Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 03: الكاهن المستحق
العدد 03: الكاهن المستحق Print Email
Sunday, 21 January 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 21 كانون الثاني 2007 العدد 3  

الأحد الثاني والثلاثون بعد العنصرة

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الكاهن المستحق

خدمة المؤمنين في الوعظ والصلوات والرعاية يقول بولس إن فيها تعبا وتعييرا. امّا التعب فلكون الكاهن يستغرق ذلك منه وقتًا طويلًا وانشغال بال ومتابعة لأمور المؤمنين وإلّا كان كسولا. اما التعيير (الانتقادات) فلأن بعضا من المؤمنين عن حق او باطل ينتقدونه ويرتكبون النميمة بحقه أكانوا دارسين مبرر الذم ام غير دارسين. وهو يستقوي بالله إزاء التعديات لارتباطه بالرب الذي يخلّص المؤمنين ومنهم أهل النميمة.

هذا الكلام موجّه الى تيموثاوس تلميذ بولس وكان شابا وتخوّف بولس الا يتقبل بعض الرعية شابا راعيا لهم فكتب له "لا يستهن أحد بفتوّتك" فكان عليه ان يقنعهم بأنه مستحق للرعاية اذا عمل بما أوصاه الرسول: "كن مثالا في الكلام" اي في المعرفة والسلوك والمحبة والعفة. غير ان هذا يجب ان يرافقه مستلزمات الكهنوت: "كن مواظبًا على القراءة الى حين قدومي"، والقراءة آنذاك تعني قراءة العهد القديم وما ظهر من رسائل بولس لأن الأناجيل لم تكن قد دُوِّنت بعد. هل أراد بولس ان يتثقّف تلميذه بالآداب الوثنيّة من شعر وفلسفة؟ هذا ممكن لأن الرسـول نـفسه كان مطّلعـًا علـى الفـلسفة اليـونانية وربـما عـلى بعـض من الأدب. كـان مطّـلعـًا بالتـأكيد علـى الفلسفة الرواقيّة وأقوال من أرسطو.

لماذا قال بولس لتلميذه: "واظب على القراءة حتى قدومي"؟ لأن تيموثاوس يمكن ان تثير فيه قراءة العهد القديم تساؤلات ولا بد له من أن يفسّر له معلّمه بولس ما لم يفهمه.

ثم قال له: "واظب على الوعظ والتعليم". الوعظ هو الوعظ في القداس الإلهي وموجّه الى كل فئات الشعب وعلى شيء من البساطة اي انه يأخذ بعين الإعتبار المسائل التي يعرف الكاهن ان المؤمنين في حاجة الى توضيحها ويعرف الواعظ ضعفاتهم ويسعى الى تقويتهم ودعوتهم الى التوبة حتى يتمكّنوا من بعد سماع الوعظ ان يتناولوا جسد الرب ودمه. ثم جاءت القوانين فيما بعد وجعلت الموعظة إلزاميّة في كل خدمة ما يعني انّ كلام خدمة معيّنة كالمعمودية والجناز مثلا كلام لا يكفي ويجب على الكاهن ان يفسّر المعاني التي تتضمّنها الخدمة. المهم أن يرفع الكاهن عقول المؤمنين وقلوبهم الى الله ويجمّلها بالنعمة حتى اذا خرجوا من الكنيسة يكونون قد تزوّدوا بزاد يقيت روحهم ويحفظهم الى القداس في الأحد اللاحق. ولا يتكاسلنّ الكاهن بقوله إنهم يفهمون مما سمعوا. فلو كانوا عالمين بالمعاني لما كتب مواعظ في المعموديّة القديس كيرلّس الأورشليمي والقديس يوحنا الذهبي الفم.

ثم يقول بولس إن تيموثاوس صار كاهنًا بوضع أيدي الكهنة. يصل الإنسان اذًا الى الكهنوت بالرسامة. من ذلك نفهم ان الكاهن يرئس كل خدمة إلهية ولا يُستعاض عنه.

غير انّ الرسول خشية من إهمال الكاهن لنفسه وعمله يقول له: "تأمّل في ذلك وكن عليه عاكفًا". تأمّل بكل هذه التوصيات واتبعها "عاكفًا"، جديا ولا تكن كاهنًا بالتسمية.

"ليكون تقدّمك ظاهرًا في كل شيء" اي في كل فضيلة ذكرتها لك وفي كل النشاطات التي دعوتك إليها. أريد منك تقدما ظاهرا ليرى الناس أعمالك ويمجّدوا أباك الذي في السموات. اذ نقتبس النور الذي عند الإخوة فنحن نبني بعضنا بـعضًا بالقـدوة. فإذا كـنت أنت عفيفًا يندفع المؤمنون الى العفة وان كنت قارئًا يسعون هم ايضًا الى القراءة. هناك دائمًا منائر في كل رعية. نحن "جسد المسيح وأعضاؤه أفرادًا" ونكمل بعضنا بعضًا. هناك شروط أساسيّة للكهنوت ولذلك اذا رسم الأسقف كاهنًا يقول "مستحق" ويؤيّد الشعب ذلك. وأمّا من عرفوه غير ذلك فلا ينبغي ان يقدّموه لئلا يجدّف على اسم الله بسبب من كاهن غير مستحق. ليس عندنا محاباة للوجوه واسترضاء لهذا او ذاك. الكهنوت صارم وقبل ان نقدّم واحدًا له ينبغي ان نفحصه بتدقيق لئلا يُساء الى الخدمة.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 1تيم9:4-15

يا إخوة صادقةٌ هي الكلمة وجديرة بكلّ قبول فإنّا لهذا نتعب ونُعيَّر لأنّا ألقينا رجاءنا على الله الحي الذي هو مخلّص الناس أجمعين ولا سيّما المؤمنين. فوصِّ بهذا وعلّم به. لا يستهِن أحدٌ بفتوّتك بل كُن مثالًا للمؤمنين في الكلام والتصرّف والمحبّة والإيمان والعَفاف. واظِبْ على القراءة الى حين قدومي وعلى الوعظ والتعليم، ولا تُهمِل الموهبة التي فيك التي أُوتيتها بنبوّةٍ بوضع أيدي الكهنة. تأمّلْ في ذلك وكُنْ عليه عاكفًا ليكون تقدّمك ظاهرًا في كلّ شيء.

الإنجيل: لوقا 1:19-10

في ذلك الزمان فيما يسوع مجتازٌ في أريحا اذا برجلٍ اسمه زكّا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيًّا. وكان يلتمس أن يرى يسوع مَن هو فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدّم مسرعًا وصعد الى جمّيزةٍ لينظره لأنّه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع الى الموضع رفع طَرْفه فرآه فقال له: يا زكّا أسرع انزل فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقَبِله فرحًا. فلمّا رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين: إنه دخل ليحلّ عند رجلٍ خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: هاأذا يا ربّ أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنتُ قد غَبَنتُ أحدًا في شيءٍ أردّ أربعة أضعافٍ. فقال له يسوع: اليوم قـد حـصل الخـلاص لهذا البيت لأنه هو ايضًا ابن ابراهيم، لأنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويخلّص ما قد هلك.

في أسبوع الصلاة من أجل الوحدة:

أنطاكية باب رجاء

في أسبوع "الصلاة من أجل الوحدة" (18- 25 كانون الثاني) يتبادل المسيحيّون، على اختلاف مذاهبهم، لقاءات حميمة تُرفع فيها الأدعية، وترنو إلى اليوم الذي يجتمعون فيه، معًا، في وحدة كاملة. فهل من رجاء تحمله هذه اللقاءات؟ وما هو واقعنا؟ وهل من دور يمكن أن تقوم به، بعدُ، كنيستنا الأنطاكيّة؟

لا شكّ، بدءًا، في أنّ الانقسام الكبير، الذي حدث بين الشرق والغرب في مطلع الألفيّة الثانية، والذي تكرّس العام 1054، كان جرحًا بالغًا في "الجسد الواحد". وهذا الجرح رافقته آلام وتوتّرات ومشاكل اجتماعيّة ونفسيّة وعثرات كثيرة، وخلّف حربًا جرّارة ومواقف متشنّجة، إن لم تكن عنيفة هنا وهناك. وهنا، في أنطاكية، أصابنا ما أصابنا من أوجاع مؤلمة واضطهاد حقيقيّ، لا سيّما في زمن الحروب التي سمّيت "صليبيّة"، وتاليًا في محاولة زعزعة كياننا الواحد بخلق كنيسة أخرى تشبهنا، وتتبع روما (وهذا ما حدث في بدء القرن الثامن عشر).

لا نبتغي، بهذا التذكير، أن نوقظ آلام الماضي، ونحفظ مساوئه في ذاكرتنا، ونعيش تحت ضغط جروحه وتقرّحاتها. فما جرى، يخجل به كثير من الأبرار التوّاقين إلى "وحدة المسيحيّين" الذين، بصدق، يريدون الله أن يرمّم بُعْدًا يرى بعضٌ أنّه صعب التحقيق في هذا الدهر. ولا أقصد، بهذا، أنّ المحاولات التي بُذلت وتبذل، من أجل استعادة "الوحدة" في حيّز تاريخنا، لا تطمح إلى وحدة فيه. فالقرن المنصرم، ولا سيّما ربعه الأخير، رغم فشله إلى الآن، يحمل من الانفتاح والنيّات الصادقة والعمل الحثيث ما يدعونا إلى القول إنّه باب طيّب للتقارب في مجالات كان الكثيرون يخطّئون عليها قبلاً. ولعلّنا هنا، في إنطاكية، نلمس هذا التقارب بغير وجه. فالمسيحيّون، على تنوّعهم، يلتقون على غير صعيد، ولو أنّهم لا يجتمعون، معًا، في رحاب سرّ الشركة (القدّاس الإلهيّ). ومن مواضع لقاءاتهم، الحياة الزوجيـّة.

وفي هذه، بات معروفًا أنّ الكنيستين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة تعهّدتا، في وثيقة مشتركة، أقرّت، في اجتماع في دير سيّدة النجاة - الشرفة للسريان الكاثوليك في الـ14 من تشرين الأوّل العام 1996، أن تترك الحرّيّة للزوجة في "أن تبقى في كنيستها إذا شاءت"، وذلك بعد أن كانت القوانين الكنسيّة تطلب انضمامها إلى كنيسة الزوج قبل إتمام الزواج. وفي هذا تقدّم ملحوظ يفسّر الخير الذي يعمّر لقاءاتنا المشتركة. وإذا أتينا إلى التعليم، فيعرف المطّلعون أنّ اللجنة المسكونيّة العالميّة للحوار اللاهوتيّ بين الكنيستين الأرثوذكسيّة والكاثوليكيّة، قد صاغت وثائق مشتركة عدّة، بعضها قُبِل: "سرّ الكنيسة والإفخارستيّا على ضوء سرّ الثالوث الأقدس" (ميونخ1987)؛ "الإيمان، الأسرار ووحدة الكنيسة" (باري 1982)؛ وبعضها لمّا يقرّ: "المجمعيّة والسلطة في الكنيسة"؛ "الانضماميّة: نهج وحدويّ من الماضي والبحث التالي عن الشركة الكاملة".

ثمّ ما يمكن أن يسمّى، أيضًا، تقدّمًا في مسيرة معرفة الآخر وقبوله، أنّ اللجنة العالميّة للحوار، في اجتماعها المنعقد في البلمند (17- 24 حزيران 1993)، رأت أن تعتبر كلّ من الكنيستين الكنيسةَ الأخرى "كنيسة شقيقة". وهذا، باختصار، يفسّر الجهد الذي يُبذل في سبيل تبديد الخلافات العقائديّة. ويخرج على الموضوعيّة كلّ من لا يقبل، في حياته وتصرّفاته، ما توصّل إليه المتحاورون في اجتماعاتهم، ومن لا يذهله منّا حبّ إخوتنا المسيحيّين للربّ، وتاليًا اندفاعهم، واستشهادهم أحيانًا، في سبيل نشر اسمه في مجاهل الأرض.

غير أنّ هذا لا يمنعنا من القول إنّ أمانتنا لتراثنا وإخلاصنا لمن دافعوا عنه بحياتهم ودمائهم، لا يسمحان لنا بأن نرضى ببعض تعاليم يقولها إخوتنا الغربيّون (وأكثرها حدّة مكانة بابا روما). ولا يمنعنا، تاليًا، من الإشارة إلى بعض تصرّفاتهم المجرّحة التي تصيب الأرثوذكسيّين في غير مكان. وإذا قلنا هذا، فلأنّنا نثق بأنّ علاقتنا بإخوتنا الأنطاكيّين، الذين يتبعون روما، في تقدّم مطّرد، ولا نريد لهذه العلاقة أن تتراجع. فلا يجوز أن يكون هناك شتاء وصيف على سقف واحد. إن كان الغرب يريد أن يكون منفتحًا حقًّا (وهذا، هنا وثمّة، يبدو أكيدًا)، فيجب أن يبيّن، في العالم كلّه، أنّه يؤمن بـوجـود الكـنيسـة الأرثــوذكــسيّة، ويـريـد لأعـضـائـها أن يحافظوا على التزامها لصالحهم وصالح المسيحيّين جميعًا. وهذا يعني أن يمنعوا أنفسهم من دعوة أحد إلى تركها والانضمام إليهم. فالانفتاح على الآخر والإيمان بوجوده ومحاورته لا يتّفقان وهذه الدعوة. نحن نرجو أن يتوقّف، الآن، كلّ تصرّف لا يليق بإيماننا بعضنا ببعض، حتّى يستمرّ الحوار وما بدا تقدّمًا. المسيحيّون، الذين يتبعون روما في بلادنا، قادرون، بسبب كلّ ما يجمعنا، على أن يتبنّوا ألمنا، ويحضّوا من لم يصل إلى ما وصلنا إليه معهم هنا، من انفتاح خيّر ومحبّة صادقة ومعرفة عميقة، على وقف كلّ تصرّف لا يرضي الله الذي نصلّي إليه في أسبوع الصلاة من أجل الوحدة.

نحن نؤمن بأنّ تماسكنا لا يعزلنا، ولو كنّا بعدُ في انفصال، عن احترام أحد، أو يمنعنا من الدعاء إلى القدّوس الواحد، لينمو الجميع بالبرّ والتقوى ومحبّة الله. لقد افتقدنا كثيرًا، في الأيّام المنصرمة، إلى ما بدا، في جيلنا، من صدق وانفتاح وتواصل أخويّ. ويريد الأطهار، بيننا جميعًا، أن يُكتب "تاريخ جديد" يتعلّم من الماضي، ولا يفكّر في العودة إليه. هذا باب رجاء، كانت الكنيسة الأرثوذكسيّة في أنطاكية سبّاقة في فتحه. ودعوتها، في هذا الزمن العسير، أن تساهم في بقائه مفتوحًا، ليمنّ الله علينا بتحقيق ما يتعب الأبرار في سبيل أن يروه حاصلاً "الآن وهنا".

يبقى أن نصلّي مع المصلّين دائمًا. فالصلاة الصادقة والدائمة إقرار بأنّ الربّ الواحد هو القادر على أن يحقّق، بروحه، ما نرجوه، أي أن يفتح القلوب، ويبدّد كلّ فشل، وينهي كلّ انقسام، ويجمعنا في وحدة كاملة.

الأخبار

رسامة الخوري أثناسيوس (شهوان)

صباح السبت في السادس من كانون الثاني الماضي الموافق عيد الظهور الإلهي، رئس سيادة راعي الأبرشيّة المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة الظهور الإلهي (النقاش) يعاونه عدد من الآباء والشمامسة. وأثناء القداس تمّت سيامة الشماس أثناسيوس (شهوان) كاهنًا، والكاهن الجديد متزوّج وأب لولدين ويخدم حاليا في رعية النقاش.

توجّه سيادة الراعي نحو الكاهن الجديد قائـلًا: أخـي الخـوري أثنـاسيوس. لـقد ظـهرتْ نـعمةُ الـلـه  المخلّصة جميع الناس. لقد وُهبتَ يوم ظهور هذه النعمة على نهر الأردن أن تُوضع عليك الأيدي لتصير خادمًا لكنيسة المسيح ولكي تكشف للمؤمنين جمال النعمة الإلهيّة التي ظهرت لكونهم لا يستسيغونها من السماء لأنها تنزل بالرحمة عليهم، ولكنهم يحافظون عليها ويجاهدون بالأعمال الصالحة وأنت مدعوّ ان تنبّههم إليها وذلك بالدرجة الأولى بالكلمة الإلهيّة اذا وزّعتها عليهم.

والكلمة لن تخرج من فمك الا إذا انسكبت في قلبك لأنّ الكلمة لا تُقال قولًا، ولكنها تحيا في نفوسنا وهي اذا عبّرت عن شفائنا تحيي. غير أنّ توزيع النعمة من قبلك يتطلّب شيئين قام بهما السيد يوم عمّده يوحنا وهو انّه نزل أوّلًا الى الماء ثم صعد من الماء. ماذا يعني هذا؟ يعني أنه وحّد نفسه مع الخاطئين، وقد أدرك يوحنا أنه لا ينبغي أن يعمّده. ولكنّ يسوع أحبّ أن يوحّد نفسه مع الخاطئين، فنزل تحت الماء ليصوّر الموت الذي كان مزمعًا ان يموته. فالماء يغّرق، يقتل. فاقتبل هذا الموت. هذا هو الشقّ الأوّل من المعموديّة.

كيف تترجم هذا في نفسك ولنفسك:" ليس أحد من المرتبطين بالشهوات واللّذات الجسدانيّة مستحقًّا أن يدنو منك أو يخدمك يا ملك المجد". هذه دعوة أن تُبيد كلّ الشهوات المميتة المؤذية. والكاهن غارق في بعض الشهوات مثل كلّ الناس. يغريه المجد. إنّه ذو سلطة الآن، وهي بين يديه من أجل الخدمة. وبعض الكهنة يجعلونها مجدًا لأنفسهم، اي إنهم يحجبون مجد الله عن المؤمنين. هذا إغراء. لست أقول إننا نسقط فيه بالضرورة. ولكن عليك أن تنتبه لهذا الإغراء، أن تقوم بدعاية لنفسك. هذا يجب أن تبيده بالماء، أن تغرّقه كليّا لأنك لست بشيء. أول ما ينبغي ان نعرفه أن الله، آبًا وابنًا وروحًا قدوسًا، هو كل شيء وانّه هو الذي يكوننا بالطاعة لكلمات الإنجيل. هذا هو ينبوعنا الوحيد.

الشقّ الثاني من المعموديّة هو أن الرب يسوع ارتفع من الماء. تصويرٌ هذا الى أنه سوف يرتفع عن الموت. أنت اذًا قيامي، فصحي. تعيش من مجد المسيح وتتهلّل بهذا. تعيش من مجد المسيح. والكلام الذي أسمعه منذ مولدي من بعض الكهنة: هذا المعاش لا يكفيني. أنت من قلّة يجب ان تقبل ان تموت جوعًا في هذه الخدمة. واجب على المؤمنين أن يغذّوك وأن يدعموك. هذا واجبهم. وواجبك أنت ان تموت وأن لا تتكلّم بالموضوع إطلاقًا، والا كيف تكون قد خرجت من الماء؟ الى أي شيء خرج يسوع من نهر الأردن؟ خرج الى وجـه الآب الذي قال: "انت ابني الحبيب وبك سُررتُ". انت ابني الحبيب او الوحيد. وخرج ليرى الروح القدس حائمًا عليه وحلّ فيه منذ الأزل. تخرج الى شيء. تخرج الى وجه الآب، اي انك لا ترى شيئًا آخر. كل هؤلاء الناس الذين تراهم تحبّهم حبًا جمًّا كثيرًا، ولكنهم سيفنون وستفنى أنت معهم. عندما تفارق الحياة في اليوم الأخير، عيناك الى الرب فقط، وتمشي ببساطة المسيح. ما قلته لا يعني أن تمشي في سذاجة. نحن لسنا سذجًا، نحن عالمون بما قاله الله. ولكنك تمشي بقلب بسيط منكسر متواضعٍ بحيث إنّ من يراك يعرف ان نعمة الله المخلّصة لجميع الناس قد ظهرت عليك وانهم هم مدعوون لاقتبالها، من هذا الانجيل، ومنك في خدمتك للإنجيل.

عندما سلّمناك القرابين المقدسة في هذه الخدمة، قلتُ لكَ: خذْ هذه الوديعة واحفظها حتى مجيء ربّنا يسوع المسيح حيث انت مزمع أن تُسأل عنها. الوديعة اولًا استقامة الرأي. هناك آراء مغلوطة. وهناك رأي سليم. فأنت سوف تدرس لتحافظ على استقامة الرأي. والشيء الثاني أن الوديعة هي الرعيّة وأنت موكَل بها. لا يُحفظ إنسانٌ إلّا بالحبّ، اي أن تكون أنت خادمه وليس خادمًا لك. اذا أهملتك الرعيّة فهذا جيّد بمعنى أنّ الله لا يُهملك. هذا ليس جيدًا فيها. ولكن تعرف أنك انفصلت عن شهوات الدنيا والتصقت بالحبيب.

إذا أحسست يومًا أن يسوع هو الحبيب الوحيد الذي لا يُستغنى عنه، تكون قد صرتَ كاهنًا.

الصلاة من أجل وحدة المسيحيين

لمناسبة اسبوع الصلاة من اجل وحدة المسيحيين كلنا مدعوون الى أمسية صلاة وترتيل تحييها جوقات المعاهد اللاهوتية في لبنان وسوريا، وذلك يوم الأحد في 21 كانون الثاني 2007 في كنيسة جامعة الروح القدس، الكسليك، عند الساعة الخامسة مساءً.

تجليد "رعيتي"

من أراد حفظ أعداد رعيتي للسنة 2006 في مجلّد والإفادة من السعر المخفّض للتجليد اي 2500 ليرة لبنانية للمجلّد الواحد فليرسل الاعداد كاملة الى كنيسة الينبوع قبل الحادي والثلاثين من كانون الثاني 2006 علـى ان يسـتـلم المجـلّد فـي آخـر شبـاط 2007.

 
Banner