Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2020 العدد ٢٤: الوجود وحسن الوجود وكمال الوجود: من السيرورة إلى الصيرورة في المسيح
العدد ٢٤: الوجود وحسن الوجود وكمال الوجود: من السيرورة إلى الصيرورة في المسيح Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 14 June 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ١٤ حزيران ٢٠٢٠ العدد ٢٤ 

أحد جميع القدّيسين

كلمة الراعي

الوجود وحسن الوجود وكمال الوجود:

من السيرورة إلى الصيرورة في المسيح

2420محطّات ثلاث تميّز علاقة الإنسان بالله، والذي حجر الزاوية فيها هو الروح القدس. المحطّة الأولى هي الخلق، حينما خلق الله الإنسان على صورته ونفخ فيه «نسمة حياة فصار آدم نفسًا حيّة» (تكوين ٢: ٧). هكذا أتى خلق الإنسان مجبولًا منذ البداءة بصلة عميقة مع الله، صلة تشكّل الإطار الطبيعيّ ليحقّق ذاته.

المحطّة الثانية هي عطيّة الروح القدس في العنصرة. إنّها العطيّة المميِّزة للوجود الثاني، تلك التي تحصل متى وُلد المؤمن في جرن المعموديّة ومُسح بالميرون المقدّس وصار عضوًا في جسد المسيح. بهذه العطيّة بات بإمكاننا أن نعاين الإنسان الجديد، يسوع المسيح، ونكوّن نفسنا عليه وعلى كلمته. إنّها سيرورتنا وفق الإيمان بالمسيح.

أمّا المحطّة الثالثة فهي بلوغنا «قامة ملء المسيح» (أفسس ٤: ١٣)، حين يتحقّق الوجود الأوّل بنجاز الوجود الثاني، حين يصير الإنسان مستودعًا للروح القدس وهيكلًا له على الدوام. «صار آدم، الإنسان الأوّل، نفسًا حيّة، وآدم الأخير روحًا محييًا» (١كورنثوس ١٥: ٤٥). إنّها صيرورتنا أقنومًا فاعلًا، أي قدّيسًا وابنًا لله حقًّا. إنّها تسميات ثلاث لعطيّة واحدة: تحقيق ذواتنا باتّحادنا بالله.

في إنجيل أحد جميع القدّيسين، نجد الجواب الإنسانيّ على هذه العطايا الثلاث. فلكلّ عطيّة جوابها في حياة المؤمن. الجواب عن عطيّة الوجود هو قبولها كبوصلة للحياة، كعيش للصلة بالله، لمرجعيّته وأبوّته. فعندما يقول يسوع: «كلّ مَن يعترف بي قدّام الناس أعترف أنا أيضًا به قدّام أبي الذي في السماوات» (متّى ١٠: ٣٢)، فهو يشير إلى القاعدة والمبادئ والمُثُل التي نبني حياتنا عليها، أي «عقيدتنا» التي نؤمن بها ونعيش بموجبها. جوابنا عن عطيّة الوجود هو في تبنّينا دستور الإيمان كدستور حياة.

أمّا الجواب عن العطيّة الثانية فهو بإعلائها فوق أيّ اعتبار، فوق كلّ شيء. فعندما يعلن يسوع: «مَن أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني. ومنَ أحبّ ابنًا او ابنة أكثر منّي فلا يستحقّني. ومَن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقّني» (متّى ١٠: ٣٧-٣٨)، فهو يدخلنا في سرّ المحبّة الروحيّة التي تشكّل الأساس والنموذج لكلّ الربط، بدءًا بالربط الجسديّة والعائليّة، وانتهاء بربطنا بالعالم المخلوق وغير المخلوق. إنّها المحبّة التي رأيناها في يسوع ممدودة لكلّ البشريّة والحريّ بها أن تلهم كلّ الربط وتغذّيها وتشدّها إلى بُعدها الأخير، إلى محبّة الله من كلّ الكيان ومحبّة القريب كالنفس. هذا ما يقودنا إليه الروح القدس.

وأمّا الجواب عن العطيّة الثالثة فهو أن نصير «روحانيّين» كما يصفنا بولس الرسول، أي مَن صار «يَحكُم في كلّ شيء ولا يَحكُم فيه أحد» (١كورنثوس ٢: ١٥)، بعد أن «حمل أثقال» الآخرين وأتمّ «ناموس المسيح» (غلاطية ٦: ٢). في هؤلاء يصحّ قول يسوع: «تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر» (متّى ١٩: ٢٨). وإلى صفة «الروحيّ» تُضاف صفة أخرى وهي «الوارث»، والتي هي تتويج للأولى، فنصير «ورثة الله ووارثين مع المسيح» (رومية ٨: ١٧). بهذا المعنى نفهم قول الربّ: «كلّ مَن ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو امرأة أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبديّة» (متّى ١٩: ٢٩). هذا تنجزه المحبّة الروحيّة في النفوس كما هو أيضًا إنجاز الروح القدس فينا.

هل هذا الطريق، من الوجود إلى حسن الوجود فإلى كمال الوجود، الذي يرسمه الإنجيل، مضمون للجميع؟ الجواب نجده في التذكار الذي وضعته الكنيسة اليوم. إنّه تذكار جميع القدّيسين. فهؤلاء جعلوا من الوجود الأوّل مكانًا لعيش الوجود الثاني، فاتّسع كيان كلّ واحد منهم حتّى حوى في ذاته الله وكلّ الإنسان، بفعل المحبّة الروحيّة التي اقتناها فيه وعاشها. هكذا جسّدوا القول: «الذي يزرعه الإنسان إيّاه يحصد أيضًا» (غلاطية ٦: ٧).

أمّا خاتمة الإنجيل: «ولكن، كثيرون أوّلون يكونون آخِرين، وآخِرون أوّلين» (متّى ١٩: ٣٠)، فتخاطب مقاربتنا لهذه المسيرة والصيرورة وتضعها كلّها في يد الله، فهي تفتح كوّة يدخل منها إلى رحاب القداسة مَن لم نظنّه ممكنًا أن يحتلّ المراتب الأولى، بينما تلفظ خارجًا مَن ظنّ نفسه أمينًا على العطيّة لكنّه لم يثمّنها حقًّا. إذًا الطريق مفتوح في الاتّجاهَين، ويمكن أن ينعكس اتّجاه السير بفعل حرصنا، أو عدم حرصنا، على عطايا الله بروح الله. هلّا حرصنا على بعضنا البعض حتّى لا يخسر أحدنا المرتبة الأولى المعدّة له؟ هلّا شكرنا القدّيسين لأنّهم لا ينفكّون يعينون ضعفنا؟ هلّا طلبنا نعمة الروح القدس باتّضاع وانسحاق لينير دربنا الشخصيّ والجماعيّ على السواء؟

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١١: ٣٣-٤٠، ١٢: ١-٢

يا إخوة إنّ القدّيسين أجمعين بالإيمان قهروا الممالك وعملوا البرّ ونالوا المواعد وسدّوا أفواه الأسود، وأطفأوا حدّة النار ونجوا من حدّ السيف وتقوّوا من ضعف وصاروا أشدّاء في الحرب وكسروا معسكرات الأجانب، وأخذت نساء أمواتهن بالقيامة، وعُذّب آخرون بتوتير الأعضاء والضرب، ولم يقبلوا بالنجاة ليحصلوا على قيامة أفضل، وآخرون ذاقوا الهزء والجلد والقيود أيضًا والسجن، ورُجموا ونُشروا وامتُحنوا وماتوا بحدّ السيف، وساحوا في جلود غنم ومعزٍ وهم مُعوَزون مُضايَقون مَجهودون، ولم يكن العالم مستحقًّا لهم، فكانوا تائهين في البراري والجبال والمغاور وكهوف الأرض. فهؤلاء كلّهم، مشهودًا لهم بالإيمان، لم ينالوا الموعد لأنّ الله سبق فنظر لنا شيئًا أفضل أن لا يَكْمُلوا بدوننا. فنحن أيضًا إذ يُحدِقُ بنا مثلُ هذه السحابة من الشهود فلنُلْقِ عنّا كلّ ثقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولة بنا، ولنُسابق بالصبر في الجهاد الذي أمامنا، ناظرين إلى رئيس الإيمان ومكمّله يسوع.

 

الإنجيل: متّى ١٠: ٣٢-٣٣، ٣٧-٣٨ و١٩: ٢٧-٣٠

قال الربّ لتلاميذه: كلّ من يعترف بي قدّام الناس أَعترف أنا به قدّام أبي الذي في السماوات. ومن يُنكرني قدّام الناس أُنكره أنا قدّام أبي الذي في السماوات. من أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثر منّي فلا يستحقّني، ومن أَحبّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقّني. ومَن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقّني. فأجاب بطرس وقال له: هوذا نحن قد تركنا كلّ شيء وتبعناك، فماذا يكون لنا؟ فقال لهم يسوع: الحقّ أقول لكم إنّكم أنتم الذين تبعتموني في جيل التجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجده، تجلسون أنتم أيضًا على اثني عشر كرسيًّا تدينون أسباط إسرائيل الاثني عشر. وكلّ من ترك بيوتًا أو إخوة أو أخوات أو أبًا أو أمًّا أو امرأة أو أولادًا أو حقولاً من أجل اسمي يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبديّة. وكثيرون أَوَّلون يكونون آخِرين وآخِرون يكونون أوّلين.

 

الشهادة في عالمٍ يعاني

يُطلعنا سفر أعمال الرسل، أنّه بعد استشهاد إستفانوس (أعمال الرسل ٧: ٥٤-٦٠)، عن اضطهاد حصل على الكنيسة في أورشليم: «وَكَانَ شَاوُلُ رَاضِيًا بِقَتْلِهِ. وَحَدَثَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ اضْطِهَادٌ عَظِيمٌ عَلَى الْكَنِيسَةِ الَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، فَتَشَتَّتَ الْجَمِيعُ فِي كُوَرِ الْيَهُودِيَّةِ وَالسَّامِرَةِ، مَا عَدَا الرُّسُلَ.» (أعمال الرسل ٨: ١).

لم يترك الكهنة والفرّيسيّون والصدّوقيّون التلاميذ يبشّرون بالربّ يسوع، وأرادوا القضاء عليهم فاضطهدوهم، رغم تنبيه غمالائيل لهم «إن كان من الله فلا تقدرون على أن تنقضوه. لئلّا توجدوا محاربين لله أيضًا» (أعمال الرسل ٥: ٣٩) لكنّهم استمرّوا في غيّهم، ورجموا إستفانوس شهيد الكنيسة الأوّل. وكان المسؤول، المعيّن من قبلهم، عن اضطهاد المسيحيّين شاول الطرسوسيّ (بولس الرسول) الذي كان راضيًا عن موت إستفانوس، هذا الشعور من الغبطة، والرضى على تأدية الواجب، الذي يراود الإنسان، الذي ينصّب نفسه مدافعًا عن الله، عندما يهين الآخر فقط لأنّ رأيه مخالفٌ لرأيه، ويذلّه محاولًا إلغاءه، ولا يتوّرع عن قتله، ويظّنّ أنّه يقدّم عبادةً لله (يوحنّا ١٦: ٢).

ويظهر الاضطهاد في سفر أعمال الرسل مرافقًا للتلاميذ، وفقًا لما قاله يسوع: «إِذا اضطَهَدوني فسَيَضطَهِدونَكم أَيضًا» (يوحنّا ١٥: ٢٠). ولكنّ الاضطهاد بدلًا من أن يخمد شعلةَ التبشير كان يُضرِمها. حتّى ذلك الوقت، لم تكن من أولويّات التلاميذ والمؤمنين، بعد، الانطلاقة إلى البشارة بين الأمم، فقد كانت شهادتهم محصورة في أورشليم. الأكيد أنّ التلاميذ كانوا مدركين أنّهم مُكلّفون من الربّ يسوع لكي ينقلوا البشارة إلى العالم أجمع «اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا» (مرقس ١٥: ١٦)، لكنّهم لم يكونوا بعد يعرفون كيف سينطلقون. وأتى هذا الاضطهاد القاسي الذي بدلًا من أن يقضي على المؤمنين، ويثبّط عزيمتهم، ويزعزع إيمانهم، وبدلًا من أن يرميهم في حالة من الإحباط، والشكوى، والتذمّر، والضيق دفعهم إلى الهروب، والتشتّت في مناطق اليهوديّة والسامرة. أراد اليهود طردهم من مدينة الله أورشليم، فإذا باللَّه يقيم قلوبًا يسكن فيها في أماكن مختلفة،» لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَة» (عبرانيّين ١٣: ١٤)، حيثما حلّ المؤمنون، أصبحوا زارعين، مبذّرين بذار الكلمة الإلهيّة في النفوس. وهذا كان مصدر فرح لمن بشّروهم «فكانَ فرحٌ عظيمٌ في تلك المدينة» (أعمال الرسل ٨: ٨). الفرح هو من ثمار الروح القدس، المؤمن دائمًا فرِح، حتّى في أوقات الشدّة، الفرَح يأتي عندما نقبل نعمة الله، وعطاياه ونتمتّع بسلوك مشيئته متحلّين بالصبر.

لم يعدنا الربّ يسوع بطريق سهل مفروش بالورود، بل قال: «مَا أَضْيَقَ الْبَابَ وَأَكْرَبَ الطَّرِيقَ الَّذِي يُؤَدِّي إلَى الْحَيَاةِ، وَقَلِيلُونَ هُمُ الَّذِينَ يَجِدُونَهُ» (متّى ٧: ١٤) الكنيسة من يوم العنصرة، من لحظة حلول الروح القدس على التلاميذ (أعمال الرسل ٢)، سلكت كسيّدِها في طريق جلجلة مخضّبة بالضيقات المختلفة: اضطهادات، تهديدات، افتراءات، بدع، شقاقات، تجارب، حروب...

نعيش اليوم في ضيق اقتصاديّ وصحّيّ، الخطر يداهمنا من كلّ الجهات، ويتحدّى ثباتنا في الإيمان، وشهادتنا المسيحيّة. في التزامنا، كمؤمنين، الحياة بالمسيح. شهادتنا المطلوبة منّا كمسيحيّين، لا تفرق عن شهادة الرسل، والقدّيسين، والشهداء. عبر التمسّك بإيماننا بالله، الذي يجب ألّا يتزعزع أمام أيّ شدّة. السبل كثيرة ومتاحة أمامنا. بدءًا من بيوتنا، عبر تفعيل الصلاة في حياة العائلة. إذ لا شيء يحفظ الإنسان ويقيه من التجارب بقدر الصلاة واللجوء إلى الله. هذه العشرة مع الله تملأنا بنعم الروح القدس، «محبّة فرح سلام طول أناة لطف ....» (غلاطية ٥: ٢٢)، كما أنّ اليوم لدينا فرصةً للانطلاق نحو الآخر عبر الإحسان على الصعيد الروحيّ والمادّيّ. المؤمن لا يمكنه أبدًا أن يكون حياديًّا أمام مصاعب الناس، بالعكس هو متأهبٌ، ومبادرٌ، ومنطلقٌ نحو الآخر. كثرٌ، ممّن همّشتهم الحياة، أو من همّشوا أنفسهم بالسلوك في دروب الخطيئة، بحاجة إلى احتضان، وإلى كلمة تعزية مشدّدة وحاملة للرجاء، وأن يشعروا أنّهم محبوبون، وأنّهم موجودون في هذه الحياة، وأن ثمّة من يتلّمس أوجاعهم النفسيّة، والروحيّة. هذه الانعطافة قد تردّ خاطئًا إلى التوبة، وتخفّف كثيرًا من وجع المتألّم، ومن حزن الحزين، ومن يأس الفاقد الأمل. ولا ننسى أيضًا فتح أيدينا على العطاء، كلّ حسب قدرته وإمكاناته، حتّى ولو كان قليلاً، قيمته عند المحتاج، وفي عيني الربّ كبيرة.

مسؤوليّتنا الأولى والأخيرة، كمسيحيّين، أن نزرع كلمة الله أوّلاً في نفوسنا، ثمّ في نفوس الآخرين، والله هو الذي ينّمي الزرع لما فيه مجده وحده.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: لماذا عيد لجميع القدّيسين؟

التلميذ: لماذا عندنا عيد لجميع القدّيسين ونحن نعرف أنّ لكلّ قدّيس عيدًا أو أكثر على مدار السنة؟

المرشد: يمكن الإجابة أوّلًا بأنّ هذا عيد لكلّ الذين يعرفهم الله أنّهم سلكوا في قداسة الحياة ونحن لا نعرفهم، فأقامت لهم الكنيسة عيدًا مشتَركًا في الأحد الأوّل بعد العنصرة، بعد حلول الروح القدس وتأسيس الكنيسة.

التلميذ: متى ابتدأت الكنيسة تعيّد لجميع القدّيسين؟

المرشد: ابتدأت الكنيسة أوّلاً بتكريم الشهداء وأقامت لهم أعيادًا كلّ في يوم استشهاده، ثمّ عيّدت أيضًا للذين سلكوا في حياة القداسة من دون ان يستشهدوا. عاشوا حياتهم بالروح القدس وأعطوا قلوبهم لله. هناك شهادات على ذلك في كنيسة أنطاكية منذ القرن الرابع: عظة للقدّيس أفرام السريانيّ السنة ٣٧٣ عن هذا العيد وعظة للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم عن العيد ذاته السنة ٤٠٧.

التلميذ: إذًا القدّيس هو الذي يعيش بالروح القدس؟

المرشد: في الكنيسة، والكنيسة غايتها أن نتّحد بالربّ القدّوس. كلّ عضو فيها يحلّ عليه الروح القدس في الأسرار ويجعله على درب مشروع قداسة. قد يصير قدّيسًا عظيمًا معروفًا وقد يبقى مؤمنًا متواضعًا واقفًا أمام الله نعيّد له اليوم.

 

قدّيسة من بلادنا: الشهيدة أكيلينا الجبيليّة

عاشت في أواخر القرن الثالث. هي ابنة أحد أعيان جبيل الفينيقيّة. عمّدها أسقف المدينة وهي في الخامسة من عمرها. ابتدأت منذ سنّ العاشرة بتعليم رفاقها كيف يتركون عبادة الأوثان ويتبعون المسيح. بلغ خبرها إلى رجل اسمه نيقوديموس كان يدافع عن الوثنيّة فوشى بها إلى الوالي وأقنعه بأنّها، على صغر سنّها، تشكّل خطرًا على عبادة الأوثان في المدينة. قبض الجند عليها فوقفت أمام الوالي واعترفت بالمسيح المخلّص. اغتاظ الوالي من جسارتها فأمر بضربها بالسياط وإخضاعها للعذاب. لمّا أُغمي عليها ظنّ أنّها شارفت على الموت فأخرجوها وألقوها في القمامة. جاء ملاك من عند الربّ وأعانها فقامت على رجليها صحيحة معافاة ودخلت خلسة إلى دار الولاية حتّى وصلت إلى غرفة الوالي. لمّا صحا من نومه ورآها أمامه أصابه الذعر فاستدعى الحرّاس وألقاها في السجن وفي اليوم التالي أمر بقطع رأسها. عيدها في ١٣ حزيران.

 

مكتبة رعيّتي

إليكم بعض المطالعة الجديدة فقد أصدرت تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع مؤخّرًا ثلاثة كتيّبات مُترجمة هي:

- «تحدّيات اللاهوت الأرثوذكسيّ في القرن الحادي والعشرين» للمطران كاليستوس (وير)، سلسلة أوراق لاهوتيّة رقم ١، ٤٦ صفحة.

- «إيمان الآباء: خلفيّة الإيمان الأرثوذكسيّ الآبائيّة ودراسة الآباء في مطلع القرن الحادي والعشرين» للأسقف إيلاريون (ألفاييف)، سلسلة أوراق لاهوتيّة رقم ٢، ٤٨ صفحة.

- «خواطر في الرهبنة» للأرشمندريت باسيليوس رئيس دير إيفيرون، سلسلة أصوات من الجبل المقدّس رقم ١٣، ٢٤ صفحة.

تُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع ٢٦٣٠٨٨-٠١، ومن المطرانيّة في برمانا.

Last Updated on Thursday, 11 June 2020 10:46
 
Banner