Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2017 العدد ٢٢: آباء المجمع الأوّل
العدد ٢٢: آباء المجمع الأوّل Print Email
Sunday, 28 May 2017 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٨ أيّار ٢٠١٧ العدد ٢٢ 

الأحد السادس بعد الفصح

آباء المجمع المسكونيّ الأوّل

logo raiat web

كلمة الراعي

آباء المجمع الأوّل

أرادت الكنيسة اليوم، في هذا الأحد المُعتَرض بين عيدي الصعود والعنصرة، أن تقيم ذكرى الآباء الذين اجتمعوا في المجمع المسكونيّ الأوّل السنة ٣٢٥. هذا الحدث غاية في الأهمّيّة لأنّ هؤلاء الآباء قد أقرّوا دستور الإيمان، أو القسم الأكبر منه، وأعلنوا المسيح إلهًا خالقًا، نورًا من نور، إلهًا حقّ من إله حقّ، مولودًا من أبيه منذ الأزل، غير مخلوق. أعلنوا ذلك لأنّ كاهنًا من الإسكندريّة يُدعى آريوس علّم أنّ المسيح لم يكن منذ الأزل ولكنّه خُلق خلقًا كما يُخلق الناس. وقد نبّهتنا رسالة اليوم إلى أنّ المؤمنين يجب أن يتجنّبوا التعاليم الفاسدة والهراطقة الذين يعلّمون كلامًا باطلاً.

خضَّ هذا التعليم الكنيسة خضًّا كبيرًا واجتمع الآباء القدّيسون بدعوة من قسطنطين الملك ليعلنوا إيمان كنائسهم وشهادتها بأنّ المسيح غير مخلوق، وأنّه قائم منذ الأزل في أحضان الآب قبل أن يولد من البتول، وقبل أن يكون العالم هو كائن. «به العالم كُوّن وبغيره لم يكن شيء ممّا كوّن» (يوحنّا ١: ٢). فيه كانت الحياة أي أنّه سابق للحياة.

اليوم، كما حصل في كلّ العصور، تتكرّر هذه التعاليم وتأتيكم شيعًا مستوردة من الغرب لتجدّد القول إنّ المسيح ليس إلهًا، وأشهر هذه الشيع شهود يهوه الذين يقولون إنّ المسيح ليس إلهًا وإنّه مخلوق.

واجهت الكنيسة هذا التعليم الخاطئ بفكرة بسيطة قالها القدّيس أثناسيوس الكبير في مجمع نيقية، وأظهرها في كتاباته لاسيّما في كتابه الشهير «في تجسّد الكلمة» إذ قال: إنّ الذي عُلّق على الصليب ينبغي أن يكون إنسانًا لأنّه لو لم يكن إنسانًا، أي لو شُبّه لهم على أنّه إنسان أو كان خيالاً فقط، لو لم يكن المصلوب إنسانًا لما مات أحد على الصليب، ولما افتُدينا وكنّا بعد في خطايانا. لأنّ الإنسان كيف يفتدي الإنسان؟ كيف الإنسان يخلّص الإنسان؟

انطلق آباؤنا من هذا الأمر البسيط أنّنا مُخَلّصون، وحتّى يكون خلاصنا حقيقيًّا ينبغي أن يكون هذا المُعلّق على الصليب إلهًا وإنسانًا في آن واحد، إلهًا يفعم الخلاص وإنسانًا يتلقّى الموت. هذا ملخّص الإيمان المسيحيّ وينبغي أن نتمسّك به. جوابنا على الهراطقة بسيط: أن لم يكن المسيح إلهًا فالخلاص لم يحصل.

الآباء الذين اجتمعوا في نيقية من كلّ أنحاء المسكونة، وعلى الأخصّ من أنحاء الشرق، عُذّبوا من أجل المسيح. لم يكونوا اختصاصيّين في اللاهوت، كان بعضهم فهيمًا وأكثرهم لم يكن كذلك من الناحية العلميّة.  لم يأتوا بنظريّات علميّة لكنّهم أتوا بشهادة الدم التي على أجسادهم. الأمر العظيم فيهم أنّهم تألّموا جميعًا في سبيل المسيح. معظمهم كانوا أساقفة في زمن اضطهاد المسيحيّين وكثير منهم كانوا يحملون آثار التعذيب في أجسادهم. تعلمون أنّ حرّيّة الدين المسيحيّ في الأمبراطوريّة الرومانيّة أُعلنت السنة ٣١٣ وعُقد المجمع المسكونيّ الأوّل السنة ٣٢٥ أي بعد ١٢ سنة.

عندما نعلن مثل آباء نيقية أنّنا نؤمن بالمسيح الظافر الصاعد الجالس عن يمين الآب، فإنّنا نقول إنّنا مفديّون وإنّنا محبوبون. ونعلم أنّ ربّنا هنا الآن معنا وفي وجودنا وأنّنا ملتصقون به، ونعلم أنّنا ذاهبون إليه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢٠: ١٦-١٨ و٢٨-٣٦

في تلك الأيّام ارتأى بولس أن يتجاوز أفسس في البحر لئلاّ يَعرُض له أن يُبطئ في آسية، لأنّه كان يعجّل حتّى يكون في أورشليم يوم العنصرة إن أمكنه. فمن ميليتُس بعث إلى أَفسس فاستدعى قُسوس الكنيسة، فلمّا وصلوا إليه قال لهم: احذَروا لأنفسكم ولجميع الرعيّة التي أَقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسـة الله التي اقتناها بدمه. فإنّي أعْلم هذا أنّه سيدخل بينكم بعد ذهابي ذئاب خاطفة لا تُشفِق على الرعيّة، ومنكم أنفسكم سيقوم رجال يتكلّمون بأمور ملتوية ليجتذبوا التلاميذ وراءهم. لذلك اسهروا متذكّرين أَنّي مدّة ثلاث سنين لم أَكْفُفْ ليلاً ونهارًا عن أن أَنصح كلّ واحد بدموع. والآن أستودعكم يا إخوتي اللهَ وكلمةَ نعمته القادرة على أن تبنيكم وتمنحكم ميراثًا مع جميع القدّيسين. إنّي لم أَشتهِ فضّةَ أحدٍ أو ذهبه أو لباسه. وأنتم تعلمون أنّ حاجاتي وحاجات الذين معي خدمَتْها هاتان اليَدان. في كلّ شيء بيّنتُ لكم أنّه هكذا ينبغي أن نتعب لنساعد الضعفاء وأن نتذكّر كلام الربّ يسوع. فإنّه قال «إنّ العطاء هو مغبوط أكثر من الأخذ». ولمّا قال هذا جثا على ركبتيه مع جميعهم وصلّى.

 

الإنجيل: يوحنّا ١٧: ١-١٣

في ذلك الزمان رفع يسوع عينيه إلى السماء وقال: يا أبتِ قد أتت الساعة، مجِّد ابنَك ليُمجّدَك ابنُك أيضًا، كما أعطيتَه سلطانًا على كلّ بشر ليُعطي كلّ من أعطيتَه له حياة أبديّة. وهذه هي الحياة الأبديّة أنْ يعرفوك أنت الإله الحقيقيّ وحدك والذي أرسلتَه يسوع المسيح. أنا قد مجّدتك على الأرض، قد أَتممتُ العمل الذي أعطيتني لأعمله. والآن مجِّدْني أنت يا أبتِ عندك بالمجد الذي كان لي عندك من قبل كون العالم. قد أعلنتُ اسمَك للناس الذين أعطيتَهم لي من العالم. هم كانوا لك وأنت أعطيتهم لي وقد حفظوا كلامك. والآن قد علموا أنّ كلّ ما أعطيتَه لي هو منك، لأنّ الكلام الذي أعطيتَه لي أعطيتُه لهم، وهم قبلوا وعلِموا حقًّا أنّي منك خرجتُ وآمنوا بأنّك أرسلتني. أنا من أجلهم أسأل، لا أسأل من أجل العالم بل من أجل الذين أعطيتَهم لي لأنّهم لك. كلّ شيء لي هو لك وكلّ شيء لك هو لي وأنا قد مُجّدت فيهم. ولستُ أنا بعد في العالم، وهؤلاء هم في العالم، وأنا آتي اليك. أيّها الآب القدّوس احفظهم باسمك الذين أَعطيتهم لي ليكونوا واحدًا كما نحن. حين كنتُ معهم في العالم كنتُ أَحفظهم باسمك. إن الذين أعطيتَهم لي قد حفظتُهم ولم يَهلك منهم أحد إلاّ ابن الهلاك ليتمّ الكتاب. أمّا الآن فإنّي آتي اليك. وأنا أتكلّم بهذا في العالم ليكون فرحي كاملاً فيهم.

 

كلمة الله

من مقتضيات الالتزام المسيحيّ أن يرتبط الإنسان بكلمة الله ارتباطًا يوميًّا.

قلنا، هنا، مرارًا، إنّ الإنسان المسيحيّ يحيا وفق ما يجده في كنيسته (أو ما تمارسه كنيسته). إن كانت الكنيسة تقرأ كلمة الله في عبادتها، فهذا يعني أنّ من شأن المؤمن أن يتّكئ على الكلمة في بيته. هذه قاعدة للحياة، بل قاعدة الحياة. إنّها أساسٌ مثلَ الطعام والشراب. إن كنّا نأكل ونشرب لنتغذّى في كلّ يوم، فينبغي لنا أن نغذّي نفوسنا في قراءة كلمة الله، في كلّ يوم. لا يمكن أن يحيا الإنسان بعيدًا من الكلمة.

أعرف أنّ كثيرين، ممّن يقرأون هذه السطور، سيعتقدون أنّها تخصّ المكرَّسين في الجماعة من أساقفة وكهنة وشمامسة ورهبان وراهبات. هذا خطأ تسرّب إلينا من هذا الفصل الغريب، (الذي لم نخترعه نحن)، بين الإكليروس والعلمانيّين. لا شكّ في أنّ كلمة الله تخصّ المكرَّسين الذين ذكرتُهم. لكنّها، في الآن عينه، تخصّنا جميعًا نحن الذين نسبَنا اللهُ إليه في معموديّتنا. إنّها كلمته إلينا أيضًا بالقوّة عينها التي هي كلمته إلى الإكليروس. فنحن ليس عندنا طبقة معلِّمين وطبقة متعلِّمين. كلُّنا اللهُ معلّمُنا (يوحنّا ٦: ٤٥).

هذا يفترض أن يكون لكلّ واحد منّا كتابه المقدّس الخاصّ، أي نسخة منه يقرأ فيها وحدها في كلّ يوم. فالكتاب معرفته. وإن اعتمدنا نسخةً لقراءة الكلمة، لا نعتادها فقط أو نحفظ الكلمات كما هي فيه فحسب، بل، أيضًا، نقدر على حفظ الأسفار والإصحاحات ومواضع الآيات بما يساعدنا على أن نرجع إلى ما يعوزنا منها عندما نريد. هذه من ضرورات العلاقة الشخصيّة بالكلمة (التي نحتاج إليها في أوقات تعنينا)، وتاليًا من ضرورات الشهادة لله أو الدفاع عن الحقّ، إن هاجم الحقَّ أمامنا أشخاصٌ مغرضون.

ثمّ للكلمة معانيها. هذه الوحدة، التي أظهرناها بين الإكليروس والعلمانيّين، تختصّ بفهم تعاليمنا أيضًا. كلّ منّا مسؤول عن وضوح الكلمة في عالمٍ لا يريحه مثل أن يغلق عينيه على غموض الجهل. هذا يفترض أن نمتلك كتابًا مقدّسًا بتعريبات متنوّعة. هذه التعريبات نعود إليها إن صعب علينا أمر في كتابنا الذي نقرأ فيه، أو إن أردنا أن نستزيد في كشف معاني فصل من فصوله. الذين لا يعرفون أن يقرأوا الكتاب المقدّس باللغات التي وُضع فيها (اليونانيّة مثلاً)، يساعدهم على الفهم ما نقترحه هنا. هذا يجب أن نضيف إليه أنّ المؤمن من شؤونه أن يلجأ إلى مفسّري الكلمة الذين وضعوا دراساتٍ رصينةً في كنيستنا وغيرها. المعرفة ثمينة. وهذه ضرورة من ضرورات استقامة الحياة واستقامة الشهادة.

أعرف أنّ ما ذكرته، في سطوري الآن، لم يدخله الأكثرون في نمط حياتهم. الناس تعوّدوا أن تأتيهم المعرفة جاهزة. نحن، في كلّ شيء تقريبًا، غدونا نحبّ الأشياء الجاهزة. هذا يريحنا! ولكنّنا مسؤولون. المسيحيّة لا تحتمل أن يكون أعضاؤها هواةً أو كسالى. الربّ يحبّ الكلمات. ألم يعلّم نبيَّهُ أن ينادي: «خذوا معكم كلامًا» (هوشع ١٤: ٢)؟ صحيح أنّه أراد كلام توبة. ولكن، هل من كلام يحبّه الربّ خير من الكلام الذي سلّمنا إيّاه وديعةً؟ هل من موقف يدلّ على التوبة مثل أن نترك كلمات الكون، ونصالح كلمته؟

هذا الكلام على التوبة يذكّرني بقصّة من الأدب النسكيّ أودّ أن أرويها هنا. «مرّةً، ذهب راهب إلى رئيس ديره، ليعترف بخطأ يلحّ عليه. سمعه رئيسه بانتباه صامت. ثمّ طلب منه أن يذهب إلى صومعته، ويقرأ العهد الجديد كلّه من الدفّة إلى الدفّة. ذهب الراهب. قرأه، وعاد يقول إنّ ما اعترف به من ذنب ما زال هو هو. طلب الرئيس أن يعود إلى الصومعة، ويقرأ العهد الجديد من جديد. قرأه، وعاد مثلما ذهب. ردّه إلى القراءة ثالثةً. عندما عاد الراهب أخيرًا، طلب الرئيس منه أن يأخذ سلّةً إلى البئر، ويملأها ماءً. الرهبان يطيعون. ذهب، وعاد. ولكنّ السلّة لم تحتفظ بمياهها. فطلب رئيسه أن يحاول مرّةً ثانيةً ثمّ ثالثة. في آخر مرّة، قال له: «لم تحفظ سلّتُكَ الماء، أليس كذلك؟ لكن، ألم تلاحظ أنّها باتت نظيفة؟»! هذا يذكّرنا بكلمة يسوع: «أنتم الآن أنقياء/ بفضل الكلام الذي قلته لكم» (يوحنّا ١٥: ٣).

ما من شيء أغلى من الكلمة نتّكىء عليها في حياتنا. هذه هي نور حياتنا الجديدة. هذا ما أجمع عليه تراثنا أنّ الحياة القويمة مصدرها واحد: أن نأتي من فم الله في كلّ يوم، ما دام لنا يوم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: جسد المسيح

التلميذ: عندي سؤال: لماذا هناك حائط في الكنيسة يفصل الهيكل حيث الكاهن ومعاونوه عن الكنيسة حيث يقف المؤمنون؟ أليسوا كلّهم كنيسة واحدة جسد المسيح كما علّمتنا؟

المرشد: الهيكل ليس ذلك المكان المفصول بالإيقونسطاس عن صحن الكنيسة. كلمة إيقونوسطاس اليونانيّة تعني حرفيًّا حامل الأيقونات. الأيقونات موضوعة على هذا الحائط لتجمع لا لتفرّق، ولتساعد المؤمنين على التركيز في الصلاة. الأيقونات إطلالة السماء على الأرض.

 

التلميذ: كيف تجمع الأيقونات وهي على حائط يفصل؟

المرشد: سرّ الجماعة أنّ المسيح يوحّدها مهما كان أعضاؤها خاطئين. فإذا اجتمعوا باسم المسيح يكون هو بينهم بل يكون إيّاهم. في العهد الجديد صوَر وتعابير تشرح علاقة المسيح بالمؤمنين: هو الرأس وهم الجسد «أمّا أنتم فجسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا» (رسالة بولس الرسول الأولى الى أهل كورنثوس ١٢: ٢٧)، هو الكرمة وهم والأغصان (يوحنّا ١٥: ٥)، «وإيّاه (أي المسيح) جعل رأسًا فوق كلّ شيء للكنيسة التي هي جسده» (أفسس ١: ٢٢) وغيرها. كلّها تبيّن لنا كيف نكون متّحدين مع المسيح ومع بعضنا البعض.

 

التلميذ: هذا أمر رهيب كيف نكون خطأة وجسد المسيح بآن واحد؟

المرشد: بالتوبة. بالتوبة نسير على طريق القداسة، فإذا اجتمعنا معا في الكنيسة لإقامة سرّ الشكر حيث نتناول جسده ودمه نصبح قدّيسين، وتاليًا جسد المسيح. لذلك في بدء الكنيسة كان بولس يسمّي المسيحيّين قدّيسين بمعنى أنّهم مخصّصون لله. القداسة تؤخذ من الجماعة التي يُنشئها المسيح برحمته وبالتوبة التي يوحيها. نحن ليس عندنا هذه الفرديّة الفتّاكة التي تجعل المؤمن يجيء أو لا يجيء حسب نزواته. نحن نجيء إلى الكنيسة لنكون معًا، وإذا كنّا معًا يصير كلّ واحد منًا قائمًا بالمسيح.

 

القدّيس الشهيد يوستينوس الفيلسوف

وُلد في مطلع القرن الثاني في فلسطين. تلقّى تعليمًا كثيرًا وسعى ليجد الحقّ والحكمة، وظنّ أنّه وجدهما في الفلسفة الأفلاطونيّة. رغب في معاينة الله واعتزل على شاطئ البحر ليتأمّل. التقى شيخًا كلّمه على الله الذي وحده لا بدء له ولا يعتريه فساد، وعلى الأنبياء الذين تكلّموا مُلهمين من الروح القدس. وكان يوستينوس يعرف عن المسيحيّين ويرى كيف يواجهون الموت بشجاعة فائقة فاقتنع بأنّهم على حقّ.

بعدما اقتبل المعمودية انكبّ على دراسة الكتاب المقدّس، ثمّ خرج يعلّم «الفلسفة الحقّ» فلسفة الأنبياء والرسل القدّيسين في آسيا الصغرى. نحو العام ١٣٦ التقى يوستينوس ربّانًا يهوديًّا اسمه تريفن. تحاور معه طويلاً وبيّن له أنّ المسيح الذي تكلّم الأنبياء عليه هو ابن الله. وأنّ العهد القديم لم يكن سوى مقدّمة له. وأنّ الأمم المهتدية تشكّل «إسرائيل الروحيّ الحقّ». دوّن يوستينوس الحوار الذي حُفظ حتّى اليوم.

بعد ذلك قصد رومية وصار يستقبل طلاّب المعرفة الحقّ. هناك كتب دفاعيّتين عن المسيحيّة والمسيحيّين. الأولى موجّهة إلى الأمبراطور أنطونيوس التقيّ ومجلس الشيوخ، وتعود إلى السنة ١٥٥، دحض فيها الوشايات التي أشاعها الوثنيّون في شأن المسيحيّين فقال: لا هم ملحدون ولا هم أعداء الدولة وأخلاقهم فوق الشبهات. ثمّ وصف نبل الاجتماعات الليتورجيّة ونقاوتها وكيف أنّ منها تمتدّ حياة الشركة المرتكزة على الإفخارستيّا تعاضدًا بين أعضائها ومؤازرة للمحتاجين.

رفع دفاعيّته الثانية إلى الأمبراطور ماركوس أوريليوس ومجلس شيوخه، وتعود إلى السنة ١٦٠، وفيها يجيب عن اعتراض الوثنيّين: إذا كان إله المسيحيّين كلّيّ القدرة لماذا يدع عبيده يُضطهدون؟ قال يوستينوس إنّ المسيحيّين لو لم يكونوا أصحاب حقّ وذوي فضل لتعذّر تفسير صبرهم على التعذيب. ختم دفاعه بتصريح: «أنّا مسيحيّ وافتخر بذلك».

سعى عدوّ يوستينوس الفيلسوف كريشنس إلى التخلّص منه ورفاقه الستّة وتسبّب في قبض الوالي عليهم. بعد اعترافهم جميعًا بأنّهم مسيحيّون جُلدوا وقطعت هاماتهم. كان ذلك السنة ١٦٥.

عيده في الأوّل من حزيران.

 

مكتبة رعيّتي

«من ترجمات القيامة، ٧٥ عامًا من عمر حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة»، عنوان كتاب وضعه الأستاذ شفيق حيدر. يحتوي على نصوص وكلمات ومقالات تعبّر عن عيش القيامة في النهضة الكنسيّة، التي دعت إليها حركة الشبيبة الأرثوذكسيّة. قدّم للكتاب الأستاذ شوقي ساسين. صدر في ٣٥٢ صفحة، عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع. يُطلب من مكتبة الينبوع ومن كلّ المكتبات الكنسيّة. ثمن النسخة عشرة آلاف ليرة لبنانيّة.

Last Updated on Monday, 22 May 2017 06:48
 
Banner