للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
رعيتي العدد ١٥: الجالس على جحش ابن أتان |
![]() |
![]() |
Written by Administrator |
Sunday, 13 April 2025 00:00 |
أحد الشعانين
كلمة الراعي الجالس على جحش ابن أتان
هذا جرى التمهيد له حتّى نلج إلى قلب الحدث، يسوع المصلوب، «ملك اليهود». لذا تضع الكنيسة أمام ناظرَينا في إنجيل الشعانين سلسلة من مترابطة من الأحداث ومواقف: يشكّل العشاء في بيت عنيا، حيث كان حاضرًا لعازر الذي أقامه يسوع، ومرتا التي تخدم الحاضرين، صورة فريدة لكون هذا هو المكان الذي اختاره يسوع ليبيت فيه ليلًا في الأيّام الأخيرة قبل صلبه، وينطلق منه صباحًا إلى أورشليم. إنّه المكان الدافئ والحاضن ليسوع وهو على أبواب تحقيق سرّ فدائنا. إنّه صورة عن وفاء عزيز على قلبنا وعلى قلب كلّ خادم ليسوع بين أترابه. في هذا البيت، تطالعنا مريم التي دهنت قدمَي يسوع بالطيب ومسحتهما بالطيب. في هذا تعبير عن إجلال وحنان بآن، لم يلقَه يسوع قبلًا، وهو يبلسم قلبنا قبل أن يبلسم قدمَي يسوع، على ضوء الجوّ المشحون الذي سيرافقنا في الأسبوع العظيم. انحناء مريم هذا يظهر نُبُل الإنسان أمام فاديه، وأبلغ تعبير عن شكران وامتنان ومحبّة خالصة. على مقلب آخر، يأتي موقف يهوذا الإسخريوطيّ الساخط من تبذير مريم للطيب عوض تخصيص قيمته للفقراء ليشكّل موطئ قدم لمواقف خطيرة انكشفت لنا لاحقًا وأدّت إلى التآمر على يسوع وقتله. لكنّ يسوع عالج هذا الموقف، العاقل والمصيب في الظاهر، بأن وضعه في سياق الأحداث القادمة التي ستنقلب رأسًا على عقب بالنسبة لمخطّطيها: جعل يسوعُ من عمل مريم إعلانًا لبشارة قيامته من بين الأموات، حيث أنّ مريم قامت بتطييب جسده مسبقًا لأنّ النسوة الحاملات الطيب لن يستطعنَ شيئًا منه صبيحة يوم قيامة. غير أنّ محور هذا العشاء هو قول يسوع: «الفقراء معكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلستُ معكم في كلّ حين» (يوحنّا ١٢: ٨). فيسوع افتقر من أجلنا ليغنينا بمحبّة أبيه لنا، هو الفقير بامتياز كما تبدّى لنا وهو مصلوب: هو الفقير إلينا حينما سأل من أجلنا: «يا أبتاه، اغفرْ لهم لأنّهم لا يدركون ماذا يفعلون»، وهو الفقير إلى الله حينما أعلن: «في يدَيك أستودع روحي». والذي وحّد نفسه بنا، وحّد نفسه بالفقراء، فاتّخذهم إخوة له، فباتوا وجه يسوع إلينا، ينادينا لنلقاه فيهم ويكلّلنا بهم. من جوّ الحميميّة هذا، ينقلنا الإنجيل إلى الجمع الذي أتى ليرى يسوع، وبالأكثر لينظر لعازر الذي أقامه. لقد التهبت النفوس ودبّت فيها الحماسة، الأمر الذي نبّه رؤساء الكهنة إلى الخطر الكامن على موقعهم ومصالحهم بأن يؤمن اليهود بيسوع. اعترتهم الخشية من أن يُسحب البساط من تحت أقدامهم، فتشاوروا على قتل يسوع ولعازر أيضًا. إنّها ساعة سلطان الظلمة، فهو يحيك شباك مؤامرته على يسوع فيقع فيها من حيث لا يدري. هذا كان في بيت عنيا مساءً. أمّا صباحًا في أورشليم، فندخل مع يسوع إلى المدينة، لكنّه لن يكون دخولًا عاديًّا بل دخول الملك الفاتح الذي يستعرض موكب النصر أمام شعبه بعد ظفره على أعدائه، مثبّتًا أركان مملكته. نفهم أنّ يسوع اختار لهذا النصر عنوانًا، وهو التواضع والوداعة، بدخوله جالسًا على جحش ابن أتان. ملك السلام متّشح بهما وطالب من الآتين إليه أن يحتذيا به ويتعلّموها منه. «اقتدوا بي فإنّي وديع ومتواضع القلب». هذا كان عربونًا لنا يلامس، منذ اليوم، تواضعه الأقصى الذي انكشف لنا في آلامه وصلبه وموته ودفنه. بهذا تمجّد يسوع، فمجّد أباه ومجّده أبوه بدوره. هذا نتذكّره، على غرار تلاميذه، لندخل إلى الخدر حيث ينتظرنا. «تعالوا إليَّ أيّها المتعبون والثقيلو الأحمال وأنا أريحكم». سيكون هو في استقبالنا بعد أن استقبلته قلوبنا، وصنعنا كلّ ما أَمرَنا به. يا ربّ، أعطِنا دخولًا إليك في بيت عنيا. دعْنا نرافقك إلى أورشليم. امنحْنا فهمًا لأقوالك واقتداء بأفعالك. اقبلْنا كمرتا التي تخدم، ومريم التي تمسحك بالطيب، ولعازر الذي أحببته، والفقير الذي أتيتَ من أجل أن تغنيه بالحياة التي من لدنك، والتلميذ الذي يتبعك حيثما يمضي. هلّا قبلتَ إذًا من أفواهنا تسبيحنا: «أوصنّا! مبارك الآتي باسم الربّ! ملك إسرائيل» (يوحنّا ١٢: ١٣)؟ + سلوان
الرسالة: فيليبّي ٤: ٤-٩ يا إخوة افرحوا في الربّ كلّ حين وأقول أيضًا افرحوا، وليَظهَر حِلْمُكم لجميع الناس فإنّ الربّ قريب. لا تهتمّوا البتّة، بل في كلّ شيء فلتكن طلباتُكم معلومة لدى الله بالصلاة والتضرّع مع الشكر. وليحفظ سلامُ الله الذي يفوق كلّ عقل قلوبَكم وبصائرَكم في يسوع المسيح. وبعد أيّها الإخوة، مهما يكن من حقّ، ومهما يكن من عفاف، ومهما يكن من عدل، ومهما يكن من طهارة، ومهما يكن من صفة محبّبة، ومهما يكن من حُسْن صيت، إن تكن فضيلة، وإن يكن مَدْح، ففي هذه افتكروا. وما تَعلّمتموه وتَسلّمتموه وسمعتموه ورأيتموه فيّ فبهذا اعملوا. وإله السلام يكون معكم.
الإنجيل: يوحنّا ١٢: ١-١٨ قبل الفصح بستّة أيّام أتى يسوع إلى بيت عنيا حيث كان لعازر الذي مات فأقامه يسوع من بين الأموات. فصنعوا له هناك عشاء، وكانت مرتا تخدم وكان لعازر أحد المتّكئين معه. أمّا مريم فأخذت رطل طيب من ناردين خالص كثير الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها، فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال أحد تلاميذه، يهوذا بن سمعان الإسخريوطيّ، الذي كان مزمعًا أن يُسْلمه: لمَ لم يُبَعْ هذا الطيب بثلاث مئة دينار ويُعطَ للمساكين؟ وإنّما قال هذا لا اهتمامًا منه بالمساكين بل لأنّه كان سارقًا، وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يُلقى فيه. فقال يسوع: دعها، إنّما حفظَتْه ليوم دفني. فإنّ المساكين هم عندكم في كلّ حين، وأمّا أنا فلستُ عندكم في كلّ حين. وعلم جمع كثير من اليهود أنّ يسوع هناك فجاؤوا، لا من أجل يسوع فقط، بل لينظروا أيضًا لعازر الذي أقامه من بين الأموات. فأْتَمَرَ رؤساءُ الكهنة بأن يقتلوا لعازر أيضًا، لأنّ كثيرين من اليهود كانوا بسببه يذهبون فيؤمنون بيسوع. وفي الغد لـمّا سمع الجمع الكثير الذين جاؤوا إلى العيد بأنّ يسوع آتٍ إلى أورشليم، أخذوا سعف النخل وخرجوا للقائه وهم يصرخون قائلين: هوشعنا، مبارك الآتي باسم الربِّ، ملكُ اسرائيل. وإنّ يسوع وجد جحشًا فركبه كما هو مكتوب: لا تخافي يا ابنة صهيون، ها إنّ مَلِكك يأتيك راكبًا على جحشٍ ابن أتان. وهذه الأشياء لم يفهمها تلاميذه أوّلًا، ولكن، لـمّا مُجّد يسوع، حينئذ تذكّروا أنّ هذه إنّما كُتبت عنه، وأنّهم عملوها له. وكان الجمع الذين كانوا معه حين نادى لعازر من القبر وأقامه من بين الأموات يشهدون له. ومن أجل هذا استقبله الجمع لأنّهم سمعوا بأنّه قد صنع هذه الآية.
الأسبوع العظيم المقدّس للمطران جورج خضر بعد أن دخل الربّ إلى أورشليم، نحن معه هناك في خلوة لا يقلقها شيء من خارج النفس ونرجو ألّا يقلقها أمر من داخل النفس، حتّى نتمكّن من معاينة النّور الإلهيّ يتدفّق علينا في الثلاثيّة العظيمة الأخيرة ولا سيّما عند فجر الفصح. لا يبصر النّور مَن يشاء، ولكنّ مَن يحاول أن يلتحم بيسوع بالبِرّ. وفي طريقنا إلى هذا الاتّحاد، وفي سعينا إلى هذا الاتّحاد، سوف نسمع أنّ المسيح هو عريس النفس وهذا ما تعنيه الأنشودة «ها هوذا الخَتَنُ يأتي في نصف الليل». المسيح عريس النفس إذا شئتم، وإذا شئتم فهو غريب. وتلاحظون في هذه الترنيمة قولها: «فطوبى للعبد الذي يجده مستيقظًا»؛ هذا يعيدنا إلى مثَل العذارى العشر اللواتي كانت خمسٌ منهن عاقلات وخمسٌ جاهلات، وحاولت الجاهلات أن يدخلنَ مع العريس ولكنّهنّ كنّ بلا زيت، فالمصابيح إذًا لا تضيء، وأُخرجن من اللقاء. غير أنّ الكتاب يقول «إنّ العريس قد أبطأ ولم يأتِ إلّا في نصف اللّيل، فنعسن جميعهنّ ونمن، ونعست الحكيمات أيضًا»، وهذا يذكّرنا أن التلاميذ الثلاثة في البستان أيضًا نعسوا وناموا وأنّ أحدًا ليس مع السيِّد، ولذلك أرادت الترنيمة أن نبقى يقِظين إذا جاء العريس الإلهيّ ليخطب النفس، والخطوبة فيها كلمتان فقط، كلمة من الشابّ يسأل الشابّة إن كانت ترغب فيه، وكلمة نعم منها لتقول إنّها تدخل في هذا العهد. هل نحن قبِلنا أن نكون مخطوبين ليسوع بحيث لا نكون لسواه أكان هذا الـ»سوى» من النّاس أم من المال أم من الجاه أم من هفواتنا أو نزواتنا، كلّ شيء فينا وكلّ إنسان يريد ما له؛ وهنا الإنجيل يريد القطع، ليس من هداية ممكنة إلّا بكثير من القطع، الانفصال عمّا يعرقل النفس عن أن تسمع تودُّد يسوع لها. ولا شكّ أنّكم لاحظتم الترنيمة الأخيرة في صلاة الخَتَن «إنّني أُشاهد خِدركَ مزينًا يا مخلّصي، ولست أمتلك وشاحًا للدخول إليه، لكن أنت أَبهج حلّة نفسي وخلّصني». هذا يعيدنا إلى مثَل آخر في الإنجيل حيث أقام ملك وليمة عرس لبنيه وأخذ يدعو النّاس واشترط عليهم أن يكونوا مرتدين ملابس خاصة وهذا ما سمّاه الإنجيل حُلّة العرس. وكان إنسان بلا حُلّة العرس فطُرد. وهنا يقول الـمُنشد إنّه بلا حُلّة، ولا يقول الإنجيل من أين يؤتى بالـحُلل، المرنّم فقط يقول إنّ صاحب العرس عنده حلل كثيرة بالمئات، ذلك أنّ الكنيسة أرادت أن توضح لنا أنّ المثل الإنجيليّ يجب أنّ نعمّقه وأنّ نفهم أنّ العريس هو كلّ شيء ويملك كلّ شيء ويملك العرس، وما علينا إلّا أن نستجيب. ولكن إن تابعتم الترانيم كلّها ترون أنّها حُلّة من نور وليست حُلّة من قماش، هي حُلّة من نور، ذلك أنّ الربّ لا يستطيع أن يعطي إلّا ما يملك وهو لا يملك إلّا النّور. المثلان الإنجيليّان، مَثل العذارى العشر ومَثل وليمة العرس، أنّ المدعوّين يجلسون في البيت طبعًا ويأكلون، ولكنّ الترنيمة تقول شيئًا آخر وشيئًا أبعد، تقول «إنّني أُشاهد خِدركَ مزيّنًا يا مخلّصي»، وبيت العريس لا يُسمّى خِدْرًا بالعربيّة. الخِدر هو الغرفة الزوجيّة، ولذلك يدخل المدعوّ إلى اللقاء الكامل. كلّ مدعوّ منّا هو العروس. عندنا إذًا تودّد أوّل في بدء هذا الأسبوع العظيم المبارك، تودّد من الربّ العريس، وعندنا لقاء. متى يتمّ اللقاء؟ ليس من لقاء إلّا بالدّم، العرس سوف يكون في الجمعة العظيم عندما يُهدر الدّم ليدخل فينا، عندئذٍ يكون العرس. وينكشف الفرح في اليوم الثالث. (...) ستقوى خلوتنا معه هذه الأيام الستّة الباقية. ستقوى خلوتنا حتى نعرف أننا محبوبون. إن عرفتم أنه يحبكم بصورة مطلقة، بلا شرط فيكم وبلا فضيلة فيكم، كما أنتم هكذا، بالرغم من كلّ قذارة، إذا عرفتم هذا، تستطيعون أن تتوبوا لأن شرط التوبة أن يعرف الإنسان أنه حبيب الله فقط. تكفي هذه المعرفة حتى نرى أنفسنا عليه حتى نذهب إلى تلة الجلجلة وهناك ذراعاه مبسوطتان تقولان إنه يستقبل العالمين. فلتذهبْ كلّ نفس إلى أورشليم وهناك ترى نفسها مضمومة في العشق الإلهي، آمين.
يسوع أمام حجم المأساة: «لتكن مشيئتك، لا مشيئتي» ما هو أعجب أمر أَقدم عليه المخلّص؟ يجيب الذهبي الفم: سأصمت عن السماء والأرض والبحار وإقامة الأموات العجائب الكثيرة التي قام بها، ولن أحتسب سوى الصليب الذي هو أعظم هذه جميعًا. الصليب أدهش وأعظم عجائبه كلها، كما يقول يوحنا الدمشقيّ. قاد المخلّص، عبر آلامه الكثيرة، الطبيعةَ البشرية إلى الخلاص من الخطيئة والشر والموت. لقد خاض كل المعارك وذاق كافة أنواع المحن لخلاص الجنس البشري كله، وبشكل خاص ذاق أقصى الآلام في الجسمانية والجلجلة. فقد ذاق كل العذابات التي عرفها البشر منذ آدم وحتى آخر أبنائه، ذاق كافة الأمراض كأنها أمراضه الخاصة، وكل الأحزان كأنها أحزانه، وكل مآسي البشر كأنها مآسيه. لهذا صرخ بتوجُّع: «نفسي حزينة حتى الموت». حمل معاناة البشر منذ السقوط، بكى وتفجّع على خطايا العالم كله وصلّى حتّى صار عرقه كالدم. لقد قاسى كل ذلك لأنه أخذ على عاتقه خطايا البشر وآلامهم والموت. حجم مآسي الإنسانية بدا للمسيح وكأنها «كأس» مرارة، مشيرًا بذلك إلى مأساوية مسؤولية البشر أمام الله بالمسيح. كانت الطبيعة البشرية كلها تئنّ وتتألّـم وتنوح، إذ عاينت ما ألمّ بها من جراء الوقوع في الخطيئة والموت. لذلك ارتاعت فيه الطبيعة البشرية، عنّا ومكاننا ومن أجلنا، من هول كلّ خطاياها وسقطاتها، وبدا لها الأمر وكأنّها كلّها كأس مرارة واحد أوحد، فصرخت على لسانه: «يا أبتاه! إن أمكن أبعِد عنّي هذه الكأس!». هذا معناه أنّ الطبيعة البشريّة قد بلغت بيسوع المسيح كامل وعيها لهول الخطيئة الجهنمي والموت. كانت حتّى ذلك الحين تعيش وكأنّها مسرورة بالخطيئة، كأنّها سكرانة، نصف نائمة في نشوة الشرّ والأهواء. حتّى تصحو من كبوتها هذه وتخلُص من الخطيئة والموت، قاسى المخلّص المحب البشر، الذي حمل الطبيعة البشريّة الحقّة، كلّ العذابات والموت طوعيًّا ليخلّص الطبيعة ويقدّسها. لقد تصرّف كإله حقّ: فلمّا رأى موته على الصليب، لم يضعف ولم يبكِ، بل عاش كلّ مأساة الجنس البشريّ ليخلّصه بآلامه وموته على الصليب. لذا قال: «لتكن مشيئتك، لا مشيئتي». كان يسوع وحده واعيًا حجم مأساتنا. لذا، بدموع وتنهُّد كثير، صلّى عنّا من أجلنا إلى الله أبيه السماويّ، فحصل منه بتقواه على خلاص الناس من الخطيئة والموت. هذا ما عبّر عنه الرسول بقوله: «الذي في أيّام جسده، إذ قدَّم بصراخ شديد ودموع وطلبات وتضرّعات للقادر أن يخلِّصه من الموت، وسُمع له من أجل تقواه» (عبرانيين ٥: ٧). وبحسب الذهبيّ الفمّ، فإنّ عبارة «سُمع له من أجل تقواه» تعني عمل المسيح، أكثر منها عمل نعمة الله.
من تعليمنا الأرثوذكسيّ: سبت إلعازر التلميذ: كيف نفهم وقوع سبت إلعازر وأحد الشعانين بين الصوم الكبير والأسبوع العظيم؟ المرشد: يقع هذان اليومان ما بين الصوم الكبير والأسبوع العظيم، كأنّهما استراحة صغيرة. ولكنهما بالحقيقة تذوّق مسبَق لما سوف يلي في الأسبوع العظيم وعلى رأسه أحد القيامة. هما تذوّق مسبَق للقيامة والحياة الجديد.
التلميذ: هل من تَعارض بين قول الربّ «طوبى للباكين» وقول بولس الرسول «افرحوا بالربّ كلّ حين»؟ المرشد: لا يتعارض الفرح الآتي من الربّ مع البكاء على الخطايا. بل ينتج الأوّل عن الثاني، لأنّ الذي يتوب عن خطاياه يفرح. ومن الممكن أيضًا أن نبكي على خطايانا وأن نفرح مع المسيح.
التلميذ: لماذا يضيف الرسول بولس «وأيضًا أقول افرحوا»؟ المرشد: لأنّ هذا من ميزة الإنسان الشجاع الذي باتحاده بالله يفرح دائمًا. إنْ تضايق، إن حزن يفرح دائمًا. اسمعْ ما يقوله لوقا عن الرسل: «خرجوا من المجمع بفرح لأنّهم استحقوا أن يُضربوا من أجل اسمه» (أعمال الرسل ٥: ٤١). |
Last Updated on Friday, 11 April 2025 20:05 |
|