للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ٤٨: من استعادة البصر إلى اكتمال البصيرة |
Written by Administrator |
Sunday, 01 December 2024 00:00 |
الأحد ٢٣ بعد العنصرة الأحد ١٤ من لوقا اللحن ٦ - الإيوثينا ١ النبي ناحوم، القدّيس فيلاريت الرحيم
كلمة الراعي من استعادة البصر الله يكشف ذاته للمتواضعين. هذا لكون هؤلاء عرفوا أن يسلكوا طريقه ويبتغوه من كلّ قلوبهم، واضعين رجاءهم عليه، وعليه وحده. هؤلاء يعيشون معاناتهم، مهما تنوّعت أو اختلفت بين الواحد والآخر، كأنّهم في الجحيم محكومًا عليهم، لكنّهم لا يـيأسون. مهما وجدوا صدًّا من محيطهم أو تغافَلَ عن معاناتهم أو أَهملهم ولم يكترث لهم، فهؤلاء لا يقنطون ولا يتذمّرون ولا يدينون، بل ينطلقون بأشدّ قوّة نحو ربّـهم. مهما تأخّر الربّ في الاستجابة بنظرهم، فإنّهم ينتظرون أن تدقّ ساعة الله، أي ساعة الفرَج، فينطلقون ساعتها نحوه بأشدّ حرارة طلبًا للبقاء في جواره واتّباعه والتتلمذ له والاحتذاء بما انكشف لهم منه. هذا يعطينا صورة واقعيّة عن الحياة الروحيّة وطبيعة المعركة أو الجهاد الذي يعيشه هؤلاء. يشتبكون مع الله اشتباك مَن يبتغيه مخلِّصًا ونورًا وزادًا لهم كما ولأترابه على حدّ سواء. ذلك لأنّهم ليسوا مِن أولئك الذين يدينون الله على تقاعس أو عجز أو غياب، أو يحاكمونه عقليًّا لغير سبب، بل يقفون على المحرِس الإلهيّ ينتظرون قدوم العريس والسيّد والملك ليكونوا بقربه وفي خدمته وتحت طاعته. هذا لأنّ المعاناة التي يعيشونها وسّعت قلبهم في الاتّجاه الصحيح، أي الإيمان بالله والرجاء الموضوع عليه ومحبّته التي يرجون أن يكونوا أهلًا لها. لديهم من النُبل والشهامة واليقظة ما يجعلهم متحسّسين ليس فقط لأحوالهم بل وأيضًا لأحوال سواهم، فيمتدّون بسعيهم وجهادهم نحو أترابهم، شاملين إيّاهم بالصلاة والعضد. هذا ما قادنا إليه التأمّل في حدث شفاء الأعمى على مدخل أريحا. الخبر موجز. الأعمى مرميّ على قارعة الطريق لا يأبه لشأنه أحد من المارّة. لولا أنّه لم ينادِهم، ما كانوا ليفطنوا لوجوده أو لمعاناته. أبصره الجمع عندما ناداهم. ثمّ أبصره يسوع عندما صدّ المتقدّمون منهم الأعمى فناداه إليه. أمّا الأعمى فأبصر يسوع من بعيد حينما ناداه مرّة: «يا يسوع ابن داود ارحمْني»، ومرّة أخرى: «يا ابن داود ارحمْني» (لوقا ١٨: ٣٨ و٣٩). بهذا الإيجاز تكون معركة الأعمى الوجوديّة مرسومة المعالم أمامنا: لا يصدّ الأعمى أيُّ اعتبار، بل ينبري في طلب يسوع بأشدّ إلحاح وتبصُّر وإدراك لشخصه وحضرته وقدرته. لم ينتهِ الأمر عند هذا الحدّ، فقد كانت بداية التجلّي، حيث كان عليه أن يصرّح ليسوع بمطلبه، ردًّا على سؤال يسوع إليه: «ماذا تريد أن أفعل بك؟» (لوقا ١٨: ٤١). ربّ قائل إنّ الجواب معروف سلفًا، أي أن يبصر فحسب. أمّا الذي يعرف خاتمة الحادثة، لربّـما قال إنّه عقد النيّة على أن يتعرّف على يسوع، أن يبصره فحسب! وهذا أمر جليل جدًّا، وكاشف لمكنونات هذا الأعمى الروحيّة ولجهاده حتّى الساعة. نعلم أنّ المواجهة تتوّجت بأن استعاد الأعمى بصره على وقع تصريح يسوع للأعمى: «أَبصِرْ. إيمانك قد شفاك» (لوقا ١٨: ٤٢)، كاشفًا بذلك عن عمق الأعمى الروحيّ وما اكتنزه في جهاده الطويل مع نفسه ومع محيطه ومع الله. إلّا أنّ التاج الذي وضعه يسوع على هذه القامة الروحيّة لم يُسدِل الستارةَ على مسار هذا الإنسان، بل وضعه في بداية له جديدة بالكليّة عمّا سبقه، إذ اختار، بملء حريّته، أن يتبع يسوع ويمجّد الله. لقد وجد مَن بإمكانه أن يصقل نفسه عليه ويكون ربيبًا على يدَيه، ويصير له تلميذًا وبشيرًا وخادمًا. لقد انفتحت أحشاء هذا الأعمى ليختزن في نفسه عمق تدبير الله من أجل خلاص الإنسان القابع في الظلمة. في عماه، عاش الأعمى اتّضاعًا أوّليًّا؛ وفي إبصاره، اختبر اتّضاعًا كليًّا، لكونه انفتح على يسوع وتدبيره، واختار أن يتبعه، فيحمل نيره الهيّن وحِمله الخفيف. هذا ما فعله يسوع بالأعمى: نقله من حمل معاناته فحسب إلى أن يسير في حمل معاناة سواه ليصل بها إلى النور. إذًا، الأمر لم يتوقّف عند استعادة الأعمى بصره، بل تجاوزه إلى ما يعطي البصرَ قيمتَه الحقيقيّة والأخيرة والكاملة: اكتمال البصيرة في المسيح! تبقى العبرة في الحادثة هي تلقُّفنا لها وقراءتنا للشهادة التي تُعبّر عنها. فهل نبقى على مستوى تسبيح الجمع لأعمال الله المجيدة، أم ننطلق، فرادى وجماعة، طالبين يسوع بأشدّ إلحاح في العتمة التي نقيم فيها والمحيطة بنا، ونندفع في إثره طالما لمسَتْنا كلمتُه واختبرنا فعلها المحيي فينا؟ ألا بارِكْ يا ربّ صلاتنا القلبيّة المرفوعة إليك من ألـم ووجع ومعاناة من عمانا الروحيّ، وتـمّمْها بحسب قصدك مِن نحونا. + سلوان
الرسالة: أفسس ٢: ٤-١٠ يا إخوة، إنَّ الله لكونه غنيًّا بالرحمة ومن أجل كثرة محبته التي أحبَّنا بها حين كنّا أمواتًا بالزلّات أحيانا مع المسيح، فإنكم بالنعمة مُخَلَّصون، وأقامنا معه وأجلسَنا معه في السماويّات في المسيح يسوع ليُظهِرَ في الدهور المستقبلة فرط غنى نعمته باللطف بنا في المسيح يسوع. فإنّكم بالنعمة مُخَلَّصون بواسطة الإيمان، وذلك ليس منكم انما هو عطيَّة الله. وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحدٌ، لأنّا نحن صُنعُه مخلوقين في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي سبق الله فأعدَّها لنَسلُكَ فيها.
الإنجيل: لوقا ١٨: ٣٥-٤٣ في ذلك الزمان فيما يسوع بالقرب من أريحا كان أعمى جالسًا على الطريق يستعطي. فلمّا سمع الجمعَ مجتازًا سأل: ما هذا؟ فأُخبر بأنّ يسوع الناصريّ عابرٌ. فصرخ قائلًا: يا يسوع ابن داود ارحمني. فزجره المتقدّمون ليسكت، فازداد صراخًا: يا ابن داود ارحمني. فوقف يسوع وأمر بأن يُقدَّم إليه. فلمّا قرُب سأله: ماذا تريد أن أصنع لك؟ فقال: يا ربّ أن أُبصر. فقال له يسوع: أَبصِر، إيمانُك قد خلّصَك. وفي الحال أبصر وتبعه وهو يمجّد الله. وجميع الشعب إذ رأوا سبّحوا الله.
لبنان الجديد يا يسوع، قال نبيّك في مزاميره: «علِّمني أن أعمل رضاك». لا أُضيفُ إلى قوله إن قلتُ لك أنْ: علّمني أن أعمل رضاك في لبنان اليوم، في هذا القلق العميم الذي يحاصرنا فيه، في هذا الموت الذي يبدو لا نهاية له. كيف يُعمَل رضاك في بلدي، يا إلهي؟ تراني، مثل الناس، إخوتي وأصدقائي، مثل هذا المدى الذي مُسخ جَماله، الذي يُدمَّر، تراني مدمَّرًا. أنا أعرف ما يرضيك. أنت قلتَ ما يرضيك منذ البدء. قلتَ أن نحبّك، ونحبّ جميع الناس. الذي أقوله أن علّمْني أن أعمل هذا الرضا في لبنان. قفْ أمامي. كلّمْني بكلماتِ فيك. ثمّ خذْ بيدي إلى كلّ ما يرضيك. أنْ أُحبّك، أنا أحبّك. ولكنّ الناس في بلدي قصّتهم قصّة. لا أريد أن أستبق. لكن، قصّتهم قصّتك! الحياة ضاقت بهم كلّهم بأجمعهم. كيف السبيل إلى إقناعهم أنّ الحبّ حقيقيّ؟ قبل القتل ودمار الأبنية والشوارع، التاريخ والجغرافيا، قبل كلّ ما يحدث من غضب، الناس، في لبنان، واحدًا واحدًا، كلّهم مدمَّرون أيضًا. نحن كلّنا بتنا في بلدنا صورةً طبق الأصل بعضنا عن بعض. طريقنا واحد. مصيرنا واحد. كلّنا نحيا في هذا البلد الذي يشبه أيّ شيء سوى أنّه بلد. بلدنا بناء مُعْتِم يتهاوى لا كوّة فيه لدخول النور، بلد الأنانيّات الذي لا يجد الأقوياء فيه لذّةً تفوق لذةَ أكل لحم فقرائه، بلد للطرد، بلد للموت. هذا كلّه أُضيفَ إليه هذا العدوان الغاشم الذي لا يقوى العالم على أن يوقفه. الناس، هنا وهناك، تشرّدوا على الطرقات. ربع بلدنا صار على الطرقات. بعض المشرّدين التحقوا بأقارب لهم، وآخرون في أبنية لن تنفعهم في غد قريب... هذا وطن للحبّ، أعرف. علّمني. يا يسوع، أنت اختبرتَ ما نختبره في لبنان. لا أُغري نفسي بأنّنا نشبهك. هذه حقيقة وجودنا. نحن نشبهك في مسيرتك الطويلة التي مشيتَها من ميلادك إلى نزولك في القبر. أنت، قبْلَنا جميعًا، اختبرتَ التشرّد والطرد وبُغض الناس لك، أينما انوجدت. اختبرتَ الجوع والفقر والعطش والوجع المرّ. عُيّرت، سُرقت، حِيكتْ حولك الدسائس والمؤامرات، ومشى بك شعب، يُفترَض أنّه ينتظرك، إلى حتفك. أنت لبنانيّ مثلنا تمامًا! هل أُبسّط الرضا؟ هل أَجعل هذا البلد قابلًا كلّيًّا للحبّ؟ ليس من بلد يصلح للحبّ مثل البلد الذي نراك فيه أو الذي يرى نفسه فيك! يبقى لنا طريق النصر الذي أَحرزتَهُ أنت. الإنسان في لبنان، ليكتمل شَبَهُه فيك، يحتاج إلى أن يقوم. هل من قيامة لنا؟ لا أريد أن أبتعد عن كلمتي، عن طلبي الذي ساقني إلى هذا الدعاء، عن أن تُعلّمني أن أعمل رضاك، عن أن أُحبّك أكثر وأُحبّ الناس أكثر، هنا في لبنان. أعتقد أنّه مِن عِلمك، من العِلم الذي يرضيك، أن أقول لك أن تفعل أنت ما أطلب أن تُعلّمني إيّاه. أليس من رضاك أن نغرق في الدعاء لك من أجلنا ومن أجل هذا العالم الذي نحيا فيه؟ هذا بلد لا يقيمه شيء فعلًا سوى أن نؤمن كلّنا أنّك قيامتنا. لا أتنازل عن العمل الذي سمعتَني أطلبه. في تراثنا الدعاء عمل، والعمل مدٌّ للدعاء. أضع الأساس الذي يقوم عليه كلّ عمل، ليبقى المجد لك وحدك. يا يسوع، يا سلام لبنان وسلامنا في لبنان، أنت عِلمي وعَمَلي. اقبلْ دعائي لك اليوم دعوةً إلى أن تجعل منّي إنسانًا ذا معنى. كلّي لك. قلبي لك. مطرحي لك. ما دمتَ لبنانيًّا كما تبدو لي، احملْ لبنان إلى سلامه ونصره. إن انكشفْتَ أكثر فأكثر أنّك واحد منّا في لبنان، لا يقوى علينا شيء. العالم يريدنا أن نموت أو أن نرحل. أنت هنا، إلى أين نرحل؟ أنت أَوجدتَنا هنا من أجل أن نبقى معك، لك، من أجل أن نحبّك هنا ونحبّ الناس الذين معنا. في اشتداد البغض، قوِّنا في المحبّة. هذا يصنع لبنان الجديد.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: شخصيّات من الكتاب المقدّس (النبي حبقوق) التلميذ: مَن هو حبقوق النبي؟ المرشد: اسمه مشتقّ من النبات المعروف بـ«الحبق»، أو لعلّه يعني «أبا القيامة». هو صاحب السِفر الثامن من أسفار الأنبياء الاثني عشر الصغار. نكاد لا نعرف عنه شيئًا محقَّقًا. ورد اسمه في بداية الإصحاح الأوّل على هذا النحو: «الحِمل الثقيل الذي كان لحبقوق النبيّ في رؤيا». التلميذ: ماذا يجمع النبيَّين حبقوق ودانيال النبيّ؟ المرشد: هناك ذِكر لحبقوق عند دانيال النبي. يقول سفر دانيال إنّ حبقوق النبيّ كان في أرض يهوذا يُعِدّ طبيخًا. وإذ أزمع أن يخرج به إلى الحصّادين، في الحقل، جاءه ملاك الربّ قائلًا: «احمِلْ الغداء الذي معك إلى بابل، إلى دانيال في جبّ الأسود». فقال حبقوق: «إنّني لم أرَ بابل ولا أعرف الجبّ». فأخذه ملاك الربّ بشعره ووضعه في بابل عند الجبّ باندفاع روحه. فنادى حبقوقُ قائلًا: «يا دانيال، يا دانيال، خذِ الغذاء الذي أَرسَله لك الله». فقال دانيال: «اللّهمّ، لقد ذكَرتني ولم تتركْ الذين يحبّونك». وردّ ملاكُ الربّ حبقوقَ من ساعته إلى مكانه. التلميذ: أخبِرْني عن سِفر حبقوق؟ المرشد: يقول الدارسون إنّ نبوءة حبقوق امتدّت من السنة ٦١٠ إلى ما بعد السنة ٥٨٧ ق.م.، زمن سقوط أورشليم في يد الكلدانيّين وسَبي العديد من السكّان إلى بابل. يندّد السفر بعدوّ خارجيّ هو مَلك الكلدانيّين لِـمَا يبديه من عُنف وقتل ودمار، وكذلك بعدوّ داخليّ لعلّه يوياقيم، ملك يهوذا (٦٠٩-٥٩٨ ق.م.) لظلمه. يقع السفر في ثلاثة إصحاحات وستٍ وخمسين آية، وهو في صيغة قصائد يظنّ الدارسون أنّـها كانت تُنشد في احتفالات طقوسيّة. التلميذ: ما هي موضوعات السِفر؟ المرشد: تتضمّن النبوءة ثلاثة عناوين عريضة، أوّلها حوار بين النبيّ والله، يبدو فيه حبقوق معاتِبًا لربّه متألّمًا متحيّرًا. يسأل، وقد اتّخذ مأساة شعبه: «إلى متى يا ربّ أستغيث ولا تستجيب، أصرخُ إليك من الظلم ولا تخلّص؟» (١:١). «لِـمَ تنظر إلى الغادرين ولِـمَ تصمتُ عندما يبتلع الشرّير مَن هو أبرّ منه، وتُعامل البشر كسمك البحر، كزحّافات لا قائد لها؟» (١٣:١- ١٤). وإذ يطرح حبقوق مشكلته، يقف على محرسه، ينتصب على مرصد قلبه ويراقب (١:٢). ويأتيه الجواب: الله حرّك الكلدانيّين (٦:١)، والشعب لا ضمان له غير أمانته. بكلمات النبيّ نفسه: «النفس غير المستقيمة غير أمينة. أمّا البارّ فبأمانته (أو بإيمانه) يحيا» (٤:٢). هذا بشأن العنوان العريض الأوّل. التلميذ: وماذا عن بقيّة موضوعاته؟ المرشد: العنوان الثاني جملة لعنات يسكبها النبيّ على الظالمين. هؤلاء كالموت لا يشبعون، لكنّ أفعالهم ترتدّ عليهم، وكما فعلوا يَفعلون بهم (٧:٢- ٨) وعوض المجد يَشبعون هوانًا (١٦:٢). وأنّـى بلغ شأو الممالك والشعوب فإنّـما يَتعبون للنار ويجهدون للباطل (١٣:٢)، لأنّ ربّ القوّات هكذا رسم. أمّا العنوان العريض الثالث للنبوءة فمزمور يعلن فيه حبقوق أنّ الله آتٍ وسيُهشّم رأس بيت الشرير (١٣:٣). لذا يتهلّل حبقوق ويفرح ويعلن كما في القديم: «الربّ الإله قوّتي وهو يجعل قدمَيَّ كالأيائل ويُمشّيني على مشارفي» (١٩:٣). التلميذ: ما هو وقْع السِفر في الكنيسة؟ المرشد: احتل حبقوق كنسيًّا مكانًا مرموقًا بين الأنبياء من حيث إنباؤه بتدبير الله الخلاصي بالربّ يسوع المسيح. فالفصل الثالث من سفره جعلَته الكنيسة تسبحة من تسابيح صلاة السَحَر، الرابعة ترتيبًا. وتعيد له الكنيسة في ٢ كانون الأول. التلميذ: ما هي صِلته بميلاد المخلّص؟ المرشد: من المفيد أن نعرف أنه إلى حبقوق، كما إلى أشعيا (٩:١١)، يُعزى القول إنّ الأرض ستمتلئ من معرفة مجد الربّ كما تغمر المياه البحر (١٤:٢)، وإنّ أصل التقليد عن الثور والبقرة في مزود بيت لحم يعود إليه (٢:٣) كما يعود إلى إشعياء (٣:١).
استفقاد النازحين والرعايا النازحة منذ بدء العدوان، قدِم إلى الأبرشيّة العديد من النازحين، فعمد عدد من الرعايا إلى الاهتمام بحاجاتهم الماديّة والمعنويّة، وتقديم يد المساعدة متى طُلب إليها. هذا واستقبلت الأبرشيّة رعايا نازحة من الأبرشيّات المجاورة، فكانت فرصة لاستفقادهم بشكل مباشر، حيث لجأ هؤلاء إلى منازل الأقارب وليس إلى مراكز الإيواء الرسميّة. هذا وسعى راعي الأبرشيّة إلى استفقادهم ومتابعة أحوالهم، سواء من خلال كهنة الرعايا النازحة أو من خلال كهنة الرعايا المضيفة إيّاهم، ثمّ كانت له فرصة اللقاء بهم شخصيًّا خلال شهرَي تشرين الأوّل وتشرين الثاني في كنائس رعايا جلّ الديب والدكوانة وجبيل والذوق وسنّ الفيل والنبعة حيث تشارك وإيّاهم الخدمة الإلهيّة وحديثًا روحيًّا من وحي المناسبة مع أبناء هذه الرعايا. شكّلت هذه المناسبات فرصة ثمينة للقاء الوجوه بعد محنة وبُعد، ولاستعادة الرجاء، وللتأكيد على التعاضد والمعيّة في هذا الظرف العصيب. ومع بدء سريان اتّفاق وقف إطلاق النار، وجّه المطران سلوان كلمة شكر عامّة على ما سمحت به محنة النزوح الأليمة من بركات على غير مستوى، سطّر فيها أوجُهها وأصحاب الفضل فيها. |
Last Updated on Friday, 29 November 2024 18:45 |
|