Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2018 العدد ٢: وأشرق عليهم نور
العدد ٢: وأشرق عليهم نور Print Email
Sunday, 14 January 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ١٤ كانون الثاني ٢٠١٨ العدد ٢ 

الأحد الذي بعد عيد الظهور الإلهيّ

logo raiat web

كلمة الراعي

وأشرق عليهم نور

نودّع اليوم عيد الظهور الإلهيّ الذي أقمنا فيه ذكرى معموديّة المخلّص في نهر الأردنّ. ارتأت الكنيسة أن تقرأ علينا هذا الفصل الإنجيليّ من بشارة متّى، وفيه حديث عن النور عندما ذكر البشير متّى مقطعًا من سفر أشعياء النبيّ حيث قال عن جليل الأمم، المقاطعة التي عاش فيها السيّد: «أرض زبولّون وأرض نفتاليم طريق البحر عبر الأردنّ جليل الأمم. الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور».

تدفّق النور بمجيء يسوع. ونحن في العقيدة المستقيمة، نقول إنّ الكنيسة تقوم على ما أعطانا الرسل إيّاه وبه نبقى في النور. والأفكار الرديئة كثيرة في العالم وهي تهاجمنا يومًا بعد يوم بشتّى الأشكال: عقائد غريبة وأفكار غريبة وسلوك اجتماعيّ غريب في كلّ الميادين تهاجم الكنيسة، والناس متحيّرون بين الإنجيل وهذه الأشياء السيّئة التي تطلع علينا يومًا بعد يوم. ولكنّ المؤمن الصامد لا يحيد عمّا اتّخذه في الكنيسة المقدّسة من عقيدة خيّرة وعمّا لخّصه بولس الرسول بقوله: «عقيدتنا أنّ المسيح مات ثمّ قام». ونحن نحافظ على هذا الإيمان لكي نحيا سالمين من الخطأ ومن الخطيئة.

ولهذا انتهت تلاوة الإنجيل اليوم بكلمات «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات». وهذا ما أودّ أن أنبّهكم إليه: «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات». لا يعني هذا بالدرجة الأولى أنّ نهاية العالم قد حلّت، فيسوع آنذاك ما كان يتكلّم على نهاية العالم، ولكنّه كان يتحدّث عن مجيئه هو في حضوره الأوّل. «توبوا فإنّي سوف أكون ملكًا عليكم إذا رُفعتُ على الصليب وخرجت من القبر». هذا هو ملكوت السماوات أن يكون المسيح ملكًا على النفوس وأن ندخل نحن في ملكه، في سيادته وأن نتيح له أن يسودنا، ويسودنا يسوع بالطاعة إذا نحن أطعناه. عند ذاك نكون «في ملكوت السماوات».

لن ننتظر سنين وسنين حتّى ندخل ملكوت السماوات، لن ننتظر الموت حتّى ندخل ملكوت السماوات. نحن اليوم في ملكوت السماوات إذا جعلنا المسيح ملكًا على قلوبنا. الإنسان حيثما هو يكون في ملكوت الله إذا جعل نفسه عبدًا لله مطيعًا لله وللإنجيل في كلّ شيء، محافظًا على كلّ فضيلة إنجيليّة وراغبًا في الفضيلة. ملكوت الله قائم وموجود وليس بعيدًا عن أيّ منّا، ولكن يجب مع ذلك أن ندخل إليه. هذا يعني أنّ الإنسان يُدخل نفسه إلى الملكوت أو يسحب نفسه من الملكوت، يُدخل نفسه إلى الفضيلة أو يسحب نفسه من الفضيلة.

ولهذا قال «توبوا» أي توبوا حتّى تشاهدوا ملكوت الله. فالأعمى لا يرى النور ولكنّ النور موجود. نحن لا نشاهد ملكوت الله إذا كنّا في الخطيئة أو في عقيدة سيّئة. لذلك علينا أن نتغيّر، يقول تغيّروا، غيّروا أذهانكم، غيّروا أفكاركم، هذا هو معنى التوبة. التوبة العميقة هي أن يغيّر الإنسان أفكاره السيّئة. المطلوب أن نغيّر أفكارنا حتّى ندخل ملكوت الله.

يتحدّانا الإنجيل بقوله «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات»، توبوا فإنّكم الآن في الملكوت. إذا أردتم أن تكونوا في الملكوت كونوا كلا شيء. «وإذا سمعتم صوته فلا تقسّوا قلوبكم»، افتحوا قلوبكم لكي يصبح المسيح وحده ملكًا عليكم فتكونوا أنتم في مُلكه.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

 

الرسالة: أفسس ٤: ٧-١٣

يا إخوة لكلّ واحد منّا أُعطيت النعمة على مقدار موهبة المسيح. فلذلك يقول: لمّا صعد إلى العلى سبى سبيًا وأعطى الناس عطايا. فكونه صعد، هل هو إلاّ أنّه نزل أوّلاً إلى أسافل الأرض؟ فذاك الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق السماوات كلّها ليملأ كلّ شيء، وهو قد أَعطى أن يكون البعضُ رسلاً والبعض أنبياء والبعض مبشّرين والبعض رعاة ومعلّمين، لأجل تكميل القدّيسين ولعمل الخدمة وبنيان جسد المسيح، إلى أن ننتهي جميعنا إلى وحدة الإيمان ومعرفة ابن الله، إلى إنسان كامل، إلى مقدار قامة ملء المسيح.

 

الإنجيل: متّى ٤: ١٢-١٧

في ذلك الزمان لمّا سمع يسوع أنّ يوحنا قد أُسلم، انصرف إلى الجليل وترك الناصرة، وجاء فسكن في كفرناحوم التي على شاطئ البحر في تُخوم زبولّون ونفتاليم، ليتمّ ما قيل بأشعياء النبيّ القائل: أرض زبولّون وأرض نفتاليم، طريق البحر، عبر الأردنّ، جليل الأمم. الشعب الجالس في الظلمة أبصر نورًا عظيمًا والجالسون في بقعة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. ومنذئذ ابتدأ يسوع يكرز ويقول: توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات.

 

هل يمكن للموتى أن يتوبوا؟

في المزمور السادس (الأوّل بين مزامير التوبة السبعة)، يعلن داود: «لأنّه ليس في الموت من يذكركَ. وفي الجحيم من ذا الذي يَحمدكَ؟» (٦: ٥). لا يحاول داود النبيّ القول هنا، أنّ وجودنا يقتصر فقط على مدى هذه الحياة الحاليّة الآنيّة، هذه فكرة ساذجة - يؤكّد الذهبيّ الفم (+٤٠٧) في مجموعة شروح لكتاب المزامير. ويكمل مؤكّدًا أنّ داود، علاوة على أيّ أمر آخر، يؤمن بالقيامة والحياة الأبديّة. بل بالحريّ، يقصد داود أن يقول إنّه بعد رحيلنا عن هذه الحياة، لن يكون هناك وقت للتوبة. فبالنسبة إلى الغنيّ (مَثَل الغنيّ ولعازر)، هو قد سبّح الله وتاب بصدق، ولكن نظرًا إلى تأخّره في الأمر لم تنفعه توبته بعد الموت البتّة (لوقا ١٦: ١٩-٣١). تمامًا كما أنّ العذارى (مَثَل العذارى العشر) قصدن الحصول على زيت لمصابيحهنَّ، ولكن بسبب تأخرهنَّ، ما كان أحد متوفّرًا ليعطيهنَّ الزيت (متّى ٢٥: ١-١٣). لذا، ما يطلبه داود التائب أيضًا، هو أن يغسل خطاياه في هذه الحياة، حتّى يتمتّع بالثقة عند انتقاله إلى محكمة القاضي الديّان المرهوب. 

ويعلّق القدّيس (جيروم) إيرونيمُس (+٤٢٠) قائلاً: بينما أنت لا تزال في هذا العالم، أتوسّل إليك أن تتوب. اعترف وقدّم الشكر للربّ، لأنّه رحيم في هذا العالم فقط. هنا، هو قادر على أن يكون توّابًا للتائبين، أمّا هناك، فهو سيكون قاضيًا وتاليًا لن يكون رحيمًا. هنا، هو العطوف والرحيم. هناك، هو القاضي. هنا، يمدّ يده إلى الساقطين. هناك، هو يحكم بالقضاء (العظة حول المزمور ١٠٦).

أمّا القدّيس غريغوريوس اللاهوتيّ (+٣٢٩) فيقول: الأفضل أن تُعاقَب لتتطهّر الآن من أن تنتقل إلى العذاب القادم، عندها يحين وقت التأديب لا التطهير. لأنّ من يذكر الله هنا هو غالب الموت (كما يرنّم داود بشكل أكثر من رائع)، فلن يكون متاحًا للراقد الاعتراف والحلّ في القبر؛ لأنّ الله قد حصر الحياة والعمل بهذا العالم، وبالمستقبل فحص ما تمّ القيام به. (عظة في أيّام ضربة البَرَد في مدينة نازيانز وخراب المحاصيل، بعد أن ضرب الطاعون المواشي). 

يقول القدّيس باسيليوس الكبير (+٣٧٩) في هذا السياق (مقالة في الروح القدس): بمثل هذه الطريقة، الذين أحزنوا الروح القدس بسبب شرّ طرُقهم، أو لم يكونوا مطاوعين له رغم ما أُعطي لهم، سوف يحرمهم ما تلقّوه، النعمة التي نالوها سوف تُنقل إلى آخرين. أو، وفقًا لأحد الإنجيليّين (متّى ٢٤: ٥١)، سوف يُقطعون عن النعمة - ما يعني الانفصال الكامل عن الروح القدس. الجسد لا يُقسّم، كأن يُسلّم جزء إلى التأديب ويُترك الجزء الآخر؛ لأنّ الجسد كلّه يصير مُدانًا، فلا تتوقّع من القاضي الصالح أن يدين النصف فقط بالتأديب. وكما أنَّ الروح لا تتجزّأ إلى نصفين، لأنّ كلا الجزئين يمتلك الشهوة الخاطئة، ويعمل الشرّ بالتعاون مع الجسد. فالقطع إذًا، كما أشرتُ آنفًا، هو الفصل الأبديّ عن الروح القدس. وأمّا الآن، ورغم أنّ الروح القدس لا يخالط غير المستحقّين، ومع ذلك يبدو أنّ الروح موجود معهم بطريقة معيّنة - الذين كانوا قد خُتموا (بالمعموديّة) بعد تحوّلهم على رجاء الخلاص الآتي؛ ولكن بعد ذلك (بعد الموت) سوف يتمّ «القطع» تمامًا مع الروح القدس للذين دنّسوا نعمته (خلال حياتهم). لذلك «ليس في الموت من يذكركَ. وفي الجحيم من ذا الذي يَحمدكَ؟» لأنّ مساعدة الروح القدس ما عادت متوفّرة لهم.

يكتب المغبوط ثيوذوريتوس القورشيّ (+٤٥٧) في مجموعة شروح المزامير (١-٧٢): لهذا السبب أتوسّل بشرف التمتّع بالعلاج في الحياة الحاليّة، لأنّني أعلم أنّه لن يُمنح أيّ علاج لهؤلاء الذين يغادرون هذه الحياة بالجروح، حيث لن يكون هناك مجال للتوبة. لذا لدينا هذا الرأي السليم بشكل استثنائيّ من جانب داود الملهم: ليس في الموت يستذكر الإنسان الله، ولكن في الحياة. وأيضًا، لا يأتي الاعتراف والإصلاح إلى الذين غادروا إلى الهاوية: الله يقصر الحياة والعمل على هذه الحياة. إلاّ أنّه يجري تقويمًا لأداء للذين انتقلوا إلى هناك.

ويلاحظ المغبوط أوغسطينوس (+٤٣٠) في شرحه المزمور السادس: «وفي الجحيم من ذا الذي يَحمدكَ؟» الرجل الغنيّ الذي كلّمنا عليه الربّ، الذي رأى لعازر في الراحة، لكنّه ندب نفسه بسبب العذاب، واعترف في الجحيم، حتّى إنّه تمنّى أن يخبر إخوته لكي يجنّبوا أنفسهم الخطيئة عينها، بسبب عدم إيمانهم بالعقاب الذي ينتظرهم في الجحيم. ورغم أنّه لا يقولها صراحة، لكنّه اعترف بأنّه يستحقّ ذلك العذاب؛ لأنّه تمنّى تحذير إخوانه، خشية أن يلاقوا المصير ذاته. 

يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+٤٤٤) في معرض شرح سفر أشعياء: المشاعر التي تنقلها آية المزمور تختصر المعنى الذي نتحدّث عنه: «أيّة فائدة في جسدي عند انحداري إلى الهلاك؟ ألعلّ التراب يحمدُكَ؟ أو يُذيع بأمانتكَ؟» (مزمور ٢٩: ٩). بعبارة أخرى، بعد الموت، والاحتجاز وراء أبواب الهاوية، سوف يتوقّف الموتى عن الحمد. ولا يمكن إضافة أيّ شيء آخر على ما تمّ إنجازه؛ بالمقابل، سيظلّ الأموات على الحالة التي تركوا فيها الحياة، وسوف ينتظرون وقت الدينونة العامّة. لذلك، يقول داود إنّ الأحياء فقط لديهم الطاقة على فعل الخير والشكر على تلقّي البركات، كما أفعل أنا.

هذه إذًا نماذج من قراءات بعض آباء الكنيسة، تؤكّد أنّ الكتاب المقدّس ينصّ على استحالة توبة الموتى.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: قدّاس القدّيس باسيليوس

التلميذ: لن آخذ من وقتك كثيرًا اليوم. لكن عندي سؤال: ما هو قدّاس باسيليوس الذي قال الكاهن إنّه أقامه في عيد رأس السنة؟

المرشد: لا علاقة له برأس السنة. يقام قدّاس باسيليوس في أوّل كانون الثاني، لأنّ عيد القدّيس باسيليوس يقع في هذا اليوم، والقدّيس باسيليوس من أعظم آباء الكنيسة. عاش في القرن الرابع (٣٣٠-٣٧٩) في كبادوكيا.

 

التلميذ: ما الفرق بينه وبين القدّاس الإلهيّ الذي نقيمه كلّ أحد؟

المرشد: الفرق قليل جدًّا. رتّب القدّيس باسيليوس الكبير قدّاسه ضمن تقليد ليتورجيّ موازٍ لتقليد أنطاكية الذي نعرفه من قدّاس يوحنّا الذهبيّ الفم، والذي نقيمه في كلّ أحد أو عيد.

 

التلميذ: هل يُقام قدّاس باسيليوس في أوّل كانون الثاني فقط؟

المرشد: لا. رتّبت الكنيسة أن يُقام قدّاس باسيليوس عشر مرّات في السنة: في يوم عيده وفي آحاد الصوم الكبير الخمسة، وفي الخميس العظيم والسبت العظيم وبرامون الميلاد (أي اليوم الذي يسبق عيد الميلاد، وبرامون عيد الظهور الإلهيّ).

 

القدّيسة الشهيدة تاتيانا

عاشت القدّيسة تاتيانا في مدينة روما في زمن الأمبراطور ألكسندروس ساويرس (٢٢٥- ٢٣٥)، وكان والدها قنصلاً معروفًا. وقيل إنّه صار شمّاسًا في الكنيسة هناك. أمضت تاتيانا طفولتها في دياميس روما حيث اعتاد المسيحيّون أن يجتمعوا خوفًا من الاضطهاد. ولمّا كبرت صارت تبشّر بالمسيح من دون خوف إلى أن قُبض عليها وأوقفت في حضرة الأمبراطور الذي كلّمها محاولاً استردادها إلى آلهته، ثمّ رافقها إلى هيكل الأوثان آملاً أن يجعلها تضحّي للآلهة الوثنيّة. لكنّها رفضت وابتدأت تصلّي إلى ربّها، وإذ بالأوثان تهوي أرضًا وتتحطّم. غضب الأمبراطور لأنّه شعر بالمهانة، فأمر بتعذيبها بشتّى أنواع العذاب إلى أن رُميت إلى الحيوانات فبدت الحيوانات المفترسة بإزائها هادئة مسالمة. ومع ذلك أمعن الجلاّدون في تحطيم عظامها وتقطيع أوصالها. بقيت تاتيانا ثابتة راسخة في الإيمان لا تتزعزع. أخيرًا أمر الأمبراطور بقطع رأسها فانضمّت تاتيانا إلى موكب الشهداء.

عيدها في ١٢ كانون الثاني وفيه تعيّد كلّ من تحمل اسم تاتيانا أو تانيا.

 

يوحنّا ٣: ١٦

كان صبيّ صغير في العاشرة من عمره يبيع الجرائد في أحد شوارع المدينة، وكان البرد شديدًا حتّى إنّه عاد لا يتمكّن من إمساك الجريدة بين أصابعه. فتقدّم إلى شرطيّ السيّر وقال له: هل تعرف مكانًا يمكن أن أجد فيه بعض الدفء هذه الليلة؟ فأنا أنام عادة في علبة كرتون عند زاوية الشارع.

فدلّه الشرطيّ على منزل أبيض كبير وقال له: اقرع الباب وقل: يوحنّا ٣: ١٦. فذهب الصبيّ وعمل كذلك. فتحت الباب سيّدة، فقال لها: يوحنّا ٣: ١٦ فأجابته: أسرع، ادخل يا بنيّ. وأجلسته قرب مدفأة كبيرة تشتعل فيها النار. ولمّا شعر بالدفء قال في نفسه: لا أعرف معنى يوحنّا ٣: ١٦ لكنّه بالتأكيد يدفئ الولد البردان. عندئذ سألته السيّدة: هل أنت جائع؟ فأجاب: قليلاً، أنا لم آكل منذ يومين. فدعته إلى المطبخ ووضعت أمامه كلّ أنواع الطعام، فأكل وشبع وهو يفكر: لست أدري ما هو يوحنّا ٣: ١٦، لكنّه بالتأكيد يشبع الولد الجائع. بعد ذلك دعته السيّدة إلى حمّام ماء ساخن، ثمّ لينام في فراش وثير، وكان الصبيّ يفكر طول الوقت: ما عسى أن يكون يوحنّا ٣: ١٦؟ ونام وهو يتساءل.

في الصباح، وبعد أن تناول طعام الفطور، سأل السيّدة: من هو يوحنّا ٣: ١٦، فقالت له: اجلس واسمع وفتحت الإنجيل وقرأت: «لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتّى بذل ابنه الوحيد كيلا يهلك كلّ من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبديّة». وقالت له: الابن الوحيد هو يسوع المسيح الذي يولد اليوم ليخلّص الكلّ، كيلا يهلك منهم أحد. «٣: ١٦» هو رقم الإصحاح ورقم الآية التي قرأتها لك من إنجيل يوحنّا، وكلّمته على يسوع كثيرًا وهو يسمع متعجّبًا.

ثمّ سأل: لا أفهم لماذا يرسل والد ابنَه الوحيد ليخلّص الآخرين، والأصعب عليّ فهمه هو كيف يقبل الابن أن يضحّي بذاته من أجل الناس. هل أحبّني لدرجة أنّه صُلب من أجلي؟ لكنّني أصدقك، وفرحتُ جدًّا بمجيء يسوع لأنّي أعتقد أنّك استقبلتِني في بيتك بسببه، ولم أهلك الليلة من البرد. سأخبر كلّ من أعرفهم عن يسوع، وأرجوك أرشديني إلى أين يمكن أن أجده.

 

دير القدّيسة كاترينا - سيناء

أعيد مؤخّرًا افتتاح مكتبة دير القدّيسة كاترينا في سيناء، بعد سنوات من إعادة تأهيل مبنى المكتبة التي افتُتحت مجدّدًا أمام الباحثين والدارسين. وتمّت أيضًا إعادة تأهيل أقدم وأكبر فسيفساء موجودة في المكتبة، وهي تمثّل تجلّي الربّ يسوع، مساحتها نحو ٤٦ مترًا مربّعًا. تحتوي المكتبة آلاف المخطوطات المكتوبة بالعربيّة واليونانيّة والإثيوبيّة والقبطيّة والأرمنيّة والسريانيّة، أكثر مواضيعها مسيحيّة وتُعتَبر ثاني أكبر مكتبة بعد الفاتيكان من حيث الحجم. وفيها أيضًا مخطوطات في التاريخ والجغرافيا والفلسفة والعلوم. يعود أقدمها إلى القرن الرابع.

ويبدو أنّه اكتُشف أثناء أعمال الترميم مخطوط جديد مكتوب على الجلد قد يعود إلى القرن الخامس أو السادس، فيه وصف اختبارات طبّيّة ونتائجها كما قام بها الطبيب اليونانيّ أبقراط أبو الطبّ.

Last Updated on Tuesday, 02 January 2018 22:32
 
Banner