للمقبلين على سرّ الزواج المقدّس رجاءً مراجعة موقع: |
العدد 26: شؤون كهنوتية ورعائية |
Sunday, 01 July 2007 00:00 |
تصدرها أبرشية جبيل والبترون للروم الأرثوذكس الأحد في أول تموز 2007 العدد 26 الأحد الخامس بعد العنصرة القديسان الماقتا الفضة كزما ودميانس
رَعيّـتي
كلمة الراعي شؤون كهنوتية ورعائية نحن في حاجة، الخريف الآتي، إلى طَلَبة بلمنديين يتخرجون بعد أربع سنوات لأن بعض كنائسنا ليس لها كاهن متفرّغ لها ويخدمها كاهن يأتي من مكان آخر، والسبب الثاني ان الكاهن المسنّ قد تُقعده الشيخوخة عن الخدمة. ومشكلة معيشته عند ذاك ينبغي ان نتدارسها بصورة جدية. لا بد لنا من مشاورات كبيرة ندرس فيها أوضاع الكهنة العاجزين عن خدمة كاملة وسليمة. هنا أدعو شبابنا المتحمّسين للإنجيل والملتهبين غيرة للرب ان يجيئوا إليّ لإرسالهم الى معهد اللاهوت ليمتحنهم ثم يتقبّلهم. الرغبة المُثلى أن يدرس شبابنا اللاهوت قبل رسامتهم لأن في هذا تأسيسا لوعظ مسؤول وتعليم المسيحية في المدارس الرسمية والخاصة وتنوير عقولهم للإجابة عن أسئلة المؤمنين ومواجهة أعداء الإيمان. أحيانا نضطر الى رسامة شاب غير متخرّج بعد أن نتحقّق ان لديه حدًّا أدنى من الفهم الروحي وغيرة على بيت الله. لقد حاولنا كثيـرا التعـزيز المعيـشي للكاهن، وارتفع المستوى بشكل واضح في معظم الأمكنة، ولكنا لم نصل الى بحبوحة مدهشة في معظم الأماكن. ربما اقتضى منا هذا مشاورات ذات طابع اقتصادي ولكنها مركّزة ايضا على حماسة المؤمنين. الشيء الأخير أن هذه الأبرشية تستوعب الآن تقريبا نصف أرثوذكس لبنان بسبب الهجرة، وهذا ما يفرض علينا واجب البناء لكنائس جديدة، وقد قمنا بتشييد 31 كنيسة في الجبل المهجّر والمناطق غير المهجّرة ما خلا الترميم هنا وهناك. ولكنا لم نستطع في قريتين على الأقل إكمال الكنيسة، غير اننا نقيم الخدمة الإلهية في قاعات الكنائس. في المبدأ، كل رعية يجب ان تكون لها كنيستها. أن نقسم بعض الرعايا القائمة لتكون لكل رعية كنيسة وكاهن فهذا امر متعذّر علينا الآن. ولكن نحاول ان نقيم الصلاة بطرق مختلفة، باستئجار بيت مثلا، وكان هذا في النقاش في ساحل بيروت والآن بعد أن توفرت لدينا الأرض سنبدأ قريبًا بمباشرة البناء فور انجاز الترخيص. عندنا اذًا رعايا يجب تقسيمها ليكون على كل رعية كاهن. ولكن هذا الأمر متعذّر في الأحوال الاقتصادية الحالية. من اجل ذلك رأينا ان نعيّن كاهنا آخر في بعض الأماكن يخدم في كنيسةٍ واحدةٍ رعيةً اخرى، او ننتدب اكثر من كاهن لخدمة رعية كبيرة لاستحالة كاهن واحد ان يخدم مئات من العائلات بصورة كاملة ومرْضية. السبب الآخر لتعدد الكهنة في مكان واحد يعود الى تعدد الاختصاصات في العمل الرعائي. فهذا قد يكون متخصصا في رعاية الاولاد، وهذا أقوى في الوعظ، تتوزّع المهام بين الكهنة الخادمين في كنيسة واحدة. الرعاية تسود كل اعتبار آخر. في الكنيسة الأولى كان لكل مذبح كاهن. هذا ممكن تطبيقه اذا كان عندنا عدد كافٍ من المعابد. غير ان هذا مستحيل في هذه المنطقة ما لم يرتفع المستوى الاقتصادي في البلد وينمو الأرثوذكسيون في الغيرة والحماسة. هذا يفترض ان يكون كل كاهن مخْلصا لأخيه الكاهن الآخر، عائشا معه بالمحبة، عارفا أن خـراف يسـوع لا نقـدر ان نتـركهـا لئـلا تحصل الخيانـة. واذا كان لا بد من ترتيب قانوني فهذا سهل، والحقيقة ان المحبة وحدها تكفي لحل كل المشاكل التي يمكن ان يواجهها المسؤول. لا نستطيع ان نترك خروف المسيح مشردا بلا عناية. الكلمة الإلهية يجب ان تصل الى كل من نحن وكلاء المسيح بينهم لنغذيهم بالأسرار الإلهية ولا يموتوا جوعا. لقد باركَنا اللهُ بكهنة جيدين ومخلصين. نرجو ان يزداد عددهم وان تعلو قيمتهم لنؤدي نحن الرعاة حسابا في الدينونة بلا خجل.
جاورجويس مطران جبيل والبترون وما يليهما(جبل لبنان)
الرسالة: 1كورنثوس 27:12-31، 1:13-8 يا إخوة انتم جسد المسيح وأعضاؤه افرادا، وقد وضع الله في الكنيسة أناسا، اولا رسلا، ثانيا أنبياء، ثالثا معلمين، ثم قوات، ثم مواهب شفاء، فإغاثات، فتدابير، فأنواع ألسنة. ألعل الجميع أنبياء؟ ألعل الجميع معلمون؟ ألعل الجميع صانعو قوات؟ ألعل للجميع مواهب الشفاء؟ ألعل الجميع ينطـقون بالألسنـة؟ ألعـل الجميع يترجمون؟ ولكن تنافسوا في المـواهب الفضلى وانا أريكم طريقا أفضل جدا. ان كنت أنطـق بألسنة الناس والملائكـة ولم تكن فيّ المحبـة فإنما انا نحاس يطنّ او صنج يرن، وإن كانت لي النبوّة وكنت أعلم جميع الأسرار والعلم كلّه، وإن كان لي الإيمان كله حتى أنقل الجبال ولم تكن فيّ المحبـة فلست بشيء، وإن أطعمت جميع أموالي وأسلمت جسدي لأُحرَق ولم تكن فيّ المحبـة فلا أنتفع شيئا. المحبة تتأنى وترفق، المحبة لا تحسد، المحبة لا تتباهى ولا تنتفخ، ولا تأتي قباحة ولا تلتمس ما هو لها ولا تحتدّ ولا تظن السوء، ولا تفرح بالظلم بل تفرح بالحق، وتحتمل كل شيء وتصدق كل شيء وترجو كل شيء وتصبر على كل شيء. المحبة لا تسقط ابدا.
الإنجيل:متى 28:8-34، 1:9 في ذلك الزمان لـما أتى يسوع إلى كـورة الجرجسيين استقبله مجنونان خارجان من القبور، شرسان جدا، حتى انـه لم يكن أحد يقدر أن يجتاز من تلك الطريق. فصاحا قائلين: ما لنا ولك يا يسوع ابن الله؟ أجئت إلى ههنا قبل الزمان لتعذبنا؟ وكان بعيدا عنهـم قطيع خنـازير كثيرة ترعى. فأخذ الشياطين يطلبـون إليه قائلين: أن كنـت تخـرجنا فأْذن لنا أن نذهب إلى قطيع الخنـازير. فقال لهم: اذهبـوا. فخرجـوا وذهبـوا إلى قطيع الخنـازير. فإذا بالقطيع كله قد وثب عن الجرف الى البحر ومات في المياه. أما الرعاة فهربوا ومضوا إلى الـمدينة، وأخبـروا بكل شيء وبأمر الـمـجنـونين. فخـرجت الـمدينة كلها للقاء يسـوع. ولـما رأوه طلبوا إليه أن يتحوّل عن تخومهم. فدخل السفينـة واجتـاز وأتى إلى مدينـته.
المحبّة لا تسقط أبدًا إنْ كانت المسيحيّة أساسها الاقتداء بالمسيح، فالمحبّة هي ذروة هذا الاقتداء. وإنْ شئتَ أن تستفتي الناس حول تعبير واحد نوجز فيه المسيحيّة لقالوا في غالبيّتهم الساحقة "المسيحيّة دين المحبّة". ولا عجب في ذلك، فالربّ يسوع لم يخلّف إلاّ وصيّةً واحدة: "أحبّوا بعضكم بعضًا كما أحببتكم" (يوحنّا 15، 12). ولا نرى في هذه الوصيّة تحدّيًا غير قابل للتحقيق، فحين قال يسوع "كما أحببتكم" فإنّما قالها لثقته بأنّ الإنسان قادر، بنعمة الله، على بلوغ أسمى درجات المحبّة، وهي بذل الذات كما بذل المسيح نفسه على الصليب: "ليس لأحد حبٌّ أعظم من أن يبذل نفسه في سبيل أحبّائه" (يوحنّا 15، 13). وهذا ما شدّد عليه الرسول يوحنّا في رسالته الأولى حين أعاد التأكيد على التمثّل بيسوع المسيح حتّى المنتهى: "وإنّما عرفنا المحبّة بأنّ ذاك قد بذل نفسه في سبيلنا. فعلينا نحن أيضًا أن نبذل نفوسنا في سبيل إخوتنا" (3، 16). ومعيار المحبّة الحقيقيّة ليس القول بل العمل، فيتابع الرسول في الرسالة عينها منبّهًا "لا تكنْ محبّتنا بالكلام ولا باللسان، بل بالعمل والحقّ" (3، 18). بعد أن يعدّد الرسول بولس المواهب الخاصّة بالمؤمنين لبناء الجسد الذي هو الكنيسـة، بحسـب ما ورد في الرسالة التي تتـلوها الكنيسة اليــوم، ينشد مرنّمًا المحبّة التي بـدونها تصبـح تلك المـواهب عادمـةَ الجـدوى، وفارغةً من مضمـونها الـروحـيّ، ومخالفـةً معناها الأصليّ. فـالرسـول يـذكـّر بـضــرورة أن يـقـــتـرن عمـل المـؤمـنـيـن بـفعل المــحبـّة الصادقـة، كي لا يكون عملـهم ناقـصًا أو مشـوبًا بغايـات دنيويّة آنيّـة، بل يكـون عملـهم كامـلاً على مثال عمـل الربّ. لذلك يدعو الرسول إلى التنافـس على "الصالحات والباقيات"، لا على الفـانيات، والله يعيننا في ذلك: "ولكـن تنافسـوا في المـواهب الفضلى، وأنا أريكم طريقـًا أفضـل جدًّا". ليس المهمّ إذًا أن يكـون المرء معلّمًا بليغـًا أو نبيًّا أو عالِمًا كبيـرًا أو مصلّيًـا أو صوّامًا أو جـوّادًا، بل أن يكون المرء على ذلك بالإضافـة إلى اكتساب المحبـّة أوّلاً. فالرسـول يكرّر القـول مرّات عدّة في متـن الرسالـة إنّه مهما فعـل مـن صلاح وبرّ وعجـائب وآيـات، ولم تكـن فيه المحبّة "فإنّما أنا نحاس يطنّ أو صنج يرنّ"، "فلستُ بشيء"، "فلا أنتفـع شيئًا". هنـا، يريـدنا الرسـول بولس ألاّ نتعامل مع الوصايا الإلهيّة بصفتها فرائض أو شرائع يتوجّب علينا إتمامها على ظـاهر الحـروف، بل أن نلتـزمها كيانيًّا ونمارسها بحـبّ واقتنـاع كلّيّين. لذلك لا يتوانى الرسول بولس عن التأكيد على أنّ المحبّة هي تمام الشريعـة، فيقول في رسالتـه إلى أهل رومية: "فالمحبـّة كمال الشريعة" (13، 10). وفي هذا المعنى، لا يكون الظاهـر بشيء، فليس الإنسان آلـةً مبـرمجة على تـنفيـذ تلك الفرائض، بل أن يتبنّاها الإنسان وينفّذها بمحبّة قصـوى كونهـا ضروريّـة لخـلاصـه ولحياتـه الدائمـة مع الله. ليست المحبّة، في هذا السياق، مجرّد شعور بشريّ انفعاليّ ابن اللحظة، بل هو نابع من موقف دائم أصيل مبنيّ على الالتزام بالإنسان الآخر الذي جعله الله أمامنا لنحبّه. فالمحبّة لا تقوم على الانفعال أمام واقعٍ ما سرعان ما ننساه بعد أن يَعبر، بل تقوم على الفعل الملتزم المستمرّ في كلّ لحظة من حياتنا. لذلك ليست المحبّة شعورًا بالشفقة أو بالحسرة على مريض أو فقير أو ما سواهما، بل هي فرحٌ بالخدمة المجّانيّة والعطاء اللامحدود، وتكريسٌ للوقت والذات في سبيل هؤلاء الذين سيكونون بابَنا إلى الخلاص. من هنا، تتّخذ المحبّة طابعًا إيمانيًّا يجد مصدره في الله الذي هو نفسه محبّة، فالرسول يوحنّا في رسالته الأولى يؤكّد على ذلك حين يقول: "أيّها الأحبّاء، فليحبّ بعضنا بعضًا لأنّ المحبّة من الله، وكلّ محبّ مولودٌ لله وعارفٌ بالله. مَن لا يحبّ لم يعرف الله، لأنّ الله محبّة" (4، 7-8). في رسالة اليوم، يعدّد الرسول بولس سمات المحبّة وعلاماتها التي لا تقبل التأويل. فالمحبّة ليس فقط نقيض الكراهيّة، بل هي نقيض الكبرياء والأنانيّة والحسد وظنّ السوء والظلم. فلا يمكن متكبرًا أو أنانيًّا أو حاسدًا أو ظنّانًا بالسوء أو ظالمًا أن يحبّ، وإنْ مارس من حين إلى آخر ما يبدو أنّه فعل محبّة. المحبّة تتطلّب تغيّرًا في الطبع والسلوك، انقلابًا على الخطيئة المعشّشة في بطون القلوب والنفس، توبةً حقيقيّة وخضوعًا لمشيئة الله في كلّ أمر. هذا يستتبع القول بأنّ المحبّة رفيقة الرفق والتأنّي وجمال الروح والصدق والصبر والحقّ. هي ذروة اكتساب الفضائل المسيحيّة التي نجدها في الإنجيل والتراث الكنسيّ المديد، هي اكتساب يسوع المسيح نفسه. لا غرو في أن تختار الكنيسةُ هذه الرسالةَ لتلاوتها في هذا اليوم الأوّل من شهر تمّوز، عيد القدّيسَين الطبيبَين العادمَي الفضّة قزما ودَميانُس، اللذين لم يتقاضيا أيّ مبلغ من المال لقاء الخدمة التي كانا يؤدّيانها تجاه مرضاهما. فالكنيسة أرادت عبر قراءتها نصّ رسالة المحبّة في عيدهما الإشارة إلى أنّ كلّ إنسان مدعوّ في وظيفته أو حيث يوجد إلى ممارسة المحبّة من دون انتظار أيّ مقابل. فإنْ كان القدّيسان قزما ودَميانس وسواهما قد استطاعوا عيش المحبّة في حياتهم اليوميّة، فالله وهبنا نحن أيضًا، إنْ سلّمنا أمرنا له، أن نصل إلى الطوبى الأبديّة.
محبة الأعداء للقديس سلوان الآثوسي هناك أناس يتمنّون العذاب والعقاب لأعدائهم ولأعداء الكنيسة. هؤلاء لا يعرفون محبة الله. مَن عنده محبة المسيح وتواضعه يحزن على كل الناس، يبكي ويصلّي من أجلهم. يا رب، كما صلّيت لأعدائك، علّمنا بروحك القدوس ان نحبّهم ونصلّي من اجلهم بدموع. هذا صعب جدا علينا نحن الخطأة إن لم تكن نعمتك معنا. اذا سكن الروح القدس قلب انسان ولو بمقدار قليل جدا، سينفطر قلبه من اجل النــاس جميعهم يشفق اكثر على الذين لا يعرفون الله او يقاومونه. يصلي من أجلهم ليلا نهارا ليعرفوا الله. كان المسيح يصلّي للذين صلبوه: »يا أبت اغفر لهم لأنهم لا يعرفون ماذا يفعلون« (لوقا 34:23). القديس استفانوس ايضا كان يصلي من اجل الذين عذّبوه وقتلوه لكي لا تُحسب لهم هذه الخطيئة (أعمال الرسل 60:7). اذا أردنا ان نحافظ على النعمة فينا، علينا ان نصلي من اجل الأعداء لأن مَن لا يرفق بالخاطئ لا تسلك فيه نعمة الروح القدس.
القديسون العادمو الفضة تعيّد الكنيسة اليوم للقديسين قزما ودميانوس اللذين عاشا في رومية حوالى سنة 284. كانا أخوين مسيحيين تعلّما الطب على يد طبيب وثني بارع وكرّسا حياتهما لخدمة كل مريض ومحتاج. كانا، في الوقت ذاته يبشران بيسوع المسيح المخلّص فآمن به كثيرون. تسمّيهما الكنيسة »عادمي الفضة« لأنهما ما كانا يتقاضيان اي أجر لقاء العلاج والشفاء. ماتا شهيدين للإيمان بعد ان وُشي بهما حسدًا. نجد سيرتهما مفصلة في كتاب سير القديسين (السنكسار) في اول تموز. نعيّد في اول تشرين الثاني لقديسين اخوين اسمهما ايضا قزما ودميانوس، لكنهما من آسيا الصغرى (تركيا) من منطقة افسس. كانا طبيبين يسعيان لشفاء المرضى ويبشرانهم بيسوع المسيح. تميّزا ايضًا بعدم قبول أتعاب لقاء عملهما. وفي 17 تشرين الأول تذكار لقديسين عادمي الفضة اصلهم من العربية اسمهم ايضا قزما ودميانوس واخوتهم الثلاثة ليوندوس وانثيموس وافبريبيوس. في 31 كانون الثاني نعيّد للقديسين العادمـي الفضة كيرُس ويوحنا. كان كيرس طبيبا من الاسكندرية قرر، حبا بالمسيح، ان يعالج المرضى مجانا. وشى به حاسـدوه الى الحاكـم ايام اضطهـاد الامبراطـور الروماني ديوكلسيان حـوالى سنـة 303. هـرب الى تخـوم العـــربيـة حيث صار راهبًا. وصلت اخبار كيرس الى جندي اسمه يوحنا اصله من بلاد ما بين النهرين (العراق) فترك الجندية وقصد قلاية كيرس وصار تلميذًا له ومعاونًا. مع استمرار الاضطهاد ماتا معا شهيدين للإيمان بعد قطع رأسيهما. دفنهما المؤمنون في كنيسة القديس مرقس في الاسكندرية. وفي القرن الخامس نقل القديس كيرلس الاسكندري، بطريرك الاسكندرية، رفاتهما الى منطقة من مصر كان سكانها لا يزالون يمارسون عبادة الإلهة ايزيس. وهناك كثرت الاشفية والعجائب على القبر وصار مقصدًا للزوار.
سؤال نحتاج لأن نسأله لأنفسنا ذهـب صديقـان يصطادان الأسمـاك فاصطـاد أحدهما سمكة كبيرة ووضعها في حقيبته ونهض لينصرف، فسألـه الآخر: إلى أين تذهب؟! فأجابه الصديق: إلى البيت، فقد اصطدت سمكة كبيرة جدا تكفيني. فرد الرجل: انتظر لتصطاد المزيد من الأسماك الكبيرة مثلي. فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟! فرد الرجل: عندما تصطاد أكثر من سمكة يمكنك أن تبيعها. فسأله صديقه: ولماذا أفعل هذا؟ قال له: كي تحصل على المزيد من المال. فسأله صديقه: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: يمكنك أن تدخره فتزيد من رصيدك في المصرف. فسأله: ولماذا أفعل ذلك؟ فرد الرجل: لكي تصبح ثريا. فسأله الصديق: وماذا سأفعل بالثراء؟! فرد الرجل: تستطيع في يوم من الأيام عندما تكبر أن تستمتع بوقتك مع أولادك وزوجتك. فقال له الصديق العاقل: هذا هو بالضبط ما أفعله الآن، ولا أريد تأجيله حتى أكبر ويضيع العمر. من هنـا يمكننا القـول: لماذا نؤجل الاستمتـاع بما نملك إلى أن يضيـع الوقت فنـكبـر ونكتشف أن ما كان بامكاننا أن نستمتع بـه بالأمس لا يعنـي لنا شيئًا اليـوم لسببٍ ما كالعمـر أو المـرض أو...؟ سـؤال جدير بالاهتمـام والمنـاقشـة على الأقل بيـن الشخص ونفسه في لحظة تجلٍّ وتأمل. لا شك في أن اي شخص يصدُق مع نفسـه في هذه اللحظة سيكتشـف أشياء كثيرة فاتتـه رغم علمـه بها. |
|