Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ٣: انكشاف متبادل فبنوّة فرسوليّة
رعيتي العدد ٣: انكشاف متبادل فبنوّة فرسوليّة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 21 January 2024 00:00
Share

انكشاف متبادل فبنوّة فرسوليّة
الأحد ٢١ كانون الثاني ٢٠٢٤ العدد ٣ 

الأحد ٢٩ بعد العنصرة الأحد ١٢ من لوقا 

تذكار البارّ مكسيموس المعترف، والشهيد نيوفيطس

اللحن ٨ - الإيوثينا ١١

 

كلمة الراعي

انكشاف متبادل فبنوّة فرسوليّة

رعيتي العدد ٣: انكشاف متبادل فبنوّة فرسوليّة على ضوء ما بلغنا في عيد الظهور الإلهيّ ونور معرفته الذي انكشف لنا فيه، واتّضاع يسوع إلى حدّ اعتماده من المعمدان، على غرار اعتماد شعب إسرائيل منه، نقف اليوم على مفاعيل هذا الحدث الجوهريّ في حياتنا، وكيفيّة تفعيله فينا، كما ظهر من حادثة شفاء البرص العشرة. 

فأمام ظهور الله في حدث المعموديّة، وظهور شخص يسوع المسيح، الإنسان التامّ والإله التامّ، نقف اليوم أمام ظهورنا نحن أمامه، في استقبالنا إيّاه بواقعنا الراهن، أيًّا كان شكله أو أسبابه، أيًّا كانت ما تخفيه من معاناة أو آلام، كتلك التي عاشها البرص العشرة الذين خرجوا لاستقبال يسوع طالبين إليه أن يرحمهم.

إنّ هذه المواجهة، مواجهتنا ليسوع في نوره الظاهر في الأردنّ، نور معرفة الله، ونور اقتراب ملكوت الله منّا، ونور كونه حمل الله الرافع خطايا العالم، ونور دعوته إيّانا إلى التوبة كمدخل لنستعيد صحّتنا الروحيّة وعافيتها، وتاليًا صحّتنا الجسديّة وعافيتها، تقودنا إلى المسار الذي وجدناه في البرص العشرة. 

بالفعل، استقبل عشرةُ برص يسوعَ بطلب الرحمة، فأرسلهم إلى الكهنة ليروهم أنفسهم، فطهروا بينما كانوا منطلقين. لكنّ واحدًا منهم فقط، السامريّ الوحيد بينهم، عاد أدراجه إلى يسوع، فمجّد الله وسجد ليسوع وشكره (لوقا ١٧: ١٥ و١٦). تشارك العشرة في المعاناة والطلب والشفاء، ولكنّ واحدًّا فقط، الغريب الجنس كما دعاه يسوع، أدرك شيئًا لم يستوقف الآخرين، فجذبه أكثر من حادثة الشفاء بعينها. إنّه شخص يسوع نفسه، فتاب إليه، فعاد ممجِّدًا وساجدًّا وشاكرًا. لقد اتّسع كيانه لما هو أكثر من تلبية حاجة ظرفيّة، أو أعمق مـمّا هو مجرّد التحرّر من واقع أليم، أو أبعد مـمّا هو التعبير عن الامتنان لصاحب الفضل، وأشمل لـما يتعدّى شخصه هو بحيث ينفتح على شخص الذي شفاه انفتاحًا عباديًّا، شكريًّا، روحيًّا، وباختصار، كيانيًّا.

السامريّ الأبرص دخل إلى عمق جديد في حياته، إلى صلة أو علاقة أو حالة روحيّة بإزاء يسوع ومعه وبه. ربّ قائل اكتشف فيه عظمة الله وسيادته وقدرته، فسجد له؛ أو اكتشف فيه محبّة الله وتواضعه وقربه منّا، فقبل نعمته وشكره؛ أو اكتشف فيه عظمة الإيمان به ومعرفة الله ومعرفة ذاته ومعنى الخلاص به، فتاب إليه؛ أو اكتشف فيه ملاذه وبوصلته ونوره فطلبه هو دون سواه. هذا شفاء على مستوى كيانيّ عميق جدًّا لم يبلغه أترابه في المرض أو في الإنسانيّة. هو تقدّم من يسوع من جديد، الأمر الذي جعل يسوع يتساءل عن واقع رفاقه وعدم بلوغهم العمق الذي بلغه مَن كان، قبل قليل، ربيبهم في الحجْر، رغم أنّهم كانوا على الأرجح محطّ عمل المعمدان في تهيئته اليهود لاستقبال المخلّص.

لقد نسي هذا السامريّ نفسه، أنكرها، وحمل صليب معرفة ابن الله وما تقتضيه من عودة إليه وتوبة وسجود وشكر، وهي الحالة الروحيّة الطبيعيّة لـمَن التقى يسوع على مستوى الوجدان والضمير والقلب. هذا يتحرّك بروح جديدة، وقلب جديد، وعزم جديد. لبس حالة روحيّة تكوّنت لديه بلقائه يسوع. أَلعلّ يسوع نقل إليه، ليس فقط قوّة الشفاء، بل حالته، أي بنوّته، فصارت له طريقًا وحقًّا وحياة؟ أَلعلّه وجد بيسوع الراعي مَن يرعى الخراف ويبذل نفسه من أجلها، أو أنّه الباب الذي به الخراف تخرج وتدخل وتجد مرعى؟ أَلعلّه أراد أن يعطي ذاته ليسوع كما أعطاه يسوع ذاته؟ توبة تقارع محبّة، وإيمانًا يقارع نعمة، وثقة تقارع معيّة وحضرة وعطيّة؟ ألعلّه اختبر حقيقة طلب الربّ إلى تلاميذه: «مجّانًا أخذتم، مجّانًا أعطوا» (متّى ١٠: ٨)؟

نهاية المطاف، أو بالحريّ بداءته، تمثّلت بأن دعا يسوعُ السامريَّ إلى الانطلاق بما يحمل الآن: «قمْ وامضِ. إيمانك خلّصكَ» (لوقا ١٧: ١٩). إنّه يحمل اسم يسوع ونعمته والإيمان به. هذا هو الأساس الذي ينطلق منه ويرتكز عليه. لقد وجد مكانه في هذا العالم، أي مكانه في يسوع، وعليه وجد دعوته وإرساليّته التي تحمله إلى سواه، وتحمل معه يسوع إليهم. إنّه واقع التبنّي المتبادل الذي ينعكس في حياتنا خميرة في عجين هذا العالم، وملحًا يطعّم حياته اليوميّة، ونورًا في جحيم معاناته وآلامه، وطيبًا مهراقًا يبلسم جراحه، وإيمانًا كحبّة الخردل التي تبسط حقيقتها الشافية والمخلِّصة في ثنايا المتغرّبين عن الله. 

ما أحلاها من كينونة جديدة! ألا أعطِنا يا ربّ أن يستحيل ما يؤرقنا أو يخيفنا أو يقلقنا أو يتعبنا أو يجرحنا أو يحزننا فرصة لنأتي إليك لتشفينا منه، ومناسبة نعود بها إليك لنمجّد الله ونسجد لك ونشكرك ونعطيك ذواتنا لتكون في خدمتك. ألا باركْ الذين هم لنا خميرة صالحة ونور محيّ وطيب مبلسم يساعدوننا حتّى نقوم وننطلق إليك، ومنك إلى أترابنا. هلّا شكرناهم، وأعطينا مجّانًا ما أُعطيناه مجّانًا بدورنا؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: كولوسي ٣: ٤-١١

يا إخوة، متى ظهر المسيح الذي هو حياتُنا فأنتم أيضًا تظهرون حينئذ معه في المجد، فأَميتوا أعضاءكم التي على الأرض، الزنى والنجاسة والهوى والشهوة الرديئة والطمع الذي هو عبادة وثن، لأنّه لأجل هذه يأتي غضبُ الله على أبناء العصيان، وفي هذه أنتم أيضًا سلكتم حينًا إذ كنتم عائشين فيها. أمّا الآن فأنتم أيضًا اطرحوا الكلّ، الغضب والسخط والخُبث والتجديف والكلام القبيح من أفواهكم ولا يكذب بعضكم بعضًا، بل اخلعوا الإنسان العتيق مع أعماله والبسوا الإنسان الجديد الذي يتجدّد للمعرفة على صورة خالقه، حيث ليس يونانيّ ولا يهوديّ ولا ختان ولا قلف ولا بربريّ ولا إسكيثيّ، لا عبد ولا حرّ، بل المسيح هو كلّ شيء وفي الجميع.

 

الإنجيل: لوقا ١٧: ١٢-١٩

في ذلك الزمان فيما يسوع داخلٌ إلى قرية استقبله عشرة رجال بُرص، ووقفوا من بعيد ورفعوا أصواتهم قائلين: يا يسوع المعلّم ارحمنا. فلمّا رآهم قال لهم: امضوا وأَروا الكهنة أنفسكم. وفيما هم منطلقون طَهُروا. وإنّ واحدًا منهم لـمّا رأى أنّه قد برئ، رجع يمجّد الله بصوت عظيم، وخرّ على وجهه عند قدميه شاكرًا له، وكان سامريًّا. فأجاب يسوع وقال: أليس العشرة قد طَهُروا فأين التسعة؟ ألم يوجد مَن يرجع ليُمجّد الله إلّا هذا الأجنبيّ؟ وقال له: قمْ وامضِ، إيمانك قد خلّصك.

 

وحدة البشر

البشريّة الواحدة نراها مكسورة، ونكسرها من دون توقّف. ولكنّ المسيح، آدم الجديد، يعيد ترميمها لتكون واحدة في التنوّع على صورة الثالوث. «فلنصنع الإنسان على صورتنا» (تكوين ١: ٢٦) تنطبق، بحسب القدّيس غريغوريوس النيصصيّ، على الطبيعة الإنسانيّة جمعاء، إذ يقول: إنّ القول ببشر عديدين نوع من المبالغة اللغويّة... هناك طبعًا كثرة من البشر يشتركون في الطبيعة البشريّة الواحدة ... ولكن عبرهم كلّهم الإنسان واحد.

في عالمنا تشبه علاقات البشر والشعوب معارك الزواحف والأفاعي. ويبدو الآخر كأنّه عدوّي. لذلك فالأعجوبة الحقّ، والأصعب، هي ممارسة المحبّة. إن تركنا المحبّة الثالوثيّة تجرفنا، ينكشف الآخر قريبًا لي أو أصبح أنا نفسي قريبًا لكلّ البشر. وهذا يعني أن ألاقي المسيح نفسه الذي وحّد نفسه بكلّ إنسان، بكلّ جائع، بكلّ مسجون، بكلّ مرذول أو مجهول. المحبّة تكشف أنّ كلّ إنسان، بخاصّة الذي يتألّـم، هو سرّ المسيح، أو هو مسيح آخر كما يقول القدّيس يوحنّا الذهبيّ الفمّ. هذا هو سرّ الأخ. هذه طبيعة المحبّة كما يقول القدّيس دوروثاوس أسقف غزّة: بقدر ابتعادنا عن مركز الدائرة وعدم محبّتنا لله، نبتعد عن القريب؛ ولكن إن أحببنا الله، كلّما اقتربنا إليه بالمحبّة، نتّحد بالقريب بالمحبّة.

يجري هذا الحبّ في جسد البشريّة كدم المسيح الإله-الإنسان. قال أحد آباء الصحراء: لقد صارعتُ عشرين سنة حتّى أرى كلّ البشر كأنّهم واحد. هذه هي شركة الروح القدس. عندما تنفي المحبّة الكاملة الخوف أو يتحوّل الخوف إلى محبّة، ينمو الجميع إلى الملء الواحد، محاطين بوحدة الروح كما برباط السلام، كما يقول القدّيس غريغوريوس النيصصيّ.

لا يعود الإنسان منفصلًا. على قدر ما يفهم بشكل فاعل أنّه غير منفصل عن شيء ولا عن أحد، يتقدّس. يحمل في نفسه البشريّة، كلّ البشر، في آلامهم وقيامتهم. يتماهى مع المسيح، مع آدم الكلّيّ. يأخذ كلّ البشر في صلاته، في محبّته، من دون أحكام ولا إدانة. يشعر بمعطوبيّته العميقة أمام بشاعات العالم ومآسي التاريخ المتجدّدة في كلّ جيل، يُطحن مع المسيح ولكنّه يقوم معه، ومع الكلّ، ويعرف أنّ الكلمة الأخيرة ليست للموت بل للقيامة، أي للمحبّة. أعمق من الرعب والخوف، يكمن الفرح، أي نور المسيح النازل إلى جحيم البشر كلّ يوم.

الذين أُهّلوا أن يغدوا أولاد الله وأن يولدوا من فوق من الروح القدس - يقول مكاريوس الكبير - يحدث لهم أن يبكوا وأن يتوجّعوا من أجل كلّ الجنس البشريّ، يصلّون من أجل آدم الكلّيّ دافقين الدموع، ملتهبين بالحبّ الروحيّ للبشريّة... أحيانًا تشتعل روحهم بفرح وحبّ لدرجة أنّهم، لو استطاعوا، لأخذوا كلّ الناس في قلبهم، من غير تمييز الأشرار عن الأخيار... أحيانًا أخرى في وداعة الروح ينحنون أمام كلّ إنسان معتبرين أنفسهم آخر الكلّ... ومن بعد هذا يجعلهم الروح عائشين من جديد في فرح لا يُنطق به.

حياتنا وموتنا متعلّقان بالقريب بحسب أنطونيوس الكبير: إن ربحنا أخانا نربح الله. ليس من طريق أقرب من الرحمة لننال صداقة الله: الرحمة تعاطف أي تماهٍ عميق مع حالة القريب. سأل أحدُ آباء الصحراء أبّا بامبو أن يقول له كلمة حياة، فقال له وقد تحرّكت أحشاؤه: اذهبْ واقتنِ الرحمة تجاه الجميع؛ الرحمة تؤهّلنا لأن نتكلّم مع الله بدالّة.

ما هي حدود هذه الرحمة؟ إلى أن تشعر في قلبك برحمة الله نفسها التي يكّنها للعالم (إسحق السريانيّ).

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ: كنيسة الخطأة

التلميذ: قرأت عند القدّيس إفرام أنّنا كنيسة الخطأة، ماذا يعني ذلك؟

المرشد: القدّيس أفرام السريانيّ عرّف الكنيسة بقوله إنّـها كنيسة الخطأة الذين يتوبون. هذا يتضمّن أنّنا جميعًا خطأة وأنّ بعضنا يتوب. أمّا تعريف بولس الرسول فهو أدقّ، إنّـها جسد المسيح. إنّه هو رأس هذا الجسد المتكوّن منه والنازل منه وهذا يستتبع أنّ ما نسمّيه الكنيسة هو كيانه المطلّ على التاريخ. أنت من الكنيسة إن سكنك المسيح بمواهب روحه. هو إذًا يعرف مَن هم له ونحن نعرف بعضنا بعضًا بما يبدو، أيّ بالمعمودية ومشاركتنا في المقدّسات.

التلميذ: كيف يمكننا أن نصبح من الكنيسة؟

المرشد: ليست الكنيسة مؤسّسة قائمة على تراتبيّة درجات أو مناصب. هي حياة في المسيح. لذلك ليس في الحديث عن الكنيسة مكانة للعدد ولا للمال ولا للأوقاف. هذا لأنّ المسيحيّة نوعيّة وجود. هي الروح القدس فاعلًا.

التلميذ: ماذا عن المسيحيّين غير الممارسين؟

المرشد: المسيحيّون غير الممارسين أو الممارسين موسميًّا هم إخوتنا لكونهم معمَّدين بالماء والروح. نهتمّ بهم اهتمامًا بالغًا لأنّهم خراف يسوع، علموا أم لم يعلموا. الإنسان ينتمي إلى الربّ لا إلى بشر. لذلك نسعى معًا إلى إصلاح ما يعتبرونه مؤسّسة لأنّها حاضن، والعبادات حضن واللاهوت المستقيم الرأي غذاء. كلّ شيء هو للإخوة.

التلميذ: أين نحن من الإيمان؟

المرشد: كلمة الله هي الإيمان. المريع أنّك لا تجد إلهًا على الأرض. من مصلحة الناس أن يحسبوا إلههم في السماء، فإذا تربّع فوق هو لا يحاسبنا هنا. «لنأكل ونشرب لأنّنا غدًا نموت» (١كورنثوس ١٥: ٣٢). مَن يشعر أنّ انطباق سلوكه على الكلمة هو كلّ حياته وأنّ ما دون هذه النوعيّة من الحياة لحم ودم ولهو وزينة. ولعلّ بعضًا يتحرّك وكأنّ الطقوس تعطيه كلّ شيء، أنّ التراث المسيحيّ هي قمّة الوجود أو فرحه. ولكن إذا سكرت في أشكالها ولم تمتصّ معناها لتحوّلها إلى نار فيك تصبح مائتة ومميتة. تنهي فيك التوثّب إلى أحضان الربّ وتظلّ سجين هذه الأرض. تدخل في السجن إذا تحوّلت الكنيسة عندك إلى مؤسّسة. يهمّك عدد الناس في طائفتك وأموالها وظهورها اليوم وأمجاد أمسها ومقابلة مجدك بمجد الآخرين. 

التلميذ: ولكن أليس من المهمّ أن نظهر أمجاد الكنيسة، ليكون لها معنى وشكل!

المرشد: أجل لا معنى بلا شكل، بلا صورة، وقد تكون الصورة غنيّة، وكثيرًا ما ذقنا الصورة ولم نذق معناها. قد تتعصّب مثلًا لما تسمّيه أنت الأرثوذكسيّة ويكون شيئًا بشريًّا بحتًا لا علاقة له بالمضمون، وتكون في الواقع مفتّشًا عن نفسك، عن بقائك في هذا الدهر ولا سعي فيك إلى ملكوت الله. تركب لنفسك دينًا جميلًا ولكن ليس فيه روح الله، ونعلنك أرثوذكسيًّا إذ ينبغي أن تنال جنازة أرثوذكسيّة، تتوقّع تأبينًا لك فيها، وتكون قد دخلتَ الكنيسة من بعد موت ليُقال عنك حسنًا ولا سيّما إذا كنتَ من كبار القوم. أنت لا تحكم على هذه الجماعات ما يبدو منها ولا تدين ولا تستعلي عليها. في رؤيتك إيّاها كثّف محبتك لها. تدعو لها بأن تعرج على الله حتّى تصبح بعطائك كنيسة خطأة تائبين وأنت لا تعلوها لأنّك ربّـما عدتَ عن توبتك. غير أنّي موقن أنّ مَن عرف التوبة يومًا وسقط، يعود إليها لأنّه يعود إلى نكهة ما ذاقه قديمًا في نفسه من جمالات الله.

 

الأهواء ومحاربتها

للقدّيس مكسيموس المعترف

- ليست الأطعمة شرّيرة، بل لذّة البطن. وليس الإنجاب شرّيرًا، بل الزنى. وليس المال شرًّا، بل محبّته. وليس المجد شرًّا، بل المجد الباطل. فإذا كانت الأمور هكذا، فلن يكون ثمّة شرّ. الاستخدام الرديء يكمن في استعمال الأشياء بدون تعقّل.

- إذا أردت أن تكون بارًّا، اعطِ الجسد ما يخصّه، والنفس ما يخصّها. واعطِ الفكر المطالعة، والتأمّلات الروحيّة، والصلاة. واعطِ الجزء الشهوانيّ من النفس محبّة معاكسة للكراهية، وعفّة وضبط ذاتها. واعطِ الجسد الطعام واللباس على قدر الحاجة، لا أكثر. 

 

متقدّمون في الكهنة في الأبرشيّة

تابع راعي الأبرشيّة استفقاده للرعايا وصيّر خلالها عددًا من الآباء متقدّمين في الكهنة، وفق البرنامج التالي: الأب أنطونيوس (نصر) في كنيسة المخلّص - بحمدون الضيعة يوم الجمعة في ٥/١؛ الأب أثناسيوس (فرحات) في كنيسة العنصرة - عين سعادة يوم الجمعة في ٥/١؛ الأب سمير (إلياس) في كنيسة البشارة - جل الديب يوم السبت في ٦/١.

في كلّ هذه المناسبات، سطّر المطران سلوان خدمة سلفه صاحب السيادة المتروبوليت جاورجيوس وشهادة الآباء الكهنة ورعاياهم للربّ يسوع، في ظروف خدمتهم وواقع رعيّتهم.

Last Updated on Saturday, 20 January 2024 10:12
 
Banner