Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2024 رعيتي العدد ١٣: سرّ الله والإنسان المحجوب والمكشوف
رعيتي العدد ١٣: سرّ الله والإنسان المحجوب والمكشوف Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 31 March 2024 00:00
Share

رعيتي العدد ١٣: سرّ الله والإنسان المحجوب والمكشوف
الأحد ٣١ آذار ٢٠٢٤ العدد ١٣ 

الأحد الثاني من الصوم

(القدّيس غريغوريوس بالاماس)

اللحن ٢ - الإيوثينا ١٠

تذكار الشهيد إيباتيوس أسقف غنغرة

 

كلمة الراعي

سرّ الله والإنسان المحجوب والمكشوف

رعيتي العدد ١٣: سرّ الله والإنسان المحجوب والمكشوف في حادثة شفاء المفلوج، ينكشف لنا سرّ يسوع، المحجوب والمكشوف بآن. إنّه سرّ لقاء وانكشاف، وبالتالي سرّ تناضح وجود بوجود آخر، وحياة بحياة أخرى. فما هو المحجوب وصار مكشوفًا لنا في يسوع؟ وما الذي يعنينا انكشافه بالنسبة إلينا؟

أوّلًا، ينكشف لنا سرّ اتّحاد طبيعتَيه في شخصه، أي طبيعته الإلهيّة التي له من الآب بالولادة، وطبيعته البشريّة التي له من تجسّده من العذراء مريم. فهو يغفر الخطايا لكونه حاملًا حقيقتها ومعرفتها وسلطانها وقدرتها، والتي هي لله حصرًا. وهو أيضًا عالم بما يعتمل قلوب البشر من أفكار، وهذا ممكن لله وحده. وهذا شهدناه وهو حامل طبيعتنا البشريّة ويتصرّف بيننا كواحد منّا، فهو «ابن الإنسان» (مرقص ٢: ١٠)، كما أشار للفرّيسيّين المنتقدين إيّاه على انتحاله صفة إلهيّة وهو إنسان. 

ثانيًا، ينكشف لنا سرّ الخلاص الذي يحمله إلينا ويدعونا إليه. هو سرّ استعادة الإنسان صحّة الروح والجسد. أمّا استعادة صحّته هذه، فتتمّ بتحرير الإنسان من الخطيئة، أي بشفاء عمق الكيان الإنسانيّ وإطلاق طاقاته في رحاب الحياة الحقّة، وأيضًا بشفائه من علّته ومرضه. لقد تعهّد يسوعُ الإنسانَ برمّته وفي وحدته، وليس جزءًا أو حيّزًا منه، وهذا ما لمسناه في شفاء المفلوج المقدَّم إليه شفاءً تامًّا. 

ثالثًا، ينكشف لنا سرّ الإيمان بالله، سواء من حيث شخص يسوع الإلهيّ-الإنسانيّ، أو من حيث فعل نعمته وكلمته المحيي فينا. وهذا ما أسبغه يسوع على الإنسان، فتصير نعمةُ الإيمان منارةً تنير حياة هذا الأخير في كلّ مرافقها، فيعيش ساعتها في حضرة الله الدائمة وعنايته ورعايته لنموّه وخلاصه. بالنتيجة، يجد الإنسان وحدة كيانه على أساس الإيمان به وعيشه.

ولكن في حادثة الشفاء هذه، ينكشف لنا أيضًا سرّ الإنسان المحجوب والمكشوف بآن. فما هو المحجوب الذي يكشفه لنا حضور يسوع بيننا وما الذي يمكن أن يؤدّي إليه؟

أوّلًا، انكشف واقع الخطيئة الدفين في الإنسان. فبحضور القدّوس تنكشف النجاسة، وبحضور النور تنقشع الظلمة. وبحضور يسوع ينكشف سقوط الإنسان، ليس على السبيل التشهير بهذا الواقع، بل على سبيل اكتساب الإدراك والوعي لحقيقته، وبالتالي كيفيّة استعادة الحياة الحقّة. وهذا ما نلمسه في خطابَي يسوع، سواء نحو المفلوج، حينما غفر له خطاياه، أو نحو منتقديه على ما فعله للمفلوج، حينما نبّه إلى طبيعة الأفكار التي تعجّ في قلوبهم. فهو سعى، في الحالتَين، عبر احترام كلّيّ لحريّة الإنسان، إلى أن يُظهر فداحةَ الواقع الخفيّ بأن يأتي به إلى النور ويداويه به بشكل جذريّ. 

ثانيًا، حَرِصَ يسوع على وحدة الإنسان الداخليّة واستعادها بكاملها. فيسوع لم يكتفِ بالجسد دون الروح أو بالروح دون الجسد، بل شفى الروح والجسد معًا في حالة المفلوج، بحيث لا يبقى الكيان الإنسانيّ منقسمًا على ذاته. إذ من سمات الإيمان الحقيقيّ تحريرُ الإنسان من انقسامه الداخليّ، واستعلان كيانه الموحّد الطاقات وإطلاقه في رحاب الوجود المؤسَّس على الإيمان الحقيقيّ، فيكون مصباحًا ينير لأهل البيت معنى وجودهم وغايته.

ثالثًا، سعى يسوع إلى أن يتعهّد الإنسانُ واقعَه الجديد، فيوظّف نفسه وطاقاته في خدمة واقعه مستلهمًا عمل الله معه وخبرة الإيمان به، بعد أن سقط الحجاب عن يسوع وعن واقعنا. من هنا، نفهم قيام المفلوج بما طلبه إليه يسوع: أن يحمل سريره ويذهب إلى بيته، بحيث يعود إلى واقعه، إلى عالمه، بينما هو ليس من هذا العالم، لأنّ يسوع اختاره أن يبقى في هذا العالم بالإيمان الذي يحمله. يعود المفلوج إلى عالمه حاملًا ما انبثّ فيه من إيمان بيسوع وحياة من لدنه، ليطعّم بها خدمته من الآن فصاعدًا، وما السرير الذي تأبّطه سوى علامة لهذا المسار.

ربّ قائل: حمل أربعةٌ هذا المفلوج إلى المسيح، وحملنا إليه أربعة إنجيليّين فقادونا إليه. هلّا عكسنا حضوره ونوره وكلمته على حياتنا وواقعنا، والتمسنا منه شفاء النفس والجسد، وانطلقنا بعدها في خدمتنا اليوميّة حاملين إيّاه إلى أترابنا؟ هلّا مجّدناه على عمل نعمته فينا وفي سوانا من أجل خلاص الكلّ؟ هلّا شكرناه على خدمته خلاصنا وإطلاقنا بدورنا لنكون له معاونين أمناء ومؤمنين نحمل إليه أترابنا المحتاجين إليه؟ ألا باركْ يا ربّ حاملي نعمتك وسلطانك من أجل إتمام عمل المصالحة والشفاء والخلاص، وباركْ عمل الذين يأتون بأترابهم إليك وإلى مَن يخدمونك، فلا يعودوا خاليي الوفاضّ، بل حاملين اسمك وكلمتك إلى أهل بيتهم من أجل استكمال العمل عينه لخلاصهم وخلاص الكلّ.

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ١: ١٠-١٤ و٢: ١-٣

أنت يا ربّ في البدء أسّست الأرض، والسماوات هي صنع يديك، وهي تزول وأنت تبقى، وكلّها تبلى كالثوب وتطويها كالرداء فتتغيّر، وأنت أنت وسِنوك لن تفنى. ولمن من الملائكة قال قطّ: اجلس عن يميني حتّى أَجعل أعداءك موطئًا لقدميك؟ أليسوا جميعُهم أرواحًا خادمة تُرسَل للخدمة من أجل الذين سيرثون الخلاص؟ فلذلك يجب علينا أن نُصغي إلى ما سمعناه إصغاءً أشدّ لئلّا يسرب من أَذهاننا. فإنّها إن كانت الكلمة التي نُطق بها على ألسنة ملائكة قد ثَبَتَت، وكلّ تعدّ ومعصية نال جزاء عدلًا، فكيف نُفلتُ نحن إن أهملنا خلاصًا عظيمًا كهذا قد ابتدأ النُطقُ به على لسان الربّ ثمّ ثبّتَهُ لنا الذين سمعوه؟

 

الإنجيل: مرقس ٢: ١-١٢

في ذلك الزمان دخل يسوع كفرناحوم وسُمعَ أنّه في بيت. فللوقت اجتمع كثيرون حتّى إنّه ما عاد موضع ولا ما حول الباب يسع، وكان يخاطبهم بالكلمة. فأَتوا إليه بمخلّع يحملهُ أربعة، وإذ لم يقدروا على أن يقتربوا إليه لسبب الجمع، كشفوا السقف حيث كان، وبعدما نقبوه دلّوا السرّير الذي كان المخلّع مضّجعًا عليه. فلمّا رأى يسوع إيمانهم، قال للمخلّع: يا بنيّ، مغفورة لك خطاياك. وكان قوم من الكتبة جالسين هناك يُفكّرون في قلوبهم: ما بال هذا يتكلّم هكذا بالتجديف؟ من يقدر على أن يغفر الخطايا إلّا الله وحده؟ فللوقت علم يسوع بروحه أنّهم يفكّرون هكذا في أنفسهم فقال لهم: لماذا تفكّرون بهذا في قلوبكم؟ ما الأيسر، أأن يُقال مغفورة لك خطاياك، أم أن يُقال قم واحمل سريرك وامش؟ ولكن لكي تعلموا أنّ ابن البشر له سلطان على الأرض أن يغفر الخطايا، قال للمخلّع: لك أقول قُم واحمل سريرك واذهب إلى بيتك. فقام للوقت وحمل سريره وخرج أمام الجميع حتّى دهشوا كلّهم ومجَّدوا الله قائلين: ما رأينا مثل هذا قطّ.

 

الطراوة ... رجوة كبارنا لنا!

يوم شاءت جامعة الحكمة أن تكرّم المطران جورج خضر في العام ٢٠١٢ وأطلقت عليه لقب «أسقف العربيّة»، وقف سيّدنا جورج ونضح الحضور بعصارة خبرةٍ روحيّة، قال: «أظنّ أنّ ما رجوته طوال حياتي هو الطراوة التي إذا منّ بها عليّ ربّكم لا يراني حجرًا أصمّ.»

ثمّ أردف بشرقيّته بل بأنطاكيّته المعهودة كـ»أسقفٍ للعربيّة» قائلًا: «ما احتسب أنّي تعلّمتُه خلال نصف قرن أنّ انصبابَ الحضارة الغربيّة على العقل المحض ورقصتَها في حضرته ثمرةُ فصلِها بين اللاهوت والناسوت وتأسيسها للإنسانويّة المنعزلة عمّا هو فوق من حيث إنّ كلّ بنائها يقوم على استقلاليّة العقل في شموله الوجود كلّه ورأت إلى القلب على أنّه انفعال أو تحرّك عاطفيّ بحت. كلّ هذا قائم على أنّ العقل ثابت وواحد وأنّه لم يُجرَح بعد الخلق وأنّه تاليًا المكان الوحيد للمعرفة.»

وتابع: «قبل أن تنشأ هذه الاشكاليّة عند ابن رشد وفي فلسفة القرون الوسطى الأوروبّيّة قال باسيليوس الكبير إنّ العقل وحده هو أداة المعرفة للطبيعة وعلومها وإنّ الكشف الإلهيّ أداة معرفة الله. في هذه النظرة عندنا وسيلتان للمعرفة تلتقيان في الإنسان الواحد. ثمّ علّم رفقاءه الآباء أنّ العقل ينزل إلى القلب فيقتبس الطراوة إذا سمحتم بتعبيريّ، ثمّ يصعد إلى نفسه حرًّا من جموده مملوءًا حبًّا لتتمّ فيه استقامة الرأي ويبدو هكذا الإنسان واحدًا حرًّا من محدوديّة العقل ومن انفعاليّة القلب.»

هذه الطراوة ترجمها سيّدنا جورج رقرقات دمعٍ عند حديثه عن يسوع أو لدى مخاطبته الآب عن ابنه في الإفخارستيّا. وهكذا فعل أبونا إلياس مرقص ذات القلب النديّ ليس فقط في الصلاة بل في مرافقته نفوس الإخوة في اعترافهم أمام الربّ. أمّا سيدّنا بولس بندلي، فكان العذوبة كلّها مجسّدة في إنسان كلّه قلب، إنسان يقول يسوع في شخصه.

هذه الطراوة المترجمة دموعًا، هذه الحركة القلبيّة التي كان الكبار من آبائنا حريصين على أن ينضحونا بها تجعل المرء يرجع إلى نفسه ويسأل أمام الرب: يا ربّ، هل قسا قلبي؟ هل دخل في الرتابة؟ أم أنّ العقل هو الذي تملّك؟ وهل أنّ شمخة العقل جعلته يأبى الانحدار إلى القلب لكي يستنير؟

كبار الإخوة من الذين رافقوا آباءنا الكبار ذاقوا هذه الطراوة عندهم وترجموها نداوةً تجاه الربّ في حياتهم، في اجتماعاتهم، في أحاديثهم. وعندما تسألهم عمّا يفتقدونه عند جيلنا، يشيرون إلى غياب الطراوة إلى يسوع، إلى غياب حديثنا معه كما يكلّم المرء صديقه. هذا حرص مخيف! كيف السبيل إلى تحريك القلب من جديد إلى وجه يسوع؟

هل أنّ اللغة الفصحى المحفوظة فيها الصلوات تشكّل عائقًا لأنّ اللغة الفصحى وشاعريّتها البديعة باتت بعيدةً عن قلب الجيل الحاضر؟ إن كان هذا هو السبب، فلتكنْ أدعيتنا إلى الله ومناجاتنا إيّاه بلغة القلب أيًّا كانت، فصحى أم عاميّة؟ عندما سُئل المطران جورج عن عائق اللغة، أوضح أنّنا نقيم تمييزًا بين الصلاة والدعاء. فالصلاة هي الصلاة النظاميّة الطقسيّة، وهذه نحفظها بالفصحى كيلا تسِفّ، على حدّ قول سيّدنا. أمّا الدعاء فهو مناجاة الله ويمكن أن يكون باللغة المحكيّة. من هنا كان سيّدنا جورج يؤثِر تسمية «صلاة يسوع» (ربّي يسوع المسيح ارحمْني ...) بـ»دعاء يسوع». لعلّ سيّدنا كان يحرص على ألّا يفقد هذا الدعاء طراوته، أو ألّا يقود النفس إلى الطراوة، فيغدو العقل هو الذي يردّد اسم يسوع بدلًا من أن يلهج القلب حبًّا به.

إذا بلغنا هذا نكون قد فهمنا عقيدة التجسّد في كياننا وآلت بنا إلى فرحٍ دائم، نكون قد قدنا ناسوتنا إلى ملئه على ما يشير القدّيس غريغوريوس بالاماس في إيضاحه المكرِّم لناسوتنا في معرض شرحه عقيدة التجسّد. 

يقول سيدّنا جورج في مقالٍ عنوانه «بشريّة المسيح»: «جلّ ما عندنا، أنّ الربّ يرافقنا في الحياة وفي الموت. والمهمّ ألّا يغيب عنّا وجهه إذا استبقانا وإذا استدعانا إليه. وقبل هذا النداء الأخير نحن في ملاطفاته. ... أنا في الجروح لا أبدأ في نفسي. أبدأ من جروح يسوع الحيّ أبدًا فيَّ كائنًا ما كان شكل جسدي أو انعطافات روحي، إذ أجيء من المخلّص ولا يجيء منّي. وإذا أسلمتُ له أستلمُه بكلّ ما عنده من رفق، وما يفيض منه من تعزيات. ويعني هذا أنّني أتتلمذ عليه كلّيًّا وأتعلّم منه في واقع كلومي أنّه وديعٌ ومتواضع القلب، فينكسر فيّ كلّ ادعاء وكلّ استعلاء، وأصير طفلًا بين يديه».

طرِّ يا ربّ يسوع قلبي بتواضعك، ندِّه بعذوبتك، حلِّه بحبّك، ليكون لي نصيبٌ معك، لئلّا ألبث خارج خدرك ... لكي أكون أمينًا لحرص كبارنا الذين أحبّوك... وأحبّونا فيك!

 

من تعليمنا الأرثوذكسي: صلاة النوم الكبرى

التلميذ: هل تخبرني عن صلاة النوم الكبرى؟

المرشد: بعد العشاء كان الرهبان يؤدّون صلاة النوم الكبرى. روحها استغفار الربّ عن الخطايا التي ارتُكبت في النهار وطلب العون الإلهيّ في الليل. تُقام من مساء الاثنين إلى مساء الخميس، وأمّا الجمعة والسبت والأحد فتقام فيها صلاة النوم الصغرى (يوم الجمعة تندمج هذه بالمديح). صلاة النوم الصغرى جاءت اختصارًا للكبرى. أمّا الكبرى فمؤلّفة من ثلاث خدم مستقلّة مرتبطة بالدعوة: «هلمّ نسجدْ ونركعْ لملكنا وإلهنا».

التلميذ: ما أهمّيّة ممارسة هذه الصلاة؟

المرشد: كان الرهبان يقيمونها في صومعاتهم ثمّ انتقلت إلى الكنيسة. الهدف طلب النوم الهادئ الخالي من التخيّل الشرير وأن يتسمّر العقل بلا شهوة على التأمّل الروحيّ، أن يكون الإنسان يقظًا ساهرًا كالملائكة. والصلاة أسهل في الصيام حيث الجسم ليس مثقَلاً بالطعام. نحن لا نعوّض عن الإمساك بالنوم بل نضاعف الإمساك بالسهر. هكذا نبقى في النوم ممتلئين من النعمة. كان في القسطنطينيّة دير يسمى «دير الذين لا ينامون» تُتلى فيه الصلوات طوال الليل. فجاءت صلاة النوم الكبرى حلًّا وسيطًا بين الصلاة القصيرة والصلاة المتواصلة لتذكيرنا بأنّ الليل كان يجب أن يبقى فيه الإنسان مركَّزًا على الفكر الإلهيّ.

التلميذ: ماذا نتعلّم من صلاة النوم الكبرى؟

المرشد: يغلب طابع التوبة على كلّ الخدمة، طابع الغلبة على الأهواء وفي الوقت عينه الرجاء (معنا هو الله). هذه النبوءة عن المخلّص تهيّئنا للقيامة. انتقال بين المزامير والصلوات في الترتيل والقراءة ينقلنا إلى العمق. غير أنّ طول الخدمة والتكرار يتطلّبان منّا انتباهًا كبيرًا حتّى لا نفقد المعاني الإلهيّة التي ينبغي أن تنحت النفس. والتكرار وسيلة من وسائل التربية ولكن الإله المحبوب لا يملّ. إنّ الاشتراك في صلاة النوم الكبرى كلّ مساء مدرسة للتوبة كبيرة وتنقية يحسّ فيها المؤمن أنّه مشدود إلى المسيح الآتي في الفصح.

 

جل الديب

يوم الأحد الواقع فيه ١٠ آذار ٢٠٢٤، ترأس راعي الأبرشيّة خدمة القدّاس الإلهيّ في كنيسة البشارة - جل الديب، وشاركه في الخدمة المتروبوليت أنطونيوس (فولوكولامسك)، رئيس دائرة العلاقات الخارجيّة في الكنيسة الروسيّة، والمتروبوليت نيفن (صيقلي)، متروبوليت الشهباء، ممثّل بطريرك أنطاكية في موسكو، والوفد المرافق وعدد من الآباء الكهنة والشمامسة. في العظة، تحدّث المطران سلوان عن إنجيل الدينونة، كما كانت له كلمة شكر وتكريم لضيوفه، لا سيّما على أعمال الترميم التي تمّت في الكنيسة ببركة بطريركَي أنطاكية وموسكو، وبمساعدة إحدى الجمعيّات الروسيّة لحفظ التراث والثقافة المسيحيّة.

قبل بدء الخدمة، أقام المتروبوليت أنطونيوس (فولوكولامسك)، ببركة راعي الأبرشيّة، خدمة تقديس الماء الصغير باللغة السلافونيّة، وجرى نضح الكنيسة وملحقاتها بالماء المقدّس. في نهاية الخدمة، كانت كلمة من المطران سلوان حول العلاقة التي تجمع الكنيستَين الروسيّة والأنطاكيّة، وفرحه بما تمّ إنجازه من أجل تسهيل رعاية عائلات الكنائس الأرثوذكسية ذات التقليد السلافونيّ والمقيمة في لبنان.

 

Last Updated on Friday, 29 March 2024 17:47
 
Banner