Article Listing

FacebookTwitterYoutube

Subscribe to RAIATI










Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 17: الاشتراك في القداس
العدد 17: الاشتراك في القداس Print Email
Sunday, 29 April 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشيـة جبيـل والبتـرون للـروم الأرثـوذكـس

الأحد 29 نيسان 2007 العدد 17   

أحد المخلّع

رَعيّـتي

كلمة الراعي

الاشتراك في القداس

في كنيسة خدمت فيها قديما كنت أحصي ان الحضور يوم الأحد كانوا بين 3 و 8% من عدد الرعية. في أبرشيتنا اليوم قال لي احد الكهنة ان كنيسته تجمع 17?% من المؤمنين. هذا العدد لا يزال صغيرا. الواضح اذًا ان القلة تصلّي، والغائبون يبررون انفسهم انهم يصلّون في البيت. جوابي كيف تصلّون وانتم تغطّون في النوم او تحتسون القهوة مع نسائكم او تذهبون في نزهة الى البحر صيفا والى كل مكان في الشتاء. أما انك تحتاج الى راحة فأنا أفهم ذلك، ولكن خذها بعد القداس، فالبحر والجبل كافيان لذلك،او تدبروا امر قداس مبكر مع الكاهن للذين يشعرون بحاجة الى النزهات. اقرأ هذا عن المسيحيين الأوائل في اورشليم: “وكانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات” (أعمال الرسل 42:2).

التركيز هو انهم كانوا يجتمعون في مكان واحد، وان الغاية غايتان: التعلّم ومشاركة بعض من المال مع الفقراء (ما تجمعه الصينية)، والصلوات ومناولة جسد الرب، اذ الغاية مـن كل قـداس هو المـناولة وليـس كما كان يفعل المؤمنون قـبل عـصر النهضة، ان يـتناول صباح الخميس العظيم بـلا قداس او مـرة بـعد الأصوام الاربـعة.

الصلاة عندنا فردية وجماعية. الفردية هي التي تقوم بها في منزلك صباح مساء او في محلك او على الطريق. اما الجماعية فهي التي تقوم في الكنيسة يوم الأحد وفي الأعياد التي يمكنك ان تغيب فيها عن عملك. اما صلاة الجماعة فهي اساسية لغذائك الروحي وإظهار عضويتك. ولذلك اتّخذت الكنيسة الاولى قرارًا يقول بأن الذي يتغيّب عن الكنيسة ثلاثة آحاد متتالية يُقطع من الجماعة اي يُفصل من عضوية الكنيسة، وهذا القرار اتخذناه آنذاك لمّا كان الذاهب الى الاجتماع تحت الارض كان يتعرّض الى قبض الشرطة الرومانية عليه.

لماذا تفهم ان والدك اذا اراد جمع العيلة يوم الأحد حول مائدته تذهب اليه، وبسبب من العاطفة البشرية وأواصر المودة بين أفراد العائلة تجتمعون، ولا تفهم ان عائلة الله تدعوك لتجلس معها على مائدة الرب وتأكلون معا هذا الذي اراد ان يكون مأكلا لنا ومشربا. وبهذا قال بولس الرسول: “أليس كأس البركة التي نباركها مشاركة في دم المسيح؟ فاذا كان هناك خبز واحد، فنحن على كثرتنا جسد واحد. لأننا نشترك في هذا الخبز الواحد” (1كورنثوس 16:10و 17). وهذا الكلام يتلاقى مع الذي قاله السيد في العشاء السري: “خذوا كلوا هذا هو جسدي” ولما أعطاهم الكأس قال: “اشربوا منها كلكم هذا هو دمي للعهد الجديد، الذي يراق عنكم وعن كثيرين لمغفرة الخطايا”.

اما عن النوم فقال بولس: “استيقظ ايها النائم وقم من الاموات (من بين النائمين) فيضيء لك المسيح” (أفسس 14:5). قم من هذا الكسل الروحي فلا تبقى مسجلا مسيحيا ارثوذكسيا على الهوية.

لما كنا نبني كنائس في الجبل المهجر وفي كل مكان آخر كنت أقول للمؤمنين الذين سعوا في البناء: اجل افرح بجهودكم ولكني أخشى ان نكون على الكسل القديم. لا شيء يحزنني مثل الكنائس التي نِصْفُها شاغر. ربما صرنا الآن نحضر اكثر مما كنا قبل الحرب، ولكن المشهد الواضح ان الكنائس الصغرى ملآنة وبعض الكنائس الكبرى فيها فراغ الا في المواسم.

كنت أطلقت مرة في حزني ان الارثوذكسيين موسميون يأتون في الأسبوع العظيم وفي الفصح والميلاد وقليلا في غيرها.

يا صاحبي اذا كنت تحبنا فلماذا تذهب عنا الى مواضع التنزّه او تلازم بيتك؟ انا واثق انك اذا صليت بـكثافة كل يـوم، وقرأت الإنـجيل كذلك كل يـوم، فهذا لا بـد ان يدفعك الى صلاة الجماعة في كل يوم نعيّد فيه لقيامة الرب اي يوم الأحد. لا تدعنا نحزن لغيابك. كيف تحتمل ان نحزن؟ نحن نريدك معنا حتى لا نحس بفقرنا الى وجهك. لاقِ وجوه إخوتك وتناول معهم جسد الرب حتى تحيا وتكون فعليا من كنيسة المسيح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل:1:6-7

في تلك الأيام فيما كان بطرس يطوف في جميع الأماكن نزل ايضا الى القديسين الساكنين في لدّة، فوجد هناك انسانا اسمه أينياس مضطجعا على سرير منذ ثماني سنين وهو مخلَّع. فقال له بطرس: يا أينياس يشفيك يسـوع المسيح، قم وافترش لنفسك، فقام للوقت. ورآه جميع الساكنين في لدّة وسارون فرجعوا الى الرب. وكانت في يافا تلميذة اسمـها طابيتا الذي تفسيره ظبية، وكانت هذه ممتلئة اعمالا صالحة وصدقات كانت تعملها. فحدث في تلك الأيام انها مرضت وماتت، فغسلوها ووضعوها في العليّة. وإذ كانـت لدّة بقرب يافا، وسمع التلاميذ ان بطرس فيها، أرسلوا اليـه رجلين يسألانه ان لا يبطئ عـن القدوم اليهم. فقام بطـرس وأتى معهـما. فلما وصل صعـدوا به الى العليّة ووقف لديه جميع الأرامل يبكين ويُرينَـه أقمصـة وثيابا كانت تصنعـها ظبيـة معهـنّ. فأخرج بطرس الجميع خارجا وجثا على ركبتيه وصلّـى. ثم التفت الى الجسد وقال: يا طابيتا قومي. ففتحت عينيها، ولما أبصرت بطرس جلست. فناولها يده وأنهضها. ثـم دعا القديسين والأرامل وأقامها لديهـم حيّة. فشاع هذا الخبـر فـي يـافا كـلّها، فآمـن كـثيــرون بـالرب.

الإنجيل: يوحنا 1:5-15

في ذلـك الزمـان صعـد يسوع الى اورشـليــم. وان في اورشليم عند باب الغنم بركـة تسمّى بالعبرانية بيت حَسْدا لها خمسة أروقة، كان مضطجعا فيـها جمهـور كثير مـن المرضى مـن عميان وعرج ويابسـي الأعضاء ينتظـرون تحريك الماء، لأن ملاكـا كان ينـزل احيانا في البركة ويحرّك الماء، والذي ينزل اولاً من بعد تحريك الماء كان يُبرأ من اي مرض اعتـراه. وكان هنـاك انسـان به مرض مـنـذ ثـمان وثـلاثين سنـة. هذا إذ رآه يـسوع ملقى، وعلم أن لـه زمانا كثيرا، قال له: أتريد أن تبـرأ؟ فأجابه المريض: يا سيد ليس لي انسان متى حُرّك الماء يُلقينـي في البركـة، بل بينما أكون آتيـا ينزل قبلي آخر. فقال له يسوع: قم احمـل سريرك وامـش. فللـوقت برئ الرجل وحمل سريره ومشى. وكان فـي ذلك اليوم سبـت. فقال اليهـود للذي شفي: انـه سبت فلا يحـلّ لك ان تحمل السرير. فأجابهم: ان الذي أبرأني هو قال لي: احمل سريرك وامش. فسألـوه: من هو الانسان الذي قال لك احمل سريرك وامش؟ أما الذي شفي فلـم يكـن يعلـم من هو، لأن يسوع اعتزل إذ كان في الـموضع جمـع. وبعد ذلك وجـده يسـوع في الهيكـل فـقال لـه: هـا قد عـوفِيْتَ فلا تعـدْ تخطئ لئلا يصيبـك أشرّ. فذهب ذلـك الانسان وأخبر اليهـود أن يسوع هـو الذي أبرأه.

إنجيل المخلّع

خبر شفاء المخلّع، الذي نتلوه في الأحد الثالث بعد الفصح (أنظر: يوحنّا 5: 1- 15)، لهو، بامتياز، خبر الفصح بانعكاسه علينا. فاختيار الكنيسة النصوصَ الإنجيليّة، في الفترة الفصحيّة، إنّما هدفه أن تبيّن لنا مفاعيل قيامة الربّ فينا، أي قيامنا من كلّ خلع وموت (أنظر رسالة اليوم: أعمال الرسل 6: 1- 7).

لن نتبسّط، هنا، في مواضيع أناجيل آحاد الفصح، بل سنحصر أنفسنا بما يحمله إلينا خبر شفاء المخلّع. وأوّل ما يجب تأكيده أنّ هذا الخبر، الذي قد يكون ظاهره بسيطًا، صعوبته أنّه ينقل إلينا ما جرى من دون أن يتوسّع في تفاصيل يترك لنا أن نكتشفها بين كلمات الخبر وسطوره.

تدور حادثة شفاء المخلّع قرب بركة يجتمع حولها مرضى كثيرون ينتظرون ملاكًا "كان ينزل أحيانًا في البركة، ويحرّك الماء، والذي ينزل، أوّلاً، بعد تحريك الماء، كان يبرأ من أيّ مرض اعتراه". فإلى هناك، جاء يسوع. واختار، من جملة المرضى، مخلّعًا (أو مفلوجًا). وبعد أن علم أنّ له زمانًا طويلاً في مكانه، طرح عليه سؤاله المثير: "أتريد أن تبرأ؟". فردّ عليه الرجل، وأخبره عن طول انتظاره، وأن "ليس له إنسان، متى حُرّك الماء، يلقيه في البركة". لنتوسّع قليلاً. رجل قرب بركة. وبالضرورة، عيناه إلى مياهها التي يعتقد أنّ تحرّكها يـشفي. يـأتيه شخص غريـب، ويـطرح عليه سؤالاً، ويجيبه.

هذا المشهد، بحدّ ذاته، يفترض أنّ الرجل، لكونه ردّ على محدّثه، قد أهمل النظر إلى البركة. هل تركها لشعوره بأنّ نيّة محدّثه أن يرميه فيها؟ هل استجداه بردّه، ليفعل؟ النصّ لا يقول شيئًا من ذلك. فقط، يردّد ما قاله الرجل من دون أيّ تعليق. وهذا يجعلنا نعتقد أنّ ثمّة أمرًا جديرًا بالاهتمام حرّكه، ليردّ على محدّثه. المعنى العامّ أنّ من أثاره هو شخص يسوع. ولكنّ النصّ سيخبرنا، لاحقًا، أنّ الرجل لم يعرف الربّ إلاّ في النهاية. وهذا يجعلنا نعتقد أنّ ما أثار المخلّع هو أنّ شخصًا اقترب منه، وحدّثه. هكذا ببساطة. أجل، النصّ لا يقول ذلك أيضًا. ولكن، لِمَ لا؟ قد نحسب أنّ هذا أمر بسيط، ولذلك نستبعده. ولكن، أليس ما نستبعده، ولا سيّما في النصوص الإنجيليّة، هو أوّل ما يجب أن نتوقّف عنده؟ لا أحد يترك بركة تسمّر قربها نحو أربعين سنة، لو لم يُثَر. القارئ يعرف أنّ الشخص، الذي أثاره بكلامه، هو يسوع. ولكنّ رجل الإنجيل لمّا يعرف. وهذا ما يجب أن نتوقّف عنده، ونرى أين نحن منه. في العادة، لا يعنينا، كثيرًا، أن نقارب مريضًا. قد نصلّي له، ليشفى. وهذا مهمّ. ولكنّنا قلّما نفكّر في تخصيصه بزيارة وحديث ودود! الدنيا تعجّ بمرضى مهملين يتأفّف ذووهم منهم، أو يرمونهم، شيوخًا، في بيوت للراحة من دون أن يعودوا يسألون عنهم! هنا، الربّ يلفتنا إلى أنّ المريض قد يحتاج إلى رفيق أكثر من أيّ شيء آخر. قد يطلب كتفًا يرمي عليها همومه. وقد يحسب، في كثير من الأحيان، أنّ هذا شفاؤه! لا، لم يكن الرجل يريد من الربّ أن يرميه في البركة. فهو لا بدّ من أنّه عرف أنّ هذه البركة قد تكون شفت كثيرين غيره. ولكنّ أحدًا من هؤلاء لم يدفعه شفاؤه إلى أن يلتفت إلى من كان في وضعه. ما أحسبُهُ أنّ الرجل قَبِلَ أن يردّ على سؤال يسوع، لشعوره بأنّه مهمل إهمالاً كلّيًّا. هل هذا يعني أنّ الرجل، هكذا فجأة، خطر بباله أنّ هذه البركة، وإن كانت تشفي، لا تعيد للإنسان إنسانيّته؟ هل أنّه أحسّ أنّ مَنْ يكلّمه ليس كسائر الناس؟ لا شيء في النصّ يقول ذلك. لكن أيضًا: لِمَ لا! فهذا كلّه يبيّن أنّ الربّ هو، وحده، محور الخبر (أي البـركة الحقيقيـّة والشخص المنقذ). يــبقى أنّ هـذا الجـزء من التـلاوة يـنتهي لصالح الرجل الـذي شفاه الربّ بكلمة، أي بقوله له: "قم، احمل سريرك، وامش".

بعد هذا، حدث أمران. أوّلهما حوار المخلّع مع اليهود في السبت. وثانيهما لقاء يسوع به ثانيةً في الهيكل. لن نـتوقّف، هنا، على موضوع السبت. فما يـعنـينا أنّ الرجل أجاب المعترضين على حمله سريره في يوم ٍٍ تقدّسه الشريعة القديمة: "أنّ الذي أبرأني هو قال لي: احمل سريرك، وامشِ". ويبيّن تعليق الإنجيليّ على الذين طالبوا الرجل بمعرفة هويّة مبرئه، "أمّا الذي شُفي، فلم يكن يعلم من هو". هنا، النصّ يقودنا إلى أمر آخر. فالرجل، الذي ترك البركة، وجد نفسه شاهدًا على ما حدث معه. وأمام مَنْ؟ أمام شعبه وأهل دينه الذين يحاسبونه على تجاوز الشريعة! البركة تنتقل. البركة، هذه المرّة، هي شريعته القديمة. فتخلّى عنها أيضًا. من الجرأة أن تتخلّى عن نفسك، عن تقاليد مجتمعك، عن أهلك متى أريد لك أن تبتعد عن الحقّ. إنّها مرارة أن تعود وحيدًا، مهملاً. الرجل لا يعرف مَنْ شفاه. فينحاز إلى من لم يعرفه. يختار أن يبقى مخلصًا لمن حدّثه، وشفاه. ليست الشهادة غير هذا. إنّها أن تتعلّق بكلمة مَنْ قد تكون أنت المؤمن الوحيد بوجوده في محيطك، أو في الدنيا كلّها. الشهادة هي أن تقول خبرتك في عالم لا يخطّئك فحسب، بل قد يرفضك وإلهك أيضًا.

ثمّ تؤكّد التلاوة أنّ الربّ، "بعد ذلك، وجده في الهيكل"، وأوصاه بألاّ يخطئ. هنا، جملة "وجده"، التي هي محور النصّ، إنّما تعني أنّ الربّ هو، وحده، دنيا المهمَلين. فشأن المرء لا أن يرتضي الشفاء فحسب، بل أن يؤمن بأنّ الربّ وجده. هذه هي حقيقة الوجود التي لا يوازيها أمر في الوجود. فخرج الرجل إلى اليهود، "وأخبرهم أنّ يسوع هو الذي أبرأه". كيف عرفه؟ الإنجيليّ لا يقول سوى أنّ الربّ وجده، وقال له ما قال. هل هذه إشارة ضمنيّة إلى أنّ الربّ قائم في ما قاله؟ ليس من تفسير آخر. فأمانة الشاهد الدائمة، التي تجعله يحافظ على شفائه وتبعده عن الخطيئة، تفترض حفظ كلمة الله والإخلاص لشخص الكلمة، أو لاسمه. خرج إليهم، ليقول إنّ يسوع هو الذي أبرأه. يسوع هو، وحده، موضوع الشهادة، واسمه كافٍ لتبيان صدقها.

لقد قال مـفسّرون كثيرون إنّ هذا المخلّع هو كلّ واحد منّا. وهذا، في الواقع، هو عـصب نصّ خدمـة العيد. فكيف نتذكّر، أنّ الربّ القائم يريدنا قائمين؟ كيف نؤمن بقدرته؟ كيف نريده؟ كيف نحدّث جميع المرضى الذين يعرفون أنّهم بحاجة إليه، أو لا يعرفون؟ كيف نشهد له في عالم معترض؟ كيف نُخْلص لكلمته؟ وكيف يهمّنا أن يظهر هو، اسمُهُ، في كلّ ما نقول ونفعل؟ أسئلة، إن اقتدنا بهذا النصّ الإنجيليّ لنجيب عنها، قادرة على أن تعلّمنا كيف نـبقـى أحيـاء بـإله حيّ يـطلبـنا دائـمًا، لنـنـوجد.

اعتذار

أدّى خطأ تقني الى سقوط العمود السابع من العدد الماضي رقم 16 من رعيتي وطُبع العمود السادس مرتين. لذلك لم تتمكنوا من قراءة القسم الثاني من المقال عن حاملات الطيب والقسم الاول من خبر رسامة الاب منصور (عازار). تصحيحًا للخطأ نثبت المقال والخبر كاملَين في هذا العدد مع الاعتذار.

حاملات الطيب

تـطلق الكنـيسة اسم حاملات الطيـب على النساء اللواتـي أتـَين الى قبر يسوع فجر يـوم القيامة. حمَلن الحنوط وبـكّرن جدا في المجيء وكـنّ اول مـن عرف بـالقيامة وشهـد لها. تعيّد الكنيسة لهنّ في الأحد الثاني بعد الفصح لأنهنّ نظرن اولا المسيح القائم من بين الأموات وأخبرن الجميع بالكرازة الخلاصية.

اما عن أسمائهنّ فأشهرهنّ مريم المجدلية التي تبعت يسوع مع النساء الأخريات من الجليل الى اورشليم يخدمنه، وبخلاف التلاميذ بقين معه اثناء الصلب وبعد موته على الصليب وحتى حين تركه تلاميذه جميعًا.

مريم هي اول من رأى القبر فارغًا وأول من ظهر لها يسوع ناهضًا من القبر، وأول من أرسلها لإعلان قيامته كما ورد في الأناجيل الأربعة (متى 28: 1، مرقس 16: 1 و9، لوقا 24: 10 ويوحنا 20: 1). هي امرأة مميزة، “رسولة الرسل” كما ندعوها في تقليدنا لأنها هي التي بشّرت الرسل بالقيامة.

اما بقية النساء حاملات الطيب اللواتي نعيّد لهنّ اليوم فهنّ سالومة، ومريم التي لكليوبا ام يعقوب (مرقس 16: 1) ويوانا زوجة خوزي، وسوسنة (لوقا 8: 2-3)، ومريم ومرتا أختا لعازر وأخريات كثيرات.

أحضرن الطيوب لدهن جسد السيّد فلم يجدنه. طريقهن الى القبر كانت طريق بكاء وحزن على فقدانه، في حين أضحت طريق عودتهنّ فرحًا وتمجيدًا.

حاملات الطيب هنّ أول من شهد وأعلن قيامة يسوع. من أفواههنّ قيل: “المسيح قام” للمرة الأولى. من أفواههنّ عرفت البشرية غلبة يسوع على الشر والموت. من خلالهن وصلت البشرى السعيدة. كنّ وفيّات له، تبعنه في بشارته وآلامه وقيامته، فكافأهن الرب على إخلاصهنّ له، وطلب منهنّ أن يخبرن التلاميذ عمّا رأين.

الأخبار

رسامة كاهن

صباح السبت 31 آذار (سبت ألعازر) ترأس سيادة المطران جاورجيوس الخدمة الإلهية في كنيسة النبي ايلياس - منصورية المتن- بحضور كثير من المؤمنين. خلال القداس رفع سيادته الشماس منصور (عازار) الى رتبة القسوسية ليخدم في الرعية ذاتها.

ومما توجه به راعي الأبرشية نحو الكاهن الجديد: أخي الخوري منصور، يا أحبة. كان يسوع يـلجأ الى هذا البيت في بيت عنيا كثيرا في خروجـه من اورشليم او رجوعه اليها اذ كانت بيت عنيا ضاحية ولا تزال قائمة حتى اليوم واسمها العازارية.. نقرأ في الكتاب العزيز عن الثلاثة: مريم ومرتا ولعازر، كانوا من الحلقة الكبرى التي كانت حول يسوع. جرت حادثة إقامة لعازر فيما كان المسيح ذاهبا الى قيامته هو.  انت يا منصور مدعو إلى ان تكون مثل هذا البيت، اي ان يستريح اليك يسوع اذا ما خرج وجاء. ان تكون مثل بيت مريم ومرتا ولعازر هو ان تـكون مهيّأ دائما لاستقبال السيد بالايمان والمحبة. فالسيد يسكن المحبة. ذلك انك ستعرف صعوبات في الرعاية، وتلتقي بمن يـحب يسوع كثيرا ومن يـحبه قليلا ومن يـحبه بـين بـين. وهؤلاء كلهم بشر، انت عائد الى القيامة. تفتقدهم بالكلمة. فقد بـعث يسوع صديقه لعازر من القبر بالكلمة. الكلمة تـكوّنك كل يوم حتى يـتمكّن الناس من الّا يروا انك منصور من بيت عازار ابن بيت مري. هذه الاشياء لا قيمة لها. ما له قيمة فقط انك حامل كلمة الله وتروّض الرعية هنا على ان ترى فيك ذلك. وعليك ان تـعوّدهم انـك تـجيء من الانـجيل وانك تـقابلهم بـالانجيل. ويسمعون انهم مدعوون إلى ان يعودوا الى يسوع... قال يسوع لمرتا: من كان حيا وآمن بي لن يـموت الى الأبد. ..المهم انـك ان كنت محبا ليسوع تـحيا الى الابد منذ الآن، ولن يـعتريك موت.

اذا كنت يا اخي الاب منصور حيا، تصبح مُحييا، لأن من شأن الحياة ان تنتقل. ولكن ينبغي ان يعلموا جميعا انهم احياء بالمسيح. علّم خراف المسيح هؤلاء أبناءنا في هذه البلدة، علّمهم انهم سيزدادون حيوية بالمسيح وانهم مدعوون إلى ان يكونوا قامات من نور اي قامات من حب. على هذا اذهبْ وابقَ ما شاء الله ان تبقى. ولكن ان اعطيتهم الكلمة الالهية سيفرحون ويدعون لك بطول العمر. عند ذاك تصبح وانت هنا، جليس يسوع.

 
Banner