Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2017 العدد ٦: ارحمني أنا الخاطئ
العدد ٦: ارحمني أنا الخاطئ Print Email
Sunday, 05 February 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٥ شباط ٢٠١٧ العدد ٦ 

أحد الفريسي والعشار / القديسة الشهيدة أغاثي

logo raiat web

كلمة الراعي

ارحمني أنا الخاطئ

اقتبست الكنيسة هذا المثَل من إنجيل لوقا لتُدخلنا في موسم التوبة. حكى يسوع عن فريسيّ، والفريسيون جماعة كانت تفتخر بمحبتها لله وكانت تستكبر. جاء يسوع ليضرب المستكبرين ولو كانوا طاهرين. الكبرياء تُلغي كل طهارة. استكبر الفريسي على العشّار. أنتَ لا تدّعي التقوى بل تعتبر نفسك دنسًا حتّى آخر رمق من حياتك. لا تقدر أبدًا أن تعتبر نفسك قديسا. الله يرى القديسين.

لا تقدر ان تفتخر بشيء أبدًا لأنك إن عملتَ صالحًا فهذا من الله، من نعمته، ليس لك فضل. الشيء المتروك لنا هو أن نقول «اللهم ارحمني أنا الخاطئ». ما من قديس ارتفع أبدًا إلى مرتبة القداسة لأنه ظنّ انه شيء. كل قديس يعتبر نفسه آخر الناس. لا تقدر ان تفتخر، لأن هذا من الله، النعمة جعلتك قديسًا.

لا تقدر ان تقول لله: أنا بنيت كنائس ومستشفيات وعلّمت الأيتام. أنتَ تقول لله: انني لست شيئا، وتحسّ انك لا شيء. إن كنتَ واعيًا روحيا، تعتبر نفسك خاطئا. القديسون كانوا يعتبرون أنفسهم خطأة. «ارحمني أنا الخاطئ» هي الكلمة الوحيدة التي نقدر أن نقولها لله. عندما تعتبر نفسك ترابًا، تصير شيئًا. الله يرفعك. الله صديق المتواضعين، ولا يحب المتكبّرين.

يقول كثيرون انهم من عائلة شريفة وتقيّة. ما هذا! الله يعرف القلوب والكلى، «فاحص القلوب والكلى» بعدل. وأنت لا تعرف شيئًا. تعرف شيئا واحدا أنك خاطئ. الشيء الوحيد الواضح في حياتنا أن نعرف اننا خطأة.

كنت أَسمع دائمًا في المجتمعات الأرثوذكسية: اننا جيدون وصالحون. يفتخر الناس لأنهم سخفاء، غير محبّين لله ولا يعرفون خطاياهم. «ارحمنا نحن الخطأة» هو الشيء الوحيد الذي نعرفه.

إذا دخلنا في موسم التوبة لا بد لنا ان ننظر إلى سقطاتنا ودنَسنا ونعرف اننا آخر الناس. من لا يعرف نفسه انه آخر الناس يحتاج إلى خُطى عظيمة حتى يقرُب الى المسيح. سنُعمّق توبتنا ونُدرك أننا خاطئون. هذا هو الأمر الوحيد الذي نعرفه عن أنفسنا: اننا خطأة.

وهكذا نسير إلى التوبة. ما معنى التوبة؟ التوبة هي الرجوع. التوبة ان نترك الخطايا التي نحن غارقون فيها. عرفتُ في حياتي خطأة يحبّون خطاياهم. الزاني يحب الزنى كثيرا. الكاذب يحب الكذب كثيرا. كل إنسان يحب خطيئته. بعض الناس يتوبون. عسى ان نتوب جميعًا بالعمق. هل وقف أحد منكم قبل ان ينام وقال لله: «أنا لست شيئا، أنا تافه»؟ إن لم تصلوا إلى هذا الحدّ وتفكّروا هكذا، تكونون ما زلتم بعيدين. إذا لمحتم أن عندكم شيئا جيدا، قولوا: ربُّنا أَعطاني إياه.

التوبة الحقيقية بالعمق ان تكون عيناك شاخصتين إلى يسوع في كل حين، لا ترى غيره، ولا تعرف غيره، ولا تحب غيره. إذا وصلنا إلى هذه الدرجة، إلى أن نُسلم أنفسنا اليه، أن لا نرى غيره في الوجود، نكون قد فهِمنا كل شيء، ويكون الله أَحبَّنا كثيرا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢تيموثاوس ٣: ١٠-١٥

يا ولدي تيموثاوس، إنّك قد استقريتَ تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في أنطاكية وإيقونية ولسترة، وأيّة اضطهادات احتملتُ وقد أنقذني الربّ من جميعِها، وجميعُ الذين يريدون أن يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهَدون. أمّا الأشرار والمُغوُون من الناس فيزدادون شرًّا مُضِلّين ومُضَلّين. فاستمرّ أنت على ما تعلّمته وأَيقنتَ به، عالمًَا ممّن تعلّمت، وأنّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدّسة القادرة أن تُصيّرك حكيمًا للخلاص بالإيمان بالمسيح يسوع.

 

الإنجيل: لوقا ١٨: ١٠-١٤

قال الرب هذا المَثَل: إنسانان صعدا إلى الهيكل ليُصلّيا، أحدهما فرّيسيّ والآخر عشّار. فكان الفرّيسيّ واقفًا يصلّي في نفسه هكذا: «أللهمّ إنّي أَشكرُك لأني لستُ كسائر الناس الخَطَفة الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا العشّار، فإنّي أصوم في الأسبوع مرّتين، وأُعشّر كلّ ما هو لي». اما العشّار فوقف عن بُعدٍ ولم يُردْ أن يرفع عينيه إلى السماء، بل كان يقرع صدره قائلا: «أللهمّ ارحمني أنا الخاطئ». أقول لكم إنّ هذا نزل إلى بيته مبرّرًا دون ذاك، لأنّ كل مَن رفع نفسه اتّضع، ومَن وضع نفسه ارتَفَع.

 

مثل الفرّيسيّ والعشّار

اليوم، أحد الفرّيسيّ والعشار، يبدأ زمن «التريودي» الذي ينتهي يوم السبت العظيم. والتريودي، وهو اسم الكتاب الذي تستعمله الكنيسة في صلواتها اليوميّة، يحمل في طيّاته أجمل ما كُتب عن معاني الصوم والصلاة ومقاصدهما. كما يتحدّث الكتاب مليًّا عن أهمّيّة التوبة التي ينبغي بالمؤمنين أن يمارسوها يوميًّا، التوبة التي بدونها لا معنًى لا للصلاة ولا للصوم ولا لأيّ عبادة أخرى. من هنا تبدأ الكنيسة اليوم في صلاة السحر بتلاوة الترنيمة التي ترافقنا الصوم كلّه: «إفتح لي أبواب التوبة يا واهب الحياة، لأنّ روحي تبتكر إلى هيكل قدسك آتيًا بهيكل جسدي مدّنَسًا بجملته، لكن بما أنّك متعطّف نقّني بتحنّن مراحمك». بدء الصوم ونهايته التوبة.

لا نجد في كتاب التريودي تفسيرًا منهجيًّا للنصوص الإنجيليّة، ومنها نصّ الفرّيسيّ والعشّار، بل دروسًا وإرشادات عمليّة تنفع المؤمنين في حياتهم الروحيّة لبلوغ الخلاص. هنا في قراءات اليوم عن مثل الفرّيسيّ والعشّار نجد إصرارًا على إبراز أهمّيّة التواضع طريقًا تمهيديًّا للوصول إلى التوبة، إذ لا توبة من دون تواضع، وبخاصّة أنّ أمّ الخطايا كلّها وفق التراث الآبائيّ ليست سوى الكبرياء. ففي صلاة الغروب ترتل الكنيسة هذه الترنيمة: «لا نصلِّ يا إخوة كالفرّيسيّ لأنّ مَن يرفع ذاته يتّضع. فلنتذلّل أمام الله متّضعين، وبواسطة الصيام نهتف هتافًا كالعشّار قائلين: اللّهم اغفر لنا نحن الخطأة». فمَن لا يتواضع لا يمكنه رؤية عيوبه ورذائله وخطاياه، وتغدو التوبة والعودة إلى الله دونها عراقيل جمّة.

تدعونا الترانيم التريوديّة الخاصّة بالفرّيسيّ والعشار إلى ضرورة الاقتداء بالربّ يسوع الذي أرانا التواضع عبر سيرته وأفعاله. فنقرأ في صلاة السحر هاتين الفقرتين: «إنّ الكلمة قد أبان الاتّضاع منهجًا فائق الحُسن لـمّا وضع ذاته حتّى إلى صورة عبد»، و»إنّ المخلّص والسيّد لكي يصعدنا دائمًا نحو العلوّ الإلهيّ أظهر التواضع رافعًا لأنّه رحض بيديه أرجل التلاميذ». في الفقرة الأولى إشارة إلى النشيد الذي أورده القدّيس بولس الرسول في رسالته إلى أهل فيلبّي: «المسيح الذي إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله. لكنّه أخلى ذاته، آخذًا صورة عبد، صائرًا في شبه الناس» (٢، ٦-٧). أمّا في الفقرة فإشارة إلى غسل الربّ يسوع أرجل تلاميذه عشيّة تسليمه للصلب (يوحنّا١٣، ١-١٧).

بيد أنّ هذه النصوص الخاصّة بالفرّيسيّ والعشّار، وإنْ مدحت تواضع العشّار، إلاّ أنّها أبرزت أيضًا ضرورة الاحتذاء بالفرّيسيّ من جهة احترامه للشريعة وممارسته للوصايا والتعاليم. فقد دعت هذه النصوص إلى أن نجمع ما بين حرص الفرّيسيّ على إتمام الشريعة من جهة، وتواضع العشّار وتوبته من جهة أخرى: «هلمّ أيّها المؤمنون لنبادر إلى مماثلة فضائل الفرّيسيّ وتواضع العشّار ماقتين ما وُجد سيّئًا بكليهما أعني الجهل ودنس السقطات» (صلاة السحر). هذا لا يتناقض مع خاتمة إنجيل اليوم: «إنّ العشّار نزل إلى بيته مبرّرًا دون ذاك»، ولكنّ النصّ اليونانيّ يتيح بترجمة أخرى أن نقرأ إنّ العشّار نزل إلى بيته مبرّرًا «أكثر» من الفرّيسيّ. من هنا يستعير التريودي صورة المباراة للحديث عن فوز العشّار على الفرّيسيّ: «إنّ الفرّيسيّ قد احتسب ذاته راكضًا على مركبة الفضائل إلاّ أنّ العشّار لـمّا سارع على أثره ماشيًا إذ أقرن التواضع بالخشوع، تجاوزه عابرًا».

قيل في التراث الكنسيّ عن مثل الفرّيسيّ والعشّار الكثير من التفاسير والشروحات والعظات... كلّها أشادت بالتواضع الذي أظهره العشّار في وقوفه في حضرة الله، وعدم النظر في سوى خطاياه دون غيره من الناس. يقول المغبوط أغوسطينُس أسقف عنّابة (+٤٣٠): «ما أنجع دواء التوبة وما أجداه. إنّ الذين يتذكّرون أنّهم بشرٌ يفهمون ذلك. لقد كُتب: إنّ الله يصدّ المتكبّرين، ويُنعم على المتواضعين. العشّار جاء إلى الطبيب. فمن الأجدى أن يعترف بسقطاته، بدلاً من كتمانه لجروحه وتجاسره على الابتهاج بندوب الآخرين. ليس غريبًا أن ينصرف العشّار مبرورًا، لأنّه لم يخجل من أن يكشف عن مواطن ذاته». عندما يأتي المريض إلى الطبيب، لا يحدّثه عن أمراض الآخرين بل عن أمراضه هو، كي يصف له الطبيب العلاج فيشفى ولا يموت. أمّا إذا عرض له أمراض الآخرين فسيموت بمرضه وتذهب زيارته هباء.

يوجز القدّيس باسيليوس الكبير أسقف قيصريّة كبادوكية (+٣٧٩) الدروس والعبر التي يتضمّنها مثل الفرّيسيّ والعشّار، بقوله في إحدى مواعظه عن التواضع: «إنّ الفرّيسيّ الثقيل الذي ذهب بنفسه مذهب الكبر والخيلاء، وأدان العشّار بمحضر من الله أضاع بذنب الكبرياء برّه. نزل العشّار إلى بيته مبرورًا لأنّه مجّد الله القدّوس، ولم يجرؤ على أن يرفع عينيه، بل ابتغى الرحمة. أدان نفسه بوقفته وبقرعه صدره، وبابتغائه الرحمة. غنّ الفرّيسيّ المتجبّر أضاع برّه وخسر مكافأته بإعجابه بنفسه. خُفض أكثر من المتواضع الآثم، لأنّه، بامتطائه ظهر التيه، لم ينتظر حكم الله، بل أعلنه بنفسه. لا ترفع نفسك، أيّها الإنسان، فوق أيّ شخص آخر، حتّى فوق كبار الأثمة. كثيرًا ما يخلّص التواضع الآثم المرتكب المعاصي الكثيرة والعظيمة».

 

برنامج «محبة»

- صباح الخير سيدتي، كيف يمكنني مساعدتك؟

- أَودّ تحميل برنامج «محبة». هل تساعدني؟

- طبعا. مستعدة للتحميل؟

- نعم. لكني لا أعرف شيئا عن البرمجة. كيف أبدأ؟

- المرحلة الأولى: افتحي قلبك. هل وجدتِ قلبك؟

- نعم وجدتُه. لكن هناك تطبيقات اخرى تعمل فيه. هل أَستمرُّ في تحميل «محبة»؟

- لنرى. ما هي التطبيقات التي تعمل حاليا في قلبكِ؟

- أرى فيه «الجروح من الماضي» و«قلة اعتبار الذات» و«الحقد» و«الغضب»...

- بسيطة. إن تحميل برنامج «محبة» سيحذف تدريجيا «الجروح من الماضي»، وأثناء تحميل «محبة» سيحلّ تطبيق «اعتبار أفضل للذات» محل «قلة اعتبار الذات». لكن عليك بالضرورة أن تُقفلي أنت ملفَّي «الحقد» و«الغضب» لأنهما قد يمنعان برنامج «محبة» من العمل.

- موافقة. لكن كيف أُقفلهما؟

- اذهبي إلى القائمة الرئيسية، وابحثي عن تطبيق «المسامحة». افتحيه واجعليه ينظّف قلبك ويلغي منه  «الحقد» و«الغضب». هذا مهم جدا.

- محَوتُ «الحقد» و«الغضب». ها إن برنامج «محبة» بدأ يعمل آليّا. هل هذا طبيعيّ؟

- نعم. انه مبرمج للتحميل فور إلغاء «الحقد» و«الغضب». ستظهر أمامك الآن رسالة تسأل إذا كنت تريدين التطبيق «محبة طول الحياة». هل استلمت الرسالة؟

- نعم استلمتُها وأَجبتُ «نعم». هل يعمل التطبيق الآن؟

- نعم. لكن تذكري أن برنامج «محبة» هو برنامج مشاركة. عليك الاتصال بقلوب اخرى للتأكد من انه يعمل جيدا. وأَعلِميني بكل طارئ.

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: المتكبّر والمتواضع

التلميذ: هل تشرح لي من هما الفريسي والعشار اللذان يتكلم عنهما الإنجيل، وما علاقتنا نحن بهما؟

المرشد: تقرأ لنا الكنيسة هذا المَثل الإنجيليّ اليوم لتُدخلنا في فترة التهيئة للصوم ولتُعلّمنا ان أعظم فضيلة هي التواضع. يسوع يُعلّم بالأمثال، أي انه يحكي قصة نتعلّم من مغزاها. كلّمَنا عن رجلين ذهبا إلى الهيكل ليصلّيا. غاية الإثنين جيّدة وهي الصلاة. انهما من المؤمنين المداومين على الصلاة. مغزى القصة أن المتواضع الذي لم يطلب سوى رحمة الله رجع إلى بيته مُبَرَّرا، والمتكبّر الذي لم يتكلّم الا عن نفسه لم تُسمَع صلاته.

 

التلميذ: ولكن من هما الفريسيّ والعشّار؟

المرشد: شخصيتان اختارَهما يسوع من المجتمع الذي حوله ليفهم السامعون بشكل أفضل خطأ الفريسيّ المتكبر وأهمية تواضُع العشار: الفريسيّ يهوديّ ينتمي الى جماعة تفتخر بطبيق الشريعة اي التعاليم الإلهية حرفيا، وهو من كبار القوم. اما العشّار، أي جابي الضرائب، فينتمي إلى فئة من الناس من طبقة دنيا متّهمة بالسرقة. انظر حولك، لا شك انك ستجد أمثلة تشبه كل واحد منهما: شخص غنيّ، مثقّف، ذو مركز مرموق، ليس سيئا بالكلية، لكنه يركّز على نفسه. وآخر فقير من طبقة اجتماعية متدنّية... وتُكمّل القصة دون ان تدين أحدا.

التلميذ: قلتَ ان الفريسي ليس سيّئًا. لماذا؟

المرشد: ليست صلاة الفريسي سيّئة بالكلية، فهو يصلّي ويصوم ويتصدّق، ولا يدّعي أن له الفضل وحده في كل ما يصنع من أعمال صالحة، بل يشكر الله عليها. لكنه يخطئ من ناحيتين: أولاً، ينقصه الندم والتواضع، وكأنه لا يعي أنه مقصّر ككل البشر. وثانيا، يُقابل نفسه بالعشّار ويحتقره ويتكبّر عليه.

التلميذ: والعشّار، لماذا هو أحسن من الفريسي؟

المرشد: لأنه يعترف بأنه خاطئ ولا يجسر أن يرفع رأسه، وهذه وضعيّة جسدية للتواضع، وأيضا لأنه لا ينظر إلى نفسه بل يلتمس رحمة من الله. يعتقد الكل أن العشار تبرَّر لانه اعترف بأنه خاطئ ووقف باتضاع أمام الله. لكن هناك أكثر من ذلك: صلاته نداء ملؤه الثقة بالله «يا الله ارحمني أنا الخاطئ». أظنّ ان هذا ما يطلبه يسوع من كل واحد منا.

 

التلميذ: ونحن كيف ينطبق هذا المثل علينا؟

المرشد: المطلوب منا أن نعترف بخطايانا ونضع ذواتنا أمام الله ممتلئين ثقة بحنانه ورحمته، ونقول مع العشّار: يا الله ارحمني أنا الخاطئ. أودّ أخيرا أن أَلفتك إلى أن الصلوات الكنسيّة لهذا الأحد تتمحور كلها حول إنجيل الفريسي والعشار، وتُعلّمنا كيف نتصرّف مثلا: «لنهرُبنّ من كلام الفريسيّ المتشامخ، ونتعلّم بالتنهّدات تواضُع العشّار، هاتفين إلى المخلّص: اغفر لنا أيها الحَسَنُ المصالحة وحدك».

 

موسكو

اجتمعت في ٢٣ كانون الثاني في كنيسة المسيح المخلّص في موسكو الهيئة المجمعية للكنيسة الروسية برئاسة البطريرك كيريل. على جدول أعمال الهيئة: دراسة تقرير البطريرك والمواضيع التي يمكن أن تبحثها الهيئة، مناقشة مشروع نظام الأديار، مناقشة نص مشروع حول النواحي القانونية في الزواج الكنسي.

الهيئة المجمعيّة هي جهاز استشاريّ لبطريركية موسكو. ضمن نطاق عمله إعداد القرارات المختصّة بحياة الكنيسة الداخلية ونشاطها الخارجي. كما أن الهيئة تبحث القضايا اللاهوتية، والإدارة الكنسية، والحق الكنسي، والليتورجيا، والعمل الرعائي، والتعليم الديني، والإحسان، وعلاقات الكنيسة والمجتمع، والكنيسة والدولة، والعلاقات مع المذاهب والأديان الأخرى.

Last Updated on Tuesday, 31 January 2017 16:37
 
Banner