Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ١٣: من المواجهة الشاملة إلى الذبيحة الكاملة
رعيتي العدد ١٣: من المواجهة الشاملة إلى الذبيحة الكاملة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 30 March 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ١٣: من المواجهة الشاملة إلى الذبيحة الكاملة
الأحد ٣٠ آذار ٢٠٢٥ العدد ١٣ 

الأحد الرابع من الصوم

البارّ يوحنّا السلّميّ

اللحن ٧ - الإيوثينا ٧

 

كلمة الراعي

من المواجهة الشاملة إلى الذبيحة الكاملة

رعيتي العدد ١٣: من المواجهة الشاملة إلى الذبيحة الكاملة في شفاء الفتى الذي استولى عليه روح أخرس، واجه يسوعُ الطبيعةَ العاقلة التي خلقها. ها إنّ الابن معذَّب من الشيطان، وأباه متألّـم عليه، والشيطان يفتك بالإنسان من دون رادع، والتلاميذ عاجزون أمام هؤلاء جميعًا. إنّها المواجهة الشاملة، فيها واجه يسوعُ عجزَ خليقته في غربتها عن خالقها وكرامتها الأولى:

أوّلًا، عجزَ الفتى. إنّه واقع مزمن ومؤلم للغاية وهو يلخّص واقع الإنسان الساقط بعامّة، حيث يستفحل فيه الشرّ ويسود عليه الشرّير فيصير الإنسان ممسوخًا منه وألعوبة بين يدَيه. بالفعل، كان الشيطان «يمزّقه فيزبد ويصرّ بأسنانه ويـيـبـس... وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي الماء ليُهلكه» (مرقس ٩: ١٨ و٢٢).

ثانيًا، عجزَ والد الفتى. تَفتَّت قلبه ألـمًا وأنينًا وترجّيًا على شاكلة كثيرين أمثاله وهم يواجهون الألم والشرّ في حياتهم وحياة سواهم، وهم عاجزون عن تغيير الواقع حيث يتسلّط الألم والشرّ على الإنسان. هوذا واقع الحال كما عبّر عنه ليسوع: «إن كنتَ تستطيع شيئًا فتحنّنْ علينا وأَغِثنا» (مرقس ٩: ٢٢).

ثالثًا، عجزَ التلاميذ. أخفقتْ اليوم الجماعة التي تحلّقت حول المخلِّص عن أن تُحدث تغييرًا وإن كانوا يحملون نعمة طرد الشياطين. بدا المخلِّص عاجزًا، في تلاميذه، عن تحقيق رسالته: «قلتُ لتلاميذك أن يخرجوه فلم يقدروا» (مرقس ٩: ١٨).

رابعًا، عجزَ الشيطان. إنّها الصورة الأكثر تحقيرًا لخليقة الله من حيث غربتها عن قصده منها، وعجزها عن أن تستعيد كرامتها الأولى. وإن بدا الشيطان مقتدرًا في عمل الشرّ، لكنّه عاجز عن تحويل العالم إلى شرّ مطلَق. إنّه عجز مزدوج سواء باتّجاه الصلاح أو باتّجاه الشرّ.

أفضَت بنا هذه المواجهة الشاملة إلى أن نتأمّل كيف وضع يسوعُ في كلّ منها مدماك تدبيره الخلاصيّ: 

أوّلًا، في مواجهته الفتى، عبر التأكيد على قدرته على شفاء الإنسان بتحريره الفتى من تسلَّط الشيطان عليه. فهو أَمَر بأن يُحضروا إليه الفتى: «قدِّموه إليًّ»، وبعدها أمر الشيطانَ بأن يخرج منه ولا يعود إليه مرّة أخرى (مرقس ٩: ١٩ و٢٥). استعاده إلى الحياة الحقّة، تلك التي يبثّها فيه، فاستعاد الفتى الكيانَ المغتصَب سابقًا، كيانًا صحيحًا معافى، سيّدًا وحرًّا، عاقلًا بالكليّة. ولم يستعِدْه والدُه لنفسه، بل استعاده يسوع إلى الإيمان به، بشافيه ومخلِّصه، باستشفاع والده من أجله.

ثانيًا، في مواجهته والد الفتى، عبر التأكيد على قدرة الإيمان على تحقيق الخلاص، بدعوته إيّاه إلى الإيمان: «إن كنتَ تستطيع أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن» (مرقس ٩: ٢٣). إنّه الشفاء الذي يسكبه يسوع في كيان الإنسان فيستعيده من تصدُّعه وتبعثُره، فيوحّده ويوحّد طاقاته ويوجّهها في طريق عيش الإيمان به.

ثالثًا، في مواجهته الشيطان، عبر التأكيد على سلطته المطلَقة على الشيطان بتقييد حركته وقدرته وتسلّطه إلى حين يأتي في ملكوته بمجد أبيه السماويّ، وعبر إعطاء الإنسان القدرة والنعمة على مواجهة الشيطان ودحره بالإيمان به مخلِّصًا.

رابعًا، في مواجهته تلاميذه، عبر التأكيد على الالتصاق به التصاقًا مستمرًّا، يستمدّه تلميذه من الصلاة والصوم: «هذا الجنس لا يمكن أن يخرج بشيء إلّا بالصلاة والصوم» (مرقس ٩: ٢٩). التصاقهم بالمعلِّم يفدي ضعف طبيعتهم البشريّة، ويدفعهم إلى تعلّم طرق الخلاص وكيفيّة اقتناء النعمة والمحافظة عليها واكتشاف عملها فيهم، الأمر الذي يجعل منهم آنية خزفيّة مختارة موضوعة لخدمة الخلاص.

في هذه المواجهة، اختار يسوعُ أن يرفع سقف المواجهة معنا، بقوله: «أيّها الجيل غير المؤمن إلى متى أكون معكم؟ إلى متى أَحتملكم؟ قدِّموه إلـيَّ» (مرقس ٩: ١٩). هوذا يسوع يواجه الإنسان في قصوره وعجزه عن الخروج من دوّامة واقعه الساقط، ويدعوه إلى معرفة الطريق الذي فيه يكون إنسانًا كريمًا معافى حرًّا، لا بل مؤمنًا إيمانًا يغلب فيه كلّ شرّ وفساد وهوان، في ذاته وفي العالم.

أمّا زبدة هذه المواجهة الشاملة فقد توّجها يسوع بما أفضى به إلى تلاميذه بشأن ذبيحته، تلك الذبيحة الكاملة، عنّا ومن أجل خلاصنا، والتي تصير بقتله ثمّ قيامته في اليوم الثالث (مرقس ٩: ٣١). لقد ذهب يسوع بالمواجهة إلى آخرها حتّى يدحر واقعنا الساقط في صميم معاناته، وأخذ على عاتقه الإنسان بكليّته وفداه وأعطاه كرامته الأولى وأنعم عليه بالروح القدس ليقوم الإنسان بدوره، بالإيمان به، في تحويل هذا الواقع الساقط إلى ملكوت الله. هلّا قدَّمْنا إذًا ليسوع ذواتنا وعالمنا، وصرَخنا مع والد الفتى: «أؤمن يا سيّد فأَغِثْ عدم إيماني» (مرقس ٩: ٢٤)؟

+ سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: عبرانيّين ٦: ١٣-٢٠

يا إخوة، إنّ الله لـمّا وعد إبراهيم، اذ لم يمكن أن يُقسم بما هو أعظم منه، أقسم بنفسه قائلًا: لأُباركنّك بركة وأُكثّرنّك تكثيرًا. وذاك إذ تأنّى نال الموعد. وإنّما الناس يُقسِمون بما هو أعظم منهم، وتنقضي كلّ مشاجرة بينهم بالقَسَم للتثبيت. فلذلك لـمّا شاء الله أن يزيد وَرَثة الموعد بيانًا، لعدم تحوُّل عزمه، توسّط بالقَسَم، حتّى نحصل بأمرين لا يتحوّلان ولا يمكن أن يُخلف الله فيهما، على تعزية قويّة نحن الذين التجأنا إلى التمسّك بالرجاء الموضوع أمامنا، الذي هو لنا كمرساة للنفس أمينة راسخة تدخل إلى داخل الحجاب حيث دخل يسوع كسابقٍ لنا، وقد صار على رتبة ملكيصادق رئيسَ كهنةٍ إلى الأبد.

 

الإنجيل: مرقس ٩: ١٧-٣١

في ذلك الزمان دنا إلى يسوع إنسانٌ وسجد له قائلًا: يا معلّم، قد أتيتُك بابني به روح أبكم، وحيثما أخذه يصرعه فيُزبد ويصرف بأسنانه وييبس. وقد سألتُ تلاميذك أن يُخرجوه فلم يقدروا. فأجابه قائلًا: أيّها الجيل غير المؤمن، إلى متى أكون عندكم؟ حتّى متى أحتملكم؟ هلمّ به إليّ. فأَتوه به. فلمّا رآه للوقت صرعه الروح فسقط على الأرض يتمرّغ ويُزبد. فسأل أباه: منذ كم من الزمان أصابه هذا؟ فقال: منذ صباه، وكثيرًا ما ألقاه في النار وفي المياه ليُهلكه. ولكن إن استطعتَ شيئًا فتحنّنْ علينا وأَغِثنا. فقال له يسوع: إن استطعتَ أن تؤمن فكلّ شيء مستطاع للمؤمن. فصاح أبو الصبيّ من ساعته بدموع وقال: إنّي أؤمن يا سيّد، فأَغِثْ عدم إيماني. فلمّا رأى يسوع أنّ الجمع يتبادرون إليه، انتهر الروح النجس قائلًا له: أيّها الروح الأبكم الأصمّ أنا آمرك بأنِ اخرج منه ولا تعُدْ تدخل فيه. فصرخ وخبطه كثيرًا وخرج منه، فصار كالميت حتّى قال كثيرون إنّه قد مات. فأخذ يسوع بيده وأنهضه فقام. ولـمّا دخل بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نُخرجه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنس لا يمكن أن يخرج إلّا بالصلاة والصوم. ولـمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدري أحد، فإنّه كان يُعلّم تلاميذه ويقول لهم: إنّ ابن البشر يُسلَم إلى أيدي الناس فيقتلونه، وبعد أن يُقتل يقوم في اليوم الثالث.

 

«الذكاء الاصطناعيّ»

لا شكّ في أنّ للذكاء الاصطناعيّ فوائد جمّة تسهم في تحسين حياة الإنسان، من زيادة الإنتاجيّة إلى تسهيل العمليّات الطبيّة. لكنّ هذا التطوّر يثير جدلًا واسعًا في العالم اليوم، خصوصًا من منظور مسيحيّ يتناول جوهر الذكاء وعلاقته بالإنسان.

يرتبط الذكاء الحقيقيّ بالبشر الذين مُنحوا نعمة العقل و«الإرادة الحرّة»، ما يتيح لهم، إلى التفكير، الاختيار الأخلاقيّ. أمّا الذكاء الاصطناعيّ، فهو قائم على تخزين البيانات واسترجاعها بسرعة هائلة، دون امتلاك القدرة على التفكير الذاتيّ أو الوعي. فالسرعة لا تعني بالضرورة ذكاءً، كما أنّ امتلاك الآلة لقاعدة بيانات ضخمة لا يجعلها كائنًا مفكّرًا.

يتصاعد القلق من احتمالات هيمنة الذكاء الاصطناعيّ على جوانب حياتنا كلّها، وطموحه إلى الوصول إلى الوعي البشريّ. ولكن، هل يمكن أن يتمتّع الذكاء الاصطناعيّ بضمير؟ الضمير هو البُعد الروحيّ والأخلاقيّ الذي يميّز الإنسان، وقد أشار الكتاب المقدّس إلى هذه القدرة الفريدة على الحوار الداخليّ والتأمّل الذاتيّ، التي تُعبّر عن صورة الله فينا.

الكتاب المقدّس هو أوّل مَن خاطب «ضمير البشر». «نداء الضمير» هو القيمة الحاكمة لدى جميع أنبياء الكتاب على اختلافهم. وتُشير كلمة «ضمير» الكتابيّة إلى «مشاركة المعرفة»، أو «تبادل المعلومات». وتعني حرفيًّا «مناقشة المعرفة»، أي المشاركة مع الذات! هي قدرة الإنسان على «الحوار الداخليّ»، وقدرة العقل على «التحدّث إلى نفسه». يتداول الإنسان في عقله مع ذاته، ويناقش نفسه. الإنسان هو المخلوق الوحيد الذي لديه الضمير، لأنّه المخلوق الوحيد في كلّ الخليقة مع قدرة «الوعي الذاتيّ» والتأمّل الذاتيّ والتداول الداخليّ. هو المخلوق الوحيد في الخليقة على صورة قدرة العقل الإلهيّ على التداول الذاتيّ.

تصميم الله على خلق الإنسان ينبع من «حوار» داخل عقل الله: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تكوين ١: ٢٦). يتكلّم الله مع كلمته، يخاطب كلمته وروحه. يصنع الإنسان على صورته، ويفعل ذلك من طريق «حوار» داخل نفسه. وإمكانيّة هذا الحوار داخل نفسه «تُسقَط» على الإنسان المخلوق. إنّ بُنية عقل الإنسان الخاصّة مستوحاة من عقل الله التداوليّ.

أمّا عند المسيحيّين في العهد الجديد ولدى آباء الكنيسة، فيتمّ التعبير عن المعنى ذاته، وتعني كلمة ضمير باليونانيّة: «التفكير معًا»، أي أنّ هناك متخاطبَين (اثنَين) من الـ«أنا»، يتداولان في الموضوع عينه! نحن البشر، نتحدّث مع أنفسنا، لأنّنا مخلوقون على شبه الله.

تجري اليوم برمجة كلّ عمليّات العقل البشريّ المنطقيّة في كمبيوتر يعمل على محاكاتها. هذا يسمّى الذكاء الاصطناعيّ. يتخيّل كثيرون أنّ العقل البشريّ هو نوع من كمبيوتر. ترتكز صناعات ضخمة على الاعتقاد بعدم وجود فرق جوهريّ بين الإنسان والآلة، لأنّ الكثيرين اليوم ينفون وجود النفس.

إنّ محاولات اختزال الإنسان بآلة مبرمجة تتجاهل جوهره الروحيّ. يروّج البعض لفكرة أنّ الإنسان ليس أكثر من مجموعة ذرّات تخضع لقوانين فيزيائيّة، لكنّ هناك خبرة بشريّة لا يمكن لأيّ آلة أن تبلغها: الوعي بالـ«ما وراء». وهذا ما يسمّيه آباء الكنيسة «النوس»، أي الإدراك الروحيّ العميق. وهو ما يميّزنا كبشر: استجابة النفس للأفق، والشعور بالآخِرَة، وجاذبيّتها نحو ما وراء حدود وجودها.

لكنّ الإنسان قد يفقد «النوس». يحذّرنا يسوع من هذه الخسارة «ماذا ينتفعُ الإنسان لو ربح العالمَ كلَّهُ وخسر نفسه؟». رِبحُ العالم أمر «كمّيّ»، بينما فقدان النفس هو «نوعيّ» (أي ما يميّزنا كبشر). بحسب مَثَل الغنيّ الجاهل، فقدَ «الغنيّ» نفسَه. هذا الذي دعاه يسوع غبيًّا! قال له «يا غبيّ، الليلة تُطلب نفسُكَ منكَ!». خيرات الذكاء الاصطناعيّ المتراكمة قد تسلبنا «الحاجة إلى الواحد» الذي يجب ألّا «يُنزَع منّا»: كيانُنا نفسه، «النصيب الصالح» (لوقا ١٢: ٤٢).

ينبغي ألّا يدفعنا الخوف من الذكاء الاصطناعيّ إلى رفضه، بل إلى استخدامه بحكمة، بحيث يبقى أداةً في خدمة الإنسان وليس بديلًا منه. علينا أن نتذكّر دومًا أنّ قيمتنا لا تُحدَّد بقدراتنا العقليّة فقط، بل بجوهرنا الروحيّ الذي يربطنا بالله، مصدر كلّ حكمة وذكاء.

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

السلّم إلى الله

التلميذ: قرأتُ عن القدّيس يوحنّا السلّميّ أنه واضع كتاب «السلّم إلى الله»، ما هذا الكتاب؟

المرشد: إنّ قراءة السلّم إلى الله، أي كتاب سلّم الفضائل للقدّيس يوحنّا السلّميّ، هي أهمّ القراءات الآبائيّة خلال الصوم الكبير. نرتّل في الأحد الرابع من الصوم «يا يوحنّا، سلّمَ الفضائل، لقد تلألأتَ لامعًا بالفضائل، ونصبتَ سلّمًا وارتقيتَ بها إلى السماوات، وعُدتَ إلى عمق المناظر الإلهيّة الذي لا يُحدّ بحسن عبادة، وفضحتَ مكامن الشياطين بأسرها. فأنتَ تستر البشر مِن مضرّاتِهم، وتتشفع الآن في خلاص نفوسنا». تسمية «السلّم» مستوحاة من رؤيا يعقوب (تكوين ٢٨: ١٢-١٣). وقد رتب القدّيس يوحنّا في كتابه ثلاثين درجة إشارة إلى سِني يسوع الثلاثين قبل ظهوره للعالم. ويرمز السلّم بصورة عامة إلى مسيرة الكمال، باعتباره صعودًا روحيًّا نحو الله، أو إلى صليب المسيح، باعتباره الطريق الوحيد الذي يجمع بين الأرض والسماء.

التلميذ: هل يمكنك مساعدتي في تفسير هذه الدرجات ومحتوياتها؟

المرشد: الدرجات الثلاث الأولى تبحث في الزهد في العالم كغربة خارجيّة وداخليّة. أمّا الدرجات الأربع الأخيرة فتبحث في الاتحاد بالله في السكون والصلاة واللاهوى والمحبّة. بين الزهد في العالم والاتحاد بالله، في الدرجات الثلاث والعشرين الباقية، يتوسّط السلّم الجهاد (أو العمل في الاصطلاح الآبائيّ)، مبتدئًا بالفضائل العامّة: الطاعة والتوبة وذِكر الموت والنوح، ومارًّا بمجاهدة الأهواء: من الغيظ إلى الضجر، ومن الشره إلى الزنى وحب المقتنيات، ومن عدم الحسّ إلى الكبرياء، ومنتهيًّا بثمرة ذلك الجهاد: الوداعة والتواضع والتمييز. فما كان في البداية جهادًا متعِبًا يصبح في النهاية نعمة تؤول إلى حضور الروح.

 

بيان من أساقفة فرنسا الأرثوذكس

صدر في ١٧ آذار ٢٠٢٥ بيان من الأساقفة الأرثوذكس في فرنسا حول الوضع في سوريا حيث عبّروا فيه عن قلقهم من أخبار وصور العنف الرهيب والمأساويّ القادمة منها، وإذ يُصلّون من أجل الضحايا، ويدعون المؤمنين إلى تقديم المساعدات الإنسانيّة، يعرب أساقفة فرنسا الأرثوذكس عن تضامنهم ودعمهم مع كنيستنا الأنطاكيّة وبطريركها ورعاتها ومؤمنيها، وضرورة دعم الشعب السوريّ وضمان سلامة جميع مكوّناته المجتمعيّة، حتى يتمكّن الانتقال السياسيّ والمؤسّساتي من إنشاء دولة ديمقراطيّة وعلمانيّة في سوريا، تحترم الحقوق والحريّات الأساسيّة للناس والمكوّنات والمجتمعات التاريخيّة لهذا البلد.

 

كنيسة روسيا

في ١٤ آذار ٢٠٢٥، افتتحت الكنيسةُ الأرثوذكسية الروسية وكرّست، برئاسة المطران إفجيني، راعي أبرشية إيكاترينبورغ، مركزًا جديدًا لإعادة تأهيل المراهقين المضطربين، تحت اسم «مركز القدّيس موسى الإثيوبيّ للتكيّف الاجتماعيّ للمراهقين». أُنشئ المركز من قِبل خدمة الرحمة الأرثوذكسيّة التابعة لإدارة الخدمات الاجتماعيّة في الأبرشيّة في تشرين الأول ٢٠٢٤. يخضع العديد من المراهقين المخالفين للقانون لإعادة التأهيل، بالتعاون مع مُربّين وأخصائيّين نفسيّين محترِفين، كما يمارس المراهقون رياضة المشي والتزلّج وصيد الأسماك ولعب الشطرنج. تُحدّد السلطات القضائيّة مدّة الإقامة في المركز. يُعتبر هذا المشروع الثاني في روسيا الذي يُقدّم بديلًا عن مرافق إصلاح الأحداث للمجرمين المراهقين. كان أوّلها مركز القدّيس باسيليوس الكبير في سانت بطرسبرغ، الذي احتفل بالذكرى الـ٢٠ لتأسيسه العام الماضي. وقد أكمل ٤٠٠ شاب وشابّة دورة التأهيل، ومن بين جميع المراهقين المشاركين في برنامج المركز، أكثر من ٨٥% منهم لم يرتكب جرائم متكرّرة.

Last Updated on Friday, 28 March 2025 16:23
 
Banner