Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2018 العدد ١٧: أتريد أن تبرأ؟
العدد ١٧: أتريد أن تبرأ؟ Print Email
Sunday, 29 April 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٩ نيسان ٢٠١٨ العدد ١٧ 

الأحد الثالث بعد الفصح

أحد المخلّع

logo raiat web

كلمة الراعي

أتريد أن تبرأ؟

في إنجيل اليوم إنسان ابتُلِي بمصيبتين: مرض مزمن منذ ثمان وثلاثين سنة، وهذا بالضبط الزمان الذي قضاه بنو إسرائيل في برّيّة سيناء قبل أن يصلوا إلى أرض الميعاد. وكأنّ الكتاب أراد أن يقول إنّ يسوع هو أرض الميعاد وإنّ الإنسان يتيه ويبقى في الحيرة وفي طلبات كثيرة إلى أن يأتي السيّد.

ومصيبته الثانية أنّه كان وحيدًا لم يعطف عليه أحد حتّى يأتي ويلقيه في البركة، لأنّ أوّل الداخلين إلى البركة فقط كان يُشفى. لم يكن له أصدقاء، ولعلّ أكبر مصيبة في الوجود أن يكون الإنسان وحده في هذا العالم بلا عطف ولا حنوّ.

يأتي المخلّص ويسأله: أتريد أن تبرأ؟ فيجيب: ليس لي من يلقيني في البركة. كان في إمكان السيّد أن يلقيه في البركة، ولكنّ البركة كانت شيئًا عتيقًا، رتيبًا اعتاده الناس، وهي تخصّ العهد القديم أو تخصّ مخلوقًا، فإنّ ملاكًا كان يحرّكها. ما أراد يسوع أن يبقى هذا الإنسان مدينًا لترتيبات بشريّة، فالبشر ينظّمون حياتهم حسب مصالحهم، ولكنّ يسوع أراد أن يجعله يحسّ بأنّه صار معافى فلا عجز في ما بعد ولا انقطاع ولا جفاف، ولكنّ المخلّص نفسه يحبّه ويأخذه مستغنيًا عن البركة وعن الملاك وعن العهد القديم وعن ترتيبات الناس. يسوع يضمّه إلى صدره ويقول له: اذهب فرّ كالغزالة وامشِ فقد حان وقت الحياة، وما لك أن تفتّش عن العتيق وعن العادات التي رتّبها اليهود، وعن العادات التي رتّبها الملاك. تعالَ اليّ فأنا مخلّصك، أنت الآن حبيبي أيّها المريض المخلّع المعدوم. وكانت الأعجوبة.

لكن يبدو أنّ هناك شرطًا في هذه الحادثة: أتريد أن تبرأ؟ أتريد أن تشفى؟ فأنا لن أشفيك رغمًا عنك. هذه قاعدة من قواعد الطبّ الحديث، إذ يقول الأطبّاء إنّ الأمر الأساس في الشفاء أن يريد المريض أن يشفى، أن يساعد الطبيب. أتريد أن تدخل الحياة من جديد؟ تعالَ فها أنا معطيك الحياة. هذه الإرادة، إرادة الحياة مع الله يجب أن نعبّر عنها وأن نقولها. الأشياء الفاسدة التي دخلت إلينا لا بدّ لنا من أن نرميها جانبًا. ينبغي أن نريد الطيّب، أن نحبّه، أن نحبّ الذي يحبّنا، أن نعود إلى الله لأنّه يأخذنا برحمته.

لاحظوا أنّ هذا المريض أسلم ذاته إلى الله بلا قيد وبلا شرط. لم يقل له: بعد أن أشفى ماذا تعطيني؟ أتجعلني تلميذًا لك؟ لم يقل شيئًا مثل هذا. قال فقط: أنا مريض، أنا عاجز، أنا أخطأت. ها أنذا كما أنا. خذني كما أنا، في عجزي، في مرضي، في شقائي، في خطيئتي، وأنت يسوع قادر على مسح كلّ خطيئة وأنت تستطيع أن تكفكف الدموع وأن ترفعني إليك وإلى نورك وأُصبح إنسانًا جديدًا.

فيما نحن نكمل الفصح يجدر بنا أن نعرف هذا وأن نفهم أيضًا أنّ الكنيسة مكمّلة يسوع، هي التي تشفي وأنّ لنا فيها موارد شفاء. الكنيسة مستشفى فيها كلّ شيء، فيها دواء لكلّ مريض وهي تعرف أمراض الناس وتعرف ما يحتاجون ليشفوا، لأنّ الكنيسة أمّنا ولأنّها تحبّنا والأبناء يرتمون في أحضان الأمّ باللطف والوداعة.

المطران جاورجيوس

 

الرسالة: أعمال الرسل ٩: ٣٢-٤٢

في تلك الأيّام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن، نزل أيضًا إلى القدّيسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك إنسانًا اسمه إينياس مضّجعًا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلّع. فقال له بطرس: يا إينياس يشفيك يسوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا إلى الربّ. وكانت في يافا تلميذة اسمها طابيثا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة أعمالاً صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيّام أنّها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العلّيّة. وإذ كانت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ أنّ بطرس فيها، أرسلوا إليه رجلين يسألانه ألاّ يُبطئ في القدوم إليهم. فقام بطرس وأتى معهما. فلمّا وصل صعدوا به إلى العلّيّة، ووقفت لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَه أقمصة وثيابًا كانت تصنعها ظبية معهنّ. فأخرج بطرسُ الجميع خارجًا وجثا على ركبتيه وصلّى. ثمّ التفت إلى الجسد وقال: يا طابيثا قومي. ففتحت عينيها، ولمّا أَبصرتْ بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثمّ دعا القدّيسين والأرامل وأقامها لديهم حيّة. فشاع هذا الخبر في يافا كلّها، فآمن كثيرون بالربّ.

 

الإنجيل: يوحنّا ٥: ١-١٥

في ذلك الزمان صعد يسوع إلى أورشليم. وإنّ في أورشليم عند باب الغنم بركة تسمّى بالعبرانيّة بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضّجعًا فيها جمهور كثير من المرضى من عميان وعُرج ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريك الماء، لأنّ ملاكًا كان ينزل أحيانًا في البركة ويُحرّك الماء، والذي ينزل أوّلاً من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من أيّ مرض اعتراه. وكان هناك إنسان به مرض منذ ثمان وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقى، وعلم أنّ له زمانًا كثيرًا، قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيّد ليس لي إنسان متى حُرّك الماء يُلقيني في البركة، بل بينما أكون آتيًا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمل سريرك وامش. فللوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان في ذلك اليوم سبت. فقال اليهود للذي شُفي: إنّه سبت فلا يحلّ لك أن تحمل السرير. فأجابهم: إنّ الذي أبرأني هو قال لي: احملْ سريرك وامشِ. فسألوه: من هو الإنسان الذي قال لك احملْ سريرك وامشِ؟ أمّا الذي شُفي فلم يكن يعلم من هو، لأنّ يسوع اعتزل إذ كان في الموضع جمع. وبعد ذلك وجده يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عوفِيْتَ فلا تعُدْ تخطئ لئلاّ يُصيبك أشرّ. فذهب ذلك الإنسان وأخبر اليهود أنّ يسوع هو الذي أبرأه.

 

المسيح قام! حقًّا قام!

يردّد المؤمنون هذه التحيّة الفصحيّة طيلة الفترة الممتدّة من ليلة الفصح حتّى ليلة عيد الصعود. ومع أنّ الكنيسة تقيم خدمة وداع لعيد الفصح، إلاّ أنّ فصح الربّ، أي قيامته المجيدة لا تودَّع. إذ إنّنا، في كلّ يوم أحد، نحتفل بعيد الفصح، «متذكّرين موت الربّ يسوع ومخبرين بقيامته». وهذا ليس في الليتورجيا فقط، بل في حياتنا اليوميّة. وذاك بأنّ إيماننا كلّه يقوم على هذا الحدث الخلاصيّ المحيي، حدث قيامة يسوع من بين الأموات. يقول بولس الرسول في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس: «وإن لم يكن المسيح قد قام، فباطلة كرازتنا وباطل أيضًا إيمانكم» (١٥: ١٤).

بين العيدين، عيد الفصح وعيد الصعود، خمسة آحاد معروفة بأسماء شخصيّات ترد في الأناجيل التي تُقرأ فيها. الأحدان الأوّل والثاني، أحد توما وأحد حاملات الطيب، يتّصلان مباشرة بالعيد إذ يستدعيان شخصيّات مرتبطة بالفصح التزامًا بالتقليد الكنسيّ الذي يأتي بالشخصيّة الرئيسة الثانية في اليوم التالي للعيد. هذان الأحدان نعيّد فيهما لتوما الرسول ولحاملات الطيب إنّما تأكيدًا لقيامة الربّ أو تبشيرًا بها. فمثلاً، في أحد توما، نجد الشكّ في القيامة يتحوّل إلى يقين، بل يدعونا نحن أيضًا إلى هذا اليقين. يقول يسوع في نهاية الفصل الإنجيليّ: «طوبى للذين آمنوا ولَم يروا» (يوحنّا ٢٠: ٢٩)، أي طوبى لكلّ من يؤمن بالبشارة، بشارة الخلاص الذي تمّ بالقيامة. هذا الإيمان بالبشارة يفترض أن نبادر إلى تبشير الناس، وإيصال فرح القيامة إليهم. الخلاص في جوهره شركة. هذا ما فعله الرسل الذين ردّوا عن توما الشكّ بإعلانهم له أنّ المسيح حيّ. الكنيسة، في هذا الأحد، تريدنا مؤمنين بالفصح فعلاً، أي رسلاً حاملين بشارة الحياة في عالم يتأكّله الشكّ.

أمّا في الأحد الثاني بعد الفصح فعيد حاملات الطيب، عيد قوّة القيامة أيضًا، أي البشارة بها. نتذكّر، في هذا الأحد، كيف أنّ القيامة حوّلت نساءً من حاملات لطيب الدفن إلى مبشّرات بالقيامة. لا، بل أولى مبشّرات بأنّ «القبر فارغ». فهنّ «من أخبرن الرسل بهذا». نور القيامة غيّر النساء من «خائفات» إلى «مبشّرات». صحيحٌ أنّ القراءة الإنجيليّة تنتهي بـ«ولم يقلن لأحد شيئًا». لكنّ الصحيح أيضًا أنّ هذا الصمت هو أبلغ ما يقال عن حدث لا يُفهم إلاّ في الإيمان. لقد انتظرت النسوة صبيحة يوم الأحد لتطييب جسد يسوع، إذ لا يمكن أن تتجوّل النساء العبرانيّات ليلاً، كما ممنوع عليهنّ التحدّث إلى الغرباء. لكنّ القبر الفارغ أنساهنّ كلّ تحفظّات مجتمعهنّ وموانعه. 

تبقى القيامة حدثًا يضجّ في الآحاد الثلاثة المتبقّية. ولكن، هنا من زاوية أسراريّة، من زاوية سرّ المعموديّة التي هي في تراثنا شركة في موت المسيح وقيامته. النصوص الإنجيليّة، المنتقاة لهذه الآحاد، تتحدّث كلّها عن «آيات» أخبر عنها الإنجيليّ يوحنّا، حدثت بحسب روايته بين عيدي الفصح والعنصرة اليهوديّين. هذه النصوص تتضمّن كلّها إشارات إلى المعموديّة الحقيقيّة التي «بالروح القدس»، أي الولادة الجديدة التي «من فوق».

نقرأ عن المخلّع (يوحنّا ٥: ١-١٥)، والسامريّة (٤: ٥-٤٢) والأعمى (٩: ١-٣٨). نتعلّم من آية المخلّع أنّ الماء ليس إلاّ أداة بيد الله، لكن الله حرّ من أدواته، فهو قادر على إجراء الشفاء بدونها، إذ هو الـمُحرّك الحقيقيّ للماء. هو «الإنسان» الذي كان المخلّع يطلبه. في هذا النصّ، نسمع يسوع كأنّه يقول لكلّ واحدٍ منّا: كن إنسانًا، من أجل أخيك الإنسان.

هنا لا يكشف لنا المسيح طبيعته الإلهيّة فحسب، بل أيضًا، وبوضوح أعلى، «إنسانيّته». يعلّمني أن أكون «إنسانًا» حقًّا حتّى أدرك أكثر فأكثر أنّ دعوتي أن أصبح، بنعمته، إلهًا.

مع السامريّة يكشف المسيح المعنى الحقيقيّ للمعموديّة. أن يتحوّل المؤمن إلى «ينبوع ماءٍ حيّ»، ماءٍ دائم الجريان يروي «العطاش إلى البرّ». فالمسيحيّ لا تتحقّق معموديّته فعلاً إلاّ عندما يشارك الإخوة والناس المزروعين على طرقاته في حياته الجديدة التي نالها نعمةً مجّانيّةً، من فوق. لذلك تحافظ الكنيسة على أسرار الدخول الثلاثة معًا: المعموديّة، الميرون، والإفخارستيّا. فالمعتمد مطالَب بتفعيل معموديّته ضمن جماعته أوّلاً، كما فعلت السامريّة بدعوتها الناس إلى التعرّف إلى المسيح المنتظر، ثمّ بالشهادة لحياة لله في العالم.

تبشير الناس بقيامة المسيح ودعوتهم إلى المشاركة في فرح هذه القيامة، هما عمل المؤمن الأساس. هذا ما قام به أيضًا الأعمى الذي صار مرشدًا للمبصرين. هذا صار ممكنًا عند لقائه بالمسيح الذي أعاد إليه البصر. فهذا «المولود أعمى» كان بحاجة إلى ولادة جديدة، لكنّه كان مدعوًّا أيضًا إلى أخذ موقف ممّا جرى له. فالناس، ومنهم والداه، تهرّبوا من الاعتراف بـأنّ «يسوع الناصريّ» هو «المسيح ابن الله الحيّ». لكنّه هو اعترف به، رغم تهديدات رؤساء الدين اليهوديّ. فجرأته تذكّرنا بجرأة حاملات الطيب التي أخذنها من القبر الفارغ.

بعد هذه الآحاد يأتي عيد الصعود، الذي هو وجه آخر للفصح. فالمسيح القائم «لا يموت أيضًا، ولا يتسلّط عليه الموت من بعد» (رومية ٦: ٩). لذلك، سيبقى قبره فارغًا علامة على قيامته وتأكيدًا لغلبة الحياة على الموت. هذه دعوتنا اليوم، وكلّ يوم، أن «نسلك نحن أيضًا في الحياة الجديدة» (رومية ٦: ٤) التي أخذناها في المعموديّة، ونشهد أبدًا للمسيح الحيّ.

 

كيف نتلو المزامير

تؤلّف المزامير القسم الأكبر من صلوات كنيستنا. والمزامير غنيّة ومتنوّعة جدًّا، فيها ما ينطبق على الحالات التي يمكن أن يمرّ بها المرء: من حزن أو فرح، اضطراب أو سلام، من استغفار وتضرّع أو شكر وتسليم... فيتعلّم المرء كيف يصلّي...

 

لكنّ المزامير تُتلى على أكثر من صعيد. فالصعيد الأوّل هو الصعيد التاريخيّ، أي صعيد داود النبيّ المنسوبة إليه المزامير، فتحوي الظرف التاريخيّ الذي كان داعيًا إلى نظم المزمور. ففي المزمور الثالث مثلاً: «يا ربّ لماذا كثر الذين يحزنونني كثيرون قاموا عليّ...» أنشده داود حين هرب من وجه ابنه أبشالوم وقام عليه كثيرون من أتباعه.

والصعيد الثاني هو الصعيد النبويّ، فمزامير كثيرة تتنبّأ بالمسيح وقد تحقّقت هذه النبوءات بمجيئه مثلاً: «لم يُكسر له عظم» (٣٣: ٢٠) و«إلهي إلهي لماذا تركتني» (٢١: ١). بل نستطيع القول إنً كثيرًا من أقوال المزامير يصلّيها المسيح أيضًا، مثلا المزمور الثالث عينه: «يا ربّ لماذا كثر الذين يحزنونني كثيرون قاموا عليّ». وقد قام عليه الكثيرون من اليهود. أو ما ورد في المزمور ١١٨: «أُنظر كم أحببت وصاياك فأحيني برحمتك» (١١٨: ١٥٩) وهو الذي تنشده الكنيسة مع تقاريظ الجنّاز يوم الجمعة العظيمة حول المسيح المُسجّى.

أمّا الصعيد الثالث فهو الصعيد الشخصيّ، صعيدنا نحن، فنتلو فيه المزامير من القلب وكأنّنا نحن واضعوها، كما ينصـح الآباء، وهي تعبّر عن حالتنا وحاجتنا الروحيّة. مثلاً المزمور الثالث عينه: «يا ربّ لماذا كثر الذين يحزنونني كثيرون قاموا عليّ...» نصلّيه إذ تحيط بنا الأهواء والخطايا الكثيرة وتقوم علينا لتوقعنا. نتلو المزامير عبر  المسيح ومعه، كما أنّ المسيح يتلوها عبرنا ومعنا، لأنّه تبنّى بشريّتنا ولبسها، ومن أعـماق ضعفنا يتضرّع إلى الآب من أجلنا ومعنا وعنّا، وفي تلاوتنا المزامير معه نتّحد به في نوع من تداخل سرّيّ كيانيّ: «أنتم فيّ وأنا فيكم».. فيصلّي الروح فينا.. وهكذا تستمدّ صلاتنا بنعمة المسيح طراوتها وقوّتها ولا تعود صلاة نكرة جافّة.

وأخيرًا الصعيد الرابع، صعيد الكنيسة، صعيد الجماعة التي تصلّي معًا كجسم واحد في المسيح، تستنجد معًا، تستغفر، تتضرّع، تشكر وتتهلّل معًا بصوت واحد معه، فتتقوّى كنيسة المسيح وتعيش.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الشفاء

التلميذ: لماذا يُقرأ إنجيل شفاء المخلّع بعد الفصح والأحد الجديد وأحد حاملات الطيب؟

المرشد: لأنّ الشفاء من علامات القيامة، من نتيجة إيماننا بيسوع المسيح وبقيامته من بين الأموات. أنت تعرف أنّ يسوع كان يتحنّن على الذين يأتون إليه ويشفي مرضاهم. وقد أوصى تلاميذه لمّا أرسلهم إلى البشارة قائلاً: « وأيّة مدينة دخلتموها وقبلوكم فكلوا ممّا يُقدّم لكم، واشفوا المرضى الذين فيها وقولوا لهم قد اقترب ملكوت الله» (لوقا ١٠: ٨-٩).

 

التلميذ: وهكذا فعل التلاميذ؟

المرشد: نعم. في رسالة اليوم من أعمال الرسل معجزتان حدثتا على يد بطرس الرسول: شفاء إينياس المفلوج منذ ثماني سنوات وإقامة طابيثا الصبيّة. يشبه شفاء إينياس شفاء مخلّع البركة: يسوع قال: قم واحمل سريرك وبطرس قال: قم وافترش لنفسك. كما تدخل قيامة طابيثا في إطار الزمن الفصحيّ فهي نتيجة لقيامة المسيح. كان إيمان المسيحيّين الأوائل عظيمًا «كانوا يحملون المرضى في الشوارع ويضعونهم على فرش وأسرّة حتّى إذا جاء بطرس يخيّم ولو ظلّه على أحد منهم» (أعمال الرسل ٥: ١٤-١٦).

 

التلميذ: كم كان إيمانهم عظيمًا!

المرشد: بالفعل. علينا أن نتعلّم منهم وندخل هذا الأحد وفي كلّ حياتنا في روح الكنيسة ونرفع الصلاة إلى الربّ، بشكل خاصّ، من أجل  شفاء المرضى والعاجزين.

 
Banner