Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي العدد ٣١: مسيرة الضيف المضيف ومصير ضيافته
رعيتي العدد ٣١: مسيرة الضيف المضيف ومصير ضيافته Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 30 July 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٣١: مسيرة الضيف المضيف ومصير ضيافته
الأحد ٣٠ تمّوز ٢٠٢٣ العدد ٣١ 

الأحد الثامن بعد العنصرة

اللحن ٧ - الإيوثينا ٨

تذكار سيلا وسلوانس ورفقتهما

 

كلمة الراعي

مسيرة الضيف المضيف ومصير ضيافته

رعيتي العدد ٣١: مسيرة الضيف المضيف ومصير ضيافته مسيرتنا مع يسوع مسيرة توبة وتلمذة وخدمة. مسيرة التوبة تعني أنّ الله ليس ضيفًا في حياتنا، بل نحن ضيوفه في هذا العالم، فالعالم كلّه له، بأمره أتى وبعنايته يثبت وبنعمته يكتمل. ومسيرة التلمذة تعني أنّ الله هو المضيف الذي يستقبلنا، والذي إليه تعود الأشياء، ومنه تأخذ معناها وتحتلّ مكانتها وبه تبلغ غايتها. ومسيرة الخدمة تعني أن نعيش بحسب ضيافته لنا، فنقدّمه إلى العالم ونقدّم العالم إليه عربون شكر وتحقيقًا لحقيقته المعلَنة إلينا.

حادثة تكثير الخبرات والسمكات أظهرت بوضوح عناصر هذه المسيرة. فليس للتلاميذ أن يحدّدوا ليسوع ماذا ينبغي أن يصنع بشأن الجموع التي تتبعه. وليس للتلاميذ أن يبقوا بحدود منطق الأشياء كما هي بادية لناظرهم. نعم الجموع جائعة، والمأكل المتوفّر غير كافٍ، والمسؤوليّة المعنويّة يتحمّلها مَن هو في صدارة الحدث. ولكن هذه الاعتبارات من دنيانا لم تثبت أمام ما أراد يسوع أن يتلقّفه تلاميذه من هذه الحادثة، ومن بعدهم الجماعة المؤمنة وأعضاؤها المؤمنون به.

ماذا صنع يسوع؟ تحنّن على الجمع، أصغى إلى شجون تلاميذه، وجّه أفكارهم إلى الإمكانيّات التي بين يدَيهم وطلب أن توضع بتصرّفه، رسم طريق معالجة الموقف، وضع كلّ شيء بين يدَي أبيه السماويّ، أعطى دورًا لتلاميذه في تنفيذ توجيهاته، منح الجميع كفايتهم ولبّى حاجاتهم الطبيعيّة، أبرز واقع الفيض الحاصل والحرص بشأن الحفاظ عليه، وأخيرًا صرف تلاميذه قبل أن يعتني شخصيًا بصرف الجموع. نعم، هو المضيف بامتياز!

ماذا يعني تصرّف يسوع هذا؟ لقد تعهّد يسوعُ خليقتَه وقد أبرزت الأعجوبة عناصرها ومنها: أنّه تعهّدُ مبدؤه حنان الله الذي يشمل به شعبه؛ أنّه تعهّدُ يشمل حياة الإنسان كلّها، سواء صحّة النفس والجسد، أو غذاء الجسد والروح؛ أنّه تعهّدُ لمسار توبة الإنسان إلى الله فيضع الأوّل كلّ شيء بين يدَي الآخر وتحت تصرّفه، مبتدئًا من نفسه وما معه؛ أنّه تعهّدُ للإمكانيّات المتوفّرة كما وللأشخاص بحسب واقعهم وحاجاتهم واستعدادهم؛ أنّه تعهّدُ لنضع ذواتنا في صِلتنا بالله وصلاتنا إليه ويتحوّل كلّ شيء لخدمة هذه الصلة والصلاة تسبيحًا لله وتمجيدًا له وخدمة لاسمه ولتدبيره؛ إنّه تعهّدُ لننمو في الإيمان ونجسّده في كافّة مناحي الحياة. نعم، إنّها الضيافة بامتياز!

ماذا أظهرت تفاصيل الحادثة؟ أنّ محبّة الله متجسّدة في كلّ تفاصيلها، وسطعت في تعهّده حاجات الجمع الماديّة والروحيّة، وتنشئة تلاميذه في طريق الخدمة، ووضع كلّ شيء في مسار التدبير الإلهيّ من أجلنا. وضع يسوعُ نفسه في تصرّفنا من أجل أن نتعلّم أن نضع أنفسنا في تصرّفه. وضع الكون وما فيه في خدمتنا حتّى يصير بين يدَينا مادّة نضعها في خدمته ومجالًا لتسبيحه وتمجيده وشكره. رعى يسوعُ الإنسانَ ببشارته وأنشأ تلاميذ يحملون بشارته إلى كلّ المسكونة ليرعوه بدورهم على غرار رعايته هو. نعم، نحن ضيوف يسوع في الكون حتّى نحمله فينا وإلى أترابنا!

ماذا نتعلّم من هذه الحادثة؟ أن نتوب إلى الله؛ وهذه التوبة تعني أن نضع أنفسنا وما لنا أمام الله لينيره بنور مشيئته المحيية ويحوّله ليصير خادمًا لخلاصنا وخلاص كلّ واحد. أن نحبّ الله؛ وهذه المحبّة تعني أن نبحث عن مشيئته ونعليها على اعتباراتنا وإمكانيّاتنا ونظرتنا للأمور والأشخاص والأحداث. أن نتتلمذ ليسوع؛ وهذه التلمذة تعني أن نطيع يسوع وكلمته ونتغيّر بناء عليها، على غرار ما حصل في قراءته للواقع ليتبنّاه تلاميذه ويغيّروا ذهنيّتهم ويعملوا انطلاقًا من هذا التغيير: «لا حاجة لهم (للجمع) أن يمضوا. أعطوهم أنتم ليأكلوا» (متّى ١٤: ١٦). أن نشكر الله؛ وهذا يعني أن نجمع ما فضل من الكسر، فننتبه إلى عمل الله الذي يفيض دومًا، الأمر الذي يجعل مساهمتنا فيه بالشكر الدائم عليه هو مسك الختام في كلّ عمل، وختْم لكلّ خدمة لتبقى مصونة من خطر الطيور (الشياطين) التي تأخذ من قلوبنا زرع الكلمة الإلهيّة ونعمة الإيمان الحقيقيّ، أو خطر ضعف جذور الإيمان فينا إذ نلتصق بالأعجوبة للحظة ثمّ ننسى أثرها في حياتنا، أو خطر شوك هموم المعيشة والملذّات التي تخنق فينا كلّ استعداد ونيّة وإرادة حسنة مرضيّة لله. 

لقد ختم يسوع حادثة تكثير الخبز والسمكات بأن «ألزم يسوعُ تلاميذَه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العبر حتّى يصرف الجموع» (متّى ١٤: ٢٢). ألعلّه أراد أن يعطينا درسًا بتعهّده الشخصيّ للإنسان حتّى الرمق الأخير؟ هذا «الضيف» الذي حلّ بيننا، صار «مضيفًا» لنا على مائدته، وأعطانا نفسه «ضيافة» حتّى نوزّعها كلمة إلهيّة في الكرازة الرسوليّة، ومأكلًا ومشربًا مقدَّسَين للمؤمنين به في سرّ الشكر، وخدمة تقود أترابنا إلى مراعي الخلاص. ألا أعطِنا يا ربّ أن نلحق بركب تلاميذك فنتعلّم معهم ومنهم ونخدمك بين أترابنا بالروح الذي انكشف لنا.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ١كورنثوس ١: ١٠-١٧

يا إخوة أَطلب إليكم باسم ربّنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولًا واحدًا وأن لا يكون بينكم شقاقاتٌ بل تكونوا مكتملين بفكرٍ واحدٍ ورأيٍ واحد. فقد أَخبرني عنكم يا إخوتي أهل خْلُوي أنّ بينكم خصومات، أَعني أنّ كلّ واحد منكم يقول أنا لبولس أو أنا لأبلّوس أو أنا للمسيح. ألعلّ المسيحَ قد تجزّأ. ألعلّ بولس صُلِب لأجلكم، أو باسم بولس اعتمدتم. أشكر الله أنّي لم أُعمّد منكم أحدًا سوى كرسبُس وغايوس لئلّا يقول أحدٌ إنّي عمّدتُ باسمي؛ وعمّدتُ أيضًا أهل بيت استفاناس؛ وما عدا ذلك فلا أَعلم هل عمّدتُ أحدًا غيرهم لأنّ المسيح لم يُرسلني لأُعمّد بل لأُبشّر لا بحكمة كلامٍ لئلّا يُبطَل صليب المسيح.

 

الإنجيل: متّى ١٤: ١٤-٢٢

في ذلك الزمان أبصر يسوع جمعًا كثيرًا فتحنّن عليهم وأبرأ مرضاهم. ولـمّا كان المساء، دنا إليه تلاميذه وقالوا: إنّ المكان قفرٌ، والساعة قد فاتت، فاصرف الجموع ليذهبوا إلى القرى ويبتاعوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع: لا حاجة لهم إلى الذهاب، أَعطوهم أنتم ليأكلوا. فقالوا له: ما عندنا ههنا إلّا خمسة أرغفة وسمكتان. فقال لهم: هلمّ بها إليّ إلى ههنا. وأمر بجلوس الجموع على العشب. ثمّ أخذ الخمسة الأرغفة والسمكتين ونظر إلى السماء وبارك وكسر، وأَعطى الأرغفة لتلاميذه، والتلاميذُ للجموع. فأكلوا جميعهم وشبعوا ورفعوا ما فضُل من الكِسَر اثنتي عشرة قفّةً مملوءةً. وكان الآكلون خمسة آلاف رجلٍ سوى النساء والصبيان. وللوقت اضطرّ يسوعُ تلاميذه أن يدخلوا السفينة ويسبقوه إلى العَبْرِ حتى يصرف الجموع.

 

الحشمة

ليس الحديث عن الحشمة على هذا التبسيط الذي يأتي على لسان الأعفّاء. بدء التعقيد أنّ الرجال فقط يتكلّمون على الحشمة ليدلّوا على أنّ النساء وحدهنّ مقيّدات بها. فقد يكون بعض الرجال على شيء من الإغراء الذي يلهمهم شيئًا من التزيّ. ولكن، جملة، إذا طرح موضوع الحشمة ففكر الناس يذهب إلى المرأة لأنّـها عندهم هي الأكثر جاذبيّة. وقد تكلّم آباء الكنيسة عندنا في صلاة سابقة لعيد الميلاد على «جمال النساء».

قلتُ السؤال ليس بهذه البساطة لأنّه متعلّق بموضوع كثير الدقّة وهو موضوع الجسد الذي شغل الحضارات مذ كانت الحضارات. وهو موضوع التستّر والكشف وكلاهما متعلّق بالجمال. وإذا اتّفقت البشريّة منذ سفر التكوين على أنّ المدنيّة أبتْ العري فهل هي رفضت العراء جزئيًّا بما يحلو للعين أم تصرّ على التستّر الكامل وتحديده غاية في الصعوبة إذ يختلف بين بيئة وبيئة وبين عصر وعصر.

هذا يطرح موضوع الأزياء ومدى شرعيّتها وموافقتها لما اعتُبر قاعدة أخلاقيّة. ما القياس في كلّ هذا؟ لا أجد في العهد الجديد ما يتعلّق بستر هذا الموطن أو ذاك من البدن ذلك بأنّ المسيحيّة لا تتضمّن أحكامًا شرعيّة، ولو كانت مليئة بالحثّ على الفضائل بما فيها العفّة، بحيث تستنتج أنتَ بحرّيّة الأبناء التي تنزل عليك من النعمة هذا المسلك الخارجيّ أو ذاك. أجل هناك قول بطرس للنسوة: «لا تكن زينتكنّ الزينة الخارجيّة من ضفر الشعر والتحلّي بالذهب ولبس الثياب بل إنسان القلب الخفيّ في العديمة الفساد زينة الروح الوديع الهادئ» (١بطرس ٣: ٢). هذه دعوة زهديّة لا شكل مفروض.

في موضع واحد في العهد الجديد ورد في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس: إنّ المرأة في حالة الصلاة ينبغي أن تغطّي رأسها وهذا لها سلطان (١١: ٢-١٦). النصّ غاية في الصعوبة. ولكن لا نجده متعلّقًا بالحشمة بل رمز لأوّليّة الرجل في الحياة العائليّة (...).

الحشمة - بقوانين موضوعة أو بناء على الذوق الروحيّ - تبدأ بالاعتراف بأنّ الوضع البشريّ وضع علائقيّ أي وضع تلاقي شخصيّات بحيث يكون الجسد بعضًا من الشخصيّة ولا يكون كلّها: المرأة المكشوفة بصورة فاضحة تحمل فلسفة تنبئ بأنّ جسدها مباح لكلّ العيون وأنّها ضمنًا تخصّ جميع الملتهّين بمنظرها. في عمق الفلسفة هي إذا مشاع. أنا لا أفهم لماذا يستطيع كلّ رجل مهذب أن يلبس في الصيف ثلاث طبقات من الثياب وهي لا تطيق طبقة واحدة كاملة.

وإذا قهرتُ نفسي لأفهم أنّ صبية عزباء قد تبيح لنفسها بعضًا من حرّيّة في الملبس لستُ أفهم كيف أنّ المرأة المتزوّجة تسمح لنفسها بالتعرّي قليلًا أو كثيرًا بعد أن جعلت جسدها في حالة الحوار مع زوجها. إذًا هي مشاع. وإذا حاولت أن أتوجّه إلى المسيحيّات فيما هنّ مصلّيات في القداس الإلهيّ أو الأعراس فيبطل فهمي كلّيًّا لهذا الاستعراض المهين لقدسيّة العبادة وعفّة الرجال المشاركين في الصلاة. تأتي الكثيرات منهنّ إلى حفلات الإكليل وكأنّ الكوكتيل قد بدأ. وهذا قد يكون له قوانينه. ويريد بعض من الناس استبقاء الكوكتيل في الكنيسة نفسها وتاليًّا تحويل الاهتمام إليهنّ بدلًا من الاهتمام بما يُقرأ أو يُنشد.

الجسد مستور إلى حدّ بعيد إلى أن يفصح عن نفس المرأة في حبّها لزوجها هو، إذ ذاك، ليس في موضع المتعة الحصريّة ولكن في موضع الخطاب. الزوج ليس في وضع الآخذ ولا المرأة في وضع المأخوذة. كلّ منهما معطى للآخر كما القربان معطى. العلاقة الزوجيّة بما فيها الجنس علاقة إنسانيّة متكاملة. حالة الحبّ الزوجيّ ليست حالة حيوانيّة يُضاف إليها بعض عاطفة. هي كلّها عاطفة بما في ذلك التعبير الجسديّ الذي في طبيعتنا. الجنس نتّخذه في بشريّتنا اتّخاذًا إنسانيًّا. لذلك ليس عندنا نحن مكان للمتعة في استقلالها. ليس عندنا سوى لقاء التكامل في بشريّة متصاعدة في معارجها إلى الحبّ الإلهيّ.

نحن مدعوّون إلى الحشمة لكونها مرقاة إلى خطابَين خطاب الحبيب والحبيب في زوجيّة طهور، وخطاب عبرها مع الإله المحبّ. تبطل كلّ لغة في معرض الأبدان.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: الرسول سيلا وأبرشيّتنا

التلميذ: من هو الرسول سيلا؟

المرشد: ينتمي الرسول سيلا إلى مجموعة الرسل السبعين وهو أحد أعيان كنيسة أورشليم. امتاز بموهبة النبوءة. غالبًا عاد إلى أورشليم بعد أن أتمّ المهمّة التي كلّفته بها كنيستها (أعمال ١٥: ٣)، أُوفِد مع القدّيسَين بولس وبرنابا لتثبيت مسيحيّي أنطاكية (أعمال ١٥: ٢٢، ٢٧، ٣٢). فلمّا عزم بولس الرسول على مباشرة جولته الرسوليّة الثانية اتّخذ سيلا رفيق سفر فجابا معًا سورية وكيليكيا وليكاؤنية وفيرجيا وغلاطية وميسيا، قبل أن يبلغا ترواس. وإذ مضيا إلى مقدونيا جُرِّر سيلا إلى أمام المحكمة وسُجن مع بولس. ولكن لـمّا استبان لسجّانيهما أنّهما مواطنان رومانيّان أطلقوا سراحهما معتذرين (ومن هنا جاء اسمه اللاتيني «سلوانس»،

أمّا سيلا فهو اسم يونانيّ مأخوذ عن الأصل الآراميّ «شئيلا») (أعمال ١٦: ٢٠-٢٤). من هناك انطلقا وبشّرا بالإنجيل في تسالونيكية وبيرية. لازم سيلا تيموثاوس ليثبِّتا في الإيمان المهتدين الجدد فيما تابع بولس ترحاله إلى أثينا. وقد التقى الثلاثة في كورنثوس حيث بشّروا بيسوع المسيح، ابن الله. ويرد في التراث الكنسيّ أنّ سيلا صار أسقفًا على كورنثوس وانكبّ على إنفاذ التوجيهات التي تضمّنتها الرسائل المبعوثة من القدّيس بولس لغرض إصلاح الكورنثيّين وبنائهم في المحبّة. وبعدما كابد أتعابًا جزيلة، في مهمّته، ارتحل إلى ربّه بسلام.

التلميذ: ما علاقته بأبرشيّتنا؟

المرشد: الرسول سيلا هو مؤسّس كرسي البترون. تاريخيًّا، يعود الحضور المسيحيّ في مدينة البترون إلى العصر الرسوليّ. فبحسب بعض المؤرِّخين، كان تبشير منطقتنا من نصيب الرسول بطرس. يخبرنا سفر أعمال الرسل (١١: ١٩) أنّ بعض تلاميذ المسيح «اجتازوا إلى فينيقية وقبرس وأنطاكية»، وكان من بينهم الرسول بطرس الذي أقام، عند مروره بالبترون، الرسولَ سيلا (سلوانس) أسقفًا عليها. أسّس الرسول سيلا الكنيسة هناك ورافق لاحقًا الرسول بولس في جولاته. استمرّ الرسل بالمرور في هذه المدينة عند مضيّهم من قيصريّة فلسطين إلى أنطاكية وبالعكس. 

التلميذ: كيف أخذت أبرشيّتنا شكلها الحاليّ؟

المرشد: في القرن الرابع، كانت أسقفيّة البترون تابعة لسلطة متروبوليت صور حتّى أواسط القرن الخامس، وذلك مع بقيّة الأسقفيّات في فينيقية الساحليّة (من عكّا جنوبًا حتّى طرطوس شمالًا، مرورًا ببيروت وجبيل والبترون)، والبالغ عددها أربع عشرة أسقفيّة. بعدها صدر مرسوم ملكيّ تضمّن رفع أسقفيّة بيروت إلى متروبوليتيّة، وأن تتبع لها أسقفيّات عدّة من بينها أسقفيّتا جبيل والبترون. هكذا وُجدت متروبوليتيّتان، متروبوليتيّة صور ومتروبوليتيّة بيروت، في مقاطعة واحدة. عُرفت المتروبوليتيّة الأخيرة باسم «أبرشيّة بيروت ولبنان» في العصر الحديث. في العام ١٩٠٢، أقّر المجمع الأنطاكيّ المقدّس أن تصبح «أبرشية بيروت ولبنان» أبرشيّتين: الأولى وتُدعى «أبرشيّة بيروت وتوابعها»، والثانية وتُدعى «أبرشية جبيل والبترون وما يليهما» (جبل لبنان).

 

رسامة الشمّاس لوقا عبدو كاهنًا

يوم السبت الواقع فيه ١٥ تمّوز ٢٠٢٣، نال الشمّاس لوقا عبدو نعمة الكهنوت بوضع يد راعي الأبرشيّة في القدّاس الإلهيّ الذي أقيم في كنيسة القدّيس جاورجيوس – برمانا. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن معنى الخدمة الكهنوتيّة عبر إنجيل عيد القدّيسين كيريكوس ويوليتا وأبرز فيها فكر الحمل في حمل أتعابها ونعمتها بآن. في نهاية الخدمة، كانت له أيضًا كلمة توجيهيّة للكاهن الجديد تنمّي استعداده للخدمة بحسب مشيئة الله.

الكاهن الجديد من مواليد رعيت بتاريخ ٢٩ أيلول ١٩٨٩، متزوّج، وله ولدان. نال إجازة في الحقوق من جامعة الحكمة – فرن الشبّاك في العام ٢٠١١، وإجازة في اللاهوت من معهد القدّيس يوحنّا الدمشقيّ اللاهوتيّ – البلمند في العام ٢٠١٥.

Last Updated on Saturday, 29 July 2023 08:15
 
Banner