Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2018 العدد ٢١: عاصفة الروح
العدد ٢١: عاصفة الروح Print Email
Sunday, 27 May 2018 00:00
Share

تصدرها أبرشيّة جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد ٢٧ أيّار  ٢٠١٨ العدد ٢١ 

أحد العنصرة

logo raiat web

عاصفة الروح

كان الرسل مجتمعين في العلّيّة خوفًا من اليهود، ثمّ نراهم ينطلقون بقوّة عظيمة، بشجاعة كبرى ليبشّروا، ليس اليهود فقط، بل الأمم أيضًا، ليُذبحوا ويموتوا شهداء للأجيال المسيحيّة كلّها. يُضرب المؤمن ليصبح قدّيسًا أي لامعًا، مضيئًا، إنسانًا جديدًا. كيف حصل هذا بعد أن كانوا قد هربوا وتركوا يسوع وحده. شاهدوا المسيح ظافرًا ومع ذلك لم يتشدّدوا وكانوا في خوف لأنّ اللحم والدم كانا معرّضين للاضطهاد.

لكن لمّا هبّت عاصفة غريبة في علّيّة مغلقة، لمّا جاءت العاصفة صاروا بدورهم عاصفة. ولمّا حلّ الروح القدس عليهم أصبحوا هم أيضًا أناسًا يحرّكهم الروح وكأنّهم روح الله في الكون، أي أنّهم استطاعوا في ذلك اليوم أن يحيوا المسيح بحيث اتّحدوا به اتّحادًا كلّيًّا.

نقرأ اليوم في أعمال الرسل عن اليهود الذين جاؤوا من خارج فلسطين ليحجّوا في يوم الخمسين أنّهم كانوا يتكلّمون بلغات عديدة. لمّا سمعوا الرسل يتكلّمون فهموا الكلام بلغاتهم. هذا كان أمرًا غريبًا لا تُعرف طبيعته تمامًا. قد يكون أنّ كلّ رسول تكلّم بلغة جديدة، وقد يكون، كما يُفسّر الشرّاح، أنّ هؤلاء الغرباء أخذوا يفهمون ما كان الرسل يقولونه في وقت واحد. ليس الأمر مهمًّا، لكنّ العبرة الروحيّة من وراء هذا الكلام أنّ كاتب سفر أعمال الرسل أراد أن يجعلنا أمام صورة تناقض صورة أخرى عرفناها من سفر التكوين. هي حادثة برج بابل كيف أنّ الناس أرادوا تحدّي الله وأن يقولوا له إنّهم جبابرة فبنوا برجًا عظيمًا واصلاً وكأنّه إلى السماء. وعندما وصلوا تبلبلت ألسنتهم فتشتّتوا في الأرض. وكأنّ سفر التكوين أراد أن يقول إنّ الإنسان إذا تحدّى الله يصير بلا لغة أي بلا فهم، ويصير مشتّتًا، مضروبًا، مجزّأً. من هذا نشأ الاضطراب نتيجة تمرّد الناس الذين استكبروا على الله وما أرادوه سيّدًا عليهم.

أمّا الذين لا يتطلّعون إلى السماء بقوّتهم لكنّهم ينتظرون أن تنحدر السماء عليهم، أي الذين يفتحون قلوبهم للربّ كما فعل الرسل والإخوة مع مريم والنساء، فالسماء تنزل عليهم وتحلّ في قلوبهم وتغيّرها. كانوا مضطربين ومشتّتين وأصبحوا الآن وحدة كاملة، كنيسة واحدة أي قولاً واحدًا ورأيًا واحدًا نسمّيه الرأي المستقيم، ولهذا يظهرون فاعلين ومضيئين في الكون.

هذه أمور نختبرها كلّ يوم. تختلف الآراء ضمن العائلة الواحدة فللرجل رأي وللمرأة رأي آخر، ولكلّ منهما شهواته يتمسّك بها ويريد أن يفرضها على الغير. لا يواجه أحدنا الآخر ولا يستمع إليه. ولكن ما قيمة رأيك وقيمة رأيه؟ كلّكم تراب، الرأي لله، فإن كان رأي الزوجة رأي الله فليَكن، وإن كان رأي الرجل رأي الله فليَكن، وإن كان رأي الطفل رأي الله فليكن. وأنتَ تخضع لولدك أو تخضع للجار، وإن كنتَ غنيًّا فقد تخضع للفقير، وقد يكون رأي الفقير رأي الله، الروح القدس يجعل للناس وحدة.

يناضل الناس وتكافح الأمم من أجل الوحدة. كلّ أمّة كبيرة تضرب الأمة الصغيرة، والأمّة الغنيّة تفقر الأمم الفقيرة وتستغلّها في حين أنّ الناس يطلبون وحدة بين الأمم لا سيطرة.

فيما نقيم العيد فلنذكر أوّلاً أنّنا لا نستطيع أن ننير الآخرين ونظهر المسيح في أعمالنا ما لم نكن تحت المسيح بتواضع وسجود. السجود يعني أن نكون على الأرض أي أن نكون لا شيء أمام الله. الأنوف الشامخة سوف يكسرها الله. ولكن من أراد أن يكون مع الأرض أمام الله فهو مع كلّ الناس وهمّه من أجل الناس جميعًا.

المطران جاورجيوس

 

الرسالة: أعمال الرسل ٢: ١-١١

لمّا حلّ يوم الخمسين كان الرسل كلّهم معًا في مكان واحد. فحدث بغتة صوت من السماء كصوت ريح شديدة عاصفة، وملأ كلّ البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنة متقسّمة كأنّها من نار فاستقرّت على كلّ واحد منهم. فامتلأوا كلّهم من الروح القدس وطفقوا يتكلّمون بلغات أخرى كما أعطاهم الروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجال يهود أتقياء من كلّ أُمّة تحت السماء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأنّ كلّ واحد كان يسمعهم ينطقون بلغته. فدهشوا جميعهم وتعجّبوا قائلين بعضهم لبعض: أليس هؤلاء المتكلّمون كلّهم جليليّين؟ فكيف نسمع كلّ منّا لغته التي وُلد فيها؟ نحن الفَرتيّين والماديّين والعيلاميّين وسكّان ما بين النهرين واليهوديّة وكبادوكية وبُنطُس وآسية وفريجية وبمفيلية، ومصر ونواحي ليبية عند القيروان والرومانيّين المستوطنين واليهود والدخلاء، والكريتيّين والعرب نسمعهم ينطقون بألسنتنا بعظائم الله.

 

الإنجيل: يوحنّا ٧: ٣٧-٥٢ و٨: ١٢

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفًا فصاح قائلاً: إن عطش أحد فليأتِ اليَّ ويشرب. من آمن بي فكما قال الكتاب ستجري من بطنه أنهار ماء حيّ (إنّما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مُزمعين أن يقبلوه إذ لم يكن الروح القدس بعد لأنّ يسوع لم يكن بعد قد مُجّد). فكثيرون من الجمع لمّا سمعوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقة هو النبيّ. وقال آخرون: هذا هو المسيح. وآخرون قالوا: ألعلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقُل الكتاب إنّه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بين الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون أن يُمسكوه ولكن لم يُلقِ أحد عليه يدًا. فجاء الخُدّام إلى رؤساء الكهنة والفرّيسيّين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدّام: لم يتكلّم قطّ إنسان هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهم الفرّيسيّون: ألعلّكم أنتم أيضًا قد ضللتم؟ هل أحد من الرؤساء أو من الفرّيسيّين آمن به؟ أمّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفون الناموس فهم ملعونون. فقال لهم نيقوذيمُس الذي كان قد جاء إليه ليلاً وهو واحد منهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسانًا إن لم يسمع منه أوّلاً ويَعلم ما فعل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًا من الجليل؟ ابحث وانظر أنّه لم يَقُمْ نبيّ من الجليل. ثمّ كلّمهم أيضًا يسوع قائلاً: أنا هو نور العالم. من يتبعني فلا يمشي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

 

هل بقي أم هل ذهب؟

من المهمّ بمكان دراسة المَشَاهِد الختاميّة لحضور يسوع الأرضيّ، ومقابلتها بعضها مع بعض، كما يعرضها الكتاب المقدّس في لوقا ومتّى وأعمال الرسل - من حيث تشابهها من جهّة أنّ كلاًّ منها يصوّر اجتماع يسوع الأخير مع المجموعة المعروفة باسم «الأحد عشر» (متّى ٢٨: ١٦؛ لوقا ٢٤: ٣٣). ومن جهة اتّصال هذه المشاهد بالتفويض الإنجيليّ الواضح لهم (متّى ٢٨: ١٩-٢٠؛ لوقا ٢٤: ٤٦-٤٧؛ أعمال ١: ٨). كذلك نجد في كلتا الحالتين أنّ «الأحد عشر» يسجدون أمام يسوع (متّى ٢٨: ١٧؛ لوقا ٢٤: ٥٢).

لا يُغفل أيضًا أمر آخر، وهو أنّ المشهدين يحدُثان على جبل. ومع ذلك، فإنّ أوجه التشابه هذه تخدم، بشكل رئيس، لتسليط الضوء على الاختلافات بين العرضين. على سبيل المثال، «الجبل» في متّى ٢٨: ١٦ يقع في الجليل، بينما نستنتج من عرض لوقا أنّ هذا الجبل هو جبل الزيتون، شرق أورشليم (٢٤: ٥٠). في هذا السياق لا يمكن إغفال التشابه بين عرض متّى وما يعرضه سفر الخروج عند اجتماع الشعب حول جبل سيناء لاستلام الشريعة - كلمة الله. يسوع يجمع التلاميذ في الجليل - جليل الأمم - حيث يدعوهم «اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم وعمّدوهم باسم الآب والابن والروح القدس. وعلّموهم أن يحفظوا جميع ما أوصيتكم به» (٢٨: ١٩-٢٠). شعب الله - الكنيسة - صارت هي المدعوّة من كلّ الأمم لتحيا بكلمة الله: «وهكذا أكون» - «معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر» (٢٠) - هكذا يبقى المسيح حاضرًا في كنيسته.

الفرق الرئيس بين القصّتين، مع ذلك، له علاقة بما يحدث للربّ. وفقًا لعرض لوقا، يغادر الربّ الكنيسة ويصعد إلى السماء، بينما في رواية متّى فهو لا يغادر الكنيسة. فالربّ يعلن، على العكس: «ها أنا معكم كلّ الأيّام إلى انقضاء الدهر» - لا توجد هنا كلمة واحدة عن أمر صعوده. يسوع يغادر وفقًا للوقا؛ بينما هو باقٍ وفقًا لمتّى. ما الأمر إذًا؟ هل ترك يسوع هذه الأرض، أم بقي هنا؟

يبدو كأنّ مرقس قد تصدّى، في إنجيله لهذا السؤال. فبحسب المشهد الختاميّ لديه، هو يخبرنا عن يسوع الناهض من بين الأموات، ثمّ: «إنّ الربّ بعدما كّلمهم ارتفع إلى السماء، وجلس عن يمين الله. وأمّا هم فخرجوا وكرزوا في كلّ مكان، والربّ يعمل معهم ويثبّت الكلام بالآيات التابعة» (مرقس ١٦: ١٩-٢٠). يدرك المرء النقطة التي أثيرت هنا إذا تمعّن بالطريقة التي يدعو عبرها النصّ يسوع بـ «الربّ» مكرّرة. تتجلّى إذًا سيادته بطريقتين: بصعوده إلى المجد الإلهيّ، وعبر حضوره المستمرّ في خدمة الكنيسة.

الخطوط الافتتاحيّة للمزمور ١٠٩ تعكس هذين الجانبين لسيادة الربّ يسوع - في السماء وعلى الأرض: «قال الربّ لربيّ: اجلس عن يميني حتّى أضع أعداءك موطئًا لقدميك يرسل الربّ قضيب عزّك من صهيون. تسلّط في وسط أعدائك». في أوّل تأكيد لهذا المزمور، يُتوّج يسوع في السماء، جالسًا عن يمين الله الآب. أمّا الآية التالية فتتحدّث عن «قوّته» التي تخرج من صهيون، أي أورشليم. هذا التمرين المزدوج لسيادة يسوع يطابق ما نجده في العهد الجديد، حيث يتلقّى الرسل، بعد أن شهدوا الصعود، «القوّة» عند حلول الروح القدس عليهم (أعمال ١: ٨).

هذا ما لاحظه أيضًا الآباء أمثال الشهيد يوستينوس الفيلسوف (الآباء الرسوليّين)، الذي تكلّم على «أيقونتين» لسيادة المسيح في هذا المزمور: الأولى حين تعريش المسيح عن يمين الله الآب في السماء، والثانية في امتداد صولجان سلطته «قضيب عزّه» في هذا العالم. في كلا المكانين - المنتصر في السماء والمجاهد في هذا العالم - يسوع هو الربّ.

لا يمكن فصل مُلك المسيح في السماء عن الرسالة الإنجيليّة للكنيسة على الأرض. أسّس القدّيس بطرس، في خطبته الأولى، اتّحاد هاتين الفكرتين، مستشهدًا بمطلع المزمور ١٠٩ كأساس لرسالة الكنيسة ودعوتها إلى التوبة: «وإذ ارتفع بيمين الله، وأخذ موعد الروح القدس من الآب، سكب هذا الذي أنتم الآن تبصرونه وتسمعونه. لأنّ داود لم يصعد إلى السماوات. وهو نفسه يقول: قال الربّ لربّي: اجلس عن يميني. حتّى أضع أعداءك موطئًا لقدميك. فليعلم يقينًا جميع بيت إسرائيل أنّ الله جعل يسوع هذا، الذي صلبتموه أنتم، ربًّا ومسيحًا. فلمّا سمعوا نُخسوا في قلوبهم، وقالوا لبطرس ولسائر الرسل: ماذا نصنع أيّها الرّجال الإخوة. فقال لهم بطرس: توبوا وليعتمد كلّ واحد منكم على اسم يسوع المسيح لغفران الخطايا، فتقبلوا عطيّة الروح القدس. لأنّ الموعد هو لكم ولأولادكم ولكلّ الذين على بُعد، كلّ من يدعوه الربّ إلهنا» (أعمال ٢٢: ٣٣-٣٩).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: صلاة السجدة

التلميذ: قال الكاهن إنّنا سنصلّي صلاة السجدة يوم أحد العنصرة مباشرة بعد القدّاس الإلهيّ. ما هي هذه الصلاة؟

المرشد: هي صلاة الغروب لاثنين الروح القدس الذي يلي أحد العنصرة. جرت العادة أن تقام هذه الصلاة بعد قدّاس العنصرة مباشرة حين يكون الناس مجتمعين في الكنيسة إذ قد لا يأتون بعد الظهر إذا أقيمت في موعدها. نرتّل فيها تراتيل العنصرة التي تتكلّم كلّها على الروح القدس وأهمّها «أيّها الملك السماويّ...».

التلميذ: هذه أعرفها. أصلّيها كلّ يوم.

المرشد: نعم. تقال «أيّها الملك السماويّ..» في بدء كلّ صلاة طقسيّة ويتلوها كلّ واحد منّا في صلاته الخاصّة. أظنّ أنّها الصلاة الوحيدة الموجّهة مباشرة إلى الروح القدس. في لحظة ترتيلها تركّز الكنيسة كلّ تطلّعاتها نحو الروح القدس ملتمسة حضوره. في هذه اللحظة يستطيع كلّ مؤمن ساجد أن يلتمس الروح «هلمّ واسكن فينا» وتتجدّد في قلبه نعمة حلول الروح القدس في العنصرة.

التلميذ: لكنّك لم تقل لي ما هي «السجدة»؟

المرشد: السجدة هي الركوع على الركبتين. بعد الدورة في صلاة الغروب يقول الكاهن: «أيضًا وأيضًا بإحناء الركب إلى الربّ نطلب...» ويتلو صلوات وهو راكع وكلّ الشعب معه. هذه الصلوات هي صلوات توبة وتضرّع إلى الله ليغفر لنا ويقبلنا. نقول في الصلاة الأولى: «اقبلنا نحن الجاثين لديك والهاتفين إليك والهاتفين قد أخطأنا... لكنّنا نثق برأفتك فنصرخ إليك، خطايا شبابنا وجهلنا لا تذكر ... وقبل أن نعود إلى الأرض أهّلنا أن نعود إليك ...».

التلميذ: هذه الصلوات طويلة جدًّا...

المرشد: لن تبدو لك طويلة إذا تابعت الصلاة في كتاب. وإذا تفحّصتها بإمعان تجد فيها كلّ العقيدة الأرثوذكسيّة، وترى أنّها توجز التدبير الإلهيّ للخلاص وتبيّن كلّ ما فعل الله للبشر وتلتمس النعمة. وتشير الصلوات إلى سرّ الثالوث القدّوس: «يا من في هذا اليوم الأخير العظيم الخلاصيّ (أي يوم العنصرة) أوضحتَ لنا سرّ الثالوث المقدّس المتساوي في الجوهر والمتعادل في الأزليّة...». أتوقّف هنا وأتركك تختبر سجدة العنصرة ونتكلّم لاحقًا على خبرتك.

 

ألوهيّة الابن

«... الكلمة نفسه قدّم جسده من أجلنا كيلا يكون إيماننا ورجاؤنا على بشر لكن ليكون إيماننا بالله الكلمة ذاته. لماذا إذًا، الآن وقد صار إنسانًا، بقي في المجد «مجد الوحيد لأبيه مملوءًا نعمة وحقًّا» (يوحنّا ١: ١٤)؟ لأنّ كلّ ما احتمله في الجسد عظّمه كإله. وبينما جاع بجسده أطعم الجياع كإله...».

... هكذا يتّضح لكلّ واحد أنّ الجسد جاهل لكنّ الكلمة نفسه يعرف كلّ شيء قبل أن يحدث. لأنّه، عندما صار إنسانًا، لم يكفّ عن كونه إلهًا (يوحنّا ٦: ٦)، وهو إله لم يتخلَّ عمّا هو إنسانيّ. بالحريّ، مع كونه إلهًا أخذ جسدًا، وهو في الجسد إله الجسد...».

هذه أقوال القدّيس أثناسيوس الكبير رئيس أساقفة الإسكندريّة (٢٩٦-٣٧٣)، بطل محاربة الآريوسيّة الذي كان شمّاسًا لمّا رافق رئيس أساقفة الإسكندريّة ألكسندروس إلى مجمع نيقية السنة ٣٢٥ الذي برز في أثناء المجمع. استمرّ في مقاومة الآريوسيّة بعد المجمع المسكونيّ الأوّل وكتب كثيرًا في هذا الموضوع.

 

قدّيسون جدد في الكنيسة الصربيّة

أعلن المجمع المقدّس للكنيسة الأرثوذكسيّة الصربيّة قداسة القدّيس غريغوريوس، الذي كان راهبًا  في الدير البطريركيّ في بيتش بين القرنين ١٧ و١٨، وقُتل على يد الأتراك لأنّه رفض أن ينكر المسيح، عيده في ٢٢ كانون الثاني، والقدّيس باسيليوس الذي كان فرّانًا في بيتش في القرن ١٧ وقُتل للسبب ذاته. عيده في ٢٩ نيسان. كما أعلن قداسة القدّيسة بوسيلكا (القرن ١٨) الشهيدة التي خُطفت وهي في السابعة عشرة، ورفضت أن تنكر المسيح وتتخلّى عن إيمانها فقُتلت. عيدها في ١٣ تشرين الأوّل.

 

تكريس كنيسة في الكونغو

يوم أحد السامريّة في ٦ أيّار ٢٠١٨ جرى تكريس كنيسة القدّيسة فوتيني في العاصمة بوانت نوار، وهي الثالثة في المدينة، برئاسة المتروبوليت بندليمون راعي أبرشيّة برازافيل والغابون، وعاونه الكهنة المحلّيّون بحضور العديد من المؤمنين والرسميّين. بعد القدّاس الإلهيّ كان تكريم كلّ الذين عملوا على إنجاز البناء الذي وضع له الحجر الأساس بطريرك الإسكندريّة ثيوذوروس الثاني السنة ٢٠٠٧. ثمّ تناول الجميع طعام الغداء في باحة الكنيسة واستمعوا إلى الجوقة ترنّم التراتيل الكنسيّة والأناشيد التقليديّة.

Last Updated on Monday, 21 May 2018 10:28
 
Banner