Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2016 العدد ٥٠: تعالوا فإن كلّ شيء قد أُعِدَّ
العدد ٥٠: تعالوا فإن كلّ شيء قد أُعِدَّ Print Email
Sunday, 11 December 2016 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١١ كانون الأول ٢٠١٦ العدد ٥٠ 

أحد الأجداد

logo raiat web

كلمة الراعي

تعالوا فإن كلّ شيء قد أُعِدَّ

استعدادًا للميلاد المبارك، نُقيم اليوم ذكرى الأجداد الذين سبقوا السيد من آدم إلى مريم، وفي الأحد القادم سنقيم ذكرى الذين سبقوه من العبرانيين أي ابتداء من إبراهيم. السيد متصل بكل الجنس البشري، وبنوع خاص بالأبرار الذين هيّأوا مجيئه.

يتحدّث إنجيل اليوم عن وليمة أَعدّها إنسان فأخذ يُرسل بطلب المدعوين، ولكنهم اعتذروا الواحد تلوَ الآخر: هذا له حقل اشتراه، وذاك له فدادين أراد ان يفلح بها، فاستعفيا، والثالث تزوج امرأة فقال: لا أقدر أن أجيء. غير ان صاحب الدعوة لم يقبل من أحد عذرًا لأن الوليمة الإلهية خير من كل شيء آخر.

كما ان الأبرار في العهد القديم كانوا ناظرين إلى مجيء المخلّص، هكذا نحن ننظر إلى هذه الوليمة الخلاصية التي تنتظرنا والتي أَعدّها لنا يسوع بتجسُّده. ولهذا أخذ صاحب الوليمة يجمع المساكين والعُميان والعُرج من الطريق ويُدخل إلى ملكوته مَن لم يكُن مُعَدّا لهم.

وهذا تحذير لنا لأننا نحن، بعد ان هيأَنا الإنجيلُ لاقتبال الخلاص، نستعفي بسبب أغراض هذا العالم وبسبب حاجاتٍ حقيقية أو مصطنعة. اختلقنا الأعذار التي تُحوّلنا عن رؤية يسوع وعن الانضمام اليه في التوبة والامتثال وتهيّؤ النفس. ولذلك يُحذّرنا السيد بقوله ان المدعوين كثيرون والمختارين قليلون، وقد نكون نحن من الذين نُقصَى عن وجهه ونُرمى في الظلمة البرّانية.

غير أن يسوع آت لننظر اليه ويكون هو نعيمنا ومائدتنا ووليمتنا وغذاءنا الدائم. فيسوع يغذينا إن نحن التفتنا اليه كما التفت اليه إبراهيم والأبرار الذين انحدروا من إبراهيم وكانوا لا يعيشون الا لمجيء المخلّص.

مَن منّا يحيا لمجيء المخلّص إلى قلبه بعد أن جاء إلى العالم؟ مَن طهّر قلبه ليصير مذودًا للرب يرحّب بنعمته؟

إن كنّا مرتدّين عن المسيح مُبتَعدين عنه بعادات سيئة نُكررها وبخطايا نستطيبها، إن كنّا نافرين من المسيح، أو كان نافرًا منّا بسبب خطايانا، فهوذا اليوم يوم مقبول، انه يوم خلاص نتهيأ فيه لكي ينبثق منّا المسيح كما انبثق بالجسد من أُمّه. كلّ منّا يستطيع أن يكون مريم العذراء، أي أن يُجسّّد المسيح في بيته، بين أصدقائه، في قريته، في العالم.

العالم يشتاق الى مَن يُنقذه من ويلاته، من سقوطه، من اهترائه. العالم يتمخّض. متى يأتي النور؟ النور هو نحن الذين عُمّدنا وليس لنا الا أن نُشعّ اذا استطعنا أن نعود الى السيّد. سوف يأتينا طفلا لكي نعود، لكي نبقى، لكي نلازمه في فقره وفي تعبه وفي آلامه، لكي نلازمه بالحب الذي أعطانا. وهكذا إذا ذاق الناس المحبّة التي نعطيها نحن، يستطيعون أن يعودوا وأن يكون عُمرهم كلّه عيدًا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: كولوسي ٣: ٤-١١

يا إخوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتنا فأنتم أيضا تُظهَرون حينئذ معه في المجد. فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض: الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنه لأجل هذه يأتي غضب الله على أبناء العصيان، وفي هذه أنتم أيضا سلكتم حينا إذ كنتم عائشين فيها. اما الآن فأنتم أيضا اطرحوا الكل: الغضب والسخط والخبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم. ولا يكذب بعضُكم بعضا، بل اخلعوا الإنسان العتيق مع أعماله والبسوا الإنسان الجديد الذي يتجدد للمعرفة على صورة خالقه حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ، لا ختان ولا قلف، لا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبد ولا حُرّ، بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع.

 

الإنجيل: لوقا ١٤: ١٦-٢٤

قال الرب هذا المثل: إنسان صنع عشاء عظيما ودعا كثيرين فأَرسل عبده في ساعة العشاء يقول للمدعوّين: تعالوا فان كل شيء قد أُعدّ. فطفق كلهم، واحد فواحد، يَستعفُون. فقال له الأول: قد اشتريتُ حقلا ولا بد لي أن أَخرج وأَنظره، فأسألُك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد اشتريتُ خمسة فدادين بقر وأنا ماضٍ لأُجرّبها، فأسألُك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد تزوجتُ امرأة فلذلك لا أَستطيع أن أجيء. فأتى العبد وأَخبر سيّده بذلك. فحينئذ غضب رب البيت وقال لعبده: اخرجْ سريعا إلى شوارع المدينة وأَزقّتها، وأَدخِل المساكين والجُدع والعميان والعرج إلى ههنا. فقال العبد: يا سيد قد قُضي ما أَمرتَ به، ويبقى أيضا محلّ. فقال السيد للعبد: اخرجْ إلى الطرق والأسيجة واضطررهم إلى الدخول حتى يمتلئ بيتي. فإني أقول لكم انه لا يذوق عشائي أحد من أولئك الرجال المدعوّين، لأن المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون.

 

قواعد اللعبة

من السهل التعامل مع مَثَل الدعوة إلى الوليمة كدرس أخلاقيّ حول الدخول إلى الملكوت، أو حول رفض اليهود للدعوة ودخول الأمم في مشروع الخلاص، وهو تفيسر غالبًا ما لاقى رواجًا عبر العصور المسيحية.

ولكن، لو دقّقنا في سياق نص هذا المثل، سنلاحظ أن كامل أحداث الإصحاح الرابع عشر من لوقا تجري في منزل أحد رؤساء الفريسيّين حيث كان يسوع مدعوًا إلى المائدة عشية السبت. وفي حركة مغايرة للمعتاد في عمليات الشفاء في السبوت، يبادر يسوع، لدى وقوع عينيه على انسان مريض بداء الاستسقاء، إلى سؤال الناموسيين والفريسيين: «هل يحلّ الإبراء في السبت؟»، وعندما يواجَه بالصمت: «أَمسكه وأَبرأَه وأَطلقه» (لوقا ١٤: ٣-٤).

وبينما كان الرب جالسًا للعشاء، لاحظ كيف كان بعض الضيوف يتنافسون على المتكآت الأولى (أماكن الشرف، التي يريدون من خلالها الالتحاق بمستواهم الاجتماعي المنشود). لذلك نصح المُضيف: «إذا صنعتَ غداء أو عشاء فلا تدع أصدقاءك ولا إخوتك ولا أقرباءك ولا الجيران الأغنياء، لئلا يدعوك هم أيضًا، فتكون لك مكافاة، بل إذا صنعت ضيافة فادعُ المساكين، والجدع، والعرج، والعمي» (١٢-١٣). واضحٌ أن هذه النصيحة لم تلق آذانًا صاغية، لأن أحد المدعوين حاول تغيير الموضوع عبر إقحامه ملاحظة روحيّة: «طوبى لمن يأكل خبزًا في ملكوت الله» (١٥). فورةٌ روحيّة صغيرة تكفي بالعادة لتغيير موضوع مُحرج. ولكن يسوع لم يكن ليسمح بتغيير الموضوع بسهولة. ففي هذه اللحظة، وبعد ملاحظة هذا الضيف مباشرة، يأتي المَثَل الذي نسمعه في قراءة صبيحة أحد الأجداد اليوم:

«إنسانٌ صنع عشاء عظيمًا» (١٦). واضحٌ أنه إنسان غنيّ، وذو مكانة اجتماعيّة مرموقة في المدينة، كالرئيس الفريسي الذي كان يسوع جالسًا للعشاء في منزله عندما قصّ هذا المَثَل. الإنسان في هذا المَثَل أَرسل الدعوات الى أصدقائه والى جيرانه الأغنياء الذين لا بد أنهم كانوا على شيء من الثروة - يمكن استنتاج ذلك من نوعيّة الأعذار التي قدّموها.

في مجتمعات «النخبة» في العالم القديم، لم يجرؤ أحد على تلبية دعوات العشاء ما لم يكن أكيدًا من أن الذين سيشاركونه المائدة هم من «النوعية المناسبة». لذلك، فالأعذار الواهية التي تقدّم بها المدعوون في هذا المَثَل هي طريقة غير مباشرة (خصوصًا عند الإنسان الشرقي!) للدلالة على عدم رضاهم من ترتيبات هذا العشاء. المدعوّ الأول الذي قدّم اعتذاره عن المشاركة هو من مالكي الأرض الموجودين في المدينة. اشترى الثاني ثيرانًا كافية لحراثة حوالى خمسة دونومات من الحقول. من غير المعقول أن يقوم أحد هؤلاء (الرجال الشرقيين) بهكذا اسثمار من دون تفتيش ومفاصلة دقيقين قبل إتمام الصفقة. لذلك، فالعذران الأوّلان يبدوان سخيفين بشكل واضح!

هل من الممكن التصوّر أن الضيوف استعملوا هذه الأعذار لكي يموّهوا صدّهم المتعمَّد لصاحب الدعوة، فابتدأ الجميع برأي واحد يستعفون؟ هذا الإنسان كان قد دعا (لا بل أَلزم) أناسًا من خارج دائرة النُخبة بشكل واضح. بفعله هذا، كسر صاحب الدعوة العُرف الاجتماعيّ. لم يعُد موثوقًا به في دائرة مجتمع النخبة. لقد كسر قواعد اللعبة!

قد يعترض القارئ بأن المُضيف فعَلَ ذلك بعد أن رفض المدعوّون الحضور. أجل، ولكن المَثَل نفسه يُظهر استعداده الفوريّ لدعوة «المساكين والجُدع والعُرج والعُمي» (٢١)، ما يعطي إشارات على عدم التزامه بقواعد الشبكة الاجتماعية. من الممكن أنه كانت لدى المدعوّين شكوك حول التزام صاحب الدعوة بقواعد اللعبة، وما كان من تصرفّه الأخير إلا أن أكّد مخاوفهم. في المحصّلة، وضع نفسه خارج دائرتهم الاجتماعية. ولكنه وضع نفسه في دائرة أكبر، دائرة أوسع هي من صُنع الله نفسه.

يبدو عذر الرجل الثالث منطقيًا للوهلة الأولى، فهو منسجم مع تعليم الشريعة: «إذا اتخذ رجلٌ امرأة جديدة، فلا يخرج في الجند، ولا يحمل عليه أمر ما. حرًا يكون في بيته سنة واحدة، ويسرّ امرأته التي أَخذها» (التثنية ٢٤: ٥). ولأن في مجتمع الشرق القديم، دعوات العشاء كانت تفرّق بين الرجال والنساء، نرى أن هذا المدعوّ أحسن استعمال الشريعة في اعتذاره. ولكنه ركّز بشكل فاضح على مظلومية التمييز بين المرأة والرجل.

تاليًا، ومباشرة بعد إعلان صاحب الدعوة بـ«أنه ليس واحد من أولئك الرجال المدعوّين يذوق عشائي» (٢٤)، نرى يسوع مع «جموع كثيرة سائرين معه» (٢٥)، فيقول لهم: «إن كان أحد يأتي إليّ ولا يُبغض أباه وأُمه وامرأته وأولاده وإخوته وأخواته، حتى نفسه أيضًا، فلا يقدر أن يكون لي تلميذًا» (٢٦). علينا وضع هذه الأقوال في سياق هذا المَثَل عينه: لكي تكون تلميذًا للرب يسوع، عليك أن تخرج من «الدائرة» الضيقة التي اعتدت عليها. عليك أن تتحرك نحو الجماعة التي يصنعها يسوع باستمرار. إن مَثَل الدعوة الى الوليمة هو في العمق عن الجماعة (الكنيسة) كما يؤكد بولس الرسول في رسالة اليوم: «حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ، لا ختان ولا قلف، لا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبدٌ ولا حُرّ، بل المسيح هو كل شيء وفي الجميع» (كولوسي ٣: ١١).

لا يتكلّم المَثَل عن خروجنا الى مكانٍ ما خارج العالم، بل عن مجيء الله الى الأرض ليبحث عنا. «السيد» في هذا المثَل يرمز الى الله، و«العبد» المُرسل ليجمع المدعوّين الى الوليمة هو المسيح الذي أتى ليطلب الضالّين والمرذولين. لذلك رتّبت الكنيسة هذا النص في زمن التهيئة للميلاد في الأحد الثاني قبل العيد، لأن الله أظهر ذاته في مجيء المسيح ليُبطل كل الأعذار، كما يشرح بولس الرسول «إذ معرفة الله ظاهرة فيهم، لأن الله أظهرها لهم لأن أموره غير المنظورة تُرى منذ خلق العالم مدرَكة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته، حتى إنهم بلا عذر» (رومية ١: ١٩-٢٠).

الاجتماع الإفخاريستيّ (القداس) هو الجماعة الجديدة التي أتى المسيح لجمعها في وليمة عشاء الجماعة حيث لا جدران ولا فواصل، لا أَوّلون ولا آخِرون…

عند مشاركتك في قداس جماعتك، انظر حولك، لقد أَخرجك المسيح من «دائرتك» الضيقة المعتادة. أدخلك في «دائرة» الجماعة «فلستم إذًا بعدُ غرباء ونُزلاء، بل رعية مع القديسين وأَهلِ بيت الله» (أفسس ٢: ١٩).

فهل لديك «أعذار» قديمة بعد؟ ردّد مع بولس: «من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشدّة أَم ضيق أَم اضطهاد أَم جوع أَم عُري أَم خطر أَم سيف؟… لا موت ولا حياة، ولا ملائكة ولا رؤساء ولا قوات، ولا أمور حاضرة ولا مستقبلة، ولا علوّ ولا عُمق، ولا خليقة أُخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا» (رومية ٨: ٣٥؛ ٣٩).

دعوة الرب موجّهة إليك لكي تكسر قواعد اللعبة التي اعتدتها في حياتك القديمة، لكي تدخل في جماعته هو وتصير من أهل بيت الله.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: الأجداد

التلميذ: من هم الأجداد الذين نُعيّد لهم اليوم. ضحك عليّ جدّي لمّا عايدتُه، وقال هؤلاء أجداد المسيح. أليس المسيح ابن الله؟ كيف يكون له أجداد؟

المرشد: كتب الإنجيليون عن أجداد يسوع المسيح بالجسد ليبيّنوا انه لما أخذ جسدًا من أُمّه مريم حمل البشرية كلّها، وعدّدوا الأسماء منذ إبراهيم (عند الإنجيلي متّى ١: ١-٢٥، وهو النص الذي سنقرأه في الأحد القادم الذي يُسمّى أحد النسبة وهو الأحد الذي يقع قبل عيد الميلاد مباشرة).

 

التلميذ: هل نجد نسب يسوع عند الإنجيلي متى فقط؟

المرشد: لا فقد ذكر الإنجيلي لوقا نسب يسوع أيضًا. تكلّم الإنجيلي متى ابتدأ من إبراهيم ليؤكد ان المسيح من نسل يهوديّ وهو المُنتَظر. قُلت لك سابقًا ان متّى وجّه إنجيله إلى اليهود. أما الإنجيلي لوقا فلم يتوقف عند إبراهيم، بل صعد إلى آدم (٣: ٢٣-٢٨) ليبيّن ان يسوع المسيح سليل الإنسانية جمعاء وليس فقط سليل العبرانيين. وان الخلاص بيسوع المسيح هو لكل البشرية، والإنجيلي لوقا توجَّه إلى المؤمنين من أصل غير يهوديّ أيضا.

 

التلميذ: طبعًا أجداد المسيح قديسون.

المرشد: لا. من بينهم قديسون، ومن بينهم خطأة قتلة وزُناة. يمكن ان نفهم ان المسيح أراد أن يرتبط بشريا بأولئك جميعًا. أراد ان يحمل خطايا البشر ويتجاوزها.

 

التلميذ: كل هؤلاء من العهد القديم؟

المرشد: نعم. الأجداد آباء وأنبياء من العهد القديم تفرح الكنيسة بذكرهم كما نرتل في الصلوات. هل تعرف شخصيات العهد القديم، أَم انك مثل أكثرية الناس صرت غريبًا عنهم؟ هل تعرف، كما يقول أحد الآباء المعاصرين، ان يسوع المسيح حاضر، ولو بطريقة مستترة، في كل فصول العهد القديم، في الأنبياء الذين نقول ان الروح القدس ناطق فيهم. فلنطلب إلى ربنا ان يفتح أذهاننا لرسالة العهد القديم، وان يعلمنا كما علّم تلميذَي عمواس: «يا قليلي الفهم وبطيئي القلب في الإيمان لكل ما أَعلنَه الأنبياء...» (لوقا ٢٤: ٢٧).

 

القديس اسبيريدون

كان القديس اسبيريدون راعي غنم في قبرص وكان بسيطا، نقي القلب، محبّا، وديعًا، كريما، يعيش فعلا حسب الإنجيل. تزوّج ورُزق بابنة، ثم توفيت زوجته ثم ابنته. ذاع اسمه في قبرص حتى اختاره المؤمنون في بلدة تريميثوس أُسقفا عليهم. لم تُغيّر الأسقفية من طريقة عيش القديس شيئا، فاستمرّ راعيا للأغنام ولأبناء أبرشيته الصغيرة الفقيرة.

عانى من اضطهاد الإمبراطور الروماني للمسيحيين، فاعترف بالمسيح وفقد عينه اليمنى وقُطعت أوصال يده اليسرى وحُكم عليه بالأشغال الشاقة في المناجم. اشترك في المجمع المسكوني الأول (نيقية ٣٢٥). سيرته في كتاب السنكسار مملوءة بقصص محبته للفقراء ورحمته وعجائبه. رقد سنة ٣٤٨. رفاتهغيز بالية، وهي محفوظة في جزيرة كورفو اليونانية.

تعيّد له الكنيسة في ١٢ كانون الأوّل.

اليكم إحدى القصص عنه ذكرها المؤرخ سوزومينوس في مطلع القرن الخامس الميلادي: حاول بعض اللصوص سرقة أغنامه ليلا، فمنعتها يد خفيّة وسمّرتها في مكانها. ولما أطلّ الصباح اكتشف القديس اسبيريدون اللصوص. صلّى وحلّهم من رباطهم وأطلقهم بعد أن زوّدهم بأحد كباشه، وقال لهم انه لم تكن هناك ضرورة ليسرقوا ليلا، كان بإمكانهم أن يحصلوا على ما يريدون دون ارتكاب خطيئة تُعرّض أنفسهم للهلاك. فلو طلبوا منه لأعطاهم!

 
Banner