Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2009 العدد20: العطاء
العدد20: العطاء Print Email
Sunday, 17 May 2009 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 17 أيار 2009 العدد 20  
أحد السامرية
رَعيّـتي

كلمة الراعي

العطاء
الضيق الذي حصل بسبب استفانوس كما تقول رسالة اليوم يدلّ على القهر الذي عاناه المسيحيون في أورشليم بعد استشهاد استفانوس اوّل الشهداء. نتيجة هذا الضيق ان تبدد الرسل في فينيقية في الساحل اللبناني اليوم وقبرس وانطاكية، وانحصرت بشارتهم بين اليهود. بعد وقت يسير أخذوا يبشّرون الوثنيّين. من هؤلاء المبشرين كان قومٌ من قبرس وقوم قيراونيون اي من ليبيا. ولمعرفتهم باللغة اليونانيّة أخذوا يبشّرون الأمم وربما اليهود الذين كانوا يتكلّمون اليونانيّة، فآمن عدد كثير بالرب يسوع.
فأرادت الكنيسة في أورشليم ان تشدّدهم بالرب، فأرسلت اليهم برنابا الذي لم يكن من الاثني عشر ويعرفه كتاب اعمال الرسل على أنه "كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح والإيمان" وانضمّ الى الربّ جمع كثير.
بالمناسبة لا بدّ من القـول ان الكتاب المدعـوّ "انجيل برنابا" كتاب مـزوّر لم يكتبـه برنـابـا. هذا لم يكتبه مسيحيّ، وفيه أغـلاط كثيرة اي إنّ كاتبـه لم يكـن يعـرف فلسـطيـن، وهو يعــود الى أربعـة قـرون قـبـل اليـوم لا الى عشرين قرنًا حيث كان يعيش برنابا.
"ثم خرج برنابا الى طرسوس في طلب شاول" وهو الاسم اليهودي لبولس. وطرسوس هي المدينة التي وُلد فيها بولس وهي من كيليكيا الواقعة حاليا جنوبي تركيا. "ولما وجده أتى به الى أنطاكية وترددا معا في هذه الكنيسة" اي في الجماعة المسيحية وتنصّر كثيرون. "ودُعي التلاميذ مسيحيين في انطاكية اولا". ويقول بعض المفسرين ان تسمية مسيحيين أطلقها الخصوم ازدراءً بالمسيحيين، ولكنا تبنّيناها وأحببناها وهي مدعاة لفخرنا. هل من عزة لك ووجود خارج انتسابك الى المسيح؟
"وفي تلك الأيام انحدر من أورشليم أنبياء الى انطاكية". موهبة النبوءة يذكرها بولس الرسول في غير موضع، ويقول انها موهبة من الروح القدس، فيظهر في هذه الرعية او تلك علماني او اكليريكي ويبلغ الكنيسة إرادة الله منها. هذا هو معنى النبوءة في العهد الجديد.
من هؤلاء الأنبياء رجل مسمى أغابوس "فأنبأ بالروح (القدس) أنْ ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة". عند هذا قرر التلاميذ ان يرسلوا خدمة (إعاشة) الى الإخوة الساكنين أورشليم لأنهم كانوا أفقر المسيحيين آنذاك، "وبعثوا الى الشيوخ بالمعونة على أيدي برنابا وشاول". وكلنا يعلم ان بولس الرسول كان يلح على الكنائس التي بشّرها ان تفتقد الإخوة في أورشليم، وكان هو يجمع المعونات.
دائما كانت الكنيسة تهتمّ بالفقراء الى جانب صلواتها لأن الإيمان الواحد ينتج عنه المساعدة الأخويّة حتى لا يحسّ أحد بالإهمال. من معه يعطي من ليس معه. هذا من مقتضيات المحبّة. مع مرور الزمان صارت الكنيسة تنشئ مؤسسات للفقراء (مياتم، مستشفيات، مستوصفات) حتى لا يبقى أحد محرومًا من الحب الأخوي.
الكنيسة التي تعيش بقراءة الكلمة والصلاة تحيا ايضًا بالمحبّة المبذولة. ايمان وصلاة ومشاركة، هذه هي الأركان الأساسيّة لحياة الكنيسة. وهذا يقتضي احيـانا بـذلا كبيـرًا وليـس إحـسانـا رمزيـا. أن تـشعـر مع الفقير هو إعطاؤه الدليل على أنه أخ له الكرامة نفسها التي للميسور او الغني. ليس في الكنيسة طبقات بالمعنى المادي. المحتاج يأخذ منك ويبقى في كرامته اذا شعر انه أخوك حقًا.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل 19:11-30
في تلك الأيام لما تبدد الرسل من أجل الضيق الذي حصل بسبب استفانس، اجتازوا الى فينيقيـة وقبرس وانطاكية وهم لا يكلّمون احدا بالكلمة الا اليهود فقط. ولكن قوما منهم كانوا قبرسيين وقيروانيين. فهؤلاء لما دخلوا انطاكية اخذوا يكلّمون اليونانيين مبشرين بالرب يسوع. وكانت يد الرب معـهم، فآمن عدد كثير ورجعوا الى الرب. فبلغ خبر ذلك الى آذان الكنيسة التي بأورشليم، فأرسلوا برنابا لكي يجتاز الى انطاكية. فلما أقبل ورأى نعمة الله فرح ووعظهم بأن يثبتوا في الرب بعزيمة القلب، لأنه كان رجلا صالحا ممتلئا من الروح القدس والإيمان. وانضمّ الى الرب جمع كثير. ثم خرج برنابا الى طرسوس في طلب شاول. ولما وجده أتى به الى أنطاكية. وترددا معا سنة كاملة في هذه الكنيسة وعلّما جمعا كثيرا، ودُعي التلاميذ مسيحييـن في أنطاكية اولاً. وفي تلك الأيام انحدر من اورشليم أنبياء الى أنطاكية. فقام واحد منهم اسمه أغابوس فأنبأ بالروح ان ستكون مجاعة عظيمة على جميع المسكونة. وقد وقع ذلك في أيام كلوديوس قيصر. فحتم التلاميذ بحسب ما يتيسّر لكل واحد منهم ان يرسلوا خدمة الى الإخوة الساكنين في اورشليم. ففعـلوا ذلك وبعثـوا الى الشيوخ على أيدي برنابا وشاول.

الإنجيل: يوحنا 5:4-42
في ذلك الزمان أتى يسوع الى مدينـة من السامرة يقال لها سوخار بقرب الضيعـة التي أعطاها يعقوب ليوسف ابنـه. وكان هناك عين يعقوب. وكان يسوع قد تعـب من المسير، فجلس على العـين وكان نحو الساعة السادسة. فجـاءت امرأة من السامـرة لتستـقي مـاءً. فقال لها يسوع: أَعطينـي لأشـرب -فإن تلاميذه كانوا قد مضوا الى المدينـة ليبتاعـوا طعاما- فقالت لـه المرأة السامريـة: كيف تطلب ان تشـرب مني وأنت يهـوديّ وانا امرأة سامرية، واليهود لا يخالطون السامـريين؟ أجاب يسوع وقال لها: لو عَرفتِ عطية الله ومَن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبتِ انتِ منه فأعطاكِ ماءً حيـًا. قالت له المرأة: يا سيد إنه ليس معك ما تستقي به والبئر عميـقـة، فمن أين لك الماء الحي؟ ألعلّك أنـت أعظـم مـن أبينا يـعـقــوب الــذي أعـطـانـا الـبــئـر ومـنـها شرب هـو وبـنـوه وماشيتـه؟ أجاب يسـوع وقال لها: كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضا، واما من يشرب من الماء الذي انا أعطيـه فلن يعطش الى الأبد، بل الماء الذي أعطيه له يصير فيه ينبوع ماء ينبع الى حياة أبديـة. فقالت له المـرأة: يا سيـد أعـطني هـذا المـاء لكـي لا أعـطش ولا أجيء الى ههنا لأستقي. فـقال لهـا يـسوع: اذهـبي وادعي رَجُلَك وهـلمّي الى ههـنا. أجابـت المـرأة وقالت: انـه لا رجُل لي. فـقال لها يسوع: قد أحسنـتِ بـقولك انه لا رجل لي. فإنـه كان لك خمسة رجال، والذي معك الآن ليس رجلك. هذا قلتـِه بالصدق. قالت لـه المرأة: يا سيد أرى انك نبيّ. آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانـتم تقولـون إنّ المكان الذي يـنبغـي ان يُـسجد فيه هو في اورشليـم. قال لها يـسوع: يا امـرأة صدّقيـني، انها تـأتي ساعة لا في هذا الجبـل ولا في اورشليم تسجـدون فيها للآب. انتم تـسجدون لِما لا تـعلمون ونحن نـسجد لما نـعلم، لأن الخلاص هـو من اليهود. ولكن تـأتي ساعة وهي الآن حاضرة إذ الساجـدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق، لأن الآب انـما يـطلب الساجدين له مثل هؤلاء. اللـه روح، والذين يسجـدون لـه فبالروح والحـق يـنبغي ان يـسجدوا. قالت لـه المرأة: قد علمتُ أنّ مسيـّا الذي يُقال له المسيـح يأتي. فمتى جاء ذاك فهو يـخبرنا بـكل شيء. فـقال لها يسوع: انا المـتكلم معك هو. وعند ذلك جاء تلاميذه فتعجّبـوا انه يتكلم مع امرأة. ولكن لم يقل احد ماذا تطلب او لماذا تـتكلم معها. فتـركت المرأة جـرّتها ومـضت الى المديـنة وقالت للناس: تـعالوا وانظروا انـسانا قال لي كل ما فعلت. ألعلّ هذا هو المسيـح؟ فخرجـوا من المديـنـة وأقـبلـوا نـحوه. وفي أثناء ذلك سأله تلاميـذه قائـلين: يا معلم كلْ. فقال لهم: ان لي طعاما لآكل لستـم تـعرفونـه انـتم. فقال التلاميذ فيما بـينـهم: ألعلّ أحدا جاءه بما يـأكل؟ فقال لهم يـسوع: ان طعـامي ان أعـمـل مشيــئــة الذي أرسلـنـي وأُتـمـم عمـلـه. ألستـم تــقولون انــتـم انــه يــكون أربــعـة أشهـر ثـم يأتي الحصاد؟ وها انا أقول لكم: ارفعوا عيونكم وانـظروا الى المَزارع انــها قد ابيضّت للحصاد. والذي يـحصد يـأخذ أجرة ويـجمع ثمرًا لحياة أبدية لكي يفرح الزارع والحاصد معا. ففي هذا يَصدُق القول ان واحدا يزرع وآخر يحصد. اني أرسلتكم لتحصدوا ما لم تتعبوا انتم فيـه. فإن آخرين تعبوا وانتـم دخلتم على تعبـهم. فآمن بـه من تلك المدينـة كثيرون من السامريين من أجل كلام المرأة التي كانت تشهد أن: قال لي كل ما فعلتُ. ولما أتى اليـه السامريون سألـوه ان يقيـم عندهم، فـمكــث هنـاك يـوميـن. فآمن جمع أكثر مـن اولئك جدا مـن اجل كلامه. وكانوا يقولـون للمرأة لسنا مـن أجل كلامكِ نـؤمـن الآن، لأنا نحن قد سمعنا ونعلم ان هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم.

التوبة بين الواقع والمرتجى
إذا نظرنا إلى واقعنا، لا لندين بل لنقتفي آثار الحقّ، لا يخفى علينا أنّ ثمّة كثيرين قطعوا أنفسهم عن شركة كنيستهم. كلّ ما يقال عن أنّ المؤمنين لا يمارس معظمهم الاعتراف أمام الكهنة، لا يصف، على سوء هذا الإهمال المخجل، حال الهجرة التي اختارها الكثيرون نهجًا لهم. فالمشكلة، التي تضربنا اليوم، لا يحصرها إهمال هذه الممارسة الكنسيّة أو تلك، بل الحياة الكنسيّة برمّتها.
هذا، باختصار، يدلّنا على أنّ وضعنا معقّد كثيرًا، ويحتاج إلى إصلاح جذريّ. وهذا، تاليًا، يستدعي أن نطرح على أنفسنا أسئلةً مصيريّةً تتعلّق بحياتنا وبوعينا ما يريده الله منّا فعلاً.
لقد عنونّا هذه السطور: "التوبة بين الواقع والمرتجى". وليس قصدنا أن نتكلّم على التوبة سرًّا محصورًا بجلسة اعتراف يقيمها مؤمن مع أبيه الروحيّ. فالتوبة، التي تفيد أن نبوء بعيوبنا لِمَنْ أُوكلوا "سلطـان الربـط والحـلّ"، لا يـنحصر مـعنـاها بهذه الإفادة المحيية. معناها يطاول حياتنا كلّها. معناها يتطلّب أن نعي أنّ الله هو الكلّ في الكلّ. فأن نتوب هو أن نرجع إلى الله الذي يريدنا كلّيًّا له. يريدنا له، في توطيد انضوائنا إلى كـنيـستـه، وفي الـتـزام الفـهـم القويم والخلق الحسن، وفي وعينا حقّ الشهادة لمجده في عالم يشغل أهلَهُ المجدُ الباطل. أي يريدنا أن نختار "القداسة التي بغيرها لا يراه أحد" (عبرانيّين 12: 14). فالتوبة حياة أعضاء الكنيسة الذين شأنهم أن يدركوا أنّ الدنيا زائلة، ويستقرّوا في طاعة الله القدّوس.
على تعب الحياة الدنيا، يبقى لها بريقها الأخّاذ. ليس من أحد منطقيّ يقدر على أن يدّعي أنّ كلّ مَنْ يهملون كنيستهم إنّما يفعلون ذلك بدفعٍ من عداوةٍ تتحكّم فيهم. ما من إهمال يزكّي، طبعًا. ولكنّنا نعرف أنّ الناس، اليوم، تأخذهم الدنيا وما فيها، ولا يرى معظمهم أنّ ثمّة ما يوجب أن يتبعوا الله إلى حيث يريدهم أن يفعلوا. تأخذهم الدنيا، أي لا يتعاطونها فحسب، بل يسمحون لها بأن تتعاطاهم أيضًا. فالناس، بمعظمهم، باتوا يؤثرون أعمالهم، طموحاتهم، عائلاتهم، وراحتهم الشخصيّة، على ما يعتبره الله الحيّ أساس الحياة الجديدة. هل يعتقد مَنْ يهمل كنيسته أنّ ما يفعله، لخيرِ مَنْ معه، نوعٌ من عبادة؟ هذا ممكن كثيرًا. ومعروف أنّ ثمّة مهملين كثيرين يؤجّلون ما يحييهم التزامه على أساس أنّ الله حكم نفسه بأن يرحم جميع خلقه؟ فالمهملون غالبًا ما يتّكلون على أنّ الله رحيم. والله رحيم، من دون أدنى شكّ. ولكنّ الرحمة، التي تجعلنا نستغلّ الله بتأجيلنا طاعته، إنّما هي استخفاف بِمَنْ كلّ مشيئته أن نربط مصيرنا بمصيره. المسيحيّون لا يعرف الكثيرون منهم أنّ الله لا يُحصر بصفة من صفاته. الله لا يحصر بالرحمة ولا بالدينونة ولا باللطف ولا بالصبر ولا بأيّ صفة أخرى. الله، الذي صفاته كاملة، هو الحرّ من كلّ حصر. وهذا، الذي يؤكّده تراثنا، من أهدافه الواقعيّة أن نعبد الله بقبولنا صفاته المحيية كلّها.
إلى هذا، يجب أن نعرف أنّ كلامنا على وضعنا المعقّد لا يبرّر استمراره أحدًا، يلتزم حقّ الله، أيًّا يكن موقعه، أسقفًا، كاهنًا، شمّاسًا، أو عامّيًّا. فالمسيحيّة، كلّ المسيحيّة، أن نعتقد بأنّ الله، الذي فدانا بدم وحيده، إنّما يريدنا جميعنا أن نخدم فداءه في الأرض. ليـست المسيحيـّة مذهبـًا فـرديـًّا يسمح لأحد بأن يكتفي بنفسه. المسيحيّة مذهب قوم يعون أنّ مسؤوليّتهم الثابتة أن يساهموا في تجديد الكون، كلّ الكون. ما من أمر يجعلنا، ولو ملتزمين، نضمن "إكليل البرّ"، الذي يـجـزي بــه الــربّ "جـمـيـع الـذيـن اشتــاقـوا ظـهـوره" (2 تيموثاوس 4: 8)، إن كان الذين يحيون معنا وإلينا قد اختاروا الغربة والبعد نصيبًا، وتركناهم أسرى نصيبهم. كيف لا نرتضي أن يبقى أحد أسير غربة وبُعد، أو كيف لا نقبل أن يختار أترابنا طريق الموت نصيبًا (حزقيال 18)، هو سؤال الله قَبْلَ أن يكون سؤال بشر. وهذا يعني أنّ المرتجى، الذي يجب أن نسعى إليه، أن تكون التوبة، بأبعادها المذكورة، هي عملنا الثابت في هذه الحياة الدنيا. لا يستسلم المؤمن لواقع مهما كان صعبًا. لا يتأفّف. لا يكلّ. ولا ييأس. وبالأخصّ، لا يقول: "لا علاقة لي بما يجري حولي". المؤمن هو مَنْ يبذل نفسه في سبيل قيام إخوته. المؤمن طموحه أن تقبل السماء مَنْ يحبّهم قَبْلَ أن تقبله هو.
ما حاولنا أن نقوله، يجب أن يدلّنا على أنّ التوبة هي، أيضًا، أن نتوب عن كلّ كسل لا طائل فيه. هذا هو المرتجى الأعلى الذي يرضي الله الذي لم يبطل عمله. إن كنّا نعتقد، وعن حقّ، أنّ التوبة تجب لِمَنْ أخطأ بإهماله شركة كنيسته، فعلينا أن نضمّن اعتقادنا أنّنا، كسالى، نحتاج إلى التوبة أكثر بكثير مِمَّنْ نحسبهم خطأةً، أو كانوا فعلاً. هذا ليس كلامًا يخالف الحقّ. هذا كلام الحقّ الذي أقامنا، لنرجو، بما نبذله من خدمة، أن يقوم كلّ الناس إلى الله، ويثبتوا فيه. وهذا هو الرجاء الذي يعطي الواقع معنى أبديًّا.
ليس من قيمة، في عيني الله، لأيّ مؤمن يعتقد أنّ توبته، بمعناها الفرديّ، تكفيه. فالله لم يفتدنا، لنبقى أسرى أنفسنا. هذا العالم، الذي نحيا فيه، يريدنا الله أن نبذل أنفسنا من أجل أن يعي أهله خلاصهم. لقد بشّر الكونَ اثنا عشر رسولاً آمنوا بأنّ إلههم هو إله الكون كلّه. هؤلاء كانوا يدركون أنّ واقع أهل الأرض معقّد. ولكنّهم وضعوا رجاءهم على الله الذي آمنوا بأنّه هو مَنْ يعمل فيهم كلّ ما يرضيه. التوبة، في الأخير، أن نؤمن بأنّ الله ما زال يعمل، ويريد أن يعمل فينا، ليدرك محـبّـتـه كلّ مـَنْ يـتـنـفّس على هـذه البسيـطة. بـهذا، فقط، نقتفي آثار الحقّ، وتكون توبتنا توبةً تليق بانتسابنا إلى الله.

قديسان من أيام الرسل
تُـذكر في الرسائـل أسمـاء كثـيرين من الذين كانوا يعاونون الرسل في البشارة ونشر الكلمة او يستضيفونهم او يحملون رسائلهم. لا نعرف عن أكثرهم أكثر من الاسم، ونعرف ان بعضهم ماتوا شهداء في سبيل إيمانهم بالمسيح. من بين هؤلاء القديسان الرسولان أندرونيكوس ويونيّا اللذان يذكرهما بولس الرسول في آخر رسالته الى أهل رومية (16: 7) "سلّموا على أندرونيكوس ويونيّا نسيبيّ المأسورين معي اللذين هما مشهوران بين الرسل وقد كانا قبلي في المسيح". تعيّد لهما الكنيسة اليوم في السابع عشر من أيار. يذكر بولس في هذا الاصحاح ذاته لا أقل من 26 شخصًا من القديسين النشيطين في الكنيسة. نفهم من كلام بولس انهما من أقربائه وانهما معه في السجن وانهما آمنا بالمسيح قبله وانهما مشهوران بين الرسل بسبب نشاطهما. لا نعرف اذا كانت يونيا امرأة او رجلا، البعض يورد الاسم يونياس. اما التراث الكنسي فيقول انها زوجة اندرونيكوس، ويذكر القديس يوحنا الذهبي الفم في شرحه الرسالة الى اهل رومية انها امرأة رسولة. أوقف الزوجان سنة 58 واقتيدا الى رومية حيث قُتلا.

الأخبار
عيد سيدة الينبوع
احتفلت رعية سيدة الينبوع في الدورة بعيدها الذي يقع بعد الفصح يوم الجمعة من اسبوع التجديدات. اقيمت صلاة غروب العيد مساء الخميس في 23 نيسان برئاسة راعي الابرشية المطران جاورجيوس يعاونه الاب ميشال (قطريب) كاهن الرعية. بعد الصلاة افتتح معرض الكتب والأشغال اليدوية. وفي صباح اليوم التالي، أقيم القداس الالهي. اشترك فيه عدد غفير من المؤمنين في المناسبة.

اجتماع الكهنة الشهري
انعقد اجتماع الكهنة الشهري صباح السبت 25 نيسان برئاسة سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس في كنيسة رقاد السيدة (شيخان)، واستُهلّ بقداس إلهي، ثم تحدّث الأب ابراهيم (سعد) عن القيامة. بعـد الاجـتماع تنـاول الجميع الغداء في قاعـة الكنيـسة.

Last Updated on Friday, 16 July 2010 22:20
 
Banner