Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2016 العدد ٣٤: مُرني أن آتي إليك
العدد ٣٤: مُرني أن آتي إليك Print Email
Sunday, 21 August 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢١ آب ٢٠١٦ العدد ٣٤  

الأحد التاسع بعد العنصرة

الرسول تدّاوس

logo raiat web

كلمة الراعي

مُرني أن آتي إليك

يسوع يصلّي وحده في الليل. أما الناس فتنام في الليل لترتاح، أو تسلُك في الظلمة وظلال الموت ظنّا منها أنها ترتاح فيها.

يسوع يصلّي. تتقوّى طبيعته الإنسانية إذ يزداد التصاقها بالآب، وترتاح فيه.  وبعض المسيحيين ما زالوا لا يُصلّون لأنهم لم يعرفوا بعدُ بنوّتهم لله الآب، ولا عرفوا قوّة الصلاة ولا حلاوة أن يتّكئوا أحبّاء على صدرِ حبيبِ الآب.

في الليل، الصلاة وحدها نُور. هي التي تُبدِّد عتمات خطايانا وتتغلّب على يأسنا. الصلاة مفتاح الفرج إذ بها رجوعُنا إلى رحم أبينا السماويّ واستقرارنا هناك في الرحمة الآن.

والتلاميذ وحدهم في السفينة. طلبَهم لكي يُعدّهم إلى لقاء، إلى لقاء الإيمان به.

مشى على البحر. يمشي السيّد على بحر كل إنسان. هو فوق كل تخبّط، هو على سطح وجوهنا وفي أعماق قلوبنا. إنه هو الوجود.

حسبوه خيالًا. أليس الله خيالًا عند الأكثرين؟ أليس هو كلمة تُلفظ؟ أليس عندهم حروفًا مرصوفة؟

ظنّوه خيالًا لأنهم كانوا خائفين. قد علّمنا الرسول في ما بعد أن الناس كانوا طيلة حياتهم تحت العبودية مخافةً من الموت. الخطيئة تحديدًا هي الخوف، الخوف من الحياة. الخطيئة هي عدم الحس. وإن خلا الإنسان من الحسّ، من الحس بحقيقة الله وحقيقة الإنسان، ليس أمامه سوى الأشباح. ولذلك يضطرب، وكذلك البحر.

بطرس في شكّه يقول للمعلّم: «مُرني أن آتي إليك». فأمره. وبعد قليل لمّا رأى شدّة الرياح أخذ يرجع. والريح لا تُرى. إنها تُسمع. ولكن الكتاب أراد أن يقابل بين الريح وبين المسيح، ولذلك قال: «رأى شدّة الريح».

استطاع أن يَعبُر الى يسوع وحده. لمّا كانت ألحاظ الرسول مسمّرة على ألحاظ المعلّم، لمّا كان بطرس يأخذ نورَه من وجه السيّد، كان قادرًا أن يغلبَ الريح والمياه وذاته وأعماقه وسطح الوجود. لكنّه عاد، عاد إلى ضعفه لمّا جاءته أقذار العالم، فنأى وذهب وغرق في ذاته.

نحن الذين نحاول أن نؤمن نستطيع أن نحيا إن صار المسيح الكون. وأمّا اذا كان عندنا من هنا مسيح ومن هناك وجود آخر نستلذّه، طعام وشراب ومال وأمجاد، فنحن كلا شيء وليس عندنا مسيح. إما أن يكون السيّد كل الوجود أو ليس هو بشيء.

شيء من دينك وشيء من دنياك، ساعة لك وساعة لربك، هذا ليس بالإيمان. أنتَ وساعاتك وجسدك وروحك وفكرك ونشاطك، كل هذا مخصّص للسيّد ومليء به. أما ما خلا ذلك فعتمات. والسيّد وسط العتمة يصلّي.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ٣: ٩-١٧

يا إخوة، إنّا نحن عاملون مع الله وأنتم حَرْثُ الله وبناءُ الله. أنا بحسب نعمة الله المعطاة لي كبنّاءٍ حكيم وضعتُ الأساس وآخر يبني عليه. فلينظرْ كل واحد كيف يبني عليه، اذ لا يستطيع أحد أن يضع أساسًا غير الموضوع وهو يسوع المسيح. فإن كان أحد يبني على هذا الأساس ذهبًا أو فضةً أو حجارةً ثمينةً أو خشبًا أو حشيشًا أو تبنًا، فإنّ عمل كل واحد سيكون بيّنا لأن يوم الرب سيُظهره لأنه يُعلَن بالنار وستمتحن النارُ عمل كل واحد ما هو. فمَن بقي عمله الذي بناه على الأساس فسينال أُجرة. ومن احترق عمله فسيخسر وسيَخْلُص هو ولكن كمن يمرّ في النار. أما تعلمون أنكم هيكلُ الله وأن روح الله ساكن فيكم؟ من يُفسد هيكل الله يُفسده الله لأن هيكل الله مقدَّس وهو أنتم.

 

الانجيل: متى ١٤: ٢٢-٣٤

في ذلك الزمان اضطر يسوع تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتى يصرف الجموع. ولما صرف الجموع صعد وحده إلى الجبل ليصلّي. ولما كان المساء كان هناك وحده. وكانت السفينة في وسط البحر تكدّها الامواج لأن الريح كانت مضادّة لها. وعند الهجعة الرابعة من الليل، مضى إليهم ماشيا على البحر. فلما رآه التلاميذ ماشيا على البحر، اضطربوا وقالوا انه خيال، ومن الخوف صرخوا. فللوقت كلّمهم يسوع قائلا: ثقوا أنا هو لا تخافوا. فأجابه بطرس قائلا: يا رب إن كنتَ أنت هو فمُرني أن آتي اليك علـى المياه. فقال: تعال. فنزل بطرس من السفينة ومشى على المياه آتيا إلى يسوع. فلما رأى شدّة الريح خاف، وإذ بدأ يغرق صاح قائلا: يا رب نجّني. وللوقت مدّ يسوع يده وأَمسك به وقال له: يا قليل الإيمان لماذا شككتَ؟ ولمّا دخلا السفينة سكنتِ الريحُ. فجاء الذين كانوا في السفينة وسجدوا له قائلين: بالحقيقة أنت ابنُ الله. ولما عبروا جاؤوا إلى أرضِ جنيسارت.

 

المسيحيّة العربيّة في العصر الجاهليّ

قبل ظهور الدين الإسلاميّ كان معظم سكّان الجزيرة العربيّة (مهد الإسلام) ينتمون إلى ديانات وثنيّة عديدة، وكان لكلّ قبيلة صنمُها أو أصنامُها الخاصّة. لكن، في الوقت عينه، كان ثمّة مَن ينتمون إلى اليهوديّة أو المسيحيّة. ويعيد العلماء الوجود اليهوديّ في الجزيرة، وبخاصّة في اليمن والحجاز، إلى القرن الأوّل المسيحيّ حين هاجر اليهود من فلسطين على إثر اصطدامهم بالقيصر تيطس وهدمه الهيكل سنة ٧٠ للميلاد، وكذلك اصطدام القيصر أدريان بهم سنة ١٣٢. وقد استطاع يهود اليمن أن يؤثّروا في ملك من ملوك اليمن اسمه «ذو نواس»، وأن يُدخلوه في دينهم، وقد دفعوه إلى التنكيل بمسيحيّي نجران وحرقهم. وقد يكون السبب الحقيقيّ في استجابته لليهود أنّه كان يخشى من تغلغل المسيحيّة في بلاده وأن يفتح ذلك الأبواب لنصارى الحبشة، فيستولوا عليها بدون مقاومة. غير أنّ الأحباش، بقيادة أبرهة، سرعان ما انتقموا لإخوانهم، فأزالوا دولة ذي نواس سنة ٥٢٥.

انتشرت المسيحيّة في اليمن وشمالي الجزيرة العربيّة في البلاد المتاخمة لبادية الشام والعراق منذ العصر الأوّل للمسيحيّة. ففي نجران، أهمّ موطن للمسيحيّة في اليمن، أسهم دخول الأحباش إليها في ازدهارها فاعتنقها الكثيرون من أهل تلك البلاد، وبُنيت فيها الكنائس والأديار. ويقال إنّ أبرهة أنشأ كنائس كثيرة في بلاد اليمن، واهتمّ بزينتها وزخرفتها، أشهرها «القليس» في صنعاء، وهي تعريب لكلمة «اكليسيا» اليونانيّة بمعنى الكنيسة، ويقال إنّه «نقشها بالذهب والفضّة والفسيفساء وألوان الأصباغ وصنوف الجواهر... وكان ينقل إليها آلات البناء كالرخام المجزّع والحجارة المنقوشة بالذهب... ونصب فيها صلبانًا من الذهب والفضّة ومنابر من العاج والآبنوس». ويظهر أنّه قد استعان في بنائها بأنقاض من قصور ملوك اليهود السابقين ومعابدهم القديمة، وقد حوّلها المسلمون إلى مسجد لا يزال قائمًا إلى اليوم.

أمّا في شمالي الجزيرة العربيّة، فكانت المسيحيّة منتشرة بين عرب الشام من الغساسنة وغيرهم مثل عاملة وجُذام وقضاعة، وكانوا على مذهب اليعاقبة أو أصحاب الطبيعة الواحدة، وهم القائلون بأنّ للمسيح طبيعة واحدة إلهيّة. وقد درج العرب على تسميتهم باليعاقبة نسبةً إلى يعقوب البرادعي أحد أساقفة هذا المذهب. وقد وصلت المسيحيّة إلى عرب العراق أيضًا، إلى قبائل تغلب وإياد وبكر، وتغلغلت في الحيرة على الرغم من ملوكها الوثنيّين، فكان يعتنقها العباديون، وأغلب الظنّ أنّهم سُمّوا بذلك تمييزًا لهم من جيرانهم الوثنيّين، فهم عباد الله. ولم يكونوا يعاقبة، كعرب الشام، وإنّما كانوا غالبًا من النساطرة، أتباع نسطوريوس الذي أُدين في المجمع المسكونيّ الثالث في أفسس (+٤٣١) لرفضه الاعتراف بكون السيّدة مريم هي «والدة الإله». أمّا حكام العراق من آل المنذر فتأخّروا في اعتناق المسيحيّة، إلى أن اعتمد النعمان ابن المنذر، وهو آخر المناذرة.

دخلت المسيحيّة إلى الحجاز، المنطقة التي تضمّ مكّة ويثرب (المدينة المنوّرة) والطائف وسواها، منذ نشأة المسيحيّة. وهذا ما يعترف به المؤرّخون المسلمون، إذ يورد ابن الأثير وابن خلدون وغيرهما أنّ سادس ملوك «جُرهم» يدعى عبد المسيح بن باقية بن جُرهم. وإذا عرفنا أنّ دولة جُرهم الثانية قامت قبل ظهور المسيحيّة بقليل، يسعنا الاستنتاج بأنّ المسيحيّة دخلت الحجاز بعد انتشار الرسل بزمن قليل. ويؤكّد اليعقوبيّ، المؤرّخ المسلم الشهير، وجود المسيحيّة في قريش زمن ظهور الدعوة الإسلاميّة، فيقول: «أمّا مَن تنصّر من أحياء العرب فقوم من قريش من بني أسد بن عبد العزّى منهم عثمان بن الحويرث بن أسد وورقة بن نوفل بن أسد (ابن عمّ خديجة أولى زوجات محمّد)، وعتبة بن أبي لهب».

قبيل ظهور الإسلام، كان ثمّة استعداد لدى العديد من العرب لتقبّل فكرة الإله الواحد، وبخاصّة لدى طائفة كانت تدعى باسم الحنفاء الذين أجمعوا على رفض عبادة الأصنام وبحثوا عن دين التوحيد الذي كان عليه النبيّ إبراهيم، وهو وفقهم غير اليهوديّة والمسيحيّة. يقول عنهم ابن إسحق، في «السيرة النبويّة»، إنّهم تفرّقوا في البلدان يلتمسون الحنيفيّة دين إبراهيم، «فأمّا ورقة بن نوفل فاستحكم في النصرانيّة، وأمّا عبيدالله بن جحش فأقام على ما هو عليه من الالتباس حتّى أسلم، وأمّا عثمان بن الحويرث فقدم على قيصر ملك الروم فتنصّر، وأمّا زيد بن عمرو بن نفيل ففارق دين قومه وقال أعبد ربّ إبراهيم».

كانت مكّة أيضًا زاخرة بالعبيد من مسيحيّي الحبشة، وأنّه كان بها جالية من الروم النصارى، ومن الجواري الروميّات. وقد ورد عند ابن هشام، في كتابه «السيرة النبويّة»، أنّ «شمّاسًا زار مكّة في الجاهليّة»، وأنّ «راهبًا مسيحيًّا كان يعيش في الظهران». أمّا حسان بن ثابت، شاعر رسول الإسلام، فيشير في رثائه لمحمّد إلى فرح اليهود والمسيحيّين بوفاة محمّد، فيقول: «فرحتْ نصارى يثرب ويهودها / لـمّا توارى في الضريح الملحَدِ». وكانت المسيحيّة منتشرة أيضًا في طيئ ودومة الجندل، وعرفوا الكنائس والبِيع والرهبان والأساقفة والصوامع، لكنّهم ظلّوا لا يتعمّقون في المسيحيّة، وظلّوا يخلطونها بغير قليل من وثنيّتهم السابقة، لذلك وجب القول بأنّ «النصرانيّة» العربيّة ليست هي المسيحيّة الأرثوذكسيّة، مسيحيّة المجامع المسكونيّة السبعة.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: الصليب فرحنا وخلاصنا

التلميذ: جاء أحد جيراننا إلى بيتنا، وكنا نصلّي قبل الغداء ونرسم إشارة الصليب، فسخر منّا وقال: «كيف، إذا كنتم تحبون يسوع، تتمسّكون بالصليب الذي كان أداة موته؟». وأضاف: «هل يحافظ الإنسان على مسدسٍ كان أداة موت عزيز له؟». ماذا نقول له؟

المرشد: جوابنا ان أداة الموت -أي الصليب- كانت طريقًا إلى الحياة. الصليب مكان الفرح كما نرتل «لصليبك يا سيدنا نسجد... لأنه بالصليب أتى الفرح لكل المسكونة». كلام جارك يبيّن انه متأثر بتعليم شهود يهوه الذين يقعون في الخطيئة التي وقع فيها اليهود والوثنيون قديمًا. اسمع ما قاله عنهم الرسول بولس لما تكلّم على الصليب عندما كان يبشّر به أهل كورنثوس: «فإن كلمة الله عند الذين في سبيل الهلاك جهالة، أما عندنا نحن الذين في سبيل الخلاص فهي قوّة الله... إننا نبشّر بالمسيح مصلوبًا، عثرة لليهود وحماقة للوثنيين» (١: ١٨-٢٤). ويمكنك ان تقول ذلك عن شهود يهوه.

 

التلميذ: شكرًا. أنا أعرف أن الصليب مهمّ في إيماننا المسيحي لأنه الطريق إلى القيامة.

المرشد: نعم. الصليب فخرُنا بموت السيّد عليه وقبولنا لهذا الموت طريقًا للقيامة للتحرر من الخطيئة. ان المعمودية التي صوّرها لنا بولس على انها مشاركة السيد في شبه دفنه ثم مشاركة معه في قيامته «عالِـمين أن إنساننا العتيق قد صُلب معه ليبطل الخطيئة كي لا نظلّ عبيدًا للخطيئة» (رومية ٦: ٦). أُذكّرك ان هذه الرسالة تُقرأ في المعمودية.

 

التلميذ: لذلك يُعطى صليب للولد المعمود ويُعَلّق حول عنقه.

المرشد: نعم. ذلك إشارة إلى أننا نلتزم الإيمان المسيحي وأننا متعلّقون بيسوع. لذلك أيضًا نُصلّب وجوهنا ونضع صليبا في الكنيسة فوق كل الأيقونات. عندنا الرمز يحمل معه معناه. عندما نقوم بإشارة الصليب، نسأل الرب ان يُنزل علينا قوة الخلاص.

 

قصة

روى أحدهم قصة قال: كنت أتنزّه صباحًا على شاطئ البحر لما رأيتُ الآلاف من نجوم البحر قذفتها الأمواج على الشاطئ. وإذا بصبيّ صغير يقف بجوارها ويمسك بيده نجمة تلو الأخرى ويرميها في البحر. لما اقتربتُ منه قلتُ له: أُهنّئك، لكن المهمة تبدو لي مستحيلة لأنك لو عملت اليوم كله على إنقاذ نجوم البحر فآلاف الآلاف منها قد تكدّست على الشاطئ، ولن يرى أحد الفرق. لكن الصبيّ أَمسك نجمة بيده، وقال لي بابتسامة عريضة: معك حق، لن يرى أحد الفرق على الشاطئ، لكن الفرق مهم جدا لهذه النجمة. فتذكرتُ قول يسوع في الإنجيل: «... يكون فرحٌ في السماء بخاطئ واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارّا لا يحتاجون الى توبة» (لوقا ١٥: ٧).

 

عيد التجلّي

صباح السبت في ٦ آب رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة التجلّي في ضهور الشوير بحضور أبناء الرعية والمحتَفلين بالعيد. وكان قد أقام صلاة غروب العيد مساء الجمعة في ٥ آب في كنيسة التجلّي (المخلّص) في بحمدون المحطّة بحضور الكثيرين من أبناء بحمدون والجبل.

وصباح الأحد في ٧ آب أقام سيادته القداس الإلهي في كنيسة التجلّي (المخلّص) في بخشتيه بحضور أبناء الرعية والمعيّدين.

هذا بعض ما جاء في العظة التي ألقاها سيادته في ضهور الشوير: «كان تلاميذ يسوع يشاهدونه كما هو في المظهر الطبيعي الذي كان له، لكن عندما أَخذهم الى جبل ثابور في الجليل كشف نفسه بنورٍ ما كانوا يعرفونه، اي أَظهر مجده الحقيقيّ الذي كان مخفيّا فيه. النور الالهي أُخفي في المسيح عندما ظهر بين البشر... انهم شاهدوا مجد الله في هذا الشخص الذي كانوا يحسبونه واحدا منهم.

اليوم في هذا العيد نشاهدُ مجدَ الله الذي ظهر في شخص يسوع المسيح على الارض. ونتّحد بالله. ونعطي نفسنا لله.

تكلّم معه موسى وإيليا وهو في المجد، وهو في السطوع، وهو في النور. كانا يتكلمان عن خروجه من اورشليم، اي عن آلامه. هذا ليقول انه بالآلام جاء الى المجد في جسده وهو على الارض.

نحن نشاهدُ المسيحَ متألمًا دائمًا مصلوبًا، ولا نعرف إلا المسيحَ مصلوبا. وعندما نشاهده مصلوبًا نعرفه ظافرًا حيًّا فوقَ الموت، غالبًا للموت.

وهكذا عندما نخاطب يسوع في صلاتنا وفي تأملاتنا وفي قراءتنا للإنجيل، ينبغي أن نفهم وأن نُحسّ أنه هو الحيّ، هو الحياة كلها، وهو الذي ينقذنا من موت ومن خطيئة، ويجعلنا له ومع الآب ومع الروح القدس. وعلى هذا نسير. نحن نسير وراء المسيح الحي الذي لم يغلبه موت، ونعطيه أنفسنا وحياتنا وقلوبنا، وهكذا نحيا».

Last Updated on Wednesday, 17 August 2016 07:23
 
Banner