Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2023 رعيتي ٤٥: من ألم الغربة عن الله إلى ألم التوبة المحيي
رعيتي ٤٥: من ألم الغربة عن الله إلى ألم التوبة المحيي Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 05 November 2023 00:00
Share

رعيتي ٤٥: من ألم الغربة عن الله إلى ألم التوبة المحيي
الأحد ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٣ العدد ٤٥ 

الأحد ٢٢ بعد العنصرة

اللحن ٥ - الإيوثينا ١١

الشهيدان غالتيكون وزوجته إبيستيمي،

القدّيس أرماس ورفقته

 

كلمة الراعي

من ألم الغربة عن الله
إلى ألم التوبة المحيي

رعيتي ٤٥: من ألم الغربة عن الله إلى ألم التوبة المحيي فقط ألم أكبر يمكنه أن يغلب ألـمًا أصغر منه. عندما تكون آلام العالم الراهن كبيرة، لا يمكن للمؤمن أن ينتصر عليها سوى باستدعاء ألـم من نوع آخر، ألـم يفوقها حجمًا وقوّة ومصيريّة ويؤل بها إلى الانتصار الكبير. هذا نسوقه على ضوء خبرة لعازر والغنيّ في المثل الذي ينقله إلينا الإنجيل والذي يخلص فيه يسوع إلى أنّه «إنْ كانوا لا يسمعون من موسى والأنبياء ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقون» (لوقا ١٦: ٣١).

يتّضح لنا من المثل أنّ لعازر صبر على آلام هذا الدهر إذ كان وحيدًا، جائعًا، مريضًا، مرذولًا، ومتروكًا ليواجه واقعه ومصيره وحده. ولكنّ المثل يشير إلى حقيقة أخرى وهي أنّ «هذا المسكين» كان اسمه لعازر ومعناه «الله إزري»، أي الذي يؤازر وينصر ويساعد ويعين. هذا الاسم يكشف عن طبيعة الجهاد الروحيّ الذي عاشه، فجاهد بإيمان وصبر وجلادة، من دون شكّ أو تمرّد، ومن دون حقد أو تكاسل. بالفعل، واجه الألـم الراهن بألـم أكبر منه، ألا وهو ألـم الفراق عن الله ومحبّته ونعمته. كان تائبًا إلى لله في صِلب معاناته وعلى طولها، فتاب الله إليه فيها بأن أعطاه هذه النباهة الروحيّة والصير الكبير، وأعطاه أخيرًا أن يجلس في حضن إبراهيم (لوقا ١٦: ٢٢).

أمّا الغنيّ فاختبر هو أيضًا الألـم، لكنّه ألـم من طبيعة مختلفة عن الأولى. إنّها خبرة الألـم بشكله المطلق، حيث لا تعزية موجودة أو ممكنة، ألـم لا يمكن مداواته إذ فات الوقت عليه. إنّه ألـم الغربة الكاملة والدائمة عن الله. هذا دلّنا عليه الحوار الذي حدث بين الغنيّ وإبراهيم، إذ تعذّر على الأخير تلبية طلب الأوّل بأن يطفئ لهيب النار الذي يعذّبه ولو بنقطة ماء (لوقا ١٦: ٢٤). لقد حصد الغنيّ ما زرعه. فهو لم يبنِ علاقة مع الله ولا أصغى إلى كلمته ولا عمل بوصاياه، بل تنعّم بما أغدق الله عليه من نِعَم هذا العالم المنظور واكتفى بها من دون معطيها ومن دون أن يطلّ على قريبه بشيء من لطف الله عليه ومحبّته له.

انطلاقًا مـمّا جاد به علينا هذا المثل، بإمكاننا أن نستوعب خبرة إطفاء ألـم بآخر يصبّ، في نهاية المطاف، في مسار اكتمال شخصنا وإنسانيّتنا وكمالنا في الله، وفي مسار شركتنا الإنسانيّة مع بعضنا البعض وفي مسار شركتنا مع الله. إنّ الألـم الناتج من معرفة محبّة الله ونعمته وتدبيره وصلاحه ثمّ فقداننا هذه الخبرة، إنّما يولّد في صاحبه جرحًا، لا بل ألـمًا، يستدعي من صاحبه جهادًا مريرًا لاستعادة حالته الأولى، أي الحالة التي ذاق فيها نعمة الله الفائقة، حالة التوبة إليه وانسكاب نعمته عليه. هذا ممكن إن وعينا، من جهة، معطوبيّتنا وخطيئتنا وفساد طبيعتنا، ولمسنا، من جهة أخرى، حالة الإنسان الجديد في المسيح يسوع والتي تجلّت أيضًا في أعضاء الكنيسة الظافرة.

إنّ خبرة الألـم الذي نتحدّث عنه ذات طبيعة روحيّة يقودنا في معارجها الإنجيل، إذ أعلنها يسوع في بدء كرازته العلنيّة: «توبوا فقد اقترب ملكوت السماوات» (متّى ٣: ٢)، وشدّد فيها على مصيرنا البائس إن لم نقبل دعوته هذه: «إن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون» (لوقا ١٣: ٣ و٥)، وأوصانا بأن نعتمد، بشكل مطلق، الدخول من باب التوبة إليه في كلّ الظروف فهو باب الخلاص: «ادخلوا من الباب الضيّق (أي التوبة) لأنّه واسع الباب ورحب الطريق الذي يؤدّي إلى الهلاك» (متّى ٧: ١٣).

إنّ طبيعة هذا الألـم مرتبطة بطبيعة الحبّ الذي تستند إليه. إنّ محبّة الله وانسكابها في مَن يؤمن به، وفقدانها منه بعد ذلك، يولّد في صاحبها ألـمًا لا يطاق. بهذا الألـم يمكنه أن يواجه صروف هذا الدهر على أنواعها، لكونه يلتمس في كلّ شيء وجه الله، ولا يحيد عن طلبه هذا. أَلَـمْ يوصينا يسوع بأن نطلب الله من كلّ الكيان وأن نطلبه في قريبنا على حدّ سواء: «تحبّ الربّ إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قدرتك ومن كلّ فكرك، وقريبك مثل نفسك» (لوقا ١٠: ٢٧)؟

لقد برع لعازر في إطفاء آلام هذا الدهر بشوقه إلى الله النازف إيمانًا ورجاء ومحبّة، وانتصر على هذه الآلام كلّها بأن قبل آلام التوبة فكانت أقوى منبّه له ليتّجه بكلّيّته إلى الله وباتت كمحرّك نفّاس به بلغ حضن إبراهيم. أمّا الغنيّ، فقد سخّر قواه كلّها لنفسه، فخسرها، ولم يسخّرها لمحبّة الله والقريب، ففقد الشركة معهما إلى الأبد. كان متغرّبًا عن الله في زمن حياته، فباتت غربته عنه هويّته في زمن الدهر الآتي وصار ألـم هذه الغربة ملازمًا له على الدوام.

ألا أعطِنا يا ربّ أن نحسن الإصغاء إلى كلمتك والعمل بها، ونؤثر أتعاب وآلام اقتناء الفضائل فتقودنا إلى محبّتك ومحبّة قريبنا، ونسعى من أجل خلاص أترابنا فيعرفوك ويرتاحوا من أتعابهم فيك إلى الأبد.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: غلاطية ٦: ١١-١٨

يا إخوة انظروا ما أعظم الكتابات التي كتبتُها إليكم بيدي. إنّ كلّ الذين يريدون أن يُرضوا بحسب الجسد يُلزمونكم أن تختتنوا، وإنّما ذلك لئلّا يُضطهدوا من أجل صليب المسيح، لأنّ الذين يختتنون هم أنفسهم لا يحفظون الناموس بل إنّما يريدون أن تختتنوا ليفتخروا بأجسادكم. أمّا أنا فحاشى لي أن أفتخر إلّا بصليب ربّنا يسوع المسيح الذي به صُلب العالم لي وأنا صُلبت للعالم، لأنّه في المسيح يسوع ليس الختان بشيء ولا القلف بل الخليقة الجديدة. وكلّ الذين يسلكون بحسب هذا القانون فعليهم سلام ورحمة وعلى إسرائيل اللهِ. فلا يجلبْ عليّ أحد أتعابًا في ما بعد فإنّي حامل في جسدي سمات الربّ يسوع. نعمة ربّنا يسوع المسيح مع روحكم أيّها الإخوة، آمين.

 

الإنجيل: لوقا ١٦: ١٩-٣١

قال الربّ: كان إنسان يلبس الأُرجوان والبزّ ويتنعّم كلّ يوم تنعّمًا فاخرًا. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحًا عند بابه مصابًا بالقروح. وكان يشتهي أن يشبع من الفُتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، بل كانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثمّ مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغنيّ أيضًا فدُفن. فرفع عينيه في الجحيم وهو في العذاب فرأى إبراهيم من بعيدٍ ولعازر في حضنه. فنادى قائلًا: يا أبت إبراهيم ارحمني وأرسِلْ لعازر ليُغمّس طرف إصبعه في الماء ويبرّد لساني لأنّي معذّب في هذا اللهيب. فقال: إبراهيم: تذكرْ يا ابني أنّك نلت خيراتك في حياتك ولعازر كذلك بلاياه، والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذّب. وعلاوةً على هذا كلّه فبيننا وبينكم هوّة عظيمة قد أُثبتت حتّى إنّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إليكم لا يستطيعون ولا الذين هناك أن يعبروا إلينا. فقال: أَسألُك إذًا يا أبتِ أن تُرسله إلى بيت أبي، فإنّ لي خمسة إخوةٍ حتّى يشهد لهم كيلا يأتوا هم أيضًا إلى موضع العذاب هذا. فقال له إبراهيم: إنّ عندهم موسى والأنبياء فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبت إبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحدٌ من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياء، فإنهم ولا إن قام واحدٌ من الأموات يُصدّقونه.

 

مدعوّون إلى الحبّ

يدعونا يسوع إلى الحبّ كعلامة لارتباطنا به، فهو الكرمة ونحن الأغصان، والشريان الذي يربطنا والذي نتغذّى منه هو الحبّ. ومن دون الحبّ لا نستطيع رؤية حدث الصلب كعلامة للبذل، من دون الحبّ لا نستطيع أن نفهم سرّ التدبير الإلهيّ. نحن مدعوّون إلى الحبّ لمجرّد الحبّ.

الحبّ له ثلاثة أبعاد تتقابل وتتماشى مع بعضها البغض: حبّ الله وحبّ القريب وحبّ الذات.

البعد الأوّل كثيرًا ما نستعمله في أدبيّاتنا الروحيّة وهو محبّة الله. نحن مدعوّون إلى حبّ الله لا إلى الخوف منه. فالحبّ يحرّر والخوف يقيّد. وهنا أشير إلى أنّ عبارة «مخافة الله» التي نستعملها في الطقوس إنّـما تعني التهيّب والتخشّع أمام الله لا أن نقع في الرعب أو في الخوف منه.

البعد الثاني للحبّ، وهو محبّة القريب، ونتطرّق إليه كلّما تحدّثنا عن بذل النفس وعن المساعدة أو العطاء أو الإحسان أو عمل الرحمة. كثيرًا ما نشدّد عليه كعلامة تأكيد على البعد الأوّل، ألا وهو أن نحبّ الإنسان الذي نراه طريقًا أساسيًّا لمحبّة الله الذي لا نراه. أمّا عبارة القريب فلا تشير إلى فئة من الناس دون الأخرى بمعنى أنّ هناك أقرباء لي وهناك أعداء لي. القربى المقصود بها هي قربى مجّانيّة وأخوّة عالميّة وليست قصّة السامريّ الشفوق إلّا تأكيدًا على هذه القربى التي تتخطّى حدود الانتماء الدينيّ أو العائليّ أو العشائريّ لتطال الإنسان لمجرّد أنّه إنسان مخلوق على صورة الله ومثاله. والحديث عن محبّة الأعداء إنّـما هو فرع من هذا البُعد، أي محبّة الآخر حتّى وإن اكتسب صفة العدوّ. فالمنطق الأرضيّ يحتّم علينا الابتعاد عن أعدائنا أو الحذر منهم، أمّا منطق يسوع فيدعونا إلى محبّتهم. ومن أجل العبور إلى مصالحة عميقة ومتوازنة مع الأعداء ينبغي لنا التوقّف عند البعد الثالث للحبّ ألا وهو حبّ الذات.

حبّ الذات كثيرًا ما يتمّ تجاهله والحديث عنه بصفات سلبيّة ويتمّ التحذير منه لدرجة إلغائه، بينما الوصيّة الذهبيّة تقول بحبّ الله وأن نحبّ القريب كنفسنا. مَن لا يعلم كيف يحبّ ذاته لا يستطيع أن يحبّ الآخرين حقًّا. حبّ الذات لا يعني أن تصير الذات محورًا للكون، فهناك تربض أصل كلّ خطيئة، أعني بها خطيئة التكبّر. أن تحبّ ذاتك يعني أن تعتني بها وبحاجاتها وأن تعترف بوجودها وبضعفها. الصور النمطيّة العالقة في الأذهان أنّ حبَّ النفس شرٌّ عظيم وننسى أنّ الوصيّة تؤكّد على مبدأ حبّ الذات لا أن تنفيه، وعلم النفس يحذّرنا من العواقب الوخيمة على علاقاتنا عندما نقع في كره الذات. مَن لا يحبّ نفسه لا يقبل مغفرة الله له، ولا يقدّم المغفرة لـمَن أذنب بحقّه.

وهذه الدعوة إلى الحبّ، وبخاصّة لمن أساء إلينا، لا تفيد التنازل عن الحقّ أو الاستهتار به، إنّـما تدعونا إلى المحافظة على إنسانيّتنا عند مطالبتنا بهذا الحقّ فلا ننسى أنّ وراء الخطيئة إنسانٌ معذّب أو ضعيف، ولن نتجاهل حاجة احترام الذات. يسوع يدعونا إلى كسر دائرة العنف وإلى أن نطالب بحقوقنا باستعمالنا طريق الحبّ فلا يسقط الأخ الضعيف في خطيئته بل نرفعه إلى مرتبة فضلى يتعلّم فيها أنّ إحقاق الحقّ إنّـما هو طريقه إلى الله. عندما تعرّض يسوع أثناء محاكمته إلى لطمة سأل علانيّة من ضربه: «لماذا ضربتني؟».

المقصود بعبارة الترك التي نردّدها في الصلاة الربّيّة: أن يترك الله لنا زلّاتنا كما نحن نترك لمن لنا عليه، إنّـما هو الترك الذي لا يستقيم إلّا من بعد الإقرار بالحقّ لصاحبه، ومن دون الإقرار بالحقّ لا يستطيع مَن اغتُصب حقُّه أن يقول حقًّا بأنّه تسامح مع المغتصِب. عندها يشعر المتعدّى عليه أنّ التعدّي ما زال مستمرًّا في الزمن، وسيبقى هذا الإحساس بالاشمئزاز لطالما لم تصل الضحيّة إلى الاعتراف الكامل والعلنيّ بحقّها في أيّ شيء استبيح عنوة، سواء كان التعدّي جسديًّا أو فكريًّا أو مادّيًّا أو نفسيًّا أو جنسيًّا.

السلام والتناغم يعمّان إن أحببنا ذاتنا وإن أحببنا بعضنا بعضًا كما أحبّنا يسوع. فلنمارسْ هذا الحبّ!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: النفس

التلميذ: ما هي قوى النفس وعلاقتها بالرذائل؟

المرشد: إذا استرسل الإنسان مع طبعه، ولم يستعمل الفكر ولا التمييز، ولا الحياء ولا التحفّظ، كان الغالب عليه أخلاق البهائم... والشهوات مستولية عليه، والحياء غائب عنه، والغضب يستفزّه، والسكينة غير حاضرة له، والشره لا يفارقه. للنفس ثلاث قوى، وهي تُسمّى أيضًا نفوسًا. وهي النفس الشهوانيّة، والنفس الغضبيّة، والنفس الناطقة. وجميع الأخلاق تصدر عن هذه القوى.

التلميذ: ما هي النفس الشهوانيّة؟

المرشد: هي التي تكون بها جميع اللذّات والشهوات الجسمانيّة، كالقَرَم إلى المآكل، والمشارب. وهذه النفس قويّة جدًّا: متى لم يقهرها الإنسان ويؤدّبها، ملكَته واستولت عليه. فإذا استولت عليه، عسُر تهذيبها، وصعب قمعها وتذليلها. وربّما دعتْه محبّة اللذّات إلى اكتساب الأموال من أقبح وجوهها. وربّما حملته نفسه على الغضب، والتلصّص، والخيانة، وأخذ ما ليس له به حقّ. فإنّ اللذّات لا تتمّ إلّا بالأموال والأعراض. فمُحبّ اللذّات، إذا تعذّرت عليه الأموال من وجوهها، جسّرته شهوته على اكتسابها من غير وجوهها.

التلميذ: وماذا عن النفس الغضبيّة؟

المرشد: هي التي يكون بها الغضب، والجُرأة، ومحبّة الغلبة. وهذه النفس أقوى من النفس الشهوانيّة وأضرّ بصاحبها، إذا ملكَته وانقاد لها. فإنّ الإنسان، إذا انقاد للنفس الغضبيّة، كثُر غضبه، واشتدّ حقده، وعدم حلمه ووقاره، وقويت جرأته، وتسرّع عند الغضب إلى الانتقام والإيقاع بمُبغضه، والوثوب بخصمه، فأسرف في العقوبة، وزاد في التشفّي، فأكثر السبّ وأفحش فيه. ولهذه النفس أيضًا فضائل محمودة، كالأنفة من الأمور الدنيئة، ومحبّة الرئاسة الحقيقيّة، وطلب المراتب العالية.

التلميذ: وما معنى النفس الناطقة؟

المرشد: أمّا النفس الناطقة، فهي التي بها يتميّز الإنسان عن جميع الحيوان. وهي التي بها يكون الفكر والذِكر، والتمييز والفهم. وهي التي عظُم بها شرف الإنسان، وعظمت همّته، فأُعجب بنفسه. وهي التي بها يستحسن المحاسن ويستقبح المقابح. ولهذه النفس أيضًا فضائل ورذائل. أمّا فضائلها، فاكتساب العلوم والآداب، وكفّ صاحبها عن الرذائل والفواحش، وقهر النفسَين الأُخريين وتأديبهما، وسياسة صاحبها في معاشه ومكسبه، ومروءته وتجمّله، وحثّ صاحبها على فعل الخير، والتودّد، والرقّة، وسلامة النيّة، والحلم، والحياء، والنسك، والعفّة، وطلب الرئاسة من الوجوه الجميلة. وأمّا رذائلها، فالخبث والحيلة والخديعة والملق والـمَكر والحسد والتشرّر والرياء.

 

مكتبة رعيّتي

صدر عن تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع كتيّب جديد ضمن سلسلة «آباؤنا في عصرهم»، رقم ٧، «ذيونيسيوس الآريوباغيّ: المؤلّفات التي حملت اسمه». يحتوي هذا الكتيّب على سيرة الأب القدّيس ولمحة عن كتاباته وملخّص لتعليمه اللاهوتيّ. وضع هذا الكتيّب أستاذ الآباء الدكتور بنايوتي خريستو، ونقله إلى العربيّة الأب ميخائيل الدبس. يُطلب الكتيّب من مكتبة سيّدة الينبوع ومن المكتبات الكنسيّة.

 

أبرشيّة ألمانيا

لمناسبة عيد القدّيس ديمتريوس المفيض الطيب، أقام راعي أبرشيّة ألمانيا وأوروبّا الوسطى الأنطاكيّة المتروبوليت إسحق بركات، أوّل خدمة صلاة غروب في دير والدة الإله - ألمانيا التابع للأبرشيّة، بحضور الأرشمندريت أليشع رئيس دير سيمونوبيترا - آثوس والوفد المرافق له. وفيها جرت رسامة الأخت الراهبة لوكيّا «لتكون نورًا في هذا الدير» والذي يحمل اسمها معنى «النور». بعدها كان حديث روحيّ بعنوان «حياة الدير» مع قدس الأرشمندريت أليشع والأمّ إيبانديا رئيسة دير سولان - فرنسا.

Last Updated on Friday, 03 November 2023 18:24
 
Banner