Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

العدد15: توما Print Email
Sunday, 11 April 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 11 نيسان 2010 العدد 15
أحد توما
رَعيّـتي

كلمة الراعي

تـوما
في مساء الفصـح، في اليـوم الذي قـام فيـه السيد، دخـل يسـوع على تـلاميــذه وأبـواب العليـة التي كانـوا مجتـمعين فيها مغـلقـة وقال لهـم: السلام لكـم. هذه تحيـة الكاهن للمـؤمنين اليـوم في الخدمـة الإلهية. ثم أراهم يديـه اللتيـن سُمـّرتـا على الصليب وجنبه المـطعـون.
لسنا نعلم لماذا أراد المعلّم أن يحتفـظ بهذه العلامـات مع أن جسده صار في القيامـة جسـدًا روحانيـًا. ولكن استبقـائـه هذه السمات تدلّنـا على أن الذي ظهر لتلاميذه هو نفسه الذي صُلب، وأن الرب تاليـًا احتفـظ في القيامة بهذا الجسد ولو تغيّر من جسـد ترابي الى جسد نوراني. هذا الجسد النوراني عرفته المجدلية والتـلاميـذ والإخوة الذين ظهـر لهم أنـه هو إيّاه الذي كانوا يعرفونه في وضعه الأرضي.
كان توما غائبًـا عـن هـذا الاجتـماع وشَـكّ في ان هذه القـامة التي قال عنهـا الرسـل انهـا ظهـرت هي إيّاهـا قـامـة المعلـّم: "إنْ لم أعـاين أثـر المسـاميـر... لا أؤمـن".
بعـد ثمـانيـة أيـام أي فـي الأحـد التـالي للقيـامـة، ظهـر الـرب بوجـود توما في العليـة وقـال التـحيـة ذاتهـا. "ثم قـال لتـوما: هات يدك وضعهـا فـي جنبـي". لـم يقل الإنجيل إن كـان الرسـول فتـّش جنبَـه فعليًـا أَم اكتـفـى برؤيـة الآثـار التي التـمس ان يـراهـا. قـال ليسـوع: "ربـي وإلهـي". هـذا الكـلام يدلّ صراحـة ان تـومـا آمـن بـربـوبيـة يسـوع وألـوهتـه. وبـاطل ادعاء شهـود يهـوه على ان تـوما ربمـا عنى ربًّـا مـن الأربـاب. اولًا تعـدديـة الأربـاب لا يعـرفهـا اليهـود. ولكـن فـي الأصل اليـونـانـي "ربـي" أتـت بالمعـرفـة وكذلـك إلهـي. وكـل مـن الكلمتيـن مسبـوقـة بمـا يـوافـق أل التعـريف عنـدنـا. فيكـون المعنى: أنـت الـرب الذي أنـا أعبـده، وكذلـك أنت الإله الذي به أدين وله أخلص. واما قـول شهـود يهـوه ان تـومـا لم يخـاطـب المسيـح فهـذا ينـاقـض كل سياق النـص لأن الجـدل بيـن تـوما وسـائـر الرسـل هـو: هل الذي ظهـر هـو المسيـح أم أحـد آخـر. تـومـا أراد أن يـؤكـد ان هذا الرجل هو المسيـح ولا يـؤكـد ان اللـه هـو الله. انـه يـؤكـد ان هـذا الإنسـان هـو الإلـه. وهكـذا فهـم يوحنا الإنجيلي المعنـى الـذي نـؤكـده إذ يخـتـم المشهـد بقـولـه: "لتـؤمنـوا بأن يسـوع هـو المسيـح ابـن اللـه".
أما قـول السيـد: "طوبـى للذين لم يـَروا وآمنـوا" فليـس تفضيلا للمـؤمنيـن فـي المستقبـل على توما. رضاء يسـوع عنهم هو مثـل رضائـه عن تـوما. في الحقيقـة انهم آمنوا بفضل الرسل الذين بشّروهم اذا كانوا من الجيـل الأول. آمنـوا عن طـريق الذين شاهـدوا المعلّـم وعاشـروه. وفي الجيـل اللاحـق وما بعـده آمنـوا عـن طريـق معرفتـهم للإنجيـل.
إن شهـادة الكـنـيسـة هـي التـي أرشـدتنـا الى المسيـح. نحن نؤمن بالمسيح بسبب ما أخذناه من الكنيسـة الأولـى التي عـرفـت السيـد. لا نؤمن بنـاء على تخيّـل ولكـن على قنـاعـة تضْـمنُهـا وثـائـق الإنجيـلييـن والكنيسـة الأولـى والأجيـال المسيـحيـة المتـلاحقـة.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)

الرسالة: أعمال الرسل 12:5-20
في تلك الأيام جرت على أيدي الرسل آيات وعجائب كثيرة في الشعب، وكانوا كلهم بنفس واحدة في رواق سليمان، ولم يكن أحد من الآخرين يجترئ أن يُخالطهم. لكن كان الشعب يُعظّـمهم، وكانت جماعات من رجالٍ ونساءٍ ينضمّـون بكثرةٍ مؤمنين بالرب حتى إن الناس كانوا يَخرجون بالمرضى الى الشوارع ويضعـونهم على فرش وأسرّة ليقعَ ولـو ظلّ بطرس عند اجتيازه على بعض منهم. وكان يجتمع ايضًا الى اورشليم جمهور المدن التي حولها يحملون مرضى ومعذَّبين من أرواح نجسـة، فكانوا يُشفَـون جميعـهم. فقام رئيـس الكهنـة وكل الذين معه وهم من شيعة الصدّوقيين وامتلأوا غيرة. فألقوا أيديهم على الرسل وجعـلوهم في الحبس العامّ. ففتح ملاك الرب أبواب السجن ليلاً وأخرجهم وقال: امضوا وقفوا في الهيكل، وكلّموا الشعـب بجميع كلمات هذه الحياة.

الإنجيل: يوحنا 19:20-31
لما كانت عشية ذلك اليوم وهو أول الأسبوع والأبواب مغـلقة حيث كان التـلاميذ مجتمعـين خوفا من اليهود، جاء يسـوع ووقف في الوسـط وقال لهم: السلام لكم. فلما قال هذا أراهم يديه وجنبه ففرح التلاميذ حين أبصروا الرب. وقال لهم ثانية: السـلام لكـم، كما أَرسلَني الآب كذلك انا أُرسلكم. ولما قال هذا نفخ فيهم وقال: خذوا الروح القدس. مـَن غفرتم خطاياهم تُغفر لهم ومَن أمسكتم خطاياهم أُمسكت. أما توما أحد الاثني عشر الذي يقال له التوأم فلم يكن معهم حين جاء يسـوع، فقال له التلاميذ الآخرون: إننا قد رأينا الرب. فقال لهم: إن لم أُعاين أثر المسامير في يديه وأضع إصبعي في أثر المسامير وأضع يدي فـي جنبـه لا أؤمن. وبعد ثمانية ايام كــان تـلاميــذه ايضا داخـلا وتـومـا مـعهـم، فأتى يسـوع والأبواب مـغـلقة ووقـف في الوسط وقـال: السلام لكـم. ثم قـال لتوما: هات إصبعـك الى ههنا وعاين يديّ، وهات يدك وضَعْها في جنبي ولا تكن غير مؤمن بل مؤمنا. أجاب توما وقال له: ربي وإلهي. قال له يسوع: لأنك رأيتني آمنت؟ طوبى لـلذين لم يرَوا وآمنوا. وآيات أُخَر كثيرة صَنَع يسـوع لم تُكتـب في هذا الكتاب. وأما هذه فقد كُتبـت لتؤمنـوا بأن يسـوع هو المسيح ابن الله، ولكي تكون لكم اذا آمنتم حياةٌ باسمه.

ضوء من لقاء فصحيّ
بعد أن أنهى التلاميذ فطورهم الفصحيّ، انفرد الربّ ببطرس، وسأله ثلاث مرّات: "أتحبّني". وعلى وقع اعترافه بأنّه "يحبّه حبًّا شديدًا"، أوصاه الربّ، في كلّ مرّة، أنِ: "ارعَ خرافي" (يوحنّا 21: 15- 19).
لا يفوت قرّاء العهد الجديد أنّ هذا السؤال المكرَّر يوازي عدده عدد المرّات التي أنكر بطرس فيها أنّه يعرف ربَّهُ (يوحنّا 18: 17، 25- 27). فالربّ، الذي اعترف بطرس بأنّه "يعرف كلّ شيء"، كان قد ذكر لتلميذه ما هو مزمع على أن يفعله (13: 38). وأراد، في هذا اللقاء الخاصّ الذي يغمره الفصح بأنوار الصفح، أن يظهر محو خطيئة الإنكار، ويُعيد إلى تلميذه مكانته الأولى. ويمكننا، في قراءتنا ما جرى، أن نشعر بأنّ بطرس أطلق، بجوابه المكرَّر ثلاثًا، نغمة توبته. فما ردّده هنا، لا يُشبه حماسًا اعتدنا أن نسمعه منه، بل يمثّل إعلان توبة، توبة كاملة. والتوبة، كما نستشفّ مقتضاها من فم التائب، تكمن، جوهريًّا، "في تجديد المحبّة". إذ لا يعني شيئًا أن نحصر معنى التوبة بتغيير هذا السلوك أو ذاك. فأن نتوب، لهو أن نُبيِّن للربّ، في كلّ ما نقوله ونفعله، أنّنا "نحبّه حبًّا شديدًا".
إذا عدنا قليلاً إلى ما جرى قَبْلَ هذا الاعتراف المحيي، نرى التلاميذ يصطادون في بحيرة طبريّة. وعند الفجر، تراءى الربّ لهم على الشاطئ، "ولكنّهم لم يعرفوه". وسألهم "أمعكم شيء من السمك؟". فأجابوه: "لا". فطلب منهم أن: "أَلقوا الشبكة إلى يمين السفينة، تَجدوا". وعلى كلمته، اصطادوا صيدًا وافرًا جدًّا. فقال التلميذ، الذي أَحبّه يسوع، لبطرس: "إنّه الربّ". وبعد أن جرّوا الشبكة بما فيها من سمك، دعاهم يسوع إلى أن يفطروا. وناولهم خبزًا وسمكًا مشويًّا تذكيرًا بما فعله في العشاء السرّيّ (21: 1- 14).
لِمَ هذه العودة؟
أوّلاً، يجب أن نلاحظ، فيما نتأمّل في مجريات هذا اللقاء الفصحيّ، أنّ ما عدنا إليه يرينا أنّ بطرس كان قد التقى بالربّ قَبْلَ أن ينفرد به، ورآه يعامله كما غيره. فهذه العودة تكشف لنا أنّ الربّ لم يوجّه، مثلاً، كلمةَ لومٍ واحدةً إلى تلميذه. كان التلاميذ معًا. وأتى إليـهم جميعًا. وخاطبهم كلّهم. وأطعمهم كلّهم. ولا بدّ من أن بطرس شعر بمحبّة الربّ التي تغفر كلّ شيء. لم يكن لبطرس أن يقول للربّ إنّه يحبّه لو لم يدرك أنّ الربّ يحبّه أوّلاً، ويحبّه دائمًا. فالتوبة، التي قلنا إنّها أن نجدّد حبّنا للربّ، تفترض وعيًا ثابتًا أنّه لا ينفكّ يحبّنا كثيرًا. فما جرى، يعلّمنا أنّ الربّ لا يحبّ مَنْ يُخلصون له الودّ حصرًا، بل يحبّ الجميع دائمًا. وإن كانت المفاضلة تجوز، فيجب أن نردّد، بثقةٍ، أنّه يختار، أوّلاً، الذين يوقعون أنفسهم في أمراض مستعصية. فمن أجل خلاصنا، إنّما أتى.
هذا يعطينا أن نفهم بعدًا من أبعاد سؤال الربّ المكرَّر. فالربّ لم يسأل تلميذه إن كان يثق بأنّه ما زال محبوبًا. سأله إن كان هو، أي بطرس، يحبّه. وأين سأله؟ على حدةٍ. كان من الممكن أن يطرح الربّ عليه سؤاله قَبْلاً، أي أمام رفاقه فيما كانوا يفطرون. فالجوّ كان ملائمًا. الحبّ كان عظيمًا. ولكنّه لم يفعل. لم يشأ أن يمرّره أمام أحد. فخطيئة إنكاره مرّرته، وأبكته كثيرًا. والربّ أراد أن يرعى ضعفه، ويمسح له مياه عينيه. وحتّى يبيِّن يسوع أنّه ما زال يثق بِمَنْ أنكره، دعاه إلى رعاية قطيعه. وهذا يذكّرنا بما دوّنه لوقا الإنجيليّ عن دعوة التلاميذ الأوّلين (5: 1- 11). فالربّ، (وفق لوقا)، جعل تلاميذه يختبرون قدرته في معجزة صيد دفعتهم إلى أن "يتركوا كلّ شيء، ويتبعوه". بلى، من المعروف أنّ ثمّة مفسِّرين رأوا أنّ هاتين المعجزتين إنّما هما معجزة واحدة، اختار كلّ إنجيليّ أن يضعها في الموقع الذي يناسب مقاصده التعليميّة. ولكنّنا، على ذلك، يجب أن نرى أنّ الرسول يوحنّا، في إيراده خبر هذه المعجزة في هذا السياق الفصحيّ، أراد أن يدلّنا على أنّ خطايانا لا تُبطل ثقة الربّ بنا. خطايانا قد تُفقدنا ثقتنا بأنفسنا. وأمّا الربّ، فيبقى على محبّته لنا. ومحبّته عينها هي التي تدفعه، لا سيّما حينما نُظهر توبةً صادقةً، إلى أن يجدّد دعوته إيّانا إلى الخدمة.
قال له ثلاثًا: "ارع خرافي". فالرعاية قوامها الراهن أن نأتي إلى الناس، الذين يعرفون الربّ والذين لا يعرفونه، من إعلان محبّتنا له. هل أراد يسوع أن يدعو بطرس إلى رعاية خرافه في أسلوب يذكّر بخطيئة الإنكار، ليعلّمه ألاّ يستكبر على خاطئ، ألاّ يستبعد أيّ خاطئ، أن يعين كلّ مَنْ يحتاج إلى معونة؟ هذا مرجّح كثيرًا. فالراعي مثاله ربّه. و"مثاله ربّه" يبدو مدلولها في هذا اللقاء. إنّنا، في هذه الدعوة المكرّرة ثلاثًا، نسمع الربّ يقول لبطرس (ولنا نحن أيضًا): "كنْ إلى الإخوة دائمًا، ولا سيّما الذين ترى خطاياهم تمرّرهم. فأنت راعٍ بقدر ما تعرف عيوب رعيّتك، وتساعد كلّ مَنْ فيها على التخلّص من كلّ ما يعيق سيرهم ورائي. اذكر أنّني رعيتك حينما ظهرت غير مستحقّ. لا تنسَ أنّني لم أبطل محبّتي لك. وعالج الإخوة بالمحبّة التي اعترفت بأنّك تخصّني بها. عالجهم بمحبّتي لك، بمحبّتي التي أنت اختبرتَ أنّها شديدة".
هذا اللقاء يعجّ ببركات الفصح. فالفصح، كلّ الفصح، أن نُدرك أنّ الربّ أحبّنا حبًّا لا مثيل له. لقد قال الربّ القائم لبطرس في هذا اللقاء الفريد: "يا سمعان بن يونا، أتحبّني أكثر ممّا يحبّني هؤلاء". ولكنّ مجريات الحوار تجعلنا على يقين ثابت أنّه أراده أن يحبّه لا سيّما في هؤلاء. كان هذا اللقاء، ليفهم بطرس، (ونفهم نحن)، أنّ الفصح، الذي وهبنا الربّ فيه صفح زلاّتنا، إنّما يمتدّ بمحبّة الإخوة.

من هو الرسول توما
ورد اسم توما الرسول في الانجيل بين اسماء الرسل الإثني عشر الذين اختارهم يسوع ودعاهم (متى 10: 3). نقرأ عنه في إنجيل يوحنا في الإصحاح الحادي عشر، وهو الفصل الذي يروي إقامة لعازر من الموت، أنه لما قرر يسوع أن يذهب الى بيت لعازر في قرية تُدعى بيت عنيا قال توما الذي يقال له التوأم: "لنذهب نحن ايضًا لكي نموت معه" (يوحنا 11: 16). لماذا تكلّم توما عن الموت مع يسوع؟ الجواب في الانجيل: لأن بيت عنيا قريبة جدا من اورشليم، وكان الكلّ يعرفون ان اليهود كانوا يبحثون عن فرصة ليقبضوا على يسوع ويقتلوه. موقف توما هنا موقف رجل محبّ حسّاس يدفعه حماسه الى الموت مع المعلّم.
نرى توما في الإنجيل ذاته في موقف مختلف قد يدلّ على حيرته وعدم فهمه. كان يسوع يكلّم تلاميذه في مطلع خطبة الوداع (يوحنا 14: 4- 6) ويقول لهم: "تعلمون أين أذهب وتعلمون الطريق" مشيرا الى ذهـابـه الـى الآلام، فسألـه تـومـا بـشيء مـن السذاجة: "يا سيد، لسنا نعلم اين تذهب فكيف نقدر أن نعرف الطريق؟". حينئذ اجابه يسوع: "انا هو الطريق والحق والحياة". ثم نرى توما في الإنجيل الذي نقرأه اليوم من الإصحاح العشرين من إنجيل يوحنا لا يصدّق أن يسوع ظهر للتلاميذ ويشكّ ويطلب البراهين. هذا موقف انسان لم يصل بعد الى الإيمان. ثم لما رأى يسوع تخلّى عن الشك والبراهين وأظهر إيمانًا عظيمًا.
لا نعرف بالضبط ماذا فعل توما بعد صعود الرب وحلول الروح القدس في العنصرة. المعروف ان التلاميذ تفرّقوا وبشّروا بيسوع المسيح. يقول البعض ان الرسول توما بشّر بلاد الهند حيث قضى شهيدًا في ولاية كيرلا في جنوبي الهند حيث توجد حتى الآن كنيسة من التراث السرياني اسمها كنيسة القديس توما. وقد وردت أخباره في مخطوط من القرن الثالث او الرابع الميلادي يُسمّى أعمال توما.

لقاء الرب يوم الأحد
من عظةٍ لأحد الآباء القديسين عن أحد توما
بعد قيامته من بين الأموات ظهر الرب اولاً للتلاميذ يوم الأحد مساء بينما كان توما غائبًا وأعطاهم السلام وقال لهم: خذوا الروح القدس. ثم ظهر لهم مرة ثانية بعد ثمانية أيام يوم الأحد ايضًا وتوما معهم. يوم الأحد هو يوم الرب، يوم القيامة لذلك نُعيّد له كل أسبوع بينما نعيّد للأعياد الأخرى مرة في السنة. اجتماع المؤمنين في القداس كل يوم أحد رسمٌ او صورة لاجتماع التلاميذ مع الرب يسوع القائم من بين الأموات يوم الأحد الذي نسمّيه أحد توما.
إن تـوما لما كان غائبًا كان غير مؤمن وعندما أتى مع الذين آمنوا عاد الى الإيمان وبصورة أقوى. لذلك لنجتمع معا كل أحد في الكنيسة ولا نتغيّب بداعي الكسل او بداعي الاهتمامات الدنيوية. واذا انشغل أحدنا وتغيّب مرة فليأت في الأحد التالي حتى لا يصير فاترًا بعد أن ضعف إيمانه بالأقوال وبالأعمال. وعندما يدخل الواحدالى الكنيسة لينتبه الى الأتقياء كيف يقفون بورع، بانتباه وصمت ليقتدي بهم ويشترك معهم. بعد اللقاء مع الرب يوم الأحد في القداس نخرج وإيماننا أقوى وقلوبنا أنقى.

دير القديس جاورجيوس - دير الحرف
يوم سبت لعازر في 27 آذار الماضي نصّب سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس الأب يوسف (عبدالله) رئيسًا لدير القديس جاورجيوس في دير الحرف، وذلك بعد أن استقال الأرشمندريت الياس (مرقص) من مهمّاته كرئيس للدير. قال سيادته في العظة متوجّها الى الأب يوسف: خذ هذا العكاز واستند عليه وارعَ رعيتك لأنك مزمع أن تعطي عنها جوابًا لإلهنا يوم الدينونة. يا أخي الرئيس يوسف، قبل أن أخاطبك يدفعني قلبي الى ان أشكر للرب الإله كلّ النعم التي أنعم بها على الأرشمندريت الياس، وأنعم بواسطته بها على هذه الأخوية. أنا أعرف جهاده وطاعته للسيد وإخلاصه العظيم له، فأدعو له بطول العمر لكي ننعم نحن بصلواته.
أما أنتَ يا أخي يوسف فتعرف كل شيء ولا حاجة أن أذكّرك بشيء. تعرف كل الخضوع الذي تقدّمونه أنتم الرهبان للرب يسوع ونحن داخلون منذ غد معه الى اورشليم العلوية. تعرفون الأصول ولا سيما الحياة الليتورجية، لن أذكركم بها. وأنتَ وُهبتَ حُسن العلاقة مع الأبناء الروحيين ومع إخوتك. وُهبتَ اللطفَ الذي من الروح القدس. نحن في حاجة الى فضيلة أخرى علّك على شيء منها، وأعني بها الحزم في مقام الحزم، والشدّة في مقام الشدّة، والرعاية في كل حال، واحتضان الإخوة الضعاف أو الذين يضعفون. ولكن مع هذا الهاجس الأساسي، أن تحفظ وحدة هذه الأخوية، والجدّية عند كل واحد وطهارة السيرة والبساطة في العيش وطرق النسك.
هذه المسؤولية الجديدة تجلب فضائل، كانت موجودة أم لم تكن، ام كانت قليلة لست أعلم، الله يعلم. ولكني أصلّي مع كل الإخوة المجتمعين هنا لكي يمنحك الرب الإله نعمة القيادة التي هو مارسها. كان عنده دائمًا اللطف مع كل الناس وكان عنده الحزم والشدة إزاء المنافقين. اؤمن أن ليس من منافق هنا، ولكن قد يضعف أحد الإخوة او يزلّ او يحزن. لك أن تُدبّر هذا بالحكمة التي لا شك عندي أن الله سيهبك إيّاها. المقامات في الكنيسة تجتلب الفضائل. هذا ما أصلّي من أجله.
اذكُرْ ان كتابة الأيقونة عندنا لشفيع الدير تُصوّر فارسًا يقتل التنين اي الخطيئة. انت مكلّف الآن أن تقتل كل التنانين هنا لكي يبقى فقط تسبيح الرهبان لربنا يسوع المسيح مع أبيه وروحه القدوس، آمين.

 
Banner