Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد 49: ثمر الروح
العدد 49: ثمر الروح Print Email
Sunday, 05 December 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 5 كانون الأول 2010 العدد 49 

عيد القديس سابا المتقدّس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

ثمر الروح

الروح يعني هنـا الـروح القـدس، وثمـره كلمـة يستعملها الرسـول بالمفـرد مـواهـب عـديدة، أوّلها المحبـة التي يجعلها أوّل الفضائل في كلامه العظيـم عنها في الرسالـة الأولى الى أهـل كورنثـوس ويتبـعها الفـرح الذي ليس مجرد تحرك نفساني ولكنه نعمة الـروح، وكـذلك السلام الذي هو مصالحة مع الله، وهو عنده ايضا نعت للمسيـح، ثم يذكـر طـول الأناة ويريد به الصبر على النـاس أيّـا كانـوا، ويعبّـر عـن نفـسـه باللـطـف الذي ينبـعـث عن الوداعـة، والصلاح الذي هو التنزّه عن الخطيئـة، والإيمـان بكـل ما قـاله الله واذا كـان حقيقيا معه الاتكال على الله، ثم يـذكر الوداعـة المتّصلـة باللطـف، وأخيرا يذكر العفـاف عن كل دنس.

ولمّا أراد أن يقول ان الناموس يوصل الإنسان الى هذه الحسنات، عبّر عن ذلك بقوله ان هذه ليس ناموس ضدّها.


ثم يتصاعد فكر بولس ليوحي أن من عندهم هذه الميزات قد صلبوا الجسد مع الآلام والشهـوات، والكـلـمة اليــونـانـيـة التي نـقـلها “الآلام” يــريـد بها الأهـواء اي الميـول الباطنـة التي تذهب بنـا الى الخطيئـة.

ويختم هذاالمقطع بقوله: “فإن كنّا نعيش بالروح (ايضا يريد الروح القدس) فلنسلُكْ بالروح”. الروح القدس يسكن فينا ويأخذنا الى السلوك الصالح.

بعد هذا ينتقل الى ما هو سيء ويحذّرنا من العُجب اي الاعتداد بالنفس وهو لون من ألوان الكبرياء. كذلك يحذّرنا من الغضب الذي يجرح دائما الإنسان الذي نغضب عليه، ويريدنا ألاّ نحسد بعضُنا بعضا ونفرح بالخير الذي يعطيه الله من يشاء.

وبولس يعرف أنه، ولو وصّى بالفضائل، قد يسقط بعض الإخوة، ويريد أن نُصلحهم بروح الوداعة لا بتوبيخ شديد يجرحهم وقد يُظهرنا أننا بلا خطيئة. لذلك دعانا الى أن ننظر الى نفوسنا ونخشى السقوط. باللوم الأخوي اللطيف ليس من استعلاء. الخاطئ يحمل أثقال خطيئته في ضميره. من هنا قوله: احملوا بعضُكم أثقال بعض. اتعبوا مع من يتعب. ابكوا مع الباكين والحزانى. احملوا شدائد الفقراء والمرضى بمساعدة لكم حقيقية، بالموآساة والقربى. وينتهي بقوله: “وهكذا أَتمّوا ناموس المسيح”. هذا ناموس جديد لأنه ناموس المحبة التي تحوي كل الفضائل.

فالمحبة والفرح والسلام وما اليها التي ذكرها في بدء المقطع الأخلاقيّ للرسالة الى أهل غلاطية، اذا اجتمعت معًا في قلب إنسان وسلوكه، هي شريعة المسيح. لم نبقَ إذًا في نظام الفرائض عند موسى (ماذا يؤكل وماذا لا يؤكل مثلا)، ولكن تجاوزنا الأنظمة الشرعية لنلتزم شريعة المحبة التي تنزل علينا من فوق، واذا نزلت تنطلق من قلوبنا الى قلوب الآخرين فتغيّرها. والمحبة فينا تُخاطب المحبة في الآخر، وتُنشئ كل الحسنات التي عدّدها بولس، وتدعونا أن نتطهّر من كل الخطايا التي ذكرها. هناك طبعًا جهاد تبذله النفس لتحفظ المحبة، ولكنها قبل كل ذلك هي نعمة من الروح القدس الذي اذا تغيّرنا به نحصل على كل الفضائل بمعنى أننا نتمرّس بها وتتأصل هي فينا ويصبح القلب المستنير ينبوعا ينبع فينا لنبلغ بها الحياة الأبدية.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: غلاطية 5: 22- 6: 1-2

يا إخوة، إنّ ثمر الروح هـو المحبـّة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعـة والعفاف. وهذه ليس ناموسٌ ضدّها. والذين للمسيح صَلبوا أجسادَهم مع الآلام والشهوات. فإن كنا نعيش بالروح فلنسلكْ بالروح أيضًا، ولا نَكن ذوي عُجـب، ولا نُغاضب، ولا نحسد بعـضُنا بعضًا. يا إخوة إذا أُخـذ أحد فـي زلّة فأَصلحوا أنتم الروحيين مثلَ هـذا بـروح الـوداعة. وتبصّر أنتَ لنفسـك لئلا تُجـَرَّب أنت أيضًا. احملوا بعضكم أثقال بعضٍ، وهكذا أَتمّوا ناموس المسيـح.

الإنجيل: لوقا 10:13-17

في ذلـك الزمان كان يـسوع يـعلّم في أحد المجامع يـوم السبت، وإذا بـامرأة بـها روح مـرض منـذ ثـماني عشرة سنـة، وكانت منحنيـة لا تستطيع ان تنتصـب البتّـة. فلمّا رآها يسوع دعاها وقال لها: انك مُطْلقـة من مرضك، ووضع يديه عليها، وفي الحال استقامت ومجّدت الله. فأجاب رئىس المجمع، وهو مغتـاظ لإبراء يسوع في السبت، وقال للجمع: هي ستة ايام ينبغـي العمل فيها، ففيهـا تأتون وتستشفون، لا في يوم السبت. فأجاب الرب وقال: يا مرائي، أليس كل واحد منكم يحلّ ثوره او حماره في السبت من المذود وينطلق به فيسقيه؟ وهذه، وهي ابنة ابراهيم التي ربطها الشيطـان منذ ثمـاني عشرة سنة، أما كان ينبغي أن تُطْلـَق من هذا الرباط يـوم السبت؟ ولما قال هذا، خزي كل من كان يقاومه، وفرح الجمع بجميـع الأمور المجيدة التي كانت تصدر منه.

شركة الحياة

"الحياة ممكنة ما دمنا اثنين" (فيكتور هيغو)

يعتني بعض الناس أن يُظهروا، عن قصد، عكس ما يُضمرونه. وهذا التصرّف يسمّى، في اللغة الكنسيّة، "رياء". فالرياء هو أن تُظهر لغيرك ما لستَ عليه حقًّا. إن رأيتَ أحدًا يبكي مثلاً، تبكي لبكائه. أمّا ما في قلبك، فخلاف ذلك. “عينك عَبْرَى (أي باكية)، وفؤادك في دَدٍ (أي في لهو ولعب)”، كما قالت العرب.

لا يستغرب المسيحيّ، الذي تربطه بكتاب الله علاقة ودّ، أن يُرائي بعضُ الناس. فمن نتائج خطيئة آدم أنّ الإنسان انفصل عن الله وعن الآخرين في آنٍ واحد (تكوين 3: 12). انفصل عنهم، أي جعل نفسه دنيا نفسه. كلّ خطيئة في الأرض هي وليدة هذه الفوضى. لقد كان الإنسان الأوّل، في الفردوس، مع الله. وأَوجد الله له "عونًا يناسبه". ولكنّ الإنسان خالف بإهماله ترتيب باريه، فعمّته الفوضى. كلّنا نعتقد أنّ الله أخرج الإنسان من الفردوس بعد مخالفته. وهذا الاعتقاد الصحيح يفترض أن نُضمّنه أنّ آدم أخرج نفسه لحظة عمّتْه الفوضى، أي لحظة خروجه على الله. ليس الفردوس مكانًا فحسب، بل معيّة أوّلاً. وليست نتيجةُ الخطيئة انتقالاً من مكان إلى آخر فقط، بل من وضع إلى آخر أوّلاً، بل فوضى.

هذا يسهّل التأكيد أنّ ما من إنسان يُرائي إلاّ لكونه عبْدَ نفسِهِ. وَمَنْ تحكُمه هذه العبوديّة، لا يمكنك أن تنتظر منه أن ينفتح على أحد، أقريبًا كان أم جارًا، أم زميلاً في العمل، أم أيّ إنسان آخر. إن كان لا يقدر على أن ينفتح على الله، فيستحيل أن ينفتح على بشر. حياته كذبة كبرى. والأعقد من هذا كلّه أنّك، إذا تفحّصت سرّه، فستراه لا يرى في نفسه أيّ عيب. يراك كلّك عيبًا. وفيما يُبرّر نفسه، يُعاملك على أساس ما يحسب أنّك عليه. بلى، يتزلّف في كلامه معك، في إظهاره شعور المحبّة نحوك. يُبيّن لك أنّ أمورك تعنيه كما تعنيك تمامًا، ويكذب في داخله. لا يستطيع المرائيّ أن ينفتح على أحد، أي لا يستطيع أن يستضيف أحدًا في قلبه. شهوة قلبه أن يبقى أسير نفسه القذرة. شهوة قلبه أن يبقى عبدًا.

لا أريد أن أجرح قارئًا ورعًا. غير أنّ الإخلاص للحقّ يفرض علينا أن نقول إنّ كلامنا على المراءاة لا يتعلّق بما يرى في العالم حصرًا، بل ببعض ما يرى في حاضر الجماعة الكنسيّة أيضًا. وهذا، الذي نذكره لنهرب من العيب ونسلك كما يليق بالحقّ دائمًا، يبيّن أنّ ثمّة في الكنيسة مَنْ يؤثرون الفوضى على ترتيب الله، أو، بكلام آخر، مَنْ يخالفون صحّة الحياة التي هي هدف التزامنا الكنسيّ، أو هدف مصدره. فمصدر التزامنا أنّ الربّ اتّخذ طبيعتنا البشريّة (ما خلا الخطيئة)، ليُعيد إلينا شركة الحياة التي خسرناها بفعل خطايانا. لقد رآنا الربّ بعيدين، غريبين، حائرين، ممزَّقين، فاتـّخذ جسدنا، ليُـنـقذنا من شرورنا، ويوحّدنا به وبالناس جميعًا. فالحياة الكنسيّة هدفها الراهن أن نتطهّر، بالتزامها، من كلّ عيب يجزّئ. قد نسأل: لِمَ؟ لِمَ ثمّة مَنْ يدخلون الكنيسة مِنْ دون أن يدخلوها حقًّا؟ لِمَ لا يُحْسنون الفهم أنّ الحياة في المسيح لا تحتمل رجوعًا إلى الوراء، أي لا تحتمل فوضى؟ وهذا السؤال، على سلبيّته الظاهرة، يحمل جوابه رنّةً إيجابيّة. فالكنيسة أبوابها مشرّعة. وكلّ باب مشرّع يسمح بأن يدخل منه كلّ مَنْ شاء أن يدخل. هذا من جمال ربّنا ورقّة ربّنا وطول أناة ربّنا وفرادة ربّنا وكبر ربّنا. فالمسيحيّ الورع، إن رأى أشخاصًا مرائين دخلوا الكنيسة عفوًا، يفرض عليه وعيه أن يذْكر، فيما يهرب من شرك الإدانة، أنّ الربّ يحبّنا. إن رأى العيبَ نَزيل بعض إخوة، ضيفًا عزيزًا على قلوبهم، يجب أن ينحني إجلالاً لِمَنْ يستحقّ أن نمشي في إثره وحده. ليس للمسيحيّ من سلوك آخر أمام أيّ مظهر من مظاهر العبوديّة. فهو يجب أن يعرف أنّ مَنْ يدخلون الكنيسة لا يمكن أن يتحوّلوا هكذا من دون أيّ جهد منهم. فالالتزام الكنسيّ ليس سحْرًا. لم يكن، ولن يكون. الالتزام جهد موصول، أي إيمان بأنّ الربّ، الذي خلّصَنا جميعًا، يريدنا أن نقبل خلاصه في أقوالنا وتصرّفاتنا، أي في حياتنا كلّها. هناك أمر، في المسيحيّة، لا يعلوه أمر، وهو أنّ العلاقة بالله ليست أمرًا يضاف إلى حياة أعضائها، بل إنّما هي حياتهم، أو هذا ما يجب. والله لا يكون حياتنا حقًّا إن انخرطنا في كنيسته انخراطًا سلبيًّا، أي إن دخلناها كما لو أنّنا لم ندخلها. ليس في الكنيسة، إن ابتغينا صحّة الحياة، من مكان للعيب، للانغلاق، للمراءاة، للفوضى. فكلّ عيب، يجعلنا نحيا عبيدًا لشهواتنا، لا يمكن أن نشفى منه إن لم نُحبب، لا سيّما إخوتنا، بصدق كلّيّ. هذا الإنسان، الذي كُلّفت وإيّاه أن يشفي أَحدُنا الآخر بِمَنْ يجمعنا، إنّما هو شريكي في كلّ شيء. ولا يليق بي واعيًا أن أُقاربه خارجيًّا فيما قلبي بعيد منه. المسيحيّة قربى. قربى، أي شركة حياة. كلّها أنّ الربّ اتّخذنا، ليتّخذ أحدُنا الآخر اتّخاذًا طيّبًا. كلّها أن أفرح لفرح أخي بصدق، وأبكي لبكائه بصدق. وكلّها كلّها أن أَقبل أن يجمعني به مصير واحد قرّره الله لنا منذ الأزل.

حتّى يكون التزامُنا التزامًا يُرضي الله، من الواجـب أن نـعي، دائـمًا، أنّ ابـن الله نـزل إليـنا، لنعلو به إليه. فلـيس مـن المسيـحيـّة أن نُحبّ الله وشهواتنا الدنيئة في الآن عينه. ليس منها أن تكون حياتنا كذبة. فكيف لا نسمح للفوضى بأن تعمّنا؟ كيف نحبّ بعضُنا بعضًا بصدق؟ وكيف نكون إخوةً شركاء في كلّ شيء؟ هذا، الذي حقّقه الله لنا، يبقى دعوته إلينا، لنسلك بهُداه في شركةِ كنيسةٍ ليس مثلها شيء.

القديس سابا

في فلسطين، شرقي بيت لحم، دير قديم كبير يُطلّ على وادي قدرون اسمه دير القديس سابا، على اسم القديس الذي نعيّد له اليوم. يُعتبر الدير من أقدم الأديار في العالم حيث تستمرّ الحياة الرهبانية. يعيش فيه اليوم نحو عشرين راهبًا يحافظون على الحياة الرهبانية المشتركة كما وضعها الآباء الكبار قديمًا. أسس القديس سابا الدير سنة 439، وبقي فيه حتى وفاته سنة 532 عن 94 عامًا. بقي جثمانه في ديره حتى نُقل الى البندقية في إيطاليا ايام الحروب الصليبية، ثم أعيد الى الدير سنة 1965. من أهمّ الذين عاشوا في الدير رهبانًا القديس يوحنا الدمشقي والقديس قزما أُسقف ميوما والقديس أندراوس الكريتي وغيرهم. وكلهم ساهموا في الدور الهامّ الذي لعبه دير مار سابا في ترتيب الليتورجيا الكنيسة وإغنائها. فيه وُضعت صلوات كثيرة وكتاب تيبيكون، وهو الكتاب الذي ينظّم ترتيب الصلوات الطقسية والمعروف باسم تيبيكون مار سابا، نُقل فيما بعد الى القسطنطينية وانتشر في كل العالم الأرثوذكسي. اما القديس سابا فأصله من كبادوكيا، طلب الحياة الرهبانية وهو صغير السنّ. لما سافر الى فلسطين، قصد أولاً دير القديس إفتيميوس الشهير، ثم تنسّك في الصحراء سنوات طويلة يُمارس الزهد والتقشف ويُرشد تلاميذ كثيرين. كان له دور هام في حسْم الخلاف اللاهوتي الذي حصل في أيامه حول طبيعتَي المسيح الإلهية والإنسانية، وقد دافع عن مجمع خلقيدون الذي حدّد عقيدة طبيعتَي المسيح.

العيد والهدية

لا شك أن هدية الميلاد مصدر فرح لمتلَقّيها ولو كان فرحًا عابرًا سريعًا. لذلك، كلما اقترب العيد، اذا كثر أحباؤك زاد همّك، فكيف ستُشعرهم بهذا الفرح، وأية هدية ستشتري لهم؟ زد على ذلك حالة “العين البصيرة واليد القصيرة”.

الزوجة في أغلب الأوقات تتـوقع الهدية الفريــدة التي تختلف عن هدية السنة السابقة، وإلا شكّكت في صدق محبتك لها وعمقها. الأصدقاء يتوقّعون الهدايا القيّمة لكي يشعروا أنك تُقدّر الإخلاص في علاقاتهم معك. الأولاد لا تـُرضيهم الهدايا الاعتيادية التي يـحصلون عليها من وقت إلى آخر في بحر السنة. أما الأقرباء فالويل لك إن نسيت أحدًا منهم، فقد يُشعرونك بعزلة الأبرص.

أنـت إذًا في غـمـرة التـفـكيــر كيـف تـجد تلـك الهـديـة الكاملـة الـتي تُـوافـق ذوق كل واحـد وتنـال إعجابـه وذلك بـالمبلغ المتـوفر لديـك، حتى يفرحوا جميعهم بعيـد الميلاد. ولكن تـلك الـهديـة المميـزة الكاملـة قد يـعسر الوصول اليها هذه سنة، لأن واهب العطايا الكاملة هو واحد. فنحن نقول في نهايـة القـداس الإلهـي: "لأن كل عطيـة صالحـة وكـل موهبـة كامـلـة هي من العلاء منحدرة، من لدنـك يـا أبـا الأنوار". والحقيقة هي أن العطية الكاملة تعطى لنا في عيد ميلاد سيدنا يسوع المسيح، وطبيعة هذه العطية يشرحها لنا بولس الرسول في رسالته: "يا إخوة، لما حان ملء الزمان أَرسل اللهُ إبنه مولودًا من امرأة، مولودًا تـحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس لننال التبنّي، وبما أنـكم أبناء أَرسل اللهُ روح ابنه الى قلوبكم صارخًا يـا أَبا، أيها الآب. اذًا لستَ بعدُ عبدًا بل أنت ابنٌ، وإن كنت ابنًا فأنت وارثٌ لله بالمسيح"(غلا4 :4).

نستنتج إذًا أن الهدية الكاملة ليست موجودة في السوق التجاري، إنما في مذود صغير في بيت لحم، الإله الذي صار جسدًا حتى يوحّدنا بالآب ويعطينا الحياة الأبدية بما أننا صرنا أبناء له بالتبنّي.

فلتكن هذه الحقيقة ساطعة أمام أعيننا ونحن نستعدّ لتوزيع الهدايا لنتلقى أمثالها، حقيقة أن الهدية الكاملة والعظمى لا توجد تحت الشجرة لكنها هي الذي عُلّق على عود من أجل خلاصنا. فإذا كنا فعلاً نريد أن نُفرح بهديّةٍ الناسَ الذين نحبّ، فلنُشركهم بما أعطانا إياه الله -ربنا ومخلصنا يسوع المسيح بالجسد-، عنـدها يـتوقّف البـحث عن الهدية لأن لا قيمة لها إذا قيست بالذي أهدانا نفسه من أجل خلاصنا.

الأخبار

رعيّة الرابية-المطيلب

صباح السبت في الـ20 من تشرين الثاني، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة النبي إيليا المطيلب لمناسبة تقدمة عيد دخول السيدة الى الهيكل. خلال القداس، شرطن سيادته كلود مطر شماسا إنجيليا باسم “أنطونيوس” ليخدم في الرعية. والشماس الجديد متزوج وأب لثلاثة، مجاز في الحقوق، تابع الدراسة اللاهوتية في مركز الإعداد اللاهوتي المسائي ومع برنامج “كلمة” في البلمند.

قال سيادته في العظة: “أخي الشماس أنطونيوس، أقول لك إن الله يراك إذا رأيت نفسك لا شيء. الامّحاء تحت قدمي الرب، هذه هي الشموسية. يبقى عليك التأمل روحيا بهذا طوال حياتك. من لا يُخفي نفسه، يعني أنه يعتدّ بنفسه، يرى نفسه شيئا وهو ليس بشيء. إخفِ نفسك. هذا ما طُلب إليك اليوم لما وضعتُ يدي على رأسك... تحديدا، ليتورجيّا، انت خادم، خادم للكاهن، ومعه في الرعية. “ليس العبد أعظم من معلّمه”. ربك جعل نفسه خادما. وأراد ربك أن يكمل الخدمة مصلوبا على الخشبة. من لم يصلب خطاياه، ونزل عن الكبرياء، من لم يتمرس على صلب ذاته لا ينال شيئا. وإذا فعلت ذلك، وحاولت، يعدُك يسوع بالقيامة.

ليست القضية أن تفهم أكثر. المسيحية ليست بالكمّ. القضية أن تخدم حسنا، وبإخلاص، وبصدق، وبتفهّم. رميناك على المذبح المقدس، ونحن مُصلّون لك حتى يتقبّلك الرب في اليوم الأخير أمام عرشه السماوي. اذكُرْ شفيعك الذي كان ابنَ نِعم، واعتبرَ نفسَه كلا شيء، وترك البيت، وذهب الى الصحراء، ثم التحق به هؤلاء الشبّان ليُخصّصوا أنفسهم ليسوع، وقالوا له: يا أنطونيوس أَرشدْنا. لم يكن يعرف الكتب، ولكنه كان يغذّيهم بكلمة الله. لهذا صار أنطونيوسُ شيئا. أن تكون عارفا لله هو أن تكون له وحده. المسيح لا يقبل الشرك. يُريدك أن تتعاطى الله وحده، وأن تأتي به وحده، وأن تفكّر مثله، وأن تفكّر بجدية، على رجاء أن يضمّنا إلى صدره، كما ضمّ التلميذ الحبيب، آمين”.

Last Updated on Tuesday, 30 November 2010 17:48
 
Banner