Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2008 العدد 9: أحد الدينونة
العدد 9: أحد الدينونة Print Email
Sunday, 02 March 2008 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس
الأحد 2 آذار 2008  العدد 9     
أحد الدينونة (مرفع اللحم)
رَعيّـتي
كلمة الراعي
أحد الدينونة
في الترتيب الذي يقودنا الى الصيام، هذا هو أحد مرفع اللحم الذي يليه مرفع الجبن الذي ينتهي فيه الزفر، ولكن الإشارة الى الأكل وعدم الأكل تشير اليه الرسالة وليس القراءة الإنجيليّة اذ لا يرى الإنجيل الا محبة القريب التي هي المدخل الى الصيام في عمقه، وغايـة هذه التلاوة لقاء المسيح عن طريق لقائنا القريب.
كلمة قصيرة عن اداء السيد للدينونة. يجلس على عرشه “وتُجمع اليه كل الأمم” المسيحيين منهم وغير المسيحيين فيميّز، في جلوسه الملوكي هذا، الإنسان عن الإنسان الآخر، ويفرّق الخراف اي خرافه عن الجداء التي لا يتعرّف عنها انها خرافه لأنها لم تعمل حسب قوله في الإنجيل او لم تعمل حسب ضميرها.
ويسمّي السيد الخراف مبارَكي أبيه، ويسمّي الجداء ملاعين. ربما أتت التسميات من كون الخراف بيضاء والجداء سوداء. ويقول المسيح للأبرار “رثوا المُلْك المعَدّ لكم منذ إنشاء العالم”. اي انكم بمحبتكم تكونون قد دخلتم الملكوت الذي أعددتُه لكم ودخلتموه لمّا جئت أدعوكم اليه في البشارة.
للأبرار يقول: “اني جعتُ فأطعمتموني وعطشتُ فسقيتموني ومريضًا ومحبوسًا فجئتم اليّ”. 
وبعد ان استوضحه هؤلاء متى رأيناك جائعًا فأطعمناك وبقية الأوضاع (عطشان، مريضًا، محبوسًا) يجيبهم: “بما انكم فعلتم هذا بأحد إخوتي هؤلاء الصغار فبي فعلتموه”.
انت لا ترى المسيح بعد صعوده عيانًا، والصلة بينك وبينه شخصيًا هي إيمانك به ومحبتك له. ولكن المسيح ترك مسحاء على الأرض. هؤلاء الذين أحبهم بصورة خاصة اذ ليس لهم الا المسيح. 
وبهذا دمج يسوع نفسه بالجائع والمريض والمحبوس وما الى ذلك. او، كما نقول اليوم، انه تماهى بهم اي جعل ماهيته ماهيتهم وجعل جوعهم جوعه ومرضهم مرضه، فهو معك ليس في الصلاة او الذبيحة الإلهية حصرا، وهو ليس معك فقط ان أقبلت الى مائدة القرابين ولكن، كما يقول الذهبي الفم، بعد أن تكون قدّمت ذبيحتك على المذبح اذهبْ الى مذبح أفضل، مذبح الأخ الفقير.
لا يخفّف السيد إطلاقا أهميّة العلاقة به المباشرة بالصلاة، ولكنه يريد ان نجعل محبتنا له مجسّدة بمحبّتنا للفقير والمقهور والمعزول والذي تركه أصدقاؤه او رذله أنسباؤه او العائلة التي تفرّقت او الذين تباغضوا ولم نجمعهم ان كنّا قادرين. هنا، على الأرض نُظهر محبّتنا حسب قوله المبارك: “أَحبوا بعضكم بعضا كما انا أحببتكم” اذ لا حدود للمحبة فهي لا تكتمل بصورة عابرة او موقتة ولا تنتهي الا عند موتك. 
المسيح هو في الناس، وإن لم تره في المحرومين لن تلتقيه في الصلاة. محبة الرب ومحبة القريب متلازمتان. لا تخلص نفسك الا بهذا الحب المتين للذين لا يلازمهم احد.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).
الرسالة: 1 كورنثوس 8:8-2:9
يا إخوة ان الطعام لا يقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متكئا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميره وهو ضعيف على أكل ذبائح الأوثان، فيهلك بسبب علْمك الأخ الضعيف الذي مات المسيح لأجله. وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيـفة انما تخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يشككُ أخي فلا آكل لحما إلى الأبد لئلا أشكك أخي. ألستُ انا رسولا؟ ألستُ انا حرا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا؟ ألستم انتم عملي في الرب؟ وإن لم أكن رسولا إلى آخرين فإنـي رسول إليكم، لأن خاتـم رسالتـي هو أنـتم في الرب.
الإنجيل: متى 31:25-46
قال الرب: متى جاء ابن البشر في مجده وجميع الملائكـة القديسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع اليـه كل الأمم، فيميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا الملْك المعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأني جعـت فأطعمتموني وعطشت فسقيتمـوني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني ومحبوسا فأتيتم اليّ. حينئذ يجيبه الصدّيقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما انكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغـار فبي فعلتمـوه. حينئـذ يقول أيضا للذين عن يساره: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكتـه، لأني جعت فلم تُطعموني وعطشـت فلم تسقوني وكنت غريبا فلم تؤووني وعريانا فلم تكسوني ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانَ او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلا: الحق أقول لكم بما انكم لم تفعـلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهـب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون الى الحياة الابـديّة.
أن نحبّ
في المسيحيّة، مَنْ يُبعد الآخرين عن قلبه يُبعد نفسه عن الله. فالمحبّة، ببعديها، وصيّة الله العظمى. وهذه لا يقولها أن نكتفي ببعض أوجه الالتزام، فنحسب أنّنا أكملنا ما يقتضيه الله. فالله ينتظر أن نفعل كلّ ما يرضيه على قاعدة أن نحبّ. فإذا فهمنا أصول الإيمان مثلاً، أو صلّينا أو صُمنا، فالمحبّة هي التي تؤكّد أنّنا نفهم حقًّا، وهي التي تُلهب الصلاة، وهي التي تُبعد عن الصوم أن يكون شكلاً مجرّدًا.
من علامات المحبّة أن نبتعد عن "أكل لحم" مَنْ يخالفوننا الرأي. وفي بلدٍ مهتاجٍ كبلدنا، هذا يعني، حُكمًا، مَنْ يخالفوننا الرأي السياسيّ أيضًا. لا تطلب المسيحيّة، إذا استثنينا التزام العقيدة القويمة، أن نتوافق وجميع الناس في أمور دنيانا كلّها. لكنّ حقّها لا يرضى أن أخالف قلبي بتشويه مَنْ أحسبه، لغير سبب أراه وجيهًا، يستحقّ التشويه. هذا تجاوز ممجوج. هذا إلغاء لله الذي لا يُلغى. فأن أكون مسيحيًّا هو أن أعرف أنّ الربّ، الذي قدّم حياته لي حبًّا، وحّد ذاته بصعاليك الأرض. لا نستطيع، في قراءة موضوعيّة لفكر المسيح، أن نحصر المحبّة ببعض، بفئة، أي بالفقراء مثلاً. كثيرون بيننا عرفوا أشخاصًا يصرفون نفوسهم في سبيل إحياء مَنْ يرونه يحتاج إلى عون مادّيّ. وهذا مهمّ. وهذا رائع. ولكنّ هذا، على أهمّيّته وروعته، لا يعني شيئًا إن لم يقل انفتاح القلب، كلّ القلب، على الناس، كلّ الناس. فَمِنَ الناس مَنْ يفتقرون إلى رعاية، إلى تشجيع، إلى كلمة سواء، إلى مواجهة، إلى رحمة. هؤلاء لا يمكن أن ندّعي أنّ الاهتمام لهم وبأمورهم لا يوازي قيمته الاهتمام بِمَنْ يحتاجون إلى الخبز والعلم والدواء. المحبّة هي شاملة، كاملة، أي لا يرتضي جوهرها، في غير حال، أيّ اختزال أو انتقاص.
ليست في أدبنا المسيحيّ دلالة على أنّنا تلاميذ للربّ سوى أن نحبّ (يوحنّا 13: 35). وشأننا، أتباعًا، أن ندلّ على الربّ في عالم يعرف، أكثر ممّا نعتقد، أنّ المحبّة هي الدلالة. فكم من الناس ضحكوا على مَنْ سمعوهم يتكلّمون على الحقّ من دون أن يروه مرتسمًا على وجوههم وفي مواقفهم. ليس الناس أغبياء. ولا يجوز أن نـعاملهم على أنّهم كذلك. وإن كانـت المحبّة هي الدلالة على الله، فما يجب أن يأخذنا دائمًا أن يرى الناس، إلى خُلق المسيحيّين الطيّب، أنّ شغلهم الشاغل أن يحبّوا القاصي والداني. لا يقبل حقّ الله أن نُنقص محبّتنا عن أحد، أن نرميه خارج حدود نظرنا، أن نحضر إلى محكمتنا مَنْ نحسبه يستحقّ الحكم. هذا تصرّف مريض. هذا إهمال لِمَنْ ينتظر أن نعامل الآخرين وفق ما نعرف أنّه يعاملنا. المسيحيّة مذهب اقتداء بِمَنْ بذل نفسه حبًّا. كلّنا يعرف أنّ الهرطقة هي أن تحرّف المعتقد القويم، فتقول قولاً آخر لا يستند إلى الحقّ الظاهر في المسيح يسوع. لكنّ هذا، بكلام دقيق، لا يحصره فعل القول السيّئ، بل يجد ذاته كاملاً في التصرّف السيّئ أيضًا. الهرطقة هي كاملة في القول المنحرف وفي التصرّف المنحرف. لقد قلتُ، منذ مدّة وجيزة، لأحد معارفي: إنّ ما يثير آذان العرب أن يسمعوك تتكلّم بالسوء على غيرك. فقال لي: معظم العالم هذه إثارته. تكلّم على آخر بالسوء، فتأخذ آذان جلّ مَنْ يسمعونك. تكلّم بالسوء، أو أصغِ إلى مَنْ يتكلّم بالسوء، تَغْدُ صديقًا مقرّبًا. لم يتعلّم معظم أهل الأرض أن يطهّروا ألسنتهم. لم يتعلّموا أن يدافعوا حتّى أحيانًا عن الأقربين. أمام التشويه، يسود التوافق، أو يقابله الصمت، إمّا خجلاً أو محاباةً أو جُبْنًا. لا يهمّ الكثيرين سوى أن يسمعوا المشوّهات، أو سوى أن ينجوا، بخفر، من أيّ لقاء يعرفون أنّه أثيم. وهذا خطره شديد على رسالة الله، أي على مَنْ جعلهم ربّهم مِنْ صفّه، ليقولوا الحقّ، ويدافعوا عن الحقّ، ويفرحوا بالحقّ.
ما من دليل، في اعتقادي، على صدق المحبّة كما أن نفرح بالحقّ. وأن نفرح بالحقّ هو أن نفرح بمظاهره في مَنْ يحيون معنا وعلى جنباتنا. فللربّ حضور ثابت، ولا سيّما في مَنْ يخصّونه بثمرة قلوبهم. ونحن، إن أردنا أن يرضى الله علينا حقًّا، فيجب أن تأخذنا مظاهرُهُ. يجب أن نبعد عنّا تجربة أنّنا مركز الكون. الكلام السيّئ على مَنْ يُفترض أن نبيّن لهم المحبّة لا يعني سوى أنّنا نرى أنفسنا مركز الكون. وهذا إغراء من الصعب أن يعي خطرَهُ مَنْ انتهجوا البعد عن شركة الكنيسة. بُعْدُ البعيدين هو إغراؤهم الثابت. وأمّا القريبون، فإغراؤهم أن يتعالوا عن الفرح بِمَنْ يطلّ الله عليهم من طريقهم. وما ينقذنا، قريبين، من مثل هذا الإغراء هو أن نعوّد قلوبنا أن تفرح بالربّ، أي بحقّه وبمظاهره المحيية، أي أوّلاً بحقّه وبمظاهره المحيية. وهـذا لا يـخفيـه العـهد الجـديد الذي يـصرخ في وجوهنا، ملتزمين، أنْ أَحبّوا بعضكم بعضًا، أي افرحوا بالربّ الذي ترون مظاهره أمامكم، ليكون حبّكم لله صادقًا. لا تعتقدوا، في قلوبكم، إن أتممتم الفرائض وتجاوزتم ما يستوجبه صدقها فيكم، أنّكم شيء في عيني الله. تذكّروا ماذا جرى للفرّيسيّ الذي دخل الهيكل، ليصلّي. تذكّروا السامريّ الصالح الذي بات، بفعل محبّته، مثالاً لحياة جديدة. وتذكّروا، دائمًا، الربّ الذي ليست عنده محاباة، وعيشوا وفق هذه الذاكرة المقدَّسة والمقدِّسة.
إن أردنا أن نكون كاملين، وجب أن نذكر، دائمًا، أنّ الوصيّة العظمى، التي ائتمننا الربّ عليها، لا يجوز أن نفكّ بين شقّيها. ففي التزام وحدة هذه الوصيّة، ننقذ أنفسنا من شرّ مهلك، ونعبّد للعالم درب الرجوع إلى مَنْ أحبّنا حبًّا لا يوصف.
القديس الشهيد جيلاسيوس البعلبكي
ولد جيلاسيوس في مريمني، وهي قرية بالقرب من دمشق . وكان يعمل ممثلا في هيليوبوليس اي بعلبك في زمن الاضطهاد الكبير اي حولى سنة 297. كانت الفرقة تقدم عروضًا تسخر فيها من المسيحيين. في احد العروض اخذوا يهزأون من المعمودية وكان جيلاسيوس يمثّل دور من يتقدم الى المعمودية. حمله رفاقه ورموه في حوض به ماء فاتر ترافقهم ضحكات الجمهور العالية. لكن شيئا ما حصل في الحوض فتغيّر جيلاسيوس، ولما أخرجوه وألبسوه لباسًا أبيض، صرخ: انا مسيحي! بينما كنت في الماء رأيت مجدًا عظيمًا أخافني جدا. وها انا الآن مسيحيّ اريد ان اعيش مسيحيا وأن اموت مسيحيا. فوجئ الحضور، ولما فهموا ان كلام جيلاسيوس ليس تمثيلا، هجموا عليه وجرّوه خارج المسرح ورجموه. بعد موته حمل المسيحيون جثمان الشهيد الى قريته حيث بنيت في ما بعد كنيسة على ضريحه. عيده في 27 شباط.
من تعليمنا الأرثوذكسي: الدينونة
المرشد: يُسمّى اليوم أحد الدينونة ونقرأ في القداس الإنجيل الذي سمعته: “قال الرب: متى جاء ابن البشر في مجده تُجمع اليه كل الأمم فيميز بعضهم من بعض...”. ونحن نـستعد منــذ أسابيع فنرتل: “إفتح لي أبواب التـوبة يـا واهب الحياة”. وقرأت لنا الكنيسة إنجيل الفريسي والعشّار والابن الشاطر لنتعلّم كيف نتوب، كيف نرجع الى الله بعد خطأ لأننا سنقف امامه في الدينونة.
التلميذ: أفهم ان الدينونة هي مثل المحاكمة.
المرشد: ربما بالشكل. لكن القانون يختلف. اسمع ماذا نرتل في صلاة السَحَر مصلّين الى الله: “ان دينونتك ليس فيها محاباة ولا زخرفة كلام ولا إقناع المحامين الفصحاء ولا المبررات التي يقدمها الشهود...”.
التلميذ: مَن سيحاكمنا؟
المرشد: هذا هو الخبر السار. المسيح هو الذي سيحاكمنا وليس جارنا ولا رفيقنا. نعرف ان الذي سيحاكمنا هو يحبنا. يقول الرسول بولس في رسالته الى اهل رومية 5: 6-8: “اما الله فقد دلّ على محبته لنا بأن المسيح قد مات من اجلنا اذ كنا خاطئين”. وهذا الديّان قال على لسان نبيّه حزقيال: “لا أريد أن يموت الشرير، بل أن يرجع عن طريقه فيحيا” (33: 11). ويحدد الرسول بولس عن المسيح في رسالته الأولى الى تيموثاوس: “انه يريد أن يخلّص جميع الناس وان يبلغوا الى معرفة الحق” (4:2). نعم انه لخبر سارّ ان نعرف ان المسيح سيحاكمنا.
التلميذ: قلتَ ان القانون يختلف. بحسب اية شريعة سيحاكمنا المسيح؟
المرشد: اذا طبّق المسيح شريعة موسى في محاكمتنا كما يطبّق القضاة القوانين الجزائية، فلن يخلص أحد منّا، لأن “أحدًا لن يُبرر عنده اذا عمل بحسب الشريعة” (رومية 3: 20). نحن بحاجة الى الرحمة. قال الرب: “طوبى للرُحماء فإنهم يُرحمون” (متى 5: 7). وفي انجيل لوقا، يوصينا الرب: “كونوا رحماء كما ان أباكم رحيم. لا تدينوا فلا تدانوا، لا تحكموا على أحد فلا يُحكم عليكم. اغفروا يُغفَر لكم” (6: 36-37). القانون الذي سنُحاكم بموجبه هو قانون المحبة.
التلميذ: سمعنا في انجيل اليوم يسوع يقول: كل ما صنعتم لواحد من إخوتي الصغار فلي صنعتموه. انا اسأل مثلهم: متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشان فسقيناك؟
المرشد: احيـانا نـبحث عـن الله عاليـا، بـعيدا، لكنه قريـب جدا بشخص ابنه الوحيد. قلتُ لك ان القانون الذي سنحاكم بموجبه هو المحبـة اي موقفنا من الذين يتألمون، يجوعون ويعطشون ويُهانون. يسوع في كل مريض، في كل غـريب، في كل مسجـون، في العجـوز البائسة التي نطردها، في الفقـير الذي لم ندعُه الى بيتنـا. اذا اعتنينا بهم سيعرفنا المسيح يوم الدينونـة، وسيُدخلنا الى ملكوته.
الأخبار
بلغراد
أصدر المجمع المقدس لكنيسة صربيا بيانا موجها الى الرأي العام المحلّي والدولي، يعترض فيه على إعلان استقلال كوسوفو من جانب واحد. جاء في البيان: “تعلن الكنيسة الأرثوذكسية الصربية مرة اخرى، كما كانت قد أعلنت مرات لا تُحصى، ان كوسوفو والكنيسة فيها كانت ولا تزال ويجب ان تبقى جزءا لا يتجزأ من صربيا وذلك تطبيقًا لقرار مجلس الأمن رقم 1244 واحتراما لكل المعاهدات الدولية عن حقوق الإنسان وحقوق الشعوب واحترام الحدود الدولية المعترف بها. وان كل حل آخر يُعتبر نقضا لعدل الله وللعدالة البشرية، عمل عنف ستكون له ردات فعل على المدى البعيد في البلقان وفي اوربا كلها”. 
كما تظاهر الكثيرون في مدن صربيا معترضين على استقلال كوسوفو. 
وقد دعمت الكنيسة الروسية الموقف الصربي. صرّح المطران إيلاريون ممثل الكنيسة الروسية لدى الهيئات الدولية الأوربية انه يأمل ان يواجه الارثوذكس المقيمون في كوسوفو الآلام المستمرة بصبر وشجاعة، وان تبقى المباني الأثرية القيّمة من كنائس وأديار قائمة.

 
Banner