Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 04: التريودي
العدد 04: التريودي Print Email
Sunday, 28 January 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 28 كانون الثاني 2007 العدد 4  

أحد الفريسي والعشار

رَعيّـتي

كلمة الراعي

التريودي

هذا كتاب ليتورجي (طقوسي) من بين الكتب التي نستعملها في الخدمة الإلهيّة. هذا موسم نسمّيه التريودي (اي القصائد الثلاث، او الأودية) المستعملة في صلاة السَحَر في هذه الفترة الزمنيّة. والفترة تبدأ اليوم الذي هو أحد الفريسي والعشّار ثم أحد الابن الشاطر، ثم أحد الدينونة، وهي الأسابيع الثلاثة لفترة الاستعداد للصوم الكبير. ويشتمل ايضًا على كل الصلوات لكل الأيام حتى الفصح.

في رسالة اليوم يتحدّث بولس الى تلميذه تيموثاوس عن الآلام التي عاناها في أنطاكية وإيقونية ولسترة، تلك المصاعب مذكورة في أعمال الرسل، ثم يقول إن الرب أنقذه منها جميعًا. ولا بدّ أنّ بولس أراد ان يشدّد تلميذه بسبب المصاعب التي سوف تعتريه. وينبّهه الّا يخاف منها لأنّ "الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطَهدون".

ربّما يلمّـح هنا الرسـول الى الصعـوبات التي واجهتـه من قبل الإخـوة الكذبة، والى الاضطهـادات التي لـقيـهـا بعــض مـن رفــقــائـه الرسـل. ولكـنّــه هنـا يعـمـّم.

فقـد اضطهدَنا أعداء المسيح طوال تاريخ ألفي سنة في هذا البلد او ذاك. لقد عرفنا صعوبات جمّة في كل بلد، تارة هنا وطورًا هناك.

ولكن اذا افترضنا ان بلدًا ما ليس فيـه اضطهـاد فقـد يعـادينـا أبنـاء الكنيسـة الذين لا يمـارسون او يمارسون بلا تقـوى عميقـة، واحيانًا لا يريد الأهل أن يذهب أولادهم كثيرًا الى الكنيسة او ان ينضمّوا الى نشاطات روحيّـة للشباب. عزاؤنا أنّ ثمـّة مجموعات روحيـّة تحيط بنا ونُسرّ لتحـرّك لنـا قـوي في الكنيسة.

ثم تنـتهي الرسالـة بأنّ بولس يهنّئ تيموثـاوس على انه يعـرف منذ طفوليّتـه الكتـب المقـدّسـة. انا شاهد على ان الطفل قادر بإرشاد انسان بالغ أن يقرأ الإنجيل منذ نعومة أظافره. وفي اللغات الأجنبيّة كتب لتعليم الإنجيل مصورة، وأرجو أن يكون عندنا مثلها بالعربيّـة.

ليست القضيّة أن نقرأ فقط قصصًا من العهدين ولكن أن نطالع النصوص كما هي. فالكتاب المقدس يحتوي على كلمة الله نفسها. والكتب التفسيريّة تهيّئنا لمعرفة الكتاب ولكنها ليست الكتاب بحرفيّته. وقناعتي كبيرة انّ أجمل القصص من الإنجيل لا تستطيع أن تكون بديلا عن الإنجيل بنصّه.

قد نقرأ أشياء حلوة عند آباء الكنيسة في ما بعد البلوغ. ولكن أجمل نص للآباء ولأي قديس ليس له جمال الإنجيل ولا حيويّة الإنجيل ولا حرارة الإنجيل. لا تكتفِ بالفتات. ثم يشدّد بولس على أن الكتاب المقدّس يجعل تيموثاوس حكيمًا للخلاص بالايمان بيسوع المسيح. الحكيم هو الذي يعرف ما يجب عمله وما لا ينبغي عمله، وهو الذي يعرف كيف يفكّر وكيف لا يفكّر. هذا يأتيه من الايمان بالمسيح يسوع، وفي ان يعرف يسوع في الأعماق من الإنجيل الذي تركه بين أيدينا الروح القدس.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 2تيموثاوس10:3-15

يا ولدي تيموثاوس انّك قد استقريت تعليمي وسيرتي وقصدي وإيماني وأناتي ومحبّتي وصبري واضطهاداتي وآلامي، وما أصابني في انطاكية وإيقونية ولسترة، وايّة اضطهادات احتملتُ وقد أنقذني الربّ من جميعِها، وجميع الذين يريدون ان يعيشوا بالتقوى في المسيح يسوع يُضطهَدون. أمّا الاشرار والمغُووُن من الناس فيزدادون شرًّا مُضِلّين ومُضَلّين. فاستمرّ أنت على ما تعلّمته وأيقنتَ به عالمًَا ممّن تعلّمت وانّك منذ الطفوليّة تعرف الكتب المقدّسة القادرة ان تصيّرك حكيمًا للخلاص بالايمان بالمسيح يسوع.

الإنجيل :لوقا 10:18-14

قال الرب هذا المثل: انسانان صعدا الى الهيكل ليصلّيا، احدهما فريسيّ والآخر عشّار. فكان الفريسيّ واقفًا يصلّي في نفسه هكذا: "اللّهم انّي أشكرك لأني لست كسائر الناس الخَطَفة الظالمين الفاسقين ولا مثل هذا العشّار، فانّي أصوم في الاسبوع مرّتين وأُعشّر كلّ ما هو لي". اما العشّار فوقف عن بعدٍ ولم يُرد أن يرفع عينيه الى السماء بل كان يقرع صدره قائلا: "اللّهمّ ارحمني انا الخاطئ". أقول لكم إنّ هذا نزل الى بيته مبرّرًا دون ذاك، لأنّ كل مَن رفع نفسه اتّضع ومَن وضع نفسه ارتَفَع.

التواضع بابًا إلى المجد

في إطار التهيئة للصوم الكبير الذي ينتهي مع حلول عيد الفصح المجيد اختارت الكنيسة لهذا الأحد تلاوة إنجيل "الفرّيسيّ والعشّار". والغاية من هذا الاختيار التأكيد على أنّ الصائم لا يكتمل صومه من دون تواضع كلّيّ يجعله يقرّ ويعترف بأنّه مهما فعل من الصالحات ومهما مارس من طقوس وشعائر فهو خاطئ في حاجة إلى رحمة الله. فالفرّيسيّ الفخور بنفسه سقط إذ اعتبر أنّه قد أدّى كامل واجباته الدينيّة والماليّة تجاه الهيكل. أمّا العشار فقد تبرّر عندما تواضع والتمس رحمة الله قائلاً: "اللهم ارحمني أنا الخاطئ". لذلك، أعطانا الربّ يسوع هذه الحكمة "إنّ كلّ مَن رفع نفسه اتّضع ومَن وضع نفسه ارتفع" لنـسلك بمـوجبها فلا نستـكبر ونسـقط.

ليس التواضع، تعريفًا، نقيضًا للكبرياء وحسب بل هو أيضًا النقيض التامّ للزهو بالنفس وحبّ الظهور. فالرسول بطرس، هامة الرسل، لم يجد ما يتفوّه به أمام واقعة "الصيد العجائبيّ" سوى القول للربّ يسوع: "اخرجْ عنّي يا ربّ فإنّي رجل خاطئ" (لوقا 5، 8). موقف بطرس هو موقف المؤمن الذي أدرك أنّ الأعجوبة باب إلى محاسبة الذات لا إلى التباهي بهذه الذات. لذلك، حُسب له هذا التواضع برًّا رفعه إلى أن يكون على رأس الاثني عشر رسولاً مختارًا لنشر الرسالة المسيحيّة في العالم. وفي هذا السياق يكون التواضع بابًا إلى المجد على حسب قول واضع سفر الأمثال: "مخافة الربّ تأديب حكمة وقبل المجد التواضع" (15، 33). وفي مكان آخر من الكتاب ترد الحكمة الآتية: "ثوابُ التواضع ومخافةُ الربّ هما الغنى والمجد والحياة" (22، 4).

المسيحيّ مدعوّ إلى أن يقتدي بمعلّمه الربّ يسوع الذي بلغ ذروة التواضع حين تنازل من مجده الإلهيّ وصار إنسانًا، فكشف مرّة واحدة وإلى الأبد التواضع مدخلاً إلى المجد. فالربّ يدعونا بصريح العبارة إلى التمثّل به إذ يقول: "تعلّموا منّي فإنّي وديعٌ ومتواضع القلب" (متّى 11، 29). وقد بلغ قمّة هذا التواضع ونكران الذات حين قبل الصليب طريقًا إلى تمجيد الله، وهو نفسه يقول قبل ذهابه إلى الصلب: "الآن تمجّد ابن البشر وتمجّد الله فيه. فإن كان الله قد تمجّد فيه فالله يمجّده في ذاته وسريعًا يمجّده" (يوحنّا 13، 31-32). لا يغفل يوحنّا الإنجيليّ الإشارة إلى مجدين لا مجد واحد للربّ يسوع، المجد الأوّل هو المجد الإلهيّ الذي حازه الابن منذ الأزل، أمّا المجد الثاني الذي سيناله "سريعًا" فهو مجد الصليب.

أرانا الربّ يسوع فضيلة التواضع في الكثير من الأحداث التي رافقت حياته على الأرض. فهو الملك المتواضع الذي تنبّأ عليه زكريّا النبيّ قائلاً: "إبتهجي جدًّا يا بنت صهيون واهتفي يا بنت أورشليم، هوذا ملكك يأتيك صدّيقًا مخلّصًا وديعًا راكبًا على أتان وجحش ابن أتان" (9، 9). ليس يسوع مجرّد إنسان وحسب، بل هو السيّد الذي أتى ليخلّص الخطأة ويفتديهم بدمه. فبلغ به التواضع إلى حدّ غسل أرجل تلاميذه طالبًا إليهم أن يصنعوا مثله "لأنّي أعطيتكم قدوةً حتّى إنّكم كما صنعتُ أنا بكم تصنعون أنتم أيضًا. الحقّ الحقّ أقول لكم ليس عـبدٌ أفـضل مـن ســيـّده ولا رسـولٌ أعـظـم مـن مـرســلـه" (يوحنّا 13، 15-16). المسيحيّ الحقّ، إذًا، ينبغي له، كي يليق به نعت "مسيحيّ"، أن يصنع ما صنعه مَن تسمّى باسمه واتّخذ هويّته منه. المسيحيّ الحقّ هو مَن يتواضع كما تواضع معلّمه.

يتناول الرسول بولس من وجهة لاهوتيّة مسألة تواضع ابن الله ويربطها بالفداء. ففي رسالته إلى أهل فيلبّي يورد بولس الرسول نشيدًا يذكر فيه أنّ المسيح يسوع على الرغم من مساواته لله "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد (...) فوضع نفسه وأطاع حتّى الموت موت الصليب" (2، 6-8). وفي المعنى ذاته يقول الربّ يسوع: "فإنّ ابن البشر لم يأتِ ليُخدم بل ليخدم وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين" (مرقس 10، 45). هكذا في المسيح يسوع تظهر لا القدرة الإلهيّة التي من دونها لما كنّا في الوجود، بل والمحبّة الإلهيّة أيضًا، التي من دونها لكنّا قد هلكنا جميعًا. وفي هذا السياق يسعنا الاستشهاد بقول الربّ أيضًا "فإنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويخلّص ما قد هلك" (لوقا 19، 10).

لا تواضع من دون محبّة، ولا محبّة من دون تواضع. لذلك ارتبطت هاتان الفضيلتان، أو الوصيّتان، كأنّهما صنوان في كلّ تذكير للمؤمنين بالاقتداء بالمسيح. فالرسول بولس يقول في رسالته إلى أهل أفسس: "فأسألكم أن تسلكوا كما يحقّ للدعوة التي دُعيتم بها بكلّ تواضع ووداعة وأناة محتملين بعضكم بعضًا بالمحبّة" (4، 2). أمّا بطرس الرسول فيحثّ المؤمنين على الوحدة قائلاً: "كونوا جميعًا بقلب واحد مشفقين بعضكم على بعض ذوي محبّة أخويّة رحماء متواضعين" (1 بطرس 3، 8). ويقول المغبوط أغسطينس (+430) إنّ التواضع هو "علامة المسيح"، وبناءً على هذا الوصف يضيف قائلاً: "حيث التواضع هناك تكمن المحبّة".

من هنا، سوف يشترك المتواضعون في المجد الإلهيّ الذي أعدّه الله لمحبّيه. وقد سبقنا إلى هذا المجد العديد من الأبرار والصالحين على مثال مريم والدة الإله ويوحنّا المعمدان وسواهما. فمريم أبت إلاّ أن تكون "أمةً للربّ"، ويوحنّا لم يرَ نفسه مستحقًّا "أن يحلّ سير حذائه". لذلك، إن رغبنا أن ننضمّ إليهم ينبغي لنا أن نعمل بوصـيّة القـدّيــس بـطـرس الـرسول فـي رسـالـتـه الأولـى: "تسربـلوا بالتـواضع بعضكـم نحـو بـعض فإنّ اللـه يقـاوم المتكبّرين ويؤتي المتواضعين نعمةً. فاتّضعوا إذًا تحت يد الله القادرة ليرفعكم في أوان الافتقاد" (5، 5-6). التواضع باب الفضائل كلّها.

غباوة طبيب

في احد المنتزهات العامة، جلس مؤمن عالم قرب طبيب لامع. وبعد ان تعارفا انقلب حديثهما بسرعة الى حديث ديني، فقال الطبيب: أعجب بك انت الذي تحمل هذه الشهادات العالية، تؤمن بخرافة قديمة مثل الكتاب المقدس؟!

فأجابه المؤمن: افترض يا عزيزي، ان أحدهم اعطاك منذ سنين عديدة وصفة طبية شُفيتَ بموجبها من مرض عضال استعصى على جميع اطبائك. فماذا تقول في مريض عنده نفس مرضك ووصفت له نفس الوصفة لكنه رفض ان يجرّبها؟

فقال الطبيب على الفور: أقول بكل تاكيد انه غبي!

فقال المؤمن: منذ عشرات السنين جرّبتُ قوة نعمة المسيح المخلّصة التي يعلن عنها الكتاب المقدس ونعيشها في الكنيسة. وقد تغيرت حياتي كليا. وطوال هذه السنين وانا اصف هذا الدواء لكل من يحتاج اليه. وقد نفع كل من اختار الحياة في المسيح. فلماذا لا تجرّب انت ايضًا؟ لا أظن انك غبي!

الأخبار

رسامة الأب رومانوس (عبد الكريم) كاهنًا

نهار الأحد في 14 كانون الثاني 2007، رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي في كنيسة القديس جاورجيورس في الجديدة. أثناء القداس تمّت سيامة الشمّاس رومانوس (ريمون عبد الكريم) كاهنا بوضع يد سيادته. الكاهن الجديد من مواليد 1965متزوّج وله ابن. هو خريج معهد القديس سرجيوس للاهوت الارثوذكسي في باريس حيث نال الماجيستر في اللاهوت. وهو حائز ايضا على دكتوراه في اللاهوت ودكتوراه في تاريخ الأديان والانثروبولوجيا الدينية.

بعد القداس تقـبّل الأب رومانـوس مع سـيادة راعي الابرشية والعائلة التهاني في صالون الكنيسة. وقد عُيّن لخدمة الرعية التي نشأت من رعية الجديدة في منطقة السبتية والروضة. سيقام قداسان في كنيسة القديس جاورجيوس في الجديدة ابتداء من الأحد القادم.

توجّه سيادة الراعي نحو الكاهن الجديد قائلًا: أخي الأب رومانوس،"أنت ابني وأنا اليوم ولدتُك"، انت ابنٌ له منذ المعموديّة، وأودّ أن أحلم أن هذه القسوسيّة التي اتّخذتها إنّما هي أيضًا على رجاء ميلادك الثاني. وعندما يقول الله: "أنا اليوم ولدتُك"، للقارئ أن يفهم بصورة بسيطة أنّ هذا الميلاد الثاني الذي اقتبلته في المعموديّة يتجدّد كل يوم بشرطين، الشرط الأوّل: هو تقديسك نفسك؛ والشرط الثاني: خدمتك الرعيّة. وافهم فهمًا نهائيًا أنّك لن تقدر أن تعطي الرعيّة ذرّة من اهتمامك ما لم يكن سعيك الأوّل أن تطهّر نفسك من كل خطيئة حتى تحقّق رغبة الرسول الكريم عن الأسقف: "ليكن الأسقف بلا لوم". وهذا يتطلّب سهرًا على نفسك دؤوبًا وحياة صلاةٍ غير منقطعة. وتعرف أن هذه الصفة "غير منقطعة" قائمة في تراث دعاء اسم يسوع: "أيها الرب يسوع المسيح يا ابن الله ارحمني انا الخاطئ". ما يعرفه الإنسان في علاقته مع الرب هو انه أوّلا إنسانٌ خاطئ. ويقول الأقدسون في كنيستنا الذين جاهدوا جهادًا حتى الدم، وتطهّروا من كلّ الأهواء، يقولون لنا، ليس بجهدك أنت تدخل ملكوت السماء، إنك تدخل فقط برحمته. إذا علمتَ ذلك تتروّض شيئًا فشيئًا لتصير كاهنًا حتى آخر رمق من حياتك. وعندما تموت نغطّي وجهك بستر القرابين اذ حسبنا أنك صرت لله آنذاك قربانًا كريما.

أما هذه الرعية التي أُسندت إليك وقد نشأت من الرعيّة الأصليّة هنا، فستخدمها بدءًا من الأحد القادم. ما مـعنى أن تخـدمها؟ ما هو مسؤول عنـه الكاهن أن يرى في كل شـخص من رعيّتـه خروف المسيح معرَضًا أن يـتيه في الجبال ولذلك تترك الـ99 لتفتّش عنه، لتهزّه حتى يترك خطاياه، لتعيـده الى الحـظيرة التـي لستَ أنتَ راعيها، فقد قال ربّنا:"أنا هو الراعي الصالح". تعـيد هـذا الخروف الضال الى الكاهن العـظيم، حتى لا يعـرف أحدًا سواه. ليس مفيدًا أن يعـرفك أحد. أنـت لستَ بشيء. المهم أن يعرفوا راعي نفوسهم الكـبير. والأسـرار المـقدّسة كلّـها وسائـلُ لتقـديس نفوسهم. تفتّش عـن كلّ واحد حتى لا يضلّ إنسان وتـقـيه خـطـاياه خارج الرعيـّة، خارج حظيرة السيّد.

الأمر الثاني الذي أطلبه اليك بنوع خاص بسبب ما أخذته من تثقيف لاهوتيّ، هو أن تعلّمهم. أنا مجروح منذ بدء طفولتي بأن الأرثوذكس لا يعرفون شيئًا. أنا لستُ أقول انهم سيّئون؛ ربّما علّمهم الله من نفسه، بروحه القدوس وأرشدهم وطهّرهم. ولكن المشهد رهيب: لا يعلمون كيف نحيا. هم لا يعلمون. تأخذ أنت هذا الإنجيل، وليست القضيّة أن يقرأوه حرفًا حرفًا ويمحّصوه. القضيّة هي أن يبتلعوا الانجيل في قلوبهم حتى لا يبقى فيها أثر لغير الإنجيل.

لا تستطيع أنت أن تنام والأرثوذكس لا يعرفون شيئًا. لا نستطيع أن ننام وشعبنا يصلب المسيح ثانية. ليس من مستزيد على هذا. رومانوس لا تنمْ. لا تستطيع أن تنام وربّك يصلبه المسيحيّون كل يوم بجهلهم وبخطاياهم. إركعْ أمامه كل ساعة تكون فيها في بيتك، إركعْ وصلِّ وانوجد فيه. وإذا أعطاك وأنت تدرس الإنجيل، فاذكر كلمة الكتاب العظيم"الأطفال يطلبون خبزًا وليس مَن يعطيهم". أعطهم. أعطهم الخبز السماوي، علّهم يحوّلون أرضهم سماء. وإذا توّجتهم القداسة فسيلقون بتيجانهم، كما يقول سفر الرؤيا،"عند قدمي الجالس على العرش". خذهم معك الى العرش، آمين.

مصر

اجتمع المجمع المقدس لبطريركية الاسكندرية برئاسة البطريرك ثيوذورس الثاني وحضور 23 مطرانًا في دير القديس سابا في الاسكندرية. قرر المجمع انشاء ابرشيتين جديدتين في افريقيا واحدة، في الموزامبيق، والثانية في جمهورية الكونغو الديموقراطية. كما أقرّ المجمع نقل المطران كلينيكوس من الخرطوم الى بور سعيد بدلا من المطران بندلايمون المستقيل لأسباب صحية، ونقل المطران عمانوئيل من رئاسة دير القديس جاورجيوس في القاهرة الى ابرشية الخرطوم. كما انتخب المجمع مطارنة مساعدين: وكيلًا بطريركيًا في الاسكندرية، ووكيلًا بطريركيًا في القاهرة، وامين سر المجمع المقدس. يقدّر عدد الارثوذكسيين في بطريركية الاسكندرية ما بين 200 و350 الفا موزعين على 24 ابرشية في كل افريقيا.

 
Banner