Article Listing

FacebookTwitterYoutube
Share

للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع:  wedding2

مركز القدّيس نيقولاوس للإعداد الزوجيّ

Home Raiati Bulletin Raiati Archives Raiati 2007 العدد 21: العنصرة
العدد 21: العنصرة Print Email
Sunday, 27 May 2007 00:00
Share

تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس

الأحد في ٢٧ أيار ٢٠٠٧           العدد ٢١  

أحد العنصرة المقدس

رَعيّـتي

كلمة الراعي

العنصرة

الكلام على الروح القدس في إنجيل اليوم ليس عن حادثة العنصرة مباشرة ولكنه يتعلّق بمفاعيل الروح عند المؤمن الذي “ستجري من بطنه أنهار ماء حي” أي الفضائل التي يغرسها الروح الإلهي فيه. كذلك أوضح يوحنا أن الروح القدس لم يكن بعد (أي انه لم ينزل بعد لأن يسوع لم يكن بعد قد مُجّد بمعنى أن نزول النعمة الإلهية لاحِقٌ لموت الرب وقيامته).

أما حادثة العنصرة فالكلام عليها وارد في أعمال الرسل بحيث عرفنا مفاعيله إذ ليس له وجه ولا يُعرف إلاَّ بعطاياه. سفر الأعمال يتكلّم على رمزين أوّلهما صوت من السماء كصوت ريح شديدة، وثانيهما ألسنة نار استقرّت على كل واحد من الرسل المجتمعين “في مكان واحد” مع والدة الإله. المعنى اذًا أن كل رسول تقبّل العطاء الإلهي الذي كانوا قد سمعوا عنه من السيد خلال ثلاث سنوات وفي كثرة من الأحوال كان غامضا عليهم.

وكان السيد قد وعدهم بعد العشاء السري في خـطبة الوداع انه سيرسل لهم “معزيا آخر” يـرشدهم إلى جـميـع الحـق ليــس انــه يــأتي بــتعـليـم آخـر ولكــنـه يـؤيّده فيهم بالفهم ويجعل عندهم شجاعة وحماسة بعد أن تكون قلوبهم قد تحرّكت بهذا اللهب الإلهي الذي نزل عليهم بشكل ألسنة نارية.

وطفقوا يتكلّمون بألسنة لم يكونوا يعرفونها. وسفر الأعمال يذكر أسماء الشعوب التي كانت هناك وهي مجموعات يهودية جاءت لقضاء العنصرة اليهودية في أورشليم.

فهل نطق الرسل حقا بهذه اللغات ام انهم تكلموا بلغتهم الآرامية وفهم كل شعب؟ لا نعرف وليس هذا مهما. المهم ان هؤلاء تحولوا بوعظ التلاميذ واقتبلوا المعمودية.

من ناحية اعتقادنا بالروح القدس نقول “وبالروح القدس (أي أؤمن بالروح القدس) الرب المحيي المنبثق من الآب والمسجود له مع الآب والابن” أي إننا نقر بطبيعته الإلهية لكونه الأقنوم الثالث من الثالوث المقدس، وقد أضيفت على دستور الإيمان في المجمع المسكوني الثاني المنعقد في القسطنطينية ضد مقدونيوس الذي أنكر ألوهيَّة الروح.

وظيفة الروح القدس انه ينقل إلينا كل موهبة من الثالوث المقدس. هو أقنوم التقديس، والتقديس صادر عن كل الثالوث. يلهمك الخير والتوبة والمحبة وكل ما هو طاهر وجليل لسلوكك. ولا يمكنك أن تسمو روحيًا إلاَّ به. هذا من الناحية الشخصية. وأمَّا في حياة الجماعة فهو الذي يتمم الأسرار كلها بدءا من المعمودية ومرورا بالقداس الإلهي ووصولاً إلى الكهنوت والزواج وأي عمل تقديسيّ مثل تقديس الماء يوم الظهور الإلهي ومباركة بيت جديد مثلا، وضع الحجر الأساس لكنيسة جديدة وتكريس كنيسة جديدة كل هذا يأتي من الروح. بمعنى آخر نحن نعيش في عنصرة دائمة. هناك طبعا من لهم مواهب خاصة كالتعليم الديني أو الحماسة في العمل الخيري. الروح يوزع بمواهب كما يشاء و نتكامل جميعا في كنيسة الروح.

جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان).

الرسالة: أعمال الرسل ١:٢-١١

لما حـلّ يوم الخمسين كان الرسل كلـهم معا في مكان واحد. فحدث بغتـة صوت من السماء كصوت ريح شـديدة تعسف، وملأ كل البيت الذي كانوا جالسين فيه. وظهرت لهم ألسنـة منقسمة كأنها من نار فاستقـرّت على كل واحد منهم. فامتلأوا كلهم من الروح القدس وطفقوا يتكلـمون بلغات أخرى كما أعطاهم الـروح أن ينطقوا. وكان في أورشليم رجـال يهـود أتـقياء من كل أُمّة تحت السمـاء. فلمّا صار هذا الصوت اجتمع الجمهور فتحيّروا لأن كل واحد كان يسمـعهم ينطقون بلغـتـه. فدهشـوا جميعا وتعجبـوا قائلين بعضهم لبعـض: ألـيس هؤلاء الـمتكلمون كلهم جليليين؟ فكيف نسمـع كـل منا لغته التي ولد فيها؟ نحن الفَرتيين والماديين والعيلاميين وسكـان ما بين النهـرين واليهوديـة وكبادوكيـة وبُنطُس وآسية وفريجية وبمـفيـلية ومصر ونواحي ليبية عند القيروان والرومانيين المستوطنين واليهود والدخلاء والكريتيين والعرب نسمعهم ينطـقون بألسنتنا بعظائم الله.

الإنجيل: يوحنا ٣٧:٧-٥٢ و١٢:٨

في اليوم الآخِر العظيم من العيد كان يسوع واقفا فصاح قائلا: إن عطـش أحد فـليأتِ اليَّ ويشـرب. من آمـن بي فكما قـال الكتاب ستجري مـن بطنه انهار ماء حي (إنما قال هذا عن الروح الذي كان المؤمنون به مزمعين ان يقبلوه إذ لم يكن الـروح القدس بعد لأن يسوع لم يكن بعـد قد مُجّد). فكثيرون مـن الجمع لما سمـعـوا كلامه قالوا: هذا بالحقيقـة هو النبي. وقال آخـرون: هـذا هـو المسيح. وآخرون قالـوا: ألعـلّ المسيح من الجليل يأتي؟ ألم يقل الكتاب انه من نسل داود من بيت لحم القرية حيث كان داود يأتي المسيح؟ فحدث شقاق بيـن الجمع من أجله. وكان قوم منهم يريدون ان يمسكوه ولكن لم يلـقِ أحد عليه يدا. فجاء الخدّام الى رؤساء الكهنة والفريسيـين، فقال هؤلاء لهم: لمَ لم تأتوا به؟ فأجاب الخدام: لم يتكلّم قط إنسان هكذا مثل هذا الإنسان. فأجابهـم الفريسيـون: ألعـلّكم انتم أيضًا قد ضللتم؟ هـل أحد من الرؤساء او من الفريسيين آمن به؟ امّا هؤلاء الجمع الذين لا يعرفـون الناموس فهم ملعـونـون. فـقال لـهم نــيقوديـمُس الـذي كان قد جـاء اليـه ليلا وهو واحد منـهم: ألعلّ ناموسنا يدين إنسانًا إن لم يسمع منه أولاً ويَعـلم ما فعـل؟ أجابوا وقالوا له: ألعلّك أنت أيضًا من الجليل؟ ابحث وانظـر انه لم يَقُمْ نبي من الجليل. ثم كلّمهم أيضًا يسوع قائلاً: أنا هو نور العالم من يتبـعني فلا يمشـي في الظلام بل يكون له نور الحياة.

في إعلان قداسة القدّيسين

لن أتكّلم، هنا، على الأسباب التقليديّة التي توجب إعلان قداسة أحد أعضاء الجماعة الكنسيّة. لكنّي سأتبسّط في ناحية، وإن اختفت وراء غيرها، تبقى السبب الجوهريّ الذي يوضح أنّ القداسة، التي هي واحدة في السماء والأرض، تخصّ المؤمنين جميعًا.

قد يكون معروفًا أنّ إعلان القداسة، كما كلّ الأحداث الجليلة في الحياة الكنسيّة (رسامة الكهنة مثلاً)، لا يحتمل تسرّعًا. فشأن الكنيسة أن تنتظر ردحًا بعد رقاد أيّ إنسان اختبرت استقامته وطهره، قبل أن تدلي بدلوها في موضع قداسته. أهمّيّة هذا الانتظار الواجب أنّه يدلّ على جدّيّة الحدث الذي لا يحتمل أيّ تقدير خاطئ. أجل، مَنْ يعلن القداسة هو الله الذي يتكلّم في بشرٍ بناءً على قواعد وضعها هو. ولربّما خير قاعدة أنّ القداسة هي اعتراف الناس بفعل روح الله في هذا الوجود. ثمّة فِرق مسيحيّة تنتقد الكنيسة على إعلان قداسة أحد أعضائها. وهذه، من حيث تدري (أو لا تدري!) تجعل القداسة أمرًا يفوق قدرة البشر، أو جميع البشر. وهذا معناه، عندهم، أنّها مستحيلة واقعيًّا! وإذا كان الله دعانا إلى القداسة، فهذا، بالضرورة، يعني أنّه وضع لنا سبل الوصول إليها. لا أعتقد أنّ هذا الوضع ينكره أحد. لكنّ النكران يظهر في جعل القداسة شأنًا يخصّ السماء حصرًا، أو العالم الآتي فحسب. وهذا يشوّه تدبير الله الذي ألغى كلّ مسافة ما بين السماء والأرض. القداسة هي التعبير الصريح عن أنّ الكنيسة تؤمن بخلاص الله حقًّا، أي تحيا بموجبه "الآن وهنا". كلّ تأجيل كامل للمكافأة الأخيرة هو، في الحقيقة، نوع من أنواع إعادة تثبيت للمسافة المُلغاة. وهذا يخالفه معنى الرجاء في المسيحيّة. فأنت ترجو، أي أنت تستند إلى ما أظهره الله في مسيحه مرّة وإلى الأبد. وغير هذا وَهْمٌ لا علاقة للمسيحيّة بـه. فإن نـاديت، مثلاً، بـقيامة الأموات، سنـدك قيـامة المسيـح. وإن نـاديـت بـقداسة القـدّيــسيـن، سنــدك قداسة الله ووعوده الصادقة. كلّ ما يفوق قدرات العقل يمكن بوحه بناء على كشف الله. وهذا هو الرجاء (١كورنثوس ١٥: ١٩).

أن تُعلَن القداسة هنا، لهو التعبير الصريح عن محبّة القداسة فينا وفي الآخرين. وهذا، الذي تقوم عليه حياة الكنيسة دائمًا، هو ما يجب ألاّ يفوتنا في كلّ حال. فحياتنا الكنسيّة تغدو فارغة من مضمونها إن لم نحبب القداسة، ونسعَ بعضنا إلى قداسة بعض. تعلن الكنيسة قداسة أحد أعضائها، لتقول إنّ قداسة الله واجبة بشريًّا، وتاليًا إنّنا جميعًا مسؤولون بعضنا عن قداسة بعض. القداسة ليست، كما يقول الكثيرون اليوم، شأنًا يخصّ "فئة". فأن تقول، مثلاً، إنّ الله جعل فلانًا قدّيسًا بهذا المعنى الذي يجعلك تعتقد أنّه حصر فعله فيه، أمر يسيء إلى الله وإلى مشروع قداسته الواحد. أن تعيّد لقداسة أحد القدّيسين، وتخرج مبتهجًا بما حقّقه الله مع غيرك، من دون أن تعرف أنّ هذه هي دعوة روح الله إليك أيضًا، فأنت ساقط في الإساءة عينها. وأن تفعل هذا وذاك من دون أن تذكر أنّ الله، الذي يدعوك إلى القداسة، إنّما يدعوك أيضًا إلى العمل على قداسة الآخرين، فأنت قائم في وَهْمِ التزام.

ربّما لا نفكّر كثيرًا في مضمون هذا التعبير الصريح، أي أنّ محبّة القدّيسين تنشأ من محبّتنا لله الفاعل فيهم والذي مشيئته أن يفعل فينا، وأن نساهم نحن في فعله أيضًا. ولذلك السؤال الذي يطرحه بعض العامّة عن إعلان القدّيسين في كنيستنا (مثلاً: لماذا الكنيسة الأرثوذكسيّة لا تعلن قداسة قدّيسين نظير غيرها؟)، لا يوافقه، فقط، أن نقول إنّنا نعلن، لكنّ غيرنا أنجح إعلاميًّا في نشر أخباره (وهذا صحيح هنا في بلادنا). فالسؤال لا يجوز طرحه على المسؤولين في الجماعة فحسب. السؤال، من الواجب أن يطرحه المؤمنون أنفسُهم على أنفسهم. لو سمّينا عشرات الأشخاص، الذين أعلنت الكنيسة الأرثوذكسيّة قداستهم في العالم منذ وقت قريب، لما أعطينا جوابًا يشفي الغليل. الجواب كامن في جوهر الحياة الكنسيّة. ولذلك السؤال المطروح يفترض سؤالاً آخر، وهو: من يؤمن بأنّه مدعوّ شخصيًّا، اليوم، إلى القداسة، وفي الآن عينه إلى بثّ روح القداسة في الآخرين؟ السؤال لماذا الكنيسة لا تعلن، أو تـعلن قليلاً، أو لا يـصل إلينا أنّها تعلن، يقابله لماذا أنا لا أختار القداسة فعلاً ونهجًا وإطار عمل. هذا ليس فيه تجبّر! بل، على العكس، هو قلب الجواب الوحيد الذي يؤكّد إيماننا بطلب الله العامّ، أي: "كونوا قدّيسين، لأنّي أنا قدّوس" (١بطرس ١: ١٦).

ما يجب أن نذكره دائمًا، في كلامنا على القدّيسين، أن "ليس عند الله محاباة" (رومية ٢: ١١). هذا، الذي هو جوهر تعليمنا عن قداسة القدّيسين، يرتّب علينا أن نعرف أنّ الله يشتهي قبلنا جميعًا، وأكثر منّا جميعًا، أن تعلن القداسة في العالم. ولكنّه لا يشتهي ذلك، ليحوط به عدد أكبر من القدّيسين (فهم كذلك بإعلان أو بغير إعلان)، بل لندرك نحن أنّ السماء باتت، فعلاً، على الأرض، ونحكم حياتنا بهذا الإدراك. الله يشتهي هذا الإعلان، ولو أنّه، في الواقع، لا يحتاج إليه. وإن تنازل إلى أن يظهر أنّه محتاج، فمن أجل منفعتنا وتبيان حقّه فينا. الله يعرف أنّ هذا الإعلان ينشّط عزيمتنا، ويشدّدنا، ويفرحنا. ولكنّه ينتظر، في الوقت عينه، أن نعرف نحن أنّه يريدنا جميعًا له، لنطيع مشيئته، ونخدمها، ونحيا. فقط، عندما ندرك أنّ الله دعانا إلى أن نقوم بخدمة مسيحه بعضنا لدى بعض، لنصير جميعنا "قربانًا مقبولاً عند الله قدّسه الروح القدس" (رومية ١٥: ١٦)، نعرف أنّ ما أعلنته الكنيسة، وتعلنه وسوف تعلنه، إنّما أعدّه الله لنا جميعًا منذ إنشاء العالم (متّى ٢٥: ٣٤).

لغة جديرة بالاهتمام

لاحظ واحدٌ من الآباء الشيوخ أحد أبنائه الروحيين يجيد الكلام والمنطق، ولا يفوّت فرصة دونما كلمة له يتفوّه بها.

فبادره بالسؤال: “كم تجيد من لغاتٍ يا بنيّ؟”.

أجاب ابنه الروحي: “خمسًا”.

ـ وما هي؟

-العربية واليونانية والفرنسية والانكليزية واللاتينيّة.

ـ ألا تعلم أن لغةً جديرة بالاهتمام تعوزك بعد؟

ـ لا. ولكني أكون شاكرًا لو أشرت عليّ بها.

ـ إنها لغة الملكوت.

ـ وما هي لغة الملكوت هذه؟

ـ الصمت، فقد علّمنا أبونا البار اسحق السريانيّ أن “الصمت هو لغة الدهر الآتي”.

الأخبار

عيد الصعود الإلهي

رئس سيادة راعي الأبرشية المطران جاورجيوس القداس الإلهي مساء الأربعاء الواقع فيه ١٦ أيار ٢٠٠٧ بمناسبة عيد الصعود الإلهي في كنيسة الصعود-كفرحباب. عاونه عدد من الكهنة والشمامسة بحضور حشد من المؤمنين.

أثناء القداس ألقى سيادته العظة التالية: يا إخوة هذا أصعب عيد يمكن فهمه. مع ذلك سأحاول أن أسهّل الأمر عليكم قليلا. أولاً تعلمون ان ابن الله الأزلي الذي لم يُخلق وكان منذ الأزل مع الآب. تجسد من الروح القدس ومن مريم العذراء. وُلد من العذراء وتكوّن له فيها جسد، وعاش في هذا الجسد ما يقارب ثلاثين سنة أو أكثر قليلا وكان عليه ان يموت من اجل خلاصنا، وقد وطئ الموت بالموت كما قلنا خلال أربعين يوما وقلناها اليوم قبل القداس لآخر مرة.

تـغـلّب يسوع عـلى المـوت أي انـه نـهض مـن القبر. هذا انتصار. نـزول المسيح إلى هذه الارض يسمّى في اللغة اللاهوتية “التدبير الإلهي” أي كيف رتّب أحوال هذه الدنيا. دبّر يسوع شؤون الإنسانية أي أنهضها من خطاياها، نظفها منها بموته على الخشبة وبانتصاره على الموت. ولكن نزول ابن الله إلى الأرض كان يجب ان يقابله صعود ابن الله من الأرض إلى السماء لتكتمل الدورة (نزولا وصعودا). في خطبة الوداع يقول يسوع كثيرا انه صاعد إلى الآب: انا عائد إلى الآب لأرسل لكم الروح القدس. في إنجيل يوحنا يقول “من يؤمن تجري من بطنه انهار ماء حي”. كان يتكلم على الروح القدس ولكنه لم يـكن بـعد لأن يـسوع لم يـكن بـعد قـد مُجـّد. والتمجيد يعني الموت. يسوع لم يكن قد مات. وظهر عليه مجد هذا الانتصار على الموت. مجيء الروح القدس الى العالم مرتبط بانتصار يسوع على الموت.

لذلك اكمل مجده بالصعود بمعنى انه اظهره بصورة جلية اكثر. هو لم ينقطع عن أحضان الآب فيما كان هنا على هذه الأرض. كان لا يزال في السماء مع الآب. اراد الآن بعد القيامة ان يضم الى الآب هذه الطبيعة الانسانية التي اتخذها من مريم. والمعنى الحقيقي للصعود ان يسوع أراد ان يكشف ان الطبيعة البشرية التي اتخذها هي منضمّة أيضًا إلى الآب. ما أظهره يسوع لتلاميذه على جبل الزيتون حين رأوه صاعدا الى السماء يعني في العمق انه كشف لنا جميعا ان طبيعته الجسدية هذه صارت بشكل محسوس في المجد. تمجّد يسوع في جسده هذا الذي اتخذه من العذراء. ولما تمجّد يسوع بصورة نهائية في الصعود او بان انه تمجّد في الصعود، صار بالإمكان إرسال الروح القدس إلى العالم.

اذًا مجيء الروح القدس إلينا في العنصرة نتيجة لكون يسوع قد مُجّد في السموات. أصبحنا الآن نعيش بقوة الروح القدس. تحيا الكنيسة وتقدم قديسين وشهداء وكل واحد منكم يتقدّس بمقدار حسب استعداده وطاقته لله وللإنجيل. كل واحد يتقدّس اذا تاب. ونحصل على التقديس بنوع أوضح وصريح بالأسرار المقدسة اي الذي يقبل المعمودية والميرون وهو طفل، ينسكب عليه الروح القدس، ثم الذي يأخذ جسد الرب ودمه يأخذ هذا بقوة الروح القدس، والذي يتزوج إنما بالروح القدس. وهكذا مسحة المرضى وسر الكهنوت وكل الأعمال التقديسية. نحن نعيش بالروح القدس وهو يكوّن فينا المسيح، والمسيح يكون فينا ونحن نكون فيه.

إذن كان هذا العيد ليقول لنا الله أن المسيح أكمل مجده وكشف مجده لنا بالصعود وبثّ ويبثّ الروح القدس فينا باستمرار بأعمال التقديس التي تـتم في الكنيسة، وبـالفهم الروحـي يـزداد فـينا بـمعرفة الإنجيل. لذلك كان لهذا العيد مكانة مركزية في خدمتنا الإلهية حتى نرفع أفكارنا إلى السماء ونعود من السماء إلى هذه الأرض ونحن مقدسون، آمين.

 
Banner