Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2014 العدد 20: ينبوع ماء حيّ
العدد 20: ينبوع ماء حيّ Print Email
Sunday, 18 May 2014 00:00
Share

 

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 18 أيار 2014      العدد 20 

أحد السامرية

logo raiat web



كلمة الراعي

ينبوع ماء حيّ

ينقل الينا إنجيل اليوم حوارًا ضخمًا بين المسيح وامرأة سامرية خاطئة، حوارًا فيه كل معاني الخلاص، وفيه كل الفصح. والحادثة هي ان السيد بذهابه من اليهودية الى الجليل، من الجنوب الى الشمال، كان لا بد له أن يجتاز السامرة في الموضع الذي يُسمّى اليوم نابلس. هناك لا تزال البئر الى اليوم في موضع يزوره الحجاج.

جلس السيد عند الظهيرة لأنه كان تعبا. وجاءت المرأة فيما كان التلاميذ قد ذهبوا الى المدينة ليشتروا طعاما. طلب اليها السيد أن يشرب وتعجبت لأنه هو يهودي وهي من دين آخر ومن جنس آخر. السامريون قوم لا يزالون الى اليوم حوالى مئتي شخص في نابلس والمهجر. كانوا أصلا يهودًا، لكن اختلطت عبادتهم بعبادات وثنيّة عندما جاء أهل آشور وبابل واحتلوا فلسطين. بقوا في السامرة ولم يؤمنوا بالأنبياء. آمنوا فقط بكتب موسى الخمسة، وأما بقيّة أسفار العهد القديم فلم يقبلوها، ولذلك اعتُبروا أجانب عن الدين وعن الجنس.

تعجبت المرأة أن هذا النبيّ اليهوديّ يكلّمها، والقوم كانت بينهم قطيعة. فقال لها السيد: "لو عرفتِ عطيّة الله ومن هذا الذي يكلمكِ الآن لطلبتِ أنت منه وأعطاكِ ماءً حيّا". ظنّت المرأة طبعا انه يتكلم عن الماء الذي يأتي من البئر وتعجبت انه يعتبر نفسه أعظم من يعقوب أبي الآباء الذي أعطاهم البئر. عندئذ نقلها السيد الى المعاني السامية فقال ما معناه: أنا لا أُكلّمُك عن ماء مادي يُشرب، ولكنني أُكلّمك عن ماء آخر، عن ماء غير منظور انا أعطيه للناس، من شرب منه لن يعطش الى الأبد. بل الماء الذي انا أعطيه يتحوّل في الانسان الى ينبوع ماء ينبع من الحياة الأبدية. وقوله هذا يعني أن من اتّحد بيسوع يصبح بدوره نبع حياة. ليس الله وحده نبع حياة روحية لنا ونبع نعمة ونبع عطاء، لكن كل مؤمن يصبح مثل المسيح تفيض منه حياة النعمة ومياه التعزية ومياه الكلام الطيب. المهم أن يصبح كل منا إنجيلا حيا. كل مسيحيّ ينبغي أن يكون كالمسيح، ينطق فمه بكلام من ذهب، وتشعّ عيناه بومضات من النور الإلهي، وكفّاه تلتصقان بالعطاء الربانيّ. القضية بيننا ليست قضية أكل وشرب، ولكننا نحن ينابيع. كل منّا ينبوع. إذا عرف كيف يتصل بالمسيح، يكون هو وكيل المسيح. كل مسيحيّ وكيل لأن كل مسيحيّ نبع.

سُحرت السامرية بكلام السيد وقالت: أعطني هذا الماء حتى لا أجيء ثانية الى هذه البئر. ورأى يسوع انه يستطيع الآن أن يحولها من امرأة خاطئة الى امرأة مقدسة فقال لها: "اذهبي وادعي رجلُك وعودي الى هنا". قالت: "لا رجُل لي". قال: "أَحسنت القول. كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا فقط يعيش معك". عندئذ تنبّهت وقالت: "يا سيد، أرى أنك نبي". ثم أرادت أن تتكلم باللاهوت، فطرحت عليه سؤالا يُقارن بين اليهود والسامريين، قالت: "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل -الجبل المعروف بجبل جريزيم المبنيّة عليه مدينة نابلس اليوم- وانتم تقولون ان السجود في اورشليم". ونسمع يسوع يقول لها في البداية: اليهود على حق، وانتم أهل السامرة مخطئون، فإن الخلاص هو من اليهود. ولكن نحن الآن في منعطف جديد: تأتي ساعة، وهي الآن حاضرة، اذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحق، اي بمجيئي انا لم يبقَ من أهمية لدين اليهود ولا لدين السامريين، وليس من موضع لهذا الاختلاف السخيف إذ الساجدون الحقيقيون للآب يسجدون بالروح والحق، بعمق بالروح وبالصدق. القضية أن نصبح أُناسا روحيين مجرّدين عن التمسّك بالأماكن، ومجرّدين عن الأمور المادية وعن الذبائح الحيوانية في اورشليم. سوف يزول هذا الزمان الذي كان. الله الذي هو روح يُعبد بالروح، يُعبد بقلب طاهر، يُعبد بعقل نيّر، وديانةُ الكل تصبح في القلب. ثم كانت بقية الحادثة. تركت المرأة جرّتها وقد نسيت كل شيء عندما عرفت السيد، ومضت تبشّر، وجاءت بجماعتها فطلبوا اليه أن يبقى عندهم.

سُميّت المرأة السامرية منذ ذلك الحين "فوتيني" او فوتين، وهي كلمة يونانية تعني المنيرة او المستنيرة. استنارت المرأة السامرية وتابت عن شرّها الى يسوع والى محبته والى المناداة به. ونحن مثل فوتيني في هذه الفترة القائمة بين الفصح والصعود نبشّر بالإله الحي المحيي، بالإله النبع الذي تفيض منه ينابيع الى قلوبنا، فتفيض من قلوبنا الى الناس حوالينا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل 11: 19-30

في تلك الأيام لما تبدّد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانُس، اجتازوا إلى فينيقيـة وقبرس وأنطاكية وهم لا يُكلّمون أحدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قومًا منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا أنطاكية أخذوا يكلّمون اليونانيين مبشّرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معهم، فآمن عدد كثير ورجعوا إلى الرب. فبلغ خبر ذلك إلى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز إلى أنطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله، فرح ووعظهم كلهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ إلى الرب جمعٌ كثير. ثم خرج برنابا إلى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به إلى أنطاكية. وتردّدا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية أولاً. وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء إلى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذُ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم أن يُرسلوا خدمة إلى الإخوة الساكنين في أورشليم. ففعـلوا ذلك وبعثـوا إلى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا 4: 5-42

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى مدينة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعب من المسير، فجلس على العين وكان نحو الساعة السادسة.

فجاءت امرأة من السامرة لتستقي ماءً. فقال لها يسوع: أَعطيني لأشرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا إلى المدينة ليبتاعوا طعاما- فقالت له المرأة السامرية: كيف تطلب أن تشرب مني وأنت يهوديّ وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يُخالطون السامريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطيّة الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقي به والبئرُ عميقة، فمن أين لك الماء الحيّ؟ ألعلّك أنت أعظم من أبينا يعقوب الذي أعطانا البئر ومنها شرب هو وبنوه وماشيته؟ أجاب يسوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي أنا أُعطيه فلن يعطش إلى الأبد، بل الماء الذي أُعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية. فقالت له المرأة: يا سيد أَعطني هذا الماء لكي لا أعطش ولا أَجيء إلى ههنا لأَستقي. فقال لها يسوع: اذهبي وادعي رَجُلَك وهلُمّي إلى ههنا. أجابت المرأة وقالت: إنه لا رجُل لي. فقال لها يسوع: قد أحسنتِ بقولك إنه لا رجل لي. فإنه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجُلك. هذا قلتِه بالصدق. قالت له المرأة: يا سيد أرى أنك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم. قال لها يسوع: يا امرأة صدّقيني، انها تأتي ساعة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم تسجدون فيها للآب. أنتم تـسجدون لِما لا تعلمون ونحن نسجد لما نعلم، لأن الخلاص هو من اليهود. ولكن تأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب إنما يطلب الساجدين له مثل هؤلاء. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا. قالت له المرأة: قد علمتُ أنّ مسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يُخبرنا بكل شيء. فقال لها يسوع: أنا المتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبوا أنه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقلْ أحد ماذا تطلب أو لماذا تتكلم معها.

فتركت المرأة جرّتها ومضت إلى المدينة وقالت للناس: تعالوا وانظروا إنسانا قال لي كل ما فعلتُ. ألعلّ هذا هو المسيح؟ فخرجوا من المدينة وأَقبلوا نحوه.

وفي أثناء ذلك سأله تلاميذه قائلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: إن لي طعاما لآكل لستم تعرفونه أنتم. فقال التلاميذ في ما بينهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يأكل؟ فقال لهم يسوع: إن طعامي أن أعـمل مشيئة الذي أرسلني وأُتمم عمله. ألستم تقولون أنتم انه يكون أربعة أشهر ثم يأتي الحصاد؟ وها أنا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانظروا إلى المَزارع إنها قد أبيضّت للحصاد. والذي يحصد يأخذ أُجرة ويجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. إني أرسلتُكم لتحصدوا ما لم تتعبوا أنتم فيه. فإن آخرين تعبوا وأنتم دخلتم على تعبهم. فآمن به من تلك المدينة كثيرون من السامريين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كل ما فعلتُ. ولما أتى اليه السامريون سألوه أن يُقيم عندهم، فمكث هناك يومين. فآمن جمع أكثر من أولئك جدا من أجل كلامه. وكانوا يقولون للمرأة: لسنا من أجل كلامكِ نؤمن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّصُ العالم.

لئلاّ نصبح مجتمعًا برسم البيع

قالت فيما تبكي: "عدتُ لا أقدر على ضبط ابني. أَكمَلَ سنته الثامنة عشرة، وأخذته محبّة البعثرة. يعتقد أنّه بات راشدًا، وأنّ من حقّه أن يفعل كلّ ما يحلو له. قَبْلَ سنته هذه، ما كان يردّ لي، أو لأبيه، أيّ طلب. كلّ ما نقوله له كان يعنيه. أمّا اليوم، فبات يعاندنا كثيرًا. يخرج من دون إذن، ويرجع متى يشاء. طلبُ الإذن بات يعتبره تدخّلاً في شؤونه الخاصّة وحجزًا لحرّيّته. خوفي عليه كبير. لا أريد أن أخسره. ولا أعرف إلى متى سأنتظر حتّى يصطلح. لقد سلّمته لله. كلّ ما أفعله أنّني أصلّي له".

سألتُها: "هل من سبب آخر، برأيك، لهذا التغيير؟".

أجابت: "لا أريد أن أحصر السبب برفاقه الجدد (أي رفاق الجامعة التي انتسب إليها). كلّ ما يمكنني ذكره أنّه كان، قَبْلاً، أكثر اتّزانًا. كان يصلّي يوميًّا، ويذهب معي إلى الكنيسة في كلّ يوم أحد. وهذا كلّه صار لا يعنيه، لا من قريب ولا بعيد. صار لكلّ يوم من أيّامه مشروعُهُ. ويوم السبت يخرج مساء، ولا يرجع قَبْلَ الفجر. يخلد إلى سريره، ويستيقظ بعد الظهر". وأنهت: "تصوّر، منزلنا بات فندقًا!".

حال هذه السيّدة قد تكون حال عائلات كثيرة. وما طرحتْهُ، معلومًا، يستحقّ أن تُفرد له جلسات خاصّة وعامّة، ويبحث بهدوء وجدّيّة وموضوعيّة. الوقت ضيّق. والأوبئة يزداد انتشارها في كلّ يوم. وما دمنا مجتمعًا قائمًا على النقل عمومًا، أي نقل ما نحسبه باهرًا في مجتمعات أخرى، وما دام العالم كلّه بات أمام عينينا وبين يدينا (الفضائيّات، ووسائل التواصل الحديثة...)، فاستباحتُنا ممكنة دائمًا، بل حدثت! وليس لنا سوى أن نفكّر في سبل إنقاذنا، ونسعى، جاهدين، إلى اكتشاف الحلول الناجعة لنا.

ربّما لن تحمل هذه السطور حلولاً ترضي كلّ مَن سيقرأها. لكن، لا نكون موضوعيّين إن رفضنا أيّ طرح يدعونا إلى التفكير في إمكان تبنّيه. فنحن لا نستطيع أن نلقى مشاكلنا، ونكتفي بوصفها، أو بالبكاء على حالنا. يجب أن نجدّ جدّنا، لنرى ما علينا فعله، لنسترجع فرادتنا، ونلقى خلاصنا، ونثبت فيه.

قلتُ إنّ حال هذه السيّدة قد تكون عامّة. وهذا لا يعوزه إحصاء. أمور عديدة يمكن أن تدلّ عليه. مثلاً: قلّة عدد الشباب في الكنائس، الرسوب في المدارس والجامعات، إقبال الكثيرين على النوادي الليليّة، السهر، انحلال الأخلاق، معاقرة الخمور، تعاطي المخدّرات، وغيرها. ومن النوافل القول إنّ علماء الاجتماع يجمعون على أنّ أوّل سبب لانتشار معظم هذه الآفات هو تشجيع الرفقة، وتليه الفضوليّة، أو حبّ التجربة. والنتيجة أنّ شبابنا رهن مجتمع ضعيف، الخطايا تكاد تغدو فيه أقوى من ردعها!

هذا، طبعًا، لا يليق بنا أن نغضّ طرفَنا عنه، أو أن نذكره كما لو أنّ حلّه مستحيل. لقد ذكرتُ ما قالته تلك السيّدة. لكنّي لم أذكر، ممّا قلتُهُ لها، سوى سؤالي الوحيد. وما لم أُبيّنه، أختصره بالتالي:

"في سياق استكمال تربية أيّ شابّ، أو مواجهة بعثرته، يُنتظَر منّا أن نبقى نكلّمه بالحُسنى. والكلام الحسن، الذي عدوّه الانفعال، دعامته الحكمة وفهم الآخر وما يحرّكه في موقفه. وإن لم يظهر تأثير كلامنا في أوان قوله، فشأننا أن نتشجّع على الاعتقاد أنّ الكلمة، التي نقولها برضًى وموضوعيّة والتي نواكبها بدعاء موصول، لا يمكن أن تخسر فعلها. تبقى. تئنّ. وتعبّد، لذاتها، دروب نجاحها. فكم من شابّ كلّمه أبوه أو أمّه، وبدا، في أوان الحديث، متشنّجًا ورافضًا. ثمّ عاد بعد حين، وأظهر قبولاً لكلامٍ بقي فيه".

ليس هذا، وحده، ما أعتقده حلاًّ. فالحلّ الكامل يفترض، إلى ما مرّ ذكره، أن نشجّع أولادنا على أن ينضووا، منذ نعومة أظفارهم (سنّهم الخامسة مثلاً)، إلى "الاجتماعات التعليميّة" في كنيسة رعيّـتهم (أي ألاّ نكتفي بالدروس الدينيّة التي يتلقّاها معظمهم في مدارس مسيحيّة). لقد عرفتُ أناسًا رفضوا، بشدّة، أن يشارك أولادهم في لقاء كنسيّ يضمّهم إلى أترابٍ من عمرهم. وكانوا يُفضّلون لهم أن يبقوا في البيت يتابعون دروسهم، وأن تكون لهم نشاطاتهم. وسمعتُ آخرين يبرّرون غياب أولادهم عن الحياة الكنسيّة (قدّاس يوم الأحد، مثلاً) بحجج تُرضيهم. ورأيتُ كثيرين يفرحون بأطفالهم إن شتموا. وسمعتُ بعضًا منهم يُعلّمونهم الشتم، ويُقهقهون عاليًا إذا فعلوا. هذا أَذكُره، لأُبيّن، آسفًا، أنّ ما نحصده نكون نحن، في أحيان كثيرة، عن قصد أو غير قصد، قد زرعناه. ولذلك، أرى أنّ من واجبنا أن نُعلن سريعًا، وبصوت قويّ، أنّ كنيستنا هي المجتمع الذي نرغب في أن يتربّى أولادنا فيه. فهنا الرفقة والمرافقة. فإذا كان الناس في هذا العالم قادرين بعضُهم على إفساد بعض، فحِصنُ مَن خرجوا من صُلبنا هو كنيستهم ومَن أَعطوا حياتهم، ليساعدوا في تربيتهم وإرشادهم إلى الحقّ. يجب أن يُصادق أولادُنا أشخاصًا يحبّون البرّ، ويرون، في العلاقة بالله، الحياة ومضمونها. يجب أن نشجّعهم على أن ينخرطوا في الموقع الذي ليس فيه أيّ تباين ما بين القول الحقّ والحياة الحقّ، لنستشرف وعيهم متى كبروا، ونرجو لهم أن يحملوا كنيستهم في المستقبل.

أمّا الشباب الذين شبّوا بعيدًا من حضن كنيستهم، أو أهملوها بعد أن كبروا، فلهم منّا المحبّة والصبر والكلمة الراضية والدعاء والتشجيع عينه. ولا بأس ببعض شدّة أحيانًا. هذا كلّه، لئلاّ نصبح مجتمعًا برسم البيع. هذا، لنسترجع أولادَنا، ونطمح إلى مجتمع راضٍ لهم مساهماتٌ في صنعِهِ.

 

الأخبار

صاحب الغبطة في كنائس الخليج العربي

في الأول من أيار بدأ صاحب الغبطة البطريرك يوحنا العاشر زيارة رعائية تفقّدية للرعايا الأنطاكيّة في البحرين والإمارات العربية المتحدة. قصد غبطته اولا البحرين حيث ترأس القداس الالهي في كنيسة القديس جاورجيوس في الثاني من أيار بحضور الكثيرين من أبناء الرعية الذين كانت لهم فرصة لقاء غبطته. اشترك غبطته    في مؤتمر الحضارات في خدمة الإنسانية من 5 الى 7 أيار في المنامة حيث كانت له كلمة في موضوع المؤتمر. كما زار غبطته ملك البحرين حمد بن عيسى والتقى عددًا من الرسميين.

توجّه غبطته إلى أبو ظبي يوم الخميس في الثامن من أيار حيث ترأس القداس الالهي يوم الجمعة في ٩ أيار في كنيسة القديس نيقولاوس وسط حشد من المؤمنين. نُقل القداس على التلفزيون. ويوم السبت في 10 أيار وضع حجر الأساس لبناء كنيسة جديدة في أبو ظبي.

تجدون تفاصيل الزيارة وتكملة البرنامج على صفحة البطريركية على الإنترنت: www.antiochpatriarchate.org

 

Last Updated on Monday, 12 May 2014 15:36
 
Banner