Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2016 العدد 01: الظهور الإلهيّ
العدد 01: الظهور الإلهيّ Print Email
Sunday, 03 January 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٣ كانون الثاني ٢٠١٦  العدد ١ 

الأحد الذي قبل الظهور الإلهي

النبيّ ملاخي

logo raiat web



كلمة الراعي

الظهور الإلهيّ

نتأمّل اليوم في سرّ «الغطاس» القادم علينا. دُفن يسوع في المياه، ودَفن بذلك شهواتنا جميعا، وعلّمنا منذ ذلك الوقت أننا مدعوّون إلى أن نقوم معه وأن نشاركه فرحه وسلامه. ولما صعد من الماء فُتحت السموات وسَمع صوتَ الآب ورأى الروحَ القدس مجسّما.

 الذي ينهض من ماء المعمودية يُعطى ان يرى، على مثال المسيح، السموات مفتوحة ويسمع صوت الآب. هذا الذي يخلع نير الخطيئة عن نفسه اذ يُدفن في الماء تلتفت اليه السماء ويستقرّ عليه الروح القدس. ولذلك نقرأ في إنجيل اليوم أول كلمة نطق بها السيّد لما باشر بالتعليم: «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات». توبوا أي حوّلوا وجوهكم إلى وجه الله، غيّروا أذهانكم، صحّحوا عقولكم، نقّحوا كلمات كنتم تقولونها وكانت تأتيكم من شهواتكم. خارج المسيح شهواتكم توشوش في صدوركم وتظهر على ألسنتكم. ولكن إن ثبتّم في المسيح بالمعمودية تتحوّلون اليه تحوّلا جذريا كاملا ساطعا ولا تنطقون عن غرض ولا عن منفعة دنيوية ولا عن خوف، ولكنكم تتكلّمون بكلمات الله، وتُعرف إرادة الله اذا تكلّمتم.

إن استنرنا بنور الظهور الإلهي، بنور الله الظاهر في حياتنا وقلوبنا، عند ذاك نكون تائبين ونصبح إلهيين.

«توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات» أي ان الله معنا، مملكته فينا، ملكوت الله في داخلنا. الله جعلنا في جواره منذ أن جاء إلى أرضنا وباركها وحلّ فيها. السماوات نزلتْ علينا، انحدرتْ الينا منذ جاء الله وجلس في ما بيننا. لذلك نحن في فرح مقيم وفي سلام دائم.

إن كنا حقا في المسيح يسوع، نعرف يقينًا أن الله أعظم من قلوبنا وأقوى، وانه هو الذي يملأنا قوة وفرحا وحبّا. عندما نُدرك أننا قادرون أن نغتذي من الله وأن نحيا به، عندما نعرف أنه منعشنا وأنه يلاطفنا وأنه يكفينا، فعندئذ لا علاقة لنا بالخطيئة، نتركها كما يترك الانسان قطعة بالية من الثياب. نرمي الخطيئة عن أنفسنا كما يُرمى شيء وسخ، ونرتمي في أحضان المسيح مستلذّين وجهه ومرتضين مُعاشرته كما ارتضى هو أن يعاشرنا لما جاء إلى الأرض وسكن في ما بيننا وأَحبّنا حتى الموت، موت الصليب. هذه هي التوبة: أن نتبيّن جمال المسيح وقباحة خطايانا.

من عرف محبة الله له واكتفى بالله لن يقتُل في ما بعد ولن يَسرق ولن يرتكب قباحة لأنه لا يريد ان يبرر نفسه والناس، ولكنه يريد ان يكون لطيفا بالناس كما أن الله لطيفٌ بنا.

هذا يحب الناس ويجعلهم بذلك أقرباء لربهم، ولهذا كرر يسوع دعوته الينا أن توبوا، عودوا إليّ كما جئتُ انا اليكم وكما أَطللتُ عليكم. هكذا أنتم اذا أطلّت قلوبكم عليّ فإننا نلتقي في المحبة.

نبقى مقيمين على هذا العهد، عهد التوبة وعهد السلام مع الله والناس.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

 

الرسالة: ٢ تيموثاوس ٤: ٥-٨

يا ولدي تيموثاوس تيقّظْ في كل شيء واحتمل المشقّات واعمل عمل المبشّر وأَوفِ خدمتك. اما أنا فقد أُريقَ السكيبُ عليّ ووقتُ انحلالي قد اقترب. وقد جاهدتُ الجهاد الحَسَـن وأتممتُ شوطي وحفظتُ الإيمان. وإنما يبقى محفوظًا لي إكليلُ العدل الذي يُجْزيني به في ذلك اليوم الرب الديان العادل، لا إياي فقط بل جميع الذين يحبّون ظهوره أيضًـا.

 

الإنجيل: مرقس ١: ١-٨

بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله كما هو مكتوب في الأنبياء: ها أنذا مرسلٌ ملاكي أمام وجهكَ يهيّء طريقك قدامك. صوتُ صارخ في البرية: أعدّوا طريق الرب، اجعلوا سبله قويمة. كان يوحنا يعمّد في البرية ويكرز بمعمودية التوبة لغفران الخطايا. وكان يخرج اليه جميع أهل بلد اليهودية وأورشليم فيعتمدون جميعهم منه في نهر الأردن معترفين بخطاياهم. وكان يوحنا يلبس وبر الإبل، وعلى حَقَويه منطقة من جلد، ويأكل جرادا وعسلا بريا. وكان يكرز قائلا: انه يأتي بعدي من هو أقوى مني، وأنا لا أستحقّ أن أنحني وأَحلّ سَيْر حذائه. أنا عمّدتكم بالماء، واما هو فيعمّدكم بالروح القدس.

مذ أن عَمّد يوحنّا

الشرط الذي التزمه الرسل والإخوة، ليختاروا تلميذًا بدلاً من يهوذا «الذي أمسى دليلاً للذين قبضوا على يسوع»، كان: «هناك رجال صحبونا طوال المدّة التي أقام فيها الربّ يسوع معنا، مذ أن عمّد يوحنّا إلى يوم رُفع عنّا. فيجب أن يكون واحدًا منهم شاهدًا معنا على قيامته» (أعمال الرسل 1: 12).

يلفتنا هذا الشرط الذي يبدأ بمعموديّة يوحنّا. وإن قلتُ يلفتنا، لا أعني أنّه يفاجئنا. فمعروف أنّ الربّ التصقَ انطلاقُ كرازته بذكر يوحنّا. وإذا أدركنا أنّ شأن الرسول أن ينقل خبر يسوع، أو أن «يشهد لقيامته»، فهذا شأن لا يمكن أن ينفصل عن المعمدان. لِمَ؟ لغير سبب يعني العهد الجديد. من الأسباب نذكر: أوّلاً، أنّه أوّل مَنْ شهد للربّ الآتي. ثانيًا، أنّه دلّ تلاميذه إليه. ثالثًا، أنّ مصيره إشارة إلى مصير يسوع. رابعًا، يصل ما بين العهد القديم والعهد الجديد. فرسالة يوحنّا متأصّلة في رسالة الأنبياء الذين سبقوه، وإن كانت تختمها. فالربّ، الذي كرز يوحنّا بمجيئه، هو الذي اشتهت الأجيال كلّها أن يجيء.

هذا كلّه يعني أنّ الكرازة الرسوليّة لا تقوم إلاّ على الكلام على يسوع «مذ أن عمّد يوحنّا». هل يعني أن تُرمى أخبار طفولته بعيدًا؟ لا، فما ذكره كُتّاب العهد الجديد عنها لا يمكن أن يُرمى! لكنّ أخبار طفولة يسوع دُوّنت متأخّرة. دوّنها متّى ولوقا بعد مرقس الذي بدأ إنجيله بظهور يوحنّا المعمدان. هل لم يكن مرقس يعرف ما دوّنه سواه عن طفولة يسوع؟ سؤال لا يُسأل! فمرقس التزم، في وضعه إنجيله، ما رأينا أنّ الرسل والإخوة أقرّوه شرطًا. وهذا يؤكّده، أيضًا، إنجيل لوقا الذي بيّن أنّ يسوع، بعد أن بلغ الثلاثين من عمره (3: 23)، أخذ يبشّر. جرى هذا بعد تلقّيه المعموديّة، ورجوعه من برّيّةٍ أقام فيها أربعين يومًا (أنظر 3: 21 و22، 4: 1-13). وفي سياق ما قرأناه شرطًا، هذا يعني أنّ الجماعة الرسوليّة كانت تهتمّ بأن تتلقّف الكلمات والأفعال التي أَرساها الربّ فحسب، لتنقلها هي فحسب. أن تكلَّف رسولاً، معناه أن تستند إلى ما عمله السيّد، وتنقله، هو هو، من دون أيّ زيادة أو نقصان. فالكرازة هي يسوع. «المخطوطات بالنسبة إليَّ هو يسوع المسيح، المخطوطات هي صليبه وموته وقيامته والإيمان الذي من عنده» (رسالة القدّيس إغناطيوس إلى أهل فيلادِلفيا 8: 2). ثمّة، في التعاليم الأولى، شهادات، لا تُعدّ ولا تُحصى، تؤكّد ما نردّده هنا. ويكفينا، مثلاً، ما قاله الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس، أي: «فإنّي لم أَعزم أن أعرف شيئًا، وأنا بينكم، غير يسوع المسيح، بل يسوع المسيح المصلوب» (2: 2). وهذا يجب أن نقرأه على أنّ الرسول قصد فيه أن يعرف بينهم مَنْ كَرَزَ هو به لهم، أي يسوع المصلوب وحده.

إذًا، مُذ أن عمّد يوحنّا. فهذه، التي تُذكّر بأنّ الربّ قَبِلَ المعموديّة، يجب أن نرى فيها، بعمقٍ تُفصح عنه، أنّها (أي معموديّة الربّ) تجمع البداءة والنهاية، أو تُطلّ على النهاية. فالسيّد رسم، في معموديّته، موته وقيامته. لا يعني أنّ الكرازة الرسوليّة يمكن أن تكتفي بهذا البدء، بل يعني أن تُتَّبع خُطى يسوع على أساسها. وإذا عُدنا إلى أخبار طفولته عَرَضًا، لا يفوتُنا أنّ واضعيها دوّنوها بحبر موت الربّ وقيامته. يسوع، منذ أن أطلّ، كشف أنّه آتٍ، ليفتدينا حبًّا. وهذا كشفه في كلّ خطوة خطاها، وآية لفظها أو صنعها، وكلّ نظرة حنونة أو آسفة، وكلّ دمعة سقطت من عينيه. يسوع المسيح المصلوب، الذي طلب الرسول أن يعرفه، يجب أن نسترجعها زيادةً في بيان أنّ الربّ لم يُصلب يوم عُلِّق على الخشبة فحسب! فبولس لم يقصد أن يحصُر طلبه بهذا اليوم المحيي. طلبه يجب أن يعني، إلى حدث صلب الربّ، أنّ صليبه خياره اليوميّ أيضًـا. وهذا يضيء عليه ما أشرنا إليه أعلاه، أي أنّ الربّ أخذه عمل الكرازة بعد أن اعتُقل يوحنّا (مرقس 1: 14؛ متّى 4: 12-17؛ لوقا 3: 19 وما يليها). لقد قلنا إنّ هذا يدلّ على مصير يسوع. وهنا، نقول يدلّ على وعيه مصيره وعيًا موصولاً. كانت انطلاقته مخضّبةً بالدم! هل ذكْرُ «مذ عمّد يوحنّا... شاهدًا معنا على قيامته» يوحي بمصير أحبّائه أيضًا؟ الشرط، الذي التزمتْه الجماعة المسيحيّة الأولى، يجب أن يتضمّن وعي هذا المصير. فيسوع لا يُشهد له بما نعرفه عنه فحسب، بل بقبولنا، أحرارًا، أن يصيبنا مصيره أيضًا (فصليبه خيارٌ يوميّ يخصّنا أيضًـا!). ماذا خان يهوذا، لتصرّ الجماعة على أن تحافظ على عدد رسل الربّ (الاثني عشر)، وتختار بدلاً منه؟ رأته خان إلهًا ارتضى الموت. إلهًا، اشترانا لأبيه، باعه يهوذا. أي رأت أنّه أبى مصير يسوع. أبى أنّه إله يموت حبًّا، وأبى أن يقتدي بمصيره. أَدركتْ أنّه لم يفهم أنّ التلميذ قد يُضطهد مثل معلّمه، أي لم يفهم شيئًا من رسالة المخلّص ومعنى أن يشهد له. وأمّا استرجاع الجماعة، في هذا السياق عينه، أنّ يهوذا قد قتل نفسه (1: 15-20)، فلم يكن تخفيفًا لإثمه. حاشا! فالخيانة لا تبرَّر. لكنّها رسمتْ مصير الخيانة، أي لم تكتفِ بذكر ما جرى ليهوذا، بل أَفصحتْ، بما يناسب خدمتها، أنّ كلّ مَنْ يرفض الربّ، أو يخونه، سيعاقِب نفسَهُ بالموت، سيعاقب نفسَهُ بنفسه!

هذا الشرط، الذي التزمتْه الجماعة الأولى، شرط لا يغيّره جيل. كلّ تكليف بارّ، يخدم الكنيسة وحُسن شهادتها في العالم، إنّما يؤسَّس عليه. فالخدمة شرطها، أبدًا، أن نرافق الربّ الحيّ القائم في جماعته. وهذا لا يبيّن أمانة الذين يتبعونه، بل، أيضًا، يرفعهم إلى حيث هو جالس عن يمين أبيه، ليتمتّعوا بطيّباته الأبديّة ورفقة الذين أَحبّوه مذ أن عمّد يوحنّا، وَقَبْلَهُ وبعده، وربطوا مصيرهم بمصيره.


 من تعليمنا الأرثوذكسي: معمودية يوحنا ومعموديتنا

التلميذ: لماذا كان يوحنا المعمدان يعمّد الناس في نهر الأردن، وما الفرق بين معموديته ومعموديتنا نحن؟

المرشد: كان يوحنا المعمدان يدعو اليهود إلى التوبة عن خطاياهم قائلا: «توبوا فقد اقترب ملكوت السموات»، ويدعوهم إلى المعمودية في نهر الأردن ليتطهّروا من خطاياهم بتوبتهم ويغتسلوا في الماء. هذه كانت معمودية رمزية، ويوحنا نفسه كان يقول: «أنا أُعمّدكم بالماء، ولكن يأتي بعدي من هو أقوى منّي... وهو سيعمّدكم بالروح القدس» (مرقس ١: ٨). هكذا كان يوحنا يُعلن عن اقتراب ملكوت الله، عن مجيء يسوع مسيح الله.

التلميذ: ومعموديتنا نحن؟

المرشد: منذ أن اعتمد يسوع من يوحنا في الأردن وظهر الروح القدس بهيئة حمامة دالا بذلك على تقديس الطبيعة البشرية التي كان ابنُ الله قد اتّخذها، لن تعود المعمودية مجرد رمز للتطهير -كما كانت معمودية يوحنا- بل تتم باسم الثالوث، وتجعل كل معمّد يشارك في سر المسيح. لهذا السبب قال يسوع لتلاميذه بعد قيامته: «اذهبوا وتلمِذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس» (متى ٢٨: ١٩).

بدء العام الجديد

القديس يوحنا الذهبيّ الفم

كثيرا ما يرافق لقاء العام الجديد عند المسيحيين كُفر وإلحاد وإفراط وعدم اعتدال. اما الكُفر والإلحاد فلأن الكثيرين من المسيحيين يتفاءلون ظانّين انه اذا مضى عليهم اليوم الأول من السنة وهم مسرورون، فالعام كله سيمضي كذلك. واما الإفراط وعدم الاعتدال فلأن الجميع، رجالا ونساء، يحتسون الخمر حتى الصباح.

هذا السلوك لا يتّفق مع حكمة الروح المسيحي اذا اتبعناه. ألم نسمع قول القديس بولس الرسول: «فإنكم تحفظون أياما وشهورًا وأوقاتًا وسنين أخاف عليكم أن أكون قد تعبت فيكم عبثًا» (غلاطية ٤: ١٠-١١)؟ ومن جهة أخرى ليس من المعقول أن يُبنى على يوم واحد صُـرف بسرورٍ الشيءُ نفسه طوال العام كله. وقد يحدث هذا ليس عن جهل فقط بل بتأثير الشيطان، اذ نستنتج أن الأعمال في الحياة لا تأتي عن طريق الجدّ والنشاط، بل بتداول الأيام فقط.

لا يجوز لنا مراقبة الأيام، وأن نحب بعضا منها وننفر من غيرها، بل علينا أن نعرف جيدا أن لا شرّ إلا الخطيئة ولا خير إلا من أعمال البرّ.

مكتبة رعيتي

صدر مؤخرا كتاب للأب باسيليوس (محفوض) عنوانه «الظهور الإلهي الأول (عيد الميلاد)-عيد ظهور الله بالجسد». يستهلّ المؤلف الكتاب بنبذة تاريخية، ثم يشرح التجسد الإلهي عند آباء الكنيسة وفي المجامع المسكونية، ويقدّم العيد من خلال الليتورجيا والأيقونة.  يجد فيه القارئ معلومات مفيدة تساعده على عيش العيد بكل معانيه. عدد صفحاته ٢٥٦، ثمن النسخة ١٨ ألف ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن كنيسة الصليب في النبعة ومن المطرانية.

 

رسامة الشماس بولس (نقولا)

رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة النبي الياس في سن الفيل الأحد في ٢٠ كانون الأول 2015. جرت في القداس رسامة بول (نقولا) شماسًـا إنجيليًا. بذلك يصير عدد الشمامسة في الأبرشية 14 شماسًا. الشماس الجديد من مواليد سنة 1974، موظف، متزوج، أب لثلاثة أولاد. قال سيادته في العظة: اخي الشماس بولس، الشماس كما تعلم تعني الخادم، نحن خدام للمسيح وللإخوة. لا تقدر أن تصير شماسا ولا كاهنا الا عندما تحسّ نفسك لا شيء. من يعتبر نفسه شيئا لا علاقة له بالكهنوت.

من تواضع رفع نفسه. باللغة العربية انه وضع نفسه على الارض، محا نفسه، اعتبر نفسه غير موجودا. اذا اعتبرت نفسك موجودا، لن تكون شيئا. ابتدئ ان تشعر نفسك انك غير موجود. الله يجعلك موجودا. أُمك لم تجعلك موجودا. الله يجعلك موجودا اذا أَحببته. ما معنى «اذا أحببته»؟ هو فسّرها. من أَحبني يحفظ وصاياي. ما من عواطف في المسيحية. انا أخدمك، إذًا انا احبك. انا اطيع الوصايا، معنى هذا انني احبك. انا خاضع للكنيسة، معنى هذا اني احبك. والباقي كله حكي.

ابتدئ وانتهِ بأنك لا شيء. هذا هو التواضع المسيحي. لكن هذا يتطلب جهدا كبيرا حتى يكون المسيح حيا عندك، انت مضطر أن تعتبر نفسك لا شيء، لانه يوجد واحد هو الذي فوق والذي صُلب على الخشبة. هذا هو كل الوجود. اذا توصّلت ان تعتبر نفسك عدمًا، يرفعك الله. هو يرفعك. لا تقدر ان ترفع نفسك. هو يرفعك من عدمك الى كيان يعطيك اياه.

اذاً انظر الى يسوع فقط. لا تنظر الى الناس. يسوع وحده موجود. فإذًا نظرت اليه فقط، لا تعود ترى وجها بشريا، الا اذا رأيت انه يعكس نور يسوع. تحب اولاد رعيتك اذا رأيت فيهم نور المسيح. انت تحب المسيح فيهم على وجوههم.

فاذهب هكذا، ولا تعتبر أحدا فوقك. فقط يسوع فوقك. تخدمه هو وحده. وحتى تخدمه تتواضع. لا تقدر ان تخدمه اذا لم تتواضع. فاذهب واسحق نفسك، واركع امامه، واعتبر نفسك غير موجود. اعتبره هو كل الوجود. عندئذ هو يرفعك ويمد يده اليك ويقول لك: قم، انت تعتبر نفسك لا شيء. ولكن انا سأجعلك شيئا لأنك أَحببتني.

Last Updated on Saturday, 09 January 2016 17:48
 
Banner