Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2014 العدد 16: رسالة فصحية
العدد 16: رسالة فصحية Print Email
Tuesday, 15 April 2014 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 20 نيسان 2014    العدد 16  

أحد الفصح المقدّس

logo raiat web

 


كلمة الراعي

رسالة فصحية

أبنائي، أحبائي،

المسيح قام. هذا كل الوجود. هذي هي الحياة. لا ننتظر شيئًا آخر. هذا يعني انه يجب ان نسلك لا مائتين في الخطيئة ولكن أحياء بيسوع المسيح ربنا.

معنى هذا اليوم انه لا يجوز ان تضغط على قلوبنا وفكرنا صعوبات الحياة ولا خطايانا. القيامة تعني لنا الحرية من كل شيء، من كل مصائبنا وأحزاننا. انها دعوتنا إلى الفرح الدائم بالمسيح السيد وإلى محبة بعضنا البعض. هي ما كانت عيدا إلا لتدفعنا إلى حياة جديدة كلها غفران وعطاء وخدمة. نحن في العيد لا نذكر فقط الماضي الذي أتى به يسوع. هذا هو الأساس، ولكنا نتعهد لنكون في الغد والمستقبل ليسوع بكل فكرنا وجوارحنا ومساعينا.

هل دخلنا في الحياة الجديدة التي أتت منه؟ هل نحن اقتنعنا أننا لا يمكن ان نبقى عتاقا، رازحين تحت وطأة شرورنا وأفكارنا السيئة وأعمالنا القبيحة؟ "هذا هو اليوم الذي صنعه الرب لنفرح ونتهلل به"، أي لتكون كل أيامنا نيّرة كالشمس، حرة من الشر ومن كل شبه شر. واذا لم نفكر حتى اليوم ان نصير ناسا جددا، فلنفكر اليوم لأن الفصح هو العبور إلى وجه يسوع. ربما تعاطينا نشاطا دينيا، ولكن هل أحببنا الناس جميعا من كل طاقتنا ليصيروا على صورة المسيح؟

"هوذا وقت يعمل فيه للرب". اننا أقمنا أعيادًا واشتركنا في صلوات. ولكن هل أَعطينا القلب كله لله؟ هل صار الله لنا كل الوجود؟ هل قمنا مع المسيح في كياننا العميق، أم نذكر فقط بالعقل انه المخلّص ولكنا لم نقرر أن نسلك الطريق معه؟

قد يكون لك يا أخي هذا العيد أول عيد أي يوما تحيا فيه مع المسيح من جديد أكثر مما حييت حتى اليوم. ربما ترى المسيح في حقيقة نفسك للمرة الأولى إلها حيّا ومحييا.

رجائي إلى الله ان يشاهد كل منا المسيح على انه كل الوجود، كل حياته. المهم أن تلتقي السيد المبارك لقاء جديدا كأنه الأول في حياتك أو كأنه حياتك كلها.

في كل تعاطيك المسيحيّ، الأهم ان تتعلّق بيسوع تعلّق حب. هذا هو إيماننا نحن. ان اعتبرته إلهك ومخلّصك، هذا حسن، ولكن هل يعني لك ذلك انه كل الوجود أي انه يمكنك أن تستغني عن كل ذويك وعن جسدك ولا تستغني عنه؟ هل تريده إلى جانبك في الحياة وفي الموت؟ هل تبذل كل جهد لتعرفه، لتراه، لتحسّ به؟

من كل صلواتك وعيشك في الكنيسة، المهم وجه يسوع. هل إذا غابت عنك وجوه وخسرت كل شيء، تحس ان السيد المبارك يملأ وحده كل حياتك. إذا شعرت بأن المسيح صار كل شيء لك، تكون قد وصلت إلى الكمال.

ألا جددكم الرب يا أحبائي بالفصح وأَصعدَكم إلى وجهه لترَوه وحده.

 جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل ١:١-٨

إني قد أنشأتُ الكلام الأوّل يا ثاوفيـلس في جميع الأمور التي ابتدأ يسوع يعمـلها ويُعلّـم بها الى اليـوم الذي صعد فيه من بعد أن أوصى بالروح القدس الرسلَ الذين اصطفاهم، الذين أَراهم ايضًا نفسَه حيًّا بعد تألمـه ببراهين كثيرة وهـو يتراءى لهم مـدة أربعـين يومًا ويُكلّمهم بما يختصّ بملكوت الله. وفيما هو مجتمع معـهم أوصاهم أن لا تبرحوا من أورشليم بل انتظـروا موعد الآب الذي سمعتمـوه مني، فإن يوحنا عمّـد بالـماء وأما أنتم فستعمَّدون بالروح القدس لا بعد هذه الأيام بكثير. فسألـه الـمجتمعون قائلين: يا رب أفي هذا الزمان تردّ الـمُــلْـك الى إسرائيل؟ فقال لهم: ليس لكم أن تعرفوا الأزمنـة او الأوقات التي جعلها الآب في سلطانـه، لكنكم ستنـالون قـوة بحلول الروح القدس عليكم وتكونون لي شهودًا في اورشليـم وفي جميع اليهـوديـة والسامرة والى أقصى الارض.

الإنجيل: يوحنا ١:١-١٧

في البدء كان الكلمة، والكلمة كان عند الله، وإلهًا كان الكلمة، هذا كان في البدء عند الله. كلٌّ بـه كان، وبغيره لم يكن شيءٌ مما كوِّن. بـه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس، والنورُ في الظلمة يضيء والظلمة لم تُدركه. كان إنسان مرسَل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة ليشهد للنور، لكي يؤمِنَ الكلُّ بواسطته. لم يكن هو النور بل كان ليشهد للنور. كان النورُ الحقيقي الذي ينيـر كل إنسـان آتٍ الى العالم. في العالم كان، والعالـم بـه كُـوِّن، والعـالم لـم يعرفــه. الى خاصّتـه أتى وخاصتــه لم تـقـبلـه، فأمّـا كل الـذين قـبِــلـوه فـأَعـطاهـم سلطانًا أن يكونوا أولادًا لله الذين يؤمنـون  باسمه، الـذين لا من دمٍ ولا من مشيئة لحمٍ ولا من مشيئة رجلٍ لكن من الله وُلِدوا. والكلمة صار جسدًا وحلَّ فينا (وقد أبصرْنا مجده مجدَ وحيد من الآب) مملوءًا نعمة وحقًا. ويوحنا شهد له وصرخ قائلاً: هذا هو الذي قلتُ عنه إن الذي يأتي بعدي صار قبْلي لانه مُتقدِّمي، ومن مِلئه نحن كُلنا أخذنا، ونعمةً عوض نعمة، لان الناموس بموسى أُعطي، وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح حصلا.

هكذا أحبّنا الله

تؤكّد الوقائع التاريخيّة أن يسوع الناصريّ قد مات على الصليب حوالى العام 30 على أثر محاكمته أمام السنهدرين، أي مجلس القضاء الأعلى اليهوديّ، في أثناء ولاية بيلاطس البنطيّ. غير أنّ الإيمان المسيحيّ يشهد منذ البداية لهذا الحدث أكثر ممّا تشهد له الوقائع التاريخيّة. فإنّ أحد اعترافات الإيمان المسيحيّة الأكثر قدمًا الذي ربّما تعود صياغته إلى فترة قريبة من موت الربّ وقيامته يقول: "إنّي قد سلّمتُ إليكم أوّلاً ما قد تسلّمتُ أنا نفسي : أنّ المسيح قد مات من أجل خطايانا، على ما في الكتب، وأنّه قُبر، وأنّه قام في اليوم الثالث، على ما في الكتب، وأنّه تراءى لكيفا ثمّ للاثني عشر" (1كورنثس 15، 3-4). إنّ موت يسوع وقيامته يوصَفان بأنّهما حدثٌ جرى "على ما في الكتب"، أي أنّهما حدثٌ إلهيّ. ويُعترف في الوقت عينه بأنّ هذا الحدث قد تمّ من أجلنا.

يصف القدّيس بولس الرسول موت يسوع بأنّه بذلٌ للذات. ففي الرسالة إلى أهل غلاطية، يعلن بولس إيمانه "بابن الله الذي أحبّني وبذل نفسه عنّي" (2، 20). إنّ القوّة التي دفعت يسوع إلى بذل ذاته من أجل الناس الخطأة تتجلّى عبر طاعة الابن. فبما أنّ الآب يحبّ البشر بأقصى المحبّة، فالابن يشارك طائعًا بذل الآب له، فهو لايحيا ليرضي نفسه بل ليرضي الله، ولذلك تقع عليه الإهانات التي تهين الله: "فالمسيح لم يطلب ما يطيب له، بل كما ورد في الكتاب: تعييرات معيّريك وقعت عليّ" (رومية 15، 3). فالتمرّد على الله ورفض الآب، اللذان يتميّز بهما هذا العالم الساقط في الخطيئة، يقعان عليه.

بيد أنّ الربّ يسوع، ابن الله الوحيد، يتمسّك بهؤلاء الناس، الذين سقطوا فريسة الخطيئة. فهو ينظر إليهم بحبّة ورأفة عظمَيين بلا قيد ولا شرط، إلى حدّ أنّه يأخذ على عاتقه كلّ أوزار الخطيئة والذنب والموت الكامنة فيهم. وفي هذا السياق، يذهب بولس الرسول إلى القول إنّ يسوع المسيح قد صار خطيئة ولعنة من أجل البشر: "ذاك الذي لم يعرف الخطيئة جعله الله خطيئةً من أجلنا كيما نصير فيه برَّ الله" (2كورنثس 5، 21)، "إنّ المسيح قد افتدانا من لعنة الشريعة إذ صار لعنةً لأجلنا، فقد ورد في الكتاب: ملعون مَن عُلّق على خشبة" (غلاطية 3، 13).

الصليب والقيامة، وفق الإيمان المسيحيّ، هما دليل رحمة الله ومحبّته اللامتناهية لبني البشر. فبولس الرسول يقول: "بل من أجلنا أيضًا نحن الذين يُحسب لنا الإيمان برًّا، لأنّنا نؤمن بمَن أقام من بين الأموات يسوع ربّنا، الذي أُسلم إلى الموت من أجل زلاّتنا، وأُقيم من أجل برّنا" (رومية 4، 24-25). فرحمة الله ومشاركته البشر في آلامهم هما أقوى من الموت، أمّا بذْل يسوع ذاته من أجل الخطأة إنّما هو فداء وخلاص: "وإنّ الله الذي أقام الربّ سيقيمنا نحن أيضًا بقدرته" (1كورنثس 6، 14)، وأيضًا: "لقد صُلب (يسوع) بضعفه، ولكنّه حيّ بقدرة الله. ونحن أيضًا ضعفاء فيه، ولكنّنا سنكون أحياء معه بقدرة الله فيكم" (2كورنثس 13، 4).

موت يسوع وقيامته ليسا حدثين يخصّانه هو نفسه وحسب. فقيامته من بين الأموات ليست مجرّد تبرير للصدّيق أو للشهيد المضطهَد، كما اعتقدت اليهوديّة المتأخّرة. فبحسب سفر الحكمة وأسفار المكابيّين، يمنح الله المضطهَدين من أجله نصيبًا في الحياة الأبديّة. غير أنّ موت يسوع وقيامته يتخطّيان بما لا يقاس هذا الاعتقاد اليهوديّ. فموته وقيامته يشكلاّن حدثًا خلاصيًّا شاملاً، لأنّ حياة يسوع وبذْله ذاته للبشر قد اعتلنا في هذه الوقائع بمثابة منح الله ذاته منحًا كاملاً من أجل خلاص البشر.

لقد بشّر الربّ يسوع بأنّ الله يحبّ العالم والناس، حتّى الخطأة منهم، بأقصى المحبّة وبمحبّة مطلقة. والشخص الذي يحبّ يضع كيانه وسعادته في محبوبه. إنّه لا يجد سعادته في ذاته. سعادته هو الشخص المحبوب الذي منه ينال ذاته والاعتراف به وملأه. ولكن عندما يكرز يسوع بالله المحبّ، فليس من حيث إنّ الله يحتاج إلى الخليقة أو إلى الإنسان ليملأ ما فيه من فراغ. بل يكرز بالله على أنّه، من فيض صلاحه وحسب، يحبّ الإنسان محبّة كاملة، محبّة مجّانيّة. فموت يسوع، إذًا، وقيامته هما حدثٌ عظيم بالنسبة إلى هذا الإله الذي يحبّ من فيض كيانه.

يتبيّن أنّ المسيح، في آلامه وصليبه وقيامته، قد وضع نفسه إلى الأقصى. لم يحتفظ لنفسه بشيء، بل تجرّد تجرّدًا كاملاً عن ذاته وعن مشيئته الخاصّة، علمًا أنّه قال: "كلّ ما هو لي فهو لك، وكلّ ما هو لك فهو لي" (يوحنّا 17، 10). ففي الصليب والقيامة يكتسب اسم "الآب" بالنسبة إلى الله معناه الكامل، واسم "الابن" بالنسبة إلى يسوع معناه الكامل أيضًا. وقد أعطانا أن نصبح نحن أيضًا أبناء الله "الذين لا من دم، ولا من رغبة لحم، ولا من رغبة رجل، بل من الله وُلدوا" (يوحنّا 1، 13)، هو "البكر بين إخوة كثيرين" (رومية 8، 29). القيامة دعوة الله لنا كي نصبح أبناء لله بفضل "البكر القائم من بين الأموات". المسيح قام. حقًّا قام.

من تعليمنا المسيحي: حقًّا قام

المرشد: هل تعلم اننا نحتفل بقيامة الرب يسوع المسيح من بين الأموات مدة أربعين يومًا من الفصح؟

التلميذ: طبعًا أعلم اننا نسلّم على بعضنا البعض بعبارة "المسيح قام" ونجيب عليها قائلين "حقًّا قام".

المرشد: هناك تعابير اخرى في الكنيسة عن فرح القيامة: في الكنيسة كل شيء أبيض: ملابس الكهنة، ستارات الأبواب وكل قماش يُستعمل في الخدمة ابيض مثل ملابس الملاك الذي بشّر النساء بالقيامة. الإبيطافيون الذي وُضع في وسط الكنيسة يوم الجمعة العظيم يبقى على المائدة في الهيكل طيلة اربعين يومًا لأن موت المخلّص مرتبط دائمًا بقيامته. الإبيطافيون هو أيقونة المسيح المسجّى في القبر، وعليه يقام القداس لأن الحياة بزغ من القبر.

التلميذ: انا أعرف اننا لا نصوم بعد القيامة.

المرشد: لا نصوم ولا نركع ولا نسجد طيلة الفترة الفصحية لأننا نشعر بوجود المسيح بيننا كما كان يظهر للتلاميذ بعد قيامته في العليّة، على طريق عمواس، على الجبل في الجليل، على شاطئ بحيرة طبريا حيث تناول الطعام معهم. ونحن نفرح بالعيد ونتشارك موائد الطعام. لكن اريد ان أُذكّرك أننا اذا كنا لا نصوم فهذا لا يعني أن ننسى الفقراء والذين ليس لهم من يفرح معهم ويشاركهم موائد العيد.

التلميذ: انا أعرف ان الصلوات والقداس في الاسبوع الذي يلي الفصح هي ذاتها كل يوم.

المرشد: صح. لكني اريد ان أَلفتك الى أننا نقرأ من سفْر أعمال الرسل كل يوم مقطع ابتداء من يوم القيامة. وأَنصحك ان لا تنتظر لتسمع مقطعا منه يوم الاحد بل اقرأه في البيت من اوله الى آخره لأنه يخبرنا كيف بشّر الرسل بالقيامة وكيف أسسوا الكنائس والصعاب التي واجهوها. "أعمال الرسل" كتاب تاريخ الكنيسة في بداياتها.

مكتبة رعيتي

صدر عن تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر والتوزيع كتاب جديد للأب إيليا (متري) عنوانه "منمنمات يوميّة" هي خواطر يومية دوّنها المؤلف يومًا بعد يوم طيلة سنة ٢٠١١ بعد لقاء أو خبرة أو مناسبة كنسيّة رأى فيها، كما يقول هو، "كلمة الله ترتسم على وجوه الناس". أراد أن يُشارك القراء بها. قدّم الأب جورج (مسّوح) للكتاب الذي يقع في ٣٣٦ صفحة. ثمن النسخة عشرة آلاف ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع.

رسامة الشمّاس نكتاريوس (نجّار)

صباح الأحد في 6 نيسان رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة النبي إيليا في سن الفيل. أثناء القداس جرت رسامة الإيبوذياكُن مارك نجّار شماسًا إنجيليا باسم نكتاريوس. الشماس الجديد من مواليد سنة 1989، متزوج، خريج معهد القديس يوحنا الدمشقي اللاهوتي في البلمند حيث يتابع دراسة الماجيستر في اللاهوت. وقد ألقى سيادته العظة التالية:

يا أخي الشماس نكتاريوس،

كلمة شماس باللغة اليونانية تعني "خادم"، وتبدأ الخدمة الكهنوتية في درجة الشموسية. فأنت لم نقبلك لنجعلك زعيمًا، أتينا بك لجعلك مكرسًا لخدمة المؤمنين. لا تقدر ان تخدم أحدا إلا اذا رفعته فوقك. المطران يجب ان يعتبر نفسه خادمًا وكذلك البطريرك. كلنا خدام في كنيسة المسيح، وليس لنا فضل في شيء. الفضل لنعمته فقط.

اذًا أنت تقبّلت هذه السيامة، أنت تقبّلت تشريفًا من يسوع، وأنت لست بشيء. وأنا كذلك لست شيئا، وكلنا لسنا بشيء. نحن تراب، ونحن جالسون على يمينه. عليك ان تعتبر انك جليس للمسيح. عندما يضعك انسان هنا في هذه الدنيا، عندما تأتي إلى بيته ويضعك على يمينه، ماذا تعني هذه في الآداب البشرية؟ هذه معناها انه يكرّم ضيفه كأنه ذاته. عندما يجعلك الله شماسًا نقول انك مدعو لأن تجلس عن يمين العظمة. نسمّيك باللغة الطقسية خادما، أي شماسًا باللغة اليونانية. نسمّيك هكذا لأن المسيح كان خادمًا: "ما جئتُ لأُخدم بل لأَخدم". كيف الشخص يخدم؟ قال يسوع: "جئتُ لا لأُخدم بل لأَخدِم وأَبذل نفسي فدية عن كثيرين"، أي ان تموت من أجلهم. أنت رسمناك شماسًا لأنك لم تُحقّق بعدُ هذه الشموسية، لم تنفّذها. تنفّذها عندما تصبح خادمًا، عندما تُقبّل أرجل الناس. أنت لست بشيء، أنت خادم للمؤمنين. وهكذا تصبح شيئًا إنْ خَدمتَ.

لماذا يجعلون احدا مطرانا؟ ليس لأنه فيلسوف، بل لأنهم يعتبرونه أقوى على الخدمة. لكن يجب أن يفهم ليخدم، أن يقرأ ليخدم، أن يتعلّم ليخدم، ليعظ، ليتكلم، ليموت عن الرعية. هذه هي المفارقة المسيحية أن الانسان لا يحيا الا اذا مات، الا اذا أعطى نفسه كاملة في محبة الإخوة.

صرتَ شماسًا الآن. إن شاء الله تصير كاهنا. لا تعتبر نفسك شيئا. تبقى لا شيء. بل تعتبر الإخوة أعلى منك كلهم، وأنت تُقبّل أرجلهم. هكذا الله يراك اذا نظرك مقبّلا أرجل المؤمنين. يعني هذا انك تنسى مصالحك، وتنسى المال، وتنسى المجد، ولا تقبل أن يرتفع مجدُك، وتُسكت كل انسان يمدحك، هكذا يقول باسيليوس الكبير، حتى لا تستكبر. وهكذا يراك المسيح جالسًا معه في السماء. يجلس معه المتواضعون، اما المتكبرون فليس لهم مكان عنده.

اذهب وعليك بركة الله لانه أحبك منذ أن وُلدتَ، ويريد يسوع أن يُجلسَكَ عن يمينه في السماوات.

المطران فيلبّس (صليبا)

سُجّي جثمان المثلّث الرحمات المتروبوليت فيلبس (صليبا) راعي الأبرشية الأنطاكية في أميركا الشمالية في كاتدرائية القديس نيقولاوس في نيويورك منذ يوم الاربعاء في ٢٦ آذار حيث ابتدأ الكهنة والمؤمنون يتوافدون للصلاة والتبرّك. يوم الخميس ٢٧ منه، أقيم جناز رؤساء الكهنة. يوم السبت ٢٩ منه، أقيم القداس الإلهي ثم الجناز برئاسة المعتمد البطريركي المتروبوليت سلوان (موسي) راعي أبرشية الأرجنتين وبمشاركة العديد من المطارنة والكهنة وممثلين عن الكنائس الأخرى والأديان وحشد من المؤمنين. وقد نقل تلفزيون نورسات الخدمة كاملة والكلمات التي تلتها تقديرًا للراحل الكبير. دُفن الجثمان في القرية الأنطاكية التي أسّسها في بنسلفانيا وهي مركز للقاءات والمخيمات. وقد تمّ تحديد يوم الأحد في ٤ أيار القادم لإقامة جناز الأربعين حيث يقام القداس في كل كنائس الأبرشية من أجل راحة نفسه.

Last Updated on Tuesday, 15 April 2014 12:39
 
Banner