Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2013 العدد 41: استقامة الإيمان
العدد 41: استقامة الإيمان Print Email
Sunday, 13 October 2013 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد ١٣ تشرين الأول ٢٠١٣      العدد ٤١   

أحد آباء المجمع المسكونيّ السابع

logo raiat web



كلمة الراعي

استقامة الإيمان

في كنيستنا عدة تذكارات للآباء القديسين، وهذا الأحد واحد منها. الآباء هم المطارنة الذين اجتمعوا في المجمامع المسكونية السبعة. الهراطقة الذين خرجوا عن الإيمان وانشقّوا عن الكنيسة حاربوها كثيرا وكان لا بد من الرد عليهم، فكان المجمع المسكوني الأول الذي صاغ دستور الإيمان، هذا الذي نتلوه في الخدمة الإلهية: “أومن بإله واحد آب ضابط الكل ...”، حتى المجمع المسكوني السابع الذي علّمَنا تكريم الأيقونات.

هكذا تقولبت وصيغت العقيدةُ في أقوال وهي العقيدة المستقيمة التي نتمسك بها وهي توضح لنا الإنجيل وتحدد حدود الإيمان، بحيث ان من زاد على هذا الإيمان خرج، ومن أنقص من هذا الإيمان خرج ايضًا.

السؤال هو لماذا وكيف تنشأ هرطقات في الكنيسة؟ لماذا تتكوّن البدَع فيها؟ هذا لأن العقل البشري حُرّ، والانسان يقرأ ولا يفهم أحيانا. هناك من يقرأ ويفهم، لكن أُناسًا كثيرين يزيّفون ما يقرأون بسبب خطاياهم، او بدون سبب هُم لا يفهمون. هذه مأساة حاصلة في الكنيسة، ولا بد للبدع من أن تظهر، ولا بد من أن ينشقّ البعض عن الكنيسة بسببٍ مِن عدم فهمهم. نقرأ في إنجيل لوقا (١٧: ١-٢) "ويلٌ لهذا الانسان الذي عن يده تأتي العثرات، خير له لو طُوّق عُنقه بحجر رحى وطُرح في البحر من أن يُعثر أحد هؤلاء الصغار". الآباء المطارنة القديسون الذين اجتمعوا بين القرن الرابع والقرن الثامن ووضعوا لنا هذه الدساتير كانوا عالمين أن أكبر خطيئة يرتكبها الانسان هي أن يشقّ الكنيسة. من يأتي بعقيدةٍ لا يتعرّف عليها المؤمنون المستقيمون فهو يجزّئ جسد المسيح.

هناك من يقول: هذا الإنجيل الواحد، تعالوا نتفاهم حوله. لكن الواقع ليس هكذا. الواقع أن القديس أثناسيوس أُسقف الاسكندرية في القرن الرابع كان عنده هذا الإنجيل وفهم منه ما فهمه الجميع ان المسيح إله، إله أزلي غير مخلوق. وكان في المدينة نفسها رجل آخر يُدعى آريوس، كاهن في الكنيسة عينها أخذ الإنجيل وفهم منه ان المسيح ليس بإله وانه مخلوق. الإنجيل أساس ولكن الناس يبنون على هذا الأساس، منهم من يبني بيتًا ثابتًا صحيحًا، ومنهم من يبني بيتًا غير ثابت لأنه يُدخل أفكارًا خاصة من ذاته ومن محيطه او من شهواته.

ولكن من يقول الحقيقة؟ كيف نعرفها؟ هنا تأتي المشاورة. فالمجامع المسكونية كانت مشاورات عالمية بين أساقفة الدنيا المسيحية. الأساقفة قد وضعهم الله، في ما سمعنا اليوم من نص الرسالة، حراسًا على العقيدة كي يسهروا على الرعية التي يُبدّدها الذئب. عملُ المطارنة أن يدرسوا وان يتكلموا باللاهوت وان يعطوا الناس اللاهوت السليم لأن السلوك الصحيح يأتي من الإيمان الصحيح. ولا يستطيع الانسان أن يخلُص بدون إيمان. ليس شغل الكنيسة أن تبني كنائس من حجر وحسب. شغلُها أن تبني الكنائس ليُعلّم فيها الإيمانُ الصحيح. وان كنا بالإيمان المستقيم، فنحن أغنى الناس ونحن أمجد الناس. نحن قائمون لكي نحفظ الإنجيل ونعيش بالإنجيل ونتمتع بجمال المسيح.

فيما نحن نقيم ذكرى الآباء القديسين، جدير بنا أن نُجدد ولاءنا للعقيدة المستقيمة وولاءنا للكنيسة كما هي وحيثما تكون في الرعية التي نحن منها لكي يبقى الله بيننا ويسطع إيمانُنا بمحبته الى الأبد.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: تيطس ٨:٣- ١٥

يا ولدي تيطس، صادقة هي الكلمة وإياها أريد أن تُقرّر حتى يهتمّ الذين آمنوا بالله في الـقيام بالأعمال الحسنة. فهذه هي الأعمال الحسنة والنافعة. أما المباحثات الـهذيـانية والأنساب والخصومات والمماحكات الناموسية فاجتنبها، فإنها غير نافعة وباطلة. ورجل البدعة، بعد الإنذار مرة وأخرى، أَعرِضْ عنه، عالمًا أن من هو كذلك قد اعتسـف وهـو في الخطيئة يقـضي بنفسه على نفسه. ومتى أَرسلتُ اليك أرتيماس او تيخيكوس فبادرْ أن تأتيَني الى نيكوبولس لأني قـد عزمتُ أن أُشتّي هناك. أما زيناسُ مُعلّم النامـوس وأَبُلّوس فاجتهد في تشييعهما متأهبَيْن لئلا يُعوزهما شيء. وليتعلّم ذوونا أن يقوموا بالأعمال الصالحة للحاجات الضرورية حتى لا يكونوا غيـر مثمرين. يُسلّم عليك جميعُ الذيـن معي. سلّم على الذين يُحبـّوننا في الإيمان. النعـمة معكم أجمعين.

الإنجيل: لوقا ٥:٨-١٦

قال الرب هذا المثل: خرج الزارع ليزرع زرعه، وفيما هو يزرع سقط بعض على الطريق فوُطئ وأكلته طيور السماء. والبعض سقط على الصخر فلمّا نبت يبس لأنه لم تكن له رطوبة. وبعضٌ سقط بين الشوك فـنـبـت الشـوك مـعـه فخـنـقـه. وبـعـضٌ سقـط فـي الأرض الصالحة فلـمّا نبـت أثمـر مئة ضعـف. فسأله تلاميـذه: ما عسى أن يكون هـذا المثل؟ فقال: لـكم قد أُعطي أن تعرفوا أسرار ملكـوت الله. وأما الباقون فبأمثال لكي لا ينظـروا وهم ناظـرون ولا يفهموا وهـم سامعون. وهـذا هـو المثل: الـزرع هـو كلمة الله، والذين على الطريق هم الذين يسمعون ثم يأتي إبليس وينزع الكلـمة مـن قلـوبهـم لئلا يـؤمنوا فيخلُصوا. والـذين على الصخر هم الذين يـسمـعــون الكلـمة ويـقبـلونـها بـفرح ولكن ليس لهم أصل، وإنما يؤمنون الى حين وفـي وقت التجـربة يرتدّون. والـذي سقط في الشوك هم الـذين يسمعـون ثم يذهبـون فيختنـقون بـهـموم هـذه الحياة وغناهـا وملـذّاتـها، فلا يأتـون بثـمر. وأما الـذي سقط في الأرض الجيّدة فهُم الذين يسمعون الكلمة فيحفظـونـهـا في قلـب جيّد صالح ويُثمرون بالصبر. ولما قال هـذا، نادى مـن له أُذنان للسمع فليـسمع.

حلب المسيحيّة

لا ريب في أنّ المسيحيّة بلغت مدينة حلب وانتشرت فيها منذ القرن الأوّل للميلاد. فحلب جارة أنطاكية حيث "أُطلق على التلاميذ لأوّل مرّة اسم المسيحيّين"، وفق ما ورد في سفر أعمال الرسل (١١: ٢٦). ولا بدّ من أن تكون البشارة الإنجيليّة قد امتدّت من أنطاكية إلى حلب وضواحيها. غير أنّنا لا نعلم شيئًا عن تاريخ المسيحيّة في حلب قبل مطلع القرن الرابع الميلاديّ. فأوّل أسقف حلبيّ ورد ذكره في مصادر التاريخ الكنسيّ إنّما هو أفسطاثيوس الذي حضر المجمع المسكونيّ الأوّل المنعقد في نيقية (عام ٣٢٥) بصفته أسقفًا لأنطاكية، وقد كان من قبل أسقفًا لحلب.

يسعنا القول، إذًا، أنّ المسيحيّين في حلب كانوا قد بلغوا، حتّى ما قبل مطلع القرن الرابع، شأنًا رفيعًا من حيث العدد والتنظيم، فصار لهم أسقف خاصّ بهم يتولى أبرشيّة مستقلّة. حتّى أنّ "لائحة الرتب" في الكنيسة الأنطاكيّة (وُضعت نحو عام ٥٧٠) كانت تعتبر أبرشيّة حلب - أو بيريه كما دعاها اليونانيّون - أولى أبرشيّات الكرسي الأنطاكيّ. وقد حفظت لنا المصادر التاريخيّة الكنسيّة أسماء تسعة من الأساقفة الذين رعوا أبرشيّة حلب قبل الفتح العربيّ، وهم إلى أفسطاثيوس: كيروس، ملاتيوس، أناطوليوس (٣٦٣)، ثيوذوطس، أكاكيوس أو أقاق الذي دامت أسقفيّته فترة طويلة تتجاوز الخمسين عامًا (٣٧٨-٤٢٢) وتوفّي وله من العمر مائة وعشر سنوات، ثيوكتسطس (٤٥١)، بطرس (٥١٢)، أنطونينوس (٥١٨)، ميناس (٥٣٦)...

بيد أنّ بعض مصادر التراث الكنسيّ تذكر أنّ أوّل مَن بشّر بالإنجيل في حلب إنّما هو القدّيس الرسول سمعان القانويّ المعروف بالغيور. وثمّة أسطورة كان يتناقلها ويتباهى بها أبناء حلب، مسيحيّون ومسلمون، عن مجيء السيّد المسيح نفسه إلى حلب. فالمؤرّخ العربيّ ابن شدّاد ينقل عن ابن شرارة النصرانيّ، أنّه كان في وسط مذبح الكنيسة العظمى في حلب، التي تحوّلت فيما بعد إلى مسجد، ومن ثمّ إلى مدرسة لتعليم الفقه الحنفيّ، وعُرفت إلى يومنا هذا باسم "المدرسة الحلاويّة"، "كرسيّ ارتفاعه أحد عشر ذراعًا من الرخام الملكيّ الأبيض"، قيل إنّ "عيسى عليه السلامجلس عليه، وقيل جلس موضعه لـمّا دخل حلب. وذكروا أيضًا أنّ جماعة الحواريّين (التلاميذ) دخلوا هذا الهيكل".

وقد زعم ابن شدّاد أنّه كان في حلب، قبل الفتح العربيّ، "لا أقلّ من سبعين كنيسة". وإن كان في كلام ابن شدّاد بعض من المبالغة، فإنّنا نستطيع القول إنه كان في داخل المدينة عدد لا بأس به من الكنائس، وبخاصّة أنّ معظم سكّانها قد اعتنقوا المسيحيّة منذ النصف الثاني من القرن الرابع، أي قبل الفتح العربي بنحو ثلاثمائة عام. ومن هذه الكنائس وآثارها اليوم يمكننا ذكر كنيسة كانت قائمة على حافة السور حيث اليوم "جامع القيقان" الذي قال عنه أحد المؤرّخين: "قيل إنّ هذا المسجد كان مرقبًا يقيم فيه أقاق... ثمّ جُعل مسجدًا". وما أقاق هذا إلاّ أسقف حلبأكاكيوس الذي كان مقرّ إقامته حيث موضع المسجد.

أمّا الكنيسة البيزنطيّة الأكيدة التي ما زالت آثارها قائمة إلى يومنا هذا، وهي أقدم كنيسة في حلب، بل هي أقدم أثر عمرانيّ فيها، فهي "الكنيسة العظمى"، أو "الكاتدرائيّة البيزنطيّة"، التي تحوّلت سنة ١١٢٤ إلى مسجد، ثمّ حوّلها السلطان نور الدين زنكي سنة ١١٤٩ إلى مدرسة عُرفت باسم "المدرسة الحلاويّة". وينسب معظم المؤرّخين العرب بناء هذه الكنيسة إلى القدّيسة هيلانة، والدة القدّيس قسطنطين الكبير. وثمّة تقليد شعبيّ لدى الحلبيّين يحاول أن يرى تحريفًا لاسم هيلانة في تسمية المدرسة "الحلاويّة". غير أنّ هذه التقاليد لا ترتكز إلى أيّ مستند تاريخيّ، فالقدّيسة هيلانة لم تمرّ بحلب، ولا شيّدت فيها أيّ كنيسة. أمّا التقليد المسيحيّ القديم فينسب بناء هذه الكنيسة العظمى، التي كانت على اسم القدّيسة مريم والدة الإله، إلى الأسقف أقاق، أو أكاكيوس.

قال ابن شدّاد في كتابه "الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة" في روايته عن الكنيسة العظمى: "يقال إنّه كان بحلب نيّف وسبعون هيكلاً للنصارى، منها الهيكل المعظّم عندهم الذب بنته هيلاني أمّ قسطنطين باني القسطنطينيّة، وهي التي بنت كنائس الشام كلّها والبيت المقدس. وهذا الهيكل كان في الكنيسة العظمى، وكانت هذه الكنيسة معظّمة عندهم، ولم تزل على ذلك إلى أن حاصرت الفرنج حلب في سنة ٥١٨ هجريّة (١١٢٤ م)... فعمد الفرنج إلى قبور المسلمين فنبشوها. فلـمّا بلغ القاضي ذلك أخذ من كنائس النصارى التي كانت بحلب أربعًا، وجعل فيها محاريب منها هذه الكنيسة التي قدّمنا ذكرها، فجعلها مسجدًا. فاستمرّت على ذلك إلى أن ملك الملك العادل نور الدين بحلب، فجعلها مدرسة لتدريس مذهب أبي حنيفة".

يضيق بنا المجال كي نعرض لتاريخ المسيحيّة في حلب، لكنّنا شئنا في هذه المقالة المتواضعة أن نذكّر بأنّ المسيحيّة قد استمرّت في هذه المدينة، على الرغم من كلّ الظروف الصعبة والضيقات والحروب والاحتلالات. ونحن نصلّي لكي يعود السلام إلى هذه المدينة العريقة وإلى سوريا كلّها. ورجاؤنا أن يعود سيادة مطران حلب بولس، مع رفيقه المطران يوحنّا السريانيّ، إلى خدمتهما سالمين معافَين.

من تعليمنا الأرثوذكسي: المجد للآب والابن ...

التلميذ: كنت أخدم مع رفاقي في الكنيسة فوقفنا مع المرتلين في أثناء صلاة المساء. قال لي المسؤول: اقرأ “الذوكصا” فلم أفهم ماذا يريد. هل تشرح لي ماذا يقصد؟

المرشد: لك الحق ان تسأل لأن “ذوكصا” كلمة يونانية تعني “المجد”. يستعملها المسيحيون في تسبيح الله المثلّث الأقانيم، فيمجّدون الثالوث الأقدس قائلين: المجد للآب والابن والروح القدس. انت تسمع هذه العبارة في الصلاة قولا او ترتيلا، وحدها او كمقدمة لقراءةٍ او ترتيلةٍ.

التلميذ: من اين أتت هذه العبارة؟

المرشد: الانسان يمجّد الله منذ القديم. نجد نصوص تمجيد، او اذا استعملنا الكلمة اليونانية “ذوكصولوجيا”، في العديد من أسفار العهد القديم لا سيما المزامير. عندما يمجّد الانسان الله يشترك في تسبيح الملائكة كما نقرأ في سفر النبي إشعياء: “والسيرافيم واقفون... وهذا ينادي ذاك ويقول: قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت، مجدُه يملأ الأرض” (٦: ١-٣). نجد هذا التسبيح المثلث التقديس، بشكل او بآخر، في العديد من الخدَم الطقسية.

التلميذ: مثل “المجد لله في العلى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة” التي نقولها في عيد الميلاد.

المرشد: فعلا. نجد في العهد الجديد تسابيح ثالوثية او تمجيدات محورها يسوع المسيح من أجل ميلاده: “ثم رجع الرعاة وهم يمجّدون الله ويسبّحونه” (لوقا ٢: ٢٠)، وعجائبه لمّا شفى المخلّع “بُهت الجميع ومجّدوا الله” (مرقس ٢: ١٢)، وعن بشارة الرسل بالمسيح في أعمال الرسل (١١: ١٨) “فلما سمعوا ذلك سكتوا وكانوا يمجّدون الله”. نجد ايضا في رسائل بولس الرسول عبارات تمجيد.

التلميذ: وفي القداس ايضا نرتل “المجد للآب والابن والروح القدس”.

المرشد: يبدأ القداس بعبارة تمجيد او تسبيح حين يقول الكاهن: “مباركة مملكة الآب والابن والروح القدس”، فضلاً عن عبارات كثيرة اخرى ارجو ان تنتبه إليها في الصلوات وتُحدّثني عنها. يبقى أن أقول لك ان ما يُسمّى “الذكصولوجيا الكبرى” او “المجدلة الكبرى” هي ما نرتله في آخر صلاة السَحر، قبل القداس، يوم الاحد وفي الاعياد الكبيرة، وتبتدئ هكذا: “المجدُ لك يا مُظهر النور”. أخيرا، ثابر على الوقوف مع المرتلين، وستتعلم كثيرا، وانا مستعدّ للإجابة على كل سؤال.

تكريم الأيقونات

اليوم ذكرى الآباء الذين اجتمعوا في المجمع المسكونيّ السابع الذي التأم سنة ٧٨٧ في مدينة نيقية  بدعوة من الإمبراطورة إيريني، أوضح لنا تكريم الأيقونات. كان القديس يوحنا الدمشقي الذي رقد سنة ٧٥٠، اي قبل المجمع، قد دافع كثيرا عن تكريم الأيقونات، وأخذ المجمع بالكثير من تعليمه. نُذكّركم اليوم ببعض ما علّمه القديس يوحنا عن الأيقونات وتكريمها عسى أن تساعدنا في صلاتنا:

-      نحن لا نعبد الصورة المادّية، بل نعبد الله المرموز اليه بالصورة.

-      اعلموا يا أحبائي أننا حينما نسجُد للصليب، فنحن نسجُد للمصلوب وليس للخشب، وإلا كنا ملزمين ان نسجد لكل شجرة في الطريق.

-      الصليب والأيقونات ليست آلهة نعبدها، بل هي تدعونا الى عبادة الله الحيّ وحده.

-      التوقير والإكرام شيء، والعبادة شيء آخر. فالله وحده مستحقّ العبادة من كل من في السماء في العلى ومن في الارض أسفل.

-      نحن نسجد لله ونعبده. أما قديسوه فنوقّرهم ونكرّمهم إكرامًا للروح القدس الذي ملأهم.

-      حينما ندخل الكنيسة متعبين من أفكار كثيرة وهموم الحياة المتعددة ونقف، نتأمل في الأيقونات المقدسة، تمتلئ نفوسُنا هدوءًا وسلاما ونرغب في السير في إثر هؤلاء المجاهدين الذي تكللوا بالمجد.

الأخبار

عيد القديس رومانوس المرنم

في بتعبوره (الكورة) كنيسة صغيرة على اسم القديس رومانوس المرنم الذي يقع عيده في الأول من تشرين الأول. بالمناسبة احتفلت الرعية بالعيد بإقامة صلاة الغروب والقداس عشية الأحد في ٢٩ أيلول. القديس رومانوس من حمص (+ ٥٣٠) خدم شماسًا في بيروت ثم انتقل الى القسطنطينية. وهو مؤلف العديد من التراتيل الكنسية بالشكل الذي يُسمّى القنداق لمعظم أعياد السنة، يفوق عددها الألف لم يبقَ منها الا بضع عشرات.

كفرحلده

انتهت أعمال ترميم الأيقونات الجدارية التي اكتُشفت في كنيسة السيدة في كفرحلده (البترون)، وصار من الممكن زيارة الكنيسة ومشاهدة هذه الأعمال التي تعود الى القرن الثالث عشر. تُشبه هذه الأيقونات الى حد كبير تلك التي وُجدت في كنيسة القديسين سرجيوس وباخوس في دير السيدة-كفتون. في حنية الكنيسة أيقونة الشفاعة، الرب يسوع المسيح في الوسط جالسا على العرش مع والدة الإله عن يمينه والقديس يوحنا المعمدان عن يساره يبسُطان يديهما نحوه بحركة توسُل وشفاعة من اجلنا جميعا. على الجدران قسم من أيقونة الميلاد وبقايا أيقونات قديسين.

 
Banner