Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2020 العدد ٢٨: من «مرور الكرام» إلى شقّ «الطريق» في حياتنا
العدد ٢٨: من «مرور الكرام» إلى شقّ «الطريق» في حياتنا Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 12 July 2020 00:00
Share

raiati website copy

الأحد ١٢ تمّوز ٢٠٢٠   العدد ٢٨ 

الأحد الخامس بعد العنصرة

القدّيسان الشهيدان بروكلوس وإلاريوس

القدّيس باييسيوس الآثوسيّ

كلمة الراعي

من «مرور الكرام»

إلى شقّ «الطريق» في حياتنا

2820كان المرور من كورة الجرجسيّين محفوفًا بالخطر لأنّ مجنونَين كانا يخرجان من القبور هائجَين جدًّا «حتّى لم يكن أحد يقدر على أن يجتاز من تلك الطريق» (متّى ٨: ٢٨). فالطريق «ملغومة» بعمل الشيطان، إذا كان هذان المجنونان «مفخّخَين» به. لـمّا مرّ يسوع من هناك فكّك هذه الألغام ودرأ أذاها عن الإنسان بسماحه للشياطين التي عشّشت في هذَين المجنونَين بأن تغادرهما إلى قطيع الخنازير الرابض هناك. على الأثر، «اندفع القطيع من على الجرف إلى البحر ومات في المياه» (متّى ٨: ٣٢). انفجرت الألغام بحامليها فظهر مفعولها المميت والمهلك الكامن فيها وما يمكن أن تلحقه بالإنسان من شرّ وضرر. بذلك شقّ يسوع الطريق العموميّة لخلاص البشريّة.

لم يكن مرور يسوع من تلك المحلّة «مرور الكرام»، فقد بدّل حياة هذَين الرجلَين المعذّبَين وشقّ لهما طريقًا جديدة. شفاؤهما هو الهديّة الكبرى التي حصلنا عليها، إذ بفضلهما اكتشفنا عري الإنسان المخدوع من الشيطان والمستعبَد له، واكتشفنا جمال الإنسان الذي يلبس المسيح ويعيش بنعمته. الفارق بين الحالتَين، بين لبس أوراق التين بعد الخطيئة في الفردوس، ولبس المسيح في المعموديّة، استبان بأجلى بيان في الكنيسة كمحصّلة لمرور يسوع من تلك المحلّة. بذلك شقّ يسوع الطريق الخصوصيّة، الخاصّة بخلاص كلّ واحد منّا.

إلّا أنّ البعض يقوّم المحصّلة بطريقة أخرى، على أساس ردّ فعل سكّان المنطقة. وإن دحر يسوع الشيطان وأظهر سلطانه على الأرواح النجسة وقدرته على تحرير الإنسان من سطوتها وشفائه منها، إلّا أنّه لم يستطع أن يشقّ طريقًا إلى قلوب أهل المحلّة. ربّ قائل إنّ الباب بقي موصدًا أمامه في الوقت الراهن. فهؤلاء لم يشاؤوا أن يصعدوا في القطار الذي وضعه يسوع على السكّة. آثروا أن يضعوا في الحسبان الخسارة المادّيّة التي تعرّضوا لها من جرّاء نفق قطعانهم، على أن يأخذوا بالاعتبار الكساء الجديد الذي يلبسه يسوع للمؤمنين به.

لربّما نشمئزّ من أهل تلك الكورة لطلبهم إلى يسوع «أن ينصرف عن تخومهم» (متّى ٨: ٣٤)، لظنّنا أنّنا لا نحذو حذوهم أحيانًا كثيرة أو قليلة! فهل نحن متأكّدون من أنفسنا إلى هذا الحدّ؟ أَلم نرفض مرّات كثيرة حلّة النعمة ولبسنا عوضًا منها حلّة الخطيئة وتمسّكنا بها بعناد وكبرياء؟ هذه مرآة أولى نعاين فيها سلوكنا وواقع نفوسنا.

لربّما نشعر بالأسى كيف أنّ يسوع غادر المكان بهذه البساطة من دون ردّ فعل. لو كنّا مكانه لكنّا تعاملنا مع الواقعة بشكل مختلف. كنّا سنظهر حقيقة ما حصل ودافعنا عن أنفسنا؛ كنّا وجّهنا الملامة إلى أهل المحلّة لتعلّقهم بالمادّة عوضًا من الفرح بشفاء الممسوسَين. هذه مرآة ثانية نعاين فيها طريقة بشارتنا.

أمام هذَين الموقفَين المحتملَين في حياتنا، تبرز وداعة يسوع، كما حصل معه في كورة الجرجسيّين. فهو لم يطالب حينها لا بشكر ولا بحقّ؛ لم يجادل ولا دافع عن نفسه؛ لم ينتفض عليهم، ولا تبرّأ منهم. لم يترك للانفعال أن يشقّ طريقًا إلى قلبه كما قد يحدث معنا في حالة مماثلة. هذه مرآة ثالثة يمكننا أن نعاين فيها تمثّلنا للمسيح في حياتنا.

«دخل يسوع السفينة واجتاز وجاء إلى مدينته» (متّى ٩: ١). غادر إلى مكان آخر وشقّ بذلك طريق الوداعة في شهادتنا وعلّمنا أن نحذو حذوه في نقل البشارة والكرازة بملكوت الله. فهل ينجح معنا؟ هذه طريق ثالثة يشقّها يسوع أمام مَن يشاء أن يمشي بالفعل في إثره. 

أمام هذه المرايا الثلاث والطرق الثلاث التي استبانت في حادثة الشفاء هذه، بات علينا أن نقدّم جوابًا عن أنفسنا، بحيث لا يكون مرور يسوع في حياتنا «مرور الكرام»، ولا يكون مرورنا نحن في الكنيسة «مرور الكرام». في هاتَين الحالتَين، لا يسوع ولا الكنيسة يحدِثان فرقًا في حياتنا، فتبقى الكلمة الأولى للخطيئة المعشّشة فينا، وللشرّ المستحوذ علينا، وللشيطان الذي يهمس أفكاره فينا. ساعتها لا يمنعنا شيء من القول ليسوع: «ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أَجئتَ إلى هنا قبل الوقت لتعذّبنا؟» (متّى ٨: ٢٩). هلّا انفتحت عيوننا إذًا على حقيقة الإنجيل وعيشها والكرازة بها بحيث يصير يسوع طريقنا كما قال مرّة: «أنا هو الطريق» (يوحنّا ١٤: ٦)؟

سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

  

الرسالة: رومية ١٠: ١-١٠

يا إخوة إنّ بُغية قلبي وابتهالي إلى الله هما لأجل إسرائيل لخلاصه، فإنّي أَشهد لهم أنّ فيهم غيرة لله إلّا أنّها ليست عن معرفة، لأنّهم إذ كانوا يجهلون برّ الله ويطلبون أن يقيموا بِرّ أنفسهم لم يخضعوا لبرّ الله. إنّما غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكلّ مَن يؤمن. فإنّ موسى يصف البرّ الذي من الناموس بأنّ الإنسان الذي يعمل هذه الأشياء سيحيا فيها. أمّا البرّ الذي من الإيمان فهكذا يقول فيه: لا تقلْ في قلبك مَن يصعد إلى السماء؟ أي ليُنزل المسيح؛ أو من يهبط إلى الهاوية؟ أي ليُصعد المسيح من بين الأموات. لكن ماذا يقول؟ إنّ الكلمة قريبة منك، في فمك وفي قلبك، أي كلمة الإيمان التي نبشّر نحن بها. لأنّك إن اعترفت بفمك بالربّ يسوع وآمنت بقلبك بأنّ الله قد أقامه من بين الأموات فإنّك تخلُصُ لأنّه بالقلب يؤمَن للبرّ وبالفم يُعترف للخلاص.

 

الإنجيل: متّى ٨: ٢٨-٣٤ و٩: ١

في ذلك الزمان لمّا أتى يسوع إلى كورة الجرجسيّين استقبله مجنونان خارجان من القبور، شرسان جدًّا، حتّى إنّه لم يكن أحد يقدر على أن يجتاز من تلك الطريق. فصاحا قائلَين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتُعذّبنا؟ وكان بعيدًا عنهم قطيع خنازير كثيرة ترعى. فأخذ الشياطين يطلبون إليه قائلين: إن كنت تُخرجنا فأْذَنْ لنا بأن نذهب إلى قطيع الخنازير. فقال لهم: اذهبوا. فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيع كلّه قد وثب عن الجُرف إلى البحر ومات في المياه. أمّا الرعاة فهربوا ومضوا إلى المدينة، وأخبروا بكلّ شيء وبأمر المجنونين. فخرجت المدينة كلّها للقاء يسـوع. ولمّا رأوه طلبوا إليه أن يتحوّل عن تخومهم. فدخل السفينة واجتاز وأتى إلى مدينته.

 

الحكمة في حلّ الأزمات:

القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم والأزمة الأمنيّة

في أنطاكية سنة ٣٨٧

منذ نشأة الكنيسة حتّى اليوم، مرّت هذه وما تزال، بظروفٍ صعبةٍ جدًّا وأزمات على مختلف الأصعدة: الدينيّة والسياسيّة والأمنيّة والاقتصاديّة والصحّيّة… وقد أصابت كنيستَنا الأنطاكيّة أزمةٌ أمنيّة كبيرة في العام ٣٨٧م.

ففي شهر شباط من العام المذكور، أرادت الأمبراطوريّة الاحتفال بمرور عشر سنوات على حكم الأمبراطور ثيوذوسيوس، ففرضت الضرائب لتمويل هذا الاحتفال. استثقل الأنطاكيّون هذه الترتيبات الماليّة الجديدة. وما زاد الأمر سوءًا هو العنف الشديد الذي أبداه جباة الضرائب واشتداد وطأة الظلم على الفقراء.

لجأ الناس إلى الحاكم الذي أقفل باب قصره في وجههم وهرب من الباب الخلفيّ. خاف من الشعب، وخاف على مصالحه مع الأمبراطور. اقتحم الناس الثائرون القصر، فوجدوه خاليًا.

مؤلمٌ ومحزنٌ ومستفزٌّ أن يفرغ القصر عندما يحتاج الشعب إلى مساعدة الحكّام. حينئذٍ حطّموا تمثال الأمبراطور الموجود وأهانوه في ثورة غضب. وقاموا بأعمال شغب وتكسير. تحطيم تمثال الأمبراطور، رمز الأمبراطور، كان جريمةً لا تُغتفر وعقابها الموت.

بعد فورة الغضب، استفاق الشعب على القباحة التي اقترفوها، فدبّ الذعر أكثر.

جمع الحاكم العسكر وبدأ بالمجزرة والذبح. طارد الناس أينما كانوا رجالًا ونساءً وأطفالًا. ثمّ أرسل إلى الأمبراطور ليخبره بما حدث. فجنّ جنون الأمبراطور وأمر بإهلاك المدينة.

عرف الأنطاكيّون حينها أنّ موتهم بات مسألة وقتٍ ... هنا تدخّل القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم الذي كان كاهنًا وواعظًا في أنطاكيا. أوّل ما قام به أنّه توقّف عن الوعظ لثلاثة أيّام، بغية الصمت والصلاة واستلهام الروح القدس، وراح يصلّي لكي ينقذ الربّ الأنطاكيّين من الموت.

بعدها أقنع الأسقف فلافيانوس الخائف بسبب الوضع وبسبب شيخوخته، بأن يستدرك غضب الأمبراطور وبأن يُسرع إلى العاصمة لمقابلته. قال له: «لا يحقّ لك الرجوع إلّا بعد الحصول على العفو عن الأنطاكيّين، كما فعل موسى مع الربّ» (خروج ٣٢: ٣٢). وحضّر له خطابًا قويًّا وأعدّ له كلّ ما يلزم للمهمّة.

ثمّ عاد إلى الوعظ وتهدئة الشعب الخائف، فلجأ الناس إلى الكنيسة التي كانت تمتلئ يوميًّا.

لكنّ الأسقف تأخّر وسبقه المرسَلون من الحاكم. ثمّ بعد ورود إشاعة عن اقتراب الموفدين من الأمبراطور، عاد اليأس إلى الناس، وتركوا الكنيسة، وهرب كثيرون منهم.

حزن قدّيسنا كثيرّا على ضعف إيمان الأنطاكيّين، وهروبهم وقت الضيق. لكنّه تذكّر المتوحّدين العائشين في البراري والجبال. فبعث إليهم رسالةً يحثّهم فيها على الظهور في أنطاكيا لتخليص أخوتهم من التعذيب والموت. أمّا هو فعاود صلاته الحارّة. وصل الخبر إلى المتوحّدين وسارعوا إلى المدينة، لينقذوا من الموت أناسًا لا يعرفونهم ولا تربطهم بهم إلّا رابطة المحبّة في المسيح. فمجرّد وجودهم أدخل التعزية إلى قلوب المواطنين البائسين وأزال عنهم الخوف. وقفوا في الساحات التي هرب منها الناس. واجهوا المعتدين بالشجاعة وكلمة الحقّ. عرضوا أنفسهم أسرى وفدية عن الناس.

أحدهم ويدعى مكدونيوس، هو أوّل من ظهر. اعترض في الساحة العامّة طريق المرسلَين الأمبراطوريّين وأمرهما بالترجّل عن حصانيهما وتكلّم كمن له سلطان. وأمرهما بالرجوع إلى القسطنطينيّة وإبلاغ رسالته إلى الأمبراطور بأنّ كونه امبراطورًا لا يعطيه الحقّ إطلاقًا بقتل أيّ إنسان ... عليه أن يكفّ عن قتل الناس. فكلّ إنسان مخلوق على صورة الله... وبالفعل حمل المرسَلان رسالة الناسك إلى الأمبراطور.

أخيرًا وصل فلافيانوس إلى القسطنطينيّة وهرع إلى البلاط وخاطب ثيوذوسيوس بخطاب طويل، جاء فيه: «لست فقط رسولَ شعب أنطاكيا بل سفير الله، أتيت باسمه أنبئك بأنّك إن غفرت للناس سيّئاتهم وهفواتهم، غفر لك أبوك السماويّ مساوئك وزلّاتك ... فبمثل ما تحكم الآن يحكم عليك».

ثمّ وصلت رسالة الناسك إلى الأمبراطور، فأصدر عفوه عن الأنطاكيّين. وهكذا أزال الله بأعجوبة شبح الموت المرعب والمحتّم عن كنيسته.

المسيحيّ، كمعلّمه، يغضب على الخطيئة، لا على الخاطئ (يوحنّا ٢: ١٥)، يدافع عن المظلومين ولا يهين الظالمين، يحارب الفساد لا الفاسدين، إنّما بوسائل تتناسب مع إيمانه وسلوكه المسيحيّ.

الربّ يحذّرنا من الغضب على الآخر (متّى ٥: ٢٢)، الذي غالبًا ما يقود الإنسان إلى اقتراف الأخطاء (أفسس ٤: ٢٦)، ويمنعنا من الردّ على الشرّ بالشرّ (متّى ٥: ٣٩). الصبر، الهدوء، التروّي، التمييز والتصرّف بحكمة، هي التي توصل إلى نتيجةٍ مرجوّة وبنّاءة، بخاصّة في المواقف الحسّاسة والصعبة. والحكمة في حلّ الأزمات تأتي من الصلاة، من حضور الله في الذهن والقلب، من الروح القدس. وكذلك القوّة والشجاعة. وهذه الصلاة الفاعلة هي ثمرة تدريب يوميّ وعلاقة يوميّة مع الربّ وجهاد روحيّ مستمرّ.

المؤمنون يلجأون في الضيقات أوّلًا إلى الله. يتوبون، يصومون، ويصلّون طالبين الصبر والاحتمال أوّلًا، ثمّ المعونة لكي يجتازوا الضيق. يستلهمون الله أن يقودهم إلى المخرج. والله يحضر لمساعدة أولاده وتظهر قوّته وتدخّله في حلّ الأزمات خصوصًا عندما تعجز القدرة البشريّة. فالذي قسّى قلب فرعون (خروج ٧: ٣)، حنّن قلب الأمبراطور ثيوذوسيوس ويستطيع أن يحنّن قلب أيّ حاكم، مهما علا شأنه ومهما اشتدّ ظلمه وقسوته.

كما يلجأ المؤمنون إلى رجال الله. فهؤلاء يساعدون بفضل نعمة الله المعطاة لهم (أفسس ٣: ٢).

المسيحيّون لا يهربون، بل يواجهون متّكلين على الله. يستمدّون القوّة من الله ثمّ يشدّدون إخوتهم ويعزّونهم ويشجّعونهم بكلامهم وحضورهم وسلوكهم.

كما يدعون إخوتهم إلى التعاضد والتكاتف ويحثّونهم على العمل معًا. ففي الاتّحاد قوّة، وعندما يجتمع الإخوة باسم الربّ، يكون هو حاضرًا في ما بينهم.

الهدف من كلّ ضيقٍ يسمح به الله، هو أن نتقرّب منه أكثر، أن نتقدّس، لأنّ حكمة الله تقضي أنّه «بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله» (أعمال الرسل ١٤: ٢٢).

نصلّي إلى الله لا ليؤازر حكّامنا في كلّ عملٍ صالحٍ فحسب، بل ليجعلهم يتوبون إليه. ونصلّي ليلهمنا نحن أيضًا إلى كلّ عملٍ صالح يرضيه. هذا من شأنه أن يجعل الوطن الذي نعيش فيه، مكانًا لحضور الله وسلامه وبركاته.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الحياة الروحيّة

التلميذ: وعظ الكاهن عن الحياة الروحيّة وأهمّيّتها للمسيحيّ وحثّنا على عيشها. ما هي الحياة الروحيّة؟ هل عندنا حياة روحيّة وحياة غير روحيّة؟

المرشد: لا طبعًا. حياتنا واحدة لا أقسام فيها. نحن مسيحيّون مؤمنون حياتنا كلّها روحيّة نسبة الى الروح القدس. أنت تعرف أنّ الروح القدس حلّ على الرسل في العنصرة كما وعد يسوع ويحلّ في القدّاس الإلهيّ وفي كلّ الأسرار. وأنتَ حلّ الروح القدس عليك في المعموديّة والمطلوب منك تفعيل مواهب الروح القدس فيك والسير على طريق يسوع المسيح. 

التلميذ: كيف؟ هل تعطيني أمثلة؟

المرشد: عليك أن تسعى لتُصلح نفسك في قلبك فتسعى إلى اقتناء الفضائل مثل التواضع وتحارب كلّ خطيئة فيك مثل الكذب والكبرياء لذلك تُسمّى الحياة الروحيّة الحياة الداخليّة أيضًا. لا يمكنك النجاح في هذا كلّه إلّا إذا كان الروح القدس مرشدك في طريقك. لذلك نبدأ كلّ صلواتنا وكلّ أيّامنا بالصلاة إلى الروح القدس: «أيّها الملك السماويّ» ونطلب إليه أن يسكن فينا.. 

التلميذ: فهم أحد رفاقي أنّ الحياة الروحيّة غير الحياة المادّيّة وأنّ لا علاقة بينهما: الحياة الروحيّة في الكنيسة والحياة العاديّة في العالم. هل هذا صحيح؟

المرشد: لا. الإنسان كيان واحد مدعوّ إلى أن يتقدّس بجملته. لا تخصّ الحياة الروحيّة الروح والحياة المادّيّة الجسد. وفي كنيستنا لا نقول إنّ الإنسان روح وجسد وإنّ الجسد أدنى من الروح. الإنسان كلّه مدعوّ إلى الخلاص والخليقة كلّها مدعوّة إلى الخلاص. ليست حياتنا في الكنيسة منفصلة عن حياتنا خارج الكنيسة. العالم كلّه مجال عمل الروح القدس.

Last Updated on Friday, 10 July 2020 16:56
 
Banner