Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي العدد ٤٣: قيود الإنسان بين قامته في الله وصليب يحمله
رعيتي العدد ٤٣: قيود الإنسان بين قامته في الله وصليب يحمله Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 22 October 2023 00:00
Share

رعيتي العدد ٤٣: قيود الإنسان بين قامته في الله وصليب يحمله
الأحد ٢٢ تشرين الأوّل ٢٠٢٣  العدد ٤٣

الأحد ٢٠ بعد العنصرة  

اللحن ٣ - الإيوثينا ٩

الأسقف أفركيوس، وفتية أفسس السبعة

 

كلمة الراعي

قيود الإنسان بين قامته في الله 
وصليب يحمله

رعيتي العدد ٤٣: قيود الإنسان بين قامته في الله وصليب يحمله قيود الإنسان كثيرة ومختلفة. كلّها تمسخ صورة الله فيه بدرجات متفاوتة. إن عدّدنا بعضها قلنا إنّ أوّلها وأقبحها هي سلطة الأرواح الشريرة عليه، وسلطة أهوائه وخطاياه، وسلطة الموت بطبيعة الحال. هناك أيضًا سلطة المادّة وطبيعته البشريّة الساقطة، والتي تُضاف إليها البيئة التي ترعرع ويعيش وفيها والتربية التي حصل عليه والتنشئة التي أُعطيت له. ولا ننسى أيضًا تاريخه الشخصيّ، ماضيه وحاضره وأحداثه والأشخاص المؤثّرة عليه، بالإضافة إلى طباعه وعناصر مختلفة من شخصيّته. إلى هذه، هناك قيود ذات طابع مختلف يفرضها عليه الجهل والنسيان والتواني في مسعاه الروحيّ للتخلّص من سلطة ما سبق تفصيله، بنعمة الله. أمّا إن لم يكن يؤمن بالإله الحيّ، فهذا ينتظره مخاض عسير، إذ يستحيل، من دون رحمة الله، التغلّب على أيّ شيء.

هذا كلّه مبسوط أمام المسيح الذي تجسّد من أجل خلاص كلّ منّا ومداواتنا منها كلّها. فخلاص الإنسان يعني تحريره ممّا يقيّده، أي من كلّ ما يشوّه صورة الله فيه ويعيق نموّها حتّى يبلغ المرء إلى أن يتشبّه بالمثال الذي صُوِّر عليه. وهذا هو بيت القصيد من الكرازة الإنجيليّة وتدبير الله الخلاصيّ.

استعراض هذه القيود يضعنا في سياق حادثة تحرير الرجل الذي استقبل يسوعَ في كورة الجرجسيّين، والتي تستعبده الشياطين الساكنة فيه، وتكبّله السلاسل، وتأسره نظرة أترابه إليه، لربّما المبخِّسة له والمحتقرة إيّاه، ناهيك عن كونه سجينًا أن يبقى غريبًا ومقصيًّا عن كلّ مجتمع إنسانيّ وجماعة بشريّة. 

كيف تتحرّر والحالة هذه؟ بالإيمان بيسوع المسيح وكلمته إليك ونعمته المسكوبة عليك. كيف تستعيد نفسك؟ بأن ترى نفسك بالعين التي يراك بها يسوع، الذي خلقك وأحبّك وبذل نفسه من أجلك، والذي أعطاك الحياة والقدرة والفهم والحكمة أن تعيش وتجاهد لتتغلّب على ما يعيق أن تكون على صورته وتسعى إلى أن تصير على شبهه. كيف تحقّق ذاتك؟ بأن تشهد لحقيقة تحريرك من رقبة ما كان يقيّدك. هذا يشمل تاريخك الشخصيّ، ماضيك وحاضرك، ويشمل طبعك وقواك على تنوّعها، ويشمل ذهنك وقلبك وإرادتك. كلّها تُعمَّد بنعمة الله، وتقدَّس بالإيمان به، وتسمو بالجهاد الروحيّ فتتعلّم أن تحسن استخدام الحرّيّة التي أُعطيت لك والقوى التي تتمتّع بها والإرادة الحرّة التي تحرّكك. 

كلمة الله والإيمان بها وعيشها يحرّر المؤمن من رقبة العبوديّة مهما كان نوعها أو سببها أو مصدرها. هوذا مَن كان مرتعًا لجيش من الشياطين قد وجد ضالّته في أن يبقى عند قدمَي يسوع يستمع إليه، بحسب الشهود: «وجدوا الإنسان الذي كانت الشياطين قد خرجت منه لابسًا وعاقلًا جالسًا عند قدمَي يسوع» (لوقا ٨: ٣٥). إنّها شهادة على نقيض تلك التي أبرزت خوف آدم وحوّاء في مواجهة الله من بعد عصيانهما لوصيّته، وسعيهما إلى الاختباء منه. نعم، مَن كان ممسوسًا قبل برهة بات فرحًا، هانئًا، مطمئنًّا في حضرة يسوع. بات يفضّل أن يصغي إلى كلمته وأن يراه ويكون معه. لم يؤْثِر الابتعاد عن الله ولا أن يسمع لأحد سواه ولا أن يتبع غيره، بل مسبّحًا وممجِّدًا له وخادمًا له بين أترابه. بات حكيمًا وشاهدًا ورسولًا وخميرة صالحة في عجينة هذا العالم. 

هذه هي قامة الإنسان في الله. ما كان شرًّا وقتامًا وعبوديّة تحوّل، بنعمة الله، إلى مصدر نِعَم، خير ونور وحرّيّة في المسيح. إذا كان الشرّ هو غياب الخير، بات الآن الخير عميمًا من ذاك الذي عُدِم حضوره. مَن بلغ هذه القامة يدخل عرين برّيّة هذا العالم، على غرار ممسوس كورة الجرجسيّين، ويشهد لأترابه «بكم صنع به يسوع» (لوقا ٨: ٣٩)، فتكون شهادتُه هذه تذكيرًا له دائمًا على النعمة التي اقتناها، وذبيحةً يقدّمها على مذبح القريب من أجل خلاصه، ومنارةً حيّة تنير درب مَن لم يسلكوا بعد طريق الإيمان بيسوع والتحرّر به من كلّ عبوديّة. 

هل بالإمكان أن نغلب بلادة ذهننا وتحجّر قلبنا وقوّة عاداتنا، بحيث نفتح ليسوع كوّة فينا تلتمس نوره، وقلبًا يقبل محبّته، وذهنًا يتعرّف إليه، وإرادة تتبعه حتّى المنتهى؟ إن مَن عاش معموديّة نار كهذه عليه أن يواجه مع يسوع أولئك الذين، بخلاف سلوكه، لا يأبهون لهذه النعمة ولا يؤمنون بها ويرفضونها. عليه أن يحمل مع يسوع صليبه بين أترابه، صليبًا تتمزّق عليه أحشاؤه حبًّا ورأفة بهم، لكونهم لا يدركون ماذا يفعلون ولا ما يخسرون.

ألا أعطِنا يا ربّ أن نبلغ إليك لتلبسنا وشاح نعمتك متى فقدناها، وأعنّا حتّى نقدّمها صلاةً وتنشئةً وخدمةً لأترابنا.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ١: ١١-١٩

يا إخوة، أُعلمكم أنّ الإنجيل الذي بَشّرتُ به ليس بحسب الإنسان لأنّي لم أَتسلّمه وأَتعلّمه من إنسان بل بإعلان يسوع المسيح. فإنّكم قد سمعتم بسيرتي قديمًا في ملّة اليهود أنّي كنتُ أضطهد كنيسة الله بإفراط وأُدمّرها، وأَزيد تقدّمًا في ملّة اليهود على كثيرين من أَترابي في جنسي بكوني أَوفر منهم غيرةً على تقليدات آبائي. فلمّا ارتضى الله الذي أَفرزني من جوف أُمّي ودعاني بنعمته أن يُعلن ابنه فيّ لأبشّر به بين الأمم، لساعتي لم أُصغِ إلى لحم ودم، ولا صعدتُ إلى أورشليم إلى الرسل الذين قبلي، بل انطلقتُ إلى ديار العرب، وبعد ذلك رجعتُ إلى دمشق. ثمّ إنّي بعد ثلاث سنين صعدتُ إلى أورشليم لأَزور بطرس فأقمتُ عنده خمسة عشر يومًا، ولم أرَ غيره من الرسل سوى يعقوب أخي الربّ.

 

الإنجيل: لوقا ٨: ٢٧-٣٩

في ذلك الزمان أتى يسوع إلى كورة الجرجسيّين فاستقبله رجل من المدينة به شياطين منذ زمان طويل ولم يكن يلبس ثوبًا ولا يأوي إلى بيت بل إلى القبور. فلمّا رأى يسوعَ صاح وخرّ له بصوت عظيم: ما لي ولك يا يسوع ابن الله العليّ، أطلب إليك ألّا تعذّبني. فإنّه أمرَ الروح النجس بأن يخرج من الإنسان لأنّه كان قد اختطفه منذ زمان طويل وكان يُربَط بسلاسل ويُحبَس بقيود فيقطع الربُط ويُساق من الشيطان إلى البراري فسأله يسوع قائلًا: ما اسمك؟ فقال: لجيون، لأنّ شياطين كثيرين كانوا قد دخلوا فيه. وطلبوا إليه ألّا يأمرهم بالذهاب إلى الهاوية. وكان هناك قطيع خنازير كثيرة ترعى في الجبل. فطلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول إليها فـأذن لهـم. فخرج الشياطين من الإنسان ودخلوا في الخنازير. فوثب القطيع عن الجرف إلى البحيرة فاختنق. فلمّا رأى الرعاة ما حدث هربوا فأخبروا في المدينة وفي الحقول، فخرجوا ليروا ما حدث وأتوا إلى يسوع، فوجدوا الإنسان الذي خرجت منه الشياطين عند قدمي يسوع لابسًا صحيح العقل فخافوا. وأخبرهم الناظرون أيضًا كيف أُبرئ المجنون. فسأله جميع جمهور كورة الجرجسيّين أن ينصرف عنهم لأنّه اعتراهم خوف عظيم. فدخل السفينة ورجع. فسأله الرجل الذي خرجت منه الشياطين أن يكون معه، فصرفه يسوع قائلًا: ارجع إلى بيتك وحدّثْ بما صنع الله إليك. فذهب وهو ينادي في المدينة كلّها بما صنع إليه يسوع.

 

إرشاد الشباب (٢/٢)

تبرز اليوم ضرورة «إعادة» اكتشاف جوهر إرشاد الشباب عبر «الفرقة» (مجموعة من الشباب يقودهم مرشد) كنموذج مصغّر عن «الجماعة الحيّة». تعمل هذه الفرقة كخليّة شاهدة في حياة الجماعة الأكبر في الرعيّة. يؤدّي المرشد، فضلًا على دوره كرقيب على استقامة التعليم، دور «الراعي» لهذه الفرقة والملهم لها عبر مثاله الحيّ وحكمته ورعايته أعضاءها واحدًا واحدًا. تمثّل هذه الفرقة الحيّة، بالإضافة إلى حياة الجماعة، البيئة الطبيعيّة لعمل المرشد على كلّ عضو حول تطوّر علاقته بيسوع وعلى التعامل مع إشكاليّات الحياة المعاصرة وتأثيرها فيه. يرتكز جوهر حياة الفرقة على «التقليد المقدّس» الذي هو مؤسّس بجوهره على الكلمة الإلهيّ. لا معنى للحياة المسيحيّة، وبخاصّة حياة الفرقة، ما لم تكن مؤسّسة على الكتاب المقدّس.

هذا «النمط من الحياة» ما يزال صالحًا للعمل اليوم، فقط، لو سعى الناس إلى الاستفادة منه. ذلك بأنّ التقليد يعطينا «نقطة مَرجعيّة». كأن يُطلب منّا أن نجعل حياتنا متوافقة مع شريعة الله بدلًا من أن نسعى إلى صوغ قانون خاصّ بكلّ واحد منّا. يطلب التقليد منّا أن نُخضع إرادتنا لله، وتاليًا أن نزيل آثار التمرّد والفرديّة من حياتنا. على سبيل المثال، عبر إعادة اكتشاف الصوم، يعلّمنا التقليد كيف نتحكّم في أهوائنا ولا ندعها تسيطر علينا. عبر توجيهنا للصلاة، يقودنا التقليد إلى تطوير قاعدة الصلاة الخاصّة في المنزل والالتزام الأمين في الخدم الكنسيّة في الرعيّة. وعبر إعادة تعليمنا كيفيّة الاعتراف بخطايانا والاستعداد بوقار للأسرار المقدّسة، يرفعنا التقليد من الفرديّة القاتلة ويرشدنا إلى التحوّل الروحيّ، إلى كلّ ما أراد الله لنا أن نكون. هذا يرافقنا في يوميّاتنا: يعلّمنا التقليد كيف نأكل، وكيف نلبس، وكيف نصلّي، وكيف نعمل في العالم من دون أن نصبح جزءًا من العالم. هذه هي المهامّ المناطة «بالفرقة الشاهدة» التي يمكن أن تساعد شبابنا على الصمود في وجه هجوم العالم والآثار المدمّرة للثقافة المعاصرة.

 

لكنّ التقليد لا ينجح إلّا عندما يُعاش بأمانة كلّ يوم. مجرّد التشدّق بهذه الممارسات لن يؤدّي إلّا إلى إبعاد الشباب عن الحقيقة. سوف يعتبروننا «منافقين» ويشعرون باليأس من وجود أيّ بديل حقيقيّ عن إغراءات العالم المتمثّلة بالمخدّرات والتفلّت الجنسيّ والترفيه. عندما لا يسعى الآباء إلى تعليم أولادهم الصلاة أو الصوم أو الاستعداد للأسرار، ومع ذلك يُصرّون على إحضارهم إلى خِدم الكنيسة، فهذا لا يؤدّي إلّا إلى تعليم الأبناء ازدراء الكنيسة وعدم احترام والديهم.

للأسف، الكثير ممّا يسمّى «برامج إرشاد الشباب» في الكنائس غير فعّال في الأساس. مع استثناءات قليلة فقط، فإنّ الغالبيّة العظمى لهذه البرامج لا تعلّمهم كيف يكونون «شعبًا مميّزًا» بالمعنى الذي يدعونا إليه القدّيس بطرس إلى أن نكون «نسلاً مختارًا وكهنوتًا ملوكيًّا وأمّةً مقدَّسة» (١بطرس ٢: ٩).

يعلّمنا التقليد المقدّس، المحبّة والتواضع والطاعة والتوبة. لا يمكن نقل التقليد إلّا بالقدوة. لن يتمكّن «إرشاد الشباب» من إيصال الكثير عن الروحانيّة الأرثوذكسيّة إلّا إذا رأى الشباب أنّ هذا يحدث بالفعل ويعاش في المنزل أو على الأقلّ في منازل أعضاء الفرقة الآخرين. يجب على شخص ما أن يبدأ في عيش التقليد حتّى يتمّ نقله. فلا عجب، أنّ الكلمة اليونانيّة التي تعني التقليد (Paradosis)، تعني «نقل» أو «تسليم» شيء حيّ ونشط.

بعيدًا عن التنظير، ليس من السهل أن نعيش حياة «التقليد الشريف» في عالم اليوم. ولكن بالمقابل، هذا هو بالتحديد سرّ نجاح التقليد! الانضباط وضبط النفس، اللذان يتمّ غرسهما في الشباب الذين يتقبّلون التقليد في حياتهم بالفعل، سوف يمنحهم ميزة هائلة على زملائهم في العالم. عبر الحفاظ على الصيام بتواضع، وتلاوة صلواتهم بانتظام، والاعتراف بخطاياهم بتواتر، ومباركة طعامهم، وارتداء ملابس محتشمة ومناسبة لجنسهم، واحترام أجسادهم (من الوشم والثقب)، …، يتمّ «تحدّي» هؤلاء الشباب بطريقة صحّيّة ليصبحوا أكثر مناعة ضدّ إغراءات العالم. هم يصيرون يفهمون أنّهم مخلوقون على «صورة الله» وأنّ أجسادهم هي «هياكل الروح القدس». وهذا يرفعهم بطريقة مفيدة روحيًّا ويشجّعهم على فعل كلّ شيء لمجد الله. والأهمّ من ذلك، أنّه يُلهمهم النظر إلى ما هو أبعد من المستنقع العدميّ الذي يعيش فيه المجتمع المعاصر اليوم، إلى العالم السماويّ والفهم أنّهم قادرون على المشاركة فيه.

الكلام على التقليد المقدّس لا يعني أبدًا الاعتزال والانغلاق على النفس بسبب رهاب الآخر المختلف. على العكس، عندما يؤسَّس شبابنا على صخرة الإيمان بحسب تقليد الآباء القدّيسين، هم يواجهون العالم بلغة المحبّة وتقبّل الآخر المختلف بالانفتاح في الحياة المدنيّة لأنّ «المحبّة الكاملة تطرح الخوف إلى خارج» (رسالة يوحنّا الأولى ٤: ١٨).

أخيرًا، فلنذكر أنّ الشباب لا يريدون مَن يدلّلهم، بل مَن يتحدّاهم. لنقم. ها وقتٌ مقبول.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن دير رقاد والدة الإله - حمطوره كتاب «موجز الحقيقة في تاريخ كنيسة الله على الأرض» لقدس الأب جورج عطيّة. قدّم راعي الأبرشيّة للكتاب وجاء في مقدّمته: تعهُّد المؤمن للحقّ والتاريخ والخليقة (...) «لكي تعلم كيف يجب أن تتصرّف في بيت الله، الذي هو كنيسة الله الحيّ، عمود الحقّ وقاعدته» (١تيموثاوس ٣: ١٥) إنّ كتابًا تناول تاريخ كنيسة الله يحتاج إلى معرفة عميقة وشاملة، ولا يمكن أن تأتي وليدة بحث ما، ولو متأنٍّ، بل هي وليدة تمخّض عبر السنوات، عبر بحث مستمرّ ومطالعة وتدقيق، بحيث تتولّد قناعة شخصيّة بشأن الحقيقة التي يبحث عنها كلّ باحث. فكم بالحريّ إذا كان هذا الباحث هو تلميذ - كاتب متعلّم في ملكوت السماوات؟ ساعتها يتّخذ هذا المخاض بُعدًا إيمانيًّا وكيانيًّا يحتاج من صاحبه إلى كلّ يقظة وحرص حتّى لا يَنتهك الحقيقة أو تُنتهك من سواه. الكتاب الذي بين أيدينا هو وليدة مخاض من هذا النوع. واضعه أستاذ متخصّص في اللاهوت، في تعليم مادّتَي التاريخ والعقيدة، كاهن خادم لمذبح الربّ، وساعٍ ليكون أمينًا لله في خدمته الكهنوتيّة، وأبوّته الروحيّة، وسيرته التعليميّة البحثيّة. هذا كلّه يشكّل الخلفيّة التي استندت إليها شخصيّة واضع الكتاب... أرجو أن يساعد هذا الكتاب القارئ في مسعاه إلى تعهّد الحقّ. لا شكّ في أنّ هذا الكتاب مفيد وضروريّ، ليس فقط ككرّاس جامعيّ يعتمده طلّاب اللاهوت أو الدارسون في مدارس التنشئة المسيحيّة التي يرعاها عدد من أبرشيّات الكنيسة الأنطاكيّة، بل أيضًا لكلّ مؤمن.

 

مدرسة الموسيقى الكنسيّة

يوم الثلاثاء الواقع فيه ٣ تشرين الأوّل ٢٠٢٣، بارك راعي الأبرشيّة افتتاح صفوف الدبلوم في الموسيقى البيزنطيّة أونلاين، والتي تنظّمه مدرسة الموسيقى الكنسيّة في الأبرشيّة بالتعاون مع الكونسرفاتوار اليونانيّ للموسيقى والفنون. حضر الافتتاح طلّاب العام ٢٠٢٣-٢٠٢٤ من أقطار مختلفة (لبنان، سورية، فلسطين، اليونان، الولايات المتّحدة الأميركيّة)، وكانت كلمة لمديرة الصفوف كارمن شديد، لمدير المدرسة الأستاذ جوزيف يزبك، ثمّ تعريف بالطلّاب، وكلمة ختاميّة للمطران سلوان.

 

عين داره

يوم السبت الواقع فيه ٧ تشرين الأوّل ٢٠٢٣، ترأس راعي الأبرشيّة خدمة تكريس كنيسة القيامة في عين دارة. في العظة تحدّث المطران سلوان عن إنجيل دعوة متّى وحديث يسوع عن كونه أتى ليدعو خطأة إلى التوبة، وكيف صارت الكنيسة مكمّلة لعمل يسوع في العالم ومعنى تكريس كنيسة من هذا المنظار. في نهاية الخدمة، كانت كلمة شكر لراعي الأبرشيّة إلى سلفه المتروبوليت جاورجيوس الذي بارك بناء الكنيسة، وقدس الأب غسّان حدّاد الذي حقّق هذه البركة مع مجلس الرعيّة آنذاك. ثمّ شكر قدس الأب غسّان حنّا ومجلس الرعيّة الحاليّ على عملهم وإعداد الكنيسة لتكريسها. كما شكر الذي ساهموا مادّيًّا وعينيًّا ومعنويًّا في هذه المناسبة. وتمّ الكشف عن لوحة بالمناسبة بعد الخدمة كانت مائدة محبّة من إعداد سيّدات الرعيّة.

Last Updated on Thursday, 19 October 2023 17:12
 
Banner