Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 06: أحد الدينونة
العدد 06: أحد الدينونة Print Email
Sunday, 11 February 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد 11 شباط 2007 العدد 6   

أحد الدينونة (مرفع اللحم)

رَعيّـتي

كلمة الراعي

أحد الدينونة

قبل أن ندخل في الصيام ينبغي أن نمتحن قلوبنا. هل هي لله؟ هل هي مع الإخوة؟ سيكشف الله عمق نفوسنا في اليوم الأخير. ولكن في هذا اليوم يمكننا أن ندقق في سلوكنا. فقد يأتي اليوم الأخير غدًا.

في هذا المقطع يجلس ابن البشر أي المسيح نفسه على عرش مجده. سنكون مواجهين للكمال الإلهي الذي سيفحص دقائق النفس فيجدها ممتزجة معه أو غير ممتزجة. يجدها من حزبه أو ليست من حزبه.

هناك لا بدّ من دينونة، من قضاء لأن الله يعرف أعماقنا ونحن لا نعرفها بصورة كلية. نظن أنفسنا عظماء أو أشرارًا وقد لا نكون. لا بدّ من فحص.

هنا يعطـي السيد صـورة عن الديـنونـة. يُشبِّـه الصالحين بالخـراف والأشـرار بالمـاعـز، فيقيـم الأولـين عن يميـنه والآخريـن عن يـساره. ثم يأتـي الحـوار مع الخـراف: "لأنـي جـعـت فـأطعمـتمـوني وعطشـتُ فسقيتمـوني" ... الى بـقيـة أوضـاع العـوز التي يـذكـرها هذا الفصل.

جـواب الصالحين: “متى رأينـاك جائعـًا فأطـعمنـاك أو عطشـان فسقينـاك ...”. في كل حـالات العـوز المـذكـورة هنا، يوحد يسـوع نفسـه مع المحتـاجيـن. فَمَن أطعمهم يكون قد أطعم يسوع، ومَن سقـاهـم يكون قد سَقـى يسوع الى ما هنالك من الحـاجـات التي ذكرهـا الـرب.

أنت الآن - ويسـوع في السماء - لا تستطيع أن تطعمَه. تطعم البشر. هو والنـاس المعـذبـون في الأرض إذًا واحد. الى جانب الصلاة، هذه طريقة اتصالك بالرب. عند وجـود الفقير أمـامك، يسوع هو أمامك. عندما تمـد يدك الى الفقيـر، تكـون واضعها وما فيها في يد السيـد. كذلك كـساء العـريان وعيـادة المـريض وزيارة السجـين. قد لا تعـرف سجينـًا معيـنًا. ولكنـك دائمـًا تعرف الجائـع والمـريـض. هذه أمثـلـة عن الحاجـة. المطلـوب أن يكـون قلبـك متجهـًا الى الآخـر وألا تحـنّ عليه فـقـط في الشعور. الشفـقـة لا تنفـع. المطلـوب العمـل، التنـفـيـذ.

ثـم، بالمقـابـل مع الصـالحين، الطالحـون الذين يكلّمـهم يسوع. كنـت جائعـا فلم تطعـمـوني، عـريـانـًا فلـم تكسـونـي ... الى بقيـة الحـاجـات. الإقــلاع عن العطـاء مـن قــلب طـاهـر محبّ هو الإقلاع عن إعطـائـك ليسـوع، وكأنـّه يقـول: إن تجاهلتَ المحتـاج فإنـّك تتجـاهـلني لأنـّي أنا هـو فـي وضعـه المحتـاج. أنا مـوحـّد بـه.

ان اتصالك بي - يقول يسوع - لا يبلغ منتهاه، لا يتجسّد حقيقة ما لم تتصل بالمحتاج الذي يضعه الرب على طريق حياتـك. لا بدّ أن تعـرف فقيـرًا أو مريضًا أو محزونًا. هذه من الحياة العاديـة التي يلقـاها كل إنسان على درب حياتـه اليـوميـة. فإن لم تـعرف مريضًا وكنتَ قد ذهبـت لـزيارة صديق لك فسلّـم على هـذا المجهول في غرفـة صديقـك وكن لطيفًا به. هذه مناسبة لك لتعرف يسوع أكثر.َ

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: 1كورنثوس 8:8-2:9

يا إخوة ان الطعام لا يقرّبنا إلى الله، لأنَّا إن أكلنا لا نزيد وإن لم نأكل لا ننقص. ولكن انظروا أن لا يكون سلطانكم هذا معثرة للضعـفاء، لأنه إن رآك أحدٌ، يا من له العلْم، متكئا في بيت الأوثان، أفلا يتقوّى ضميره وهو ضعيف على أكل ذبائح الأوثان، فيهلك بسبب علْمك الأخ الضعيف الذي مات المسيح لأجله. وهكذا إذ تخطئون إلى الإخوة وتجرحون ضمائرهم وهي ضعيـفة انما تخطئون إلى المسيح. فلذلك إن كان الطعام يشككُ أخي فلا آكل لحما إلى الأبد لئلا أشكك أخي. ألستُ انا رسولا؟ ألستُ انا حرا؟ أما رأيتُ يسوع المسيح ربنا؟ ألستم انتم عملي في الرب؟ وإن لم أكن رسولا إلى آخرين، فإني رسول إليكم، لأن خاتم رسالتي هو أنتم في الرب.

الإنجيل: متى 31:25- 46

قال الرب: متى جاء ابن البشر في مجده وجميع الملائكـة القديسين معه، فحينئذ يجلس على عرش مجده، وتُجمع اليـه كل الأمم، فيميّز بعضَهم من بعض كما يميّز الراعي الخراف من الجداء، ويقيم الخراف عن يمينه والجداء عن يساره. حينئذ يقول الملك للذين عن يمينه: تعالوا يا مبارَكي أبي رثوا الملْك المعدّ لكم منذ إنشاء العالم لأني جعـت فأطعمتموني وعطشت فسقيتمـوني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فعدتموني ومحبوسا فأتيتم اليّ. حينئذ يجيبه الصدّيقون قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا فأطعمناك او عطشانَ فسقيناك، ومتى رأيناك غريبا فآويناك او عريانا فكسوناك، ومتى رأيناك مريضا او محبوسا فأتينا اليك؟ فيجيب الملك ويقول لهم: الحق أقول لكم بما انكم فعلتم ذلـك بأحد إخوتي هؤلاء الصغـار فبي فعلتمـوه. حينئـذ يقول أيضا للذين عن يساره: اذهبوا عني يا ملاعين إلى النار الأبدية المعدّة لإبليس وملائكتـه، لأني جعت فلم تُطعموني وعطشـت فلم تسقوني وكنت غريبا فلم تؤووني وعريانا فلم تكسوني ومريضا ومحبوسا فلم تزوروني. حينئذ يجيبونه هم ايضا قائلين: يا رب متى رأيناك جائعا او عطشانَ او غريبا او عريانا او مريضا او محبوسا ولم نخدمك؟ حينئذ يجيبهم قائلا: الحق أقول لكم بما انكم لم تفعـلوا ذلك بأحد هؤلاء الصغار فبي لم تفعلوه. فيذهـب هؤلاء إلى العذاب الأبديّ، والصدّيقون الى الحياة الابديّة.

الشهداء

منذ نشأة المسيحيّة أعمل سيف الاضطهاد حدّه القاسي في المسيحيّين، فاستشهد العديد منهم إيمانًا منهم بأنّ الحياة الأبديّة ستكون مكافأتهم الثمينة. في الواقع، كان كلّ مسيحيّ، آنذاك، معرّضًا بسبب انتشار البشارة السارّة لأن يجد نفسه في موقع الخيار بين الاستشهاد والجحود. ولم يكن لدى هؤلاء المسيحيّين الثبات عينه، فيخبرنا التاريخ عن أشخاص فضّلوا الجحود هربًا من الموت، ولكنّ الكثير سواهم ساروا بقناعة تامّة إلى الاستشهاد لئلاّ يضطرّوا إلى إنكار إيمانهم، وتاليًا الكفر بربّهم وفاديهم.

بادرت الكنيسة سريعًا إلى إطلاق اسم "الشهداء" على هذا العـدد الضخم من المسيحيّين الذين أتوا من كلّ حدب وصوب، من رجال ونساء، وشباب وشيوخ، وعبيد وأحرار، لكي يواجهـوا الموت بصلابة الإيمان ومتانة الرجاء بالقيامة. وكان المسيحيّ المدعـو إلى الشهادة متيقّنًـا بأنّه إذ يقاضى أمام رجال الإمبراطور إنّما يقتدي بموقف الربّ يسوع نفسه الذي حوكم واستشهد من أجل الحـقّ. وقد استعـمل الرسول بولس هذا التعبيـر على "المسيح يسوع نفسه، الذي شهد أحسن شهادة بين يدي بيلاطس البنطيّ" (تيموثاوس الأولى 3: 13).

هذا الاقتداء بالمسيح الذي دعا إليـه الرسول بولس وتبنّاه جعلـه يدعـو بحرارة إلى الـربّ كي يتيح له "مشاركتـه في آلامه والتشبـّه به في موته، لعلّي أبلغ القيامة من بين الأموات" (فيلبّي 3: 10-11). وعلى غرار القدّيس بولس في رجائـه الاقتـداء بالربّ يسوع، تبرز أمامنا صورة الشهيد الأوّل إستفانُس الشمّاس الذي تمثّل بالمسيح غافرًا لراجميه من اليهود حين جثا وصاح بأعلى صوته: "يا ربّ، لا تحسبْ عليهم هذه الخطيئة" (أعمال الرسل 7: 60).

لا بدّ من القول، هنا، إنّ الاستشهاد لم يكن في نظر المسيحيّين ضرورة لا مفرّ منها، بل كان التعبير الأقصى عن الإيمان والتمسّك بالإنجيل الذي يفوق كلّ شيء، ولو اقتضى ذلك الذهاب بالاقتداء بالمسيح إلى أبعد حـ دود الآلام والمـوت. وقد أدرك المسيحيـّون أنّ اعتنــاق الشهادة هو بمثابة المعموديّة الثانية التي تتمّم فيهم ما كرّسته المعموديّة الأولى بالماء والروح. فالمعموديّة هي اشتراك في موت المسيح وقيامته "فإذا كنّا متنا مع المسيح، فإنّنا نؤمن بأنّنا سنحيا معه" (رومية 6: 8). وكان خير المسيحيّين وأخلصهم مَن قبل بالمعموديّة الثانية فقدّم حياته قولاً وفعلاً كي يشهد للكنيسة وربّها.

ولا غرابة في أن نطلق على القدّيس إغناطيوس الأنطاكيّ، الذي استشهد في اضطهاد تراجان بين سنتَي110 و117، لقب "لاهوتيّ الاستشهاد". ففي رسالته إلى أهل رومية يطلب إليهم نعمة السماح له "بالتشبّه بآلام ربّه"، إذ إنّ كمال الإنجيل يقتضي التشبّه بموت الربّ وتأدية شهادة المحبّة إلى أقصاها. ويردّ إغناطيوس على المتهوّدين الذين يجابهون الإنجيل بوثائق وشهادات من العهد القديم، بقوله: "أمّا أنا فوثائقي هي يسوع المسيح. وثائقي المصونة هي صليبه وموته وقيامته والإيمان الذي يأتي منه". ويسعنا القول إنّ الإفخارستيّا (القدّاس الإلهيّ)، بالنسبة إلى إغناطيوس، هي ذروة التبشير بالإنجيل، فالإنجيل بحاجة هو أيضًا إلى شهادة الخبز، فهو يقول: "أنا حنطة الله، أُطحن بأسنان الحيوانات، لكي يجدني المسيح خبزًا طاهرًا (...) اشفعوا بي لدى المسيح لأكون بواسطة الحيوانات ذبيحة تقدَّم لله". لم يبغِ إغناطيوس الموت لأجل الموت، هو يبغي المسيح نفسه مهما غلا الثمن.

لم يتراجع المسيحيّون يومًا عن تعظيم الشهادة، حتّى يومنا الحاضر. ففي القرن العشرين يسعنا بسهولة كلّيّة أن نعدّد الأمثلة عن الاضطهادات التي طالت المسيحيّين في الكثير من بقاع الأرض، حيث عادت الكنيسة إلى العيش في السراديب كما كانت عليه الحال في القرون الأولى. فالكنيسة الأرثوذكسيّة في روسيا أعلنت قداسة العديد من القدّيسين الشهداء الجدد. ولطالما الكنيسة حيّة في التاريخ، لطالما سيرتبط الإيمان بشهادة الدم. وفي هذا السياق يعتبر القدّيس إيريناوس أسقف مدينة ليون (+202) أنّ الاستشهاد هو "الكمال" كما أنّه "تمام الشهادة"، وفي مكان آخر يقول: "إنّ كنيسة لا تتألّم ليست بكنيسة الرسل". أمّا ترتليانوس (+225) فيقول: "إنّ دم الشهداء هو بذار الكنيسة".

لا نكـون مجـانبيـن للصـــواب حين نقـول إنّ المسيحيّة تحثّ أبناءها أكثر من كلّ الديانات الأخرى على عدم الجحود، ولو أدّى ذلك إلى الاستشهاد في سبيل ما يؤمنون به. فثمّة ديانات تدعو المنتمين إليها إلى ممارسة ما يسمّى بمبدإ "التقيّة"، أي الوقاية المشتقّة من فعل وقى. والتقيّة معناها أنّ باستطاعة المؤمن إنكار الإيمان والجحود حتّى الكفر بالله "وقلبه مطمئنّ بالإيمان" في سبيل الحفاظ على حياته وأمواله. وذلك يعني أنّ من واجب المؤمن بتلك الديانات أن يخفي إيمانه ويكتمه في أثناء الخطر، وأن يُظهر تاليًا عكس ما يُبطن. المسيحيّة ترفض هذه الازدواجيّة في السلوك، وتمجّ الكلام على الظاهر والباطن، لأنّها ببساطة كلّيّة ترفض كلّ أصناف المداهنة، وتدعو دومًا إلى الشهادة للحقّ. ولنا في قول القدّيس كبريانُس القرطاجيّ (+258) موجز عن هذه المسألة، إذ يقول: "معاذ الله أن تسمّى مجموعةٌ من الجاحدين كنيسة".

القديس ملاتيوس الانطاكي

تعيّد الكنيسة في 12 شباط للقديس ملاتيوس بطريرك انطاكية الذي توفي سنة 381 اثناء انعقاد المجمع المسكوني الثاني. وكان القديس ملاتيوس قد ترأس جلسات المجمع حتى مرضه وموته.

ولد ملاتيوس في ارمينيا الصغرى ونشأ فيها ثم صار كاهنا مشهودًا له بالعلم والفضيلة. انتُخب اولا اسقفا على سبسطية لكنه ترك خدمته لكثرة الانقسامات والشغب بين الشعب وقصد حلب. بعد ذلك بقليل انتُخب رئيس أساقفة انطاكية أعظم مدينة في الشرق. وكانت الفِرق الآريوسية المختلفة تحاول السيطرة على المدينة وكل الشرق. نعرف ان المجمع المسكوني الاول كان قد حكم على هرطقة آريوس سنة 325، الا ان الخلافات استمرت عشرات السنين بعد ذلك. ظن الآريوسيون ان ملاتيوس واحد منهم وانه سيساعدهم، ووثق الأرثوذكسيون به بسبب اخلاقه وتواضعه. فوحّد الشعب بمجرد وجوده. يوم تنصيبه بحضور الامبراطور كونستانس الذي كان يميل الى الآريوسية وعظ ملاتيوس وعلّم الإيمان الحقيقي بالآب والابن والروح القدس المتساوين. فرح المؤمنون وعضب الآريوسيون وأقنعوا الامبراطور بنفي ملاتيوس الى ارمينيا. بقي الشعب المستقيم الرأي أمينًا له، ولم يقبل عنه بديلا.

بعد وفاة الامبراطور كونستانس، خلفه يوليانوس الجاحد (361-363) الذي أنكر المسيحية وعاد الى الوثنية وسمح بكل الديانات في الامبراطورية. عاد اذ ذاك ملاتيوس من منفاه كما عاد كل الأساقفة الارثوذكسيين. فاستقبله الشعب بابتهاج طالبين بركته. وجد ملاتيوس ان الارثوذكسيين في انطاكية كانوا منقسمين فيما بينهم: فريق يتبع ملاتيوس وفريق يشكك بانتخابه لان الآريوسيين اشتركوا في الانتخاب. انتخب هؤلاء احد الكهنة واسمه بولينوس رئيس اساقفة انطاكية وساندتهم الكنيسة الغربية. دام هذا الانقسام 85 سنة بالرغم من محاولات القديس باسيليوس الكبير والقديس آثناسيوس الاسكندري. حاول البطريرك التعاون مع الجميع من اجل جمع الشمل ومقاومة اضطهاد يوليانوس.

عاد ملاتيوس الى المنفى بأمر الامبراطور وقصد ارمينيا القريبة من كبادوكيا حيث التقى القديس باسيليوس مرارًا وكان يربطهما الايمان الارثوذكسي الواحد. بقي العديد من تلاميذه في انطاكية يكملون رسالته وأهمهم يوحنا الذهبي الفم الذي كان ملاتيوس قد عمّده ورسمه شماسًا.

عاد ملاتيوس من المنفى بعد موت الامبراطور فالنس سنة 378 ودعا فورا الى مجمع محلي حضره 150 اسقفًا حكموا على الهرطقات واقرّوا كلهم إيمان نيقية. لما اعتلى العرش الامبراطور ثيودوسيوس وكان تقيا جدا، دعا الى انعقاد المجمع المسكوني الثاني في القسطنطينية سنة 381 وطلب من القديس ملاتيوس ان يترأس المجمع.

العفة في الفكر

كان راهبان يسيران في طريق العودة إلى الدير، فصادفا فتاة جميلة تلبس ثيابًا نظيفة، وتتزيّن بالحليّ. فحيّت الفتاة الراهبين وقالت: "لقد انهار الجسر ليلة أمس أثناء هبوب عاصفة، وليس من وسيلة لعبور النهر. واليوم تُزّف صديقتي إلى شاب، وأنا ذاهبة لأحضر العرس. لكنّي أخشى النـزول في الماء فتتلوّث ثيابي النظيفة. فهل يمكنكما مساعدتي في عبور النهر؟".

وكان أحد الراهبين عجوزا، فتقدّم من الفتاة وحملها بين ذراعيه وعبر النهر وتركها على جانب النهر الآخر. تبعهما الراهب الثاني صامتًا، وكان شابّا يافعًا، يشعُّ حياة ونضارة. وعندما ابتعدت الفتاة عنهما، بدأ الراهب الشاب يؤنّب الراهب العجوز: "كيف حملتَ هذه الفتاة؟ ألا تعلم أن الشيطان يأتي أحيانًا في هيئة ملاك النور، فيجمّل الخطيئة ويخفيها تحت ستار عمل الخير؟ أتدري ما ستقوله هذه الفتاة لأصدقائها؟ إنها ستفتخر أن راهبًا حملها بين ذراعيه...". وتابع الراهب الشاب تأنيب الراهب الكهل، وهذا لا يردّ جوابًا، حتى وصلا إلى الدير. وقبل أن يعبُرا بوّابة الدير الصغيرة، توقف الراهب العجوز وقال: "اسمعني الآن جيّدًا. يقول أحد النساك إن اقتراف الخطيئة أقلّ خطورة من التفكير فيها أو اشتهائها. فذاك يدوم لحظة وهذا يستمر أيّامًا. أنا لا أريد أن أدافع عن نفسي أو أبرّر فعلي، لكني تركت الفتاة على ضفة النهر.... فإن كنت ما تزال تحملها في فكرك إلى الآن، دعها هنا، ولندخل الدير اثنين لا ثلاثة".

الأخبار

صربيا

تم خلال العام 2006 ترميم 8 كنائس قديمة في كوسوفو . هذا ما اعلنته السيدة ايما كارميكل المسؤولة عن الهيئة الاوربية لإعادة إعمار كوسوفو. قالت ان الهيئات الدولية التي تدعم مشروع الترميم مسرورة للتقدم في الإعمار. كانت 35 من الكنائس والاديار في كوسوفو التي يعود بعضـها الى القرنين 14 و15 قد دُمّرت في آذار 2004 اثناء اعمال العـنف ضد الصرب التي ذهب ضحيتها 19 قتيلا و900 جريحا. كانت هذه الاعمال هي الأعنف منذ ان تـركت القوات الصربية كوسوفو سنة 1999 وصـارت المنطقة في عهدة الأمم المتحدة. ان الاكثرية الساحقة لسكان كوسوفو الآن هي من الألبانيين بعد ان تهجّر منها اكثرية الصرب. افادت السيدة كارميكل ايضا ان كلفة الترميم خـلال 2006 بلغت مليونين وثلاث مئة الف اورو، وان الهـيئة تنوي إنفاق ميليونين وتسع مئة الف اورو خلال 2007 من اجل ترمـيم أماكن العبادة.

http://www.ortmtlb.org.lb

e-mail: This e-mail address is being protected from spambots. You need JavaScript enabled to view it

 
Banner