Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد12: الأحد الأخير من الصوم
العدد12: الأحد الأخير من الصوم Print Email
Sunday, 21 March 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 21 آذار 2010 العدد 12
الأحد الخامس من الصوم
أحد القديسة مريم المصرية
رَعيّـتي

كلمة الراعي

الأحد الأخير من الصوم
هذا هو الأحد الأخير من الصوم الأربعينيّ الذي ينتهي مع سبت لعازر، إذ بعد هذا السبت نبدأ صوم الأسبوع العظيم الذي هو صوم آخر إذ فيه الانشداد الكبير الى الآلام والقيامة وفيه تقشّف كبير.
في فصل الرسالة المأخوذ من الرسالة الى العبرانيين، يقول كاتبها "إن المقدِّس (اي المسيح) والمقَدَسين (اي نحن) كلهم من واحد (اي الآب)"، المسيح بالولادة الأزلية ونحن بولادة النعمة التي من الروح القدس، لذلك يُسمّينا يسوع إخوة بمعنى أن الآب يجعلنا برضاه أبناء له بالتبنّي وكنا سابقًا أبناء الغضب.
بسببٍ من ذلك يقول السيد لأبيه "ها أنذا والأولاد الذين أعطانيهم الله" لكوننا صرنا بالإيمان والمعمودية أبناء الله. ويكشف الرسول بنوّتنا لله الآب بقوله: "إذ قد اشترك الأولاد في اللحم والدم، اشترك هو كذلك فيهما". أراد الابن أن يكون مثلنا "آخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس". هذا كان سبب التجسّد.
غـاية التـجسد يـشرحها كاتب الرسالة هكذا:
"لكي يُبطِل (اي المسيح) بموته مَن كان له سلطان الموت أي إبليس"، أي لكي يُبطل فينا الموتَ الذي فتك فينا بسبب الخطيئة، "ويُعتق كل الذين كانوا مدة حياتهم كلها خاضعين للعبودية مخافة من الموت". ولكن إذا حلّت المحبة ثمرة لموت المخلّص فهي تُقصي الموت الى خارج. اذا ذكرنا كل خطيئة، ندرك أننا ارتكبناها خوفًا من الموت. الكذب خوف من العقاب. السرقة خوف من الفقر وهكذا.
بعد هذا يقول الكاتب: "كان ينبغي أن يكون (اي المسيح) شبيهًا بإخوته في كل شيء"، والمفهوم أنه شبيه بنا ما خلا الخطيئة. فإذا صار شبيهًا بالجسد والموت، يصبح رئيس كهنة لأنه هو الذي قدّم نفسه لله قربانًا. بات اذًا -كما نقول في القداس- قربانًا ومقرِّبًا. قبل ذلك الذبائح الحيوانية لم تعطِ الإنسان فداءً. كانت مجرّد رمز للذبيحة الحقيقية التي رُفعت على الجلجلة.
ثم يصف الرسولُ المسيحَ بأنه كان أمينًا في ما لله، مطيعًا لأبيه في كل شيء، في الجسد الذي اتخذه من العذراء، ولم تكن له مشيئة غير مشيئة أبيه، بمعنى أنه أخضع مشيئته البشرية لمشيئة الثالوث القدوس، وبهذا المعنى قال: "لا تكُن مشيئتي بل مشيئتُك". مشيئتان منسجمتان بحرّية المسيح. وهذا كله حتى يُكفّر خطايا الشعب حتى يمحوها بموته وقيامته.
ويستنتج الرسول من ذلك هذا: "اذا كان قد تألم مُجَرَبًا، فهو قادر على أن يغيث المُصابين بالتجارب" (أي نحن جميعًا اذا آمنّا به).
هذا هو اتّحادنا بالمسيح. نحن لا نُعذّب أجسادنا على طريقة تعذيباته، ولكنا نترك الخطايا لكي نرث في أنفسنا وأجسادنا الخلاص الذي أعطاه. اتحادنا به أن نقوم من الخطيئة التي مات السيد من أجل غسْلِنا منها.
بهذه القناعة نتهيأ للأسبوع العظيم الذي كانت كل وظيفته أن نستنير بنور المسيح حتى لا يبقى فينا أثر للشرّ ونكتسب النور الذي انفجر من قبر المخلّص حتى نكون في العيد أولاد نور.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: عبرانيين 11:9-14
يـا إخوة إنّ المقدّس والمقدَسين كلّهم مـن واحد. فلهذا السبـب لا يـستحيي أن يــدعوهم إخوة قائلًا: سأُخبر باسمك إخوتي وأُسبـّحك في الكـنيسة. وايضًا سأكون متـوكلًا عليه. وايــضا ها أنذا والأولاد الذيـن أعطانيهم الله. إذن إذ قد اشترك الأولاد في اللحم والدم، اشتـرك هو كذلك فيـهما لكي يـُـبطِل بـموته مـَن كان له سلطان الموت اي إبليس، ويُـعتق كل الذين كانوا مـدة حياتهم كلها خاضعين للعبودية مخافةً مـن الموت. فإنـه لم يـتّخذ الملائكة قط بـل إنـما اتّخذ نسل ابراهيم. فَمِن ثم كان ينبغي أن يكون شبيهًا بإخوته في كل شيء ليكون رئيس كهنة رحيمًا أمينًا في ما لله حتى يُكفّر خطايا الشعب. لأنـه اذ كان قد تألّم مجرَّبًا فـهو قادرٌ عـلى أن يُـغيث المُصابين بالتجارب.

الإنجيل: مرقس 32:10-45
في ذلك الـزمان أخذ يسوع تـلاميذه الاثنـي عشر وابتدأ يقول لهم ما سيعرض له: هوذا نحن صاعدون إلى أورشليم وابنُ البشر سيُسلَم إلى رؤسـاء الكهنة والكتبة، فيحكمون عليه بالموت ويُسلمونه إلى الأمم فيهزأون به ويبصقون عليه ويجلدونه ويقتلـونه، وفي اليوم الثالـث يقوم. فدنا اليه يعقوب ويوحنا ابنا زبـدى قائـلين: يا معلم، نريد أن تصنـع لنا مهما طلبنا. فقال لهما: ماذا تريـدان أن أصنع لكما؟ قالا له: أعطنا أن يجلس أحدنـا عن يمينـك والآخر عن يسارك في مجدك. فقال لهما يسوع: إنكما لا تعلمان ما تطلبان. أتستطيعان أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تصطبغا بالصبغة التـي أَصطبـغ بها أنا؟ فقالا له: نستـطيع. فقال لهما يسوع: أما الكأس التي أشـربها فتشربانها وبالصبغة التي أَصطبغ بهـا فتصطبغان، واما جلوسكما عن يميني وعن يساري فليس لي أن أعطيَه الا للـذين أُعدَّ لهم. فلما سمع العشرة ابتدأوا يغضبون على يعـقـوب ويوحنا. فدعاهم يسوع وقال لهم: قـد علمتم أن الـذين يُحسَبون رؤساء الأمـم يسودونهم، وعظماءهـم يتسلطـون عليهم. واما انتـم فلا يكون فيكم هكذا. ولكن من أراد أن يكون فيكم كبيرا فليكن لكم خادما، ومن أراد أن يكون فيكم أول فليكـن للجميع عبـدا. فإن ابـن البشـر لـم يـأتِ ليُخـدَم بل ليَخـدم وليَبـذل نفسه فـداء عـن كثيـرين.

مريم المصريّة النموذج الحي
في الأحد الخامس من الصوم تعيّد الكنيسة لتذكار "أمّنا البارّة القدّيسة مريم المصريّة". وقد اختارت الكنيسة أن تجعل عيد مريم المصريّة في الصوم لتقدّمها نموذجًا حيًّا للتوبة القاطعة كلّيًّا مع الخطيئة. فمريم سلكت في الخطيئة مسلكًا فظيعًا، أخطأت إلى الحدّ الأقصى بحيث لم يكن ممكنًا أن يخطئ كائن بشريّ أكثر منها. لقد أدركت ذروة الخطيئة وانغمست في الإثم إلى أعمق أعماقه. فانتشلها الربّ بواسع رحمته، وأيقظها من ضلالها، وأعاد إليها رشدها، فقبلت التوبة مدى عمرها الباقي. وبمقدار أكبر من المقدار الذي مارست فيه الخطيئة مارست التوبة. وبشوق ملتهب أكثر من الشوق الذي أحبت فيه الخطيئة عشقت الربّ، إيّاه وحده.
عاشت مريم المصريّة، بحسب ما تقول سيرتها، في الإسكندريّة، أعظم مدن مصر وإفريقيا قاطبةً، بعد أن بلغت الثانية عشرة من عمرها سبعة عشر عامًا في الرذيلة والفجور. وقد ذهبت سائحةً إلى أورشليم لكي تحضر عيد رفع الصليب المبارك، فانهمكت هناك في القبائح، "واجتذبت كثيرين إلى عمق الهلاك". وعندما أرادت، في يوم العيد، دخول الكنيسة، "شعرت مرارًا بقوّة غير منظورة تمنعها عن الدخول، مع أنّ جمهور الشعب الذي معها كان يدخل من دون مانع البتّة. فانجرح قلبها من ذلك وعمدت أن تغيّر سيرتها وتستعطف الله بالتوبة. وهكذا رجعت ثانيًا إلى الكنيسة، ودخلت إليها بسهولة". وبعد أن سجدت للصليب الكريم نزحت في النهار ذاته إلى أقصى البرّيّة، وعاشت هناك سبعة وأربعين عامًا "عيشة قاسيّة جدًّا لا يحتملها إنسان". وفي أواخر أيّامها صادفت راهبًا يقطن البراري مثلها اسمه زوسيماس. فأخبرته بسيرتها كلّها، وطلبت إليه أن يُحضر لها الأسرار الطاهرة لتتناول، فصنع زوسيماس كما طلبت إليه وناولها. وفي السنة التالية أيضًا رجع زوسيماس فوجدها قد ماتت، وبقربها ورقة مكتوب فيها: "أيّها الأب زوسيماس ادفنْ ههنا جسد مريم الشقيّة. إنّني متُّ في النهار الذي تناولتُ فيه الأسرار الطاهرة، فصلِّ من أجلي".
ترفع الكنيسة القدّيسة مريم المصريّة، وفي الآن عينـه القدّيسـين كـافــّة، إلى مصـافّ النـمـوذج الذي يحتذى لدى المؤمنين كي يبلغوا هم إلى ما بلغ إليه القدّيسون. فنقرأ في صلاة السَّحر: "يا مريم المصريّة، بما أنّنا حويناك نموذجًا للتوبة، توسّلي إلى المسيح أن يمنحنا إيّاها في أوان الصوم" (الإكسابستيلاري). هي نموذج حيّ عن الإنسان الخاطئ الذي إذا سعى إلى التوبة، يجد ذراعي الله مفتوحتين لاستقباله كما استقبل الأب ابنه الضالّ في المثل الشهير. هي نموذج حيّ للمؤمن الخاطئ كي لا ييأس من إمكانيّة التوبة، فمهما بلغت ضخامة الخطيئة عليه أن يدرك تمام الإدراك أنّ الله ينتظره ليضمّه إلى عداد مختاريه. الله لا يخيّب رجاء التائبين والساعين إليه، فهو التوّاب على مساوئ الناس وآثامهم. فهل نحن جاهزون إلى الاستجابة لدعوة الله المفتوحة والدائمة لنا؟
وفي قطعة أخرى في صلاة السَّحر نقـرأ: "أيّتها البـارّة العفيفـة، لمّا جهلـت الأوامـر الإلهيـّة دنّسـت صورة اللـه الإلهيةّ. إلاّ أنـّك بالعنـاية الإلهيّـة طهّرتها أيضًا يا ذات كلّ مديـح، وتألّهـت بالأفعـال الإلهيّة" (الأوديـة الأولى). خطيئـة مـريـم المصـريّـة تكمن في أنّها "دنّست صورة الله الإلهيّة". فالإنسان هو صورة الله ومدعـو إلى أن يكـون علـى مثالـه، كما ورد في رواية الخلـق (سفـر التكـويـن). الإنسان صورة حيـةّ صنعها الله وجعلـه إلهيـًّا، وكلّ خطيئـة يرتكبهـا الإنسـان بجسـده إنّما هي تدنيس لهيكـل الـله. مـريـم طهّرت نفسها، فأعادت البهاء إلى جسدها، فعاد هيكلاً مقدّسًا، عاد مسكنًا لله.
سيرة مريم المصريّة مليئة بالعبر والدروس. فالمرء لا يستطيع التعامل بخفّة لا تطاق مع القدسات. هي أرادت دخول الكنيسة ليس في سبيل الصلاة والتوبة والوقوف في حضرة الله، بل في سبيل مشاهدة الاحتفالات الكنسيّة كما يدخل المرء مسرحًا ليشاهد عرضًا فنّيًّا أو تمثيليّة. أو ربّما أرادت الدخول كي تراود الكثيرين عن أنفسهم، أرادت ارتكاب الفحشاء في هيكل الربّ. فصدّها كي يذكّرها بأنّ دخول الكنيسة لا يشبه دخول أيّ مكان آخر. أراد تذكيرها بأنّ مثولها في مقامه يتطلّب تحوّلاً كبيرًا في ذهنيّتـها وتعاملها مع نفسها. هي وعت ذلك فتغيـّرت تغيّرًا جذريًّا. كم من مرّة نلتقـط نحن إشارات الربّ لنا بالتغيّر؟ وكم من مرّة ندير الأذن الصاغيـة له؟
عندمـا صدّ الـله مريم عن دخول الكنيسة فتح لها أبواب التوبة ودعاها إلى خدره السماويّ، "لمّا كنت، يا مريم، سائرة بأفعالك القبيحة نحو أبواب الهلاك قد فتح لك أبواب التوبة" (صلاة السَّحر، الأودية الثالثة). هي قبلت دعوته فتنسّكت وبترت كلّ فكرة تغريها بالعودة إلى سلوك دروب الرذيلة. ذهبت مريم إلى البرّيّة كي تحيا مع الله وحده. التمثّل بمريم التائبة، وكلّ منّا خاطئ بمقدار، هو ما ينفعنا. هي أدركت خطيئتها فسعت عمرها كلّه لإصلاح ذاتها. ليست القداسة سوى الوعي بأنّنا خطأة علاجنا السعي إلى التوبة بالصلاة والصوم. فليكن زمن الصوم هو برّيّتنا التي ينبغي عبورها كي نصل إلى المجد الإلهيّ.

محبة القريب
(للقديس إسحق السريانيّ)
اذا التقيتَ قريبك، اضغط على ذاتك، وأكرمه فوق ما يستحقّ. وعندما يُفارقك قل عنه كل خير وكرامة، لأنك بهذه الطريقة تجذبه نحو الخير وتضطرّه، بمدحك، الى الخجل، فتزرع فيه بذور الفضيلة. واما انت، فتعتاد الخير، وتكتسب ميزةً حسنة لنفسك، وتقتني تواضعًا كثيرًا وتصبح قادرًا على اكتساب الفضائل الكبرى دونما تعب. وفضلا عن ذلك، فقريبك، إذا كانت فيه بعض النقائص وأكرمته، يقبل منك الشفاء بسهولة لخجله من صنيعك نحوه. اتخذْ هذا الأسلوب لأنه شريف، ويُلائم الجميع. لا تُغضب أحدًا او تحسده، لا على إيمانه ولا على أعماله الشريرة، بل تجنّب أن تؤنّب أحدًا او توبخّه على شيء لأن لنا ديّانًا في السماء لا يُحابي أحدا. اما اذا شئت أن تُرجعه الى الحقيقة، فاحزنْ من أجله، وقل له، بدموع ومحبة، كلمةً واحدة او اثنتين، ولا تتّقد عليه بغضبك كيلا يرى فيك إشارة العداوة، لأن المحبة لا تعرف الغضب أو الغيظ او التوبيخ المشحون بالهوى. دليل المحبة هو التواضع الذي يولّده الضمير الصالح بنعمة ربنا يسوع المسيح الذي له المجد والعزة مع الآب والروح القدس الآن وكل أوان وإلى دهر الداهرين، آمين.

من تعليمنا الأرثوذكسي: يسوع على الصليب
التلميذ: الأسبوع القادم ندخل في أسبوع الآلام، وقد تعلّمنا السنة الماضية أن نتابع آلام الرب يسوع المسيــح في الإنجيل، الحادثة تلو الاخرى، ونصلّي صلوات الكنيسة. قال أحد رفاقي إن يسوع سامح الذين عذّبوه. هل هذا صحيح؟
المرشد: نعم هذا صحيح. فقد ورد في إنجيل لوقا الإصحاح 23، الآية 34، إن يسوع قال وهو معلّق على الصليب: "يا أبتاه اغفرْ لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون". يسوع دعا دائما الى الغفران، الى مسامحة الآخرين عن أيّة إساءة، لا مرة واحدة، ولا سبع مرات كما كانوا يقولون، لكن سبعين مرة سبع مرات. يعني أن نسامح دائما، أن نسامح كل شيء. هذه الآية هي إحدى الكلمات السبع التي قالها يسوع وهو معلّق على الصليب.

التلميذ: ماذا قال يسوع ايضا وهو على الصليب؟
المرشد: قال: "إلهي إلهي، لماذا تركتني؟". وردت هذه الآية في إنجيل متى 27: 46 وفي إنجيل مرقس 15: 34. هذه الكلمات هي مطلع المزمور 21، ولا شك بأن يسوع كان دائمًا يصلّي وهو في الآلام. ثم قال للص الذي آمن به وطلب أن يكون معه: "الحق أقول لك انك اليوم تكون معي في الفردوس". وردت هذه الآية في لوقا 23: 43. وقبل أن يُسلم الروح قال: "يا أبتاه، في يديك أستودع روحي" (23: 46). هذا الكلام ايضا استشهاد من المزمور 30: 5. ولما رأى يسوع أمه مريم واقفة تحت الصليب مع تلميذه يوحنا قال لها: "يا امرأة هوذا ابنك". وقال للتلميذ: "هذه أمك" (إنجيل يوحنا، الإصحاح 19، الآيات 26و27).

التلميذ: وهل ذهبت مريم مع يوحنا؟
المرشد: نعم. نعرف ذلك من الإنجيل الذي يقول انه، من تلك الساعة، أخذها الى خاصّته، يعني الى بيته. التلميذ يوحنا هو كاتب الإنجيل الرابع، وهو التلميذ الذي كان يسوع يحبه، وهو الذي أسند رأسه إلى صدر يسوع في العشاء الأخير. هذا مهم لكل من يبحث عن علاقة محبة شخصية مع الرب. يقول أحد الآباء انه علينا نحن ايضا أن نتكئ على صدر يسوع ونتقبّل من يسوع والدته مريم كأم. والدة الإله هي أم المؤمنين المتحدين في جسد المسيح الواحد. على كل واحد منا، كعضو في هذا الجسد، أن يبذل جهده ليصير يوحنا آخر ويتقبّل مريم كأم.

التلميذ: قلتَ لي عن خمس كلمات. يسوع صلّى وغفر وخلّص اللص واهتم بيوحنا وبأمّه مريم. ماذا قال ايضًا؟
المرشد: قــال ايضا كلمتيـن: "أنا عطشـان" (يـوحنـا 19: 28) ليتم كل ما في الكتاب؛ وفي الأخير بعد أن سقوه خلاّ، لا ماء، قال: "قد تمّ" (يوحنا 19: 30) وأسلم الروح. أريد أخيرًا أن ألفتك الى أمر أساسي في إيماننا يُساعدنا على فهم سر الصليب: ان الذي عُلّق على الصليب هو المسيح الإله التام والانسان التام الذي أتى تحقيقًا للنبوءات. ابنُ الله تنازَل طوعا حبّا بنا. تحمّل الآلام والصلب من أجل خلاصنا.

الأخبار
رومـــا
اكتشف علماء الآثار في الفاتيكان في صيف سنة 2009 رسمًا للرسول بولس على جدار أحد الدياميس قرب كنيسة الرسول بولس في روما حيث وُجد قبره. وُجد الرسم في دياميس القديسة تقلا، وهي غير القديسة تقلا مرافقة الرسول بولس التي نعرفها. كان الرسم فوق قبر أحد المسيحيين الأغنياء، وهو يعود الى القرن الرابع، ما يجعله أقدم رسم لبولس. اللافت أن وجه الرسول في الأيقونات المعروفة يشبه الى حد بعيدٍ الرسم في الدياميس: جبهة عريضة، عينان غارقتان، ولحية سوداء مروّسة. وقد تمّ تنظيف الرسم بالليزر وصيانته قبل الإعلان عن الاكتشاف.

نيجريا
أدان المطران ألكسندروس، راعي أبرشية نيجريا الأرثوذكسية التابعة لبطريركية الإسكندرية وكل أفريقيا، في مقابلةٍ صحفيةٍ مذابحَ المسيحيين التي حصلت في نيجريا، قال: إن الكنيسة الأرثوذكسية تدين بشدة كل أعمال العنف باسم الله من أي مصدر أتت... وتدين كل من يستعمل اسم الله من اجل غايات سياسية واقتصادية. وأضاف ان الخلافات القائمة في البلاد ليست خلافات دينية فقط، لأنها تعود أصلاً الى ملكية الأراضي وآبار البترول واستغلالها. لقد كثر التعصّب الدينيّ في العالم في السنوات الأخيرة وهو يفسّر بعض التوتّر القائم، إلا أن الأسباب السياسية هي الأهم. عبّر المطران عن قلقه بشأن الحوار مع المسلمين الذي تساهم فيه الكنيسة الأرثوذكسية من اجل وحدة البلاد والتصدي لأهم المشاكل مثل السيدا والمخدرات والتربية، وأضاف: سنستمرّ من اجل السلام والمصالحة وقبول الآخر.

 
Banner