Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2010 العدد 50: أحد الأجداد
العدد 50: أحد الأجداد Print Email
Sunday, 12 December 2010 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 12 كانون الأول 2010 العدد 50 

الأحد التاسع والعشرون بعد العنصرة

أحد الأجداد-عيد القديس سبيريدون العجائبيّ

رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد الأجداد

الأحـد الذي يلي هذا، أحد النسبة، نـذكـر فيـه الآبـاء بـدءًا بإبراهيم، ومنهم جاء المسيح في الجسد حسب رواية متى. وهذه اللائحة هي لائحة الآباء العبرانيين مع أن إبراهيم لم يكن عبرانيًا. متّى وجـّه إنجيلـه الى اليـهـود الذين كـانـوا ينتـظـرون أن المسيـح يجيء منهم. غير أن السيـد يجـيء أيضًا مـمن عـاشـوا قبـل اليهـود. وهـذا مـا سيذكره لوقا إذ يجعل الرب يسوع ليس فقط من إبراهيم ولكن من آدم. ربما كان لوقا وثنيّ الأصل من أنطاكية او كان من الدخلاء على اليهودية وأراد أن يعطي الطابع الانساني الشامل لشخص المسيح.

هذه الرؤيـة الشاملـة جسّدتهـا الكنيسـة فـي هذا الأحد الذي نـذكـر فيـه أجـدادًا للمسيـح هـم من الأُمـم (أي من الوثنيـين). نرتـل في صـلاة الغــروب: “لقـد زكّيتَ بالإيمـان الآبـاء القـدمـاء، وبهم سبقـتَ فخطبـتَ البيـعـة التي من الأُمم”. وأيضًا أن المسيـح المنـقـذ “عظـّم الأجـداد في جميـع الأمـم”. منهـم من كان وثـنيـا بوضوح، ومـنـهـم من كـان يهـوديـا. يذكر ملكيـصادق الذي أتى ذكـره في الرسالـة الى العبـرانييـن.


هـذا استـقـبـل إبراهيـم من كسـرة المـلاك وأعطـاه إبراهيم عشرا من كل شـيء. “لا بـداءة أيـام لـه ولا نهـايـة حيـاة بل هو مشبّـه بابن اللـه”. وليس عبـرانيـّا. ونـذكـر الأجـداد ابتـداء من آدم.

لذلـك كان المسيح أوسع من إسرائيل ورئيسَ إسرائيلِ اللـهِ الـذي هـو الكنيسة. لذلك يـقول بولس في الرسالـة الى اهل غلاطية: “ليـس يـونـانـيّ ولا يهـوديّ”، والمراد بها أن الآتيـن من الحضـارة اليـونـانيـة صـاروا واحدا في الكنيسـة مـع الآتـيـن مـن إسرائيل، ويرادفها قـولـه “لا ختان (يعني اليهـود) ولا قـلـف” وهكذا يُسمّـي الوثنـييـن الذين لا يختتنـون. كـذلـك يقـول “لا بـربـريّ ولا اسكيثيّ”. البـربـريّ حسبما قال أرسطو هو غير اليوناني. الاسكيثيون من أصل إيرانيّ كانوا ساكنين في جنـوبي روسيـا.

كل هـذه الاختـلافـات العنـصريـة التي كان الأقدمون يعتدّون بها لا تتـوحّـد الا اذا انضمت الى المسيـح، ومن هـذه الـزاويـة تكـون تـخـلّصت مـن عـداوة الأعـراق، وكـل مـا كـان عنـدهـا في وثنيّتها مـن خيـر وعـلـم ومعـرفـة يكـون مهيئـًا لمجيء المخلّص. المسيـح قبـل ميلاده من مـريم كان بطريقـة او اخرى تُمتمُـهُ كـل الشعـوب القـديمـة وتنتـظـره بمـا عنـدهــا من صلاح وفهم. فإن المسيـح، لـو كـان مـن اليهـود في جسده، انما كان من الناحية المعنوية وريث كل الحضارات. عمّدها بالإنجيل، وسقط من فكرها ما كان ضد الإنجيل، وثبت ما كان من الإنجيل.

كلمات للمسيح قبل تدوين الأناجيل كانت مزروعة في ثقـافـات الشعـوب التي تقدّمت يسوع واعتنقته وورث منها المخلّص ما ورث، وطرحت هي بمجيئها اليه ما كان يتنـافـى مع رسالته، وصار هو للجميع كل شيء.

عندما نأتي الى المسيح من أيّ موروث ثقافيّ، يبقى هو سيّدًا على كل ما نعرف ونحسّ، ويظلّ وحده قطب شخصيّتنا ومنتهى طريقنا الى الآب.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).


الرسالة: أفسس 8:5-19

يا إخـوة، اسلكوا كأولاد للنور، فإن ثمر الروح هو في كل صلاح وبرّ وح، مختبرين ما هو مرضيّ لدى الرب. ولا تشتركوا في أعمال الظلمة غير المثمرة بل بالأحرى وبّخوا عليها، فإن الأفعال التي يفعلونها سرّا يقبح ذكرها ايضا، لكن كل ما يوبّخ عليه يُعلن بالنور، فإن كل ما يُعلن هو نور. ولذلك يقول استيقِظْ ايها النائم وقُم من بين الأموات فيضيء لك المسيح0 فانظروا إذًا أن تسلكوا بحذر لا كجهلا، بل كحكماء مفتدين الوقت فإن الأيام شريرة. فلذلك لا تكونوا أغبياء بل افهموا ما مشيئة الرب، ولا تسكروا بالخمر التي فيها الدعارة بل امتلئوا بالروح، مكمّلين بعضكم بعضا بمزامير وتسابيح وأغاني روحيّة، مرنمين ومرتلين في قلوبكم للرب.

الإنجيل: لوقا 16:14-24

قال الرب هذا المثل: إنسان صنع عشاء عظيـما ودعا كثيرين، فأرسل عبده في ساعة العشاء يقول للمدعوّين: تعالوا فإن كل شيء قد أُعدّ. فطفق كلهم، واحد فواحد، يستعفُون. فقال له الأول: قد اشتريتُ حقلا ولا بد لي أن أخرج وأنظره، فأسألُك ان تُعـفيني. وقال الآخر: قد اشتريتُ خمسة فدادين بقر وأنا ماضٍ لأُجرّبها، فأسألك أن تُعفيني. وقال الآخر: قد تزوجتُ امرأة فلذلك لا أستطيع أن أجيء. فأتى العبد وأخبر سيّده بذلك. فحينئذ غضب رب البيت وقال لعبده: اخرُجْ سريعا الى شوارع المدينة وأزقّتها، وأَدخِل المـساكين والجدع والعميان والعرج الى ههنا. فقال العبد: يا سيد قد قُضي ما أَمرتَ به، ويبقى ايضا محلّ. فقال السيد للعبد: اخرُجْ الى الطرق والأسيجة واضطررهم الى الدخول حتى يمتلئ بـيتي. فإني أقول لكم انـه لا يـذوق عشائي أحـد من أولئك الرجال المدعوّين، لأن المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون.

الدعوة إلى الوليمة

الإنجيل الذي تقرأه الكنيسة اليوم الواقع فيه أحد الأجداد القدّيسين يوجز تاريخ العهـد القديم المهيّئ لمجيء المسيح المخلّص. فالنصّ يرمـز إلى الدعـوة التي تلقّاها الشعب اليهـوديّ في العهـد القـديـم ورفـض تلبيتها لأسباب شتّى. وهذا الشعب الذي فضّل تدبير شؤونه المادّيّة والدنيويّة بعد أن أدار ظهره لله عاصيًا ظلومًا، سوف يختار الله بديلاً عنه شعوب الدنيا كلّها ليدعوها إلى العشاء العظيم. خسر الشعب المدعوّ في العهد القديم مكانته لدى الله فأخلى الساحة ليحتلّها سواه من الشعوب.

يرى التقليد الآبائيّ أنّ هذا المثل يشير إلى الوليمة أعدّها الله منذ خلق العالم لخلاص هذا العالم. فصانع العشاء هو الله الآب، والطعام الذي تتألّف منه الوليمة هو جسد الربّ يسوع ودمه المحييَن، أمّا المدعوّون فهم كلّ شعوب الأرض وأممها وقبائلها. فالله العارف بكلّ شيء قد علم بسابق معرفته رفض رؤساء اليهود بسبب قساوة قلوبهم وعنصريّتهم دعوته المفتوحة لكلّ نسمة تسعى على وجه الأرض. أمّا المسيح الذي جاء ليخلّص العالم أجمع فلا يسع أحدًا أن يحدّه في شعب واحد من الشعوب، بل كانت دعوته عامّة شاملة غير محصورة بشعب دون آخر.

يقول القدّيس كيرلّس الإسكندريّ (+444) إنّ الله الآب هو مضيف هذه الوليمة التي أعدّها على شرف المسيح: "أقام خالق الكون وأبو المجد عشاء عظيمًا، وليمةً للعالم كلّه على شرف المسيح". وليست الوليمة الحقيقيّة سوى جسد المسيح ودمه الكريمين، فيتابع كيرلّس قائلاً: "وفي ملء الأزمنة قام الابن من أجلنا. عانى الموت لأجلنا، وأعطانا أن نأكل جسده، الخبز الحيّ النازل من السماء الذي يعطي الحياة للعالم". أمّا رمز العشاء فيرى فيه كيرلّس إلى حلول ذبيحة المسيح محلّ ذبائح العهد القديم: "عند المساء وعلى نور المشاعل قُدّم الحمل ذبيحة وفقًا لشريعة موسى. ولذلك تسمّى دعوة المسيح وليمةً".

ثمّ يتساءل كيرلّس: مَن هو المرسَل؟ ويجيب: "إنّه كان عبدًا. ربّما كان المسيح. فعلى الرغم من كونه إلهًا بالطبيعة وابنًا لله الآب الذي أعلنه لنان فقد أخلى ذاته متّخذًا صورة عبد". ويضيف كيرلّس قائلاً: "إنّ الله الآب أعدّ في المسيح العطايا لأهل الأرض. وبالمسيح وهبهم غفران الخطايا، مطهّرًا إيّاهم من كلّ دنس، وأعطاهم شركة الروح القدس، ومنحهم التبنّي المجيد، وملكـوت السموات". وتعليقـًا على قـول الإنجيـل: "فـطـفـق كلّهم واحدٌ فواحد يستعفون"، يقول كيرلّس: "إنّ أعذارهم تجمع على اهتمامهم بالدنيويّات، وتدلّ على تناسيهم الروحيّات. كبّلتهم مشتهيات الجسد، فابتعدوا عن القداسة وانصرفوا إلى جمع المال. كانوا يطلبون السفليّات ولا يعيرون الرجاء المعدّ لهم عند الله اهتمامًا. كانوا يؤثرون ما تؤمّنه لهم حقول الدنيا على خيرات الفردوس ونِعمه".

يجزم القدّيس كيرلّس أنّ هؤلاء الذين رفضوا أن يأتوا بسبب أرزاقهم وحراستها وبسبب إنجاب الأطفال، "ليسوا سوى أئمة المجامع اليهوديّة الأغنياء، عبيد المال، الذين لا تبتغي عقولهم سوى الربح الخسيس"، فرفض ربّ البيت أعذارهم وأمر بجمع المساكين والجُدع والعميان والعُرج. وينهي كيرلّس شرحه للإنجيل بالقول: "كان زعماء غير مبالين بالدعوة، لأنّهم كانوا متعنّتين، مكابرين، متمرّدين. احتقروا الدعوة، لأنّهم اهتمّوا بالدنيويّات وانصرفوا بفكرهم إلى التلّهي بهذا العالم التافه. فدعي عموم الناس ومن بعدهم الأمم كافّة".

وفي السياق نفسه يقول القدّيس أمبروسيوس أسقف ميلانو (+397): "لجأ صاحب الوليمة إلى دعوة الأمم بسبب انحراف الأغنياء عن الجادّة. دعا الأخيار والأشرار إلى الوليمة ليشدّد الأخيار ويُصلح الأشرار، حتّى يصحّ القول بأنّ الذئب والحمل يرعيان معًا (إشعيا 65: 35). وهو يرسل عبيده إلى الشوارع، لأنّ الحكمة تنادي بصوتها العالي. يرسلهم إليها، لأنّه يرسلهم إلى الأثمة، ليأتوا بهم من الطريق الواسعة إلى الطريق الضيّقة المؤدّية إلى الحياة. يرسلهم إلى شوارع المدينة وأزقّتها. فالمترفّعون عن رغبات الدنيا يلبّون النداء ويسرعون إلى المستقبل بعزم صالح".

يعتبر القدّيس أثناسيوس الإسكندريّ (+373) أنّ المقصود بالوليمة إنّما هي الوليمة السماويّة، فيقول: "إنّها ليست طعامًا عاديًّا يتلذّذ بها الضيوف. لا، إنّها طعام يغذو العالم بالحياة الأبديّة. فطوبى لـمَن يتناول الطعام في ملكوت الله". ويوافقه الرأي القدّيس غيريناوس أسقف ليون حين يؤكّد أنّ الوليمة "ستحدث في زمن الملكوت، في اليوم السابع المقدّس عندما يستريح الله من عمله. هذا هو السبت الحقيقيّ للأبرار، الذي ليس فيه عمل دنيويّ، وفيه يعدّ الله لهم وليمةً ويطعمهم من طيّباته".

كم يقدّم المسيحيّون اليوم أعذارًا عن عدم تلبيتهم دعوة الله إليهم لتتميم مشيئته والسير بموجب تعاليمه ووصاياه؟ كم منهم يلبّي دعوة الله إلى ممارسة العبادات والاقتداء بالربّ يسوع في سلوكهم اليوميّ ومعاملتهم للآخرين؟ "لأنّ المدعوّين كثيرون والمختارين قليلون" هو الجواب على تقاعس المسيحيّين في تلبية متطلّبات الإنجيل. ولن يتوانى الربّ يسوع الذي قال: "لن يذوق عشائي أحد من أولئك الرجال المدعوّين"، عن إقفال الأبواب دوننا إنْ لم نستدرك أنفسنا ونلحق بأفواج المدعوّين الذين لبّوا دعوته وفرحوا بالجلوس إلى مائدته السماويّة.

القديس اسبيريدون العجائبيّ

عاش القديس اسبيريدون في قبرص في اوائل القرن الرابع، وكان راعيا للغنم. لم يكن متعلّما، لكنه كان معروفا بمحبتـه للناس ولطفـه ووداعتـه وكَرَمِهوحُسْن ضيافته. لم يطرُق أحدٌ بابه إلا واستقبله بحفاوة وأكرمه وأعطاه من ماله. كان يضع ماله في علبة، يأخذ منها من يشاء، واسبيريدون لا يسأل. تزوّج ورُزق بابنة اسمها إيريني، وتوفيت زوجته. ذاع صيته في الجزيرة كّها بسبب تقواه ومحبته، فانتخبه الشعب مطرانا على مدينة صغيرة اسمها تريميثوس في منطقة لارناكا ليرعى خراف المسيح. لم يُغيّر المطران اسبيريدون شيئا في حياته: بقي راعيا للغنم يلبس الثياب البسيطة ويتنقل سيرا على الاقدام. استجاب الله لصلواته وجرت على يده عجائب عديدة.

لما دعا الامبراطور قسطنطين الكبير الى المجمع المسكونيّ الأول للبحث في هرطقة آريوس، توجّه اسبيريدون مع بقية المطارنة الى نيقية وهو بلباس الرعيان وعلى رأسه قبّعة من القش نراها على أيقونته. بفضل بساطة تفكيره ومعرفته العميقة للكتاب المقدس كان للقديس دور في إقناع الآريوسيين المتفلسفين. رقد القديس اسبيريدون في مدينته تريميثوس عن 78 عاما في 12 كانون الأول سنة 348، وبقي جثمانه فيها حتى الفتح العربي في القرن السابع لمّا نُقل الى القسطنطينية (اسطنبول) الى كنيسة صغيرة قرب كنيسة الحكمة الإلهية. بقي هناك حتى احتلال العثمانيين للمدينة، فنُقل سنة 1456 الى جزيرة كورفو غرب اليونان حيث لا يزال مقصد المصلّين والحجاج ومصدر النعم والعجائب.

مكتبة رعيتي

صدر كتاب جديد للأب د. جورج عطية بعنوان: “الكون بين الأسطورة والعلم والكتاب المقدّس”. طبعة ثانية منقحة ومزيدة مع صوَر توضيحية ملوّنة. سعر النسخة الواحدة 6000 ليرة لبنانية. يُطلب من مكتبة الينبوع.

الأخبار

جـبـيـل

صباح الأحد في الحادي والعشرين من تشرين الثاني 2010، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة سيدة النجاة في جبيل بحضور الكثيرين من أبناء الرعية التي احتفلت بعيدها أي بدخول السيدة والدة الإله الى الهيكل. أثناء القداس تمّت رسامة الشماس يوحنا مرقس كاهنًا. الأب يوحنا مرقس كاهن متزوّج، له ولدان، خدم شمّاسًا في رعية جبيل منذ اربع سنوات. وقد جاء في عظة سيادة المطران جاورجيوس:

“ لا يأخذ أحد هذه الكرامة إلاَّ من دعاه الله”. بهذا الكلام يكشف لنا الرسول بولس دعوة الكهنوت الذي يأتي من دعوة إلهية يُعبّر عنها الأسقف والجماعة بوضع الأيدي. وإذا كنتَ مدعوّا من الله، لن يهمّك بالدرجة القسوسية إلا الله. الرعية مخدومة وليست آمرة. ليس أحد في كنيسة الله يأمر الآخر. كلنا نموت في سبيل الآخر. الرعية مخدومة. كيف؟ الى أين؟ الجواب أن “أَحبّوا بعضُكم بعضا كما أنا أحببتكم”. الناس يحبّون بعضُهم بعضا ويجدون سببا للمحبة. يذكرون فقط القسم الأول من الآية “أحبوا بعضكم”. ما هي المحبة؟ علينا أن ندقّق في هذا الأمر. قال يسوع: “أَحبوا بعضُكم بعضا كما أنا أَحببتُكم". هذا القسم الثاني يوضح القسم الأول من الآية. إلى أين أَحبّنا؟ إلى أين ذهب به حبّهُ لنا؟ ذهب به إلى الموت. إذا كنتَ لا تقدر أن تموت من أجل الآخرين، عن الآخرين، في سبيل الآخرين، تكون قد أَضعت وقتك، وأَضعت وقتي، ولستَ بكاهن. إرادة إفناء وقتك، وذاتك، ونفسك، وقواك من أجل أحباء يسوع، هذا هو كل شيء.

الشيء الثاني: الخدمة تتطلب فهمًا على قدر الإمكان. إذا كنت ذكيا، هذا تأخذه من الولادة. الفهم تتدرّب عليه. نزلتْ عليك النعمة ولستَ مَدينا لأحد، ولست مَدينا لي. أنت مدين لهذه النعمة التي انسكبتْ. ولكن النعمة كنز، ويجب إثماره. إذًا نزل على عقلك وعلى قلبك، وبين يديك، عطاء من الله. لا تقدر أن تُبدّل. يوجد إثمار. قال الرب هذا الكلام في مَثَل الوزنات. تعرفون ما الذي يُخيفني في الدينونة؟ هل استثمرتُ المواهب كلها التي أَعطاني إياها الله؟ هل سهرتُ؟ أَعْني: هل كان عقلي منفتحا ومصغيا إلى كلمة الله، والى الإنجيل، حتى أَردّ له الخمس الوزنات عَشْرة. إذا لم تستثمر الوزنات، تذهب إلى جهنم. وأخيرا، أنت عبد لله، مع أنك ابن. ليس في هذا تضادّ. على قدر ما تكون ابنا، تستعبد نفسك. انت لست عبدا لله. أنت تُستعبد ليسوع عشقا. العاشق عبد.

إذًا نعود الى مستهلّ هذه الموعظة “لا يأخذ أحد هذه الكرامة إلا من دعاه الله”. سوف تقول للرب عند نزاعك: “وهبتني أنت يا رب مواهب. أنت تعرف عددها ونوعيتها. وشكرتُك. ولكني مقصّر. أنا خائف من المثول في حضرتك. أرجوك أن تغفر لي كل تقصير”. ولكن مع كوني قلتُ هذا، أقول أيضا: انتبه حتى تكون تقصيراتُك قليلة. بعد المناولة نقول عن القرابين “كي يكونا للمتناولين لنباهة النفس”. نحن المسيحيين لا نقدر أن ننام طالما يسوع يُعذّب حتى نهاية الدهر، ويعذّبه الاشرار والخطأة من داخل كنيسته. لا تستطيع انت أن تنام. تقول للمسيح وقت نزاعك: انا سهرتُ، وتعبتُ. وأنت تحكم إذًا إنْ أنا قصرّتُ قليلا، أو كثيرا. إرحمني.

جورجيا

ابتدأت حفريات أثرية في منطقة تساجري في جورجيا للبحث عن رفات القديس مكسيموس المعترف وذلك بناء على تقليد قديم يقول ان القديس مكسيموس المعترف وتلميذيه مدفونون تحت المائدة في كنيسة الدير هناك. وقد وُجدت فعلا عظام ثلاثة أشخاص أفادت الأبحاث العلمية أنها تعود للقديس ورفيقيه. تجري الآن متابعة البحث لتأكيد الأمر. نعرف من سيرة القديس أنه، بعد أن عُذّب وقُطعت يده وقُطع لسانه لكي لا يتكلّم ولا يكتب، نُفي الى جورجيا ورقد فيها شيخا سنة 662. كما هو معروف أن يد القديس اليُمنى موجودة منذ مئات السنين في دير القديس بولس الآثوسيّ في جبل آثوس.

Last Updated on Tuesday, 07 December 2010 17:14
 
Banner