Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2025 رعيتي العدد ١٧: الراعي الصالح على ضوء القيامة
رعيتي العدد ١٧: الراعي الصالح على ضوء القيامة Print Email
Written by Administrator   
Sunday, 27 April 2025 00:00
Share

رعيتي العدد ١٧: الراعي الصالح على ضوء القيامة
الأحد ٢٧ نيسان ٢٠٢٥ العدد ١٧ 

أحد توما - الأحد الجديد

 

كلمة الراعي

الراعي الصالح على ضوء القيامة

رعيتي العدد ١٧: الراعي الصالح على ضوء القيامة أتى الراعي الصالح من أجل الذين لا راعي لهم، وهم كثر. بالحقيقة هو راعي الجميع، وإن كانوا لا يعرفونه أو يعرفون قصده وتدبيره. من صفات الراعي أن يجدّ في إثر الخراف ليجمعها ويَقوتها ويحفظها. ومن صفاته أيضًا أن يذود عنها بنفسه متى تعرّضت للخطر. فهو يحبّها وجاء ليخدمها ويـبذل نفسه من أجلها فانتهى به الأمر أن قدّم نفسه عنها ذبيحةً من أجل خلاصها.

بقي الراعي الصالح يرعى خرافه من بعد قيامته من بين الأموات. لكنّه شاء أن يُبرز من بينها رعاة صالحين يسيرون في إثره ويتابعون عمله ويقومون بدورهم بخدمة الراعي الصالح لخرافه. هذا ما حدا به إلى أن يدفع بسرّ تدبيره إلينا ويسلّمه إلى معاونين له يتابعون رسالته بين أترابهم، وهؤلاء بدورهم إلى معاونيهم، جيلًا بعد جيل.

للتلاميذ الأول، الذين لبّوا دعوته ورافقوه في كرازته العلنيّة، ظهر لهم عشيّة الفصح، بغياب توما، ثمّ في اليوم الثامن للفصح، بحضور توما. يستوقفنا في سياق ظهوره هذا ما يلي:

أوّلًا، حضور يسوع وسط تلاميذه، وإن كانت الأبواب مغلَقة. لم يترك الراعي خرافَه. هو حاضر معهم دائمًا. وقد أكّد في مكان آخر أنّه سيكون معهم إلى انقضاء الدهر.

ثانيًا، سلام يسوع لتلاميذه الخائفين. يهَب الراعي نفسه لخرافه، وتاليًا يمنحهم سلامه حتّى يسري في عروقهم وقلوبهم وأذهانهم، فيصير مقيمًا فيهم، لثقتهم به واتّكالهم عليه ومحبّـتهم له واتّباعهم إيّاه.

ثالثًا، تعريف يسوع عن نفسه بآثار المسامير في يدَيه والحربة في جنبه. إنّها طريقته في التعريف عن نفسه، فهي تشير بعمق، ومن دون مواربة، إلى مشاركته إيّانا واقعنا كما هو، حتّى الأكثر إيلامًا منه. إنّها علامته المميزّة، لا سيما تلك التي تسببنا له بها، لكنّها تعكس محبّته المبذولة عن أحبائه، عن كلّ منّا.

رابعًا، إرسال يسوع لتلاميذه للكرازة. هذا هو بيت القصيد. يريد أن تكون حياتُه حياتَنا من باب خدمة تدبيره من أجل الكلّ. وهذا يضعه يسوع في خطّ استكمال إرساليّته التي له من الآب. على هذا النحو، زاد من كرامة الخدمة التي يضعها على عاتق مَن يقبلها، وأعطاها بُعدها الأخير، ذاك الذي يحقّق إرادة أبيه ومحبّته من أجلنا.

خامسًا، منْح يسوع الروح القدس للتلاميذ. بهذا يتمّم يسوعُ وعدَه بأن يعطي تلاميذه مَن يرشدهم إلى كلّ ما أوصاهم به فيكون رفيقَ دربهم، ملهِمًا ومرشدًا وموجِّهًا ومعينًا ومؤدِّبًا ومباركًا ومقدِّسًا ومكمِّلًا لكلّ نقص وضعف فيهم. الراعي الصالح لا يوفّر أمرًا في سبيل نجاح وتوفيق وتيسير مهمّة تلاميذه فيُتمّوها بنعمته.

سادسًا، إعطاء يسوع لتلاميذه سلطان غفران الخطايا. على هذا النحو، يضعنا يسوع في صلب خدمته، خدمة توبتنا ومصالحتنا مع الله، وتاليًا في مصالحة الإنسان مع نفسه ومع القريب. إنّها خدمة نابعة من صلاته إلى الآب على الصليب عندما سأله أن يغفر لصالبيه. هذا هو الوجه الكامل لرعاية الخراف في طريق عودته إلى حظيرة الخراف. 

سابعًا، تطويب يسوع المؤمنين به دون أن يرَوه. بهذا يكون الراعي الصالح قد أفصح عن طبيعة الأعمال العظيمة التي سيقوم بها تلاميذه والتي قال إنّها ستكون أعظم من الأعمال التي قام بها. فهؤلاء التلاميذ سيكرزون باسمه وبالإنجيل في العالم كلّه دون أن يضطرّ يسوعُ أن يُظهر نفسه حيًّا لهؤلاء كما فعل في ظهوراته لتلاميذه من بعد قيامته. ستكون شهادتهم ورعايتهم كافية في حَمل الخراف على دخول حظيرة الإيمان بيسوع القائم من بين الأموات.

لذا، لا عجب أنّ يكون يوحنّا الإنجيليّ قد عمد إلى تذييل حديثه عن ظهور يسوع لتلاميذه ولتوما معهم بعبارته: «هذه كُتبتْ لتؤمنوا أنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه»، والتي تحوي صدى أوسع وتعميمًا لـما عبّر عنه توما ليسوع عن إيمانه به بقوله: «ربّـي وإلهي» (يوحنّا ٢٠: ٣١ و٢٨)، حيث يُعلن حقيقة يسوع بالنسبة له ولنا نحن المؤمنين به. إنّها هويّة الراعي الصالح بالنسبة لخرافه!

ألا بارِكْ يا ربّ رعاتك والخراف الموكلة إليهم. كنْ جوّادًا عليهم بالمرعى، خذْ بيدهم في دخولهم إليه وخروجهم منه، واعطِهم أن يكونوا رعيّة واحدة وراعيًا واحدًا، تمجيدًا لاسمك مع أبيك وروحك القدّوس.

+سلوان
متروبوليت جبيل والبترون وما يليهما
(جبل لبنان)

 

الرسالة: أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠

في تلك الأيّام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلّهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ على أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّون بكثرةٍ مؤمنين بالربّ، حتّى إنّ الناس كانوا يخرجون بالمرضى إلى الشوارع ويضعونهم على فرش وأَسرّة، ليقعَ ولو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع أيضًا إلى أورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسة، فكانوا يُشفَون جميعهم. فقام رئيس الكهنة وكلّ الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيّين وامتلأوا غيرة. فألقَوا أيديهم على الرسل وجعلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاكُ الربّ أبواب السجن ليلًا وأخرجهم وقال: امضوا وقِفوا في الهيكل، وكلّموا الشعب بجميع كلمات هذه الحياة.

 

الإنجيل: يوحنّا ٢٠: ١٩-٣١

لـمّا كانت عشيّة ذلك اليوم وهو أوّل الأسبوع والأبواب مغلقة حيث كان التلاميذ مجتمعين خوفًا من اليهود، جاء يسوع ووقف في الوسط وقال لهم: السلام لكم. فلمّا قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الربّ. وقال لهم ثانية: السلام لكم، كما أَرسلَني الآب كذلك أنا أُرسلكم. ولـمّا قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم، ومَن أَمسكتم خطاياهم أُمسكت. أمّا توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إنّنا قد رأينا الربّ. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأَضع إصبعي في أثر المسامير وأَضع يدي في جنبه لا أؤمن. وبعد ثمانية أيّام كان تلاميذه أيضًا داخلًا وتوما معهم، فأتى يسوع والأبواب مغلقة ووقف في الوسط وقال: السلام لكم. ثمّ قال لتوما: هات إصبعك إلى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنًا. أجاب توما وقال له: ربّي وإلهي. قال له يسوع: لأنّك رأيتني آمنت؟ طوبى للذين لم يَرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسوع لم تُكتب في هذا الكتاب. وأمّا هذه فقد كُتبت لتؤمنوا بأنّ يسوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياةٌ باسمه.

 

البلديّات وغيرها

للمطران جورج (خضر)

الانتخابات التي البلد مقبِل عليها ندخل إليها بأخلاقنا. نحن في كلّ شيء نجيء من الإنجيل، من حلاوته ورصانة التمسّك به إذ ليست الانتخابات مشوارًا. إنّـها التزام وتعبير عن حبّنا للبنان. نأتي إليها بالنقاوة، أحرارًا من البغض والكيد والتشنّج والعداوة، ببساطة، بلا طلب المجد، بلا إبادة للصداقات إذ السياسة نتعاطاها لعبة رياضيّة يربح فيها مَن يربح ويخسر مَن يخسر.

اختاروا المجلس البلديّ عندكم وأعضاء الهيئة الاختياريّة بسبب نزاهتهم وحبّهم للوطن وقدرتهم على الخدمة. اختاروا مَن أثبتَ في الماضي إخلاصه لمدينتكم أو بلدتكم أو القرية إن كان له ماضٍ في الشأن العامّ، أو إذا كان مرشَّحًا جديدًا فينبغي أن تعرفوه ناشطًا في الشأن العامّ وحريصًا على ازدهار البلدة التي أنتم منها أي إذا كانت عنده كفاءة مقبولة للخدمة وشجاعة لمواجهة المناقشات في المجالس وما كان من التابعين لزعيم أو نافذ. لا تأتوا بأزلامِ أحدٍ من الناس.

الاختيار شخصيّ، متعلّق بالضمير من جهة وبالتحليل من جهة. إن لم تكنْ مقتنعًا بالعمق بأهميّة المرشَّح أو المرشَّحة لا تضعْ اسمه لأنّك تكون بذلك ساهمتَ في خراب البلدة أو إهمالها.

اجتنِبِ الحزازات الشخصيّة ولا تضطربْ لنميمةٍ عليك أو على فريقك. إذا كنتَ تنتمي إلى حزب سياسيّ، غالبًا ما يُفرض عليك اسم مرشَّح. هذه هي القاعدة في الأحزاب. في كل حال ابقَ إنسانًا حرًّا.

لا تتأثّرْ باعتباراتٍ طائفيّة إذا كان هناك توزيع المقاعد على أساس طائفيّ، فلا مانع أن تتمسّك بعدد المقاعد المتّفَق على عددها لطائفتنا: قد نكون أقليّة في مكان، ولكنّه ظُلْم أن نصير أقلّ من الأقلّية الحاضرة. الواقع اللافت أنّ الأرثوذكسيّين ينقص عددهم في كلّ الوزارات أي إنّـهم موضوع إهمال في هذه الدولة. فلنحافظْ في أدنى حدّ على وجودنا في مجالس البلديّات والهيئات الاختياريّة.

الجسم البلديّ شيء هامّ جدًّا لأنّه هو الذي يُعنى بالحياة اليوميّة للناس: شوارع، إضاءة، ماء، حدائق وما إلى ذلك. البيئة باتت هـمًّا أساسيًّا في كلّ مكان. والاهتمام بما هو داخل البلدات قد يعزّينا عن الإهمال السياسيّ للبنان. لذلك ننتظر من كلّ الأهالي الاهتمام الكبير في القرى التي ينتمون إليها.

الانتخاب مسؤوليّة أخلاقيّة فلا يجوز إهماله لئلّا تقع أمورنا في أيدي ناس يحبّون تعذيب البلد. ادخُلوه في سلام ولكن في معرفة. ليس من إنسان بديلًا عن إنسان آخر. ميّزوا بين أخلاق المرشَّحين وفهْمهم حتّى يأتي الإنسان الصالح في المكان الصالح.

 

شكرًا للكنيسة

مَنْ مِنَ الأُمَّهات قادرةٌ على أَنْ تُنافس الكنيسة؟ فهي أُمُّ أَنجَبَتْ أبناءً بما لا يُعَدُّ ولا يُحصى ولا يُستطاعُ إدراكهُ. وَمِنْ مِنهنَّ تَجرؤ على أَنْ تُداني العذراء؟ فالقدِّيسةُ الفائقةُ القداسة وَلَدَتِ القُدُّوسَ، والقُدُّوسُ وَلَدَ الكنيسةَ، والكنيسةُ وَلَدَتِ القِديِّسينَ للقدُّوسِ. مِنهم مَنْ هو في الزَّمنِ الآنَ خارِجَ الزَّمن، ومنهم مَنْ هو خارِجَ الزَّمَنِ الآنَ في الزَّمن. تُربةٌ خَصَبَةٌ هي الكنيسة، تُسقى مِنْ فوقُ، مِنْ يَنبوع الأعالي، وتُزهِرُ للمُلتجئين إليها شفعاءَ للشِّفاء.

لذلك عندما يقال لنا أحيانًا إِنَّ العملَ أو الخدمةَ في الكنيسةِ يَستهلِكُ جزءًا كبيرًا مِنْ وَقتِنا، فهذا صحيحٌ! لكن شُكرًا للكنيسةِ التي أَعطَتنا مِنْ وقتها ساعاتِ حياةٍ مع الحياة. طَعْمُ الملكوتِ هو الكنيسة. نحن ذُقنا حَلَاوَتَهُ ولـمَّا نَشبَعْ، وَلَنْ نَشبَع. جبلُ ثابورَ حيثُ تَجلَّى المسيحُ، وأَظهَرَ مجدَهُ لتلاميذه، هو اليوم الكنيسةُ التي يَتَجَلَّى يَسوعُ فيها كُل حينٍ لنا جميعًا. فيا أيَّتُها الكنيسةُ نَرجوكِ! تَحنَّني علينا، وامنحينا مَزيدًا مِنَ الوَقت؛ لأنَّ مياهَ بئرِ يعقوبَ، التي شَرِبَتْ منها السَّامريَّة، قد جَفَّتْ في شرايينها، وآلتْ إلى موت، ولم تكن نافعة وأمَّا الماءُ والدَّمُ المنهَمِرانِ مِنْ جَنبِهِ على الصَّليب، فما زالا يَسرِيان في عُروقِكِ يَنابيعَ تُفيضُ حياةً أبديَّة. فشكرًا للكنيسة!

هيَّا بنا إذًا يا إخوة إلى الكنيسة، تلك التي سمَّاها يوحنَّا الذهبيّ الفم «مستشفى». فالكنيسة هي حَلَبَةُ الجهادِ الرُوحيِّ، نارٌ إلهيَّةٌ، حاملةٌ الإنجيل، وموقظةٌ للضَّمائر. الكنيسة شفَّافةٌ تعكسُ نُورَ المسيحِ فتتناقصُ مناطِقُ الظَّلامِ فينا وتتكاثرُ الفضائل، فيتراءى المسيحُ مِن كُلِّ جهةٍ وينتشرُ في كُلِّ ذَرَّاتِ الإنسان. هي عُمقُ كيان هذا الوجود، هي نُورُ الرُّوح القُدُس، فيها المحبَّةُ المطهِّرة. ما من شيءٍ يعلوها لأنَّها حَمَلَت وداعةَ رَبِّها وتواضُعَهُ، فجعلها عُربونَ ملكوتهُ. هي مُزيلةُ كُلِّ أنواع الحواجز، هي مُطَيِّبَةُ هذا العالم الكسيحِ وَمُبَلِسِمَةٌ جُروحَه. فشكرًا للكنيسة!

لذلك يا أيّها المؤمنون العاملونَ فيها، في كُلِّ مَرَّةٍ تتضرَّعُونَ للرَّبِّ، اطلبوا الشَّيءَ الجديدَ الأهمَّ مِنَ المهمِّ وهو أن تلتَصقوا وتَتَشبَّثوا بها. أن تكونوا أُمناءَ على المواهبِ والودائِعِ والوزناتِ الَّتي إئتمَنَكم الرُّوحُ القُدُسُ عليها. أن تكونوا ثابتينَ في الرَّجاءِ. أَن تَبقى عُيونُكم مرفوعةً نَحوَ الصَّليب حيثُ الكَرامةُ تَتَجلَّى، كَرامَةُ الحُبِّ الأَبوي. لماذا هذه؟ لأنَّكُم إذا نَظَرتُم جيدًا تُدركونَ أنَّ بيوتَنا وسياراتنا وممتلكاتنا... التي نطلبُ الحصول عليها مرارًا وتكرارًا وتأخُذُ مِن وقتنا الكثير، ليست سوى مجرَّدَ قُبورٍ للأحياءِ تأسِرُنا، تُقيدُ ذِهنَنا. ولكن فلتكن قُلوبُنا قبرَ يسوع، أي بالحقيقيةِ عَرشًا وكلُّ نبضة كدحرجةِ الحجرِ تُذَكَّرُنَا بأنَّهُ قام. لِيكُن أيضًا في قُلوبِنا حَمَاسَةٌ مُلتَهبَةٌ، نَارٌ مُتَّقدةٌ بِوهجِ النِّعمَةِ لا يمكنُ إِطفاؤُها ولا تَرويضها، وها إنَّ وقتَها الآنَ وكُلَّ أَوانٍ لتُنيرَ طَريقَنا، وتُشعِلَها بِكَلمةِ الرَّجاءِ، وتُحرقَ جَراثيمَ جَوانِبِها حَيثُ الفِخاخُ تُنصَبُ وتَتَلطَّى. هَدَفُ إيماننا لا نَقل الجبال، بَلْ دَعوةٌ لزَحَزَحَةِ الخطيئةِ وَثِقلَها من صَميمِ الوجدان إلى الهاويةِ حيثُ سُكنى مَلِكِها. هي خبيثةٌ والتَّوبةُ قاهرتها، هي عنيدَةٌ والصَّلاةُ قامعَتُها، هي تَدَّعي القُّوة، لكنَّها بإشارةِ الصَّليب مَّرةً واحدةً تَتَصدَّعُ وتَختفي وَيَتمزَّقُ سَيِّدُها ويُباد. فشُكرًا للكنيسة!

في نهايةِ المطافِ، يجبُ أَن لا يَسرَبَ مِن ذِهنِنا أنَّنا لَسنا زُوّارًا في الكنيسة، أو بالأحرى لا نَكن كذلك، وَإِلاّ لَبِسَنا مَرَضُ الملَلِ الَّذِي مِن إبليسَ وأَصْبَحنا أسرى العتاقةِ، يَتَآكَلُنا الجهلُ وَنحن غَيْرُ مُدركين. لِذَلِكَ لنتَذكَّر دومًا أَنَّنا أَيقوناتٌ حيَّةٌ فيها، لأنَّهُ مُنذُ مَعمودِيَّتِنا، أصبَحَت أجسَادُنا مَسكنًا للرُّوحِ القُدُسِ الَّذِي هُوَ مِسمَارُها وَثَباتُهَا، وَبِهِ نَتَّحَدَّدُ وَنَنتَعِشُ وَنَلبَسُ حُلَّةَ الخِدْرِ البهيّ. فشكرًا للكنيسة!

 

من تعليمنا الأرثوذكسيّ:

تفسير رسالة اليوم من أعمال الرسل ٥: ١٢-٢٠

التلميذ: على ماذا تدلّ العجائب والآيات الكثيرة التي جرتْ على أيدي الرسل؟

المرشد: يدلّ ذلك على أنّ رسالة الرسل كانت من الله، ويشهد أيضًا على تدخّل القدرة الإلهيّة. كان الشعب أيضًا شاهدًا على هذه العجائب كلّها. 

التلميذ: ما المقصود بأنّ الجميع كانوا بنفسٍ واحدة؟ 

المرشد: كان الرسل والمؤمنين «بنفس واحدة» «معًا» أي كانوا متّحدين في ما بينهم في الرأي، في الإيمان، في التعليم وكذلك في الحياة الماديّة إذ كان كلّ شيء (روحيّ وماديّ) مشتـرَكًا.

التلميذ: كيف نفهم آية «أمّا الآخرون فلم يكن أحد منهم يجسر أن يلتصق بهم. لكن كان الشعبُ يُعظّمهم»؟

المرشد: هذا تأكيد على أنّ الرسل لم يعودوا مزدرًى بهم بسهولة كما في السابق. لكن في وقت قصير وبلحظة واحدة أظهر الصيّادون البسطاء أعمالًا عجيبة. أضحتْ عندهم الأرضُ سماءً بسبب طريقة عيشهم، بسبب تجرُّئهم وبسبب عجائبهم كلّها.

 

مكتبة رعيتي

صدر عن «تعاونيّة النور الأرثوذكسيّة للنشر والتوزيع «كتاب جديد بعنوان: «وجوه من الكلمة» للأب إيليّا (متري)، كاهن رعيّة القدّيسين بطرس وبولس في الحازميّة. يقدّم الكاتبُ واحدًا وعشرين نموذجًا من وجوه كتابيّة بأسلوب سرَديّ أخّاذ مع دعوة ضمنيّة إلى أن نكون، نحن أيضًا، وجوهًا جديدة. يُطلب من مكتبة سيّدة الينبوع أو من المكتبات الكنسيّة.

 

أخبار الأبرشيّة

عمّت الخِدم والصلوات الليتورجيّة أنحاء الأبرشيّة كافّة، وكانت لراعيها محطّات وجولات شملت القسم الأكبر من رعاياها خلال فترة الصوم الأربعينيّ الكبير والأسبوع العظيم والفصح المجيد وأسبوع التجديدات. كما استفقد سيادته الكهنة والمؤمنين واستمع إلى مجالسها واطّلع على خدمتها وواكب شجونها، كما كانت له كلمات ومحاضرات لتنمية البشارة والحياة الروحيّة في نفوس المؤمنين.

Last Updated on Friday, 25 April 2025 18:02
 
Banner