Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي العدد ٣٢: من صمت يسوع ونوره إلى سماعنا له
رعيتي العدد ٣٢: من صمت يسوع ونوره إلى سماعنا له Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 06 August 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٣٢: من صمت يسوع ونوره إلى سماعنا له
الأحد ٦ آب ٢٠٢٣ العدد ٣٢  

تجلّي ربّنا وإلهنا يسوع المسيح

 

كلمة الراعي

من صمت يسوع

ونوره إلى سماعنا له

رعيتي العدد ٣٢: من صمت يسوع ونوره إلى سماعنا لهأبلغ ما في حدث التجلّي هو صمت يسوع. هناك، كلّمنا اللهُ بنوره الأزليّ. فما الذي عبّر عنه صمت يسوع ونوره؟

في التجلّي، مجَّد اللهُ طبيعتنا. شاركت طبيعتُنا الإنسانيّة المجدَ الذي للطبيعة الإلهيّة، فبانت الغاية من خلقنا، أي الغاية من اتّحاد الطبيعة الإلهيّة بالطبيعة الإنسانيّة في شخص يسوع، إذ انتقلت خواصّ الطبيعة الإلهيّة إلى الطبيعة الإنسانيّة، ففاضت هذه الأخيرة نورًا من نوره الأزليّ على مرأى من تلاميذ يسوع الثلاثة. 

في التجلّي، انكشفت وحدة العهدَين، القديم والجديد، بحضور النبيَّين موسى وإيليا، من جهة، وحضور التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنّا، من جهة أخرى. تدبير الله الواحد يعبُر التاريخَ البشريّ ويبرُز في يسوع كامل القصد منه لأجل خلاص الإنسان. 

في التجلّي، ظهر أنّ يسوع هو كمال الناموس والأنبياء. فموسى هو واضع الناموس، وإيليّا هو نموذج الأنبياء الأكثر التصاقًا بمفاصل تاريخنا البشريّ، لكونه أتى بشخص النبيّ يوحنّا المعمدان، كما أعلن يسوع، ليهيّئ مجيئه الأوّل (تجسّده)، وهو سيأتي ليدشّن حضوره الثاني يوم يأتي في مجده. أتمّ يسوع ما جاء على لسان الأنبياء وما أوصت به الشريعة، لذا لن يجد الشيطان مخالفة لهما يدينه بها: «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء» (يوحنّا ١٤: ٣٠).

في التجلّي، انكشفت حقيقة هويّة يسوع واتّحاده بالآب، فالآب أعلن: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ» (مـتّى ١٧: ٥). هذا ما عبّر عنه يسوع عندما صرّح أمام اليهود: «أنا والآب واحد»، أو أمام تلاميذه بقوله للآب: «كلّ ما هو لي فهو لك، وكلّ ما لك فهو لي»، (يوحنّا ١٠: ٣٠؛ ١٧: ١٠). إنّها الحقيقة ذاتها التي يعبّر عنها دستور الإيمان: «... وبربّ واحد يسوع المسيح، ابن الله الوحيد، (...) نور من نور، إله حقّ من إله حقّ».

في التجلّي، انكشفت حقيقة السلطان المعطى من الله للمؤمنين به، أي أبوّة الآب لنا وبنوّتنا له. فهذا ما تناهى إلينا عندما أعلن الآب للمرّة الأولى في معموديّة يسوع: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سررتُ» (مـتّى ٣: ١٧)، ثمّ تكرّر اليوم في التجلّي. فالمسار الذي ابتدأ بانحدار يسوع إلى المياه حاملًا خطايانا وبظهوره اليوم بالمجد الذي له من الآب، هو المسار الذي نبدأه بدورنا بالمعموديّة ونرجو أن يتتوّج معه بالمجد الذي وعد به: «إن كان أحد يخدمني فليتبعْني، وحيث أكون أنا هناك أيضًا يكون خادمي. وإن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يوحنّا ١٢: ٢٦).

في التجلّي، انكشفت الطريق التي يوصينا بها الآب مرّة وإلى الأبد: «اسمعوا له» (متّى ١٧: ٥).  لم يتكلّم يسوع، بل أبوه. بهذا ختم على كلّ ما سبق إيضاحه، وهو المدخل الوحيد لتحقيق وعود الله إن سمعنا للابن الحبيب. 

في التجلّي، انكشفت مسرّة الآب بكلّ مَن، على غرار الابن، يعمل مشيئته. إنّها مسرّته بكلّ ساعٍ إلى أن يعود إلى البيت الأبويّ. إنّها المسرّة التي تتوّج توبتنا إلى الله وسعينا أن نكون أوفياء لإيماننا به. 

أوصى يسوع تلاميذه، وهو نازل من جبل التجلّي، بأن يصمتوا عن إذاعة الخبر: «لا تُعلموا أحدًا بما رأيتم حتّى يقوم ابن الإنسان من الأموات» (متّى ١٧: ٩). فاستيعاب نور ثابور يحتاج منّا إلى إيمان راسخ بوعد الله وعطيّته، إلى توبة منّا صادقة ومستمرّة، وإلى أمانة في شهادتنا لهذه الحقيقة. 

صمَتَ يسوعُ ليتكلّم فينا. هلّا سمعنا صوته ولبّينا دعوته؟ هلّا شكرْنا كلّ مَن صار لنا منارة تنير لأهل البيت طريقهم إليه؟ هلّا صبرْنا على مَن تعثّر في الطريق فاحتاج منّا إلى أن نسير معه عوض الميل ميلَين؟ هلّا مجّدْنا الله الذي أنار وجودنا بيسوع؟ ألا أعطِ يا ربّ في تجلّيك أن نرغب في الإقامة معك حيث أنت، سواء حيث لا مكان لتسند إليه رأسك، أو حيث الجائع والعطشان والسجين والعريان، أو حيث الحصاد كثير والفعلة قليلون، أو حيث الخراف لا راعي لها، أو حيث زكّا والنازفة الدم والمرأة الزانية، أو، باختصار، حيث تريدني أن أكون لك خادمًا.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: ٢بطرس ١: ١٠-١٩

يا إخوة، اجتهدوا أن تجعلوا دعوتكم وانتخابكم ثابتين فإنّكم إذا فعلتم ذلك لا تزلّون أبدًا. وهكذا تُمنَحون بسخاء أن تدخلوا ملكوت ربّنا ومخلّصنا يسوع المسيح الأبديّ. لذلك لا أهمل تذكيركم دائمًا بهذه الأمور وإن كنتم عالمين بها وراسخين في الحقّ الحاضر. وأرى من الحقّ أنّي، ما دمت في هذا المسكن، أُنهضكم بالتذكير. فإنّي أعلم أنّ خلع مسكني قريب كما أعلن لي ربّنا يسوع المسيح. وسأجتهد أن يكون لي بعد خروجي تذكّر هذه الأمور كلّ حين لأنّا لم نتّبع خرافات مصنّعة إذ أعلمناكم قوّة ربّنا يسوع المسيح ومجيئه بل كنّا معاينين جلاله لأنّه أخذ من الله الآب الكرامة والمجد إذ جاءه من المجد الفخيم صوتٌ يقول هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. وقد سمعنا نحن هذا الصوت آتيًا من السماء حين كنّا معه في الجبل المقدّس. وعندنا أثبت من ذلك وهو كلام الأنبياء الذي تُحسنون إذا أصغيتم إليه كأنّه مصباح يضيء في مكان مظلم إلى أن ينفجر النهار ويشرق كوكب الصبح في قلوبكم.

 

الإنجيل: متّى ١٧: ١-٩

في ذلك الزمان أخذ يسوع بطرس ويعقوب ويوحنّا أخاه فأصعدهم إلى جبل عالٍ على انفراد وتجلّى قدّامهم وأضاء وجهه كالشمس وصارت ثيابه بيضاء كالنور. وإذا موسى وإيليّا تراءيا لهم يخاطبانه. فأجاب بطرس وقال ليسوع: يا ربّ حسنٌ أن نكون ههنا وإن شئتَ فلنصنعْ هنا ثلاث مظالّ واحدة لك وواحدة لموسى وواحدة لإيليّا. وفيما هو يتكلّم إذا سحابة نيّرة قد ظلّلتهم وصوت من السحابة يقول: هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت فله اسمعوا. فلمّا سمع التلاميذ سقطوا على أوجُههم وخافوا جدًّا. فدنا يسوع إليهم ولمسهم قائلًا: قوموا، لا تخافوا. فرفعوا أعينهم فلم يرَوا أحدًا إلّا يسوع وحده. وفيما هم نازلون من الجبل أوصاهم يسوع قائلًا: لا تُعلموا أحدًا بالرؤيا حتّى يقوم ابن البشر من بين الأموات.

 

عيد التجلّي عند لوقا

الإنجيليّ لوقا، في معرض تصويره تجلّي الربّ (٩: ٢٨-٣٦)، يعرض سمات معيّنة تتناسب مع طريقته في سرد «قصّته» عن يسوع. تبدأ هذه على الفور، عندما يخبرنا «وبعد هذا الكلام بنحو ثمانية أيّام، أخذ بطرس ويوحنّا ويعقوب وصعد إلى جبل ليصلّي». نذكر أنّ متّى (١٧: ١) ومرقس (٩: ٢)، وضعا كلاهما، التجلّي بعد ستّة أيّام لا ثمانية. أمّا لوقا فلا يؤكّد على الـ«ثمانية» بل «نحو ثمانية». ولكن لِـمَ الاختلاف؟

يبدو أنّ حدث تجلّي الربّ، كان منذ البدء، مرتبطًا بعيد الـمَظَال (سوكوث). هذا الرابط يؤكّد عليه اقتراح بطرس «فلنصنعْ ثلاث مظالَّ». في الواقع، «السحابة النيّرة» التي ظهرت في التجلّي، يتمّ ربطها بالسحابة المجيدة التي ملأت خيمة حضور الربّ في الإصحاحين ٩ و١٠ من سفر العدد (في يوم إقامة الـمَسكِن، غطّت السحابة المسكن، خيمة الشهادة). لذلك، رَبطْ تجلّي الربّ بعيد الـمَظَال، يفسّر لماذا قام لوقا بتغيير «الأيّام الستّة» إلى «حوالي ثمانية أيّام» لأنّ عيد المظالّ في الواقع كان يستمرّ سبعة أيّام و«اليوم الثامن يكون محفلٌ للربّ» (لاويين ٢٣: ٣٦).

نجد الميزة الثانية لإنجيل لوقا في الآية ذاتها من قصّة التجلّي، في التفصيل أنّ يسوع «صعد إلى الجبل ليصلّي». لوقا فقط يذكر صلاة يسوع في هذا المكان، ويواصل وصفه للتجلّي «وفيما هو يصلّي صارت هيئة وجهه متغيّرة». فيما متّى ومرقس يصوّران التجلّي على كونه «خبرة» دينيّة لثلاثة رسل شهود، يبدأ لوقا بخبرة يسوع نفسه.

تتبدّى الميزة الثالثة من كون لوقا وحده، من بين الإنجيليّين، يذكر الإشارة إلى آلام الربّ وموته عبر نقله خبر التجلّي ذاته «وإذا رجلان يتكلّمان معه، وهما موسى وإيليّا، اللذان ظهرا بمجد، وتكلّما عن خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمّله في أورشليم». هذه السمات، في إشارتها إلى الآلام، هي مهمّة لرسالة لوقا اللاهوتيّة. أوّلًا، يستخدم لوقا التعبير اللاهوتيّ التقنيّ «الخروج» للتكلّم على موت يسوع، أي إنّ لوقا يُبرز الأهمّيّة الخلاصيّة لموت الربّ. ثانيًا، يضع لوقا بشكل صريح الإشارة إلى خروج الربّ «في أورشليم». هذا أيضًا يتوافق مع موضوع ثابت في إنجيل لوقا، حيث «المدينة المقدّسة» هي المكان الذي تتوَّجت فيه روايته. أورشليم هي المدينة التي وجّه يسوع وجهه نحوها بثبات (٩: ٥١، ٥٣ و١٣: ٢٢، ٣٣). ثالثًا، بالإشارة إلى آلام الربّ في قصّة التجلّي، يضع لوقا مشهدًا موازيًا للحدث اللاحق حول جهاد الربّ في الجثسمانيّة.

يشكّل تحقيق النبوءات الميزة الرابعة. في الصورة عن موسى وإيليّا، الشريعة والأنبياء، وهما يكلّمان يسوع على «خروجه الذي كان عتيدًا أن يكمّله في أورشليم»، يلامس لوقا موضوعًا رئيسًا في لاهوته: تحقيق الكُتُب عبر ما تمّمه يسوع في أورشليم. نتذكّر المشهد اللاحق مع التلميذان على الطريق إلى عمّواس، الذي نقله لوقا، حيث يسوع «ابتدأ من موسى ومن جميع الأنبياء يفسّر لهما الأمور المختصّة به في جميع الكتب» (٢٤: ٢٧). هنا في التجلّي، يصوّر لنا لوقا موسى وإيليّا وهما يتكلّمان مع يسوع في المعنى العميق للكتاب المقدّس، وتحقيقه في أورشليم.

يعود لوقا بالأخير إلى هذا الموضوع، عند الظهور الأخير للربّ الناهض من بين الأموات، حين أكّد لتلاميذه «هذا هو الكلام الذي كلّمتكم به وأنا بعد معكم: أنّه لا بدّ من أن يتمّ جميع ما هو مكتوب عنّي في ناموس موسى والأنبياء والمزامير» (٢٤: ٤٤).

هكذا، تبدأ مهمّة التلاميذ البشاريّة العظيمة بهذا التأكيد: «هكذا هو مكتوب، وهكذا كان ينبغي أنّ المسيح يتألّـم ويقوم من الأموات في اليوم الثالث، وأن يُكرز باسمه بالتوبة ومغفرة الخطايا لجميع الأمم، مبتدأ من أورشليم» (٢٤: ٤٦-٤٧). في تجلّي الربّ، يتركنا لوقا مع خيار حمل الكرازة بالتوبة وغفران الخطايا إلى جميع الأمم.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: اللطف

التلميذ: كيف نعرّف اللطف؟

المرشد: اللطف استقبال القلب للقلب. يتجاوز الحديث المهذّب أو الراقي إذ قد يكون نتيجة انضباط لا يدوم. وفنّ الحديث يُكتسب ويُصقل ولكنّ العمق في مكان آخر، فأنت لا تولد لطيفًا من بطن أمّك ولكن تولد من أحشاء الله على ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل غلاطية. فبعد أن يكون عدّد «أعمال الجسد» بصورة الجمع يصل إلى القول: «أمّا ثمر الروح فهو المحبّة والفرح والسلام واللطف»، أي ما هناك من هبات إلهيّة، ولكنّه استعمل صيغة المفرد «ثمر الروح»، وكأنّه يقول إنّ هذه الفضائل التي يذكر منها المحبّة أوّلًا إنّما هي واحدة، ويربطها جميعًا بمصدرها وهو الله. لطيفًا وُلدتَ من مشيئة الله ورحمته.

التلميذ: وما هو الحقد؟

المرشد: أدقّ تعريف للحقد ما ورد في لسان العرب: «الحقد إمساك العداوة في القلب والتربّص لفرصتها». إنّها لعداوة مقيمة، محفوظة في العمق ولا يعرفها الآخر إلّا عند تفعيلها. فإذا جاشت هذه العاطفة في الصدور لا تخفى. ذكرها الكتاب قليلًا بلفظها. وفي هذا قيل: «لا تنتقمْ ولا تحقدْ على أبناء شعبك، وأحببْ قريبك حبّك لنفسك» (لاويّين ١٩: ١٨). قبيلها حضّ على العتاب وسيلة للتخلّص من البغض حتّى نبلغ القمّة حيث الدواء الشافي هو المحبّة.

التلميذ: وما الفرق بين الحقد والبغض؟

المرشد: المبغِض يجرحك وقد تلتئم الجروح فيه وفيك. أمّا الذي يعشق نفسه حتّى التذكّر الطويل فهو الحقود. يقول أحد الناس إنّه يغفر لكنّه لا ينسى. هذا وقع فريسة أوهامه لأنّ الغفران من عناصره النسيان. الله بامتياز هو ذلك الكائن الذي ينسى. وجدان الله لا يعلق فيه شيء من سيّئات عبيده. عقل الله لوح لا يكتب عليه إلّا الحبّ. 

التلميذ: ما العلاقة بين الحقد والحسد؟

المرشد: كثيرًا ما نتج الحقد من الحسد، هذا المرتبط طبعًا بتضخّم الأنا وانغلاقها وأحاديّتها. الحسود من أراد أن تُـحصر كلّ المواهب فيه، لا يقبل أن يوزِّع الربُّ عطاياه على مَن يشاء. يرفض أن يكون له شبيه. يلتهم الدنيا في عقله ولا يمجّد الله على حسن يراه أو فهم يسطع أمامه أو مجد ينبسط أمام عينَيه. إليه وحده تعود الأمجاد ولذلك يمرمره أيّ نجاح. يحتاج إلى تقزيم الآخرين وتاليًّا إلى ذمّهم. يطاردهم في الفكر إن لم يطاردهم في الفعل ولهذا يغضب أو يسخر أو يحتقر أو ينمّ ويكتشف كلّ أساليب الطعن. 

التلميذ: كيف نتخلّص من هذه الآفات؟

المرشد: ينسب الكتابُ اللطفَ أوّلًا إلى الله، وإذا تكلّم على الإنسان يتبيّن أنّ لطفه آتٍ من فوق، ويعطفه الكتاب على التواضع والوداعة وكأنّهما مكوِّنان أو ينبوعان للطف. فإذا كان التواضع أن تعتبر نفسك لا شيء ولا تفتخر بعطاياك ولا تستعظمها، فما ذلك إلّا لكونك ترى الإنسان الآخر كلّ شيء. وإذا كانت الوداعة أن تزيل كلّ نتوء منك في معاملة الآخر، فإيحاء ذلك أنّك ترفض صدامه وتجريحه خشية أن يخسر رقّته. تريده مثل نفسك أي مقتنعًا أنّه هو أيضًا يجب أن يفرح برقّتك ويأخذ منها وأنت تعيها إذا وصلت إليه.

التلميذ: هل اللطف ضعف؟ 

المرشد: اللطف لا يأتي من ميوعة أو ضعف ولكنّه يأتي من قوّة داخليّة لا يستكبر الإنسان بها لكون الاستكبار إلغاء للآخر، وأنت حريص على وجوده واستمراره، لإيمانك بأنّ الإنسانيّة واحدة ولا تشفيها إلّا به. هو إذًا طلبٌ للعافية الروحيّة عند الجميع. 

التلميذ: فهل إذا كنّا لطفاء لا نؤدّب الآخرين؟

المرشد: اللطف لا يمنع التأديب لكونك حريصًا على تقويم الآخر. لكن، للتأديب شروط وأداء. غير أنّ أحدًا لا يسلم إذا أحسّ أنّ مَن شرع بتقويمه إنّـما يقوم بعمل تقويم خالصة نيّته لوجه الله، وليس في الأمر شدّة، وبأن لا بدّ من أن نعلم أنّ تصحيح الخطأ لا تجوز فيه الدينونة. إنّه محاولة تصحيح من أجل الحقيقة وخلاص النفس، ومَن أحبّك يقوّمك.

 

مدرسة التنشئة في الأبرشيّة

أعلن مركز القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ للتنشئة المسيحيّة في الأبرشيّة عن بدء التسجيل في صفوف الفصل الأوّل من السنة الدراسيّة ٢٠٢٣-٢٠٢٤. يمكن للمهتمّين التسجيل عبر الصفحة الإلكترونيّة للمركز: www.bit.ly/sjcc23 والاستعلام عبر الاتّصال على الرقم: ٢١٩٥١٤-٠٣

تبدأ الدروس في شهر أيلول المقبل وذلك أيّام الثلاثاء والخميس. يعتمد برنامج الدروس على إعطاء جزء من المادّة بشكل حضوريّ في مدرسة القدّيس جاورجيوس - بصاليم، وجزء آخر عبر الإنترنت.

Last Updated on Friday, 04 August 2023 16:41
 
Banner