبقى على اندفاعك عينه؟

ثمّة أسباب عديدة تُسهم في كوارث حوادث السير. وإن اخترت المراسلات الفوريّة (WhatsApp) على "الهواتف الذكيّة"(Smartphone) سببًا هنا، لا أعني أنّ الأسباب الأخرى لا تهمّني. ولكنّ هذا السبب، الذي دوافع شيوعه معروفة، إن لم يعِ كلٌّ منّا خطورته (ومعنا الدولة اللبنانيّة، بل قَبْلَنا)، لا أعلم مصير الإحصائيّات التي نقلتها، هل ستبقى هي ذاتها، أو ستزداد أكثر بكثير؟! هذا من الخفّة أن نستخفّ به!

تأخّرت عن رواية هذا المثل المزعج الذي سرّع في دفعي إلى وضع هذه السطور: كنت، أوّل من أمس، أقود سيّارتي على طريق عامّ راجعًا إلى منزلي. رأيتُ، من المرآة أمامي، سيّارةً خلفي تقودها فتاة تبدو يافعة. كان مشهدها مزعجًا (بل قبيحًا) جدًّا! كانت تضع رُسْغَي يديها على موجِّه السيارة فيما كفّاها يحملان هاتفًا فوق المقود، وأصابعها تتحرّك، وعيناها تتنقّلان من الهاتف إلى الطريق ومن الطريق إلى الهاتف. فهمت أنّها تكتب على هاتفها. أجل، كانت تقرأ، وتكتب! حاولتُ أن أوجّه سيارتي إلى يمين الطريق هربًا منها. وفيما كنت أفعل، لاحظت أنّ السائق، الذي بتُّ قريبًا منه، كان يقرأ ويكتب أيضًا! زاد انزعاجي. لكنّ ما كاد يفقدني صوابي أنّه كان يجايلني في السنّ. ومَن كانوا في سنّنا، يحتاجون، عمومًا، إلى نظّارة تُعينهم في القراءة والكتابة. وكان الرجل يضع نظّارته على أسفل أنفه!

يا ليت أحدًا يذكُر لنا ما هي الأمور الملحّة التي تدفعه إلى أن يخاطر بحياته وحياة سواه!

ماذا أردت من وضع هذه السطور في نشرة كنسيّة ملتزمة؟

آن لي أن أقول إنّ أيّ مسيحيّ عارف (ولا أعني أنّ هذه المخالفة يرتكبها المسيحيّون فقط) لا يمكنه، أيًّا كان عمره أو موقعه (في المجتمع أو في الكنيسة!)، أن يُقنع سواه بأنّه يؤمن بأنّ المسيح هو حياتنا حقًّا، إن لم يخدم حياة الله في الأرض، دائمًا في غير حال. شخص، يقود سيّارته فيما عيناه هنا وهناك (وتاليًا تركيزه)، شخص لا قيمة عنده للحياة، حياته وحياة الآخرين، شخص متهوّر، شخص، إن خصّصت المسيحيّين، قليل أن يقال فيه إنّه لا يعرف من المسيحيّة شيئًا. لا أريد أن أخلط الأمور بعضها ببعض. ولا أرى أنّني أفعل إن قلت إن جاء عضو في كنيستي يخبرني بنفسه عن نفسه أنّ هذه السطور ينطبق مضمونها عليه، إن كان الأمر بيدي، لطردته من حياة كنيستنا فورًا! لا يمكن أحدًا أن يكون عضوًا في كنيسة الله إن بدا أنّه لا يعبأ بحياته وحياة الآخرين. ليكون عضوًا، ينبغي له أن يعي، في قوله ومسلكه، أنّ شأنه، في غير تفصيل، أن يخدم حياة الله في الناس، أي يريدهم جميعهم أن يحيوا، ويسعى إلى ذلك!

أمور كثيرة تدلّنا على أنّ معظم الناس، بل كلّهم، يقودون سيّاراتهم، كما يقودونها، فيما يثقون، عمومًا كثيرًا، بأنّهم سيصلون إلى المكان الذي يقصدونه. جميع الذين تقول الإحصائيّات إنّهم ارتكبوا مجازر حوادث السير، لا شكّ في أنّهم كانوا واثقين بما يريدونه أيضًا. ليست ثقتي بنفسي هي التي يمكن أن تحميني وسواي، بل التزامي القانون الذي دعوتي أن أحفظه كلّه، بل أخلاقي واتّكالي على الله.

قَبْلَ أن أقود سيّارتي، عليَّ أن أذكّر نفسي بأنّني مكلّف، إلهيًّا، أن أنشر ثقافة الحياة في الأرض!

من تعليمنا الأرثوذكسي: السماء على الأرض

المرشد: أريد ان أخبرك اليوم قصة تعبّر عن العبادة في الكنيسة الأرثوذكسية: يُروى عن فلاديمير، أمير كييف في القرن العاشر، انه لما كان لا يزال وثنيا، أراد ان يتعرّف على دين جديد له ولشعبه فأرسل مبعوثين الى مختلف البلدان. قصدوا اولا البلغار وعادوا يقولون لفلاديمير: ليس لديهم فرح. ثم زاروا بلاد الجرمان ورومية وراقبوا عباداتهم فوجدوها أفضل، لكنهم تأسفوا لغياب الجمال فيها. أخيرًا وصلوا الى القسطنطينية وحضروا القداس الإلهي في كنيسة آجيا صوفيا، فاكتشفوا ما كانوا يبحثون عنه وعادوا يخبرون الأمير قائلين: لا نستطيع ان نصف ما رأيناه. لم نكن ندري أنحن في السماء أم على الأرض. كل ما نستطيع قوله هو ان الله كان هناك بين البشر، وان عبادتهم تفوق كل ما رأيناه في الأماكن الأخرى التي زرناها. ولا يمكننا أبدًا ان ننسى ذاك الجمال.

التلميذ: من الطبيعي أن يشعر المبعوثون هكذا. جاءوا من بلاد لا تعرف شيئًا الى عاصمة الحضارة في أيامهم. هل أهم ما في عبادتنا عظمة بيزنطيا وزينتها وغناها؟

المرشد: لا. لم يكن قصدي ان أُظهر عظمة الامبراطورية بل ان أَلفت انتباهك الى قول المبعوثين: لم نكن ندري أنحن في السماء أم على الأرض، لأن العبادة في الكنيسة الأرثوذكسية هي فعلا السماء على الأرض. يشمل القداس الإلهي السماء والأرض في ذبيحة واحدة وحضور واحد. وفي كل كنيسـة، مهمـا كانت متواضعـة، يـرتفـع المؤمنون المجتمعون فيها لإقامة سر الشكر الى السماء. وفي كل مرة تُقدّم الذبيحة الافخارستيّة، لا تكون الرعية المحلية وحدها بل تشترك معها الكنيسة الجامعة والملائكة والقديسون ووالدة الإله والمسيح نفسه كما نرتل في القداس السابق تقديسه: الآن تُشاركُنا القوّات السماوية بحال غير منظور.

التلميذ: انا أعرف ذلك لأنك سبقت وشرحت لنا القداس وقلتَ لنا انه رحلة الى الملكوت، فيه يجتمع الأحياء والأموات والملائكة والقديسون. وقلتَ لنا ان الكاهن يبخر الأيقونات كما يبخر المؤمنين الحاضرين.

المرشد: نعم، عمل الأرثوذكسيون لجعل خدمهم أيقونة الليتورجيا السماوية من خلال التعبير عن الجمال بالفن: العمارة والترتيل والايقونات وترتيب الخدمة... لكني أردتُ أن أُبيّن لك خاصة من خصائص الكنيسة الأرثوذكسية تبرز من خلال ما قاله مبعوثو الأمير فلاديمير. حين كانوا يبحثون عن الدين القويم لم يسألوا عن العقائد او عن القواعد الأخلاقية، بل تطلّعوا الى طرُق الصلاة والعبادة في البلدان التي زاروها. يفهم الارثوذكسي الإيمان عبر الليتورجيا، إذ ان العقيدة موجودة في العبادة. وليس صدفة أن تعني كلمة “ارثوذكسية” الإيمان القويم والعبادة الحق في آن واحد. وكما قال أحد الآباء اللاهوتيين المعاصرين: “المسيحية ديانة ليتورجيّة. والكنيسة قبل كل شيء جماعة مُصلّية. تأتي العبادة اولا، وتليها العقائد والأخلاق”.

التلميذ: لكنك تقول لنا دائمًا أن نقرأ الكتب لنفهم الإيمان.

المرشد: صح. لكن الكتب وحدها لا تكفي. من يريد ان يعرف الأرثوذكسية حقًّا، عليه ألاّ يقرأ الكتب وحسب بل بكل بساطة، ان يفعل ما فعله مبعوثو الأمير، أن يشترك في الليتورجية، وبفهم، ويقول للكل كما قال فيلبّس لنثنائيل: “تعال وانظُر”.

 

القديس نيكيتاس

وُلد القديس نيكيتاس ومعنى اسمه المنتصر -نيكيتا عند الروس- في زمن القديس قسطنطين الكبير في منطقة قريبة من مصبّ نهر الدانوب في البحر الأسود. كانت عائلته تنتمي الى شعوب القوط، لكنه تربّى على الإيمان المسيحي بين والدين مؤمنين وبرعاية مطران المنطقـة ثيوفيلـوسالذي اشتهر خلال المجمع المسكوني الاول في نيقية (٣٢٥) بدفاعه عن الأرثوذكسية. عمل نيكيتاس على تبشير القوط. كانت شعوب القوط قسمين متعاديين، تحالف قسم منهم على رأسه فريتيجرن مع الامبراطور المسيحي والنس ليحارب القسم الثاني الوثني وعلى رأسه أثناريك. لما تمكّن أثناريكالقوطي من السلطة، بدأ اضطهادات عنيفة ضد المسيحيين. قُبض على نيكيتاس سريعا لأنه كان معروفًا كمبشر بالإنجيل لا يتعب. رفض القديس ان ينكر المسيح فعذبوه ورموه في النار حتى احترق شهيدًا للمسيح سنة ٣٧٢.  تُعيّد له الكنيسة في الشرق والغرب في الخامس عشر من أيلول.

الأخبار

عين الحلزون

رئس سيادة راعي الأبرشية صلاة الغروب عشية عيد قطع رأس القديس يوحنا المعمدان في كنيسة القديس في عين الحلزون (قضاء عاليه) بحضور أهالي القرية والجوار. الكنيسة قيد الإنشاء بعد ان تهدمت كليا في أثناء الحرب. انتهت حتى الآن كل أعمال الباطون، والمساعي جارية لتكملة العمل.

وادي شحرور

احتفلت رعية القديس يوحنا المعمدان في وادي شحرور بعيد شفيعها. بدأت نشاطاتها بحفلة ترفيهية للأطفال حضرها الكثيرون من أطفال الرعية وقدّموا أغان ورقصات. أقامت الرعية صلاة السهرانية للعيد التي امتدت الى ما بعد منتصف الليل وشارك فيها كثيرون. أمّا الطلاب الثانويّون فنظموا سباقًا رياضيا اشترك فيه المئات. بعد ذلك اشترك الجميع في صلاة غروب العيد وبعدها كرّمت الرعية الناجحين في الشهادات الرسمية. صباح يوم العيد في التاسع والعشرين من آب رئس سيادة راعي الأبرشية القداس الإلهي بحضور جمع غفير من المؤمنين. بعد القداس اجتمع الكل حول مائدة محبة واطلعوا على المشروع الذي تبنيه الرعية ويضم قاعات للنشاطات والاستقبال على طابقين وبيتًا للكاهن ومواقف للسيارات. سيُطلق على هذا المجمّع اسم المطران جورج خضر.

 
Banner